أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 3 يونيو 2024

مسرحية للفتيان " خمبابا " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن 


    مسرحية للفتيان " خمبابا " تأليف طلال حسن


     البداية

ــــــــــــــــــــ



                           ظلام ، أصوات بعيدة ،

                       متداخلة ، تهتف لجلجامش


الأصوات : جلجامش .. جلجامش .. جلجامش ..
مرحباً ببطل أوروك .. جلجامش ..
جلجامش .. مرحباً بالملك العظيم ..
جلجامش .. جلجامش .. مرحباً بالبطل
المنتصر ..جلجامش .. جلجامش .. عاش
جلجامش قاهر خمبابا .. عاش سلحق
وحش غابة الأرز .. جلجامش .. جلجامش
.. جلجامش " تتباعد الأصوات شيئاً
فشيئاً"


                        معبد إي كال ـ ماخ 

                          ننسون ، كاهنة


ننسون : " عند النافذة " ها هو جلجامش ، لقد
عاد أخيراً ، من غابة الأرز

الكاهنة : بطل أوروك عاد منتصراً ، فهنيئاً
لأوروك ، وهنيئاً لأهل أوروك بهذا
النصر

ننسون : يا له من نصر فادح الثمن

الكاهنة : لكل نصر ثمنه ، يا مولاتي ، ومن أجل
أوروك ، ولعيني بطلها جلجامش ،
يرخص كل شيء

ننسون : " بشيء من الضيق " تأخرت الوصيفة 

الكاهنة : ستأتي حالاً " صمت " مولاتي

ننسون : نعم

الكاهنة : مولاتي جلجامش ، كان هنا ، ليلة
البارحة

ننسون : لهذا أردت الوصيفة

الكاهنة : " محرجة " ها " تلتفت " أظنها قادمة "
تنحني " عن إذنك ، مولاتي

ننسون : تفضلي



                            الكاهنة تخرج ، الوصيفة

                                تدخل على عجل


الوصيفة : عفواً مولاتي ، إذا تأخرت قليلاً ،
أوروك كلها خرجت تهت لجلجامش

ننسون : دعيني من هذا الآن ، أريد أن تذهبي ،
وبسرعة ، إلى الأميرة

الوصيفة : الأميرة !

ننسون : قد تكون الآن في القصر ، أو في معبد
إي ـ أنا

الوصيفة : المجد لآنو وعشتار

ننسون : اذهبي إليها ، وقولي لها ، أن تأتيني هنا
، قبل ظهر اليوم

الوصيفة : " تنحني " أمر مولاتي

ننسون : أسرعي ، هيا 

الوصيفة : " تنسحب مسرعة " سمعاً وطاعة ، يا
مولاتي


                          الوصيفة تخرج مهرولة ،

                             ننسون تبقى وحدها


ننسون : يا للحياة ، إنها حلم ، وما يتبقى للذكرى
، هو الحقيقة الوحيدة في هذا الحلم "
صمت " جلجامش أوروك ، أسوار
محصنة ، حرم إي ـ أنا المعبد الطاهر ،
انكيدو ، خمبابا ، وأي كابوس هو خمبابا
" صمت " لو لم يكن خمبابا موجوداً ،
لأوجده جلجامش ، ومضى لمنازلته "
صمت " خمبابا ، خمبابا كان هو البداية ..
هو البداية .. البداية      


     


     المشهد الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــ



                             غرفة في قصر جلجامش ،

                              خادمتان تنظفان الغرفة


الأولى : هيا ، أسرعي ، يا بطتي

الثانية : كنت بطة ، قبل أن أعمل معك هنا ، أما
الآن ..

الأولى : احمدي الإله آنو ، فأنت ترين جلجامش
، رجل أوروك ، كل يوم

الثانية : سأحمد الإله أنو ، والإلهة عشتار أيضاً
، إذا بقي مولاي جلجامش " تلتفت إليها "
يقال أنه سيمضي قريباً

الأولى : نعم ، سيمضي إلى غابة الأرز البعيدة ،
حيث يسكن خمبابا

الثانية : يا إلهي الجبار آنو ، إن جسمي ليقشعر ،
حينما أسمع اسم خمبابا

الأولى : " تعتدل " دعك من خمبابا الآن " تتأمل
الغرفة فرحة " انظري

 الثانية : " تتأمل الغرفة بدورها " آه

الأولى : وردة

الثانية : وأية وردة

الأولى : فتية ، يبللها ندى الصباح

الثانية : " تمسح عرقها " مثلي

الأولى : انتبهي ، يا وردتي الثقيلة ، يبدو أن ابن
البستاني يريد قطفك

الثانية : من ! انزو ؟

الأولى : نعم ، فهو يكاد لا يرفع عينيه عنك ،
عندما تتمخطرين كالبطة في حديقة
القصر

الثانية : أيتها اللعينة " تضربها " إنني لا أرضى
إلا بجندي بطل

الأولى : " تهمهم " هم م م م 

الثانية : يقاتل ببسالة في صفوف جيش ملك
أوروك ، جلجامش

الأولى : " تلكزها " صه " تعمل " المربية

الثانية : " تعمل " أظنها سمعتنا

الأولى : " هامسة " اعملي .. اعملي


                     تدخل المربية ، الخادمتان

                           تكفان عن العمل


الأولى : صباح الخير ، يا سيدتي

الثانية : صباح الخير

المربية : صباح النور

الأولى : " تبتسم مشيرة حولها " سيدتي

المربية : " تتأمل الغرفة " سلمت أيديكما

الأولى : " ترمق الثانية فرحة " ....

المربية : إنها وردة ، وأي وردة

الأولى : " ترمق الثانية قلقة " .....

المربية : أنتما في قصر جلجامش ، ملك أوروك ،
وبطلها ، عندما تتكلمان مرة ثانية ، لا
ترفعا صوتيكما

 الأولى : " محرجة " سيدتي ....

الثانية : " خائفة " عفواً .. سيدتي .. عفواً ..
عفواً

المربية : لا بأس ، اذهبا

الأولى : شكراً ، سيدتي " تسحب الثانية
خلسة " هيا

الثانية : شكراً " تسرع معها " شكراً سيدتي ،
شكراً

الخادمتان : " تخرجان مسرعتين " ....

المربية : " تقف عند النافذة " آه ما أروع الشمس
، وهي تشرق ، فوق أعظم المدن ،
أوروك ، لكن .. " صمت " لكن ما قيمة
أوروك ، إذا ابتعد عنها جلجامش ؟ "
ترفع عينيها إلى أعلى " عشتار


                            يدخل جلجامش ، وقد

                             ارتدى حلة جميلة


جلجامش : عمت صباحاً

المربية : " تلتفت " مولاي 

جلجامش : لا تقولي ، الوقت مبكر ،

المربية : صباحات أوروك رائعة ، وليس لأحد
أن يفرط فيها ، مهما كان السبب

جلجامش : " يفهم إشارتها " آه منك

المربية : مولاي ، إنني مربيتك ، أمك الثانية 

جلجامش : مادمت أمي ، أنظري إلى ملابسي ،
أنظري

المربية : " مبتسمة " مولاي " تمسد كتفه " إنها
جميلة ، جميلة جداً ، ومثلها لا يرتديها
الرجل إلا .. ليذهب ..

جلجامش : بنو شوم مازال مريضاً ، ولا يستطيع
أن يحضر وداعي ، سأذهب لوداعه

المربية : هو فقط !

جلجامش : خمبابا أولاً

المربية : لو كنت جلجامش ، ملك أوروك ، لقلت
، الأميرة أولاً وأخيراً

جلجامش : حمداً للآلهة ، أنا جلجامش ، وليس أنت 

المربية : ليت الإله شمش ، يحرق خمبابا بشواظه
اللاهبة ، ويخلص البلاد من شروره

جلجامش : لن يخلص البلاد من خمبابا وشروره ،
سواي " يتجه إلى الخارج " أنا جاجامش
" يلوح لها " إلى اللقاء

المربية : مولاي " تلحق بجلجامش " مهلاً ، يا
مولاي ، أنت ام تفطر بعد

جلجامش : لا عليك ، سأفطر اليوم ، عند أمي
المقدسة ، ننسون ، في معبد إي كال ـ ماخ
" يخرج "

المربية : " تقف محبطة " لقد أشرفت على إعداد
كل ما يحبه ، ، وها هو يذهب .. آه يا
للآلهة

 

                               إظلام

 


     المشهد الثاني

ـــــــــــــــــــــــــــــ



        

                           حديقة القصر ، الأميرة ،

                              تصغي لتغريد بلبل


الأميرة : ما الأمر ؟ الصباح جميل ، والحياة
جميلة ، فلمَ كل هذا الحزن ؟ تمهل ، يا
عزيزي ، تمهل ، لا تطر بعيداً ، إنني
بحاجة إليك " تقف محبطة " لقد مضى ،
لو لم أخاطبه ، وبقيت صامتة ، أصغي
إليه ، لربما بقي " صمت " الصباح جميل
، الحياة جميلة ، فلمَ .. آه


                          الأميرة تطرق برأسها ،

                           أختها تدخل مسرعة


الأخت : " لاهثة " أخيتي

الأميرة : قولي أولاً ، صباح الخير

الأخت : مولاي .. جلجامش .. هنا

الأميرة : ماذا! جلجامش ؟

الأخت : " مبتسمة " صباح .. الخير

الأميرة : دعك الآن من صباح الخير ، حدثيني
عن .. جلجامش

الأخت : حيرتني ، يا أختي ، أنت قلت ..

الأميرة : " تضربها " تكلمي

الأخت : لحظة " تبالغ في اللهاث " أنفاسي
متقطعة ، لقد جئت عدواً ل ِ..

الأميرة : " ترفع يدها مهددة " هيا 

الأخت : إنه هنا منذ فترة ، وهو الآن عند والدنا

الأميرة : كل هذا ، ولم تأتي لإخباري ؟

الأخت : كنت أقف خلف الستارة ، أتأمله وأقول
في نفسي ، ليت أختي ..

الأميرة : أيتها الحمقاء " تهم بالتوجه إلى الداخل
" ابتعدي وإلا ذهب ، قبل أن .. 

الأخت : " هامسة " أخيتي ..

الأميرة : دعيني 

الأخت : " هامسة " ها هو قادم

الأميرة : " تتوقف مبهورة " جلجامش

الأخت : " تحاكي لهجتها " نعم ، جلجامش

الأميرة : جلجامش " لأختها " اذهبي أنت

الأخت : " تماحكها " دعيني أبقَ

الأميرة : بسرعة

الأخت : " مازحة " سمعاً وطاعة " تسرع في سيرها "

الأميرة : " تتمتم " جلجامش


                          الأخت تخرج ، الأميرة 

                         تلتفت ، يدخل جلجامش


جلجامش : عمت صباحاً

الأميرة : مولاي " تلتفت إليه " أهلاً بك ، عمت
صباحاً

جلجامش : كنت : منذ قليل ، عند والدك " صمت "
رأيت أن أزوره ، قبل أن ..

الأميرة : هذا كرم منك

جلجامش : صحته الآن .. جيدة

الأميرة : حمداً للآلهة ، إنه يتحسن

جلجامش : وقد سألت عنك ، فقيل لي إنك هنا

الأميرة : نعم ، فالصباحات ، في حديقة القصر
جميلة " تتطلع إليه " مولاي جلجامش

جلجامش : أميرتي ، أرجوك ..

الأميرة : لا تدعني معلقة ، حائرة ، لا أدري ،
ماذا أفعل

جلجامش : لقد ناقشنا الموضوع ، أكثر من مرة ،
ولا فائدة من منافشته مجدداً

الأميرة : فلنتروّ قليلاً ، لا داعي للعجلة

جلجامش : سأذهب ، هذا أمر محسوم

الأميرة : لم يعد أمامي إذن ، إلا أن أدخل المعبد 

جلجامش : لكني سأعود ، سأقتل خمبابا وأعود

الأميرة : ليتك تدع خمبابا وشأنه ، خمبابا لا يتهدد
أوروك

جلجامش : إنني جلجامش ، وعليّ أن أقتل خمبابا ،
وأزيل شروره من البلاد

الأميرة : حتى لو قتلته ، فسيكون لك خمبابا آخر ،
وستمضي لقتله ، حيثما يكون

جلجامش : كلا ، ليس هناك سوى خمبابا واحد ،
وسأقتله ، وأرتاح

الأميرة : دعك منه ، وارتح ، لعلي أرتاح

جلجامش : هذا محال ، لابد أن أذهب إلى جبل
الأرز ، وأقتل خمبابا

الأميرة : الأمر لك " تطرق برأسها " اذهب ،
اذهب إلى غابة الأرز ، وافعل ما تشاء

جلجامش : أميرتي ..

الأميرة : " تحدق فيه صامتة " ....

جلجامش : أصغي أليّ 

الأميرة : سمعت أنك قد تذهب وحدك

جلجامش : ما سمعته مبالغ فيه

الأميرة : يقال ، إن انكيدو لا يريد أن يذهب معك
، إلى غابة الأرز

جلجامش : انكيدو صديقي ، وخلي ، ولن يتخلى
عني

الأميرة : إنه على ما يبدو ، لا يهتم بخمبابا ، فهو
يبني لفقراء أوروك بيوتا وحدائق ودوراً  للعلم

جلجامش : هذه ليست مهمة بطل مثل .. انكيدو

الأميرة : من يدري ، لعله يختلف معك في هذا الرأي

جلجامش : " في شيء من الحدة " سأذهب وحدي إلى جبل الأرز ، إذا اقتضى الأمر

الأميرة : حسن ، وأنا سأدخل المعبد

جلجامش : أميرتي ..

الأميرة : مادمت ستذهب 

جلجامش : حان الوقت ، عليّ أن أذهب الآن ، إن أمي تنتظرني في معبد أي كال ـ ماخ


                     جلجامش يخرج مقطباً ،

                     الأميرة تغالب دموعها


                               إظلام




     المشهد الثالث

ــــــــــــــــــــــــــــــ



                       غرفة واسعة في معبد 

                       أي كال ـ ماخ ، ننسون


ننسون : تأخر جلجامش ، وهذه ليست عادته "
صمت " أه جلجامش

الوصيفة : " تدخل " مولاتي

ننسون : لم يأت جلجامش بعد

الوصيفة : الوقت متأخر ، يا مولاتي ، وأنت لم
تفطري لحد الآن

ننسون : سأفطر حين يأتي جلجامش

الوصيفة : لكن يا مولاتي ..

ننسون : سيأتي بعد قليل ، ونفطر معاً

الوصيفة : " تنحني " الأمر لك ، يا مولاتي " تهم
بالذهاب "

ننسون : مهلاً

الوصيفة : " تتوقف " ....

ننسون : " تتطلع مبتسمة إلى الخارج " ها هو
جلجامش قد أتى


                          الوصيفة تتراجع ، وتقف 

                          جانباً ، يدخل جلجامش


جلجامش : عمت صباحاً ، مليكتي العظيمة

ننسون : أهلاً بنيّ " نبرة عتاب " تأخرت قليلاً ،  لابد أنك فطرت

جلجامش : لا ، يا أمي المقدسة ، لم أفطر

ننسون : هذا حسن ، سنفطر إذن معاً "  للوصيفة " أوصي بإعداد الفطور

الوصيفة : " تتأهب للخروج " أمر مولاتي

جلجامش : أشكرك ، مليكتي ، أفطري أنت ، إنني لا أشتهي شيئاً

الوصيفة : " تتطلع إلى ننسون حائرة " ....

ننسون : بنيّ ، لم أنتظر كل هذه المدة ، لأفطر وحدي " للوصيفة " اذهبي بسرعة

الوصيفة : " تهرول " أمر مولاتي


                           الوصيفة تخرج ، ننسون

                               تحدق في جلجامش


ننسون : بنيّ ، الحزن لا يليق بالأبطال

جلجامش : لن أكون من الأبطال بحق ، وخمبابا يعيث في البلاد فساداً

ننسون : ما الأمر ، يا بنيّ ؟

جلجامش : أبداً ، لا شيء

ننسون : إنني أمك .. ننسون

جلجامش : كنت قبل قليل ، في زيارة الشيخ بنو شام

ننسون : " تهمهم " هم م م م 

جلجامش : تعرفين ، كان مريضاً

ننسون : أعرف

جلجامش : لكنه اليوم أفضل

ننسون : هذا أمر لا يحزن

جلجامش : أمي ..

ننسون : الأميرة

جلجامش : إنها لا تفهمني

ننسون : " تبتسم " ليست ننسون لتفهمك

جلجامش : إنني جلجامش

ننسون : نعم ، وهي امرأة ، امرأة محبة

جلجامش : إن خمبابا وحش ، يعيث في الأرض فساداً ، وعلي أن أخلص البلاد من شروره

ننسون : لقد عزمت على الذهاب ، يا بنيّ ، وستذهب حتى لو قلت لك ، لا تذهب

جلجامش : مليكتي العظيمة ، أنت الحكيمة ، البصيرة ، العرافة بكل شيء ، باركيني

ننسون : بني جلجامش ..

جلجامش : باركيني ، يا أمي ، باركيني

ننسون : لتكن مشيئة شمش

جلجامش : المجد لشمش


                             ننسون تشد على

                           يده ، تدخل الوصيفة


الوصيفة : مولاتي

ننسون : الفطور جاهز

الوصيفة : نعم ، يا مولاتي

جلجامش : " ينظر إلى ننسون " لعله آخر فطور لي معك ، يا مليكتي

ننسون : ستعود ، ستعود منتصراً ، وسنفطر دائناً معاً " تأخذ بيده " هيا يا بنيّ جلجامش



                         ننسون وجلجامش يخرجان

                            والوصيفة في أثرهما


                                     إظلام





















     المشهد الرابع

ـــــــــــــــــــــــــــــ



                        غرفة في قصر جلجامش ،

                        يقف جلجامش وسط الغرفة


جلجامش : " يصيح غاضباً " أيها الحاجب

الحاجب : " يدخل مسرعاً " مولاي

جلجامش : تعال أيها اللعين

الحاجب : " يقترب خائفاً " مولاي ؟

جلجامش : أردت صانع الأسلحة ، ولم يأتِ حتى الآن

الحاجب : سيأتي حالاً ، يا مولاي

جلجامش : هذا ما سمعته منك مراراً ، أريده بسرعة ، هيا اذهب إليه بنفسك

الحاجب : سمعاً وطاعة ، يا مولاي " يسرع ويتوقف عند الباب " مولاي

جلجامش : قلت لك ، اذهب

الحاجب : صانع الأسلحة جاء ، يا مولاي

جلجامش : جاء ؟ حسن ، اذهب ، ودعه يدخل بسرعة

الحاجب : " مهرولاً " حالاً ، يا مولاي


                           الحاجب يخرج مسرعاً ، 

                            يدخل صانع الأسلحة


صانع الأسلحة : مولاي ..

جلجامش : تعال ، إنني أنتظرك

صانع الأسلحة : عفواً مولاي ..

جلجامش : لقد أزف وقت السفر

صانع الأسلحة : كل شيء يكاد يكون جاهزاً ، يا مولاي ، نحن نعمل ليل نهار

جلجامش : أريد الأسلحة في موعدها .. غداً

صانع الأسلحة : غداً ، يا مولاي ، سوف تكون بين يديك ، الفؤوس ، والسيوف الكبيرة ، والسيوف ذات الأغماد الذهبية 

جلجامش : هذا جيد " صمت " بقي الأهم

صانع الأسلحة : مولاي ؟

جلجامش : حسن ، اذهب الآن ، وأكمل كل شيء

صانع الأسلحة : سمعاً وطاعة ، يا مولاي

الحاجب : " يدخل " مولاي 

جلجامش : انكيدو ؟ 

الحاجب : نعم ، يا مولاي

جلجامش : " لصانع الأسلحة " اذهب أنت

صانع الأسلحة : " يتراجع " أمر مولاي

جلجانش : أنتظرك غداً

صانع الأسلحة : أمر مولاي

جلجامش : " يشير له أن يخرج " ....

صانع الأسلحة : " يخرج مسرعاً " ....

الحاجب : مولاي

جلجامش : اسمعني جيداً

الحاجب : أمر مولاي

جلجامش : ادخل انكيدو ، ولا تسمح لأحد بالدخول ، مهما كان السبب

الحاجب : أمر مولاي

جلجامش : اذهب ، وليدخل انكيدو

الحاجب : أمرك مولاي " يخرج "


                         يدخل انكيدو في ملابس

                     العمل ، ويقترب من جلجامش


انكيدو : طاب نهارك ، يا مولاي

جلجامش : انكيدو ، نهاري لا يطيب إلا بك ، فأنت صديقي ، وأنت خلي

انكيدو : أشكرك ، يا مولاي

جلجامش : أيها البطل " يمد يديه نحوه " دعني أعانقك

انكيدو : عفواً ، يا مولاي ، حينما أرسلت في طلبي ، خشيت أن أتأخر عليك ، فجئت من موقع العمل ، بهذه الملابس

جلجامش : لا عليك " يحضنه " فتحت هذه الملابس ، المعفرة بالملاط والطابوق المشوي ، صديقي ، وخلي ، انكيدو

انكيدو : " محرجاً " مولاي

جلجامش : أنت تعرف لماذا أرسلت في طلبك

انكيدو : " يطرق برأسه " ....

جلجامش : اسمعني ، يا انكيدو

انكيدو : لقد يمعتك كثيراً ، يا مولاي 

جلجامش : أمامنا مهمة شاقة ، لن ينهض بها سوانا ، أنا وأنت

انكيدو : مولاي ، بدأت عملاً ، وعليّ أن أنجزه

جلجامش : لا داعي للعجلة ، سننجزه بعد أن نعود

انكيدو : أرجوك ، يا مولاي ..

جلجامش : بناء البيوت والحدائق ودور العلم ، يمكن تأجيله إلى حين

انكيدو :أعفني من هذه المهمة ، لا أستطيع أن أذهب إلى غابة الأرز

جلجامش : انكيدو ، لن يستطيع أحد غيرنا الذهاب

انكيدو : لقد علمت ، عندما كنت أجول في التلال والبراري ، مع حيوان البر ، أن غابات الأرز واسعة جداً

جلجامش : ليكن ، سنصل في النهاية مسكن خمبابا ، وننازله

انكيدو : وخمبابا هذا ، ليس بالغريم الهين ، فزئيره عباب الطوفان ، ونفسه الموت الزؤام ، ولم ينازل أحداً إلا غلبه " صمت " مولاي ..

جلجامش : لا داعي ، قلت ما فيه الكفاية " صمت " لقد عزمت على أن أرتقي جبا الأرز ، وأدخل الغابة حيث يسكن خمبابا ، مستعيناً بأسلحتي الفتاكة ، أما أنت فامكث هنا

انكيدو : عفواً مولاي ، عليّ أن أعود إلى عملي ، إن العمال ينتظرونني " صمت " فلترعك الآلهة " يستدير ويتجه إلى الخارج "

جلجامش : سأذهب وحدي إلى جبل الأرز ، وأقتل خمبابا

انكيدو : " يواصل سيره إلى الخارج " ....

جلجامش : وقد يقتلني خمبابا

انكيدو : " يتوقف دون أن يلتفت " ....

جلجامش : ستقول عني الأجيال القادمة ، لقد هلك جلجامش في نزاله مع خمبابا ، وسيخلد اسمي

انكيدو : " يستأنف سيره " ....


                           انكيدو يخرج ، جلجامش

                             يلتفت ، ويقف جامداً

 

                                    إظلام

 

 

     المشهد الخامس

ــــــــــــــــــــــــــــــــ



                           قاعة العرش ، جلجامش

                               يقف عند النافذة


جلجامش : انكيدو ما خلقته الإلهة اورورو ، لن
يأخذه مني بشر " صمت " انكيدو ، لقد
اتخذتك صديقاً ، وخلاً ، ولا يمكن أن
أفقدك بهذه السرعة " يبتعد عن النافذة "
لن أدع البيوت والحدائق ودور العلم ،
تأخذك مني ، يا انكيدو " منفعلاً " سحقاً
لهذا كله " يتمتم " انكيدو

الحاجب : يدخل " مولاي

جلجامش : " يلتفت إليه " ....

الحاجب : الضابط نيدا بالباب ، يا مولاي

جلجامش : سيأتي عدد من الشيوخ ، بعد حين ،
دعهم ينتظرون قليلاً

الحاجب : أمر مولاي

جلجامش : ادخل نيدا الحاجب : " ينحني " سمعاً
وطاعة ، يا مولاي


                     الحاجب يخرج بسرعة ،

                       يدخل نيدا ، وينحني     


نيدا : عمت صباحاً ، يا مولاي

جلجامش : لا تقل ، إن انكيدو غاب عنك لحظة
واحدة

نيدا : لم يغب عني ، ولا عن رجالي ، يا
مولاي

جلجامش : حسن ، تكلم

نيدا : خرج البارحة من عندكم ، وعاد إلى
موقع العمل ، وعمل مع العمال ، حتى
غابت الشمس

جلجامش : " يهمهم " هم م م م 

نيدا : واليوم ، ومع مطلع الشمس ، كان وسط
العمال ، في موقع العمل ، ومازال هناك
حتى الآن

جلجامش : " يدمدم مغالباً انفعاله " سحقاً ل ِ ..

نيدا : " يطرق رأسه " ....

جلجامش : نيدا ..

نيدا : " يرفع رأسه " مولاي 

جلجامش : راقبه ، أنت ورجالك ، وجئني بأخباره
مساء اليوم

نيدا : " ينحني " أمر مولاي

جلجامش : اذهب

نيدا : " يتراجع ثم يخرج " ....

جلجامش : شمش ، أيها الإله القدير ، الإلهة
اورورو ، خلقت لي نداً ، اتخذته صديقاً ،
وخلاً ، وأنا بحاجة إليه ، فلابد أن أذهب
إلى غابة الأرز ، وأقضي على خمبابا

الحاجب : " يدخل " مولاي

جلجامش : " يلتفت إليه " ....

الحاجب : الشيوخ جاءوا منذ فترة ، يا مولاي ،
وهم ينتظرون الإذن بالدخول

جلجامش : دعهم يدخلوا

الحاجب : " ينحني " أمر مولاي " يتجه إلى
الخارج "

جلجامش : " يتمتم " انكيدو .. انكيدو


                            الحاجب يخرج ، ويدخل

                                ثلاثة من الشيوخ


الشيوخ : " ينحنون " عمت صباحاً ، يا مولاي 

جلجامش : عمتم صباحاً " يشير لهم أن يجلسوا "
تفضلوا بالجلوس " الشيوخ يجلسون "
أهلاً بكم شيوخ أوروك

الأول : مولاي ، نحن لسنا كما ترانا ثلاثة فقط

الثاني : ولسنا شيوخ أوروك وحدهم ، يا مولاي

الثالث : نعم ، يا مولاي ، نحن شعب أوروك كله
، شيبه وشبابه ، رجاله ونساؤه ، بل
وحتى أطفاله

جلجامش : " يجلس على العرش " أهلاً بكم جميعاً

الثاني : مولاي ، الناس يجتمعون في الشوارع ،
والمعابد ، وأمام الباب ذي المزالج السبعة

الأول : الناس في كل مكان ، يتطلعون إليك ، يا
مولاي

الثالث : إنهم يا مولاي ، يريدون أن يعرفوا
الحقيقة

جلجامش : الحقيقة ، إنني عزمت أن أذهب إلى
جبل الأرز ، وأقهر من ملأ اسمه البلاد
بالرعب

الثالث : خمبابا ؟

جلجامش : نعم خمبابا ، وسأسمع البلاد بأنباء ابن
أوروك ، فتقول عني ، ما أشع سليل
أوروك ، وما أقواه

الأول : مولاي ، أنت مازلت شاباً ، وأخشى أن
قلبك قد حملك مدى بعيداً ، ولعلك لا
تعرف عاقبة ما أنت مقدم عليه

الثاني : إننا ، يا مولاي ، سمعنا أن خمبابا
غريب البنية ، قوي ، مخيف ، وأن أحداً
لم يصمد أمامه

الثالث : مولاي ، ليتك ..

جلجامش : مهلاً ، مهلاً ، يا شيوخ أوروك ، أنا
جلجامش ، ملك أوروك ، ماذا سأقول
للناس ، الذين تجمعوا في كل مكان ؟ هل
أقول لهم ، إني خفت من خمبابا ؟ وما
يقال من شواظه المزعومة ، وأنفاسه
المميتة ؟ وأني سأظل ملازماً بيتي ، طوا
أيام حياتي الباقية ؟ كلا ، فأنتم بهذا يا
شيوخ أوروك ، تطلبون من جلجامش ،
أن لا يكون جلجامش

الشيوخ : " يطرقون صامتين " ....

جلجامش : سأذهب إلى جبل الأرز ، سأذهب
وحدي ، إذا اقتضى الأمر ، وأخلص
البلاد من شرور خمبابا

الأول : " ينهض فينهض الآخران " لتكن مشيئة
شمش ، يا مولاي

الثاني : المجد للإله شمش

جلجامش : وليلم الجميع ، إنني سأكون بعد غد
صباحاً ، في معبد أي كال ـ ماخ ، عند
الملكة العظيمة المقدسة ننسون ، لتمنحني
النصح ، وتسدد خطاي ، ومن هناك ،
أمضي قدماً إلى جبل الأرز

الأول : عسى شمش ، يا مولاي ، أن يجعلك
تنال رغبتك ، ويُرى عينيك ما قاله فمك

الثاني : عسى شمش ، يفتح لك يا مولاي ، كل
السبل المسدودة ، ويسدد خطاك

الثالث : عسى لوكال بندا ، يا مولاي ، يقف إلى
جانبك ، ويجعلك تحقق رغبتك

جلجامش : أشكركم يا شيوخ مدينتي أوروك ، وآمل
أن نلتقي بعد غد ، في معبد أي كال ـ ماخ

الشيوخ : " ينحنون " بمشيئة شمش ، يا مولاي


                                  إظلام

                           

 

     المشهد السادس

ـــــــــــــــــــــــــــــــ



                           ظلام ، أصوات بعيدة ،

                         متداخلة ، تهتف لجلجامش


الأصوات : جلجامش .. جلجامش.. جلجامش ..
النصر لبطل أورزك .. جلجامش ..
جلجامش .. جلجامش .. النصر لملك
أوروك .. جلجامش .. جلجامش .. الموت
لوحش جبل الأرز .. جلجامش ..
جلجامش .. الموت لخمبابا .. والنصر
لجلجامش .. جلجامش .. جلجامش ..
جلجامش


                          الغرفة الواسعة في عبد

                          أي كال ـ ماخ ، الأميرة


الأميرة : " عند النافذة " جلجامش .. جلجامش ..
جلجامش " تسد أذنيها " كفى ، أنتم
تقتلونني " تبتعد الأصوات حتى تتلاشى "
آه جلجامش

الوصيفة : " تدخل " عفواً ، مولاتي

الأميرة : أخشى أن تكون مولاتي الملكة المقدسة
مشغولة

الوصيفة : لا يا مولاتي ، إن مولاتي الملكة ستأتي
حالاً

الأميرة : شكراً

الوصيفة : هذا يوم فائق الأهمية ، عند مولاتي
الملكة

الأميرة : " تهمهم " هم م م م 

الوصيفة : ولذلك فهي ترتدي حلتها الملكية ، وتتقلد
الجواهر والأحجار الكريمة ، وتضع التاج
فوق رأسها

الأميرة : " تنظر إليها صامتة " ....

الوصيفة : مولاتي الملكة ، تنتظر زيارة ، زيارة
هامة " تبتسم في تسار " إنه يوم هائل ،
حافل ، لا يتكرر.. " تقترب منها ،
وتهمس " سيأتي ، يا مولاتي " تصمت
مبتعدة " ها هي مولاتي قادمة " تنحني "
عن إذنك ، يا مولاتي

الأميرة : تفضلي

الوصيفة : " تتجه إلى الخارج " يا لعشتار ، ما
أبهى الملكة المقدسة ، وما أجملها "
تخرج "


                             تدخل ننسون متزينة ،

                              والتاج على رأسها


الأميرة : " تسرع إليها " مولاتي

ننسون : بنيتي " تعانقها " بنيتي المسكينة

الأميرة : جلجامش ، يا مولاتي ، سيأتي إليك بعد
قليل

ننسون : نعم ، يا بنيتي ، سيأتي طالباً المباركة

الأميرة : مولاتي ، سيسير في طريق لا يعرف
مسالكها ، وسيلاقي نزالاً لا يعرف عاقبته

ننسون : " تهز رأسها متعاطفة " ....

الأميرة : خمبابا ، كما تعلمين ، يا مولاتي ،
وحش  خطر ، وأنت الملكة العظيمة ،
الحكيمة ، البصيرة بكل شيء ، امنحيه
النصح ، لعله يرجع عما عزم عليه

ننسون : أو تظنين ، يا بنيتي ، أنني لم أفعل ذلك؟

                  لكن ما العمل ؟ أنت تعرفين جلجامش

الأميرة : مولاتي ، إنني أخاف عليه

ننسون : وأنا أيضاً أخاف عليه ، إنه ابني

الأميرة : من جهتي ، سأترك كل شيء قريباً ،
وادخل معبد عشتار

ننسون : لا تتعجلي ، يا بنيتي ، سنناقش هذا فيما
بعد

الأميرة : لست أهتم لنفسي ، فالمهم عندي هو
جلجامش ، حاولي أن تثنيه ، يا مولاتي ،
حاولي

ننسون : لتكن مشيئة الآلهة ، يا بنيتي

الوصيفة : " تدخل " مولاتي 

ننسون : " تنظر إليها " ....

الوصيفة : مولاتي " فيما يشبه الهمس " مولاي ،
جلجامش ، وقد ارتدى حلة ..

ننسون : " تقاطعها " حسن ، فهمت

الأميرة : " مضطربة " مولاتي ، أرجوك ، لا
أريده أن يراني هنا

ننسون : لا عليك " تشير إلى باب جانبي "
يمكنك أن تمضي من هناك

الأميرة : مولاتي " تتجه إلى الخارج " حاولي
ثانية ، يا مولاتي ، حاولي ، فقد ..

ننسون : امضي الآن ، يا بنيتي ، امضي

الأميرة : " تخرج " ....

ننسون : قولي لمولاك جلجامش ، أنني أنتظره

الوصيفة : " تهرول " أمر مولاتي

ننسون : أيتها الإلهة عشتار ، هذه البنية المسكينة
، أحوج ما تكون إليك ، فكوني عوناً لها


                          الوصيفة تخرج ، يدخل

                         جلجامش ، ننسون تواجهه


ننسون : مرحباً بنيّ 

جلجامش : عمت صباحاً ، يا أمي المقدسة

ننسون : ها أنت ، من جديد ، في عدة القتال

جلجامش : يقد حان الوقت ، يا أمي ، إن واجبي
يناديني

ننسون : " تحدق فيه " بنيّ العزيز ، جلجامش..

جلجامش : مليكتي ، لابد أن أذهب ، وسأبدأ السير  إلى جبل الأرز ، هذا اليوم

ننسون : " تحدق فيه صامتة " ....

جلجامش : أمي ..

ننسون : قبل قليل ، كانت الأميرة هنا

جلجامش : الأميرة !

ننسون : " تهز رأسها " كانت حزينة جداً

جلجامش : لم تبقَ لتودعني

ننسون : أنت تعرف رأيها

جلجامش : سأعود ، قلت لها سأعود

ننسون : لتكن مشيئة شمش

جلجامش : " يطرق صامتاً " ....

ننسون : بنيّ ، اعتزمت سفراً بعيداً ، تحفه المفاجآت والأخطار ، وكنت آمل أن يرافقك فيه ، ندك في القوة والبأس ، صديقك وخلك ..

جلجامش : هذا ما كنت آمله ، يا أمي ، لكني سأمضي وحدي ، إذا ..

ننسون : " فرحة " انكيدو

جلجامش : انكيدو !

ننسون : ها هو قادم ..

جلجامش : " متمتماً " أيها الإله شمش

ننسون : وفي عدة القتال أيضاً

جلجامش : " يلتفت " انكيدو


               

                            يدخل امكيدو مسرعاً ،

                            ويتوقف أمام جلجامش


انكيدو : أرجأت العمل ، حتى نعود ، فلا يمكن أن أدعك تذهب وحدك إلى خمبابا

جلجامش : انكيدو " يعانقه " صديقي ، وخلي الدائم

انكيدو : جلجامش ، يدي في يدك إلى النهاية

جلجامش : أسلحتي وأسلحتك جاهزة ، يا أخي العزيز ، فقد عرفت أنك ستأتي معي

ننسون : انكيدو

انكيدو : عفواً ، أيتها الملكة العظيمة ، شغلني صديقي ، وخلي ، جلجامش " ينحني " عمت صباحاً ، يا مولاتي

ننسون : عمت صباحاً ، يا ولدي

انكيدو : ولدي !

ننسون : أنت منذ الآن ولدي " تنزع إحدى قلائدها " تعال يا ولدي انكيدو

انكيدو : " يقترب منها " مولاتي

ننسون : دعني أقلدك قلادة الجواهر هذه " تضع القلادة حول عنقه "

انكيدو : أشكرك ، يا مولاتي

ننسون : " تشد على ذراعه " ولدي انكيدو ، إنني أأتمنك على ولدي جلجامش ، فأرجعه سالماً

انكيدو : هذا دين في عنقي ، وسأفي بهذا الدين ، يا مليكتي العظيمة

جلجامش : أمي المقدسة ، لقد حان وقت السفر

ننسون : " تحضن جلجامش " لتباركك الآلهة ، وليحمك شمش ، يا ولدي جلجامش

انكيدو : " ينحني لها " مولاتي

ننسون : " تحضن انكيدو " ليحمك شمش ، يا ولدي انكيدو " تقف متأثرة " اذهبا في رعاية الآلهة


                          جلجامش وانكيدو يخرجان ،

                             ننسون تحرق بخوراً


ننسون : " ترفع يديها " أيها الإله العطيم شمش ، ولداي جلجامش وانكيدو ، سيسيران في طرق خطرة ، وسيذهبان إلى غابة الأرز ، وينازلان الوحش خمبابا ، ويخلصان البلاد من شروره ، فارعاهما ، ارعَ ولديّ ، وحينما تحتجب أنت في السماء ليلاً ، أوكل بهما حراس الليل , والكواكب ، وأباك الإله .. سين 


                             تنزل ننسون يديها ،

                           وتطرق برأسها صامتة


                                    إظلام       











 




 



      المشهد السابع

ـــــــــــــــــــــــــــــــ



                               غابة الأرز ، يدخل

                           الحارس الزنجي متوجساً


الحارس : يا للغرابة ، منذ فترة ، وأنا أسمع وقع
أقدام متلصصة ، وتحركات مريبة ، ترى
من يجرؤ على التوغل في غابة الأرز ،
حيث يسكن سيدي خمبابا ؟ " يتقدم قليلاً
ثم يتوقف " أيها الإله انليل ، أنقذني مما
أنا فيه " ينصت " ها هو وقع الأقدام
يرتفع ثانية " يتجه إلى الخارج " فلأسرع
، لعلي أقف على حقيقة ما يجري 


                          يخرج الحارس الزنجي ،

                         جلجامش وانكيدو يدخلان


جلجامش : انكيدو ، انظر " يدور حوله مبهوراً "
كم هي ضخمة هذه الأشجار

انكيدو : إنها أشجار الأرز ، يا صديقي

جلجامش : لقد وصلنا إذن " يتوقف " وصلنا غابة
الأرز

انكيدو : بعد شهر ونصف تقريباً ، من السير
المستمر

جلجامش : ليكن ، المهم إننا وصلنا " يدور حوله "
هنا يسكن خمبابا " يتوقف ويصيح "
خمبابا

انكيدو : مولاي

جلجامش : دعني أصح ، يا انكيدو

انكيدو : أسمع حركة بين الأشجار 

جلجامش : " ينصت " لعله غزال 

انكيدو : ربما ، وربما الحارس

جلجامش : الحارس " يشهر سيفه " فليأتِ

انكيدو : إذا كان الحارس ، فلنختبىء وراء تلك
الشجرة " يشير إلى شجرة قريبة "
ونفاجئه

جلجامش : وإذا كان غزالاً " يغمز له " نفاجئه
أيضاً ، فلا ألذ من غزال مشوي

انكيدو : هيا ، يا صديقي ، فلنسرع

جلجامش : " يسرع " هيا 


                         جلجامش وانكيدو يختبئان ، 

                           يدخل الحارس الزنجي


الحارس : " يحدق في الأرض " هذه آثار أقدام
شخصين ، يا للجنون ، لقد جاءا بأقدامهما
إلى الموت ، وقد يفلتا مني ، لكنهما لن
يفلتا من خمبابا

انكيدو : " هامساً " هذا الحارس زنجي ، يبدو
أنه عبد

جلجامش : مهما يكن ، فلنقتله

انكيدو : دعنا نجرده أولاً من سلاحه ، لعلنا  نعرف ما قد يفيدنا

جلجامش : حسن ، اذهب أنت من ورائه ، ولنفاجئه قبل أن يفلت

انكيدو : حاول ، يا صديقي ، أن لا تضربه " يهم بالذهاب " سأذهب

جلجامش : هيا

انكيدو : " يلتف خلسة وراء الحارس " ....



                          جلجلمش وانكيدو ينقضان 

                           صارخين على الحارس


الحارس : " يجفل مذعوراً " أيها الإله انليل " يحاول أن يتمالك نفسه " من أنتما ؟ توقفا " يرفع هراوته " توقفا وإلا ..

جلجامش : " رافعاً سيفه " ارم ِ هراوتك

الحارس : " يقف متردداً " هذه غابة الأرز ، مسكن سيدي خمبابا ، اذهبا ، اذهبا

انكيدو : ارم ِ هذه الهراوة ، واطمئن ، لن نؤذيك 

الحارس : لا ، إنني حارس الغابة ، وسيغضب سيدي إذا ..

جلجانش : " يهجم عليه " أيها الأحمق 

الحارس : " يحاول عبثاً الدفاع عن نفسه " توقف ، توقف

جلجامش : سأقتلك " يضربه بقوة " سأقتلك أنت وسيدك خمبابا

الحارس : " تسقط الهراوة من يده " أرجوك ، لا ، لا 

انكيدو : جلجامش " يقف بينهما " دعه لي

الحارس : " مذهولاً " جلجاكش !

جلجامش : " يعيد سيفه إلى غمده " ....

الحارس : " يعتدل قليلاً " أنت مولاي جلجامش ؟

جلجامش : نعم

انكيدو : وأنا انكيدو

الحارس : جلجامش وانكيدو ! يا للإله انليل ، لقد سمعت الكثير عنكما ، وعن أوروك ، وعن ..

جلجامش : انهض

الحارس : أرجوك ، يا مولاي ، " ينهض " أبق ِ على حياتي ، لعلي أفيدكما

انكيدو : لك أن تطمئن ، لن يمسك أحدنا بسوء 

الحارس : أشكرك ، أشكرك يا نولاي

انكيدو : يبدو أنك لست من هذه البلاد

الحارس : نعم ، يا مولاي ، فأنا من مكان بعيد ، سماؤه في زرقة البحر ، وأرضه غابات خضر ، أوسع من غابة الأرز هذه مرات ومرات

جلجامش : ساعدنا ، وسنطلق سراحك

الحارس : إنني في خدمتك ، يا مولاي

جلجامش : قدنا إلى خمبابا

الحارس : خمبابا ! مولاي ، إن خمبابا وحش كاسر ، ليتكما تبتعدان عن طريقه

جلجامش : هذا محال ، لا يليق بجلجامش ، وانكيدو أن ينكصا خائفين

الحارس : لكن ، يا مولاي ..

جلجامش : كلا ، سنمضي قدماً ، ونتوغل في غابة الأرز ، حتى نلتقي خمبابا

الحارس : " ينظر إليه صامتاً " ....

جلجامش : أما أنت ، فاختر ما تشاء ، ويمكنك أن تذهب منذ الآن حيثما تريد

الحارس : لا يا مولاي ، إنني معكما ، وسأبقى معكما حتى النهاية 

جلجامش : حسن ، فلنمض ِ

الحارس : من الأفضل ، يا مولاي ، أن نذهب الآن إلى جبل الأرز ، حيث أقيم عرش الإلهة عشتار ، الجبل ليس بعيداً ، سنصله عند المساء ، ونقضي الليل هناك آمنين

انكيدو : رأي صائب

جلجامش : هيا إذن ، فلنذهب


                        الحارس يتجه للخارج ،

                        يتبعه جلجامش وانكيدو      


                               إظلام



     المشهد الثامن

ـــــــــــــــــــــــــــــ



                           جبل الأرز ، الحارس

                          جلجامش وانكيدو نائمان


الحارس : " يتطلع إلى القمر " أيها الإله سين ،
رحمتك ، غب ولو قليلاً ، فجلجامش
وانكيدو نائمان ، وخمبابا يجوس الآن بين
أشجار الأرز ، لابد أنه عرف بوجودهما
، وراح يبحث عنهما في كل مكان ، غب
أيها الإله ، أرجوك غب


                         انكيدو يستيقظ ، وينهض

                           متجهاً نحو الحارس 

الحارس : الوقت مازال مبكراً ، عد إلى فراشك ،
يا مولاي

انكيدو : لد نمت كفايتي ، اذهب أنت ، ونم قليلاً

الحارس : لا يا مولاي ، هذا غير جائز ، إنني
حارس

انكيدو : لستَ الآن حارساً ، أنت رفيقنا ، اذهب
وارتح ، فأمامنا غداً مهمة شاقة

الحارس : دعني أبقَ معك ، يا مولاي ، فقد يكون
خمبابا قريباً من هنا

انكيدو : لا عليك ، اذهب ونم ، وسأوقظكما
حالما أحس بوجود خمبابا

الحارس : لكن يا مولاي ..

انكيدو : اذهب وارتح

الحارس : أشكرك ، أشكرك يا مولاي


                        الحارس يذهب ، ويتمدد 

                          تحت إحدى الأشجار


انكيدو : أوروك ، ما أبعدك يا أوروك ، وما
أقربك " يضع يده على صدره " أنت هنا
في قلبي النابض بالحياة ، منذ أن جئت من
البرية ، واحتضنني أهلك الكرام : صمت
" ليتني أعود يوماً ، وإكمال ما بدأنا بناءه
من بيوت ، وحدائق ، ودور علم ، أوروك
، أوروك

جلجامش : " يفز مرتعباً " شمش

الحارس : " يعتدل " ....

انكيدو : " يسرع إلى جلجامش " مولاي

جلجامش : انكيدو " يمسك يده " حمداً للإله أنك
معي

انكيدو : إنني معك دائماً ، يا مولاي ، اطمئن

الحارس : مولاي

انكيدو : " هامساٍ " نم أنت ، نم

الحارس : " يتمدد لكنه لا يغمض عينيه " ....

جلجامش : انكيدو

انكيدو : نعم يا مولاي

جلجامش : رأيت رؤيا ، يا لشمش

انكيدو : خيراً بعون شمش ، يا مولاي

جلجامش : رأيت أننا نقف ، أنا وأنت في هوة جبل
، ثم سقط الجبل فجأة ، فصدمني وأمسك
بقدمي ، ثم انبثق نور وهاج ، طغى
لمعانه وسناه على هذه الأرض ، فانتشلني
من تحت الجبل ، وسقاني الماء ، فسر
قلبي

انكيدو : " يقدم له كوزاً " تفضل يا مولاي ،
اشرب

جلجامش : " يأخذ الكوز " حقاً إنني عطشان "
ينظر إليه " ليتني أعرف تفسير هذا الحلم

انكيدو : اشرب أولاً ، وارتو ِ ، وسأفسر لك
الحلم

جلجامش : حسن " يشرب من الكوز " ها إني
شربت ، وارتويت

انكيدو : " يأخذ منه الكوز " ....

جلجامش : والآن فسر لي الحلم

انكيدو : إن رؤياك ، يا صاحبي ، ذات مغزى ،
وبشرى سارة ، إن الجبل الذي سقط عليك
، هو خمبابا ، ونحن سنتغلب عليه ،
ونقتله

جلجامش : هذا ما أرجوه ، يا صاحبي

انكيدو : الوقت مازال مبكراً ، وأنت نتعب ، يا
صاحبي

جلجامش : كلا ، لا نوم بعد الآن ، لقد أزف موعد
اللقاء مع خمبابا " ينهض " فلنتهيأ

انكيدو : الأمر لك ، يا صاحبي

جلجامش : فلنناديِ الحارس

انكيدو : إنه مستيقظ " يشير للحارس " تعال ، يا
رفيقنا

الحارس : " يهب مسرعاً " مولاي

انكيدو : فلنعد بعض الطعام ، ونأكل ، ثم نبدأ
الرحلة الأخيرة

الحارس : أمر مولاي

انكيدو : حقاً ستكون حاسمة


                             إظلام


  





 


 








  


     المشهد التاسع

ــــــــــــــــــــــــــــــ



                             غابة الأرز ، يدخل

                        الحارس وجلجامش وانكيدو


الحارس : " يتوقف منصتاً " مهلاً يا مولاي

جلجامش : " يتوقف " ما الأمر ؟

انكيدو : " ينصت " أسمع وقع أقدام 

الحارس : مولاي ، أنصت ، إنه في مكان قريب

جلجامش : من ؟ خمبابا !

الحارس : نعم ، يا مولاي ، خمبابا

انكيدو : هذا مكان جيد لمنازلته ، لنبقَ هنا ، لعله
يأتي

الحارس : أستطيع أن أجتذبه ، إذا أردت ، يا مولاي

انكيدو : هيا إذن ، حاول

جلجامش : وسننقض عليه ، أنا وانكيدو ، ونفتك به 

الحارس : " يأخذ فأساً " وسأكون معكما ، يا
مولاي 

جلجامش : هيا ، هيا 

الحارس : سأضرب جذع إحدى الأشجار بالفأس ،
وسيأتي خمبابا في الحال

جلجامش : " يرمق انكيدو " ....

انكيدو : إنه يعرف طباع الوحش " للحارس "
هيا يا رفيقي ، هي

الحارس : " يضرب جذع الشجرة " ....

جلجامش : " ينصت ويده فوق مقبض سيفه " ....

انكيدو : أنصت ، يا صديقي ، إنه يقترب

خمبابا : من الخارج " من المتطفل ، الذي كدر
صفو الغابة وأشجارها الباسقة ، في جبلي
؟ من ذا الذي يقطع شجر الأرز ؟

الحارس : " يضرب بقوة " مولاي ، خمبابا قادم ..
قادم

جلجامش : " يستل سيفه " اضرب جذع الشجرة
بقوة ، ولا تخف ، لقد حانت نهايته

انكيدو : مولاي " يستل سيفه " انتبه ، ها هو
خمبابا 


           

                             يدخل خمبابا مزمجراً ،

                             حاملاً هراوة ضخمة


خمبابا : آآ .. أنتما إذن هنا ، ومعكما هذا الخائن
" يلوح بهراوته " من يدخل غابتي ،
أجعله عبداً لها ، أو سماداً لأشجارها
الضخمة ، وأنتم جميعاً لن أجعل منكم
سوى .. سماد

جلجامش : أيها الوحش اللعين " يشهر سيفه " أنا
جلجامش ، ولك أوروك ، جئت أقضي
عليك ، وأخلص البلاد من شرورك

خمبابا : جلجلمش " يرفع هراوته الضخمة "
سأقضي عليك " يهجم عليه " ثم أقضي
على صاحبك ، وعلى هذا ..

انكيدو : " يتصدى لخمبابا شاهراً سيفه " أنا من
سيقضي عليك أيها الوحش ، أنا انكيدو

جلجامش : انكيدو ، ابتعد يا صاحبي ، ودع هذا
الوحش لي

انكيدو : لا يا مولاي ، بل سأقضي عليه بنفسي "
يضربه ويصيبه في كتفه " خذ أيها اللعين

خمبابا : " مزمجراً "و جرحتني ، جرحتني " يضربه بالهراوة على رأسه " سأقضي
عليك

انكيدو : " يتراجع منهاراً " آه " يسقط على
الأرض "

جلجامش : انكيدو ، أيها الإله شمش " يطعن
خمبابا " قتلت خلي " يطعنه ثانية " خذ ،
ولترسلك طعناتي إلى العالم الأسفل

انكيدو : " بصوت واهن  جلجامش

جلجامش : " يسرع إليه " انكيدو

انكيدو : دع هذا الوحش ، يا جلجامش ، وامض ِ
خارج غابة الأرز ، وانجُ بنفسك

جلجامش : لن أدعك وحدك ، يا خلي

خمبابا : " يهجم على جلجامش مزمجراً " أيها
اللعين ، سأجعلك تلحق بصاحبك انكيدو ،
و ..

الحارس : " يعترض خمبابا " خمبابا 

خمبابا : أيها الخائن " يهم بضربه " حان وقت
الجزاء

الحارس : " يطعنه برمحه " خذ جزاءك

خمبابا : " يتوقف مصعوقاً " آآآآآ " يتراجع
ويتهاوى على الأرض " أيها الخائن ،
قتلتني

انكيدو : " بصوت متحشرج " جلجامش

جلجامش : نعم ، يا خلي العزيز

انكيدو : قتل خمبابا .. قتلناه معاً .. وخلصنا البلاد
من شروره

جلجامش : " يهز رأسه مغالباً دموعه " ....

انكيدو : الآن .. أستطيع أن أرجل .. مطمئناً..
إلى العالم الأسفل

جلجامش : انكيدو ، صاحبي وخلي ، لا تتركني

انكيدو : إنني إنسان .. قدرت الآلهة عليّ الموت
.. واستأثرت هي .. بالخلود " صمت "
ترى .. ماذا يعمل .. عمالي .. الآن ؟ "
يتنهد ويغمض عينيه  أوروك

جلجامش : " بصوت تخنقه الدموع " انكيدو

الحارس : " يقترب منه " مولاي ، رحل انكيدو

جلجامش : " يبكي " انكيدو .. انكيدو

الحارس : مولاي ، لا تبكِ

جلجامش : وكيف لا أبكي ؟ انكيدو صاحبي ،
وخلي ، إنه الفأس في جنبي ، وقوة
ساعدي ، والخنجر الذي في حزامي ،
والمجن الذي يدرأ عني الأخطار ، آه
انكيدو

الحارس : لا تبكِ ، يا مولاي ، لا تبك ، لقد قتلنا
خمبابا ، قتلناه وانتصرنا

جلجامش : يا له من نصر أسود ، ماذا سأقول
لأوروك ؟ ماذا سأقول ؟


                         جلجامش يحضن انكيدو ،

                            ويجهش في البكاء   


                                 إظلام




     النهاية

ــــــــــــــــــــ



                            ظلام ، أصوات بعيدة

                         متداخلة ، تهتف لجلجامش


الأصوات : جلجامش .. جلجامش .. جلجامش ..
مرحباً ببطل أوروك .. جلجامش ..  جلجامش .. جلجامش .. مرحباً بالملك العظيم .. جلجامش .. جلجامش .. مرحباً بالبطل المنتصر .. جلجامش .. جلجامش .. عاش جلجامش قاهر خمبابا .. جلجامش .. جلجامش .. عاش ماحق وحش جبل الأرز .. جلجامش .. جلجامش .. جلجامش .. " تتباعد الأصوات شيئاً فشيئاً


                             معبد أي كال ـ ماخ

                                ننسون وحدها  

       

ننسون : الأميرة تأخرت ، أخشى أن تكون قد
دخلت ، دون علمي ، معبد الإلهة عشتار
، وبذلك يتعذر عليها الخروج " ترفع
عينيها إلى الأعلى " عشتار

الوصيفة : " تدخل مسرعة " مولاتي ..

ننسون : " تلتفت " الأميرة ؟

الوصيفة : نعم ، يا مولاتي ، جاءت تواً

ننسون : دعيها تدخل

الوصيفة : " تنحني " أمر مولاتي " تخرج "

ننسون : ليس من السهل أن أنصح أحداً بما يعتقد
إنني أومن بعكسه " ترفع عينيها إلى
الأعلى " عشتار ، سامحيني ، إنني امرأة


                             تدخل الأميرة ذابلة ،

                              وتتقدم إلى ننسون


الأميرة : عمت صباحاً ، يا مولاتي

ننسون : بنيتي " تحضنها " بنيتي المسكينة

الأميرة : مولاتي ، أرسلت في طلبي

ننسون : نعم ، يا بنيتي

الأميرة : مريني

ننسون : هذا أمر لا أمر فيه " صمت " عاد
جلجامش

الأميرة : غداً يا مولاتي ، أدخل معبد عشتار

ننسون : لقد قتل خمبابا

الأميرة : لن يكون ذلك آخر خمبابا يمضي
جلجامش لقتله

ننسون : عاد هذه المرة ، ضعيفاً منكسراً

الأميرة : اسمعيهم ، يا مولاتي ، يهتفون ، في كل  مكان ، للبطل المنتصر

ننسون : جلجامش مثخن بالجراح

الأميرة : الزمن كفيل ، يا مولاتي ، بتضميد جراحه

ننسون : وجراحك أنت ، يا بنيتي ؟

الأميرة : أنا وجراحاتي ، سنكون منذ الغد ، يا مولاتي ، بين يدي عشتار

ننسون : بنيتي ..

الأميرة : " تنظر إليها صامتة " ....

ننسون : طلب مني جلجامش أن يراك هنا ، على انفراد

الأميرة : مولاتي ، أرجوك

ننسون : من أجلي ، قابليه

الأميرة : لا فائدة

ننسون : قابليه هذه المرة ، ولك بعدها أن تختاري

الوصيفة : " تدخل مسرعة " مولاتي ..

ننسون : " تنظر إليها " نعم

الوصيفة : مولاي جلجامش 

ننسون : لحظة

الوصيفة : " تصمت منتظرة " ....

ننسون : بنيتي ، جلجامش قادم ، وسترين أنه جلجامش آخر

الأميرة : " تنظر إليها صامتة " ....

ننسون : سأخرج من الباب الجانبي ، وأترككما معاً ، ولتكن مشيئة الإلهة عشتار

الأميرة : حسن مولاتي

ننسون : أشكرك ، يا بنيتي " للوصيفة " تعالي " تتجه نحو الباب الجانبي " تعالي 

الوصيفة : " تتبعها " مولاتي 

ننسون : " عند الباب " بعد أن أخرج من هنا ، اذهبي وادخلي مولاك جلجامش

الوصيفة : أمر مولاتي

ننسون : " وهي تخرج " اذهبي


    

                            الوصيفة تفتح الباب ،

                         وتخرج ، يدخل جلجامش 


جلجامش : أميرتي ..

الأميرة : مولاي جلجامش

جلجامش : عمت صباحاً

الأميرة : عمت صباحاً ، يا مولاي

جلجامش : " يتأملها " تبدين شاحبة

الأميرة : وأنت تبدو متعباً 

جلجامش : لست على ما يرام ، منذ أن عدت من غابة الأرز

الأميرة : لكنك قتلت خمبابا

جلجامش : خمبابا

الأميرة : هذا ما حلمت به

جلجامش : في غابة الأرز ، خلال الليل ، كان النوم يجفوني ، وأنظر إلى السماء ، والنجوم البعيدة ، فأرى أوروك ، وأراكِ

الأميرة : ها أنت ، يا مولاي ، في أوروك ، فأرجو أن لا يجفوك النوم

جلجانش : إنني لا أكاد أنام

الأميرة : لعل السبب هو هتاف الناس لك ، في كل مكان ، لأنك قتلت خمبابا

جلجامش : خمبابا ، خمبابا " يطرق صامتاً " قيل لي ، أنك ستدخلي معبد عشتار غداً

الأميرة : نعم ، غداً ، يا مولاي

جلجامش : وأنا يا أميرتي ؟

الأميرة : أنت قتلت خمبابا

جلجامش : لا ، لم أقتل خمبابا ، خمبابا هو الذي قتلني " بصوت متحشرج " لقد أخذ مني انكيدو

الأميرة : انكيدو

جلجامش : ويريد أيضاً أن يأخذك مني

الأميرة : انكيدو المسكين ، أراد أن يبني ، في أوروك ، بيوتاً وحدائق ،ودوراً للعلم

جلجامش : أميرتي ، إنني بحاجة إليك ، لا تتركيني

الأميرة : " تطرق برأسها صامتة " ....

جلجامش : مهما يكن ، سأكمل ما بدأه انكيدو ، وأحيا لأوروك..

الأميرة : " تبقى مطرقة صامتة " ....

جلجامش : ما يؤرقني ، منذ أن رحل انكيدو ، هو الموت ، وأنت عندي هي الحياة ، يا أميرتي ، وها أنت تريدين دخول معبد عشتار " صمت " إنني متعب ، عليّ أن أذهب الآن " يتراجع " عمت صباحاً

                        جلجامش يخرج مهدماً ، 

                         صمت ، تدخل ننسون


ننسون : بنيتي..

الأميرة : " تغالب دموعها " مولاتي ..

ننسون : بنيتي المسكينة 

الأميرة : ذهب جلجامش

ننسون : لم يفت الأوان بعد ، يا بنيتي ، وعلك الآن أن تختاري

الأميرة : " مترددة " ....

ننسون : وبسرعة

الأميرة : " حائرة ومترددة " مولاتي 

ننسون : الخيار لك ، إنها حياتك ، اختاري من تشائين ، جلجامش أو عشتار ، ولو كنت مكانك لاخترت من هو بحاجة إليّ

الأميرة : " تحضن ننسون وتقبلها " مولاتي الحكيمة ، أشكرك ، أشكرك يا مولاتي

ننسون : " تربت على شعرها " بنيتي العزيزة " ترفع عينيه إلى الأعلى " شكراً أيتها الإلهة عشتار


       

                       الأميرة تتراجع ، ثم 

                      تسرع لاحقة بجلجامش     


                              إظلام

                              ستار


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption