مسرحية للفتيان " ثورة الإله كنكو " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحية شخصيات المسرحية
...........................
1 ـ الأب
2 ـ الأم
3 ـ الجدة
4 ـ ساريا
5 ـ ادينام
6 ـ آنو .. إله السماء
7 ـ اينكي
8 ـ انليل .. إله الأرض
9 ـ تيامة .. الوالدة الجهنمية
10 ـ كالكال .. خادم انليل
11 ـ نوسكو .. خادم انليل
12 ـ كنكو .. الإله الثائر
13 ـ فلاحون
حوار بين السيد والعبد
السيد : لقد قررتُ الثورة .
العبد : افعل يا سيدي ، افعل ، إن لم تبدأ
بالثورة فماذا يبقى من صفاتك ؟ من
سيعطيك شيئاً تسد به جوعك ؟
أمام بيت ساريا ، الجدة
والأم ، الأم تبدو قلقة
الأم : " تتلفت " تأخرت ساريا ، تأخرت ، آه .
الجدة : لا داعي للقلق ، لابدّ أنها تتجول في
الجوار .
الأم : إنه العصر تقريباً ، وقد يأتي أبوها في
أية لحظة .
الجدة : ليأتِ ، الوقتُ مازال مبكراً .
الأم : أنتِ تعرفينه ، وخاصة في ما يتعلق
بساريا .
الجدة : لا عليكِ ، دعي الأمر لي .
الأم : " يزداد قلقها " يا للإله انليل ، هاهو أبو
ساريا قد أتى .
يدخل أبو ساريا متجهماً ،
الجدة والأم تنظران إليه
الأب : ساريا أ إبنتنا ، ليست هنا .
الأم : " مضطربة " إنها .. إنها ..
الجدة : لا عليك ، ستأتي بعد قليل .
الأب : لمحتها من بعيد ، تقف معه .
الأم : من ؟ ادينام !
الأب : نعم ، ادينام نفسه .
الأم : الويل لها ، لقد نهيتها عن ..
الجدة : وماذا في الأمر ؟ ادينام شاب مستقيم .
الأب : " بشيء من المرارة " مستقيم جداً ،
حتى أنه طرد من معبد الإله انليل .
الجدة : لم يطرد من المعبد لأنه سرق أو نهب ،
أو ..
الأب : " بمرارة " بل لأنه تصدى للكاهن
الأعظم ، كاهن الإله انليل ، مدافعاً عن
كنكو .
الجدة : لا بأس ، فالإله انليل شيء ، والكاهن
شيء آخر .
الأب : أمي ..
الجدة : هذا رأيي ، نعم ، رأيي .
الأب : أنتِ ، يا أمي ، ترددين ما يقوله ادينام ،
وهذا يشجع ابنتي ساريا على التمرد ،
والعصيان .
الجدة : لن تعصاك إذا أصغيت إليها ، وتفهمت
موقفها .
الأب : إنها مازالت صغيرة ، وأنا أدرى
بمصلحتها .
الجدة : مصلحتها ليست في إجبارها على
الابتعاد عن ادينام .
الأب : " منفعلاً " سأسجنها في البيت ، وأمنعها
من الخروج ، إذا حاولت اللقاء به مرة
أخرى .
الجدة : أنت تتحدث وكأن أمك غير موجودة .
الأم : أيتها الجدة ، إنه لا يقصد ..
الأب : عفواً أمي .
الجدة : لم أعد تلك الأم ، منذ أن قتل أبوك .
الأب : أه ، يا أمي .
الجدة : " تنظر إليه " ....
الأب : يبدو أنك لا تدرين بالضبط ما يدور
حولنا.
الأم : " تتمتم " انليل .
الجدة : ما الأمر ، يا بنيّ ؟ صارحني .
الأب : أخشى أن من قتل أبي قد يقتلني .
الأم : يا ويلي .
الجدة : كفى ، لا تولولي " للأب " هل استدعاك
ثانية ؟
الأب : بل قد يأتي إلى هنا اليوم .
الجدة : سحقاً له .
الأم : توسل إليه ، ارجوه ، لعله يرق ، و ..
الأب : لا خيار ، يريدني أن أغادر الأرض ،
أو أصير عبداً له .
الأم : يا ويلي .
الجدة : بنيّ ، كن رجلاً مثل أبيك ، ولا تستسلم
لإرادته .
الأم : " محتجة " أيتها الجدة ..
الجدة : اسكتي أنتِ ، إنني أكلم ابني .
الأم : إنه زوجي ، أبو ابنتي ساريا ، وأنا لا
أريد أن أفقده ، كما فقدتِ أنتِ ..
الأب : " منفعلاً " كفى .
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
الجدة : " تتأفف منزعجة " ....
الأب يسير منفعلاً ،
ويدلف إلى الداخل
الأم : ليتكِ تكفين عن تحريضه ، يكفي ما
يردده ادينام .
الجدة : ادينام رجل ، رجل شجاع ، يتصدى
للظلم ، مهما كان مصدره .
الأم : سينتهي ادينام ، كما انتهى غيره ، إذا
استمر على هذا الطريق ، فالملك نفسه
مع التجار والمرابين وأصحاب
الأراضي .
الجدة : وإذا رضخنا سنخسر أرضنا ، أو نكون
عبيداً مدى الحياة .
الأم : أيتها الجدة ، أنا امرأة ، وأنتِ أيضاً
امرأة ، لندع هذا الأمر للرجال .
الجدة : عشتار أيضاً امرأة .
الأم : عشتار إلهة .
الجدة : وأنا إنسانة ، وهذه الأرض أرضنا ،
وسندافع عنها حتى النهاية .
الأم : " تنظر إلى الخارج " تلك هي المقاتلة
الأخرى .
الجدة : ساريا ؟
الأم : هاهي قادمة .
الجدة : " تنظر حيث تنظر الأم " إنها هي ،
تبدو مهمومة ، إياكِ أن تعنفيها .
الأم : سأدخل ، وأترك الأمر لكِ .
الجدة : هذا أفضل .
الأم : " تدلف إلى الدار " ....
تدخل ساريا حزينة ،
وتقترب من الجدة
الجدة : ساريا ، بنيتي العزيزة .
ساريا : " ترتمي على صدرها " جدتي .
الجدة : هوني عليكِ ، أنتِ شابة .
ساريا : ادينام ...
الجدة : يا له من .. ادينام .
ساريا : أبي لا يحبه .
الجدة : سيحبه مادمتِ تحبينه .
ساريا : جدتي ..
الجدة : لكن لنصبر قليلاً ، فأبوك يواجه الآن
ضغوطاً كبيرة .
ساريا : أنتِ تعرفين ادينام ، إنه .. إنه ..
الجدة : أعرف ، أعرف " لكن أباكِ يخاف
عليكِ .
ساريا : حدثيه أنتِ ، يا جدتي ، إنه يصغي إليكِ،
وقلما يعارضكِ .
الجدة : إنني أحدثه ، وسأحدثه دائماً ، انتظري
قليلاً ، إنه يحبكِ ، فأنتِ .. ساريا .
ادينام يدخل راكضاً ، الجدة
وساريا تنظران إليه مندهشتين
ساريا : ادينام ؟
الجدة : أنتَ !
ادينام : اسمعا ..
ساريا : يا إلهي ، أبي في الداخل .
الجدة : وهو غاضب منكَ ، أسرع بالذهاب من
هنا ؟
ادينام : بوم قادم ..
ساريا : بوم !
ادينام : ومعه عدد من أعوانه .
الجدة : ياللإله انليل " تتجه إلى الداخل "
فلأسرع ، وأحذر أباك " تدخل الدار ".
ساريا : " خائفة " ادينام .
ادينام : لا تخافي ، لا تخافي .
ساريا : قد يؤذون أبي .
ادينام : لن يتورعوا عن شيء ، إنهم وحوش ،
لكن اطمئني ، سأبقى معكم .
ساريا : كلا ، ادينام ..
ادينام : ساريا ..
ساريا : اذهب أنت ، اذهب .
ادينام : دعيني أبقَ ..
ساريا : كلا ، كلا ، فبقاؤك قد يزيد الطين بلة ،
إن أبي ما زال غاضباً منك .
ادينام : " متردداً " ساريا ، لا أستطيع أن
أذهب.
ساريا : اذهب أرجوك " تدفعه برفق " اذهب
اذهب .
ادينام : ساريا ، يشق عليّ أن أذهب وأترككم
لهؤلاء الوحوش .
ساريا : اذهب يا أدينام ، اذهب " تتلفت "
اذهب" تدفعه إلى الخارج " اذهب أبي
قادم .
ادينام يخرج ، يدخل
الأب والأم والجدة
الأم : تمالك نفسك ، إنهم وحوش .
الأب : " يهز رأسه ساهماً " ....
الجدة : بنيّ ، لا تضعف أمامهم ، أنت رجل
وصاحب حق .
الأب : " يهز رأسه ساهماً " ....
الأم : الأحسن أن تتروى ، وتتذكر ما فعلوه
بأبيك ورفاقه .
الأب : " يهز رأسه ساهماً " ....
الجدة : كن مثل أبيك ، نحن أحرار ، وليس
عبيداً .
الأب : مهلاً ، مهلاً ..
الجدة : بنيّ ..
الأم : عزيزي ..
الأب : تمهلا ، ليأتوا أولاً ، ولكل حادث حديث.
الأم : " تلوذ بالصمت " ....
الجدة : " تتوقف صامتة " ....
ساريا : " تقترب منه مترددة " أبي ..
الأب : " ينظر إليها " ساريا .
ساريا : سيأتون وعلى رأسهم ابوم .
الأب : الأفضل أن تبتعدي من هنا ، لا أريد أن
تقع عيونهم عليك ِ .
ساريا : " تتراجع مترددة " أبي ، أبي .
الأم : تعالي يا ابنتي " تأخذ بيدها " وادخلي
إلى الدار .
ساريا : " تنظر إلى الجدة " ....
الجدة : أدخلي يا ابنتي ، إنهم وحوش .
ساريا : " تدخل الدار " ....
الأم : " تغلق الباب " ....
الجدة : تنظر إلى الخارج " أسمع وقع حوافر
خيول ، أظنهم قادمون .
الأب : " ينظر حيث تنظر الجدة " نعم ، إنهم
هم .
الجدة : " ما زالت تنظر " الوحوش ، ها هم
على خيولهم ، يتقدمهم سيدهم اللعين ..
ابوم .
الأم : أيها الإله انليل " تسرع عائدة " إنهم
الوحوش .
الأب : اهدئي ، و الزمي الصمت .
الأم : انظر إليهم ، إنهم ..
الجدة : كفى ، أسكتي .
الأب : " ينظر إلى الخارج ، ويهز رأسه " ....
الجدة : ها هم يترجلون عن خيولهم ..
الأم : " تتمتم خائفة " انليل .
الجدة : إنهم قادمون ، الويل لهم .
يدخل ابوم ، وحوله
ثلاثة من أعوانه
ابوم : انتظرتكَ البارحة ، لكنك لم تأتِ في
الموعد المحدد .
الأب : لستُ وحدي ، على ما أعتقد ، من لم
يأتِ في ذلك الموعد .
ابوم : البعض أتى .
الأب : وعادوا خائبين .
ابوم : من يدفع ما استحق عليه ، لا يعود
خائباً.
الأب : لا أحد ، في ما أعرف ، لديه ما يدفعه .
ابوم : تحدث عن نفسك ، أنت مدين لي إيجار
عامين ، وقد آن أن تدفع .
الأب : أنت ترى ، إن الموسمين الأخيرين لا
يغطيان ما صرف عليهما .
ابوم : هذا ليس شأني ، القانون يقول أن تدفع .
الأب : سأدفع إذا أمهلتني إلى العام القادم .
ابوم : لن أمهلك ، أو أمهل غيرك ، سوى
ثلاثة أيام ، وإلا فإن القانون واضح .
الجدة : بئس هذا القانون .
ابوم : تغادر هذه الأرض ، أو ..
الجدة : " تصرخ في وجهه " لن نكون عبيداً
لك.
ابوم : غادروا الأرض إذن .
الأم : نغادر ! إلى أين ؟ لقد ولدنا على هذه
الأرض ، وعشنا فيها ، ولا مكان لنا
غيرها في العالم .
ابوم : هذا ليس شأني ، القانون يقول ، إما أن
تغادروا ، أو ..
الجدة : " بغضب لن نغادر ..
الأب : " يحاول تهدئتها " أمي ..
الجدة : سنبقى هنا ، وافعل ما بدا لك .
الجدة : " منفعلة " أيها المجرم ..
الأب : " يحاول تهدئتها ثانية " أمي ، أرجوك..
الجدة : " منفعلة " أيها القاتل ..
ابوم : " ينقض عليها " أغلقي فمك "
يضربها" القذر .
الجدة : " تتهاوى على الأرض " آ آ آ ي .
الأب : " ينحني عليها " أمي ، أمي .
الأم : " تحاول إسناد الجدة " ....
الجدة : " للأب " لو كان أبوك على قيد الحياة ..
ابوم : سأقتلك كما قتلته .
الأب : " يعتدل " أيها المجرم ..
الأم : " تمد يديها إليه " لا ..
الأب : " يتقدم من ابوم " إنها امرأة عجوز ..
الأم : " تعتدل " لا .. لا ..
ابوم : " يتراجع نحو أعوانه " أمهلك ثلاثة
أيام، ثلاثة أيام فقط .
الأب : أيها الجلف .. المتوحش .
ابوم : " يصيح " توقف .
الأب : ليس قبل أن تدفع الثمن .
ابوم : " لأتباعه " أوقفوه .
الأم : " تقف بين الأب والأتباع " لا ، لا ،
دعوه .
الأول : " يبعد الأم " ابتعدي أنتِ .
الأم : " تتهاوى على الأرض " آ آ ي .
الثاني : " يضربه بشدة " خذ ، خذ .
الأب : " يتداعى متألماً " آ آ ي .
الثالث : " يضربه بشدة " خذ ، خذ ، خذ .
الأب : " يسقط على الأرض " آآ ه .
ابوم : كفى .
الأعوان الثلاثة: " يتوقفون " ....
ابوم : تعالوا ، هذا يكفيه اليوم .
الأعوان الثلاثة: " يتراجعون " ....
ابوم : وإذا شوهدت بعدها هنا ، فلن تبقى على
قيد الحياة " يتجه إلى الخارج " هيا ،
اتبعوني .
ابوم وأعوانه يخرجون ، الأم
والجدة تسرعان إلى الأب
الأم : " تنحني عليه باكية " يا ويلي ، قتلوه .
الجدة : كفى ولولة " تنحني عليه " حمداً للآلهة،
إنه حيّ .
الأم : " تحدق فيه " حيّ !
الجدة : وسيبقى حياً ، ويتصدى لهم ، مثل أبيه .
الأم : حقاً ، إنه حيّ ، يا ويلي عليه ، لقد
أشبعوه ضرباً .
الأب : " يئن متألماً " آآآآآ .
الجدة : من الأفضل أن نأخذه إلى الداخل ،
ونرقده في فراشه .
الأم : نعم ، هيا ننهضه .
الجدة : " تطوقه بذراعيها " هيا ، ساعديني .
الأم : " تطوقه هي الأخرى " هيا ، إنه خفيف
كالريشة .
الأب : " يحاول النهوض متألماً " آه .
الأم : تماسك يا عزيزي ، سنأخذك إلى
الداخل، لعلك ترتاح .
الجدة : أنتَ رجل ، ولن يهزمكَ أولئك الجبناء .
الأب : " يسير مستنداً عليهما " أريد أن ..
أتمدد في .. فراشي .
الجدة والأم تسيران به
ببطء ، وتدخلان معه الدار
صوت ساريا : " من الداخل " أبي .
الجدة : تمالكي نفسكِ ، يا بنيّ .
ساريا : " بصوت باك " أبي ، أبي .
الجدة : أبوكِ بخير ، اطمئني .
ساريا : " تبكي " أبي ، آه .
الأم : أبوكِ متعب ، ويريد أن يرتاح ، اذهبي
أنتِ إلى الخارج .
الجدة : هيا ، يا بنيتي ، اذهبي ، اذهبي .
تخرج ساريا من الدار ،
وهي تشهق ، وتكفكف دموعها
ساريا : الوحوش ، كادوا يقتلونه ، إنهم لا
يتورعون عن شيء ، ألم يقتلوا جدي
ورفاقه ؟ آه ، الويل لابوم الجشع ، ليت
انليل يمحقه ، ويغيبه في العالم السفلي ،
فلا يأكل غير التراب ، وربما لن يشبع
أيضاً " تسكت وهي تكفكف دموعها "
ترى أين ادينام الآن ؟
ادينام : " يدخل " إنني هنا .
ساريا : ادينام !
ادينام : نعم ، ادينام ، وادينام دائماً .
ساريا : حمداً للألهة ، لقد ولوا .
ادينام : لتلعنهم الآلهة ، أولئك الوحوش .
ساريا : لكَ أن تفرح ، يا عزيزي ، لقد ابتعدت
في الوقت المناسب .
ادينام : بل إنني خجل ، يا ساريا .
ساريا : إنني أعرفكَ ، كنت ستتدخل ، وتخوض
معركة حامية .
ادينام : نعم ، كان عليّ أن أبقى ، وأدافع عن
أبيكِ .
ساريا : لو بقيتَ لقتلوكَ ، أولئك الوحوش ، أو
زجوكَ في غياهب السجن .
ادينام : لم أكن لأمكنهم من ذلك ، إنني ادينام .
ساريا : " تتلفت خائفة " ادينام .
أدينام : لا تخافي ، إنني معكِ .
ساريا : هذا يخيفني أكثر ، فأنا لا أريد أن أفقدكَ.
ادينام : ساريا " يمسك يديها " كوني مثل جدكِ .
ساريا : جدي قتل ، أنا أريد أن أعيش ، أعيش
معكَ .
ادينام : سنعيش معاً ، يا ساريا ، ثقي بي .
ساريا : كلي ثقة " تسحب يديها " ادينام أصغ ِ .
ادينام : " يصغي " ....
ساريا : أحدهم قادم .
ادينام : إنهم أكثر من واحد .
ساريا : لعلهم من أعوان ابوم .
ادينام : من يدري ، فهو وأعوانه يجوبون
الحقول في هذه المنطقة .
ساريا : اذهب إذن ، اذهب .
ادينام : كلا ، لن أذهب ، وأدعكِ وحدكِ .
ساريا : اذهب ، يا ادينام " تدفعه برفق "
واختف ِ في مكان قريب .
ادينام : لن أبتعد " يتراجع ببطء " وسأعود
سريعاً ، إذا تعرضت لأي خطر .
ساريا : " تدفعه " اذهب ، وسأذهب بدوري "
تتجه نحو الباب " وأدخل الدار .
ادينام : " يخرج مسرعاً " ....
ساريا عند الباب ،
يدخل ثلاثة فلاحين
الأول : ساريا .
ساريا : " تتوقف " ....
الثاني : تمهلي ، يا بنيتي .
ساريا : " تلتفت " ....
الثالث : لسنا من أعوان ابوم .
ساريا : عفواً " تقترب منهم " أهلاً بكم ،
ومرحباً .
الثاني : بلغنا أن ابوم ، كان عندكم قبل قليل .
ساريا : نعم ، وكان معه ثلاثة من أعوانه .
الثالث : طمئنينا يا ابنتي ، قيل أنهم تعرضوا
لأبيك أيضاً .
ساريا : بل ضربوه ضرباً مبرحاً ، حتى أوشك
على الهلاك .
الثاني : أولئك الوحوش ، هذا ديدنهم .
الأول : أبوك ليس الضحية الوحيدة ، فهم
يدورون في المنطقة ، منذرين
الفلاحين جميعاً ، ويتعرضون لبعضهم
بالإهانة والضرب .
الثالث : لقد أنذرونا جميعاً ، إما أن ندفع ، أو
نصير عبيداً .
الثاني : يا للمحنة ، لا نعرف ماذا نفعل ، ونحن
لم نعد نملك ما نسد به رمقنا .
يدخل شابان مسرعين ،
ويقفان أمام الجدة
الأول : أيتها الجدة ..
الجدة : اطمئنا ، ما زلنا واقفين على أقدامنا .
الثاني : " لساريا " علمنا أنهم ضربوا أباك .
ساريا : وكادوا يقتلونه .
الجدة : لا عليكما ، إنه بخير .
الثاني : المجرمون ، الوحوش .
الفلاح الأول : لتنتقم الآلهة منهم .
الأول : هذه مهمتنا ، وليس مهمة الآلهة .
الفلاح الثاني : بني ، لا تجدّف .
الأول : إنها حياتنا ، ودفاعنا عنها ، ليس تجديفاً.
الثاني : ابوم ، هذا المرابي الجشع ، يسلب منا
حياتنا ، سأقضي عليه .
الأول : نعم ، هذا حق ، وأنا معك ، الموت
لابوم .
الفلاح الثاني : مهلاً ، مهلاً يا ولديّ ، أنتما شابان
مندفعان ، هذا الطريق محفوف
بالمخاطر والهلاك ، ولن ينهي المحنة
، التي نواجهها .
الجدة : ما العمل إذن ؟
يقبل ادينام ببطء،
الجميع يتطلعون إليه
الشاب الأول : جاء ادينام .
الشاب الثاني : نعم ، إنه هو .
الجدة : هذا الشاب يعجبني .
ساريا : جدتي .
الجدة : إنه ادينام .
ساريا : أخشى أن يأتي أبي .
الجدة : لا تخشي شيئاً يا بنيتي ، ما دمت معكِ .
الشاب الثاني : لعل الحل عند ادينام .
الفلاح الأول : ليحل إشكالاته مع كاهن معبد الإله انليل
أولاً .
الشاب الأول : لقد حلها ، ولم تعد له إشكالات مع
الكاهن .
الفلاح الأول : نعم ، فقد طرد من المعبد .
الجدة : رفض أن يكون عبداً .
الفلاح الثالث : بل جدّف ، وأشاد بكنكو .
الجدة : صمتاً ، ها هو ادينام ، فلنسمعه .
يقترب ادينام ، ويقترب بعده
عدد من الفلاحين
ادينام : سمعتكم تتكلمون مهمومين ، فجئت
أشارككم همكم .
ساريا : أرجوك ادينام ، أبي في الداخل .
ادينام : نحن هنا من أجل أبيكِ ، و ..
الجدة : بل من أجل الجميع .
ادينام : نعم ، فالمحنة محنتنا جميعاً ، ولكي نجد
لها حلاً ، علينا أن نتكلم .
الفلاح الأول : الأمر واضح ، إما أن نغادر ، أو ..
الجدة : لن نكون عبيداً .
الفلاح الأول : علينا أن نغادر إذن .
الشاب الأول : كلا .
الشاب الثاني : لن نغادر .
الفلاح الثاني : ما العمل إذن ؟
الفلاح الثالث : لا خيار أمامنا إلا المغادرة أو العبودية .
ادينام : بل هناك خيار آخر .
الجميع : " يتطلعون إليه صامتين " ....
الجدة : ادينام ، نحن نصغي إليك ، تكلم .
الفلاح الأول : كلا ، الكلام ليس لمن طرد من المعبد ،
بل لنا نحن .
الشاب الأول : الكلام للجميع ، والمهم أن نتفق على
مناهضة الظلم .
الشاب الثاني : الظلم ظلم ، ولن نسكت عليه ، حتى لو
صدر من معبد الإله انليل نفسه .
الفلاح الأول : هذا كفر وتجديف .
الفلاح الثاني : للمعبد حرمته ، وكذلك للكهنة والآلهة ،
وفي مقدمتهم الإله انليل .
ادينام : مهلاً ، أنصتوا من فضلكم " يصمت
حتى يسود الهدوء " الإله انليل نفسه
رفض الظلم ..
الجدة : المجد للإله انليل .
الشاب الثاني : إذا لم تقف الآلهة نفسها مع الحق ..
الفلاح الثالث : أغلق فمكَ ، كفاكَ تجديفاً .
ادينام : رفض الظلم ، الذي رفضته الآلهة
الصغار ، الإيكيكي .
الفلاح الأول : نعرف هذه الحكاية ، فالكاهن الأعظم
يرويها لنا دائماً ، في معبد الإله انليل .
الفلاح الثاني : شكا الآلهة الإيكيكي ما يعانونه من مشقة
وتعب ، إلى الإله انليل ، فأنصفهم .
الشاب الأول : فخلقنا نحن لنأخذ دورهم في المشقة
والتعب .
الفلاح الثالث : ليكن ، فهذه هي مشيئة الإله انليل .
ادينام : الكاهن الأعظم لم يرو ِ الحكاية كاملة.
الفلاح الثاني : نحن نتفق مع الكاهن الأعظم ، وما رواه
يكفينا .
ادينام : مادمنا نستطيع أن نعرف الحكاية كاملة،
فلماذا لا نعرفها ؟ " صمت " إذن علينا
أن نعرفها .
الشاب الأول : اروها لنا ، كاملة .
ادينام : لو ذهبتم الآن إلى ابوم ، وطلبتم منه أن
يبقيكم في أراضيكم ، ماذا ترونه فاعلاً؟
الشاب الأول : يطردنا طبعاً .
الفلاح الأول : لن يطردنا إذا دفعنا له ما علينا .
الشاب الثاني : وإذا لم نستطع ؟ ونحن لا نستطيع .
الفلاح الثاني : سيطردنا أو يستعبدنا .
ادينام : أو ..
الجدة : أو !
ادينام : حسن ، اسمعوا حكاية الآلهة الإيكيكي
كاملة .
الجميع يصغون إلى ادينام ،
يدخل الأب مستنداً إلى الأم
ساريا : " هامسة " ادينام ، أبي .
ادينام : " يتطلع إلى الأب " ....
الجميع : " يقفون صامتين " ....
ساريا : تقترب من أبيها " أبي .
الأب : " يبقى صامتاً متجهماً " ....
ادينام : " ينظر إليها " ....
الجدة : تكلم يا بنيّ .
ادينام : " يتطلع إلى الأب " ....
الأب : تكلم نحن نصغي إليكَ .
ساريا : " تشد على ذراع أبيها فرحة " شكراً يا
أبي ، شكراً ، شكراً .
ادينام : أشكرك يا سيدي ، أشكرك " يخاطب
الفلاحين ، والآن أصغوا إلى حكاية
الايكيكي كاملة ، لعلكم تتوصلون إلى
الحل .
اظلام تدريجي ، يسلط
الضوء على ادينام وحده
ادينام : بعد أن انتصر الإله مردوخ على تيامة ،
وشطرها إلى شطرين ، ففصل الأرض
عن السماء ، تقاسم انوناكي الآلهة
السبعة العظام مهام الكون ، فصعد آنو
إلى السماء ، ونزل اينكي إلى ابسو ،
وصار انليل اله الأرض ، وحاجبهم
نينورتا ، وعمدتهم ايننكي ، ثم خلدوا
جميعاً إلى الراحة ، وجعلوا الآلهة
الايكيكي تنوء بمشقة العمل في الأرض
، حتى راحوا يشكون ويتذمرون ،
ويبحثون عن حل لمشكلتهم المستعصية.
تخفت الأضواء تدريجياً ،
إظلام
يضاء حقل ، يعمل فيه
ثلاثة من آلهة الايكيكي
الأول : " يتوقف " ....
الثاني : " يرفع رأسه " العمل لم ينتهِ بعد .
الثالث : " يلقي فأسه " لقد تعبت .
الثاني : ارتاحا قليلاً .
الأول : لن نرتاح ما دمنا نعمل ليل نهار ، في
هذه الحقول .
الثالث : هذه ليست عدالة ، الآلهة الأخرى ترقد
مرتاحة على أسرتها ، ونحن نكدح
طول الوقت .
الثاني : لا داعي للتذمر ، هذا قدرنا .
الثالث : تعساً لهذا القدر .
الثاني : تمالك نفسك ، أنت تجدّف .
الأول : لنغير قدرنا ، نحن أيضاً آلهة .
الثاني : هذا كلام كنكو .
الأول : وهو الحق .
الثاني : ليتكما تترويان ، فكنكو يقود نفسه ،
ومن معه ، إلى الهاوية .
الأول : منذ أربعين سنة ونحن نكدح ، كفى ،
يجب أن نضع حداً لهذه المعاناة .
الثالث : مهلاً ، مهلاً ، ها هو كنكو قادم ، ومعه
أتباعه .
يدخل كنكو ، وخلفه أتباعه ،
الآلهة الثلاثة يتطلعون إليه
كنكو : سلاماً أيها المذلون المهانون .
الثالث : سلاماً .
الأول : سلاماً كنكو .
الثاني : " لا يرد " ....
كنكو : سلاماً أيها المتعبون .
الثاني : تعبنا مثمر ، فهو يحيي الأرض ، ويزيد
الخير فيها .
الأول : ليهنأ الآلهة السبعة ، ويتمتعوا بالكسل
والبطالة والنوم .
الثاني : إنهم آلهة عظام ، خلقوا السماء والأرض
، وما فيها من أحياء ، ومن حقهم أن
يرتاحوا .
الأول : نحن أيضاً آلهة ، لكننا نكدح منذ أربعين
سنة ، وننوء بمشقة العمل ، ونعاني من
التعب .
الثاني : إنني معكم ، نحن متعبون ، دعونا
نواجه الحاجب ، الإله نينورتا .
الثالث : حسن ، لنواجه الأله نينورتا ، ونرجوه ،
لعله يخفف ..
الأول : " محتداً " لنهدده ، ونثير الخوف في
قلبه ، وهو في بيته .
الثاني : ماذا ! هذا جنون .
الأول : " محتداً " بل نقتله ، ونحطم النير ،
الذي يستعبدنا ليل نهار .
الثاني : كفى .
الثالث : كنكو ، تكلم .
كنكو : لن نذهب إلى الحاجب نينورتا ..
الجميع : " يتطلعون إليه مترقبين " ...
كنكو : بل نذهب إلى انليل نفسه .
الثالث : ماذا ؟
الثاني : الإله انليل !
الأول : " مبهوراً " آه ، كنكو .
إله 1 : نعم ، لنذهب إلى انليل .
إله2 : لسنا عبيداً .
إله3 : نحن آلهة .
كنكو : فلنحرق أدوات عبوديتنا إذن ، ونذهب
إلى الإله انليل .
الآلهة يحرقون أدواتهم ،
ويخرجون وراء كنكو
إظلام
أمام بيت ساريا
الجميع يحيطون بادينام
ادينام : وأشعل الآلهة الإيكيكي النار في
أدواتهم، ورفعوها عالياً ، ثم ساروا
وراء كنكو ، نحو معبد الإله انليل ،
وعند منتصف الليل ، أحاطوا بالمعبد ،
وكان الإله انليل يغط في فراشه الوثير،
وأفاق كالكال على أصوات الإيكيكي
الهائجة ، وقد أصابه الذعر .
يسكت ادينام
تخفت الأضواء تدريجياً
إظلام
معبد الإله انليل
كالكال يبدو مذعوراً
كالكال : يا ويلي ، ماذا يجري ؟ أسمع أصواتاً
غاضبة ، أهم الإيكيكي ؟ لا يمكن ،
الإيكيكي آلهة صغار هادئون ، فلأصغِ
جيداً ، " يصغي مذعوراً "
صوت : كفى ظلماً .
صوت : العمل يكاد يقتلنا .
كالكال : يا للعجب ، يبدو أنهم الإيكيكي .
صوت : لسنا عبيداً .
صوت : نحن آلهة أيضاً .
كالكال : يا للآلهة ، إنهم الإيكيكي فعلاً .
صوت : افتحوا الباب .
صوت : اخرجوا إلينا .
صوت : هيا ، هيا ، افتحوا الباب .
كالكال : " يبتعد عن الباب مذعوراً : فلأوقظ
نوسكو " يصيح " نوسكو ، نوسكو .
يدخل نوسكو مذعوراً ،
ويقترب من كالكال
نوسكو : كالكال ، ما الأمر ؟
كالكال : إنهم الإكيكي .
نوسكو : الإيكيكي !
كالكال : يحاصرون المعبد ، وقد أشعلوا النار في
أدواتهم .
نوسكو : يا للآلهة السبعة العظام ، هذه سابقة
خطيرة .
كالكال : الأفضل ، والحالة هذه ، أن نوقظ سيدنا
انليل .
نوسكو : لا ، إنه يرقد مرتاحاً ، وأخشى أن
يغضب إذا أيقظناه .
كالكال : لكنهم قد يقتحمون المعبد ، ويحرقون كل
شيء فيه .
صوت : لن نبقى عبيداً .
صوت : العمل يكاد يقتلنا .
صوت : افتحوا الباب .
كالكال : اسمعهم ، إنهم هائجون ، وقد يقتحمون
علينا المعبد .
نوسكو : هؤلاء الحمقى ، ماذا دهاهم ؟ ازلج
الباب بسرعة ، ازلجه .
كالكال : " يسرع ويزلج الباب " إنهم يزدادون
هياجاً .
نوسكو : صبراً ، فلننتظر ، لعلهم يملون ،
ويعودون من حيث أتوا .
صمت : ارفعوا الشقاء عنا .
صوت : نحن أيضاً آلهة .
صوت : كفى تمييزاً ، نحن آلهة مثلكم .
صوت : أفتوا الباب ، افتحوا الباب .
يدخل انليل متثائباً ،
كالكال ونوسكو عند الباب
انليل : أسمع ضجيجاً وهتافاً ، ما الأمر ؟
كالكال : سيدي ، إنهم الإيكيكي .
انليل : الإيكيكي ! كل ظني أنهم في فرشهم ،
يرقدون بعد عمل النهار .
نوسكو : لا يا سيدي ، إنهم عند الباب ، وهم
غاضبون على ما يبدو .
انليل : سأعاقب من أغضبهم ، هذا لا يجوز ،
الإيكيكي آلهة أيضاً .
كالكال : سيدي ، لقد أعلنوا الحرب .
انليل : ماذا ! هذا جنون .
كالكال : وهم يحاصرون المعبد .
انليل : يا للحمقى ، يحاصرون المعبد ؟ ليكن ،
سأبيدهم .
نوسكو : سيدي ..
انليل : أنا خلقت هؤلاء الحمقى ، وأنا سأميتهم .
نوسكو : عفواً سيدي ، لكنهم أبناؤكَ .
انليل : سأميتهم جميعاً ، فأنا لا أريد أبناء
حمقى، عاقين .
نوسكو : أنت كبير الآلهة ، ومعكَ الآلهة العظام ،
ويمكن معالجة أمر الإيكيكي بالحسنى .
انليل : لكنهم تجاوزوا كل حد ، إنهم يحاصرون
معبدي .
نوسكو : مهما يكن يا سيدي ، فإنهم أبناؤكَ .
انليل : " يصمت مغالباً غضبه " ....
نوسكو : سيدي ..
انليل : إنني غاضب الآن ، ولا أريد أن أتخذ
قراراً ، قد أندم عليه في ما بعد .
صوت : ارفعوا عنا مشاق العمل .
صوت : نكاد نموت .
صوت : ارحمونا .
نوسكو : اسمعهم يا سيدي ، اسمع أبناءك ،وارأف
بحالهم .
انليل : لن أتخذ قراراً ، سأشركُ الآلهة الأخرى
في تقرير مصيرهم .
كالكال : ونعم الرأي ، يا سيدي .
نوسكو : هذا هو الصواب ، يا سيدي .
انليل : يعلنون الحرب ؟ سيدفع المذنب الثمن
غالياً .
نوسكو : " يلوذ بالصمت " ....
انليل : " يصيح " آنو .
آنو : " يحضر " انليل !
انليل : " يصيح ثانية " اينكي .
اينكي : " يحضر " انليل ؟ آنو !
آنو : أنتَ ناديتنا ..
اينكي : لابد أن الأمر هام وعاجل ، يا انليل .
انليل : " يشير إلى الخارج " اصغيا .
آنو واينكي : " يصغيان بإهتمام " ....
صوت : كفى ظلماً .
صوت : ارفعوا شقاء العمل عنا .
صوت : افتحوا الباب ، افتحوا الباب .
اينكي : يا للعجب ، ماذا يجري ؟
انليل : إنهم الإيكيكي .
آنو : الإيكيكي !
انليل : لقد أعلنوا الحرب ،وهم يحاصرون
معبدي .
آنو : يا للجنون .
انليل : ماذا ترون ؟ هل أخوض حرباً ضدهم ،
وأبيدهم ؟
اينكي : مهلاً ، مهلاً .
انليل : لعل ما يفعلونه الآن موجهاً ضدي .
آنو : لنعرف أولاً لماذا أعلنوا الحرب .
اينكي : نعم ، ولماذا يحاصرون معبدكَ ؟
انليل : أنتما تسمعانهم يهتفون .
آنو : ليخرج نوسكو إليهم ، ويقف على حقيقة
الأمر .
نوسكو : " يتطلع متردداً إلى انليل " ....
انليل : اخرج اليهم .
نوسكو : " خائفاً " سيدي .
انليل : لا تخف ، نحن معكَ .
اينكي : والأفضل أن تدعو واحداً منهم .
آنو : نعم ، هذا أفضل " لنوسكو " هيا ،
أخرج إليهم .
نوسكو : " يتجه نحو الباب " أمر سيدي .
كالكال : " عند الباب " نوسكو .
نوسكو : بصوت مضطرب " افتح ، يا كالكال .
كالكال : " يوارب الباب " اخرج بسرعة .
نوسكو : " يخرج بسرعة " ....
كالكال : " يغلق الباب " ....
انو : " يصغي " لقد سكتوا .
اينكي : نعم ، سكتوا تماماً .
انو : عسى أن يهدئهم نوسكو ، ويتفاهم معهم.
انليل : مهما يكن ، لابد أن يدفعوا الثمن .
انو : لندع هذا الآن ، إنهم ثائرون ،
ويحاصرون معبدك .
كالكال : " لانليل " سيدي ، الباب يطرق .
اينكي : لعله نوسكو .
كالكال : نعم يا سيدي ، إنه هو .
انليل : افتح الباب ، افتحه بحذر .
كالكال : أمر سيدي .
كالكال يوارب الباب ،
يدخل نوسكو وكنكو
انليل : كنكو !
كنكو : سيدي انليل .
انو : ما فعلتموه خطأ ، يا كنكو .
اينيكي : أنتم آلهة .
كنكو : نحن ايكيكي .
انو : الايكيكي آلهة ، يا كنكو .
كنكو : لكننا ننوء بمشقة العمل ، ونعاني من
التعب ، منذ أربعين عاماً .
انو : هذا لا يبرر ما فعلتموه ، لقد أعلنتم
الحرب ، وحاصرتم معبد الأله انليل .
كنكو : أنتم لا تعرفون ما نعانيه ، لقد قتلنا
العمل الشاق ، إن مهامنا صعبة ،
وعناءنا كبير ، لا نهاية له .
انليل : لا بأس يا كنكو ، أنا معكم ، إن عملكم
شاق ، وعناءكم كبير ، حسن ، نحن لا
نتهمكم بشيء .
كنكو : نشكرك يا سيدي ، لكننا لا نستطيع
الاستمرار على هذا المنوال ، نريد أن
تضعوا حداً لمعاناتنا .
انليل : اطمئن ، سنوجد من يحل محلكم ، أنتم
الايكيكي ، فيخدمكم ، ويخدمنا .
كنكو : سيدي ؟
انليل : سأخلق الإنسان .
كنكو : الإنسان !
انليل : اذهب إلى رفاقك ، وبشرهم بالخلاص .
كنكو : المجد للآلهة السبعة العظام " يتجه إلى
الباب " المجد للآلهة السبعة العظام .
كالكال : " يفتح الباب " ....
كنكو : " وهو يخرج فرحاً " المجد للآلهة
السبعة العظام .
كالكال : " يغلق الباب " ....
كنكو : " يهتف والايكيكي يهتفون معه " المجد
للآلهة السبعة العظام .
انليل : " عند النافذة " ....
كنكو : يهتف والايكيكي يهتفون معه " المجد
للآلهة السبعة العظام " الأصوات
تتباعد حتى تتلاشى " المجد للآلهة
السبعة العظام .
انو : انليل .
انليل : عادوا فرحين إلى دورهم ، يتقدمهم
محرضهم على التمرد ، كنكو .
انو : وعدتهم بمن يحل محلهم .
انليل : نعم ، الإنسان .
اينكي : الإنسان !
انليل : أنت ستخلقه ، وسيحمل نير العمل عن
الآلهة جميعاً .
اينكي : ليكن ، هذا حلّ ذكيّ ، أرضينا
الايكيكي ، وتجنباً حرباً طاحنة .
انو : ليكن الإنسان ، أخلقه يا اينكي .
انليل : خذ طين من مياه الأعماق ، وقبل أن
تخلق منه الإنسان ، امزجه بدم إله .
اينكي : انليل .
انليل : الإنسان الذي ستخلقه لابد أن يجري في
عروقه شيئاً من دمائنا ، نحن الآلهة .
اينكي : أكاد أعرف هذا الإله .
انو : كنكو !
انليل : نعم ، كنكو ، ولا أحد غيره .
انو : " يبتسم متفهماً " هذا واضح ، أنت
انليل حقاً .
انليل : سيكون دم كنكو ، هذا الإله المتمرد ،
هو دم هذا الإله ، الذي سيمتزج بدماء
الإنسان .
تخفت الأضواء تدريجياً
اظلام
أمام بيت ساريا ،
الجميع حول ادينام
ادينام : هذه هي الحكاية كاملة ، حكاية الإله
كنكو .
الجدة : " دامعة العينين " كنكو .
ادينام : لا تنسوا أننا خلقنا من طين ..
الأب : ممزوجاً بدم الإله كنكو .
الجدة : " تقترب منه متأثرة " بنيّ .
الأب : لقد قاتل أبي دفاعاً عن هذه الأرض .
ساريا : " تحضنه فرحة " أبي ، أبي .
الأب : لن أخذل أبي ، إنني ابنه ، وسأبقى ابنه ،
حتى النهاية .
ادينام : " يتطلع إلى الأب " ....
الأب : " يقترب منه ومعه ساريا " ادينام .
ادينام : " يتطلع إليه منتظراً " ....
الأب : لقد أريتنا بحكايتك الطريق ، طريق
الإله كنكو ، تقدمنا عليه ، وسنسير
وراءك ، مهما كان الثمن .
الجدة : المجد للإله كنكو .
الجميع : ملوحين بأدواتهم " المجد للإله كنكو ،
المجد للإله كنكو ، المجد للإله كنكو .
الهاتف يستمر ، الأضواء
تخفت تدريجياً حتى تتلاشى
اظلام
ستار
23 / 5 / 2009
0 التعليقات:
إرسال تعليق