أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 18 يوليو 2024

في سابقة إبداعية مهمة وأصيلة لمبدعي المسرح العراقي المسرح الوطني الفنلندي يقدم مسرحية (برتقال) للكاتب العراقي باسم قهار


مجلة الفنون المسرحية 
في سابقة إبداعية مهمة وأصيلة لمبدعي المسرح العراقي 
المسرح الوطني الفنلندي يقدم مسرحية (برتقال) للكاتب العراقي باسم قهار

الناقد عواد علي: (برتقال) لاتشبه أي مسرحية أخرى مما قرأت من مسرحيات عربية ومترجمة، إنها شديدة الخصوصية، وتنطوي على شيء من الغموض والتعقيد في بناء شخصيتيها 

كتب- عبد العليم البناء

تجري الاستعدادات لإنجاز عرض مسرحية (برتقال) للمخرج والكاتب والفنان المتعدد المواهب باسم قهار والتي ترجمت للغة الفنلندية، وستقدم على خشبة المسرح الوطني الفنلندي في هلسنكي مطلع أيلول سبتمبر المقبل، ويقوم على إخراجها جارنو كوسا Jarno Kuosa  ويتقاسم بطولتها  الفنانان : ميري نينونين Meri Nenonen  ونيكوساريلا  Niko Saarela ، وربماهي  المرة الأولى التي يقدم فيها عمل مسرحي لكاتب عراقي في العاصمة  الفلندية هلسنكي، مما يشكل سابقة إبداعية مهمة  وأصيلة تحسب للمسرح  العراقي ومبدعيه، الذين سبق لهم أن حققوا العديد من المنجزات المسرحية المعروفة بآفاقها وأبعادها الجمالية والفكرية والإنسانية محلياً، وعربياً، ودولياً، لاسيما مسرحيته (برتقال)، التي سبق أن فازت بجائزة أفضل نص في مسابقة الهيئة العربية للمسرح  للنصوص الموجهة للكبار عام 2021 .
مسرحية (برتقال) التي ترجمت للفرنسية بطبعتين، الأولى طبعة جامعة تولوز ترجمها الكاتب المغربي سعيد بن جلون الذي يحظى بالكثير من التقدير في وسط الثقافة والأدب في المغرب، والثانية طبعة دار نشر  Espace d'un Dolmieu بترجمة الفرنسية مارغريت جافلييت وستصدر الطبعتان خلال الاشهر القليلة القادمة.
مسرحية (برتقال) يقول عنها الناقد العراقي عواد علي الذي كتب تقديمه للترجمة الفرنسية لنصها إنها : " لاتشبه أي مسرحية أخرى مما قرأت من مسرحيات عربية ومترجمة، إنها شديدة الخصوصية، وتنطوي على شيء من الغموض والتعقيد في بناء شخصيتيها، وهما حسب تصوري أقرب إلى شخصيات المسرح الطليعي. جانيت مغنية في منتصف الخمسين، ورباح شاعر أكبر سناً منها قليلاً، يعيشان في مكان واحد، ويبحثان عن أجوبة لما آل إليه مصيرهما بسبب عدم التفاهم مع الآخرين، والشعور بالغثيان بالنسبة إلى رباح، لأنهم دفعوه إلى المستشفى بتهم أوصلته إلى حافة الجنون، وهو يهرب من الماضي، ويعيش فقط مع الكتب والشعر والهذيان. أما جانيت فهي تعاني من التهميش والاستلاب بسبب الحرب التي منعتها من التقديم إلى لجنة الاختبار للحصول على رخصة مغنية.."
مضيفاً: " وتعيش مع ذكريات متواترة لأنها كل ما تملك، لذلك تظل متشبثة بذكرى التقاط صورة لها مع رباح في حديقة الحيوان بينما الشمس في عيونهما والأشجار والزرافات خلفهما، تكرر محاولة استعادتها مشهدياً مرات عديدة حتى تغدو ثيمةً أساسيةً في المسرحية إلى جانب الضوء البرتقالي، والبرتقالة التي أهداها لها رباح ولم تظهر في الصورة. والبرتقال هنا شيفرة ترتكز عليها البنية الدرامية للمسرحية، وتحيل على مدلولات شتى، لكني سأترك تأويلها للقارئ طبقاً لفهمه ما دام التأويل هو فن الفهم." 
وفي الأشارة الى الفنان والكاتب والمخرج باسم قهار قال الناقد عواد علي :" يحتار الناقد من أين يبدأ الكتابة عن فنان مبدع ومتميز ومتعدد المواهب مثل باسم قهّار، فهو ممثل ومخرج مسرحي وتلفزيوني، وكاتب مسرحي، فضلاً عن كونه قارئاً ممتازاً ومثقفاً ألمعيّاً، قوي البصيرة، عابر للانتماءات الفئوية والأيديولوجية، يمتلك أمكانيةً معرفيةً وحساسيةً عاليةً في تحليل القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية في العالم العربي." 
وتابع :"عرفت باسم قهار، منذ نحو أربعين سنةً، في فرقة المسرح التجريبي بمدينة كركوك وفي كلية الفنون الجميلة ببغداد أثناء دراسته المسرح، عرفته شابّاً طموحاً ذا ثقة عالية بنفسه، يفكّر بطريقة مختلفة عن أقرانه المسرحيين وينزع إلى الاجتهاد والبحث عن أساليب جديدة في التمثيل والإخراج، والمغامرة في مقاربة نصوص مسرحية أشكالية وصعبة، عادّاً إياها مواد أوليةً تحمل مقترحات ما، انطلاقاً من قناعته بأن النصوص يجب أن تخضع لرؤية المخرج ولحلوله البصرية على الخشبة، لذا يجد موهبته في المسرح تأخذ فرصًا أعلى للتعبير والخيال."
الجدير بالذكر أن باسم قهارالمولود في بغداد عام 1963 والمقيم حالياً في أستراليا يعد من الفنانين العراقيين المميزين ومتنوعي الاختصاصات الفنية، وحاصل  على بكالوريوس في الإخراج المسرحي من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد 1984 – 1990وعمل أستاذاً للتمثيل في المعهد العالي للمسرح في سوريا، وبعد العراق قدم عروضه في مسارح أستراليا، وسوريا، والأردن، وأقام  العديد من ورش العمل الفنية في عدد من البلدان العربية والأجنبية، حيث عمق باسم قهار تجاربه الإخراجية، بعد مغادرته العراق، فقدم أكثر من عشرين مسرحية، أربع منها في أستراليا والبقية في سوريا ولبنان والأردن، وكتب ثلاث مسرحيات متميزة شكلاً ومضموناً هي: كهرب، وأرابيا، وبرتقال، ومسرحيته الأخيرة (برتقال)، سبق أن فازت بجائزة أفضل نص في مسابقة الهيئة العربية للمسرح للنصوص الموجهة للكبار عام 2021، وأختير عضواً  في اللجنة المنظمة لمهرجان بغداد المسرحي لدورتين، واللجنة المنظمة لمهرجان دمشق الدولي للمسرح في دورتين، وكتب الكثير من المقالات والدراسات عن المسرح في مجلات وصحف عربية، وأخرج عروضاً مسرحية عدة باللغة العربية وأخرى باللغة الإنكليزية، فضلاً عن مشاركته ممثلاً بارعاً في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية العراقية والعربية.

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption