أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 15 يوليو 2017

العرض المسرحي "مشاعر"..الأندلس بين الأوبرا والفلامنكو

الاثنين، 10 يوليو 2017

«جنوب أفريقيا».. كوميديا الموقف في عرض جماهيري

مجلة الفنون المسرحية

«جنوب أفريقيا».. كوميديا الموقف في عرض جماهيري


عبدالمحسن الشمري 

نجح الفنان عبدالعزيز المسلم في تقديم خلطة فنية حققت لعرضه الاخير «جنوب أفريقيا» النجاح، واستفاد المسلم من تجاربه السابقة في تعزيز علاقته بالجمهور، ولم يبخل في تقديم كل ما من شأنه إضفاء المزيد من التشويق والإبهار والكوميديا على العرض المسرحي الذي يتواصل هذه الأيام على مسرح نادي القادسية.
المسرحية من تأليف المسلم وإخراجه، كما أنه يلعب أحد الادوار الرئيسية فيها إلى جانب الثنائي أحلام حسن وشهاب حاجيه، إضافة إلى عدد من الأسماء الأخرى مثل عبدالله البارون، سعيد الملا، هيا الشعيبي، هاني الطباخ، عبدالله الرميان، عبدالله المسلم، سعاد سلمان، علي الفرحان وعدد من الوجوه الشابة إلى جانب فرقة استعراضية.
المسرحية محاولة حقيقية للتقريب بين المسرح النوعي والمسرح الجماهيري، تحتفظ بطابع خاص في احترام ذائقة الجمهور إلى حد بعيد، مع الإشارة إلى أن بعض الممثلين خرج عن النص رغبة منه في كسب ود الجمهور العريض الذي تفاعل مع العرض.

 قضية اجتماعية
يستند النص إلى قضية الطلاق في المجتمع وتأثيره في الفرد والأسرة، من خلال حكاية شاب يقع في شر أعماله بعد أن طلق زوجته ثلاث مرات، وفي الوقت الذي تتزوج الفتاة رجلا آخر يحاول طليقها العودة إليها بشتى الطرق، وتجري الأحداث في منتجع بجنوب أفريقيا يجتمع فيه مجموعة من الأشخاص الذين يأتون إلى هذا المكان بأهداف مختلفة منها التجارة أو السياحة.
وخلال مجرى الأحداث تتناول المسرحية أمورا جانبية أخرى منها مشاكل كرة القدم، والعنوسة وسواهما، وتتواصل الأحداث في أجواء يغلب عليها الرعب والخوف والمفاجآت كظهور الأسود والحيوانات المفترسة.
وفي حوارات الممثلين بعض النصائح المباشرة لقضايا اجتماعية واقتصادية، إلى جانب الإشارة إلى بعض الأحداث السياسية في محيطنا العربي، وهذه التوليفة من القضايا يقدم المؤلف بأسلوب السهل الممتنع،كما أن النص يترك مساحة لا بأس بها للممثل بالارتجال حول ما يطرحه من أمور.

كوميديا الموقف
من الأمور الجميلة في عرض «جنوب أفريقيا» ان هناك مساحة واضحة لكوميديا الموقف، وهذه المساحة أعطت العرض روحا جميلة، وكانت الكوميديا عامل جذب لأنها خرجت في الكثير من الأوقات عن الإضحاك من دون سبب، وكانت من صميم العمل وهو أمر يحسب للمسرح الجماهيري ويقربه كثيرا من الأعمال النوعية التي لا تميل إلى الإضحاك لمجرد الإضحاك.
وقد شكلت حلام حسن مع شهاب حاجية ثنائيا متجانسا، وكانت أحلام كما عهدناها، حافظت على صورتها التي عرفت بها في الاعمال النوعية، واستغلت قدراتها في الأداء خير استغلال، وكشف شهاب عن موهبة كوميدية حقيقية، أما الفنان عبدالعزيز المسلم فقد برز بعفويته وتلقائيته المعهودة، شكل مع أحلام وشهاب ثلاثيا متناغما إلى حد كبير، وكان هذا الثلاثي نجم العرض بلا منازع، خاصة أنه يشكل العود الفقري للعرض المسرحي.

عامل جذب
جاءت السينوغرافيا لتشكل عاملا مساندا للفكرة الأساسية التي انطلقت منها المسرحية، خاصة في تحديد مكانها، أي جنوب أفريقيا، واعتمدت على الإبهار والتشكيل الفني الملائم للبئية التي تدور فيها الأحداث، والتي غطت مساحة كبيرة من خشبة المسرح، وكانت الإضاءة عاملا مهما في إضفاء الشكل الجمالي الخاص بالعرض المسرحي، واستمدت الموسيقى من الألحان الخاصة بأفريقيا.
ونجح الإخراج في تقديم صورة جمالية من خلال تحريك الفرقة الاستعراضية، وإدخالها من عدة أماكن في الصالة، كما كان اللون الأسود مناسبا لأزيائها.
وقد وضح خلال العرض المسرحي مدى التجانس والتناغم بين فريق العمل الذي ظهر بصورة الفريق الواحد معظم فترات العرض التي اقتربت من ثلاث ساعات.

-----------------------------------------------
المصدر : القبس  

السبت، 1 يوليو 2017

مسرحية " الاقي زيك فين يا علي" للمخرجة لينا أبيض

الأربعاء، 14 يونيو 2017

(ما في متلو شو).. مسرحية لبنانية في عمان تعاين قضايا اجتماعية وسياسية

مجلة الفنون المسرحية

(ما في متلو شو).. مسرحية لبنانية في عمان تعاين قضايا اجتماعية وسياسية

اكد فريق عرض «ما في متلو شو» اللبناني ان عروضهم الفنية الكوميدية الساخرة ستتواصل في فندق اللاند مارك خلال شهر رمضان الفضيل وستراعي خصوصية الشهر وتتناسب وذائقة المجتمع الاردني.

كما اكدوا خلال مؤتمر صحفي عقد أول من أمس في فندق لاندمارك عمان، ان العروض ستلقى قبولا لدى الجمهور الاردني الذي بعكس ما يشاع عنه يتمتع بحس عال من الفكاهة والدعابة.

وقال الفنان عادل كرم في المؤتمر، انه سعيد بعودة فرقة «ما في متلو شو» لتقديم عروضها في عمان خلال شهر رمضان بعد غياب استمر 7 سنوات، لافتا الى ان العروض ستكون مختلفة في هذه المرة تتضمن تطوير في عدد من شخصيات العرض والقضايا المطروحة التي تحمل هموما اجتماعية مشتركة بين الشعبين اللبناني والاردني، وستكون اللوحات والمشاهد متغيرة من يوم لآخر بحسب المستجدات. وبين ان الفرقة تقدم مشاهد ولوحات تناقش هموم وقضايا المواطن دون الوقوع في فخ الابتذال السياسي.

ونوه الفنان كرم بالتطور الذي شهدته عمان عن ما شاهدوه قبل حوالي 7 سنوات، داعيا الجمهور الاردني لمشاركتهم الابتسامة والضحك في عروضهم الحالية. واشار الفنان نعيم حلاوي الى ان اختفاء بعض الشخصيات التي كانت تقدم ضمن عروض «ما في متلو شو» التلفزيونية يعود الى رغبة الفرقة في تطوير عملها في هذه العروض من خلال استبدالها بشخصيات اخرى ومنها شخصيتي «وجدي ومجدي».

وقال الفنان عباس شاهين انهم قدموا في الماضي شخصيات سياسية لبنانية لا ان بعض الجمهور في الاقطار العربية التي عرضوا فيها لم يكونوا على معرفة او اطلاع على هذه الشخصيات وما تمثله في الشأن الداخلي اللبناني ما ساهم بخلق مساحة فارغة بين المشهد والمتلقي العربي.

واضاف الفنان شاهين ان الفرقة تقدم 16 شخصية مختلفة في عروضهم التي تقدم على شاشة التلفزيون ورغم انها تطرح قضايا اجتماعية الا انها تحمل في عمقها مضامين واحالات سياسية.

وتحدثت الفنانتين رولا شامية وانجو ريحان في مقاربة عن اختلاف ظروف «العروض» و»الاسكتشات» شبه الارتجالية الكوميدية الساخرة عن ما كانت عليه في مرحلة ستينيات بالقرن الماضي والتي قدمها الفنان العربي السوري دريد لحام والفنان اللبناني الراحل شوشو على مسارح بيروت ودمشق.

---------------------------------------------------
المصدر : وكالة بترا

الأحد، 11 يونيو 2017

من عروض مهرجان مسرح الشباب الاردني 2017 مسرحية” العرس الوحشي”.. عمل مفتوح على التأويل بحرفية فنية عالي

مجلة الفنون المسرحية

من عروض مهرجان مسرح الشباب الاردني 2017 مسرحية” العرس الوحشي”.. عمل مفتوح على التأويل بحرفية فنية عالي

رسمي محاسنة

ان تخرج من عرض مسرحي وانت محمل بالاسئلة، ذلك يعني ان العمل فيه مايستفز العقل، ويشغل الوجدان، وان هناك فعل مسرحي استطاع ان يقتنص انتباهك، وياخذك الى فضاءات الاسئلة.
” العرس الوحشي”..النص المعروف،للعراقي” فلاح شاكر”، والذي شكل غواية لكثير من المخرجين، الذين هم بدورهم قاربوا النص من خلال رؤيتهم الخاصة، باعادة تركيب الحكاية، واستنطاق مدلولات معرفية وجمالية، لكن دون ان تغادر النص تماما.
المخرج ” محمد الجراح” يقدم عرضا يذهب بعيدا باتجاه مايصادر ماهو انساني في النفس، لكنه ليس مجرد حالة فردية، انما دلالة اوسع تمتد الى ماهو اكبر، في عمل محمل بالدلالات، فالحكاية تتمحور حول علاقة الام بالابن، الام التي تم اغتصابها بوقت مبكر من عمرها، ويتناوب عليها ثلاثة جنود، يتركون باحشائها ثمرة نجسة، عندما تحمل من احد منهم لاتعرفه، ويكبر الابن ” الحرام”، وكلما كبر ، تتكرر محاولاتها للخلاص منه دون جدوى، ليبقى شاهدا على فضيحة الروح، وجرحا يستحيل التئامه.
تبقى العلاقة محكومة بتلك النقود التي وضعتها في القبو الذي حبست ابنها فيه،وتعتقد بانه اخفاها عنها،تريدها لتخرج وتغادر المكان، وهنا يضعنا النص امام اسئلة لها علاقة بالام” اريج دبابنه”،فان اصرارها على ، وسؤالها الدائم عن النقود يضعنا امام احتمالات انها استمرأت لعبة المومس،ويقودنا الى هذا الاستنتاج سؤالها بالحاح عن النقود، او تفكر كانسانة تدرك بان هذه الفلوس يمكن ان تنجو بها، وتخرج من واقعها وماضيها، وكلا التأويلين من الصعب الجزم بهما، لان الصورة المرتسمة في ذهن المتلقي، انها ضحية، ومايتبع ذلك من تداعيات تاخذنا الى احالات انها ” الوطن” الذي تم اغتصابه واستباحته.
في الحوارات المحمومة بين الام والابن ” راتب عبيدات”، يتضح حجم القسوة والعزلة والخراب الذي اصاب النفوس، وتلك الذكريات البائسة التي تفرض وقعها الثقيل على حاضر الشخصيات، فكلاهما ضحايا، وهذه المعاناة هي نتيجة حتمية، والقسوة التي تصل لدرجة رغبة الام بقتل جنينيها وطفلها لاحقا، هي بسبب وجود المحتل البغيض،لكن هذه الحالة يتفرع عنها موقفين مختلفين، فاذا اعتبرنا انها الام بالمعنى المطلق، فانه من الصعب تفهمّ قسوتها، لكن في حال انه بذرة من احتلال ترك كل هذه الماّسي، فان الموقف يصبح محايدا، ويفقد الابن تعاطف المتلقي.
واذا كان هذا الفهم يقودنا الى ضرورة التخلص من الابن، ففي العرض يقوم الابن بخنق امه، ويملأ المكان المهجور بجثث الجنود، و كان قبل ذلك قد قتل ” سعيد” المترجم.
قدّم المخرج ” محمد الجراح” العرض في اجواء خانقة، حيث المكان المهجور،والمعزول عن الحياة، والمنقسم بحبل الى قسمين، وبمفردات ديكور تم توظيفها لصالح العرض، كما في الطاولة، او الاناء المملوء بالماء الذي يذكر الام بالمغتصبين، او المفردات الاخرى، مثل ذلك الكيس المعلق الذي يفرغ فيه الابن غضبه.
وقد كان الاداء ركنا اساسيا في العرض، حيث قدمت “اريج دبابنه” دورا يحمل شحنات الغضب والقهر والاشمئزاز والقسوة، دورا يسجل لها، باستخدامها لادوات تعبير عالية،في حالاتها المختلفة، وباحساس عال، وفي تناغم مع الممثل الشاب” راتب عبيدات”، الذي بهذا العمل يسجل شهادة ميلاد ممثل اردني على ىالساحة الفنية،حيث لم يهبط ايقاع الشخصيات، ولا الايقاع العام للعمل.
“العرس الوحشي”، عمل مفتوح على التأويل من حيث الفكرة، ومشغول باحترافية من حيث الرؤية الاخراجية بتوظيف عناصر العمل المسرحي،بذكاء ووعي كبيرين.












--------------------------------------------------
المصدر : ميديا نيوز

السبت، 10 يونيو 2017

غنام يواصل تغريبته حاملاً حقيبة «سأموت في المنفى»

مجلة الفنون المسرحية

غنام يواصل تغريبته حاملاً حقيبة «سأموت في المنفى»

عمان - الرأي

بمشاركة صوت الفنان كمال خليل وعوده وألحانه، قدم الفنان المسرحي غنام غنام في مقر رابطة أهالي كفر عانا، المونودراما المسرحية «سأموت في المنفى» من تأليفه وإخراجه وتمثيله.

العرض تجلى كشريط ذاكرة شخصية وجمعية في آن، تقاطعت خلال سرد غنام له أدائياً وحكواتياً ونبضاً وتحليلاً، مجموعة من الدلالات والمحطات ومراحل من تاريخ التغريبة الفلسطينية ونضالات أبنائها وأبناء امتدادها العربيّ القوميّ الإنسانيّ.

شريط مخاتل غير ملتزم بتسلسل تاريخي، ولا شروط حسية، ولا قواعد أكاديمية؛ توقف أحياناً عند محطات تعود لوالده أو والدته أو أحد أقاربه، لم يعشها هو شخصياً، وزار في أحيان أخرى قرى في البال والوجدان، وأخرى تمثل وجعاً أكثر مما تغوص في المعاينة الفردية والتفاعل المادي الملموس.

بلا مفردات مسرحية من إضاءة أو ديكور أو مختلف معطيات السينوغرافيا، وخارج أي إطار أو علبة، وبموسيقى حيّة نابضة لرفيق درب وحب وحرب ومعاناة وهجرات ونضال، خلق غنام مدير التأليف والنشر في الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، فرجته، جاعلاً منها (أي تلك الفرجة الحكواتية بامتياز)، لحظة ممكنة لتفاعل مجسّات التلقي، إذ منذ لحظة البدء قال للمحيطين به من ناس وأهالي ونواب وشرائح مختلفة غلب عليها الطابع الأسريّ الرمضانيّ الحميم، أنتم معي هنا في هذه اللعبة المستفزة لبعض مفاصل الذاكرة، وبعض أحداث جسام، وبعض سلوى وآه ودمعة وبسمة وضيق وفرج وصعود وهبوط وقراءة ومفارقة ووتر وأغنية وناي.

لا الولجة ولا كفر عانا بلدته الأم، ولا أريحا مسقط رأسه، ولا جرش أحد مطارح نشأته، ولا عمّان ساحة تحققه ونضاله ويساريته، ولا الشارقة ولا عواصم أخرى وبلاد ومطارات، غابت عن بال الراوي المؤدي المحلل المندهش الناظر في كنه الأشياء والناس والأماكن.

الحقيبة كانت بطلاً، شاهد القبر كان بطلاً، شقيقه فهمي والده صابر والدته، أبطال وهامشيون وقواعد اشتباك محكوم بالأمل واليقين والبحث عن ملاذ آمن.

فوانيس وحكايات عتيقة وإحساس فريد بالمأساة/ الملهاة، صور ومشاهد حزينة، جسّدها غنام بإحساس متناغم مع الحركات واللغة والأداء الفطري، فصول من دفتر الذكريات، تناوب تقليب صفحاتها بين العفوية والقصدية المدروسة، تسلسلٌ في السرد والحوار، تناوبٌ بين العامية والفصيحة في توليفة مؤثرة ومنسجمة مع البنية الكلية للعرض. مشاهد اختلط فيها الرمز بالواقع بالمتخيل بالمشتهى بالمعاش بالصادم المستلهم سطور الفجيعة وعناوينها، كمشهد مقبرة سحاب وقد انتشرت فوقها شواهد القبور، حيث كل شاهد يشير إلى قرية أو بلدة فلسطينية، للدلالة على الشتات والموت بعيداً عن حضن الوطن.

الأربعاء، 7 يونيو 2017

مسرحية «قواعد العشق الـ40»: الفن يواجه الكراهية الحب خَلاصُنا

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «قواعد العشق الـ40»: الفن يواجه الكراهية
الحب خَلاصُنا


إيهاب الملاح

قبل انتهائه بأيام، وتحت دفع النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه، شاهدتُ العرض المسرحي «قواعد العشق الـ40» المأخوذ عن الرواية الشهيرة التي تحمل الاسم ذاته للتركية إليف شافاق، على مسرح السلام في القصر العيني في القاهرة، ومن إنتاج المسرح الحديث. وللأمانة، لم تكن الإيرادات الكبيرة وحدها هي المفاجأة التي حققها العرض المسرحي (الأرقام هي الأعلى بين عروض المسرح الحديث التابع للدولة في العشرين سنة الأخيرة)، لكن المفاجأة الأكبر هي ذلك الإقبال الجماهيري الكاسح، وامتلاء المسرح عن آخره في حفلات العرض وعدم وجود مقعد واحد شاغر، وهو ما يحمل دلالات عديدة أبسطها وأظهرها هو احتياج الجمهور لمثل هذه العروض لإعلان رفضها للتطرف والإرهاب والإقصاء والقمع، جمهور ينتظر الفرصة لإعلان تأييده ودعمه الفن والفكر والثقافة الحقيقية التي هي أساس المواجهة ولا شيء آخر.

في ظني أن هذا النجاح لعرض مسرحي في هذه الظروف التي يموج فيها عالمنا العربي المضطرب بصراعات وانقسامات وحروب واقتتالات تحت دعاوى دينية زائفة وشعارات مضللة، جاء ليعكس استدعاء موفقاً لتجربة صوفية إنسانية خالصة، بطلاها شخصيتان كبيرتان في تاريخ التصوف الإسلامي بل الإنساني كله، مولانا جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، هذا أولاً.

وثانياً، وبشكل جوهري، الرسائل التي أراد أن يوصلها العرض لجمهوره، وتتمحور حول نبذ العنف والكراهية ومعاداة الآخر، وتكريس المحبة الحقيقية كأساس للتعامل بين البشر، القلب لا ثرثرة اللسان، الروح النقية الطاهرة لا المظهر الشكلي الخادع الفارغ، والامتلاء بحب الله لا احتكار الحديث باسمه أو نيابة عنه!

من ضمن هذه الرسائل أيضاً، أن طرق الوصول إلى الله بعدد البشر، وليس هناك طريق واحد أو وحيد للتعرف إليه والبحث عنه، المعراج الروحي هو «الجنة» التي لا يطمح الإنسان بعدها إلى شيء، فلا هو يعبد خالقه لأنه يخاف من النار، ولا هو يعبده طمعاً في الحور العين، ولكنه يعبده لأنه يحبه، الحب لا الكراهية هو طريق معرفة الله، وكلها أفكار تضرب التعصب والتطرف والإرهاب باسم الدين في مقتل.
رسائل ضد العنف

ساعتان ونصف هي مدة العرض الذي اجتهد في حدود إمكاناته المتاحة أن ينقل تلك الرسالة الإنسانية العظيمة، نحن من بين كل البشر الأكثر احتياجاً إليها وترجمتها إلى خطاب سائد وسلوك يومي معيش. الرسالة ببساطة كما جاءت على لسان الصوفي الجوّال شمس التبريزي (قام بدوره بهاء ثروت):

«لو أراد الله أن نكون متشابهين لخلقنا متشابهين، لذلك فإن عدم احترام الاختلاف وفرض أفكارك على الآخرين يعني عدم احترام النظام المقدس الذي أرساه الله».

هذا ببساطة هو جوهر المسرحية ورسالتها المباشرة، وكل ما جاء بعد ذلك من حوارات و«قواعد عشق» هي تنويعات عليها وتفريعات عنها. نبل الرسالة وعظم المقصد يستحقان الدعم والتأييد.





المسرحية وعبر عرض واحد متواصل (ليست مقسمة إلى فصول أو فواصل زمنية) وعبر المراوحة بين التمثيل والغناء، استدعت جانباً من سيرة مولانا جلال الدين الرومي، المتصوف الأشهر، وملابسات لقائه بالدرويش الجوال المثير للجدل شمس الدين التبريزي. بين لحظتي التعارف واللقاء ثم التواصل بين الشخصيتين الصوفيتين وحتى مقتل شمس التبريزي على يد المتعصبين من العوام والجهلة وبتحريض مباشر من رجال الدين المتطرفين وضيقي الأفق، تعرض المسرحية لمشاهد تجمع أبطالها أو شخصياتها المختلفة في تقاطعها مع «شمس التبريزي»:
- «ورد» الغانية التي يتدخل شمس لإنقاذها من عالمها الكئيب ودفعها في اتجاه العشق ومعرفة الله، فتتنكر في زي رجل كي تحضر خطبة للرومي في المسجد وتستمع إلى مواعظه.

- «كيميا» تلميذة الرومي، ومريدته الجميلة، خطيبة ابنه علاء الدين، لكن حياتها ستنقلب رأساً على عقب بتعرفها على شمس الذي تحبه وتهب نفسها له فتوغر صدر خطيبها عليه ويتحول علاء إلى عدو لدود لشمس.

- وأخيراً «كيرا» زوجة الرومي المسيحية (تخفي أيقونة العذراء عن أعين الرقباء خشية المساس بها) والتي تغار من شمس التبريزي، وترى أن ظهوره في حياة زوجها قد أفسد عليها حياتها.

صحيح أن صناّع العمل يعلنون أنها مستوحاة من رواية شافاق «قواعد العشق الأربعون»، لكنها في الحقيقة لا تأخذ من الرواية أكثر من الخط السردي المعني بعلاقة شمس التبريزي بجلال الدين الرومي وبحث كل منهما عن الآخر، وما بين ظهور التبريزي واختفائه من حياة الرومي قضيا أربعين ليلة في الخلوة يلقي فيها «شمس» بنور المعرفة والمحبة في قلب الرومي ويُملي عليه «قواعد العشق الأربعون»، ولتتغير حياته بعدها رأساً على عقب.

الحوارات التي دارت على الألسنة وبخاصة التي وردت على لسان التبريزي تم انتقاؤها بعناية لإيصال الرسائل المضادة للعنف والإرهاب والكراهية باسم الدين، كل ما ورد على لسان التبريزي ينطلق من فكرة المحبة الإلهية والعشق الأبدي، وأن محبة الله تستدعي بالضرورة نبذ الكراهية فلا حقد ولا ضغينة ولا نبذ ضد أي إنسان مهما كان، وبغض النظر عن لونه وعرقه وجنسه ودينه..

ملاحظات فنية

فنياً، ثمة ملاحظات عديدة على العمل، وأؤكد هنا أنه لولا أهميته واستحقاقه وضرورة دعمه جدياً ما سجلنا هذه الملاحظات. الدعم والتشجيع لا يكونان فقط بالإشادة والمغالاة في المدح، بل الأهم وضع اليد على نقاط الضعف وأوجه القصور بغية الوصول إلى الأحسن في المستقبل، والعمل على سد الثغرات واستكمال النواقص لنصل في النهاية إلى «منتجات ثقافية» محكمة ورفيعة وتخاطب جمهوراً واسعاً قادراً على تذوقه وتحليل جمالياته بوعي حقيقي.

بداية، العرض كان مثقلاً بحمولاته النصية المنقولة حرفاً من الكتب والمصادر التي أرّخت لجلال الدين الرومي وعلاقته بشمس الدين التبريزي (ربما كان من أهمها كتاب آية الله إبلاغ الأفغاني المعنون «جلال الدين الرومي بين التصوف وعلم الكلام» الذي صدرت منه طبعة حديثة قبل عامين عن الدار المصرية اللبنانية).

طبعاً المجهود الذي بذله فريق الكتابة مشكور لكن بدا أن أعضاء الفريق كانوا في حيرة بين الحفاظ على النصوص التي تحمل الرسائل المراد إيصالها بشكل مباشر (وهي مجموعة من المصادر التي أرّخت للرومي وسجلت مقولاته، سواء كانت كتبه ومؤلفاته أم دراسات وكتباً عنه) وبين إعمال الخيال والتصرف فيها لتترجم إلى حركة وفعل ومشهد درامي. ويبدو أنهم انحازوا إلى الخيار الأول، فقرروا الإبقاء على المتن المكتوب على حساب الحركة والحوار المسرحي والتمثيل. كانت الكتابة في حاجة إلى تكثيف شديد وإلى الدخول في المسرحية ومشاهدها دون تفصيل أو إغراق في النقل.

ربما لو كان فريق الكتابة انتبه لهذا الأمر لخرجت المسرحية بمشاهد باهرة مفعمة بالحيوية والدراما المؤثرة (إذا كان المشهد درامياً فلا بد من وجود الصراع، الصراع هو جوهر الدراما). لهذا السبب -تحديداً- افتقد العرض حيوية «الإيقاع» الدرامي فالحركة على المسرح كانت بطيئة للغاية وقاصرة عن التجسيد، ورغم وجود العديد من العناصر والأفكار في مشاهد بعينها كانت تتفجر دراما وحركة فإنها مرّت مرور الكرام، ولم ينجح صناع العرض في استغلالها وتخليق مشاهد قوية ومؤثرة منها مثلاً: (مشهد زيارة جلال الدين الرومي للحانة ولقائه مع السكارى والمخمورين، ومشهد تنكر الغانية «ورد» في زي رجل وحضورها خطبة جلال الرومي في المسجد، ومشهد مقتل شمس التبريزي على يد العوام من الجهال المتعصبين.. إلخ).

غلبت الرسالة المباشرة (وهي نبيلة وعظيمة) على الصنعة الفنية، فأصبحنا بإزاء «إذاعة ممسرحة» لا «معالجة مسرحية» بالمعنى الفني، كان بإمكان المشاهد أن يغمض عينيه ويسمع الحوارات أو بالأحرى العبارات المنقولة عن جلال الدين الرومي وشمس التبريزي والواردة على لسانيهما فقط، وأن يستمتع بالإنشاد والغناء المتخلل للمسرحية، لم يكن سيفوته سوى أداء راقصي المولوية فقط!

كما افتقد العرض لحضور تمثيلي مشع ومتوهج، صحيح أن هناك ممثلين وممثلات من الموهوبين حقاً، لكن للأسف لم يتمكنوا من إبراز كل طاقاتهم وإمكاناتهم التمثيلية تحت وطأة أو غلبة النص على الحركة والتمثيل.

تفكيك ألغام الحقد

فكرة عرض كهذا تحاول أن ترد بكل بساطة (رغم التحفظات التي أوردناها على فنيات العمل) على ألغام الحقد والكراهية التي تتفجر في وجوهنا كل حين (مرة في برنامج ديني ينزلق مُقدمه إلى إعلان تكفير المخالفين في الديانة بالبساطة التي يقتل بها داعشي ضحية من ضحاياه.. ومرة بتأجيج جدل لا داعي له حول شخصية تاريخية بطريقة إثارية ودعائية.. ومرة عن طريق الحشد الإعلامي الموجه لخدمة الأفكار المتطرفة والتيارات الإرهابية التي تتمسح بالدين.. إلخ).

وكلهم - في النهاية - أدرك شيئاً وغابت عنه أشياء، فالمحبة لا تدرك إلا بالمعاينة ومجاهدة التجربة.. وقد يولد المرء ويحيا ويموت ولم ينل شيئاً من المحبة ولا خبرها ولا عرف عنها شيئاً وهو متوهم أنه من كبار العشاق وسادة المحبين، ولا يعرف أن المحبة لا تكتمل ولا تأتي أكلها إلا إذا اقتلعت الكراهية والتعصب من جذورها ونقت الروح من أي ظلال لونية غير الأبيض رمز النقاء والشفافية والصفاء.

بالتأكيد، أي مجهود نبيل مثل هذا يستحق التقدير والتشجيع.. ولو أننا كرسنا الاتجاه إلى مثل هذه الأعمال في مواجهة الكراهية والغلّ المتفشي بسبب سيادة أنماط من التدين الأحمق المتعصب الجاهل وعملنا على شيوع هذه الثقافة في مدارسنا ومسارحنا ومؤسساتنا، وكل مكان حولنا، لربما استطعنا في غضون عقود قليلة إخماد كثير من الحرائق وردم كثير من آبار الحقد الأسود والتطرف المقيت والتعصب الأعمى.. ولعلنا نردد مع التبريزي في المسرحية: ‏‭»‬يوجد ‬مكان ‬واحد ‬فقط ‬تستطيع ‬أن ‬تبحث ‬فيه ‬عن ‬الله، ‬وهو ‬قلب ‬عاشق ‬حقيقي»‬.

كادر العمل

«قواعد العشق 40»، إعداد مسرحي وإشراف على الكتابة رشا عبد المنعم، وشارك في الكتابة ياسمين إمام شغف وخيري الفخراني، أما التمثيل فكان لـ« بهاء ثروت، وفوزية محمد، عزت زين، دينا أحمد، ياسر أبو العينين، هاني عبد الحي، محمد عبد الرشيد، إيهاب بكير، هشام علي، حسام أبو السعود، هاني ماهر، إسلام بشبيشي، وبمشاركة فرقة المولوية العربية».

وقام بالتمثيل والغناء سمير عزمي وأميرة أبو زيد (قاما بغناء مقاطع مختارة من عيون الشعر الصوفي في الحب الإلهي لـ ابن الفارض، ورابعة العدوية، والسهروردي، وأبو مدين الغوث ومحيي الدين ابن عربي). موسيقى وألحان د. محمد حسني، وديكور مصطفى حامد، أزياء مها عبد الرحمن، إضاءة إبراهيم الفرن، ومخرج منفذ حازم الكفراوي، ومن إخراج عادل حسان.

---------------------------------------------
المصدر : جريدة الآتحاد 

الاثنين، 5 يونيو 2017

يوحنا يتغنى بسالومي على خشبة المسرح القومي بلندن

مجلة الفنون المسرحية

يوحنا يتغنى بسالومي على خشبة المسرح القومي بلندن

هالة صلاح الدين

المخرجة ييل فاربر تنطلق من موقع النسوية لتنزع الستار عن أسطورة قاتلة الأنبياء وتتفحص موضعَ هذه المرأة في التاريخ في إطار سرديات قهر نون النسوة.

ندعوها “سالومي” رغم أن الكتاب المقدس ترفَّع عن ذكر اسمها، إنها أسوأ امرأة سمعةً في تاريخ الأديان. وقطْع رأس يوحنا المعمدان بطلب منها، وهو النبي الذي بشَّر بالمسيح وعمَّده، هو أشد اللحظات قسوةً ووحشيةً في الكتاب المقدس. لطالما صورته الآداب الغربية فيما انكمشت عن تصويره الآداب العربية هيبةً وتبجيلاً.

في الملحمة التراجيدية “سالومي” على خشبة لورانس أوليفيه بالمسرح القومي بلندن نشْهد على مدار ساعة وخمس وأربعين دقيقة عرضاً لا يتقيد بقواعد المسرح المألوفة مخلخلاً ما درج عليه المسرحيون من مواضيع وتقنيات دراماتوروجية.

المسرحية ناطقة بالعربية والآرامية والعبرية والإنكليزية، وتحوي سطوراً من سفر نشيد الإنشاد بالكتاب المقدس ومونولوجات وغناء باللغة العربية. استعانت فيه المخرجة اليهودية الجنوب أفريقية ييل فاربر بممثلين من مختلف الجنسيات، منهم مغنية الأوبرا السورية الأولى لبانة القنطار التي تشدو بأعذب الأصوات، وعلى رأسهم مؤدي دور يوحنا المخرج والممثل السوري رمزي شقير الفائز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في هذه المسرحية بمدينة واشنطن.


مكيدة سياسية

تروي امرأة بلا اسم في العرض الأزمةَ التاريخية على طريقة الفلاش باك. لا توثِّق نزاعاً بين رجل دين وفاسقة، بل تعيد ابتكار شابة أوعزت إليها أمها الملكة هيروديا بطلب رأس يوحنا كمكافأة على الرقص عاريةً في حفل أقامه الملك الداعر هيرودوس أنتيباس وسمعناه فيه متلعثم اللسان من فرط الخمر.

في البداية تظهر الفتاة، وتقوم بدورها إيزابيلا نيفار، بعينين محملقتين وشعر هائج. كما نرى علية القوم يتجمعون حول مائدة طويلة بما يوحي بعشاء المسيح الأخير. وعلى المائدة المشؤومة ذاتها تقف سالومي حافية بالية الملابس كما الشبح وهالات الضوء تتشتت حولها هنا وهناك.

تُبْطن مفارقات طنانة لا تفصح عنها إلا في الوقت المناسب. تحجب وتكشف كيفما بدت وتشي بما لا تستوعبه أذهاننا وهي تخطب فينا أنها “لم الشمل وانفضاض الجمع″. تعلن كذلك أن الخرس سوف يحط علينا على حين يصدح صوتها جهاراً. وبين الحين والآخر نستمتع بالشعائر والطقوس، فالمسرحية تشدد على الروحانيات في لوحات إنسانية حية تُردد أصداء شكسبيرية. وفي الوقت ذاته يداخلها الكثير من النحيب الأوبرالي وستائر الرمال الذهبية تنسدل من السماء كناية عن الجفاف والقحط.



حلم استراتيجي

تتجاوز هذه القصة بصبغتها الثورية تلك النصوص التي تناولت مقتل يوحنا في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين. ففي معرض مكيدتها ضد “المتعصّب” كما تطلق على يوحنا، تضمر الملكة التاريخية حلماً استراتيجياً. إذ تعتقد أن يوحنا يدمر الدولة ويحرّض الشعب على هدر أخلاقي واقتصادي مستحدث يناصره الملك هيرودوس.

ليس بمقدورها قتله حين تشاء. فالأمة صحراوية لا تملك من أمرها شيئاً غير أنها تبجّل الأنبياء. ويوحنا من سلالة داوود التي أرسلت للبشرية الأنبياء. ولو قتلته لانطلقت الشرارة لرفع السلاح وتقوضت الإمبراطورية على رؤوس الرومان المحتلين.

وفي سياق متصل، لا يكفّ يوحنا عن تأليب الشعب على قبوع الرومان في المملكة. وقد كانوا أكثر حنكة وأدرى بدهاليز السياسية فطلبوا من الملك ألا يقتله كيلا يصنع منه بطلاً وشهيداً وتنشب ثورة بين القوم، ولكن أن يعتقله خارجاً عن القانون فيغيب عن الأذهان.


ناسك الشعب

على حين يطالعنا الرومان في ملابس ملحمية ترفل في الترف، يبدو يوحنّا ناسكاً مرآةً لشعبه وهو يتجوّل شبه عار في أجواء عتيقة موحلة في الشظف. وبالمثل يرتدي العامة ملابس حائلة جديرة بمن لا تسعفهم الحياة بسف التراب.

وهذا الراديكالي ساكن البرية يضرب عن الطعام في محبسه كي ينهي حياته بيديه. وعندما تزوره سالومي، يشير عليها بقتله. تهمس إليه بأنها تسمع صوت الموت بالقصر فينهي إليها بأن الموت قادم من أجله. فيوحنا -رمز الدين في الضواحي والقرى- يدري أن العالم سوف ينتفض احتجاجاً مع أنفاسه الأخيرة. ترُد كلماته إليها عنفوانها بعدما خفق قلبها بحبه غير أن قلب سالومي ملك للأرض، غايته تشييد مفاهيم تبلي أسس البطريركية وتُحرر الشعب من الأغلال.


العسل والجراد

تلعب اللغة العربية دوراً رئيسياً في الفضاء الدرامي لهذا العمل. يقول يوحنا في مونولوج مهيب بلغة الضاد وقد شكَّل حروفها تشكيلاً سليماً ليخلق إيقاعاً جميلاً، “أنا لا آكل أبداً طالما أن قومي يتضوّرون جوعاً. العسل والجراد سيكفيني. لن أتطهر إلا بالمياه الحية العذبة. ولن أدفع لأحد كي أعرف ربي. الأرض حرة عندما تكون موحدة. فماذا ينفع الإنسان إن جنى العالم كله وعانى من خسران روحه”.

ثمة دلالة لكون يوحنا هو الوحيد الذي لا يتحدث الإنكليزية. ربما تعتبرها المخرجة مرادفاً للكولونيالية أو لأنه الوحيد الذي لم ينحن للرومان في مقابل منافع سياسية أو مادية. كانت اللغتان العبرية والآرامية هما السائدتان في عهد يوحنا المعمدان ودخول العربية إلى النص خلَق من العرض توليفةً كوزموبوليتانية لعل مصدرها إدراك المخرجة لأهمية تضحيات المرأة العربية ووجودها الخلاق. كما جاء صوت الرجل العربي في النضال حتى لو بذل رأسه في سبيل تحرر المرأة وقيادة هذا التمرد.


إرث السلطة

سوف يتوقف القارئ قطعاً أمام كلمة “الاحتلال” الرامزة إلى السيطرة بكافة أشكالها. ويحوي العمل إشارة مباشرة إلى الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين حين يشرع اليهود في التلويح بالأسلحة. ولكن الكلمة لا تعني بالضرورة احتلال الأرض، بل تتعداه إلى احتلال القويّ للضعيف أياً كان. وأيضاً جميع السمات والنُسُق التي تنم عن كلمة “هيمنة”، ومنها سيطرة الذكر على مصير المرأة وهويتها أو تعدي دين على دين آخر. أو الاحتلال الروحي، وهو أبشع من المادي وأذل.

لم تسْلم سالومي من عذاب نفسي بعد تعرضها للاغتصاب على يد زوج أمها الملك فصار جسدها رمزاً لدولتها المحتلة. وقد تعمدت أن ترتدي ثوباً أبيض بعد عريها كناية عن نقاء الثورة. ومن موقعها على هامش السلطة، ودت أن تجدد روحها وتنفُض عن وجهها إرث الاحتلال النجس.


أسطورة القاتلة

هكذا تنطلق المخرجة من موقع النسوية لتنزع الستار عن أسطورة قاتلة الأنبياء وتتفحص موضعَ هذه المرأة في التاريخ في إطار سرديات قهر نون النسوة. تسجِّل استنكارها للكاتب الأيرلندي أوسكار وايلد الذي أبرز النساء في مسرحيته “سالومي” على نحو شهواني أو خانع متآمر. لا تجلب إلينا سالومي طيفاً مغوياً يرهبه الرجال، وإنما تنبذ التاريخ لتستعير من الخيال إحالات متتابعة على قوة المرأة وترسمها طامحة في مستقبل يستفزّ انشغالات وأسئلة حول صورة المرأة المتمردة من جانب والمرأة الضحية من جانب آخر.

ولأول مرة لا نراها مجرمة، وإنما رصاصة الرحمة يسددها يوحنا إلى صدره. سالومي هي مثال الأرض التي لا تدجّنها السلطة. ومن امرأة لا تستحق اسماً في النص المقدس إلى أميرة لسفك الدماء في مسرحية وايلد، ظلت المرأة مقموعة الصوت في التراث الديني والفني حتى هذه اللحظة التي غدت فيها عاملاً فعالاً على الحراك المجتمعي.

ولا ريب أنها لا تخذل يوحنا المؤمن بأن كل خير نابع من المرأة وكل خير ينبغي أن يعود إليها. يتغنى بسالومي قائلاً، “أنت السهول والحقول الواسعة المتصلة. أنت المنحدرات، أنت الوديان”. ومقصده أن تستعيد الأرض كرامتها. لا يودّ أن يتواصل احتلال سالومي أو استغلالها “ارجعي تملكِين نفسك”.

وحين يجري السيف على رقبة يوحنا في مِئزره، نتذكر أن شقير الذي ينعتونه بالفنان “العتيق” هو نفسه من زوار السجون السورية. يعتقد أن الثورة السورية كانت في أشهرها الأولى من أنبل ما مرّ على تاريخ سوريا الحديث. وكان قد ذكر أنه استلهم تفاصيل شخصية يوحنا من صور شهداء التعذيب السوريين العراة، والتي سربها المصور القيصر -عسكري منشق عن النظام السوري- إلى الإعلام.

وهذا يعيدنا من جديد إلى سياق غزو الرومان لمنطقة يهودا الفلسطينية، فالمسرحية تقلب الحكاية الشائنة رأساً على عقب لتتمركز سالومي في قلب المقاومة الحرة. ها هو ذكرٌ يبذل رأسه طواعية في سبيل رفعة المجتمع ونصرته. وها هي أنثى تشق عالم الذكورة السلطوي مغتصب الأرض والمرأة والدين تحت دعوى الحماية. وفكرة القتل ذاتها تسمو سالومي بها وتؤطرها في قالب جمالي مرجعيته المثلى هي الثورة.

------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الأربعاء، 31 مايو 2017

رجل يخطب ثلاث نساء في وقت واحد.. وتبدأ الحكاية

مجلة الفنون المسرحية

رجل يخطب ثلاث نساء في وقت واحد.. وتبدأ الحكاية

حققت المسرحية المغربية “ثلاثة باركة” للمخرج أحمد حمود حضوراً مميزاً هذا العام من بين العروض الكوميدية الكثيرة التي قدمت في المغرب على غرار “ضيف الغفلة” إخراج مسعود بوحسين عن مسرحية طرطوف لموليير، و”ميعادنا لعشاء” إخراج هشام الجباري، و”قنبولة ” من إخراج سعد التسولي، وغيرها.
مفارقات المسرحية المغربية الكوميدية “ثلاثة باركة” التي عرضت في مسرح المركز الثقافي محمد المنوني بمكناس مؤخراً جاءت من طرافة المواقف التي تعرضت لها شخصية سي لمنور، الذي اتَّخذ ثلاث خطيبات في وقت واحد.

المسرحية قدمتها فرقة مسرح الشامات المغربية بدعم من وزارة الثقافة المغربية. وأعدَّها بوسلهام الضعيف وأخرجها أحمد حمود ومثلها كل من زينب الناجم، وسارة الحمليلي، وكريمة الخاطوري، وشيماء الجبيري، وياسين أحجام وسعيد الهراسي، ونفذ السينوغرافيا لهذا العمل رضا العبدلاوي.


بوينغ بوينغ

تدور أحداث مسرحية “ثلاثة باركة” حول شخصية سي لمنور، مهندس معماري شاب يعيش بشقة بالدار البيضاء ويؤمن بتعدد الزوجات، ويعتبر ذلك حقاً من حقوقه كرجل، وقد ظن نفسه ذكيّا، فخطب ثلاث فتيات دون علم إحداهن بالأخرى، وفي وقت واحد، مما جعله هدفاً لـ”الغارات المفاجئة”، التي تقوم بها كل واحدة منهن، وقد علمت كل واحدة منهن بغريزتها الأُنثويّة، أنَّ فتاة أخرى في حياة خطيبها، لا تعرفها. فبذلت كل منهن الجهد الكبير لاصطياده، وهو يخونها مع تلك الفتاة المفترضة.

عنوان المسرحية “ثلاثة باركة” هو في الأصل مثل مغربي ويعني ثلاث زوجات في البيت برَكة. وهي مقتبسة من مسرحية “بوينغ بوينغ” للكاتب الفرنسي الراحل مارك كاموليتي (1923 ــ 2003). كتبها في الستينات من القرن الماضي، واعتبرت بعد عرضها من أكثر مسرحيات الفودفيل الفرنسية نجاحاً، منذ مسرحيات موليير الاجتماعية الكوميدية.

نجاح المسرحية يعود أساسا إلى حيوية النص المعد عن الأصل الفرنسي، وإلى الجهود الكبيرة التي بذلها الممثلون والمخرج
تحكي المسرحية الفرنسية المفارقات الكوميدية، التي يعيشها مهندس معماري مستهتر يدعى برنارد، أوقع في حبائله ثلاث مضيفات طيران يعملن في ثلاث شركات متنافسة. لعب دور برنارد وسي لمنور في المسرحية المغربية، الممثل ياسين أحجام، ومثل سعيد الهراسي دور صديقه سعيد الأبيض، الذي جاء ليسكن معه في شقته لأسباب قاهرة يمر بها، فصار جزءا من لعبة الخداع التي مارسها صديقه للنساء الثلاث.

وقد مثلت الفنانة زينب الناجم دور الخادمة أو الحاجبة في النسخة المغربية، ومثلت الفنانة سارة الحمليلي دور صوفيا ألا وهي جاكلين في العمل الفرنسي وهي مضيفة فرنسية، وكريمة خاطوري أدت دور الزوهرة، وهي في الأصل شخصية جانيت المضيفة الأميركيّة، لكنها في المسرحية المغربية تعمل مع الخطوط التركية، فيما تقمصت شيماء الجبيري دور فاتن وهي شخصية المضيفة جوديث الألمانيّة في الأصل. وفي العرض استبدلت الخطوط الألمانيّة بالخليجيّة.

وقد واجه المُعِدُّ صعوبات جمة لوضع نص مسرحي كوميدي ملائم للنص الفرنسي، لاختلاف الواقعين الفرنسي والمغربي، كما أنَّ ما يمكن عرضه على جمهور فرنسي يختلف تماماً عن ملاءمته لجمهور مغربي بسبب اختلاف القِيَم والعادات بين مجتمعين عريقين، لكل منهما رؤيته ووجهات نظره بما يعيشه الشباب، وما يراه مناسباً لحياة هؤلاء الشباب.

وما يكون مضحكاً لدى الفرنسيين في العادة ربما سيستدر الدموع لدى مجتمع آخر كالشعب المغربي، خصوصاً في مسائل شائكة، طرحتها المسرحية، كالحب والخيانة، والخطوبة والزواج. واختلاف مفهوم الحياة الزوجية، وعلاقة الزوجين في المجتمعين مع الآخرين، وحدود حرية العاشقين قبل الزواج.

ومن الصعوبات الأخرى التي واجهها مُعِدُّ العمل بوسلهام الضعيف والمخرج أحمد حمود تقديم عرض كوميدي اجتماعيّ دون الوقوع في فخ الكوميديا الهابطة. والمعروف أنَّ هناك خيطاً رفيعاً يفصل بين مسرح الفودفيل، الاجتماعي الكوميدي، ومسرح التهريج، الذي يُسخّرُ فيه المخرج والمؤلف والممثلون كل طاقاتهم لإضحاك الجمهور من دون هدف آخر غير الضحك.


مسرحية تلهم الجمهور قيم الحق والجمال والفضيلة، وتنبذ الخداع والحيلة والانتهازية التي يسلكها البعض

كوميديا ناقدة

بلغت المسرحية ذروتها حين توحدت شركات الطيران، التي توظف هؤلاء المضيفات في شركة واحدة، ولذلك يصير سفر المضيفات الثلاث في الفترة نفسها، فيقصدن شقة خطيبهن سي لمنور في إجازتهن الأسبوعية. ويحاول سي لمنور أن يتدارك خطر اكتشاف خطيباته لخيانته لكل واحدة منهن، فلا يجد غير صديقه، سعيد الأبيض، الذي أقام معه في شقته. وبالرغم من بذل الصديق جهوده لحماية صديقه، فإنه بسبب حماقته وبراءته وأجوبته العفوية عرّض صديقه للفضيحة، فتكتشف الخطيبات حقيقة الخداع الذي تعرضن له من قبل سي لمنور.

إنَّ عناصر الرؤية المسرحية في النص تركزت حول مهارات كل ممثل وممثلة، دون الاعتماد على سينوغرافيا مؤثرة. فقد استخدم المنفذ عدداً محدوداً من الكراسي ومنضدة صغيرة، ولوحات جدارية تجريدية، وأخرى تمثل بورتريهات نسائية. وفي عرض المسرحية الفرنسية بدبي، استخدم ديكورا فخما لغرفة النوم، والاستقبال، وصالة المطار أضافتْ للمشاهد رؤية بصرية أغنت النص المسرحي، وجعلته أكثر حيوية.

وذلك ما فعلته مجموعة دبي للدراما، التي سبق لها أن قدمت المسرحية الفرنسية الأصليّة “بوينغ بوينغ” في كورتيارد بلاي، هاوس ــ دبي في مايو عام 2015. ويعود هذا النجاح في الأساس إلى حيوية النص، المُعَدّ عن الأصل الفرنسي، وإلى الجهود الكبيرة التي بذلها الممثلون والمخرج لإنجاح العرض الكوميدي، وجعله من الكوميديا الراقية التي تلهم الجمهور قِيَم الحق والجمال والفضيلة، ونبذ الخداع والحيلة والانتهازيّة التي يسلكها البعض للوصول إلى أهداف غير مشروعة.

ويمكن اعتبار ” ثلاثة باركة” من العروض الكوميدية التي اهتمت كثيراً بنقل مشاكل تعدد الخطيبات في وقت واحد، ورغبة الشباب في حياة مترفة سعيدة. وعرّت استهتار الرجال بعواطف الفتيات، واستغلالهم لطموحهن إلى الزواج والاستقرار مع شاب ناجح يوفر لهن الحياة السعيدة، ويبادلهن الحب الصادق.

--------------------------------------------------
المصدر : فيصل عبدالحسن - العرب 

الأربعاء، 17 مايو 2017

«شمس الآلاتي» ... مسرحية بممثلين غير معروفين

مجلة الفنون المسرحية

«شمس الآلاتي» ... مسرحية بممثلين غير معروفين



المسرحيات «المتلفزة» تجتاح مصر اليوم، ملتزمة شروط الفضائيات التي من أهمها أن يكون العرض كوميدياً خفيفاً لا مجال فيه للتفكير أو تعكير صفو المشاهد. المهم أن تحقق المسرحية مشاهدة عالية، لجذب أوسع عدد ممكن من المعلنين. وانتشرت الظاهرة بعد نجاح الفنان أشرف عبدالباقي، ومن بعده محمد سعد وسواهما، وبات همّ غالبية الشباب المسرحيين الالتحاق بالركب وتقديم عروض مسرحية للتلفزيون تحقق الانتشار والكسب المادي وتقود إلى السينما، كما حدث مع بعض الوجوه الجديدة.
وإذا كان مسرح التلفزيون لا ينشغل كثيراً بتقديم المسرح الذي نعرفه أو الذي نريده، معتمداً على حضور النجم وجماهيريته الكفيلة بتحقيق نسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن المضمون، فما الذي يستطيع الشباب تقديمه لهذا المسرح؟ حتى إن ساروا على نهج النجوم، فمن أين لهم القدرة على منافستهم؟ ربما خطر هذا السؤال لتلك المجموعة من الشباب الذين قرروا خوض التجربة وتقديم عروض مسرحية للتلفزيون.
المجموعة يقودها المخرج محمد علام الذي سبق أن قدم عروضاً لافتة لمسرح الدولة والمسرح الجامعي والمسرح الخاص، تنوعت ما بين الكوميدي والتراجيدي، وما بين النصوص المحلية والنصوص العالمية، كما أن لديه ورشة لإعداد الممثل وتدريبه على فنون الأداء.
اختار علام أن يبدأ رحلته مع مسرح التلفزيون بعرض يمكن اعتباره «حلاً وسطاً» بين الفن والهدف التجاري، فكتبه بنفسه تحت عنوان «شمس الآلاتي» ضمن مشروع أطلق عليه «بيانولا»، وقدمه لليلة واحدة على مسرح «النهار» في القاهرة، وصوَّرته إحدى القنوات الفضائية تمهيداً لعرضه.
اسم العرض وملصقه الدعائي، يحيلان إلى فيلم «شمس الزناتي» للنجم عادل إمام المقتبس عن الفيلم الأميركي «العظماء السبعة»، المأخوذ بدوره عن الفيلم الياباني «الساموراي السبعة».
لكن لا شيء من الفيلم في العرض المسرحي سوى أن المدعو «شمس» يحارب «أشرار الفن» بآلته الموسيقية، ليس أكثر. أشرار الفن هنا هم الذين يقدمون الغناء الهابط .
يرث شمس المهنة عن أبيه الذي يقدم له نصائحه في شكل كوميدي قبل موته. ويجمع شمس فرقته القديمة ويقرر العودة إلى الغناء، فيقدمون لوناً هجيناً بين الشرقي والغربي. نسمع مايكل جاكسون بنكهة شرقية، والراي الجزائري بمذاق مصري، لكن في النهاية لا تجد الفرقة نفسها في ذلك كله، فتقرر تقديم ما يسمى أغاني المهرجانات لتحقق نسبة مشاهدة عالية على الإنترنت ما يدفع شركات الإنتاج إلى التسابق على التعاقد معها لتقديم مزيد من هذا اللون.
وعلى رغم الإغراءات الكبيرة التي تقدمها تلك الشركات، يرفض شمس الاستمرار في تقديم هذا اللون، ما يجعل أعضاء فرقته ينصرفون عنه. إلا أنهم يعودون إليه بعد اقتناعهم بوجهة نظره التي تقول بإمكان تقديم فن جاد يعبر عن الهوية ويحقق في الوقت ذاته مكاسب مادية.
ربما هي الآلية نفسها التي عمل بها المخرج في عرضه المسرحي الكوميدي الذي لا يكف مشاهده عن الضحك من كثرة توالي الإفيهات والمواقف، خصوصاً أنه قدم مجموعة متنوعة من الممثلين غير المعروفين، يمتلك بعضهم مواصفات جسدية لافتة، كالفتاة السمينة صاحبة البنية القوية.
العرض في إجماله مبهج، فباستثناء إفيهات تبدو خارجة عن تقاليد المجتمع، نجد أنه قدم الاستعراض الذي يروق الشباب، واسكتشات لطيفة، وتنويعات مختلفة من الغناء. طبخة شبه متكاملة تخللتها أفكار المخرج والمؤلف بسلاسة، فلم يضطر إلى الانتصار للفن الجاد عبر نقيضه.
ويظل المسرح المتلفز بلا ديكور أو كتل ضخمة ولا حتى موتيفات. لا شيء سوى شاشات عرض على جوانب المسرح الثلاثة تعكس طبيعة المشهد، من تصميم مهندس الديكور وائل عبدالله. وأتت موسيقى كريم عرفة واعية لطبعية العرض وفكرة التنوع بين الغناء العشوائي والرصين، وهو ما عمل عليه الملحن موظفاً كلمات الشاعر راؤول في شكل جيد. كما جاءت استعراضات رشا مجدي لتعكس قدرات الممثلين والراقصين على التنويع في الأداء.
لا أحد يستطيع التكهّن بنجاح هذه التجربة أم لا، فالأمر يخضع لأمزجة المشاهدين التي غالباً ما تنصرف إلى العروض الخفيفة التي يقدمها نجوم معروفون. نحن أمام عرض فيه من الخفة بمقدار ما فيه من العمق، وفيه ممثلون لا يقلون موهبة عن أعضاء الفرق الشهيرة. وفي بطولة العمل هاني سراج، لقاء الصيرفي، محمود عساف، محمد الحناوي، فادي يسري، ضحى عادل، بورا ميشيل، أحمد شمس، إيناس الليثي، فيروز العوضي، عمر صلاح، مايكل رفلة، إبراهيم سيد، وندا بهجت.

----------------------------------------------------
المصدر : يسري حسان - الحياة 

العرض المسرحي الفرنسي sweety sweety ازدواجية المشاعر وصراعاتها

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي الفرنسي sweety sweety ازدواجية المشاعر وصراعاتها


لا تزال الصراعات الإنسانية وازدواجياتها، تقلباتها وعدم ثباتها طوعاً لفلسفة الوجود المُتغير على الدوام، تشغل حيزاً كبيراً على خشبات المسارح، وهذا تماماً ما قدمته المخرجة الفرنسية "جوانّا غريسير" في عرضها المسرحي ""sweety sweety، ثالث أيام ليالي مهرجان المسرح الحر بدورته الثانية عشر، على خشبة المسرح الدائري، في المركز الثقافي الملكي، في العاصمة الأردنية عمان.

إزدواجية وحب وأمور أخرى
يعرض العمل حكاية رجل يعيش مع زوجته المريضة، والتي يعتني بها بشكل متواصل لعدم قدرتها على الحراك أو بذل أي مجهود، ما يدفعه إلى التفكير بخادمته الفتاة الجميلة، التي يبدأ بإخفاء مشاعره اتجاهها، خاصة أنها متواجدة باستمرار في المكان ذاته.

هذا الصراع المستمر بين الأقطاب الثلاثة، والذي أساسها الرجل صاحب المشاعر المتقلبة، يصل بحبكة العمل إلى نهاية قد تكون واقعية إلى حدً كبير، ومتوقعة أيضاً، حين يقرر اختيار الخادمة الجميلة، وصغيرة السنّ، وهجر زوجته المريضة.

عن العمل من الداخل..
اعتمد العمل الفرنسي على واحدة من أهم المدارس الكوميدية في العالم، وهي "الكوميديا الراقية" التي ابتكرها الشاعر والمسرحي الفرنسي "موليير"، والتي يكون فيها المونولوج والدايالوج، هو العنصر الأساسي في العرض، بعيداً عن الأفعال المسرحية الكثيرة.

اقترب العرض الفرنسي من الحالة التلفزيونية أو السينمائية، أكثر من كونه عرض على خشبة مسرح، الأمر الذي لم يعتاده الجمهور العربي من جهة، ومن جهة أخرى لم يتمكن من الوصول إلى الجمهور، بسبب حاجز اللغة، والحوارات الكثيرة، والأفعال المسرحية القليلة التي ذكرناها سابقاً، ما استدعى خروج العديد من الحضور، وعدم إكمال العمل، إلا أنه بالوقت نفسه، قدم نوعاً جديداً على مسارحنا، على الرغم من بعده التاريخي كمدرسة تعود إلى العام 1660.







--------------------------------------------
المصدر : محمد المعايطة - سيدتي نت 

عرض دمى بولندي على خشبة المسرح الحر في عمّان

مجلة الفنون المسرحية

عرض دمى بولندي على خشبة المسرح الحر في عمّان

ثنائيات الخير والشر، الحب والكره، الأمانة والخيانة، وكل المشاعر الإنسانية التي تعيش بين كل هذه الثنائيات، قدمها عرض الدُمى الغنائي البولندي "tuba dei and angels" للمخرجة إيميليا بيتيلجويسكا، خلال ثاني أيام ليالي مهرجان المسرح الحر بدورته الثانية عشر، على خشبة المسرح الدائري، في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان.
العرض الذي كان بطله عدد من الدمى التي حركها أربعة ممثلين، وحكى قصةً كانت مزيجاً من الدراما والكوميديا، بطلها ملك ولصان وملائكة، إضافة إلى شخصيات أخرى، عرضت الحب والشجاعة، الطمع والجشع.

الدمى وأرواحهم الممثلين
ليس من السهل أن تقدم مسرحاً للكبار، أبطاله الدمى، وتكون مُقنعاً إلى هذا الحد الذي يختفي فيه الإنسان وراء قناع الدمية، وترى عيناك أن الدمية هي من تمثل وتتحرك وتُملئ بالمشاعر والأحاسيس، وبالأداء المقنع من جهة أخرى.
إلا أن الفريق البولندي تمكن من أن يقدم تحريكاً مُقنعاً للدمى، بحيث اختفى في الكثير من وقت العرض، الممثلين الحقيقيين ورائها، وكانت الدمية الممثلة هي التي فرضت حواراتها على الخشبة. وكان هناك انسجام كبير بين كل ممثل مُحرك، وبين الدمية التي يحركها، حتى أنه من وراء الوجوه والأجساد المصنوعة من القماش، كان الممثلين نفسهم قد تقمصوا شخصيات دماهم، وأدوا أدوارهم من خلف وجوهها.


الموسيقى.. لغة العالم
أثبتت الموسيقى بأنها حقيقة العالم ولغته، حيث أن الأداء الموسيقي والغنائي الذي بُني العرض عليه بشكل كامل، كان قد أغنى بشكل كبير عن اللغة المختلفة تماماً والغريبة على الجمهور العربي، وتمكنت من إيصال فكرة وحالات العرض المتنوعة، مُعوضة غياب لغة الضاد على خشبة الدائري.











----------------------------------------------------
المصدر :محمد المعايطة – سيدتي.نت
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption