أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 6 مايو 2017

جماليات التكوين الحركى فى العرض المسرحى

مجلة الفنون المسرحية


 جماليات التكوين الحركى فى العرض المسرحى

راندا طه

يرى جوليان هيلتون Julian Hilton[1]  أن العرض المسرحى هو نتاج لثلاثة عناصر : المؤدى والفضاء المسرحى والزمن، ويستبعد هيلتون عنصرالنص من العناصر السابقة وذلك لوجود بعض أنماط من العروض كالعروض الأدائية التى لا يوجد لها نص مكتوب . والعرض المسرحى شكل متسلسل يتسم بالديناميكية والحركة المستمرة فى الزمن، ويختلف العرض المسرحى عن السينمائى فى كون العرض المسرحى منفتحاً على المشاركة الحية للجمهور[2].  كما أن العرض المسرحى عالم مختلف بأبعاده وتصميمه وألوانه ، يقوم فيه المخرج بالتجريب والمغامرة من خلال أدواته وخبراته ، ومن خلالها يشكل مفاهيمه الخاصة . والعرض المسرحى هو فى جوهره صورة مرئية وصوتية، فالصورة لابد أن تقول شيئاً ولابد أن يكون لها شكل متميز وتكوين مقصود فكرياً وجمالياً ترتاح له العين وتستوعب معانيه ، ويتكون العرض المسرحى من سلسلة من الصور المتتابعة ذات المغزى المتسق الذى يحكى قصة من خلال تكوينه المحدد بإطار معين [3].

وتطرح العروض المسرحية رؤى جديدة ومبتكرة تظهر كـصور Images بصرية وتكوينات يقوم المتلقى بتأويلها  Interpretation وتفسيرها بأشكال متعددة. ويعتمد التكوين المسرحى على عناصر عديدة منها عنصر بالغ الأهمية وهو الحركة وذلك لاعتماد العرض المسرحى بالأساس عليها، ولولا الإيهام بالحركة ما كان المسرح. والحركة – فى جوهرها- هى التعبير المباشر المحسوس عن مبدأ الصيرورة أو التحولات (ميتامورفوسيس metamorphosis)، أو هى فى معنى آخر الرسم على إحداثيى الزمان والمكان، كما اعتبرها الفلاسفة  التعبير الحقيقى عن استمرار الحياة من خلال الصراع ، واتخذت الحركة فى التكوين المسرحى مكانة متعاظمة فى المسرح العالمى المعاصر كما فى أعمال جروتوفسكى، بيتر بروك وآرين منوشكين[4] .

ولكل عرض مسرحى تكوين حركي تشكيلي تتداخل فيه التكوينات والمفردات  من خلال حركة الممثل ، والعناصر والإضاءة والتى تخلق فى مجملها مفهوماً تشكيلياً جمالياً عند المتلقى[5] . والتكوين المسرحى الحركى مساحة لا متناهية من التغير والتشكل يشعر بها المتلقى من خلال لفت انتباهه بإعادة التكوين والتشكيل. وللتكوين الحركى جماليات ترتبط بالكتلة واللون والفراغ والموسيقى وكافة العناصر بشكل عام وتشكل نسقاً خاصاً مترابطاً يؤثر في الجمهور ، وأحياناً يرتبط التكوين المسرحى الحركى بالفنون التشكيلية إلا أنه يبقى دائما مرتبطاً بالجوانب التذوقية التي لاتخضع لقانون أو قاعدة. ولكل سينوغرافى أو مخرج وجهة نظر خاصة به ، وذلك قد يسبب صعوبة في بلوغ المعنى الشامل للتكوين – ربما برغم سهولة فهم التكوين – عند ذلك يمكن إدراك التكوين بتأمل الانسجام الحادث بين العناصر المختلفة التى تشكله. يتحدد نجاح أى تكوين مسرحى بتوافر عناصرعديدة هى: الوحدة والتنوع والاتساق والتضاد والتوازن والتأكيد فى بناء التكوينات المتتابعة والتى تظهر فى تتابع سريع لصياغة التكوين المسرحى ، ولابد من توافر التناسب فى التكوين مع مساحة المنصة ، وخلق التكوينات ذات القيمة التشكيلية الجمالية والموحية، وترتيب التكوينات فى تتابع يثير ذهن المتلقى ، وإذا لم يستطع المخرج أن يوائم بين عناصره وبين خصائص المنصة التى يجرى عليها العرض  أو بحدوث نقص فى العناصر السابقة ، تتأثر الاستجابة المرجوة للجمهور ويفشل المخرج فى توصيل المعنى، أو يتسبب فى تشتيت ذهن الجمهور مهما كان التكوين جميلاً .
كما أن تكرار أنماط التكوين قد يصيب الايقاع بالملل، فالتكوينات المقسمة لنصفين من الشخصيات - على سبيل المثال- أو ترتيب الشخصيات على مسافات متساوية يصيب المتفرج بالآلية والتشتت إلا فى العروض التجريبية التى قد تلجأ لتلك التكوينات للإيحاء بضياع الانسان المعاصر . كما أن "الوحدة unity " بدون تنويعات متتابعة سرعان ما تفقد قدرتها على التأثير على المتفرج . أما الاتساق فيزيد الاحساس بالوحدة فى التكوين ، فمن خلاله تتداخل العناصر وتتفاعل لتكوين الشكل المميز  . ويضفى" التضاد contrast" الحيوية على التكوين ، فالتضاد قد يكون فى اللون والديكور والملابس وحتى فى الحوار ، أوالتضاد بين مختلف الأفكار والتوجهات ، كما أن التضاد فى الحركة المسرحية يبرز الصراع الدرامى ، وبدون التضاد يتحول التكوين من كيان ديناميكى متفاعل إلى وضع استاتيكى راكد . 

ومن عناصر التكوين المسرحى الأخرى : "الاتزانbalance " والذى يتكون من قوى" الشد tension" و"الانجذاب"attraction، وتعتمد درجات الشد فى التكوين المسرحى على المسافة بين الأشكال ، أو فى العلاقة بين الممثل والعناصر المشهدية والأثاث ، أما قوة الانجذاب أو الجاذبية فتؤثر على الاتزان وذلك بوضع أحد عناصر المنظر ثقيلة الوزن بشكل يتدلى فى المشهد مما يعطى إحساساً بالسقوط يؤدى بدوره للاحساس بعدم الاتزان . كما يمكن تصنيف الاتزان لنوعين هما : الاتزان المادى والاتزان النفسى. فالاتزان المادى يتم من خلال تعادل توزيع كتل التكوين على المسرح ، أما الاتزان النفسى فمن خلال تعادل قوى متضادة ومتصارعة غير ملموسة مادياً ، وتلك الطاقات النفسية تمنح الإحساس نوعاً من الوزن والكتلة وتتجسد فى الحركة والصوت والحديث والضوء واللون ، ويؤثر افتقاد الصورة المسرحية للتوازن بالسلب على العرض . كما يؤثر عنصر التأكيد على التكوين المسرحى ، وذلك من خلال اختيار المخرج مثلاً للشخصية التى ترتكز عليها أنظار الجمهور ، وينتقل التأكيد ويتغير بالضرورة من شخصية لأخرى مع تطور المشهد فى العرض، ومن خلال استخدام الأوضاع الجسدية والمساحات والمناطق والمسطحات والمستويات يؤكد المخرج على المعنى المطلوب. أما "الايقاع rhythm " فمن خلاله تُحَدَّد النسبة ما بين حجم المشهد المسرحى بالنسبة للمقياس الانسانى كما قد تصمم مشاهد ضخمة فى قياسها بالنسبة لحجم الممثل  ، ويؤثر الايقاع على وحدة التكوين من خلال التكرار المنتظم المتتابع والمتنوع دون أن يصيب المتلقى بالملل . 

أما الإحساس بالوحدة فيعد القيمة النهائية التى يسعى إليها المخرج فى عرضه ، ويعتمد الإحساس بالوحدة على التفاعل الايجابى بين العناصر السابقة (التنوع والاتساق والتضاد والتوازن والتأكيد والايقاع)، ويمكن تحديد عنصر الوحدة بكونها تعنى التفرد والاكتمال ، فكل تكوين هو وحدة متكاملة من خلال الاختيار الصحيح والترتيب والتكثيف، فكل عنصر فى التكوين يؤدى معنىً مطلوباً فى الصورة  .

وكل العناصر السابقة مهمة للحركة كما للتكوين فالحركة بطبيعتها لغة بصرية ذات قيمة تعبيرية غير محدودة ، فصورة الحركة تنطبع فى شاشة المخيلة – بعكس الحوار الذى يحتاج ليقظة ذهنية وقدرة على الحفظ والاسترجاع- فالحركة قادرة على جذب العين والتمسك بها ، وتثير تشويق المتفرج وتبرز عوامل الصراع الدرامى والتعبير الحسى عن الانفعالات والمشاعر .

يُطلق مصطلح الحركة على التتابع ما بين عمليتى الاختفاء ثم ظهور وإعادة صياغة تكوين جديد ، والفترة الزمنية التى تحتلها الصورة على المنصة رهن بمدى أهميتها وثقلها وقوة الدفع الكامنة فيها، وعندما تتوقف الحركة وتلزم الشخصيات مواقعها يتكون للصورة معنى من خلال التكوين الذى تحتوى عليه. وتشكل عناصر التكوين وحدة عضوية وجمالية أمام المشاهدين لا تنفصل عن المعنى أو المضمون الفكرى للنص المسرحى  . ويمكن تحليل تتابع الحركة المسرحية من خلال : ظهورصورة يعقبها اختفاء مع صياغة تكوين جديد ثم ظهور صورة .....إلخ  .

المصادر:

1 - جوليان هيلتون . اتجاهات جديدة فى المسرح.ترجمة أمين الرباط .مركز اللغات والترجمة اكادمية الفنون.1995م.ص33
2 - جوليان هيلتون . اتجاهات جديدة فى المسرح.ترجمة أمين الرباط .مركز اللغات والترجمة اكادمية الفنون.1995م.ص19-20
3- نبيل راغب فن العرض المسرحى ..الشركة المصرية العالمية للنشر-لونجمان.1996.ص104
[4] - صالح سعد،ميتافيزيقا الحركة. :دراسات فى الدراما الحركية والرقص، الهيئة العامة لقصور الثقافة،1995، ص11- 24
4- صالح سعد،ميتافيزيقا الحركة. :دراسات فى الدراما الحركية والرقص، الهيئة العامة لقصور الثقافة،1995، ص11- 24

  - نبيل راغب . فن العرض المسرحى . الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان.1996.ص108

  - نفس المصدر.ص110

 - نفس المصدر.ص110

  - نفس المصدر.ص111

  نفس المصدر.ص113

  ننفس المصدر.ص108-109

  نفس المصدر.ص115

  نفس المصدر.ص104

 -W. Oren Parker. Scene Design & Stage Lighting. 2nd Edition. 1964. p60-61

 - W. Oren Parker. Scene Design & Stage Lighting. 2nd Edition. 1964. p62

سينما.. "مسرحية" كاظم النصّار كوميديّا الظلال القاتمة

مسرحية هاري بوتر تعرض في نيويورك عام 2018

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية هاري بوتر تعرض في نيويورك عام 2018


تعرض مسرحية “هاري بوتر آند ذي كورسد تشايلد” التي تسجل نجاحاً كبيراً جدا في لندن، في ربيع العام 2018 في برودواي، على ما أفاد المنتجون على موقعهم الإلكتروني.
ويبدأ عرض المسرحية في نيويورك في 22 أبريل (نيسان) 2018 في “ليريك ثياتر” أحد مسارح برودواي، الذي سيرمم للمناسبة.

وتعرض المسرحية التي تظهر هاري بوتر وقد أصبح أباً لثلاثة أطفال وموظفاً في وزارة السحر، في مسرح “بالاس ثياتر” في لندن راهناً.

ومسرحية “هاري بوتر آند ذي كورسد تشايلد”، مؤلفة من قسمين يستمر كل واحد منهما ساعتين ونصف الساعة تقريباً ينبغي أن يشاهدا في اليوم نفسه.

وحازت المسرحية في مطلع أبريل عدداً قياسياً من جوائز المسرح البريطانية، بنيلها 9 مكافآت “أوليفر أواردز”.

ورحب النقاد بالمسرحية التي تلقى نجاحاً جماهيرياً أيضاً، وبطاقاتها محجوزة بالكامل حتى نهاية يوليو (تموز) 2018.

وتحدث مجريات المسرحية بعد 19 عاماً على الأحداث الواردة في كتاب “هاري بوتر اند ذي ديثلي هالوز” الجزء السابع والأخير من السلسلة الناجحة التي ألفتها البريطانية جاي كاي رولينغ.

وبيعت أكثر من 450 مليون نسخة من الأجزاء السبعة لسلسلة هاري بوتر منذ صدور الكتاب الأول في العام 1997، وترجمت أجزاء السلسلة إلى 79 لغة وحولت إلى 8 أفلام.

----------------------------------------------
المصدر : موقع 24

مسرحيات سعودية في مهرجان الطفل والعائلة الثاني في الخبر

مجلة الفنون المسرحية

مسرحيات سعودية في مهرجان الطفل والعائلة الثاني في الخبر

المخرج السعودي طلال الرمال يُرجع ابتعاد المسرحيين عن مسرح الطفل وعدم اهتمامهم به إلى تكاليفه الباهظة في الاحتياجات الضرورية للديكور والملابس والأغاني وغيرها.

تستمر فعاليات مهرجان الطفل والعائلة الثاني بمدينة الخبر السعودية، في تقديم نشاطات ثقافية وفنية متنوعة، حتى الجمعة 5 مايو 2017، جاء منها عرض مسرحية للأطفال قدمتها جمعية الثقافة والفنون في حائل، من تأليف وإخراج طلال الرمال، ومسرحية “جنون بشر”، تأليف وإخراج جميل الشايب، بالإضافة إلى الأركان التفاعلية التي يقدمها الفنانون والفنانات في معرض واحة الفنون من مختلف الفنون البصرية، ومسرح عروض الأطفال المواهب.

وصف المؤلف والمخرج طلال الرمال مسرح الطفل بالمختطف بعد انتهاء عرض مسرحيته “أوليس في بلاد العجائب”، والسبب يعود في رأيه إلى ابتعاد المسرحيين عن مسرح الطفل وعدم اهتمامهم به وبتعزيز دور الطفل فيه، أما السبب الآخر فيرجع إلى تكاليفه الباهظة في الاحتياجات الضرورية للديكور والملابس والأغاني وغيرها.

وأضاف الرمال أن من مشاكل مسرح الطفل أيضا فرق الأطفال التي تحاول أن تعلم الطفل أمورا لا تناسب عمره، ولا تشبع حواسه، مما يجعله ضائعا ومشتتا وغير مقبل على المسرح.

وأكد الرمال أن مسرح الطفل يحتاج إلى دعم وتبنّ حكومي يهتم به للمساعدة في تطويره، ولكي يصبح كباقي مسارح الدول المتقدمة، مؤكدا أن الطفل في المملكة هو نفسه الطفل الذي لديه احتياجات في باقي دول العالم.

وأبدى الرمال إعجابه الشديد بتخصيص مهرجان خاص يجمع الطفل والعائلة وقال “إن الطفل يملك حواس ويريد إشباعها، ومن أكثر الحواس التي يحتاجها الطفل حاسة الخيال حيث يمتلك الطفل خيالا عميقا يجب الاهتمام به، وهذا الاهتمام لمسته في مهرجان الطفل والعائلة 2017”.

الرمال: مسرح الطفل يحتاج إلى دعم وتبنّ حكومي يهتم به للمساعدة في تطويره، ولكي يصبح كباقي مسارح الدول المتقدمة، مؤكدا أن الطفل في المملكة هو نفسه الطفل الذي لديه احتياجات في باقي دول العالم
بدورها اعتبرت الفنانة والمخرجة البحرينية وعضوة لجنة التحكيم في عروض مسابقة الطفل المسرحي في المهرجان غادة الفيحاني أن إشراك الطفل في جميع الفعاليات الثقافية جزء هام وفاعل في تنمية المواهب والجوانب التربوية لدى الطفل لأنه يسهم بشكل فاعل في تعديل سلوكيات الطفل.

وأكدت الفيحاني على ضرورة البدء بالأساسيات الصحيحة في التعامل مع الطفل، موجهة رسالة إلى المخرجين بعدم وضع الطفل في ديكور ضخم، لأنه يقيده على المسرح، ويعتبر من أكثر العوائق التي تواجه الطفل في التمثيل على الخشبة.

وعن الاختلاف بين الأجيال قديماً وحديثاً قالت الفنانة “إن الشيء المميز في كل الأزمنة ويستحيل غيابه مهما تطورنا مع الطفل هو الجرأة والعفوية، موضحة أن بعض المسرحيات تكون قديمة إلى حد ما ولا تتماشى مع مستوى عقل الطفل، لذا يتجه الكثير من الأطفال في الوقت الحالي إلى المسرح التجاري، وهو ما يجب أن ننتبه إليه، إذ علينا أن نواكب مستوى ذكاء الطفل”.

“معاريس التاريخ” كذلك يعد من أهم برامج المهرجان هذا العام، وهو يقدم شخصيات مختلفة للأطفال. من مجالات الرياضة والإدارة والفن والعلوم. وقد قدم الجميع كمادة معدة للأداء الفني، كتبها الكاتب المسرحي عبدالباقي البخيت. وقد تم التركيز في هذا العمل على مقتطفات التحدي والإصرار والإرادة لكي يتفاعل معه المتلقي مع مراعاة الفوارق العمرية لدى الجمهور المتلقي. وأول “معاريس” المهرجان هو الشاعر عبدالله علي الجشي، الذي قضى نصف عمره في العراق والنصف الآخر في القطيف.

وحين عاد الجشي إلى مسقط رأسه شارك في إيجاد التربة الخصبة لتكوين الحركة الأدبية وإذكاء النهضة الشعرية والأدبية.

-------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب


9 دول تشارك في مهرجان ليالي المسرح الحر بالأردن

مجلة الفنون المسرحية

9 دول تشارك في مهرجان ليالي المسرح الحر بالأردن

المهرجان يحتفي بالممثلة الكويتية حياة الفهد والممثل المصري سامح الصريطي، ويقيم ورشة تمثيل يشارك فيها نحو 120 شابا وفتاة من هواة المسرح.

وتشارك تسع فرق مسرحية عربية وأجنبية في الدورة الـ12 من مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي الذي يقيمه الأردن في الفترة من 13 إلى 18 مايو الجاري.

وتقام دورة هذا العام على مسارح المركز الثقافي الملكي والجامعة الأردنية وتضم فرقا من الأردن ومصر وتونس والكويت وسلطنة عمان وفرنسا وبولندا والمكسيك وتشيلي.

يقدم في الافتتاح العرض الأردني “ظلال أنثى” لفرقة المسرح الحر، من تأليف هزاع البراري وإخراج إياد شطناوي.

وقد قال علي عليان مدير المهرجان في مؤتمر صحافي “هذا العام وصلنا إلى 280 عرضا مسرحيا للمشاركة في المهرجان، استطعنا أن نختار 18 عرضا قبل أن نصل في النهاية إلى ثمانية عروض فقط”.

وأضاف “نحن لا نخضع لأي ضغط من أي جهة كانت في وضع برامجنا سواء في الندوات أو ورش العمل أو استقطاب العروض المختارة، بل نضع نصب أعيننا فقط جودة المنتج”.

وتابع “في اختيار العروض لا نلتفت إلى أي وساطات كما أن هناك لجنة المشاهدة وضبط الجودة التي تجلس وتتشاور وتتناقش وتتفق وتختلف، لتصل في النهاية إلى الأفضل والأجدر بالعرض في الأردن”.

ولجنة تحكيم المهرجان في هذه الدورة برئاسة المخرجة الأردنية سوسن دروزة وعضوية الناقد السعودي سامي الجمعان والمخرج المصري ناصر عبدالمنعم والمخرج الفلسطيني فؤاد عوض والمخرج والأكاديمي الأردني مخلد الزيودي. بدورها قالت أمل الدباس رئيسة اللجنة العليا للمهرجان في المؤتمر الصحافي “جذب الدعم كان تحديا كبيرا. يبدو أن هناك مشكلة في الإيمان بدور المسرح ودور الفن بشكل عام”.

وأضافت “نتمنى من خلال السلطة الرابعة ‘الصحافة’ الترويج الإعلامي لهذه الدورة حتى تؤثر في المجتمع ويعلم صاحب القرار ومؤسسات المجتمع المدني أن الخطاب الفني والخطاب الثقافي يؤثران في المجتمع أكثر مما يؤثر الخطاب السياسي”.

وتابعت قائلة “نحتنا بالصخر حتى نصل إلى الدورة الثانية عشرة من المهرجان التي نتمنى أن تليق بمستوى الأردن ومستوى المسرح في الأردن. نتمنى في الدورات القادمة أن يكون الدعم أكبر لهذا المهرجان الذي يضع المسرح الأردني والمهرجانات في الأردن على الخارطة الدولية”. ويحتفي المهرجان هذا العام بالممثلة الكويتية حياة الفهد والممثل المصري سامح الصريطي كما يكرم الممثل زياد أبوسويلم والممثلة نادرة عمران والمغني رامي شفيق من الأردن.

وتحمل ندوة المهرجان الرئيسية عنوان “المسرح والموسيقى” ويشارك فيها أكاديميون ومتخصصون من مصر ولبنان والمغرب. كما يقيم المهرجان ورشة تمثيل بعنوان “جسدي لغتي” بمشاركة نحو 120 شابا وفتاة من هواة المسرح والمبتدئين يقدمها المخرج التونسي معز القديري.

ويختتم المهرجان في الثامن عشر من مايو بعرض فني لفرقة أوسكار بمرافقة المغني رامي شفيق تليه مراسم توزيع الجوائز على العروض الفائزة.

----------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الفنان عمر المعمري: المسرح العماني يعاني

مجلة الفنون المسرحية

الفنان عمر المعمري: المسرح العماني يعاني

عمر بن محمد المعمري، ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي عماني، بدأ حياته المسرحية في عامه الرابع عشر في عمل مسرحي مدرسي حمل عنوان «ليلى والذئب»، ثم توالت الأعمال المسرحية لينتسب بعد ثلاث سنوات إلى فرقة مسرحية متخصصة، ويؤسس مع زملائه مؤسسة إعلامية مهتمة بمواهب الشباب قدمت عدّة أعمال مسرحية نالت إعجاب الجمهور. كان ل «الخليج» الحوار التالي معه للوقوف على تجربته ومشواره كمخرج ومؤلف مسرحي.

بعد كل هذا المشوار الحافل، كيف ترى المسرح اليوم؟

أرى أنّ العمل المسرحي لا يزال بخير بفضل الجهود الشخصية المبذولة من قبل بعض الفنانين الكبار والشباب، ولكن بالرغم من ذلك فالمسرح لا يزال دون الطموح، وهنا أشير إلى أنّ انتشار الفضائيات وسيطرة الأعمال الدرامية ذات الإنتاج المكلف على المشاهدين، تعد السبب الرئيسي في تراجع المسرح في عُمان وفي المنطقة عموماً، وأيضا عدم تواجد الثقة بالفنان العماني وبقدرته على الإبداع تلعب دوراً أيضاً في تراجع المسرح عن دوره كأبٍ للفنون.

معروف عنك تفضيلك للكوميديا، لماذا؟

بالفعل المسرح الكوميدي هو النوع المفضل لدي لأنه أثبت قدرتي على التواصل مع الناس أكثر من غيره، وذلك من خلال الدعابة التي أقدمها أثناء طرحي لقضايا مهمة، وهي وسيلة لإيصال الرسالة في قالب محبب للمشاهدين.

ما الذي يحتاجه المسرح اليوم حتى يخرج من كبوته ويتطور؟

المسرح العماني يعاني ويحتاج إلى الاهتمام بالمستوى بعيداً عن الأشكال الفنية المقحمة والشعارات والبحث عن أشكال فنية المهم فيها غرابتها. وأريد أن أشدد على أهمية العودة إلى الأرض باعتماد الأشكال المبنية على أساسيات الفن الواقعية، لأن الواقع هو الأساس، فعلينا إذاً أن نتمسك بمفهوم الصدق الفني، سواء كان على صعيد التمثيل أو الإخراج. وأرى أنه من الصعب على المسرح أن يتطور ويأخذ دوره الطبيعي في المجتمع من دون اهتمام الجهات المسؤولة عن الثقافة والفن ومؤسسات الدولة بشكل عام. وأنا أشعر بالأسف لعدم اهتمام الجهات المعنية في عمان بالمسرح.

فالمسرح في أي بلد هو عنوان الحضارة وعندما يهمل المسرح تأخذ المجتمعات بالانهيار، ولا يمكن لأي مؤسسات أخرى أن تلعب الدور الذي يمكن أن يؤديه المسرح بما يحمل من مضامين ورسائل أخلاقية وثقافية مهمة وبأساليب قريبة للناس ومؤثرة فيهم بشكل أكبر ومباشر.

إلى أي مدى ترى أن الفنانين مخلصين للمسرح في عمان؟

هذه نقطة في غاية الأهمية، وسأجيب عنها باقتضاب يلخص كل ما يمكن أن يقال، فرغم معاناة الفنانين العمانيين من سوء الاهتمام بهم ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وافتقادهم الدعم لنشاطاتهم المسرحية، ما زالوا يتمسكون بالمسرح ويخلصون له لعل وعسى أن يتغير الحال وهذا يحسب لهم بحق، فلولا هذه التضحية والإيمان بما يفعلون كان المسرح سينقرض منذ سنوات طويلة.

ما هي أكبر الصعوبات التي يواجهها المخرج عند التصدي لأي عمل اليوم؟

أرى أن المسرح لعبة جميلة تشبه كرة القدم، تتحرك الشخصيات هنا وفق رؤية المخرج على الخشبة، ويركض اللاعبون هناك تحت تعليمات المدرب على العشب الأخضر، فيصنع المخرج نجاحه من صالة الجمهور لا الجوائز.

ما هي مؤسسة فكرة، حدثنا عما قدمته؟

«فكرة» هي مؤسسة تضم نخبة من الموهوبين ليدعم كل شخص الآخر بما يملكه من موهبة، وقدمت خلالها مجموعة من الأعمال المهمة منها «قبل أن يذوب الجليد»، «جزيرة الموت»، وحالياً تعمل شركة فكرة للإنتاج الفني على الانتهاء من المشاهد الأخيرة للفيلم السينمائي «الداده».

ما هو طموحك؟

أتمنى أن يتألق المسرح العماني وأطمح بأن أشاهد كل فنان مسرحي مكافح ناجح، فنجاحه هو نجاحي، والمسرح أسرة وليس فردا، وإذا أردنا أن يكون لدينا مسرح حقيقي يجب أن نعمل بروح الفريق ونسعى إلى بناء جيل مسرحي على صعيد الممثل والمتلقي أيضاً، فالمسرح بلا جمهور لا يستطيع البقاء والجمهور يحتاج إلى أعمال مسرحية قادرة على التعبير عنه لكي يتخذ قراره بالذهاب لحضور مسرحية. إنه طريق طويل ولكنه واعد وبهمة المسرحيين العمانيين لا بد وأن نصل.

-----------------------------------------------------------
المصدر : الخليج 

انظر إلى الوراء بغضب: كيف حرر جون أوزبورن اللغة المسرحية



مجلة الفنون المسرحية
جون أوزبورن (يمينا) وكينيث هايج أمام المسرح الملكي سنة 1956


جون أوزبورن 




انظر إلى الوراء بغضب: كيف حرر جون أوزبورن اللغة المسرحية

ترجمة :  فيصل كريم

  هذه مقدمة للطبعة الجديدة من مسرحية أوزبورن “انظر للوراء بغضب” والصادرة من الكلاسيكات الحديثة لدار نشر فابر في الثالث من أبريل/نيسان 2015. كتاب مايكل

بيلينجتون “أعظم مائة مسرحية ومسرحية: منذ القدم وحتى الزمن الراهن” وصدر في الثالث من سبتمبر 2015.


العرض الأصلي لمسرحية “انظر للوراء بغضب” في المسرح الملكي في لندن سنة 1956، ويبدو كينيث هايج (يمينا) بدور جيمي بورتر ثم هيلينا هيوز وآلان بيتس وأخيرا ماري أوري
نشرت شركة المسرح الإنجليزي إعلانا مبوبا في “جريدة المسرح” صيف سنة 1955 يعلن فيه عن فتح باب التقدم لعرض مسرحيات جديدة. وكان الإعلان يمهد الطريق لتدشين نشاط الشركة في خشبات المسرح الملكي، الذي لا يتصف بالفخامة، والواقع في ميدان سلون في لندن. فانصبّت العروض المسرحية كاستجابة للإعلان بأعداد هائلة، حيث انهمر ما لا يقل عن سبعمائة وخمسون نصا مسرحيا.

مايكل بيلنجتون 
غير أن المشكلة أن معظم تلك النصوص لم تكن سوى محض هراء: فكانت إما نصوصا مبتذلة من مؤلفين هواة، أو، حسب وصف طوني رتشارد، الذي شغل منصب المدير المساعد لشركة المسرح الإنجليزي، “مجرد نثر فارغ وتافه”.


لكن برز فقط نص على سطح تلك الكومة المتراكمة من النصوص، وهو العنوان الذي أثار كثيرا من الفضول: “انظر للوراء بغضب” لممثل شاب مغمور يدعى جون أوزبورن. قرأ جورج ديفاين، مؤسس الشركة وأول مدرائها، المسرحية على مكتبه في منزله المطل على ضفة النهر في منطقة هامرسميث وشعر فورا بأهميتها الواعدة. فأخذها إلى رتشاردسون الذي كان يستأجر شقة في الطابق العلوي، وقد أُعجب الأخير كثيرا بالنص. فالتزم الرجلان بإنتاجها كمسرحية في الموسم الأول للمسرح الملكي سنة 1956.

لكن من هو جون أوزبورن بالضبط؟ اتخذ ديفاين قرارا غير مألوف بأن يكتشف هوية أوزبورن على حقيقتها، فعزم على تتبعه حتى مخبأه. فتبين له أن المؤلف عاش في صندل بحري متهالك يتخلله التسريب ويرسو قرب جسر تشيزويك، وتشارك فيه مع زميل له بالتمثيل يدعى أنطوني كرايتون. وهكذا، اضطر ديفاين إلى استعارة قارب وتجديفه بنفسه حتى يصل إلى مسكن أوزبورن حيث كان المد مرتفعا في عصر ذلك اليوم من شهر أغسطس/آب سنة 1955. فطفق يطرح عليه الأسئلة بحماس غامر، فعلم أن أوزبورن ما هو إلا ممثل يبلغ من العمر 26 عاما ومعسر شق طريقه بعناء بين المسارح المحلية، وقد كتب جزءا من مسرحيته “انظر للوراء بغضب” جالسا على مقعد قابل للطي عند مرفأ موركامب بعيد انفصاله عن زوجته الممثلة باميلا لاين. عرض ديفاين لأوزبورن بنهاية تلك العصرية مبلغ 25 جنيها استرلينيا كعقد اختياري لمدة سنة كحقوق لعرض مسرحيته. وما لم يدركه أيا من الرجلين أنهما بذلك ساهما بصناعة تاريخ المسرح.

بيد أن أوزبورن كان عليه أن ينتظر فرصته، فشركة المسرح الإنجليزي لم تتولَ إدارة المسرح الملكى إلا في أبريل/نيسان من سنة 1956. أما مهمة الشركة فتمثلت بكل وضوح في تكوين كتلة مسرحية موازية لتلك العروض الصغرى المتكدسة التي تُقدم في الجانب الغربي من لندن (وست إند) لمسرحيات بريطانية جديدة يُماط عنها اللثام والكشف للجماهير عن أفضل الأعمال القادمة من الخارج. وقد أراد ديفاين أيضا، بعد أن زار قبيل ذلك مسرح بريخت “برلينر إنسيمبل”، أن يغير طابع المسرح البريطاني وأسلوبه تغييرا شاملا. فنمط المشاهد التصويرية الباذخة كان في طريقه إلى النبذ.

أما المكانة التي قُصدت لهذا المسرح فكانت، على غرار نموذج بريخت، تنضح بالإضافة والحدة والجمال. كما أنها أخذت توجها جنسيا مبطنا وسعيا لتخليص المسرح البريطاني من طابعه المتعارف عليه في التكلف والتفخيم؛ وهو إنجاز حققه فريق من المخرجين المساعدين الذين تصادف أن جميعهم من مثليي الجنس سرًا. إلا أن المسرح الملكي لم يحدث ثورة بين ليلة وضحاها.

 قُدم العرض الافتتاحي في أبريل/نيسان 1956 لمسرحية لأنجوس ويلسون بعنوان “أحراش التوت” The Mulberry Bush وهي مسرحية لائقة بالطبقة الوسطى لروائي موقّر ولم تترك كثيرا من الإثارة المرجوة. أما المسرحية الثانية فكانت لآرثر ميلر بعنوان “البوتقة” The Crucible ونالت نجاحا أكبر من سابقتها لكنها لم تكشف كثيرا عن سياسة المسرح الملكي. ثم في الثامن من مايو/آذار 1956، قُدّمت مسرحية “انظر للوراء بغضب” Look Back In Anger في عرضها الأول. ويعدّ هذا يوما سطرته كتب التاريخ لكنه، طبقا لشهادة أوزبورن في مذكراته “شبه رجل محترم”، لم يكن ثمة سوى شعور قليل آنذاك أن أمرا هائلا قد حدث. ولم يحز ذلك اليوم على مكانته كتاريخ أسطوري إلا لاحقا. وفي حقيقة الأمر، لم تنحُ التقييمات النقدية للمسرحية في الصحف اليومية نحوا كارثيا كما تشير الحكايات الخرافية المسرحية. فتقييمات الجرائد المسائية للتايمز والديلي تلغراف ولندن كانت جميعها سلبية تجاه المسرحية حتما. إلا أن فيليب هوب والاس، في جريدة مانشيستر جارديان، استحسن العمل بشيء من التحفظ فقال “أرى أنهم أخيرا يمتلكون كاتبا مسرحيا ذو إمكانيات مبشرة”، أما جون باربر في جريدة الديلي إكسبريس فأخذه الحماس الكبير (فوصف المسرحية بأنها “انفعالية وغاضبة ومحمومة وعصيّة” لكنها أيضا “صغيرة، صغيرة، صغيرة”)، أما ديريك غرانجر في جريدة الفانينشال تايمز فاتسم رأيه بمزيج من الإعجاب والفطنة حيث صرح قائلا “يجب أن يتجاوز تأثيرها إلى أبعد من حالة التحول الفردي المعزول والشاذ كما في مسرحية (في انتظار غودوه)”. غير أن الورطة تمثلت بعدم ترويج أو بيع جريدة الفانينشال تايمز لتذاكر كثيرة. وقد شعرت بلمسة تعاطف مع نقّاد النسخ المسائية، فأنا أعلم مدى صعوبة مسرحية غيرت معادلات اللعبة المسرحية واستيعابه ووصفها وتقييمها أمام المواعيد النهائية للنشر التي لا ترحم. لكن في يوم الأحد التالي، تغير الاتجاه العام تماما. حيث كتب كينيث تينان تقييما نقديا باقتباسات كثيرة في جريدة الأوبزيرفر يجعل من أوزبورن بوضوح تام ناطقا باسم الشباب الساخط وأعلن إعلانا مدويا قائلا “إنني أشك أن بإمكاني أن أحب أحدا لا يرغب برؤية مسرحية انظر للوراء بغضب”. أما هارولد هوبسون في جريدة صنداي تايمز فكان أكثر تحفظا، لكنه لقب أوزبورن بأنه “كاتب ذو مستقبل واعد ورائع”.

ومع أن تينان وهوبسون أطلقا تصريحاتهما الإيجابية، إلا أن المسرحية لم تنل مكانتها كأكثر المسرحيات بروزا فورا. لكن حدثان اثنان منحا المسرحية زخما جديدا. أولهما أن تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عرض ملخصا مدته 18 دقيقة للمسرحية وهو ما جعل شباك التذاكر يُحاصر ويكتظ. أما ثانيهما فكان بقرار مدير تحرير دار نشر فابر الشاب تشارلز مونتيث بأخذ إذن أوزبورن لنشر المسرحية مجزّأة ومن النادر أن تنال نصوص مسرحية مثل هذا النوع من المنزلة والرسوخ. بل إن مونتيث كتب لأوزبورن بعد مضي فقط شهر من ليلة العرض الافتتاحي قائلا “لم أتمتع كثيرا في المسرح كما تمتعت بتلك الأمسية منذ وقت طويل”، ومضى طالبا منه إن كان مهتما بالتأليف الروائي. لم ينجم عن ذلك الاستفسار أدب قصصي، لكن كانت هذه هي البداية لعلاقة طويلة ومتواصلة جمعت بينهما، حيث استمرت فابر بنشر جميع أعمال أوزبورن التالية. واتسمت تلك اللحظة بالأهمية الكبيرة كذلك إذ نشأت من خلالها فكرة احتلال النصوص المسرحية دورا حيويا في مشاريع دور النشر. أستطيع أن أدافع عن أهمية ذلك بحكم أنني مازلت أمتلك نسخة مطوية الصفحات من الطبعة الورقية الأصلية لمسرحية “انظر للوراء بغضب”. ويمكنني أيضا أن أشهد بالتأثير الذي تركته المسرحية. كنتُ طالبا بمدرسة ميدلاندز وأبلغ السادسة عشر من عمري حين عرضت المسرحية أول مرة، لكني أصبحت مشغول البال جدا بالعمل نفسه وكذلك بظاهرة مؤلفي “مسرح الغضب الشبان” الذين يفترض أن تلك المسرحية مثلتهم. لقد كتبتُ سابقا عن وقوفي خارج المسرح الملكي للتفرج على المسرحية في أحد عروضها الجديدة سنة 1957، وكيف أنني حدّقت بوجوه المغادرين من أول عروض يوم السبت لملاحظة مدى التغيير الذي قد يظهر على محياهم إثر تلك الفعالية المسرحية.



أدى رتشارد بيرتون دور جيمي بورتر في النسخة السينمائية من مسرحية “انظر للوراء بغضب” سنة 1959 التي أخرجها طوني رتشاردسون

لكن ما هي أسباب ترك مسرحية “انظر للوراء بغضب” كل ذلك التأثير الذي أحدثته؟ السبب الأول، والأبرز وضوحا، أنها وضعت قدرا كبيرا من إنجلترا الخمسينيات على خشبة المسرح. فمن خلال ذروة التعبير العاطفي البليغ لشخصية جيمي بورتر –و”ليس التعنيف اللفظي” كما يصرّ أوزبورن- تعالج المسرحية مسائل الجنس والطبقية والدين والسياسة والصحافة وذلك الشعور لبلد يختنق بثقافة سلطوية رسمية. وما أدركه قليل منا آنذاك أن أوزبورن، إلى جانب التسليم بتذمرات جيمي وبكائياته، يشعر بتعاطف خفي مع والد زوجته العقيد ريدفان، وهو من الطبقة العليا وبقايا رجالات الحكم البريطاني للهند. فأليسون، زوجة جيمي، تخبر أباها “إنك مجروح لأن كل شيء قد تغير، وجيمي مجروح لأن كل شيء ظل على حاله.” أظنها نصف محقة في ذلك، فبينما يحزن العقيد الاستعماري على الجنة المفقودة للحقبة الإدواردية، يتسم جيمي بالغضب والرومانسية والحنين لعالم لم يعرفه قط. لقد اُحتفي بالمسرحية في الخمسينيات من القرن العشرين على أنها وثيقة اجتماعية بالدرجة الأولى، فهي بمثابة برهان معبر خير تعبير عن شباب يشعر بالاغتراب. ثم نُظر لها على أنها دراسة ستريندبيرغية* عن الزواج المنغمس بمتاهة الحب والكراهية. لكنني أميل أكثر فأكثر إلى أن الثورة الحقيقية التي حققها أوزبورن تكمن في تحرير اللغة المسرحية. فأوزبورن قد كتب بنفسه عن اليأس الذي انتابه كممثل شاب عند محاولة فهم حوار سومرست موم واستيعابه فقال عنه إنه “حوار بليد وميت لا يُحفظ، ومتزعزع كمطاط صناعي،” وهي عبارته النموذجية عندما يريد أن يكيل اللعنات. ومن الناحية الأخرى، نجد أن لغة أوزبورن تنضح بالحياة بكل تشويقها وتستلهم مصادر متنوعة، بدءا من الصرامة الأخلاقية على نمطية بونيان** (لاحظ التشديد على كلمات مثل “النار” و”الدم”)، مرورا بتكرار الأصوات المنتظمة والرتيبة لقاعة الموسيقى والصراحة الجنسية لـ دي إتش لورنس. لقد برهن أوزبورن أن النثر المسرحي قابل لتحقيق شاعريته الغريزية، ومن بين الكتّاب المنتفعين من ذلك التنوع هارولد بينتر وجون آردن وبيتر غيل. وقد نشأ واقع فوري جراء النجاح الذي منحته مسرحية “انظر للوراء بغضب” إلى المسرح الملكي، حيث أسبغت عليه مركزا محوريا في الثقافة البريطانية، وشجعت الأجيال المتعاقبة للتحول نحو التأليف المسرحي. فثمة أسماء لامعة كانت معاصرة لأوزبورن، كآرنولد ويسكر وآن جيليكول.

وفي المقابل ظهرت أسماء أخرى كانت ثمارا لعقود أحرقها الطموح المسرحي الذي أشعله أوزبورن بيده، مثل كرستوفر هامبتون وهاورد برنستون. من اليسير السخرية من المفهوم الصحفي “شباب غاضبون” أو “مسرح الغضب”، (وهي عبارة عفوية صاغها بازدراء مسؤول الصحافة في المسرح الملكي). لكن مما لا جدال فيه أن مسرحية “انظر للوراء بغضب”، عبر بداهتها المتوهجة وحدتها القاسية وثرائها اللغوي، عملت على تغيير المسرح البريطاني. وأقتبس هنا كلمات آلان سيليتول الذي يقول “لم يسهم جون أوزبورن بالمسرح البريطاني؛ بل أعدّ قنبلة كبرى اسمها “انظر للوراء بغضب” ثم فجّر معظم أجزائها علينا. أما شظاياها فقد استقرت كل منها في مكانه بطبيعة الحال، لكن هذا المكان لن يعود على وضعه الذي كان عليه أبدا.

* نسبة إلى أوغست ستريندبرغ: وهو كاتب وروائي مسرحي سويدي هام في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين

** نسبة إلى جون بينان: وهو كاتب وواعظ إنجليزي عاش في القرن السابع عشر .

الجمعة، 5 مايو 2017

المسرح المقلوب”.. عروض فنية في الهواء لأول مرة بالوطن العربي

مجلة الفنون المسرحية

المسرح المقلوب.. عروض فنية في الهواء لأول مرة بالوطن العربي 

محمد مندور

ستقبل مسرح مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته التاسعة، ولأول مرة في الوطن العربي، أخطر العروض العالمية وأغربها على مستوى العالم تقوم بها فرقة كايوبولي للإنتاج من إيطاليا، في عرض “المسرح المقلوب” ليكون الجمهور على موعد مع شخصيات حية تمثل وترقص وتؤدي أدوارها رأسًا على عقب.

وعلى مدار سبع دقائق حبست أنفاس الحضور وأذهلت عقولهم، عرض كاي لوكليرك ومساعدته مسرحية فنية، وهو مقلوب، مستندًا بذلك على قدميّه العالقتين بالسقف وراسه المتجه نحو الأرض على ارتفاع 30 قدمًا من دون مقابض، أو حبال تثبت جسديهما.

ولم يكتفِ فريق العمل الفني بحجم الدهشة البادية على وجوه الحاضرين من تعلقهم بسقف المسرح، وإنما نفذوا مجموعة عروض فنية ورياضية، مثل اللعب بالكرات المتطايرة، وتنس الريشة.

وقال كاي لوكليرك:” سعدت جدًا بالإقبال الكبير من قبل الأطفال، الذين تفاعلوا بطريقة مذهلة ومدهشة مع هذا العرض الذي نقدمه لأول مرة في الوطن العربي من خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ونتمنى أن نقدم لهم المزيد من العروض المذهلة والمميزة على مدار الدورات القادمة”.

وحصد كاي لوكليرك المنتج والمدير الفني للعديد من العروض الفنية العديد من الجوائز في عدة مهرجانات دولية في مونتي كارلو، موسكو، وغيرها، وهو من المؤديين المشهورين في الولايات المتحدة الأمريكية.


--------------------------------------------------------
المصدر : صدى البلد 

ختام دورة "المسرح الدائري" في أيام مهرجان بيت الزبير المسرحية

الخميس، 4 مايو 2017

الاعلان رسميا عن فعاليات «ليالي المسرح الحر 12»

مجلة الفنون المسرحية

الاعلان رسميا عن فعاليات «ليالي المسرح الحر 12»

تحت شعار « مسرح ضد العنف  مسرح ضد التطرف» اعلن رسميا في عمان عن فعاليات مهرجان ليالي المسرح الحر 12، والذي سيقام برعاية وزير الثقافة سعيد شقم بمشاركة 9 دول عربية واجنبية، خلال الفترة من 13-18 ايار 2017 في مسارح المركز الثقافي الملكي والجامعة الاردنية حيث تم من قبل اللجنة العليا للمهرجان توضيح المحددات التي حكمت ادارة المهرجان باختيار العروض والضيوف واللجان والندوة الفكرية والورشة المسرحية، بالاضافة الى الداعمين للمهرجان.
بدورها جدت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان الفنانة أمل الدباس على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور نقيب الفنانين الاردنيين ساري الاسعد ومدير المهرجان الفنان علي عليان، واعضاء اللجنة العليا في نادي نقابة الفنانين «  قاعه اسماعيل خضر» انها كانت ذهبت لزيارة القدس سابقا لأنها بيت اهلها واهل اولادها بالإضافة لزيارتها لقبور شهداء الجيش العربي الاردني الذين قضوا دفاعا عن القدس وفلسطين قبل توقيع اتفاقية السلام، وان من يتحدث بهذا الموضوع يريد فقط ان يبقى يثبت وجوده والموضوع لا يسبب لى اي قلق وزيارتها جزء من رسالتي، وان موضوع زيارتي لفلسطين المحتلة مضى عليه عشرون عاماً واني لست جسداً غريباً بل اني ابنة البلد واردنية وفلسطينية حتى النخاع ومؤمنة بالسلام كخيار استراتيجي لان الوضع العربي حينها كان ضعيفاً ولا يمكن مواجهة اسرائيل ولكن بعد الانتفاضة الثانية اعلنت بانني خذلت بإيماني بالسلام وعلقت الجرس.
ونوهت  الدباس "جذب الدعم كان تحديا كبيرا.. يبدو أن هناك مشكلة في الإيمان بدور المسرح ودور الفن بشكل عام" ونتمنى من خلال السلطة الرابعة (الصحافة) الترويج الإعلامي لهذه الدورة حتى تؤثر بالمجتمع ويعلم صناع القرار ومؤسسات المجتمع المدني أن الخطاب الفني والخطاب الثقافي مؤثر في المجتمع أكثر من الخطاب السياسي" فيما نحتنا بالصخر حتى نصل للدورة الثانية عشرة من المهرجان التي نتمنى أن تليق بمستوى الأردن ومستوى المسرح بالأردن.. نتمنى في الدورات القادمة أن يكون الدعم أكبر لهذا المهرجان الذي يضع المسرح الأردني والمهرجانات بالأردن على الخارطة الدولية، وان المهرجان يحمل عنوان مسرح ضد العنف والتطرف، ويبدو ان هناك مشكلة لدى كل من صاحب القرار، ومؤسسات المجتمع المدني في فهم دور المسرح، ودور خطابه الثقافي والتنويري، الذي يعتبر الاكثر تاثيرا من الخطابات الاخرى.
ونوه نقيب الفنانين الاردنيين الفنان ساري الاسعد أن الدورة الحالية للمهرجان ستشهد تميزا عن سابقاتها، بحيث سيكون الفعل المسرحي أكثر زخما، علاوة على افتتاح فعالية أكثر تعبيرا عن حالة الفرح والإبداع، مشيدا بجهود مختلف الجهات التي تعاونت مع المهرجان والنقابة في السعي لإنجاحه.
بدوره مدير المهرجان الفنان « علي عليان» قال « تختلف تسميات جوائز عروض المهرجان عن مثيلاتها من المهرجانات الاخرى لتتقاطع مع تسميات جوائز السينما العالمية حيث تتنافس الفرق المشاركة على سبع جوائز فقط وهي ذهبية المسرح الحر لافضل عمل مسرحي متكامل ،وفضية المسرح وبرونزية المسرح الحر، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ،وذهبية المسرح الحر لافضل ممثل، وذهبية المسرح الحر لافضل ممثلة، وتم في هذه الدورة استحداث جائزة ذهبية المسرح الحر لافضل سينوغرافيا».
ونوه عليان يتجسد دعم هذه الدورة من المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص والمتمثل في وزارة الثقافة ووزارة التنمية الاجتماعية وامانة عمان والبنك الاردني الكويتي والتلفزيون الاردني والاسواق الحرة الاردنية ونقابة الفنانين الاردنيين وشركة جت وبشراكة استراتيجية مع المركز الثقافي الملكي .والداعم الرئيسي للمهرجان مؤسسة عبدالحميد شومان».
واستعرض رئيس فرقة المسرح الحر الفنان محمد المراشدة ما تم انجازه على مدار 12 عاما، والعروض التي قدمتها الفرقة في عمان والمحافظات، والحرص على الخروج من العاصمة ايمانا بحق المعرفة، وتوفير فرصة المشاهدة للمواطن في المحافظات، وقد وصل عدد العروض في عمان الى 109 عروض، وفي المحافظات 169 عرضا مسرحيا، وقد كانت الفرقة تعوض نقص الامكانيات بحسن ادارة ماهو متاح، اضافة الى ايمان اعضاء الفرقة بدور المسرح في التاثير والتغيير" وقدم المراشدة الشكر لكل اعضاء الفرقة، لما قدموه ، كل من خلال موقعه.
العروض المشاركة
وكشفت ادارة المهرجان عن المسرحيات المشاركة في الدورة الـ 12 للمهرجان، من العالم العربي وهي من تونس بمسرحية (الصبية والموت ) للمخرجة سميرة بو عمود، وفرقة مسرح الخليج العربي بالكويت بمسرحية ( العائلة الحزينة ) للمخرج عبدالعزيز صفر، ومصر بمسرحية ( يا سم ) للمخرجة شيرين حجازي، وسلطنة عمان بمسرحية ( العامود) لفرقة الرستاق للمخرج محمد خميس، اما الاردن فستشارك فرقة المسرح الحر وهي الجهة المنظمة للمهرجان بمسرحية ( ظلال انثى ) تأليف هزاع البراري واخراج اياد شطناوي ، ومن العروض الاجنبية تشارك المكسيك ولاول مرة في الاردن بمسرحية ، وتشيلي ايضا لاول مرة بمسرحية VENOM HAMLET BUNKER Tuba Dei and Angelsوبولندا بمسرحية، Sweetysweetyوفرنسا بمسرحية، الندوة الفكرية والورشة المسرحية، على مدار ايام المهرجان ستكون هناك ورشة عمل مسرحي، وهي للشباب والهواة، تعقد للمرة الثالثة، ويشرف عليها المخرج التونسي» معز الدين قديري» ، على مدار عشرة الايام، وفق ترتيب تم فيه الاختيار من بين 120 متقدم، والذين يقع عليهم الاختيار، وتم تاهيلهم وتدريبهم، وانجاز، اما الندوة الفكرية فهي بالتعاون مع قسم الفنون المسرحية في كلية التصميم والفنون المسرحية بالجامعة الاردنية، تحت عنوان» المسرح والموسيقى» ويشارك بها د. سامح مهران – مصر، و شادية زيتون ، وعبيدو باشا– لبنان،ود. سعيد كريمي من المغرب.

---------------------------------------------------------
المصدر : حسام عطية - الدستور 
 


فضاء تافوكت للإبداع احتفاء باليوم الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

فضاء تافوكت للإبداع احتفاء باليوم الوطني للمسرح

مسرحية تيرگيت في جولة فنية بمدن قلعة مگونة ورزازات زاگورة المحمدية و بني ملال
ندوة فكرية و ماستر كلاس و الإصدار الرسمي لكتاب: المسرح الأمازيغي، البدايات والامتداد
بدعم من وزارة الثقافة و الإتصال المغربية وفي إطار توطين الفرق المسرحية بالمسارح

بعد تقديمها العرض الرسمي تنطلق فرقة مسرح تافوكت في عرض مسرحية الموسم تيرگيت بمجموعة من الفضاءات المسرحية وتنظيم ندوة فكرية بمشاركة ثلة من الدكاترة والأساتذة الباحثين.علاوة على إصدار كتاب أكاديمي يعنى ببدايات وامتدادات المسرح الأمازيغي، في جزئه الأول. وذلك بمناسبة احتفاء فضاء تافوكت للإبداع باليوم الوطني للمسرح بالمملكة المغربية و الذي يصادف يوم 14 ماي من كل سنة. 
ويقيم فضاء تافوكت للإبداع شهر ماي 2017 وفق البرنامج التالي:
الأربعاء 10 ماي 2017 عرض مسرحية تيرگيت في اختتام مهرجان قلعة مگونة الثاني للمسرح بالمركز الثقافي قلعة مگونة على الساعة السادسة مساء.
الجمعة 12 ماي 2017 عرض مسرحية تيرگيت بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بورزازات بقصر المؤتمرات على الساعة الثامنة مساء.
السبت 13 ماي 2017 ندوة حول موضوع المسرح الأمازيغي في العهد الروماني بالمركز الثقافي عين حرودة ـ المحمدية على الساعة الخامسة مساء بمشاركة الدكتور ندير عبد اللطيف والأستاذ الباحث عبيد لبروزيين والدكتور لعزيز محمد.
السبت 13 ماي 2017 الإصدار الرسمي لكتاب: المسرح الأمازيغي، البدايات والامتداد (الجزء الأول) للأستاذ الباحث عمر إدثنين. 
الأحد 14 ماي 2017 عرض مسرحية تيرگيت في اختتام الأيام المسرحية الأولى المفتوحة بالمركز الثقافي زاكورة على الساعة السابعة مساء.
الإثنين 15 ماي 2017 الشروع في توزيع كتاب: المسرح الأمازيغي، البدايات والامتداد (الجزء الأول) بالمكتبات. مع برمجة عدة توقيعات للكاتب على الصعيد الوطني طيلة السنة.
الثلاثاء 16 ماي 2017 عرض مسرحية تيرگيت تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال في إطار الاحتفالية الرسمية باليوم الوطني للمسرح التي سيحضرها السيد وزير الثقافة والاتصال وتقام هذه السنة بفضاء توطين فرقة فضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة ـ المحمدية / الدار البيضاء على الساعة السابعة مساء.
السبت 20 ماي 2017 ماستر كلاس الفنان الأمازيغي الكبير عبد الرحمان بورحيم (أوتفنوت) بالمركز الثقافي عين حرودة ـ المحمدية على الساعة السادسة مساء.

الأربعاء 24 ماي 2017 عرض مسرحية تيرگيت بتعاون مع إدارة دار الثقافة بني ملال على الساعة السابعة مساء.
كما تقام كل يومي السبت والأحد طيلة أسابيع شهر ماي وتمتد إلى شهر يوليوز 2017 في إطار توطين فرقة تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة ـ المحمدية / الدار البيضاء. ورشات تكوينية تطبيقية لإنجاز أعمال مسرحية لفئة الطالبات والطلبة و الشباب و كذا فئة التلميذات والتلاميذ وذلك تحت إشراف فنانين مسرحيين محترفين و تقديمها على خشبة المركز الثقافي عين حرودة وفق برمجة مختلفة أواخر يوليوز القادم. كما سيتم برمجة هذه العروض ببعض القاعات المسرحية بمدينة المحمدية والدار البيضاء في بقية السنة لأجل احتكاك الشباب و التلاميذ بخشبات فضاءات مجهزة تقنيا بهدف اكتسابهم خبرات أكثر. مع الإشارة أنه تم وضع فترات الامتحانات الدراسية لكل فئة عمرية بعين الإعتبار.
تعالج مسرحية ـ تيرگيت ـ بمعنى (جمرة) في ظاهرها مشكل الأرض وسطو الانتهازيين و جبروت الإقطاعيين على الصغار والضعفاء وسلبهم ممتلكاتهم جميعها بما فيها الأرض، الأرض بما هي الجذر والأصل والهوية والتاريخ، بل هي الكينونة والوجود ذاته… لقد استولى بوسـﯖـا على الأرض في غفلة من الزمان، كما فعل دائما، بحيث تحول أهل القرية الصغيرة امتدادا لأملاكه، لم يكن يعتقد أنه مهما مضى الزمن، مهما بلع الناس ريقهم، مهما لاح أن الناس نسوا، فإن يوما سيأتي، تخرج الصرخة من حيث لا ندري، مثل النار من جمرة كان يسترها التراب وعلى امتداد هذا الصراع وتعرجاته، وبهذا يطرح النص قضايا النضال الوطني، والعمل الفردي ونزعات الاستسلام، والقدرية والخوف، وغير ذلك من أشكال الزيف والتسلط والجشع داخل مجتمع يشبه إلى حد بعيد طائر الفينيق حين يبعث من رماده.
المسرحية من تأليف الكاتب و المخرج المسرحي بوسرحان الزيتوني و عمل على إعداد وتمزيغ النص الكاتب محمد بن سعود، و الذي سيصدر بنسختيه الأمازيغية و العربية في كتاب واحد خلال هذه السنة ضمن منشورات فضاء تافوكت للإبداع.
المسرحية من إخراج الفنان عماد فجاج، و سينوغرافيا الفنان طارق الربح، العمل من تشخيص كل من الفنانين: إدريس تامونت، و أبو علي عبد العالي، و عبد الله التاجر، و فاطمة أروهان، ومحمد بنسعود، و محمد بودان، وصممت وأنجزت الملابس الفنانة رجاء بويشو، مساعد السينوغراف: الفنان عامر المرنيسي، المحافظة العامة: الفنان عكاش كرم الهوس، و تقنيات الإضاءة والصوت: الفنانة سهام فاطن، ديكور وأكسسوارات: الفنان محمد الهوز والفنان صالح الرامي. ماكياج: الفنانة فاطمة الزهراء أروهان، المدير الفني: الدكتور لعزيز محمد، المدير الإعلامي: الأستاذ الحسين الشعبي، البرمجة والعلاقات العامة: الأستاذ محمد أبو العموم، مدير الفرقة والمشرف الفني و التقني: الأستاذ خالد بويشو.

و تندرج الندوة الفكرية ليوم 13 ماي 2017 ضمن سلسلة الندوات التي ينظمها فضاء تافوكت للإبداع في إطار توطين الفرق المسرحية برسم الموسم الحالي 2017 بدعم من وزارة الثقافة والاتصال بحيث تعد هذه الندوة التي تحمل عنوان :" المسرح الأمازيغي في العهد الروماني" الحلقة الثانية في هذه السلسلة ، التي ابتدأت بالنبش في تاريخ المسرح بالمغرب قبل دخول الرومان إلى المغرب على عهد الحضارات التي وصلت إلى المغرب قادمة من مختلف جهات البحر الأبيض المتوسط،، أما أرضية هذه الندوة التي أعدها الدكتور لعزيز محمد، فهي تتناول بالتقصي والتحليل وتدقيق المعطيات التاريخية حول وجود أو عدم وجود هذا الفن بالمغرب خلال الفترة الرومانية وتعرف حقيقة البدايات الأولى للمسرح المغربي انطلاقا من فرضية نتبناها هنا وهي أن جذور المسرح المغربي تعود إلى حقب موغلة في القدم ساهم فيها بشكل كبير الإنسان الأمازيغي الذي عاش على طول الشمال الإفريقي.
وعلى عكس الفترة الأولى التي لم يحفظ التاريخ غير شذرات متناثرة حول تاريخ المغرب على العهدين الإغريقي والفينيقي وباقي الحضارات التي تعاقبت على الاستيطان بالمغرب قبل الفترة الرومانية، نجد أن  القرون الخمسة التي عمرها الحكم الروماني على الأرض الإفريقية تركت آثارا راسخة أكثر بكثير مما خلفته القرون السابقة ، وأكثر بكثير ايضا مما خلفته  القرون الأربعة عشر التي تلته" كما جاء في كتاب غابرييل كامب ( البربر: ذاكرة وهوية. ترجمة عبد الرحيم حزل، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، المغرب  2014، ص: 207 ) ويعود ذلك إلى سيطرة الرومان سيطرة محكمة على افريقيا والتي تم الإعداد لها زمنا طويلا، منذ أن سيطر الرومان على مدينة قرطاج سنة 201 ق م.
وإذا كانت الشواهد التاريخية لا تزال شاهدة على تميز المسرح الروماني بقرطاج بهندسة مدرجة ذات شكل نصف دائري بأعمدته الرخامية التي تؤكد الهالة التي كان عليها المسرح الأمازيغي على العهد الروماني ، تماما كما هو الأمر مع مسرح الاسكندرية ليبقى السؤال واردا هل عرف المغرب بناء مسارح من هذا النوع ؟ وأين تم بناؤها ؟ وما نوع المسرحيات التي كانت تعرض فيها؟ وكيف كان الجمهور المسرحي الأمازيغي آنذاك؟

هذه الأسئلة المشروعة تزداد قيمة طرحها حين نعلم أن الملوك الأمازيغ سواء الذين كونوا ممالك مستقلة أو أولئك الذين حكموا تحت راية الإمبراطورية الرومانية كانت رغبتهم واضحة في تطوير الحياة المدنية وصنع أوضاع سياسية واجتماعية تساعدهم على بناء دولة عصرية وقوية ، من أمثال الملك الأمازيغي  يوبا الثاني الذي يقدمه التاريخ على أنه عالم ومؤلف موسوعي ملم بعلوم عصره، و متشبع بالثقافة الإغريقية الرومانية، ونشر مظاهر الحضارة الرومانية في ربوع مملكته .
وسواء مع هذا الملك أو غيره من الملوك الأمازيغ الذين حفظ التاريخ أسماءهم  كانت المدن المغربية الكبيرة تعرف حركة سياسية واجتماعية وثقافية قوية ومبادلات تجارية نشطة مع أقوام وشعوب مختلفة،  فما هو نصيب  المسرح فيها، وما هي الآثار التي لا تزال شاهدة على المسرح في تلك الفترة ، خصوصا وأن العلاقة لا تزال آنذاك قريبة مع الحضارات الكبرى في حوض البحر الأبيض المتوسط مثل الحضارة الإغريقية والفينيقية والمصرية وغيرها فكيف كانت الممارسة المسرحية علما أن جل المؤرخين يتحدثون عن تطور الأدب المسرحي اللاتيني  خلال هذه المرحلة والتي ساهمت في تطور البنايات في العديد من المدن المغربي أهمها وليلي و ليكسوس...
ولأن المسرح سيدخل مرحلة جديدة مع سقوط الإمبراطورية الرومانية كان لا بد من التساؤل عن مصير ذلك الازدهار المسرحي والثقافي على العهدين الوندالي والبيزنطي والمآل الذي صار إليه الفن المسرحي قبل العهد الاسلامي.
يشارك في الندوة الدكتور ندير عبد اللطيف والأستاذ الباحث عبيد لبروزيين ويسير اللقاء الدكتور لعزيز محمد.
وهي مناسبة ندعو من خلالها كل المهتمين من الباحثين والمؤرخين للمساهمة في إنجاحها خصوصا ونحن نعتزم هذه السنة توثيق كل الندوات والمداخلات في كتاب ليشكل مرحلة بدئية وأولية للتنقيب والبحث في جذورنا المسرحية الأمازيغية على خلفية إيمان فضاء تافوكت للإبداع منذ التأسيس وإصدار أولى بياناته في بحر سنة 1997 بالتعدد الثقافي في إطار الوحدة الوطنية تحت عنوان: نحو تأسيس مسرح أمازيغي احترافي بالمغرب. و الذي صدر في مجموعة من المنابر الوطنية و الدولية. كما كان محور لقاء تلفزيوني مع المخرج خالد بويشو على شاشة قناة الجزيرة الإخبارية.

الأربعاء، 3 مايو 2017

مسرحية ‘بيت برناردا ألبا’ للشاعر الإسباني غارسيا لوركا تضيء الحاضر

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية ‘بيت برناردا ألبا’ للشاعر الإسباني غارسيا لوركا تضيء الحاضر

محمد سيف 

لقد كتبت هذه المسرحية في عام 1936، أي في العام الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية الإسبانية، واستوطنت فيه الفاشية في كل ركن من أركان أوربا (مثل الآن ولكن بشكل أقل). أي قبل بضعة شهور على اعدام لوركا في غرناطة، من قبل فاشية الدكتاتور فرانكو. 
وتعتبر الجزء الثالث والأخير من ثلاثية درامية عن الأرض الأندلسية، وصنفت من بين أجمل ثلاث مسرحيات للوركا. وقد اطلق النقاد على هذه المسرحيات الثلاث، تسمية (الثلاثية الأندلسية): بدءا من مسرحية ‘عرس الدم’ في عام 1932، واستمرت مع ‘يرما الرقيقة’ في عام 1934، وانتهت أو بالأحرى توقفت مع مسرحية ‘بيت برناردا ألبا’، مع توقف قلب الشاعر نفسه.
إن مسرحية ‘بيت برناردا ألبا’ تعتبر ميلودراما ريفية، ولكنها تتطرق أيضا إلى موضوعات مثل الاستبداد، والذل والخضوع، وبشكل خاص النساء المحجوزات، واللواتي يعانين من عقوبة مزدوجة. ولحسن الحظ، أن هذه الاستلابات تنخفض وتقل حدتها وقسوتها من وقت لآخر، وذلك من خلال الروح المتمردة، التي تبدو مثل الربيع والنهضة التي تجعلنا نحلم.

الحبكة

تبدأ المسرحية بقداس مهيب في كنيسة جا اليها الناس من كل صوب، لحضور جنازة زوج ‘برناردا ألبا’، المرأة القوية التي بمجرد ما تنتهي مراسيم دفن زوجها، تعود إلى البيت وهي محاطة ببناتها، لتقول لهن: إن الحداد لدينا ثماني سنوات، ينبغي الا يدخل خلالها من أبواب هذا المنزل ونوافذه حتى هواء الطريق. إن هذه الجملة بمفردها تصبح المصباح الذي سيضيء لنا عتمة ليل شخصيات هذه المسرحية ودهاليزها الخفية، لا سيما أن ‘ماريا خوسيفا’ التي يناهز عمرها الثمانين سنة أم ‘برناردا ألبا’، تحلم بالهروب والزواج (من فتى جميل يأتي من ساحل البحر، طالما ان رجال هذا البلد المشؤوم يهربون من النساء). وهناك أيضا الخادمة ‘لابونثيا’ عمرها 60 عاما، وخادمة أخرى بعمر الخمسين، و بنات برناردا ألبا الخمس: انجوستيا 39 سنة، مجدالينا 30 سنة، أميليا 27 سنة، مارتيريو 24، و اديلا 20 سنة… أجراس الكنيسة، صراخ الطيور الجارحة، مرور صخب وفرح الفلاحين القادمين للتو من الحقول، وهذا هو صوت الشارع الذي يخترق حياتهن من خلال مصاريع خشبية.
إذن، تتحدث المسرحية عن عائلة تتكون من النساء فقط، نساء محرومات من حريتهن، معزولات ومنعزلات خلف قضبان نوافذهن، مثل السجينات تماما، ولا يتمتعن بأي حق من حقوقهن لا النسوية ولا المدنية، وإن الطاغية التي تحكمهن، امرأة أخرى مثلهن ومنهن وفيهن، فهي والدتهن، القاسية، والصارمة التي تهيمن على البيت، ومن فيه بقبضة من حديد، محولة حياة بناتها إلى جحيم يومي، إذ ليس هناك مكان للمرح والضحك والفرح، وكل شيء يجب أن يحكم إغلاقه، الابواب، الشبابيك، وحتى الستائر يجب أن تسدل، ولا مجال لتسرب الضوء إلى المنزل، فالحزن الذي تعيشه هذه الأرملة يجب أن تعيشه بناتها أيضا، وجميع من في البيت من خدم، غير مبالية بمستقبل بناتها، اللواتي تجاوزت أصغرهن سن المراهقة وبات العمر يجذفهن نحو ضفة العنوسة. ولكن حتما هناك استثناء للقاعدة، ويتجسد في شخصية صغرى البنات ‘أديلا’، التي تفوز بقلب الشاب ‘بيبي الغجري’، البالغ من العمر الخامسة والعشرين، الشخصية الذكورية الوحيدة الذي تحوم حول شبحه جميع البنات، خطيب كبرى البنات ‘أوغستيا’ البالغة من العمر اربعين، ومن الطبيعي أن يكون محطة أنظار الجميع، نتيجة للحرمان الذي تعاني منه البنات المحبوسات في قفص برناردا ألبا الجحيمي، ولكن أديلا التي تفوز به في النهاية، وتطارحه الغرام خفية في إسطبل البيت. أديلا تصبح حاملا، فتكبر بطنها شيئا فشيئا، ويكبر معها اللغط والهمس الانثوي، وتبدأ الشكوك، ولكن لا احد يستطيع أن يعرف بالضبط، من الشخص الذي تحمل اختهن الصغيرة منه، في البداية يكون ‘بيبي الغجري’ بعيدا عن الشبهات، ولكن ‘مارتيريو’ التي تعشق بيبي بالسر، والتي تغار من عدم اهتمام هذا الأخير بها، تكشف امرهما، وهنا تتم المجابهة والتحدي، لكن ‘أديلا’ لا تخفي او تتنكر لحبها، بل على العكس، تصرخ بأعلى صوتها الذي يصل إلى اسماع ‘برناردا ألبا’، التي تثور بدورها، فتطلق النار على ‘بيبي، ولكنها لا تصيبه، في هذه الاثناء، وتجنبا لثورة ‘برناردا ألبا’، تدخل ‘أديلا’ غرفتها لتشنق نفسها وتضع حدا لجحيم حياتها، وهنا، وأمام هذا الموقف المأساوي الحزين الذي يحرك مشاعر اعتى الصخور صلابة، تتمالك ألبا’ نفسها، وتعلن بكل فخر وغطرسة، أمام أهل القرية، بأن ابنتها قد ماتت وهي عذراء، تحتفظ ببكارتها، وهكذا تستمر دوامة الحياة الكئيبة في بيت برناردا البا، مثلما كانت من قبل. 
إن المعالجة التي اعتمدتها كل من المخرجة ‘كارول روانغ’، والمترجمة والدراماتورج، ‘مالي مولر’، تكاد أن تكون محايدة، وواضحة بشكل كاف، الغرض منها، اقامة علاقات ودية، وقراءات حميمية شخصية، وقيادة الممثلين، وتنشيط حالاتهم الشعورية، وتشجيعهم على التفكير، على حد سواء. إن مسرحية ‘بيت برناردا ألبا’، تجمع نظاما من الشخصيات الأصلية في موضوع معاصر بشكل غريب: من ناحية، أن الدراما ترتبط في صورة ريفية مصغرة، وتقترح صورا نسائية حصرا، ومن ناحية أخرى ان القيد الأسري يقدم بطريقة رمزية، عالما عقيما، وغير إنساني على نحو متزايد، حيث تتواجه فيه استراتيجيات البقاء المختلفة، مع حكم، وفكر ايديولوجي سلطوي يتمثل بالأم المستبدة. إنها المسرحية تحتوي على شخصيات استثنائية، مرة تكون محببة، وأخرى، مثيرة للقلق؛ تحتوي على كائنات بشرية محاصرة في حياتها من الحياة نفسها، ولم تختر أن تكون نسائية مظلومة. فبنات ‘برناردا ألبا’ يشاهدن شبابهن وهو يذوي أمام أنظارهن، من خلال ستائر شبابيكهن المنسدلة. كل شيء محظور ومكبوت، باستثناء ممارسة الخياطة والتطريز. وليس هناك ثغرة واحدة، ولا أمل في منظور هؤلاء الفتيات المحبوسات، اللواتي يجب عليهن الانصياع الى القوانين الدينية والاخلاقية الصارمة، باستثناء ‘اوغستيا’، الابنة من الزوج السابق، الذي ترك لها ابوها أموالا كثيرة، الأبنة الغنية، وهذا ما يجعل أنظار الرجال تتهافت عليها. ولقد ارادت المخرجة، أن تشير إلى هذه الفوارق، سواء تلك التي تتعلق بالأعمار، أو المستوى الاجتماعي والمادي، وأن تؤكد على التحركات الوجودية لطبيعة الشخصيات الحقيقية، التي لا تعرف حقا من هي، وماذا تريد، أو التي لا تتجرأ على تحمل تبعات رغباتها الدفينة.
إن النص لا يخلو من اللمسات الشعرية الرصينة، وهذا بحد ذاته استجابة غنية وعملية بارزة ودراماتيكية، تجعلنا نتساءل بشكل جوهري حول الحرية الفردية. فمن خلال شعريته، نسمع الأنين والصراخ اليائس لنساء حبيسات الظروف الاجتماعية، والتقاليد التي تخفي وجوههن الحقيقية، وضحك الآخرين الاصفر، والمرض والغيرة، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية التي تحتاج إليها حريتهن، التي يتهربن منها بجبن. بلا شك هناك ‘أديلا’، المتمردة التي ترفض الأخلاق المزدوجة، والتي تؤكد على رغباتها واختلافها، وبالتالي على حاجتها إلى الحرية، وإن شبابها ومزاجها، يعطيها الرغبة في عيش الحياة على أكمل وجه، وهذه الثقة البسيطة في مصير شخص حر. وتكون هناك بالمقابل، مارتيريو، الغيورة والمحبطة. إننا أمام نساء رهينات بين عالمين، عالم قديم يحميهن، ولكنه يطالبهن في نفس الوقت، بالتضحيات المؤلمة، واحتمال عالم جديد كثير الوعود، ولكنه مجهول غير معروف، ولا يشجعهن على اتخاذ القرار. فهن لا ينساقن وراء امهن، ولا وراء تمرد اختهن الصغيرة أديلا، وأخيرا، إن التردد واللاقرار يصنع منهن شخصيات رمزية في دراما تتحدث عن جيل، أغلبه قد ترك نفسه منقادا وراء الطغاة، وخاصة، مثلما نقول، وراء الرجال الأقوياء. إن مارتيريو التي تترك اختها أديلا تضحي، تذكرنا بصورة الوصف الذي قدمه الروائي ‘هيرمان بروش’ عن شخصية عاجزة وجبانة تحمل نفس الاسم، في رواية ‘غير المسؤولين’. إنها شخصية سلبية، حتى وإن كان سلوكها قانونيا، لا يشير إلى ذنب من الذنوب، ولكنه سكوتها نوع من التواطؤ الذي يسمح بارتكاب ابشع الجرائم الشمولية. وهناك أيضا ‘ماجدولينا’، ذات الطبيعة السافلة، والمتعددة الوجوه والجوانب، والتي تميل إلى الهرب الحياة، نحو الحنين. وكذلك، أولغا، وهي شخصية جديدة على عوالم المسرحية، عاملة البيت البولونية الأصل، التي تعاملها الأم مثل خادمة، في حين ان بناتها الأربع وخاصة مارتيريو، يعاملنها مثل أختهن الصغيرة المتبناة، وأخيرا، هناك أوغستيا، التي تستوعب جيدا قواعد اللعبة، وهي انتهازية وتتكيف سريعا مع ما تفرضه امها من حصار على مخلوقات البيت جميعا. وهي التي تختارها امها في النهاية، للزواج من بيبي الغجري، كنوع من المكافأة التي تمنحها لها نتيجة لطاعتها وولائها الأعمى لها. فهي تتكيف بسهولة مع القوانين الاجتماعية والتقاليد المحلية، وهكذا أصبحت المستفيدة الأولى من النظام الذي انتجها. وإذا كانت المخرجة قد اسندت هذا الدور إلى شخصية رجل، فليس من اجل تقديم لمسة جنون باروكية على العمل، أو الاشارة إلى الشذوذ الجنسي للوركا، وانما لاقامة أو اظهار تباين جسدي مع الأخت الجميلة التي تهرب مع بيبي الغجري؛ ومن أجل تسليط الضوء أيضا، على الكيفية والقدرة التي يستطيع فيها الانسان ان يتجاهل طبيعته الحقيقية، من خلال نسيانه للذات، وأن يشغل منصبا، أو وظيفة لم تخلق له، أو يفترض أن تكون لشخص آخر.
لقد كان للموسيقى دور حيوي من خلال وسائطيتها في الاحداث، ومرافقتها لها من قبل عازف البيانو الذي كان يراقب الاحداث، وهو في الظل، ويعلق عليها بنوع من الغموض، بحيث يتصرف أحيانا بنوع من التلاعب الرصين، وأحيانا يكون معلقا محايدا مثلما كان العالم السينوغرافي للعمل المسرحي، مزدحما بالظلال، والتناقضات البصرية الغنية. وامتلأ المكان باللونين الاسود والأبيض العزيزين على لوركا، وظهرا كما لو انهما اللونان الوحيدان على المسرح، على الرغم من وجود ألوان أخرى ذات دلالات متعددة، مثل الاحمر الذي كان بلون الدم، واللون الوردي الشاحب، وهكذا استطاعت المخرجة ‘كارول ورانغ’ احياء هذا العالم المغلق بأبوابه الموصدة، بدقة وجوده، اشعرتنا بثقل احباطات الماضي، والاحلام، وكذلك الغموض الذي يحيط بدوافع الام المتعسفة.
إن الأُخوةَّ التي تتمزق على طول وعرض المسرحية، تكشف لنا عن مدى قوة المستبد، وعن الكيفية التي يقود بها الشخصيات التابعة له، وكيف يعلمهن، بشكل من الأشكال، العجز والخنوع، في كل مرة يَشْعُرنَ فيها بأنهن مهددات، والسبب الوحيد من وراء كل هذا هو الأنانية فقط.
نحن نعتقد ان مسرحية ‘بيت برناردا ألبا’، ليست دراما ريفية فحسب، وإنما هي دراما رمزية، أو قصة رمزية، أذا صح التعبير، حيث جعل غارسيا لوركا، وبدراية فريدة من نوعها، من الهدير المهدد للعالم الخارجي، يرن بقوة، ويكون له صدى مدو، وذلك من خلال الاصوات الذكورية، الغائبة جسديا عن خشبة المسرح، ولا يراها الجمهور، إلا مثل خيال، أو شبح يحوم حول الرغبات الظامئة لفتيات لا حول لهن ولا قوة، ومن خلال حرمان أم شابة تدعى ‘أديلا’، وأجراس الكنيسة التي تقرع بكل قوة …. حاولت المخرجة ‘كارول روانغ’ أن تضيء مناطق معتمة في المسرحية، واعطائها المنطق الذي يجعلها مسموعة اليوم، وهكذا انتجت عرضا ذا نوعية عالية، بحيث انه إذا كان هناك تفسير شخصي للمخرجة، فإنه لا ينتمي أبدا إلى البدع، وإنما إلى التحليل المعقول ذي المصداقية. ولقد سلطت الضوء على الشخصيات، بتوجيهها أداء الممثلين بشكل مدروس، مما أظهر الفروق الدقيقة المختلفة التي تعيشها، بحيث جعلتنا نشعر، نحن المتفرجين، بالاختناق الذي تعاني منه الشخصيات، والرغبة المكبوتة، وكذلك المسيرة البطيئة نحو نهايتهن المحتمة.

---------------------------------------------
المصدر : القدس العربي 

مسرحية " نقطة ومن اول امبارح " تحصد ثلاثة جوائز دفعة واحدة في حفل ختام الدورة الخامسة عشر لمهرجان المسرح العربي الذي اقيم بمسرح ميامي بمصر

الباحث والمؤرخ المسرحي " د. عمرو دوارة " يتألق في عمل. اول موسوعة للمسرح المصري تحتوي علي ٧ الاف عرض

جلسة نقدية تقويمية مميزة لمسرحية "سينما"لكاظم النصار بمشاركة النقاد والمعنيين بالمسرح

الثلاثاء، 2 مايو 2017

مسرح الغضب إستمرار النهج المعارض

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الغضب إستمرار النهج المعارض


بعد تجاوز فترة الحرب العالمية الثانية ومارافقها ،ظهر مسرح الغضب كأحدى علامات الاحتجاج السياسي في المسرح البريطاني وتزايد فترة الحرب الباردة التي سادت بين قطبي السيطرة الدولية استمر مسرح الغضب في محاولته للتأُثير ،من خلال رفع الشعار السياسي والثقافي ووضع مرجعية عملية من خلال إدانة ماضي الحرب وكذلك مقاومة السياسات القمعية الفاشية الديكتاتوريةوفضح القرار الذي ساد وهيمن على السياسات الدولية مثل حالة التواطؤ والاستعداد لصنع الحروب والغزو وأشكال الاحتلال .

أعد كتاب المسرح الخشبة لاستلهام وكتابة وتمثيل تلك الوقائع من خلال مسرح محدود ومنظور يقدم ببراعة وذكاء ومضات فكرية تهدف الى رسم شكل القادة ومسرحة خططهم ، كان أولئك القادة قد برعوا في الايغال وهم يتنكرون لتنفيذ أفكارهم وفق قالب مسرحي قد أُعد بإتقان مذهل ترافقه البلاغة والمؤثرات المطلوبة وخاصة المارشات الموسيقية العسكرية وبيانات الخديعة الحربية .

 تلك العوامل تفسر بوضوح الثورة التي اندلعت وتمخض عنها استمرار مسرح الغضب والذي ظل يمثل معركة وتظاهرة غير مباشرة وحالة اشتباك مع القرار السياسي ، هذا هو التفسير الحقيقي للإنتاج المسرحي .

الذي ساد في إنجاز العديد من المسارح المتقدمة وخاصة في بريطانيا ، كان دور مسرح الأحتجاج أو الغضب هو كسر أسلوب سطوة القرار السياسي وتجنيب البشرية حدوث حروب اخرى مدمرة وذلك من خلال تناول الحقائق المغيبة وكشفها دون خوف أو وجل هذا الأمر قاد الفنان الى حقيقة التحرر من الوهم او الرغبة والقبول بكل مظاهر العسف المترتبة على تلك الدعوات .

كما هي الحال في مسرحية الكاتب – ارنولد ويسكر – " حساء دجاج بالشعير " التي ظهرت في العام 1958 وهي من بين نصوص كثيرة هاجمت الإيديولوجيات السياسية وزرعت الشك ومدته بالتنامي حول مجمل التغييرات السياسية والاجتماعية والقوانين .

وهي ايضا رصدت خيبة الأمل وحالة الوقوع في الوهم الكبير ورسمت صورة واضحة لتلك السياسات البرلمانية الفاشلة إبان الصراع الصناعي ومخلفات أزمة الحرب العالمية الثانية ، قدم الكتاب في المسرح وجهات نظر سياسية بديلة وتتعارض مع القرار المفروض من قبل السلطة .

 هذا الإتجاه مهد الطريق فيما بعد لظهور نصوص مهمة وكذلك اعطى الدعم لاستمرار مسرح الغضب كما هي الحال في المسرحيات التي قدمت في فترات متلاحقة على خشبة المسرح البريطاني مثل " القضاء والقدر – أعياد أول مايو –حياة الولد الصاخب – عاطفة في 6 أيام – الطفل الحزين "، ونجد في تلك النصوص ان مسرح الغضب قد تميز بلغة الهجاء والسخرية التي تطلق انتقادات لاذعة وذكية ، كما هي الحال في مسرحية "قوة الكلب– لباركر ، والعيد العنصري– لإدجار ".

ساهمت تلك المسرحيات من منطلق التحذير من الكوارث التي عصفت بالمجتمعات ومقاومة المنطق المزدوج الذي يعمل على إيجاد أرضية للحرب الجديدة، وجد الكاتب المسرحي تكيفا في مجال كتابة الدراما وإعداد السياقات المسرحية المناسبة لتلك المسرحيات التي تم نشرها .

ونجحت في جعل مسرح الغضب في حالة توهج مستمر وهو يهاجم ظروف الحرب الباردة وتردي القوانين بشكل عام ، حدث بقوة رفض الإنزلاق في حروب كونية جديدة وأيضا رفض إطاعة القبضة الإيديولوجية أن الملامح التي ظهر بها العرض المسرحي الغاضب الحي ، كانت تتمثل في قدرته الكبيرة على توظيف المقولة والحدث والمكان لتلك الصور المسرحية المستعارة الغاضبة .

أيضا نتج عن ذلك رسم أمكنة ومواقع في تلك المسرحيات وهي تكشف عن فداحة الخسائر البشرية والمادية لو تم تنفيذ تلك السياسات اللاإنسانية الغاشمة والتي تمثلت فيما بعد بظهور الموجات الإرهابية والمؤسسات المتعددة الجنسية وكذلك وكالات الاستخبارات وتجار المخدرات.

 الى جانب التحذير من قضايا التلوث البيئي والإنفجار السكاني والإنتشار المكثف للسلاح النووي واستنفاذ المواد الأولية وزيادة نسبة الفقر ، استخدم مسرح الغضب كشف المسكوت عنه في الجانب السياسي من خلال التوليف المستمد من المثيولوجيا والفولكلور الشعبي وإشاعة روح الكوميديا لتقليل الرتابة والملل ودقة الحوار في الوصف والابنتعاد عن العبارات الرنانة الطويلة والتحذير من أهوال الحرب التي لن تكون بعيدة وإذا وقعت فلن تكون ثمة نهاية لها وتآكل الفكر الحزبي .

 كل ذلك كان يجري توظيفه من خلال حبكة مسرحية متقنة الصنع لها ذروة قوية وأعماق تكشف عن صراع قوي متصاعد .

 تؤكد أغلب مسرحيات مسرح الغضب على قدرة الأفراد في مجال التجربة البديلة واستلهام التاريخ الشخصي للقادة وأصحاب القرار في حالة توثيق يسبر أغوار تفاصيل معقدة تحتفي في الغالب بالتعبير عن الذات في ثقافة جديدة تعارض التدمير البشري.


-------------------------------------------------

المصدر: د.شاكر الحاج مخلف - الإعلام الجديد 

مسرحية " الجهاد في العصور الحديثة " تأليف احمد إبراهيم الدسوقى

مسرح الورشة .. ثلاثون عاماً من العطاء

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الورشة .. ثلاثون عاماً من العطاء

بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس مسرح الورشة المستقل في القاهرة، نخصص هذه الساعة الموسيقية لحوارٍ مع رجل المسرح ومؤسس هذه المنشأة الثقافية الفنية الهامة: حسن الجريتلي.
حسن الجريتلي مخرج مصري درس الدراما والأدب الفرنسي في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة. ثم عمل على امتداد الثلاثين عاماً الأخيرة في المسرح و السينما، وحصل في عام 1981 على دبلوم دراسات عليا من جامعة السوربون (باريس) في الإخراج للوسائل السمعية والبصرية. في 1982 عاد إلى مصر ليعمل بأحد مسارح الدولة، بالإضافة إلى بعض التجارب السينمائية. ثم أسس فرقة "الورشة" المسرحية عام 1987، والتي قدمت أعمالاً مقتبسة عن مسرحيات عالمية وحاولت من خلال نشاطها تكوين فريق عمل يضم هواة ومحترفين في مجالي المسرح والسينما، يسعى لتحقيق نوع جديد من العلاقة مع الجمهور ضمن مناخ ثقافي متفرّد. وقدم حسن الجريتلي استقالته عام 1992 ليتفرغ للمسرح الحر، ومنذ ذلك الحين ارتبط مساره الفني بتطوير فرقة الورشة.

---------------------------------------------------
المصدر : ميساء عيسى - مونت كارلو الدولية

مسرحية ” اختطاف” لأيمن زيدان على مسرح دار الثقافة بحمص

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية ” اختطاف” لأيمن زيدان على مسرح دار الثقافة بحمص

عرض على مسرح دار الثقافة بحمص مسرحية ” اختطاف ” للفنان والمخرج ” أيمن زيدان ” المقتبسة عن نص للكاتب الايطالي داريو فو.

وتدور أحداث المسرحية حول اختطاف رجل أعمال ايطالي يدعى ” أجيلي” وتورط أحد عماله أنطونيو باختطافه وما يدور من أحداث وملابسات للقضية وصراع بين الطبقات ينتهي بانتصار الطبقة البرجوازية التي تتحكم بالاقتصاد والسلطة معا.

وفي تصريح ل سانا عقب حضوره المسرحية أشار محافظ حمص طلال البرازي الى أن المسرح يعود ليتألق مجددا في خشبة دار الثقافة بحمص من خلال مثل هذه العروض التي تعيد للذاكرة تاريخ حمص الثقافي ما قبل الازمة وجمهور حمص المتذوق دائما للفن الراقي والابداع.

بدوره لفت الممثل لجين اسماعيل صاحب دور انطونيو إلى ضرورة إعادة إحياء المسرح مجددا كشكل من أشكال التعبير الثقافي ووسيلة من وسائل الإيصال والتواصل ومعالجة قضايا المجتمع المختلفة منوها بتفاعل جمهور حمص اللافت وانسجامه مع الاحداث.

من جهتها تحدثت الممثلة لوريس قزق عن شخصيتها في المسرحية والمتمثلة بزوجة انطونيو روزا المرأة الشعبية البسيطة العفوية التي تقع بأكثر من مطب بسبب سذاجتها مبينة أن المسرحية تحمل رسائل عديدة أهمها سيطرة الطبقة البرجوازية التي تهيمن في الواقع على كل شيء.

ولفت عدد من الحضور إلى المستوى الفني العالي للممثلين والاخراج المبدع للعرض الذي استطاع أن يحقق عنصر الجذب والمتعة بشكل كبير معربين عن أملهم في تكرار مثل هذه الأعمال المسرحية لما لها من دور مهم في إحياء الواقع الثقافي بحمص ورفده بالمزيد من الاعمال الرائدة.

يذكر أن العرض من إنتاج وزارة الثقافة ” مديرية المسارح والموسيقا” وساعد في الإخراج الفنانان خوشناف ظاظا وحسن دوبا ومثل الادوار كل من لجين إسماعيل ولوريس قزق ونجاح مختار وتوليب حموده وأنطوان شهيد وخوشناف ظاظا ونفذ الإضاءة عماد حنوش والصوت إياد عبد المجيد وصمم الإعلان هاني جبور ومكياج خولة الونوس.

وستعاد المسرحية عند السادسة من مساء اليوم نظرا لنجاحها وللإقبال الكبير من قبل جمهور حمص على حضورها.

----------------------------------------

المصدر :  سانا

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption