أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 23 يونيو 2017

دعوة لكتّاب المسرح الناشئين في فلسطين لتقديم طلبات المشاركة في مشروع الكتابة الجديدة للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


دعوة لكتّاب المسرح الناشئين في فلسطين لتقديم طلبات المشاركة في مشروع الكتابة الجديدة للمسرح


يتعاون كل من مؤسسة عبد المحسن القطان، والمجلس الثقافي البريطاني، ومسرح الرويال كورت مجدداً، على تنفيذ برنامج لتطوير الكتابة المسرحية في فلسطين خلال العامين 2017/2018، الذي يهدف إلى البناء على برنامج تدريب سابق تم تنفيذه مع مجموعة من كُتّاب المسرح الفلسطينيين الناشئين. سيتكون البرنامج من مرحلتين مكثفتين، وفي كل مرحلة سيتم منح الكُتّاب وقتاً كافياً للعمل على نصوصهم المسرحية، بإشراف ومساعدة فريق مسرح الرويال كورت. كما سيتم دعم هذا البرنامج من قبل مسرحيين محليين للعمل مع فريق الرويال كورت على استكمال المشروع.

المرحلة الأولى: عشرة أيام: 19-28 تشرين الثاني 2017
سيقود الورشة مايك بارتليت (Mike Bartlett) الكاتب المسرحي من مسرح الرويال كورت، والكاتبة المسرحية الفلسطينية داليا طه، بمرافقة المديرة الدولية لمسرح الرويال كورت السيدة إليز دودجسون (Elyse Dodgson).  أما هدف الورشة، فهو دعم كل مشارك في برنامج التدريب في كتابة مسرحية معاصرة جديدة. وقد تم تصميم برنامج التدريب ليلائم احتياجات كل كاتب في استكشاف الاهتمامات الفردية، حيث سيطلب في الأيام الأولى من كل مشارك، تقديم خطوط عريضة لفكرة جديدة خاصة بمسرحية معاصرة ومبتكرة. تتألف ورشة العمل من جلسات جماعية وفردية، ويخصص وقت للكتابة تحت إشراف فريق المدربين.  يجري تقديم أول نسخة من هذه المسرحية بعد ثلاثة أشهر من انتهاء ورشة العمل الأولى.

ملاحظة: تكتب المسرحيات باللغة العربية، وسيقوم مسرح الرويال كورت بترتيب ترجمتها إلى الإنجليزية.

المرحلة الثانية: عشرة أيام: 15-25 نيسان 2018
يتابع مسرح الرويال كورت المرحلة الثانية من ورشة العمل، مع كل كاتب أكمل وقدم المسودة الأولى كاملة باللغة العربية، وبعد قراءة هذه النصوص من قبل أشخاص مختصين، يتم تقديم توصيات بشأن كل مسرحية، وكيفية مواصلة العمل على تطويرها.  ثم يقوم فريق المدربين، بالسفر مجدداً إلى فلسطين للعمل على المسرحيات مع الكتاب بشكل فردي، والقيام بالمزيد من العمل الجماعي لاستكشاف بعض المشاكل الشائعة.  في هذه المرحلة، يتم، غالباً، العمل مع ممثلين لتقديم قراءات مسرحية لهذه النصوص. بعد برنامج التدريب، يتوجب على الكُتاب تسليم المسودة الجديدة للنص المسرحي في غضون ثلاثة أشهر.

وسيقوم مسرح الرويال كورت والشركاء المحليون بالاتفاق على التغذية الراجعة النهائية للمسرحيات، وعلى إمكانات المضي قدماً بالعمل.

ملاحظة: مسرح الرويال كورت ملتزم بترجمة جميع المسودات التي تشكل قاعدة المرحلة الثانية لورش العمل.

تقديم الطلبات:
من يستطيع التقدم بطلب:
• المسرحيون، المقيمون في فلسطين، وممن لديهم بعض الخبرة في كتابة المسرحيات الذين لا تزيد أعمارهم على 35 عاماً. يستطيع الكُتاب الذين شاركوا في ورشة الرويال كورت السابقة، التقدم بطلب للورشة الجديدة.
• على المتقدمين تقديم دليل على سجلهم في كتابة المسرحيات.
• لا يُطلب من المتقدمين إثبات أن هذه المسرحيات قد نُشرت أو جرى عرضها.

ملاحظة: تُعقد ورشة العمل باللغتين العربية والإنجليزية معاً، وسوف يكون هناك مترجمون فوريون أثناء ورشة العمل.

المتطلبات:
- رسالة مختصرة توضح دافع المتقدم للمشاركة في ورشة العمل.
- السيرة الذاتية على أن توضح تاريخ الميلاد، وأن لا تتعدى صفحة واحدة.
- مشهد واحد من مسرحية أخيرة قام المتقدم بكتابتها، وموجز عنها (باللغة العربية).  سوف يتم ترتيب ترجمة مناسبة إلى اللغة الإنجليزية من قبل الجهات المنظمة لبرنامج التدريب.
- اللغة المستخدمة في ورش العمل: العربية، والإنجليزية.  الطلاقة في اللغة الإنجليزية (محادثة أو كتابة) ليست شرطاً لتقديم الطلب أو حضور ورشة العمل، حيث سيتواجد مترجمون في ورش العمل.
• يفضل تقديم الطلب باللغة الإنجليزية مرفقاً بمشهد مكتوب باللغة العربية.
• إرفاق معلومات اتصال خاصة بمرجع واحد -على الأقل- على دراية بعملك، حال كان ذلك ممكناً.
• آخر موعد لاستلام الطلبات هو :31 آب 2017، وترسل عبر البريد الالكتروني cap@qattanfoundation.org 

الاختيار:
تقوم لجنة تتألف من ممثلين عن المجلس الثقافي البريطاني، ومسرح الرويال كورت، ومؤسسة عبد المحسن القطان بتقييم الطلبات. يتم إشعار مقدمي الطلبات الناجحين في شهر تشرين الأول 2017.

الالتزام:
- تكون ورشة العمل داخلية (مع إقامة)، ويحدد المكان في وقت لاحق، وعلى المتقدمين الالتزام بحضور جميع أيام ورشة العمل.
- هناك أيضاً أنشطة أخرى كما هو موضح في المرحلتين أعلاه، ويعتبر قبولكم للمشاركة في هذه الورشة التزاماً بالمشروع كاملاً.
- قد يطلب من المشاركين التوقيع على عقد/رسالة موافقة في بداية المرحلة الأولى.

المكان – المبيت – الطعام:
ستكون ورشة العمل داخلية، وسيتم توفير أماكن للمبيت والطعام لجميع المشاركين.

خلفية:
مشروع الكتابة الجديدة في فلسطين
يدير مسرح الرويال كورت مشاريع تنمية مسرحية طويلة الأجل في بلدان عديدة، ما يساعد على تحفيز الكتابة الجديدة، وجلب العديد من هؤلاء الكتاب والمسرحيات إلى لندن لمواصلة العمل، بل وللإنتاج أحياناً. تعمل الدائرة الدولية مع العشرات من الكتاب المسرحيين من خلال مشاريع محددة.  توجد الآن علاقات تطوير مسرحي طويلة الأجل من خلال المشاريع والتبادلات، مع الكتاب من البرازيل، وكوبا، وفرنسا، وألمانيا، والهند، والمكسيك، ونيجيريا، وروسيا، وأوكرانيا، وجورجيا، وسبع دول في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها فلسطين.

عمل مسرح الرويال كورت في فلسطين منذ العام 1998 على العديد من مشاريع الكتابة الجديدة المختلفة في أنحاء الضفة الغربية. شارك العديد من الكُتاب الفلسطينيين بالإقامات الدولية في لندن. وفي العام 2014، قام مسرح الرويال كورت بإنتاج مسرحية "ألعاب نارية" لداليا طه، حيث قامت طه بكتابتها أثناء التحاقها ببرنامج الإقامة الأدبية.  ويهدف هذا المشروع الجديد للبناء على العمل الذي قمنا به خلال المشروع الذي نفذناه في الفترة بين 2013-2015.

يعمل مسرح الرويال كورت مع المئات من كتاب المسرحيات عبر العالم.  وتتلقى جميع المشاريع التي تطورها الدائرة الدولية الدعم من مؤسسة جينيسيس (Genesis Foundation)، والمجلس الثقافي البريطاني.

المجلس الثقافي البريطاني
المجلس الثقافي البريطاني هو منظمة المملكة المتحدة الدولية للعلاقات الثقافية والتعليمية.  هدفنا هو بناء علاقات المنفعة المتبادلة بين الناس في المملكة المتحدة وغيرها من البلدان، وزيادة التقدير للأفكار والإنجازات الإبداعية في المملكة المتحدة.  إحدى نقاط القوة العظيمة للفنون الأدائية في المملكة المتحدة، هو تطوير الكتاب المعاصرين والكتابة الجديدة.  مشروع المسرح هو مبادرة مشتركة للمجلس الثقافي البريطاني، ومسرح الرويال كورت، ومؤسسة عبد المحسن القطان، تهدف إلى إقامة العلاقات وفرص التعاون بين الكتاب، والكتاب المسرحيين، والناشرين، والمترجمين في فلسطين والمملكة المتحدة.

مؤسسة عبد المحسن القطَّان
تعمل مؤسسة عبد المحسن القطان، من خلال برنامج الثقافة والفنون، على عدد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير مجال الفنون الأدائية في فلسطين، من خلال توفير أشكال متعددة من الدعم للأفراد والفرق الفنية والمؤسسات. ويأتي هذا الدعم في أشكال متنوعة أبرزها: منحة القطان الدراسية في مجالات أدائية متعددة مثل الموسيقى، والمسرح، والرقص، والسيرك؛ ومنحة القطان للفنون الأدائية التي تهدف إلى زيادة القدرة التقنية والمؤهلات المهنية في أوساط العاملين في الفنون الأدائية، وزيادة الإنتاج في هذا الحقل وتحسين نوعيته.  ويقدم البرنامج دعماً لمشاريع وفعاليات أدائية ما بين مهرجانات، وعروض أدائية مختلفة، وورش عمل، وغيرها.  كما قام البرنامج، من خلال المدرسة الصيفية في الفنون الأدائية التي يتم تنظيمها منذ صيف العام 2007، بشراكة المسرح الملكي الفلمنكي (Royal Flemish Theatre – KVS)، وفرقة (Les Ballets C de la B) البلجيكية في صيف العام 2007، بالكثير من برامج التدريب التي تستهدف بناء قدرات شابة وجديدة في هذا الحقل، وكانت قد ركزت المدرسة في دورتها الخامسة في العام 2010 على الكتابة للمسرح، كما قامت المؤسسة، ولسنوات عديدة أيضاً، بتنظيم مسابقة الكاتب الشاب في حقل النص المسرحي.

المزيد من المعلومات حول المجلس الثقافي البريطاني، ومسرح الرويال كورت، ومؤسسة عبد المحسن القطان، متوفر على المواقع التالية:
http://dramaanddance.britishcouncil.org/
http://www.britishcouncil.org/ps
http://www.royalcourttheatre.com/playwriting/international-playwriting 
http://www.qattanfoundation.org/

نبذه عن المدربين

داليا طه: شاعرة وكاتبة مسرح، من مسرحياتها: ألعاب نارية (مسرح الرويال كورت، لندن)، وكوفية صنع في الصين (المسرح الملكي الفلمنكي ومؤسسة عبد المحسن القطان). إضافة إلى ذلك، نشرت طه ديوانين "شرفة ولا أحد" و"أقل مجازاً"، ورواية، وتخرجت حديثاً من جامعة براون بماجستير في الكتابة المسرحية.

مايك بارتليت: كاتب مسرحي حاصل على العديد من الجوائز.  ومن آخر أعماله المسرحية: مسرحية "بري" (wild) (مسرح هامبستيد)، مسرحية اللعبة (مسرح ألميدا)، مسرحية الملك شارلز الثالث (مسرح ألميدا/ ويست اند/ برودواي) حاصلة على جائزة (Critics’ Circle Award) لأفضل مسرحية جديدة، جائزة أوليفر لأفضل مسرحية جديدة، ورشحت لجائزة توني لأفضل مسرحية، مسرحية "تدخل" (مسرح Pains Plough، مسرح قصر واتفورد)، مسرحية الثور (مسارح شيفيلد، Off-Broadway، جائزة الـ TMA لأفضل عمل مسرحي جديد، جائزة أوليفير للإنجاز المتميز في المسرح القومي)، مسرحية ميديا (جلاسغو/هيدلونغ)، مسرحية عربات من نار (مأخوذة عن فيلم، هامبستيد/ويست اند)، مسرحية 13 (المسرح الوطني)، مسرحية الحب، الحب، الحب (مسرح الرويال كورت، Paines Plough/Plymouth Drum، جائزة TMA أحسن عمل مسرحي جديد)، مسرحية الزلازل في لندن (هيدلونغ/المسرح الوطني)، مسرحية Cock (مسرح الرويال كورت، برودواي، جائزة أوليفار للإنجاز المتفوق في المسرح القومي)، مسرحية القطع الأثرية (مسرح بوش ونابوكوف)، مسرحية "طفلي وتناقضات" (مسرح الرويال كورت).

كتب بارتليت العديد من المسرحيات للإذاعة، تم ترشيحه لـ جائزة بافتا (BAFTA) عن الحلقات التلفزيونية بعنوان "البلدة ودكتور فوستر" التي حصلت، أيضاً، على جائزة أفضل دراما تلفزيونية ضمن جوائز التلفزيون الوطني.  وجائزة "شويس" التلفزيونية، وجائزة الساوث بانك التي حصل عليها بارتليت ضمن جوائز الكُتاب البريطانيين ككاتب متميز جديد في التلفزيون البريطاني. كتب بارتليت، أيضاً، مسلسل "الدكتور الذي" واستلهم من مسرحية الملك تشارل الثالث التي كانت تبث في أيار 2017 على قناة الـ بي بي سي الثانية.

إليز دودجسون: بدأت دودجسون العمل مع مسرح الرويال كورت منذ العام 1985. في البداية كمديرة مسرح الشباب، ومنذ العام 1996 كمديرة دولية لمسرح الرويال كورت، أي منذ تأسيس الدائرة الدولية للمسرح.  كانت أول مديرة للإقامة الدولية التي بدأ مسرح الرويال كورت بتنظيمها العام 1989، وقامت بإنتاج أكثر من 30 عملاً دولياً جديداً ومتكاملاً منذ العام 1997.

خلال العشرين سنة الماضية، قامت بالتنسيق لمشاريع تطوير مسرحيات طويلة الأمد في مناطق عدة من العالم: الأرجنتين، البرازيل، تشيلي، الصين، كوبا، الهند، لبنان، المكسيك، نيجيريا، فلسطين، روسيا، سوريا، أوكرانيا، أوغندا، جنوب أفريقيا.  قامت، أيضاً، بتحرير خمسة أجزاء من مسرحيات عالمية من ألمانيا، وإسبانيا، والمكسيك، والدول العربية لكتب "نيك هيرن".

حصلت في العام 2010 على تكريم الـ "MBE" لمساهمتها في قطاع المسرح الدولي والكتاب الشباب عالمياً.


-----------------------------------------------------
المصدر : مؤسسة عبد المحسن القطان 

"توظيف تقنيات اداء الممثل في عروض المسرح التفاعلي العراقي " في رسالة ماجستير

الفنان المسرحي غنام غنام يعرض مسرحية “سأموت في المنفى” بالمغرب

مجلة الفنون المسرحية

الفنان المسرحي غنام غنام يعرض مسرحية “سأموت في المنفى” بالمغرب


الفوانيس المسرحية : تنظم فرقة “دوز تمسرح” بتعاون مع المراكز الثقافية لكل من مدن : الحاجب، بني ملال، الفقيه بن صاح وإدارة المهرجان الدولي للمسرح الجامع بالبيضاء جولة مسرحية للفنان المسرحي الفلسطيني غنام غنام تتضمن عرض مسرحيته الاخيرة “سأموت في المنفى” في لقاء مفتوح مع الجمهور. وذلك بحسب البرنامج التالي :
– يوم السبت 1 يوليوز بالمركب الثقافي الحاجب.
– يوم الأحد 2 يوليوز بالمركب الثقافي بني ملال.
– يوم الاثنين 3 بالمركب الثقافي الفقيه بن صالح.
– يوم السبت 8 يوليوز بمسرح استوديو الفنون الحية بالدار البيضاء.

يستحضر المسرحي غنام غنام خلال هذا العرض حكايته الشخصية كلاجئ فلسطيني والتي تشبه بتفاصيلها حكاية كل اللاجئين، من حيث الحنين إلى البلاد التي تم إخراجهم منها، والبلدان الكثيرة التي عاشوا فيها في محاولة لجعلها أوطان، إلا أنها كانت وفي كل مرة تتحول إلى منفى. إنها حكاية تغطي الفترة من 1920 وحتى اللحظة التي يتم فيها العرض.

يقول غنام بخصوص ذلك : ” إن تحويل السجل الشخصي إلى شأن عام وموضوع لعمل مسرحي، قد أخذ مني وقتاً من الإنضاج يصل إلى سنوات من 2011 إلى 2016، والعمل على الفعل المسرحي و الأداء والإخراج استمر سبعة أشهر، لكي أتطهر من الألم الذي يسببه العمل على السجل الشخصي، ولكي أصبح مصباحاً يضيء سجل المشاهد الشخصي (سواء) كان هذا المشاهد فلسطينياً أم غير فلسطيني، عالي التعليم والثقافة أم بسيطاً عادياً، من أصحاب التجربة الثورية أم من أؤلئك الذين خافوا العمل الثوري والسياسي وتجنبوه”

يوظف غنام في هذه المونودراما مهاراته التشخيصية وقدراته الأدائية لبعض الاهازيج والاغاني الشعبية وكذا استعمال تقنية الحكواتي، لتقريب مضمون المسرحية من المتلقي.. كل ذلك في قالب من السخرية والتهكم على واقع يحكي فيه غنام تفاصيل حياته.. و يسير في حكايته باتجاه المشهد الأخير إلى استحضار مشهد جنازته المفترضة.. وهو مشهد ساخر بامتياز – يقول غنام غنام – ويختم المشهد بسؤال صادم : (عندما أموت.. من الذي يموت فعلاً، غنام بدل الفاقد، وإلا غنام الأصلي؟) والغرض الدرامي كما صرح غنام هو “فتح المجال أمام المشاهد ليقول حكايته بعد أن أنتهي من العرض، أي أتحول لمشاهد، فيما يصبح المشاهد هو اللاعب المؤدي.. وقد سرد المشاهدون في معظم العرض صفحات من دفاتر كانت مخبأة في صدورهم” يخلق غنام نوعا من الحميمية مع الجمهور تجعل الحاضرين جزء من العرض لا متفرجين فحسب.

وجدير بالذكر ان المسرحي غنام غنام سيترأس لجنة تحكيم الدورة 29 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء (FITUC) في الفترة الممتدة من ( 4 يوليوز إلى غاية 9 منه 2017).

الخميس، 22 يونيو 2017

وليم الرائع.... اكتشاف جديد لشكسبير في كتاب عن سيرته..

مجلة الفنون المسرحية

 وليم الرائع.... اكتشاف جديد لشكسبير في كتاب عن سيرته..


ترجمة: عدوية الهلالي 

عن دار فلاماريون الفرنسية للنشر، صدرت ترجمة عن الانكليزية لكتاب (وليم الرائع) لستيفن غرينبلات قامت بترجمتها ماري آن دوبيرو في 488 صفحة..
يتناول الكتاب سيرة حياة الكاتب الدرامي الانكليزي الشهير وليم شكسبير ومصيره ونبذة عن أعماله..اطلق عليه غرينبلات عنوان (شكسبير...كيف اصبح شكسبير؟)


 اما الترجمة الجديدة فحملت عنوان (وليم الرائع)..يقول غرينبلات في كتابه"هدفي هو اكتشاف الرجل الذي كتب الأعمال الأكثر أصالة خلال القرون الأخيرة، فقد يكون الرجل معروفا لدينا عبر الآثار التي تركها لنا في الوثائق الرسمية لعصره، لكني حاولت التجوال من جديد في المسالك الخفية لحياته وفنه"...وهكذا ضم الكتاب وثائق ووصايا دقيقة وقوائم بأسماء الممثلين وصورا حقيقية..ويعتمد عمل غرينبلات، وهو أستاذ في الأدب في جامعة هارفارد، على دراسة الأحداث التاريخية بالعلاقة مع أحداث العصر الذي يعيش فيه الكاتب مع محاولة تحليل أعماله والظروف التي تحيط به وتقوده الى مصيره..
ويعرض لنا كتاب (وليم الرائع) صخب شوارع لندن وما فيها من عنف ومشاهد رائعة تثير الإعجاب كما يتعقب آثار المعاني السامية التي تحفل بها مسرحيات وقصائد شكسبير..تلك السوناتات التي ستصبح فيما بعد(صناديق لأسرار الكاتب وخفايا عصره)...لقد ترك شكسبير آثاره في مسرحياته التاريخية التراجيدية منها والكوميدية التي تحوي كل شيء ولديها كل شيء لتقوله..
استند غرينبلات في كتابه على أحاسيسه الخاصة كأستاذ جامعي من عصرنا مفتون بالقوة والبراعة المذهلة للكتابة الشكسبيرية التي تنبع من التجارب والخبرات التي خاضها شكسبير شخصيا بجسده وروحه..
(وليم الرائع) هو كتاب ممتع وطريف ويمكن قراءته بسهولة طالما يتعلق بلوحات عصره المرسومة بإتقان لكنه يتضمن ايضا البحث والتحليل فضلا عن وجود شيء ما مثير ومقلق في حياة وليم شكسبير كرحلته الى ستراتفورد لدى غزو لندن وتأثير والده عليه...كان وليم من الأعيان، وكان كاثوليكيا في عالم بروتستاني...تزوج من آن هاثواي وأنجبت له التوأمين جوديث وهامنت، لكنه فجع بوفاة الصبي المبكرة في سن الحادية عشرة..كان متعلقا بابنته سوزانا وفي أيامه الأخيرة حاصره الإفلاس وعاش ببساطة وزهد...
لقد تعقب غرينبلات كل هذا كما تعقب آثار الكاتب العملاق في مسرحياته وقصائده فهو رجل ذو وضوح شديد ويمكنه ان يشير ببساطة الى حياته في أعماله كما حدث حين كتب (هامنت في هاملت) بعد عدة سنوات من وفاة الطفل...يمكننا اذن ان نتبع غرينبلات في كل مكان لأن خياله هو الذي يقود قلمه ولديه صدق ونزاهة في استعادة أحداث حياة كاتبه الأثير والبحث عنها في أعماله فهو قادر على جعل شكسبير اكثر حيوية والى الأبد...

------------------------------------------------
المصدر : ملحق اوراق المدى 

الكاف منارة لمسرح الطفل: انتاجات مسرحية، ومختبرات متنقلة في التكوين المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

الكاف منارة لمسرح الطفل: انتاجات مسرحية، ومختبرات متنقلة في التكوين المسرحي

محمود الاحمدي

ايمانا من مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، بان hلمسرح الموجه للطفل يكتسي اهمية بالغة، وهو ارحب بكثيرا من كونه وفي جانب منه، مجرد نصوص تشتمل على تقنية ركحية، واعمال مسرحية غالبا

ما يفتقر البعض منها الى التوعية والتثقيف، وتكون اقرب الى التهريج، وان طفل اليوم يختلف عن طفل الامس.
فقد خصصت مساحات هامة ضمن برمجته السنوية، والى جانب الانتاجات المسرحية الموجهة للكهول، والتظاهرات والمهرجانات والانشطة الثقافية الاخرى، في اطار انفتاحه على عديد المؤسسات، وايضا في اطار عقود الشراكة مع البعض الاخر، لانشطة واعمال مسرحية جادة وهادفة لفائدة الطفل.

تتميز بالعمق والثراء من حيث المضمون والتوجه التربوي، والفكر والتثقيفي، مع المحافظة على مقومات هذه الانشطة تربصات كانت، ام انتاجات مسرحية، من حيث سلامة اللغة وحبكة وتشويق الموضوع، مما يجعلها تستحوذ على اهتمام الطفل، وشده اكثر من الوسائل الاخرى كالتلفزة والسينما، ومن خلالها ايضا اي هذه الانشطة، تلقين الطفل القيم الانسانية والتربوية بطريقة مؤثرة وفعالة، خاصة وان المسرح يمكنه من ان يعيش تجارب فنية، بفضل الشخصيات المؤطرة للانشطة، او المضمنة في العمل المسرحي. من ذلك وفي هذا السياق، المختبرات المتنقلة في التكوين المسرحي، بمعدل حصتين في الاسبوع للاطفال والشباب، في اطار الحرص على تاسيس نواة مدرسة للتكوين المسرحي، يشرف على التاطير بها اساتذة مختصون، تحت اشراف مركز الفنون الدرامية والركحية، وهذه المختبرات اشرف عليها، المسرحي رضوان الهنودي، بمشاركة تلاميذ المدرسة الابتدائية ببرج العيفة، والمدرسة الابتدائية بنبر، وكان فضاءها دار الثقافة بنبر، واختتمت باسناد شهائد مشاركة، لتشجيع الاطفال على الانخراط في هذا المسار الذي رسمه مركز الفنون الدرامية، ويرتكز أيضا على الانتاجات المسرحية ومنها:

مسرحية « تراب الغاب «:
دعوة لترسخ قيم الاتفاق والتوافق
مسرحية «تراب الغاب» إخراج الأستاذ محمد صالح عروس إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ، هي مسرحية تثمن قيم الاتفاق والتوافق من خلال استعراض أساليب الحياة الناجحة داخل المجموعة المتجانسة، قطط تتقاسم سطح مسرح قديم يعيشون داخل مجموعة متآلفة ومتجانسة تهددهم ثورة البشر التي تمس مزابل قوتهم، فيهرع قائدهم «قيدوم» رفقة ابنته المشاغبة «قطقوطة» لخوض غمار رحلة بحث عن حل تحمله صفحات كتاب الحكمة. ، تنطلق الرحلة داخل طائرة تجوب الأجواء وتتنقل بين الأقطار لنصل إلى أدغال القارة الإفريقية وهنا تعايش «قطقوطة» نفس ظروف ثورة البشر، حاكم وحاشية متسلطة (معشر الضباع) وشعب مضطهد (حيوانات الغابة العاشبة) يعلنون في نهاية المطاف التوحد لطرد كل ظالم... ليحكموا أنفسهم بأنفسهم.

مسرحية « بذرة الحياة»:
تثمين لاهمية الطبيعة
مسرحية «بذرة الحياة» إخراج الأستاذ ماهر التواتي وفادي المحواشي ، إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف و فيها تثمين لأهمية الطبيعة وضرورة حمايتها من التلوث والتدخل الصناعي وأهمية التشبث بالأرض... يعتمد في مرجعياته على الواقع اليومي بكل مستجداته وبعض ما تسرب من قصص جادة للأطفال، ليجمع بين العمل الدرامي وكل مقوماته من (صراع، شخصيات، هندسة، حبكة...) والفرجة وما تتحمله من مشهدية... مع التأكيد على لعبة المسرح داخل المسرح في إطار تربوي تعليمي ترفيهي ، محاكاة للواقع تتمازج فيها شخصيات حيوانية ( فأر، ضفدع...) لتأسس لمفاهيم نريدها أن تكون قريبة من ذهن الطفل تدفعه للتواصل مع الأقنعة والعرائس والديكورات لتحديد بنية حكائية تدفعه لتثمين ما حوله من جمال يحدده مجموعة من الممثلين نشاطهم الأساسي هو تحريك ما يحملونه من أقنعة وعرائس ضمن مسار زمني ، في محاولة للدفاع عن الطبيعة وحمايتها ضمن إطار تربوي تعليمي ترفيهي تدعو المتفرج الصغير لإكتشاف قيمة الطبيعة وأهمية حمايتها من خلال التعاون الجماعي.

---------------------------------------------
جريدة المغرب 

اختتام تظاهرة «مسرح في المقهى وفنون للفرجة» بالكاف: دورة أوفت بوعودها، وأسعدت الجماهير ...

مجلة الفنون المسرحية

اختتام تظاهرة «مسرح في المقهى وفنون للفرجة» بالكاف: دورة أوفت بوعودها، وأسعدت الجماهير ...


محمود الاحمدي  

مدينة الكاف الضاربة في القدم، والتي تجل مختلف الفنون، عاشت طيلة أيام 16 /17/ 18 جوان، على ايقاع فعاليات الدورة الاولى التاسيسية، لتظاهرة مسرح في المقهى وفنون للفرجة، بتنظيم من مركز الفنون الدرامية والركحية وبدعم من

وزارة الشؤون الثقافية، وهي تظاهرة تجمع بين المسرح وفنون الفرجة، تجسيدا لثقافة القرب وتمكين المواطنين من متابعة عروض مبرمجة، ضمن البرنامج العام للدورة، وفي اطار انفتاح مركز الفنون الدرامية على الفضاءات الخارجية المفتوحة، التي تستقطب اعدادا هامة من المواطنين، لا سيما العائلات التي تخرج خلال شهر رمضان بحثا عن فضاءات للترفيه.
وقد تم التركيز خلال هذه التظاهرة، على جملة من العروض الفرجوية والتنشيطية، التي تتماهى وخصوصيات الشهر الكريم، حيث كان الافتتاح بعرض فرقة الديوان «البنقة» ذات الجذور الافريقية، والتي تترجم حركاتها وايقاعاتها معاناة السود والعبيد في السابق، وهي صرخة في وجه الظلم والعبودية، وقد استقطب العرض اعدادا هامة من الجماهير التي توافدت على فضاء العروض بساحة بنعينين، وتفاعلت مع الايقاعات والرقصات، لا سيما وان الطقس كان باردا والنسائم كافية تشرح الصدور وتبعث الراحة في النفوس بعد الصيام وحرارة الطقس في النهار، اما العرض الفرجوي الثاني، فكان بامضاء فرقة علوية نفطة القادمة من ربوع سيدي ابي علي السني، الى رحاب سيدي بوخلوف بالكاف، فكان التزاوج بين الموسيقى الصوفية والانشاد الديني والابتهالات، ورائحة البخور والزغاريد في اجواء جد منعشة، والتي تعرف بها فرقة العلوية اصيلة مدينة نفطة «الكوفة الصغرى» التي عرفت منذ القدم بالتصوف السني بعيدا عن المغالاة، والتطرف الديني وذلك بفضل اعتناقها المذهب المالكي، حبث كانت ترتبط بالمغرب والمشرق عن طريق الصحراء، فتاثرت بالافكار الواردة عليها. وخلال السهرة الثالثة اختلف المشهد وتنوعت الفرجة، التي وفرتها فرقة شمس الجنوب للفنون الشعبية، فكانت الايقاعات والرقص بالجرار والاغاني الفولكلورية.

وبدورها احتضنت بعض مقاهي المدينة، عروض الحكواتي، فكان الاول بعنوان: جرديات للفنان عروسي الزبيدي، والعرض الثاني للحكواتي خالد شوشان، وهي عروض تندرج في اطار القص الشعبي الغنائي، او الروائية الشفاهية الغنائية، التي يلعب فيها الحكواتي وراوي السيرة دور الراوي الحقيقي، لاداء روايتها، وتميزت هذه العروض بامتلاك الحكواتي القدرة على ابتداع الرواية الخاصة به، وايضا امتلاك لحنها واداءها الخاص، والقدرة على الالتحام المباشر مع الجمهور والتاثير فيه.

وفي السياق ذاته احتضن مركز الفنون الدرامية والركحية، وفي السهرة الاولى عرض المسرحية الجديدة «قم» بقاعة المنصف السويسي، للمخرج محمد الطاهر خيرات بمساعدة نسيبة بن يوسف وتمثيل كل من عبد الرحمان الشيخاوي ومنير الخزري ونور الدين الهمامي و سهام التليلي عن رواية في بلاد الحد الأدنى لنور الدين العلوي دراماتولوجيا نور الدين الهمامي وعبد الرؤوف الهداوي. في هذه المسرحية اسقاطات على واقعنا المعيشي اليوم، وكشف للمستور، وفضح لعديد الممارسات التي تفشت في مجتمعنا خلال السنوات الاخيرة. حيث ينتفي الطّموح و تموت الرّغبة في بلاد الحد الأدنى التي تدور فيها احداث المسرحية، ولا تحصد الذات أكثر من داء يصيح بالرّأس و يفلقها نصفين أو أكثر. في بلاد الحد الأدنى تكثر الطّرق و المنعطفات وخير النّاس من سلك «القصّة العربي». في بلاد الحد الأدنى : لا يهمّ أن تجتهد في إنجاز عملك فأجرك في بلاد «رزق البيليك» مضمون بالجهد الأدنى أمّا سلّم التّرقيات فيقتضي منك ما قد لا تملك إليه سبيلا أو يمنعك عنه تعفّف بالنّفس أو انعدام الكفاية أو الكفاءة أمّا غيرك فقد خبر المسالك وأدواتها فيتخطّاك بوشاية أو قفّة أو قهوة أو كتف مكنوز أو ما تيسّر من الأرداف و الأثداء. في بلاد الحد الأدنى: كن مستقيما تصفعك الرّياح الأربع. في بلاد الحد الأدنى: يصعدون ظهر المعلّم و يتركونه أرضا فإمّا أن يقبل بمنطق السّوق و سعر السّوق وإمّا أن يسلك الهامش. علي الدّنيوي معلّم ينتهي مجرما لأنّه تشبّث بالعفاف و آمن بالأخلاق ما بقيت فلم يجن أكثر من الشّقيقة التّي زالت –كما جاءت- بغتة إثر طلقة عفويّة تلقّفها صدر شرطيّ بعد ارتطامها بالجدار ذنبه في ذلك هو الاقتراب المفرط من المظنون فيه تعاطفا وإعجابا ورهبة وإجلالا. وباحدى المقاهي عرض مسرحية المستلبس، في حين اقدم العرض المسرحي الثالث، نوار الملح لمسرح الحمراء، بقاعة المنصف السويسي، واثثت مسرحية نوار اللوز، لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، السهرة الختامية.

وقد اوفت هذه التظاهرة بوعودها، بعد ان وفر لها مركز الفنون الدرامية والركحية بادارة الاستاذ عماد المديوني، كل ممهدات النجاح، والامكانيات المادية واللوجستية، رغم الوضع المادي الصعب الذي يمر به المركز، وكانت منسجمة مع الزمان، ليالي رمضان المعظم التي يحلو فيها السهر، والمكان ساحة بنعينين، حيث تجتمع العائلات باعداد هامة بحثا عن الترفيه، وراحة البال، وايضا فضاءات المقاهي، في محاولة جادة لارساء تقاليد ثابتة في مجال الترويج الثقافي داخل هذه الفضاءات، واستعادة جمهور المسرح والانشطة الثقافية، والارتقاء بالذوق العام بعد استفحال ظاهرة الفوضى والتهريج، والخروج عن حدود اللياقة والاخلاق الحميدة داخل هذه الفضاءات، وبالتالي ايجاد فضاءات ثقافية جديدة، يتوفر بها جمهور مستعد لتلقي مثل هذه الانشطة، وادخال حركية مسرحية وثقافية وتنشيطية على هذه الفضاءات.

من جهة اخرى تواصلت انشطة مركز الفنون الدرامية على اثر اختتام هذه التظاهرة، بتنظيم حفل اختتام المختبرات التكوينية للاطفال والشباب، من خلال عرض حكايات مهرجين، تاطير معين عيدودي، وبمشاركة عدد هام من الاطفال ثم عرض مسرحية بيت الثلج، تاطير واخراج الزين العبيدي، ضمن المختبر التكويني للشباب.

------------------------------------------
المصدر : جريدة المغرب 

" دبي للثقافة " تعلن عن ورش عمل " مسرح الشباب " لشهر يوليو

الأربعاء، 21 يونيو 2017

دعوة للمشاركة في المؤتمر الفكري للدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي - تونس 2018

مجلة الفنون المسرحية



دعوة للمشاركة في المؤتمر الفكري
للدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي

دأبت الهيئة العربية للمسرح على تنظيم ملتقى فكري ضمن كل دورة من "مهرجان المسرح العربي"، واستعدادا لدورته العاشرة بتونس من 10 إلى 16 يناير 2018، يسعدنا أن نعلم الراغبين في المشاركة في الملتقى الفكري الذي سيخصص لموضوع "السلطة والمعرفة في المسرح"، أنه سيحتوي على المحاور الأربعة التالية:
- المسرح في علاقته بالمعرفة: المعرفة في المفهوم الفلسفي والأنتربولوجي والعملي، وعلاقتها بالفنون بصفة عامة، وبالظاهرة المسرحية على وجه الخصوص، إعتماداً على أمثلةٍ من تاريخ المسرح العالمي ومن تجارب مخصوصة.
- المسرح في علاقته بالسلطة: تحديد مفهوم السلطة باعتبارها متعددة ومتغيرة على الدوام، وكذلك في علاقتها بمفاهيم الحرية والخصوصية، إعتماداً على مرجعيات ونماذج من النظريات والممارسات المسرحية العالمية والعربية.
- سلطة المؤلف ومعارفه: الدور التاريخي والجمالي للمؤلف المسرحي، ومسار السلطة لديه من الهيمنة إلى التلاشي التدريجي، بالاعتماد على نماذج عالمية وعربية. مواصفات ثقافة المؤلف المسرحي الراهنة، وموقعه ضمن مجالات الكتابة.
- سلطات ومعارف صناع العرض (الممثل، السينوغراف، المخرج): سيرورة تحول السلطة في المسرح إلى أكثر من صانع، وانعكاساتها على بناء العرض المسرحي، ومن ثمّ على الثقافة المسرحية والفرجوية بصفة عامة من خلال تأثير التطور الفكري والتكنولوجي في أشكال الفرجة، وتأثيرها في التلقي والذوق الجمالي.
طريقة المشاركة:
- المشاركة مفتوحة لكل المسرحيين والباحثين العرب.
- يفضل التركيز على نماذج من الممارسات المسرحية العربية دون إغفال السياق العالمي.
- ترسل طلبات المشاركة على العنوان الإلكتروني التالي المدرج أدناه وذلك قبل 30 يوليو 2017، على أن يحتوي مطلب المشاركة على:
·       عنوان وملخص المداخلة في صفحة واحدة، ما بين 200 إلى 300 كلمة.
·       سيرة ذاتية مختصرة.
- هذا وستنظر اللجنة المكلّفة بالإشراف على الملتقى وتنسيق أعماله، في مطالب المشاركة، وتعلن عن المشاركات المقبولة منها بداية من 15 أغسطس 2017.
- تتعهد الهيئة بتوفير تذاكر السفر والإقامة ومكافأة قدرها 500 دولار أمريكي لكل مشارك.
- للهيئة فقط الحق بنشر أعمال الملتقى.

عنوان المراسلة

لعناية منسق المؤتمر الفكري 2017


كتاب مختارات من مسرح أمريكا اللاتينية (ثلاث مسرحيات)

مجلة الفنون المسرحية

كتاب مختارات من مسرح أمريكا اللاتينية (ثلاث مسرحيات)

الكتاب من تأليف أغوستين كوثاني و خابيير بياوروتيا و بيرخيليو بنييرا 
وترجمة محمود فكري ومراجعة هالة عواد   وهذا الكتاب يتضمن عرضًا لثلاث مسرحيات من ثلاث دول بأمريكا اللاتينية هى: كوبا، والأرجنتين، والمكسيك. المسرحية الأولى لبيرخيليو بنييرا بعنوان: "هواء بارد"، ويعكس الكاتب فيها الأحوال الاقتصادية التى كان يعانى منها المجتمع الكوبى فى فترة ما قبل الثورة، والمسرحية الثانية للكاتب الأرجنتينى أغوستين كوثانى: "رطل من اللحم"، وهى مستوحاة من مسرحية تاجر البندقية للأديب ويليم شكسبير، وتدور أحداثها حول قضية الربا والمرابين، أما المسرحية الثالثة: "اختصر من فضلك" لخابيير بيآوروتيا، فيعتمد الكاتب فيها على الرمز لمعالجة قضية النفاق الاجتماعى، والتشدق بأفكار بعيدة كل البعد عن الممارسات الفعلية

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

وليم بتلر ييتس والمسرح الأيرلندي

مجلة الفنون المسرحية

وليم بتلر ييتس والمسرح الأيرلندي

علي عقلة عرسان

” دخل ييتس معركة التحرير الأيرلندية، وكان لاتصاله بمودجان الثائرة، وحبه الفاشل لها، أثر كبير في شعره وأعماله المستقبلية. وقد خدم بلاده وحركة التحرير، حين أسس جمعية، وساعد في إنشاء مسرح الأبي.. بل كان عماد هذا المسرح، ودعا الكتاب – ومنهم سينج، وقد قابله مرة في باريس- دعاهم إلى الكتابة للمسرح، والدعوة للحركة التحريرية في إيرلندا.”

في المسرح الأيرلندي، تجربة لابد أن يتعرض لها المرء، ولو بشيء من الإجمال. فكتَّاب المسرح الذين أنشأوا مسرح”الأبي”وخدموه، وجعلوا لإيرلندا هوية خاصة في هذا الفن، وفي مقدمتهم وليم بتلر ييتس وليدي جريجوري وإدموند جون سينج، لم يؤثروا كغيرهم من الكتاب في مجرى المسرح العالمي بحيث يحققون انعطافاً.. ولكن إضافتهم ملموسة وجديرة بأن نقف عندها. وعلى الرغم من أن بعضهم شارك مع حركة التحرير الإيرلندية، بزعامة الجمهوري “دي فاليرا”، ومن خلال حزب “السين فاين أو الشين فاين”، وسجلوا جميعاً مواقفهم ونضال مواطنيهم في أدبهم، إلا أن الاتجاه الصوفي غلب على إنتاجهم.
لقد أخذوا شخصياتهم من الفلاحين، ومن بسطاء الناس وسُذَّجهم، وجعلوا حوادث مسرحياتهم تدور في بيئات بسيطة.. في أكواخ، وبيوت فلاحين وعمال، وفي طرقات عامة. ومواضيعهم هي المواضيع ذاتها التي استخدمها الواقعيون والطبيعيون، فمصدر المادة واحد تقريباً، ولكن طريقة المعالجة تختلف عند كل من الطرفين. وشتان بين ما توصل إليه كل منهما من نتائج وإنتاج.
انقسم كتَّاب المذهب الصوفي الأيرلنديين إلى فريقين، فريق “ملحد”يتزعمه ييتس، وفريق مؤمن تمثله ليدي جريجوري.. واختلف اتجاههم الصوفي ذاته عن الاتجاهات الأخرى في أوروبا. فعندهم نفَس روحاني تكاد تحس بشرقيته، وعندهم توظيف للحادثة والشخصية لأغراض إنسانية، انطلاقاً من تثبيت الطابع الوطني، ثم تحقيق ما يمكن من الشمولية له.
وليم بتلرييتس ” 1865- 1939″يشكل جسراً بين قرنين، عاش تطور المجتمع الصناعي، الذي كان يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.. وشهد تحوّل القيّم من الرّوحية إلى المَادية، بتدرج تزول معه القيمة أحياناً. كما وقف على ما سببه انتشار الآلة من بطالة، ومن تقدم تقني أيضاً.. وأحسَّ بانعكاسات هذا التطور كله، على الذوق الفني والأدبي الذي لاحظ تدهوره. وكنتيجة لتقدم العلم أخذ سلطانُ الدين يضعُف، ومقومات الثقافة القديمة تهتز.. الأمر الذي جعل رجال الفكر والأدب يدافعون عن الثقافة، ويدعون للعودة إلى الأخلاق، واعتناق القيّم الروحية، ونبذ المادية السائدة، والبعد عن الاضطراب والنوَسان بين المادية والروحية، بين العلم والدين، والتيارات الفكرية المختلفة.
ونستطيع أن نستشف روح العصر، والشخصية التي ستكون لوليد مرهف الحس، عاش وشبَّ في هذا الجو المشحون بالمتناقضات والاضطرابات، وعايش محنة مواطنيه، الذين كانوا يعانون من سوء النظام الاجتماعي، ومن نظام الأراضي، والنظام السياسي، في ظل السيطرة الإنجليزية على بلدهم إيرلندا.
كان ييتس أول من عمل، ونظَّم، وكتب في سبيل تحرير إيرلندا، وجمع كلمة شعبها، وتوحيد نضال مواطنيها ضد إنجلترا، ولكنه في حياته الأدبية كشاعر، كان له الفضل على اللغة الانجليزية وعلى المسرح، بإعادة الشعر إلى الميدان المسرحي. لقد كان شاعراً عظيماً لقبه الشاعر والناقد توماس ستيرنز ايليوت بشكسبير القرن العشرين. مرَّ ييتس في حياته الأدبية بعدة مراحل، فقد تأثر أولاً بفلسفة والتر هوراشيو بيتر، وكان يقول من وحي تعاليم أستاذه:”الشعر والتصوير والموسيقى هي الوسائل الوحيدة، للاتصال بالأبدية التي تبقّت للإنسان على الأرض.”وأنتج ييتس في ظل الفلسفة الجمالية، والرمزية، شعراً قوياً يستقي موضوعاته من الأساطير الشعبية، والخيال الحي، والمناظر الطبيعية.. وهو يفيض بالأشواق.
وقد أدى تعلقه بالرمزية إلى مشارَفة شعره على خطر عدم الوضوح، لاسيما أن ييتس نبَذ الدين الذي كانت موضوعاته- لو تناولها الأديب أو الشاعر- تقربه إلى الإفهام، لشيوع المواضيع الدينية بين الناس، ومعرفتهم برموزها. ويقول د. مصطفى بدوي: حدثنا ييتس عن ديانته فقال “إنني شديد التديُّن بطبعي، ولكن هكسلي وستندال، اللذين أمقتهما، قد حرماني من الديانة الساذجة التي كنت أؤمن بها في طفولتي. لذلك اضطررت إلى أن أخلق لنفسي ديانة جديدة، وكنيسة تكاد تكون معصومة، تتألف من تقاليد شعرية، وجمهرة من الأقاصيص، والشخصيات، والعواطف.”وبذلك وصل ييتس إلى قمة الجمالية التي تقول: إن غاية الإنسان هي التجربة ذاتها، وليس ما تعطيه التجربة من ثمرات، وإن “الحقيقة ليست سوى مجموعة من الانفعالات.”. ونحن حينما نقول إن ييتس صوفي ملحد، لا نقصد أنه ينكر وجود الله، ولكنه يرفض الطريق التي استنَّتها الشرائع لمعرفة الله وعبادته. إن ييتس يريد أن يتصل بالله عن طريق ذاته.. بتجربته ومعاناته وسعيه الحثيث وراء المعرفة، وتعمّقه في سرّ الحياة والموجودات، إنه يرفض الكنيسة، ويحب أن يسلك الطريق البِكْر إلى الذات العليا. وأكاد أقطع هنا بتأثر ييتس بالمتصوفة المسلمين والزهاد الهنود، وبتعاليم سورين كيركجردKierkegaard الفيلسوف الوجودي “المؤمن”، الدانمركي المتصوف. وليس من الضروري، أن تؤدي تعاليم كيركجارد إلى الوجودية عند ييتس، يكفي أنها علمته الذوبان في المطلق، والكشف عن حقيقة الوجود، بطريقة خاصة.
وبعد المرحلة الرمزية، دخلَتْ في حياة ييتس مشكلة إرلندا وشعبها، بصورة جدية، فنقلته إلى عالم المشكلات الشعبية، ووضعته في خط المعركة الحقة، المادية الصلبة، بكل قسوتها وواقعيتها، فبدأ يعبر عن آلام شعبه.. ويدافع عن حقه في الحياة والحرية، وثار على تعاليم الجَمَاليّين وقال :”لا شك أن فكرة الثقافة، كما عبر عنها بيتر لن توجد إلا نفوساً مخنَّثة”.. وبلغ به ذلك إلى حدِّ أن أعتقد، أنه لم يكن رجلاً سوياً، يخدم الحياة والإنسان في سابق عهده. ويُستشفُّ ذلك من قوله في عام 1906″إن الذي يحرك مشاعر الرجل السوي في الفنون، هو نفس الشيء الذي يحرك مشاعره في الحياة.”. وهذا الاتهام الذي وجهه ييتس، سواء لمرحلة سابقة من عمره، أو لأتباع هوراشيو بيتر من الجماليين الذين كان هو منهم.. لا أظنه أصاب مقتلاً فيهم، لأن فنهم كان من الحياة وإلى الحياة بصورة ما، وكل ما يحرك مشاعر الإنسان الشاعر في الوجود، ويدفعه إلى القول، يكون من الحياة، ويخدم الحياة، ويعبّر به عن حقيقة على نحو ما.. إنها لدكتاتورية في الرأي، واستبداد في الفكر، أن نفرض على الآخرين مفاهيمَنا التي نعتبرها، صَلَفاً، حقائق ثابتة عن الحياة، وعما ينفع الإنسان، وما هو إنساني. وليس معنى هذا أنني أفسح المجال أمام المجانين والشواذ ليجعلوا من جنونهم وشذوذهم حقائق، ولكنني أقول: كل ما يصل إليه الإنسان الحي العاقل، بالتجربة والتمرس بالحياة، هو مستوحى من الحياة ومستَمد منها، ويخدم عنصراً حيوياً في الإنسان، لا بد من الاهتمام به وإروائه وإمتاعه.
دخل ييتس معركة التحرير الإرلندية، وكان لاتصاله بمودجان الثائرة، وحبه الفاشل لها، أثر كبير في شعره وأعماله المستقبلية. وقد خدم بلاده وحركة التحرير، حين أسس جمعية، وساعد في إنشاء مسرح الأبي.. بل كان عماد هذا المسرح، ودعا الكتاب – ومنهم سينج، وقد قابله مرة في باريس- دعاهم إلى الكتابة للمسرح، والدعوة للحركة التحريرية في إيرلندا.
وقد استفاد ييتس من ذلك الاتجاه الذي طرأ على حياته، فغزُرَت تجاربه، وعَمُقَ غور معانيه، وعبَّر عن تجارب متنوعة بأسلوب جديد.. ولكن لم تفارقه الرمزية، التي خلدت في أسلوبه، خلود فنه في عالم الشعر والأدب.
ومن أهم المواضيع التي شغلت قصائد ييتس العظيمة، في آخر أيامه، قضايا الروح والجسد، ومحاولة الوصول إلى حل لها،إذ أنه رفض حل الديانة المسيحية لتلك القضايا المعقدة. ومن خيرة قصائده في ذلك “الرحلة إلى بيزنطة”، التي عمق فيها المعنى تعميقاً مدهشاً، ونبذ فيها عالم الفَناء في سبيل عالم الخلود.. عالم العقل الذي لا يشيب، ودّ لو يتحرر من الطبيعة، ويسمو إلى ما فوق الطبيعة.. ولكن أيّ خلود يبغي ييتس؟”إنه خلود الفن.. فالشاعر يودّ أن تتحول روحه ذاتُها، إلى عمل فني، والأبدية التي يسعى إليها هي صنعه.. أي إنتاج الفن”. وهكذا خلد ييتس روحه في فنه، بأسلوب خلاق ممتع خالد.
أعاد ييتس المسرحية الشعرية بأسلوب أصيل، ولغة سهلة رشيقة لا تجافي متطلبات المسرح، فكانت مسرحياته الشعرية، كأنما كُتبت لتمثل لا لتقرأ، وكان متمكّناً وخبيراً بالفن المسرحي. وسنشير إلى خصائص المسرح الايرلندي الصوفي، المتجلية في مسرحيات ييتس. ونحب أن نثبت إشارة الأستاذ دريني خشبة إلى “أن ييتس كان يهتم بالتعبير عن جوهر الفكر الأيرلندي، ولُباب المشاعر الأيرلندية”.. لنرى مدى تمثل ذلك في مسرحه.
لنأخذ مسرحية “لا شيء”، التي تظهر فيها خصائص المسرحية الصوفية، من نبذ للعقدة، وتمركز للحوادث حول البطل وصدورها عنه. بطل المسرحية “بول” واعظ عادي في دير. وقد كان قبل انضمامه إلى فئة الرهبان، يشتغل “سَمْكرِياً”في بيته. حوادث المسرحية بسيطة عادية لا تعدو المواعظ، التي تدعو إلى نبذ القانون المادي الذي مصَّ إنسانية الإنسان، ونبذ المدنية الزائفة، والكنيسة، والإغراق في الزهد والتقشف المطلقين. مما أدى إلى غضب الكنيسة على الواعظ بول، الذي كان يلقي هذه المواعظ.. فطردته، وخرج يتجول في الطرقات، ويجمع حولـه العامة من أهل مهنته السابقة ومن الفقراء، ويدعوهم لتعاليمه، فتبعوه وساروا وراءه في صحراء زهده. فهدَّهم الجوع، وأخذوا يعملون، فنهاهم عن العمل فلم ينتهوا..وأخيراً رجموه بالحجارة، وانفضوا من حوله، ونبذوا دعوته.
وما أشد الشبه بين موقف الواعظ بول من أتباعه عند ييتس، وموقف القس براند من أتباعه عند هنريك إبسن، فبول واعظ وبراند قسيس – بول سار بأتباعه في طريق الزهد، وكذلك فعل براند – بول هجره أتباعُه والشيء ذاته حدث مع براند – بول صوفي زاهد من وحي كيركجارد ومن تأثيره على ييتس، وبراند ما هو إلا كيركجارد نفسه وضعه إبسن ليرد على تعاليمه من خلال مسرحية، بل ملحمة رائعة. ولكن رائعة إبسن أعمق وأقوى وأكثر نضجاً فكرياً، من مسرحية ييتس هذه.
في هذه المسرحية “لا شيء” تتمثل ثورة ييتس على العلم، وعلى نظام الآلة، والمدنية الزائفة. ويظهر فيها إيمانه بأن العلم لا يقود إلى النجاح في الحياة السّوية، وتصويره لتوق الإنسان للعيش في حضن الطبيعة.. فما بول إلا الناطق بلسان ييتس، نقل تجاربه وتجارب شعبه في الحياة، كما نقل تعاليم ييتس الصوفية وأفكاره. وفي المسرحية يظهر بوضوح روحُ عصر ييتس والنزعة القومية، كما أنها تعبر بجلاء، عن أفكار ييتس ورؤاه.
أما المسرحية الثانية “كاتلين ابنة هوليهان”فمسرحية رمزية جميلة، تدور حوادثها في كوخ لفلاح إيرلندي هو بيتر، يريد أن يحتفل غداً بزفاف إبنه ميشيل، والأسرة مشغولة بهذا الحدث السعيد، والأب والأم يتحدثان عن المكاسب المادية التي ستعود على ابنهما من هذا الزواج. ويدخل ميشيل، وقد جلب الثروة من بيت خطيبته داليا، فيفرح الأب بذلك.. وبينما هم في ذلك الجو المرح، وميشيل يستعد لارتداء ملابس عرسه، تظهر في الطريق تلك المراة العجوز المُجلَّلة بالسواد، التي تجوب الطرقات، كلما أشرف أن يقع في البلاد خطب جلَل.. وتدخل بعض الدور ثم تدخل بيت بيتر، ومن حديثها مع أفراد الأسرة، يتضح لنا، برمزية جميلة رائعة واضحة الدِّلالة، أن تلك العجوز ما هي إلا إرلندا المنكوبة، تستنهض همم الشباب من أبنائها، ليذودوا عنها، ويستعيدوا حقهم وحقها السليب. ونجدها تدور وتلف حول الشاب ميشيل، الذي لا يلبث أن يطيعها، ويلبي دعوة الوطن، ويترك عرسه وينضم إلى الفرنسييين الأصدقاء، الذين يشاركون في تحرير إيرلندا.
ولا نلمس جمال الأسلوب الرمزي في هذه المسرحية من هذا الملخص، ولا من الترجمة، لأن الترجمة تفسد شعر ييتس الجيد.. ولكننا سننقل جزءاً من هذا الحوار الرائع، الذي دار بين بيتر والعجوز، وهو يلبي الغرض، ويطلعنا على مأساة أيرلندا، وينقل لنا سعيها الحثيث للتحرر:
بيتر: هلى أتيت من بعيد؟
العجوز: لقد أتيت من بعيد. . قليلون من سافروا. . وكثيراً من لا يرحبون بي. أحدهم له أولاد أقوياء، وكنت أظنهم أصدقا لي، ولكنهم كانوا يذبحون خرافهم، فلم يستمعوا إليّ.
بيتر: من المؤسف حقاً ألا يكون لك مكان خاص.
العجوز: هذا صحيح، وقد طال بي التجوال في الطرقات، من اللحظة التي بدأتُ فيها التجوال.
بريدجت: عجيب أنك لم تهلكي، على الرغم من كثرة طَوافك.
العجوز: في بعض الأحيان تتعب قدماي، تكل يداي، لكن قلبي لا يكل. وحين يراني الناس هادئة، يظنون أن الشيخوخة حلَّت بي، وأن حيويتي قد ذبُلت، ولكني حين أفيق، لا بد أن أحدث أصدقائي.
بريدجت: ماذا حدا بك إلى الطواف؟!
العجوز: لقد ازدحم البيت بالغرباء.
بريدجت: الواقع أن المآسي قد تركت طابعها على وجهك.
العجوز: نعم لقد قاسيت كثيراً.
بريدجت: وما سبب ذلك؟
العجوز: لقد أخذوا أرضي مني.”.
من هذا الجزء البسيط، نلمح أسلوب ييتس الذي جرى عليه في هذه المسرحية، للتعبير عن سعي أيرلندا للتحرر، واستثارتها لهمم الشباب الفلاحين من أبنائها. وقد صوّر ييتس أيرلندا في صورة عجوز طال بها المسير، تدور على البيوت وتتغنَّى “بدنوا”الأشقر، رمز نضال أبنائها.. وتذكر عشَّاقَها الذين ماتوا من أجلها، أي المناضلين الوطنيين، وتستنهض همم أصدقائها، ليهبوا لنجدتها.
وبذلك صوّر ييتس تخليد البلاد لمعاني البطولة والأبطال والشهداء الوطنيين، وتذكّرها لهم في الأفراح والأتراح، وفي كل المناسبات، لتجعل منهم أمثولة وقدوة للأجيال الصاعدة، ولتثير ببطولاتهم وذكرهم، نخوة الشباب فيهبوا للذود عنها، إن ألمَّت بها مُلمة، طامعين بالخلود، وبلقب البطولة، مدافعين عن حق شعبهم في الحرية والعدالة.
ونستطيع أن نجد في هذه المسرحية، أو أن نقف منها على، كل خصائص مسرح ييتس: الرمزية في أسلوبه، شخصياته البسيطة التي تحولت هي ذاتها إلى رموز، ميدان حوادثه.. الأكواخ وبيوت الفلاحين والطرقات وريف أيرلندا، وبساطة حوادثه وتمركزها حول الشخصيات وانبثاقها منها، والاتجاه الواضح لمزج الغناء المسرحي بالحدَث.. وأستطيع تسميته بالاتجاه “الأوبرالي” في المسرح. ويظهر ذلك في أناشيد العجوز وأغانيها، في مسرحية كاتلين ابنة هوليهان.وتظهر كذلك الحاسّة المسرحية القوية الواضحة، في ربط الحوادث بحركة النضال في أيرلندا كلها، واستعداد الشعب للتضحية، وتضامن جيران أيرلندا معها. ويتضح كل ذلك في أذهان المتفرجين، ولا يفارقهم أبداً..من خلال طلقات الرصاص، والجلبة، وربط المنظر بحركة الميناء حيث نزل الفرنسيون أصدقاء أيرلندا. كل ذلك يُكسب المسرحية أبعاداً، ويجعلها أعمق من ظاهرها المكشوف، ويربط المتفرج بواقع البلاد.
وقبل الانتهاء من التعرض لهذه المسرحية، أحب أن أشير إلى نقطتين، من الممكن اعتبارهما نقطتي ضعف فيها، وهما:
عدم إظهار الصراع الداخلي في نفس الشاب ميشيل، الذي انضم إلى الجيش، وترك عرسه. وعدم التمهيد، أو عدم تحديد أبعاد هذه الشخصية، أو الإشارة إلى خصائص أو مواقف ماضية لها، تؤهلها، بنظرنا كمشاهدين أو قراء، إلى أن تتحول هذا التحول المفاجئ، أو تستجيب هذه الاستجابة بلا تردد.
لقد كان ييتس منساقاً بانفعال قومي شبه خطابي، لم يعمَّق ولم يدرس دراسة كافية، ولم يذوَّب في المسرحية بما يدعم البناء الفني العام فيها. فتصرف ميشيل تصرف أراده ييتس، ولم تفرضه مقومات الشخصية، ميشيل، وملامحها، وأبعادها، فكان هدف ييتس واضحاً، أو بالأحرى موقف الشباب كموقف ميشيل، إذا دعاهم الواجب الوطني. ولكن هذه نبرة خطابية تعليمية حماسية، لا تبلغ مبلغ التقرير الواعي عبر بُنية فنية للحدث، فيما لو أتاح ييتس لبطله أن يمرَّ بذلك، ويمارسه. فلو أن ميشيل قلَّب الأمور وعاش الصراع الذي لا بد منه – لأن ميشيل إنسان – في مثل هذه المواقف، ثم خرج، بعد صراعه مع نفسه على الأقل، بقرار مبنيٌّ على أسس، لكان وقع تضحيته أفضل في نفوسنا، ولأَكسَب ذلك الصراعُ المسرحيةَ قوة ومتانة وعمقاً وإنسانية.. ولكن ييتس وقف موقف الشاعر الأخوذ بالحماسة، والخطيب الذي يدعو الناس إلى النضال.. ولم يقف موقف الكاتب المسرحي، الذي يعالج الشخصية من جميع جوانبها الإنسانية المتكاملة، في هذه المسرحية.
2- التصريح، في آخر المسرحية، بمضمون الرمز.. حين قال على لسان باتريك :”إن الرجال جميعاً يهرعون من التلال، لينضموا إلى أصدقائهم الفرنسيين، حتى يطردوا الانجليز جميعاً من إرلندا”. وهذا التصريح، أضعف المسرحية فنياً، ولم يدعم البناء الدرامي فيها، وهو ضعف لا مسوِّغ له، جعل المسرحية من النمط التوجيهي الحماسي المباشر، بعد أن اتبع ييتس في نقل مراميه، رمزية جميلة بسيطة.
وعلى الرغم من هذا، يظل ييتس، من أعظم شعراء الإنجليزية في القرن العشرين، وكاتباً مسرحياً له جولاته الموفَّقة على خشبة المسرح، وله أسلوبه، ورمزيته، ومذهبه الخاص به. فهو من أولئك الرجال المبدعين، الذين تميز شخصيتَهم معالمُ واضحة، تجعل لأدبهم نكهة خاصة، ولأفكارهم منافذ إلى العقول، ولفنهم سحراً وجمالاً.

المخرج حسين علي صالح : (مساج الخير) مسرحية شعبية كوميديا هادفة تليق بالعائلة العراقية

مجلة الفنون المسرحية


المخرج حسين علي صالح : (مساج الخير) مسرحية شعبية كوميديا هادفة تليق بالعائلة العراقية

تعرض ابتداءً من اول ايام عيد الفطر المبارك والايام التالية في المسرح الوطني
المخرج حسين علي صالح : (مساج الخير) مسرحية شعبية كوميديا هادفة 
المسرحية تليق بالعائلة العراقية ويلعب أدوارها نخبة من المع نجوم الكوميديا 
اتمنى ان نوفق في هذه التجربة وان نقدم عرضا جماهيريا رصينا فيه مواصفات المسرحية الشعبية الجميلة



عبد العليم البناء 

يشهد المسرح الوطني ابتداءً من اول ايام عيد الفطر المبارك عرض المسرحية الشعبية الكوميدية الجديدة لدائرة السينما والمسرح التي كتبها الكاتب حسين النجار ويخرجها الفنان حسين علي صالح ويلعب ادوارها نخبة من المع نجوم الكوميديا في العراق : ماجد ياسين وزهير محمد رشيدوساهره عويد وزهور علاء وشيماء جعفر وصلاح مونيكا ورضا طارش وعبد النبي جابر و حسام الملك وعمار زهير ويتولى الاداره المسرحية  عبد النبي جابر  واختيار وتنفيذ الموسيقى لقاسم داود و تصميم الديكورلعصام و تنفيذ الديكور لحسين علاوي  والاضاءة لعباس قاسم ..وهذه المسرحية التي من المؤمل عرضها بدورين في اليوم الواحد طيلة ايام  العيد المبارك وبدور واحد في الايام التالية تنتجها دائرة السنما والمسرح بالتعاون مع شركة فنون الشرق الأوسط للإنتاج والتوزيع الفني وفق صيغة الإنتاج المشترك وتهدف الى توفير الفرصة للعائلة العراقية وجمهور المسرح المعني بالمسرحيات الشعبية الجماهيرية التي تعالج مختلف الأوضاع والمشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي في المرحلة الراهنة بإسلوب كوميدي ساخر لا يخلو من المفارقات والمواقف الكوميدية البعيدة عن السطحية والابتذال وبما يليق بالعائلة العراقية وبما يحقق  المتعة المطلوبة بشكل هادف وصحي وسليم .
وبغية الوقوف على فكرة المسرحية ومعالجتها الدرامية والاخراجية وباقي عناصرها كانت لنا هذه الجولة من الحوار مع مخرجها الفنان حسين علي صالح الذي سبق له أن أخرج للمسرح العراقي عامة وللفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح خاصة عددا من مسرحيات الأطفال والمسرحيات الجادة وهو عبر هذه المسرحية يخوض تجربته الأولى وكانت البداية مع سؤالنا الاتي: 
* ماالفكرة التي تنطوي عليها مسرحيتك (مساج الخير) ؟
- تدور أحداث المسرحية في مدينة أطلق عليها مدينة الجمال الطبية وتقام فيها عمليات للتجميل والعناية بالبشرة وماشاكل ذلك وفيها مفسدون ومخلصون ويدور فيها الصراع على القبح والجمال وبين الخير والشر في  إسقاط واضح لما يدور اليوم في بلدنا من فساد المفسدين و إصلاح المصلحين بإسلوب كوميدي ساخر. 
* وكيف عالجتها دراميا لتتميز  عن غيره من الاعمال الكوميدية النظيرة بقديمها وجديدها؟
-  تمت معالجتها دراميا بخلق مشاهد تصاعدية بإيقاع محكم يجعل المشاهد يتابع الأحداث بشغف وتشويق من خلال مواقف ومفارقات كوميدية هادفة..

* اذا كان الامر كذلك فما هوسبيلك لالزامهم نجوم العمل بعدم الخروج عن النص وعدم الارتجال غير المبرر؟

- تم اختيار الممثلين حسب مساحة الدور المسند وبناء الشخصية وكان لابد من الاستعانة بممثلين يمتلكون حرفة العرض الجماهيري لذا لجأت إلى إشراك ممثلين مثل زهير محمد رشيد الذي لم يلتق به الجمهور العراقي منذ ما يقارب الاثني عشر عاما وماجد ياسين القريب جدا من المشاهدين ليكون هذا التناغم الجميل بين الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الفنان زهير محمد رشيد وبين سرعة البديهة وخفة الظل التي يمتلكها الفنان ماجد ياسين كذلك لوجود كاركترات خاصة لهذا العمل حيث تمت الاستعانة بالفنانين رضا طارش وساهره عويد وحسام الملك وكان لابد من وجود حلقة تربط الاحداث بجدية حيث أشركنا الاعلامي الشاب علي الخالدي..وفضلا عن استقطاب فنانتين معروفتين للعب الأدوار النسائية هما الفنانتان زهور علاء وشيماء رعد..اما عن عدم الخروج عن النص فهم يدركون جيدا انهم يعملون ضمن مؤسسة محترمة وعريقة وعلى خشبة المسرح الوطني حيث تكون المسؤولية كبيرة جدا ..كذلك الإصرار منا على تقديم عمل عراقي عالي المستوى يستقطب العائلة العراقية إلى المسرح ويعيد الجمهور له بعد القطيعة التي حدثت بين المسرح والجمهور نتيجة للاعمال الهابطة التي كانت تقدم في اغلب المسارح ..وستكون لنا متابعة يومية للعرض لايقاف اي خروج غير مبرر.

* وماذا عن عناصر العرض الفنية الاخرى من ديكور واضاءة وازياء وغيرها ؟
- العناصر الفنية ستكون متوفرة في العرض بشكل متناغم ومنسجم مع اجواء العرض وهي باعتقادي مكملة له ووجودها مهم جدا بالديكور المميز. والتعددية المشهدية والإضاءة المناسبة لكل مشهد كذلك لاختيار الموسيقى المناسبة لإحداث العرض.

* وما الرسالة التي تريد ايصالها عبر هذه المسرحية في ظل تباين الاراء تجاه الاعمال الكوميدية الشعبية؟
- الرسالة واضحة وهي ان هذا الوطن هو بيتنا الجميل والحفاظ عليه مسؤولية الجميع وأننا من خلال الانتخابات الحرة النزيهة نستطيع إبعاد المفسدين وخلق مدينة ستكون من أجمل المدن واحلاها.

* وما الذي تراهن عليه في عرضك هذا قياسا لعروضك السابقة وما هو سائد في الساحة المسرحية ؟
- ما أراهن عليه في هذا العرض رسالته السامية والكوميديا النظيفة والالتزام بضوابط وتقاليد المسرح الاصيلة الخالية من الابتذال والتفاهة ومسك العصا من الوسط.

*وكيف تنظر لدور شركة فنون الشرق الاوسط في الانتاج المشترك لهذا النوع من المسرحيات بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح وما المردودات الايجابية التي ستتحقق جراء هذا التعاون ؟
-انا اعتقد ان شركة فنون الشرق الأوسط جادة في تقديم أعمال رصينة تخدم العائلة العراقية في ظروف صعبة جدا تجعلها في اغلب الاحيان تتعرض لخسارات مادية كبيرة الا انها متواصلة مع الجمهور العراقي من خلال تعاونها مع دائرة السينماوالمسرح  وهو تعاون إيجابي مثمر لان الدائرة تعمل دائما على تقديم مسرح عراقي اصيل وهو تناغم وتوافق جميل بين الشركة ودائرة السينما والمسرلاسيما يحقق تعظيما لموارد الدائرة المالية تطبيقا لنظام التمويل الذاتي .

* كلمة اخيرة ....
- اتمنى ان نوفق في هذه التجربة وان نقدم عرضا جماهيريا رصينا فيه مواصفات المسرحية الشعبية الجميلة والتي تشكل امتدادا لما بقي في ذاكرتنا من أعمال شعبية مهمة وناجحة على غرار (المحطة) و(الخيط والعصفور) وغيرها الكثير .


أنطلاق الدورة 29 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء من 4 إلى 9 يوليوز 2017

مجلة الفنون المسرحية

أنطلاق الدورة 29 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء  من 4 إلى 9 يوليوز 2017

"الحركة، خاصية المسرح المعاصر".



عن اللجنة الإعلامية: أحمد طنيش

         تنظم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الدورة 29 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في الفترة الممتدة من 04 إلى 09 يوليوز 2017، تحت شعار: "الحركة، خاصية المسرح المعاصر".

يحتوي برنامج هذه الدورة على عروض مسرحية جامعية ومحترفة، وورشات تكوينية ومائدة مستديرة في محور الدورة، ويستقبل المهرجان هذه السنة ما يزيد عن 250 طالبة وطالب تمثل عدة دول وجامعات شقيقة وصديقة من العالم، وينفتح على عموم الجمهور من طلبة ومهتمين وممارسين وشباب المدينة ومرتادي المسارح في فضاءات مسرحية موزعة على جغرافية الدار البيضاء.

تتميز هذه الدورة: بمشاركة فرقة "بالي ميلانو" من إيطاليا « Le Ballet de Millan » التي ستنشط حفل الافتتاح، وخلال فعاليات المهرجان ستقدم الأكاديمية العليا للمسرح بروما عرضا مسرحيا احترافيا، بالإضافة إلى عروض مسرحية لمؤسسات فنية من أوروبا وأمريكا وكندا والعالم العربي.

الدول المشاركة: الجزائر، تونس، مصر، سلطنة عمان، كوريا الجنوبية، ألمانيا، إيطاليا، روسيا فرنسا، المكسيك والمغرب البلد المنظم.

    الورشات التكوينية: برمجت 8 محترفات تكوينية وماستر كلاس لفائدة المهرجانيين وشباب مدينة الدار البيضاء سيؤطرها فنانون وجامعيون ومبدعون من كندا وفرنسا ولبنان وتونس وألمانيا وإيطاليا والمكسيك والمغرب.

ضيف الشرف: دولة إيطاليا، بصفتها تجربة مسرحية لها مكانتها في مسار المسرح العالمي، تكاملا مع مشروع الدورة السابقة التي كان محورها الصمت وكانت دولة الصين ضيف الشرف بحيث قرر في اختتام الدورة 28 بأن تكون الدورة 29 في محور الحركة وضيف الشرف دولة إيطاليا لكون أن مسرحها له تاريخ مشهود له في تجربة المسرح العالمي.

 في عصر النهضة انصبت معظم جهود الإيطاليين في التأليف المسرحي عبر الكوميديا والارتجالية الشعبية، غير أنه ستحدث طفرة في النصف الأخير من القرن الثامن عشر بظهور مدرستين أو عالمين من عوالم المسرح الإيطالي وهم: " كارلو جولدوني " الذي ولد سنة 1707 وتوفي سنة 1793 و" كارلوجولتزي " الذي ولد سنة 1720 وتوفي سنة 1806، الذي كانت تمتاز مسرحياته بتحريم الضحك لكن من يشاهد مسرحياته يتأكد له العكس إذا تمتاز مسرحياته بالحيوية والرشاقة ويعد جولدوني بموليير المسرح الإيطالي.

        بعد وفاة جولتزي سنة 1806 ظهر علم مسرحي آخر في سماء إيطاليا وهو" جابريل دانوزيو" الذي ولد سنة 1863 وتوفي سنة 1938 وكانت إيطاليا في هذه الفترة قد وصلت إليها رياح مدرسة آخرى من مدارس المسرح العالمي وهي المدرسة الواقعية ونظرا لكون هذه المدرسة لم تكن توائم الطبع الإيطالي فقد ضلت فاترة في هذا البلاد. وهنا من يرجع السبب في كون قوة دانوزيو وتنوع إنتاجه حطما هذه المدرسة في هذه الفترة بسبب نزوعه إلى الرومانسية النارية وبسبب تمتعه بشعبية ضخمة في إيطاليا ونفس الشيء ينطبق على مسرحي آخر اسمه لويجي بيرانديلو الذي ولد سنة 1867 وتوفي سنة 1936 الذي يعد وبحق أعظم مؤلف إيطالي من بلوتـاس.

وقد أهلته الفطنة والحساسية التي يمتلكها لجعل المادة الدرامية تمزج فيها عناصر التراجيدية الحادة بأساسيات الكوميديا اللاذعة ومن الجدير بالذكر أن هذا المسرحي المتفوق سيحصل سنة 1934 على جائزة نوبل للأدب.

          أما أهم شكل مسرحي ظهر في إيطاليا وهو " كوميديا ديلارتي"، ويعد كولدوني من أشهر الكتاب الذين نقلوا هذا الشكل إلى خشبات المسرح ، إذ قبل ذلك كانت العروض تقام في الشارع لمناهضة الكنيسة و ممارساتها التعسفية ، و كان الممثل في هذا النوع المسرحي يشتغل على شخصية وحيدة تابثة و لا تتغير طوال 6 أو 7 سنوات لأن الشخصيات بصفة عامة هي محدودة لكنها تمثل كل شرائح المجتمع، و كوميديا ديلارتي لها دور كبير في التطور الذي عرفه المسرح ، خاصة و أن أغلب الكتاب المسرحيين الذين ظهروا فيما بعد كموليير مثلا تأثروا بها و اعتمدوا عليها في بناء مسرحياتهم ..

هو مقترح فني وثقافي وفكري وجمالي وتواصلي وفرجوي وتكويني تقترحه الدورة 29 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، باسم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، في الفترة الممتدة من 4 إلى 9 يوليوز 2017، في فضاءات جغرافية بيضاوية عبر الجهات موزعة بين كلية الآدب بنمسيك، ومسرح مولاي رشيد، ومسرح سيدي بليوط واستوديو الفنون الحية بالحي الحسني وفضاء محمد السقاط والمعهد الفرنسي ومسرح القنصلية الإيطالية..

مع توالي الدورات، أصبح هذا المهرجان مناسبة هامة للتواصل الفني والثقافي وتكوين وتأطير شباب العالم، مغاربة وأجانب، الذين يشاركون في هذه التظاهرة الدولية بعروضهم المسرحية، وهي مناسبة لإبراز طاقات الشباب الفنية وتبادل الخبرات والتجارب بين الجامعيين والمسرحيين والباحثين والمتخصصين من داخل المغرب وخارجه ترسيخا لقيم التسامح والتعايش بين الثقافات والشعوب وإعطاء صورة طيبة عن المغرب بلدا للتسامح وعن الدار البيضاء قطبا اقتصاديا وجامعيا هاما وعن الجامعة المغربية باعتبارها فضاء للتكوين والتأطير والانفتاح.

الاثنين، 19 يونيو 2017

«الملك يموت» تناقش الواقع اللبناني على مسرح المدينة

مجلة الفنون المسرحية

«الملك يموت» تناقش الواقع اللبناني على مسرح المدينة


من خلال مسرحية «الملك يموت» لرائد العبثية أوجين يونسكو (تعرض على خشبة مسرح المدينة في بيروت) يعود فؤاد نعيم إلى الإخراج المسرحي بعد ابتعاد سنوات طويلة، وانصرافه إلى الرسم التشكيلي. وقد ترجم النص بنفسه واختار لتجسيد الشخصيتين الرئيستين جورج خباز في دور الملك، ويارا بو نصار في دور الملكة الأولى مارغريت.

في الأساس تتناول مسرحية «الملك يموت» احتضار الملك على مدى ساعة ونصف ساعة، ودخوله عالم العدم، وهي تلميح مبطن إلى تراجع السيطرة الفرنسية الاستعمارية. إلا أن فؤاد نعيم عاود كتابتها بأسلوب يحاكي الواقع اليوم مع الحفاظ على فكرتها الأساسية والخط الدرامي الذي انتهجه أوجين يونيسكو لدى كتابته هذه المسرحية عام 1962.

يعتبر فؤاد نعيم أن الوقت ملائم اليوم لإعادة تقديم مسرحية «الملك يموت»، نظراً إلى الواقع الذي تعيشه المنطقة العربية، لا سيما تمسّك الحكام بمناصبهم رغم تدهور الأوضاع وهجرة شعوبهم. صوّر يونسكو واقع الإنسان أمام الموت بغض النظر عن كونه حاكماً أو رجلاً عادياً، فالموت هو هو لا فرق عنده بين دين وعرق ولون وطبقة اجتماعية.

استعمل فؤاد نعيم في إعادة كتابة المسرحية اللغة المحكيّة، ووازن فيها بين سقوط الملك بيرنجيه الأول أو الديكتاتور، وبين سقوط الديكتاتوريات في العالم العربي. لذا يبدو النص نابضاً بأحداث ومواقف نابعة من صميم الأزمات المتفاعلة من كل حدب وصوب.

صحيح أن المسرحية تندرج ضمن النوع العبثي، لكنها في الحقيقة تراجيدية تحاكي إشكالية كانت منذ بداية الخليقة ولا تزال وستبقى، وهي مواجهة الإنسان الموت.

يتوقّف فؤاد نعيم في المسرحية، تماماً مثل يونسكو، عند أسئلة ترتسم باستمرار من بينها: لماذا خلق الله الإنسان ما دام سيواجه الموت؟ وفي معالجة تراجي- كوميدية يحاول فؤاد نعيم الإجابة واضعاً خبرته في الحياة والناس، من دون أن يخرج بالطبع عن خط المسرحية العام، بل يدور في فلكه، باعتبار أن موقف الإنسان من الموت لا يتغير وموقفه أمام انهيار السلطة لا يتغيّر، وفي تلك اللحظة بالذات يدرك أن الحياة ساخرة ومدعاة للضحك، وكذلك السلطة.

صراع مع الموت

بدت خشبة المسرح خالية من أي مظاهر بهرجة، فقط وضع المخرج عليها كرسياً يجلس عليه الملك ويشهد صراعه الأخير مع الموت ومع فقدان السلطة، فضلاً عن ملابس الملك والملكتين، في حين، تدور بقية الشخصيات في فلك الملك، مع مقاربات للواقع اللبناني، في شكل عابر، على غرار مسألة النفايات التي يعانيها اللبنانيون وغيرها...

سبق أن قدَّم فؤاد نعيم المسرحية في إطار «مهرجان مسرح المدينة» في أكتوبر الماضي، وأدت الممثلة برناديت حديب دور الملكة، ومع إعادة عرضها اعتذرت حديب لارتباطها بعمل آخر، فاختار المخرج الممثلة الشابة يارا بو نصار التي تقمّصت الشخصية وجسدتها بشكل أعطاها أبعادها الإنسانية والفنية في آن.

بدوره، نجح جورج خباز في أداء شخصية الملك الديكتاتور وأعطى الدور كل حقه، فهو ممثل يعرف متى يستخدم الكوميديا ومتى يستخدم التراجيديا في تجسيد الشخصية، فتنقّل بين التهريج والمأساة بأسلوب شفاف يقف على حافة الواقع.

العمل المسرحي، بالنسبة إلى فؤاد نعيم، هو عمل جماعي يأخذ من موهبة كل الممثلين والموسيقيين، ويصهرها في موسيقى جماعية تخدم النص بقدر ما يتماهى معه كل ممثل على حدة وكلهم معاً، كما صرح في لقاء صحافي. من هنا تكاملت الأدوار في المسرحية وتناغمت مع بعضها بعضاً، ويؤديها كل من موريس معلوف، ومي سميث، وباتريسيا سميرة، ووليد جابر.

نبذة
فؤاد نعيم كاتب ومخرج ورسام تشكيلي وإعلامي، أنشأ القسم العربي في وكالة الصحافة الفرنسية، وكان مديراً لأكثر من مؤسسةٍ إعلامية كبيرة من بينهما «تلفزيون لبنان». قدَّم على المسرح أعمالاً مميزةً من بينها ثلاثية «المتمرّدة، البكرة، والحلبة»، مع زوجته الفنانة نضال الأشقر، مؤسسة مسرح المدينة.

--------------------------------------------------
المصدر : الجريدة 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption