أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

تحولات المسرح المحلي في قطر بين الطموحات والتحديات

مجلة الفنون المسرحية
  


تحولات المسرح المحلي في قطر  بين الطموحات والتحديات

مسرحيون  : الحركة المسرحية المحلية مسؤولية الجميع               

هاجر بوغانمي - بوابة الشرق 

لا يخلو الفعل الإبداعي في أي مجتمع من المجتمعات من تحولات في مساراته وأهدافه وما يرافق ذلك من جدل بين مؤيد ورافض. فأما المؤيد فلقناعة بأن كل شيء في الحياة قابل للتطور، وأما الرافض فلاعتبارات لا تخلو من عاطفة؛ لعل أهمها؛ التسليم بأن الموجود هو الخيار الأفضل، وأن التغيير تشتيت للأفكار وإهدار للجهود؛ لذلك تحدث بعض تلك التحولات "صدمة" لدى البعض خاصة في المسرح باعتباره "خزانا لإدارة الأسئلة" كما يقول أحد النقاد. تلك الأسئلة التي يواجهها أبو الفنون في كينونته الثقافية والاجتماعية.

كغيره من المسارح العربية، شهد المسرح المحلي تحولات في الشكل والمضمون منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، بدءًا بدمج الفرق الأهلية، وصولا الى الموسم المسرحي الذي حل محل مهرجان الدوحة المسرحي، والخطة الخماسية التي اعتمدتها وزارة الثقافة والرياضية لتطوير الحركة المسرحية.

لمعرفة آراء المسرحيين حول هذه التحولات، التقت (الشرق) نخبة من الكتاب والفنانين والمخرجين، فكان الاستطلاع التالي:

الدوس: من المبكر تقييم تجربة الموسم المسرحي خلال موسمين فقط

قال الكاتب والمخرج طالب الدوس: في بداية إشكالية دمج الفرق في تسعينيات القرن الماضي، كانت هناك صدمة لكثير من الفنانين وساهمت فترة في تراجع المسرح وغياب البعض عن الساحة الفنية، ثم بادر بعض الفنانين بخلق نشاط مسرحي من خلال الشركات الخاصة، فتحولت الإشكالية الى جانب إيجابي أدى الى ظهور العديد من شركات الإنتاج الخاصة على الساحة والتي حققت نجاحا الى يومنا هذا؛ وربما كانت في فترات عدة أكثر إنتاجا ونشاطا من الفرق المسرحية.

بالتأكيد إلغاء مهرجاني الدوحة والمسرح الشبابي أثّر في مضمون ومسار الإنتاج المسرحي من حيث المستوى، ولكن في المقابل؛ هذا الإلغاء ساهم في تواجد مسرحي طوال السنة، وأعتقد أن إلغاء مهرجان الدوحة وتحوله الى نشاط مسرحي ممتد غيّر مفاهيم مسرحية في الشكل والمضمون فقط ، بينما استطاعت التجربة البديلة استحضار جزء من جمهور المجتمع المفقود. أعتقد أنه من المبكر تقييم هذه التجربة خلال موسمين فقط، أما المسرح الشبابي فحتى الآن لا توجد خطة بديلة حول تصور جديد للمسرح الشبابي والذي كان من أهدافه الأساسية إثراء الحركة المسرحية بمواهب جديدة ، ربما نجاح تجربة المسرح الجامعي في دورته الأولى ستكون هي البديل جزئيا ، وأظن أن التجربة تحتاج الى توسع في ميادين أكثر، حيث يمكن اكتشاف مواهب في بيئات مختلفة.

قراءة البعض للمعايير التي وضعتها الوزارة هي التي أوجدت الإشكالية؛ وليس المعايير نفسها، فتلك كانت ولازالت معايير العمل الفني. تم تأطيرها وتحديدها ضمن أولويات الوزارة واهتماماتها. ربما كانت المعايير القشة لرفض التوجه الجديد كله. لا أشك بأن النشاط المسرحي والفني بكل أفرعه أو مستوياته (الشبابي والاحترافي) بعد أن أصبح منظومة واحدة تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة؛ يحظى باهتمام ورعاية أكبر من المسؤولين. ربما هناك عجلة بطيئة تدور في تنفيذ خطة شاملة؛ أعتقد أن ملامحها بدأت تظهر، ومازال بعضنا يرى النصف الممتلىء من الكأس، والأهم أن تأتي التغييرات والنشاط مستمر لم يتوقف، وإن كنا نلاحظ مفردات وأشكال التغيير سنويا نحو تطور ملموس.

عبدالرضا: الطموحات بتطوير المسرح كبيرة

قال الكاتب والمنتج حمد عبدالرضا: نحن كفرقة قطر المسرحية نسير في الطريق الصحيح. في البداية كان كل تفكيرنا منصبا على أعمالنا المسرحية. لم نكن نفكر في كيف نجذب الجمهور، بينما اليوم أنت لا تفكر وحدك، بل هناك مسؤول يفكر معك، وهناك وزارة طورت من طموحاتنا في تقديم الأعمال من خلال مهرجان الموسم المسرحي كفكرة أعتقد أنها رائعة لأنك في عروض المهرجان لا تتعدى يوما واحدا؛ بينما عروض الموسم المسرحي مستمرة، كما أن الجمهور من كافة فئات المجتمع، بغض النظر عن الجوائز لأنني لا أفكر فيها، لكن، ومن خلال تجربتين مسرحيتين هما "بائعة الكعك" و"عسل يا وطن" أقول إنني سعيد بهاتين التجربتين رغم أني في البداية كنت متخوفا، لكن بعد تكرار التجربة عرفت الهدف من هذا الموسم.

في السابق كانت عروضنا متواضعة، ولم يكن الدعم كافيا على مستوى عناصر العرض المسرحي، لكن وزارة الثقافة والرياضة في الوقت الحالي لم تقصر في هذه الناحية وقدمت لنا دعما كبيرا يكفي كي أقدم عرضا مسرحيا وأتعاقد مع ممثلين من الخارج. بالنسبة الى تجربة المسرح الجامعي أعتقد أنها تجربة مهمة، وكنت أحد المتابعين للعروض، ونتائجها ظهرت في المسرحية التي قدمتها فرقة الوطن مؤخرا. هذا هو دورنا كفرق أهلية أن نشجع الشباب ونشركهم في أعمالنا. دورنا أن نشاهد عروض المدارس والجامعات ونختار العناصر الجيدة التي تخدم أعمالنا. هذا جزء أساسي من الحراك المسرحي.

طموحات سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة بتطوير المسرح المحلي كبيرة، ودورنا كمسرحيين أن نقدم أعمالنا في قطر وفي الخارج. يكفي أن أذكر التجربة الأخيرة التي قدمناها كشركة إنتاج في مهرجان الكويت وفازت بالمركز الأول وهي مسرحية "بائعة الكعك". إذن عروضنا لا تقل قيمة عن العروض الأخرى، وهي في تحسن.

الحمادي: مهرجان المسرح لم يلغ وموسم العروض أثرى الساحة

قال الفنان ناصر الحمادي رئيس فرقة الوطن المسرحية: منذ تسعينيات القرن الماضي تحول المشهد من أربع فرق الى فرقتين تقدمان جميع أنواع فنون المسرح، وكان مهرجان الدوحة المسرحي، وكانت هناك مشاركات خارجية، وانبثق المسرح الشبابي عن ذلك النشاط. في مرحلة أخرى، عندما تم دمج وزارتي الثقافة والرياضة كانت لدى المسؤولين رؤية بإلغاء مهرجان المسرح الشبابي لأسبابهم الخاصة، وإن كنت أرى أن مهرجان الدوحة لم يُلغى ولكن ربما توقف للنظر في كيفية إعادته مرة أخرى. ربما القصد من الموسم المسرحي هو إثراء الساحة بالأعمال المسرحية سواء كانت من الفرق أو من شركات الإنتاج التي دخلت على الخط وتم التعامل معها بمثل ما تعامل الفرقة المسرحية، هذا ربما أحدث جدلا في الساحة. كيف تعامل شركة خاصة معاملة الفرقة الأهلية؟ وكان الجواب أننا نهتم بالمنتج المسرحي وليس بالجهة التي تقدم العمل. نحن من جهتنا كفرق مسرحية نحاول أن نكون موجودين في الساحة بأكثر من طريقة، وهدفنا أن تكون العملية المسرحية مستمرة بقطع النظر عن الربح والخسارة.



من عروض المسرح الجامعي


إبراهيم محمد: الحركة المسرحية في تراجع شديد قال الفنان إبراهيم محمد رئيس فرقة الدوحة المسرحية: الحركة المسرحية للأسف الشديد في حالة يرثى لها؛ وفي تراجع شديد، قابل للانهيار في أية لحظة.. الحركة المسرحية تراجعت كثيراً بعد الضربة الأولى بدمج الفرق المسرحية في عام 1994م ونخشى أن تكون الضربة القاضية لها في الطريق، وهناك مؤشرات واضحة تساهم وتدلل على هذا الأمر.

أنا ضد إلغاء أي مهرجان وبالأخص مهرجان الدوحة المسرحي الرسمي، فهل يعقل أن  لا يكون لدولة تهتم كثيراً بالفن والثقافة مهرجانها الخاص؟ كيف نلغي مهرجان الدوحة المسرحي بعد أكثر من (35) دورة، وأحد أهم المهرجانات العربية لمجرد أنه لا يناسب المسؤولين؟

وأشار إبراهيم محمد إلى أن فرقة الدوحة ككل الفرق الأهلية ملتزمة بتقديم العروض المسرحية خلال الموسم المطروح والمتغير في موعده والذي لا تعرف بدايته من نهايته ، وهي جزء لا يتجزأ من الحركة المسرحية المحلية، وتعمل بكل قوتها لتسهم في تقديم الأعمال المتميزة بأسلوبها المعتاد والذي نحن مقتنعون به، ومستمرون في دعم التجارب الشبابية، وفي الفترة الحالية هناك شباب لهم تجارب ناجحة ويسهمون مع الرعيل الأول وأصحاب الخبرة في تقديم عروض مسرحية، وهنا أشد على يد المخرج فالح فايز الذي لم يبخل على الشباب بدعمهم وإشراكهم لهم في الأعمال المسرحية التي ينتجها.

وتابع: المعايير المفروضة لتقديم أي عمل مسرحي سبب من الأسباب التي تربك الحركة المسرحية، وتحد من الإبداع بدايةً من الموافقة على النص المسرحي وحتى اختيار المخرج والممثلين والمشاركين الآخرين والدعاية وكل ما يخص العرض المسرحي، ونفس الحالة تنطبق على لجنة الاختيار والتقييم بحيث يتم تقييم العمل المسرحي على ليلة عرض مسرحية ونسبة الحضور والمشاركين في العمل المسرحي. الحركة المسرحية لن تتطور بهذا الأسلوب وهذه المعايير المسرح لا يخلق نجم شباك مع احترامي للجميع .

أنور: الجهود المبذولة حالياً كبيرة والتقصير منا

قال الفنان محمد أنور: مسألة دمج الفرق تجاوزناها، ولكل مرحلة إيجابيات وسلبيات وأعتقد أن دمج أربعة فرق في فرقتين في المرحلة الماضية كانت جدا مناسبة، وإن كانت هناك سلبيات، حيث شهدنا ابتعاد عدد من الفنانين عن المسرح لفترة معينة، بعد ذلك زاد عدد الفرق والعدد مناسب جدا للمرحلة الحالية لتقديم الأعمال خاصة في ظل دعم وزارة الثقافة والرياضة، وفي ظل وجود سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة؛ ودوره الكبير في دعم الفنانين والحركة المسرحية.

بالنسبة الى إشكالية إلغاء المهرجانات، أعتقد أن تلك المهرجانات كانت تقام لمدة أسبوع، وكان العرض يقدم ليوم واحد فقط، أما اليوم فلدينا مهرجان يقام لمدة سنة كاملة. أعتقد أن الموسم المسرحي انعكس إيجابيا على الفرق الأهلية وشركات الإنتاج الخاصة. أما مهرجان شبابنا على المسرح فأعتقد أن الفكرة متطورة عن المسرح الشبابي ولها إيجابياتها أيضا.

في ما يتعلق بالمسرح المدرسي، كنت ضمن المشرفين في فعالية عيالنا على المسرح ومشاركا أيضا، وهو كذلك نشاط بطريقة مختلفة عن التربية المسرحية التي كانت موجودة في السابق من خلال عروض شبه محترفة. أعتقد أن الجهود المبذولة في الوقت الحالي كبيرة جدا؛ ونشكر وزارة الثقافة والرياضة على الدعم الكبير، وإن كان هناك تقصير فهو منا. 

سابقا لم تكن شركات الإنتاج لم تكن نشطة كما هي اليوم. كل شركات الانتاج تقدم أعمالا وتختار نصوصا لان هناك دعما وما دام هناك دعم فالكل سيستفيد من هذه المرحلة سواء من ناحية النشاط المسرحي ونلاحظ كفرق محلية أو شركات انتاج الجميع يعمل وينتج.

الصديقي: نعيش طفرة بالمسرح وعلى الجميع التكاتف

قال الشاعر والكاتب عبدالرحيم الصديقي: أعتقد أن وزارة الثقافة والرياضة بذلت جهودا كبيرة خلال السنتين الماضيتين لإنعاش المسرح من خلال الدعم اللامحدود من قبل رأس الهرم، والدليل عدد العروض المتاحة والتي وكانت بمعدل عرض كل شهر خلال الموسم المسرحي؛ وهذه طفرة لم نعهدها من قبل؛ ونأمل مع وجود هذا الكم أن نحصل في المستقبل القريب جدا على الكيف وهي الخلطة السحرية بين المتعة والفائدة والنقد البناء.. وهناك أيضا نشاط ملحوظ واهتمام بمسرح المدارس والمسرح الجامعي لأنهما النواة الأساسية لتغذية المسرح بوجوه جديدة، وأيضا لا ننسى مسرح الدمى والتجارب الجديدة الملفتة للإعجاب.

حقيقة؛ نحن نعيش طفرة في مجال المسرح وعلى الجميع التكاتف والعمل لإنجاح ودمج رؤية الوزارة مع المسرح الاجتماعي لإعادة الجمهور مرة أخرى الى شباك التذاكر، وأن يتحول المسرح الى روتين كما هو الحال مع دور السينما.

السيد: أتمنى عودة المهرجانات المسرحية

قال الفنان نافذ السيد: في الثمانينات كانت الفرق المسرحية الأربعة (الأضواء، والمسرح القطري، والسد، والفرقة الشعبية) كانت كل فرقة من الفرق الأربعة تقدم عملين في السنة، وكان اهتمامهم يتركز على اليوم العالمي للمسرح. بعد ذلك ألغي مهرجاني الدوحة والمسرح الشبابي، واستحدثوا المسرح الجامعي. أتمنى أن تعود المهرجانات كما كانت، ويعود مسرح التربية، وأن يكون المسرح المحلي في أحسن حال وأبهى حلة.

الشرشني: الحركة المسرحية تأثرت بالدمج 

قال الفنان علي الشرشني: الدمج أثر على الحركة المسرحية لأنه كلما زادت الفرق زادت الأعمال، بالإضافة الى وجود شركات الإنتاج يعطي زخما وتنوعا في الأعمال. أتمنى أن تعود المشاركات الخارجية كما كانت في السابق حيث كان مهرجان الدوحة المسرحي يساعد على اختيار الأعمال وبغيابه قلت المشاركات، لأن الأعمال الجماهيرية لا تناسب بعض المهرجانات. أتمنى أن يكون المسرح الجماهيري والأكاديمي والشبابي مستمرا طوال السنة. أتمنى أيضا إضافة المداس الإعدادية والثانوية للبنين والبنات الى فعالية عيالنا على المسرح، أو أن يكون هناك مهرجان مدرسي يجمع هذه المراحل كلها، ويعمل جنبا الى جنب مع مهرجان المسرح الجامعي.           

لينين الرملي الاحتفال برجل المسرح المصري والعربي

مجلة الفنون المسرحية

لينين الرملي الاحتفال برجل المسرح المصري والعربي


القاهرة – طارق الطاهر

يعدّ الكاتب المسرحي الكبير لينين الرملي، علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري والعربي، فهو صاحب تجربة إبداعية ثرية، فقد وصل عدد المسرحيات التي كتبها إلى 55 مسرحية، تعد علامات بارزة في تاريخ المسرح، كما حقق شهرة واسعة من المسلسلات التي كتبها، ووجدت إقبالاً كبيراً من المتابعين.

وتقديراً لهذه التجربة الثرية، فقد أقامت له وزارة الثقافة المصرية احتفالية خاصة، كرمته تقديراً لتفرد رحلته الإبداعية، ولهذه المناسبة صدر كتاب تذكاري عن المحتفى به بعنوان "رجل المسرح... لينين الرملي" للناقد جرجس شكري، الحاصل أخيراً على جائزة الدولة التشجيعية في المسرح.

في هذا الكتاب، نجد سرداً لرحلة الرملي وتأثيرها في المجتمع، وقد بدأ جرجس الكتاب بمقدمة له تكشف العديد من الجوانب في رحلة الرملي: "قرأت أعمال لينين الرملي المسرحية دفعة واحدة خلال شهر تقريباً، وذلك حين حصل على جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2006، الجائزة التي يتم منحها للكاتب الأكثر ثأثيراً في مجتمعه، ومن قبل كنت قد شاهدت له بعض العروض على خشبة المسرح، أو عبر شاشة التلفزيون، بالإضافة إلى أعماله الدرامية الأخرى في السينما والدراما التلفزيونية والإبداعية، وكان بالنسبة لي كاتباً متميزاً من نجوم المسرح التجاري، مع كل التحفظات على هذا النوع من المسرح، وأهمها الابتعاد عن قضايا اللحظة الراهنة، وقرأت هذه الأعمال حين طلبت مني إحدى الدوريات الكتابة عنه بمناسبة الجائزة، وحين بدأت القراءة تغيرت الصورة تماماً، واكتشفت الوجه الحقيقي لهذا الكاتب، الذي غير مفهوم مسرح القطاع الخاص في سبعينيات القرن الماضي، وكنت مشغولاً أثناء القراءة بالبحث عن كيفية تأثيره في المجتمع، ذلك السبب الذي حصل من أجله على الجائزة، وأثناء القراءة ظهرت صورة مختلفة عما كان في ظني من قبل، فمن خلال النصوص بدأت شخصيته تتجسد أمامي عبر مراحل متعددة، سواء في المسرح التجاري أو مسرح الدولة أو الفرقة الخاصة التي كونها مع زميله محمد صبحي، أو مع فرقته التي كونها بمفرده عام 2000 مع مجموعة من الهواة، وفي كل هذه المراحل كان لينين الرملي يقرأ أحداث المجتمع المصري؛ ويطرح أسئلة اللحظة الراهنة؛ ولكن من خلال أسلوب كوميدي في دراما اجتماعية، ثم تطور الأمر من أسئلة وجودية، إلى قضايا سياسية واضحة ومباشرة في مرحلة أخرى، لكنه في كل الأحوال كان يعالج عبث الحياة والمآسي التي يعيشها الإنسان بالسخرية في قالب كوميدي، فثمة وعي حاد بكل أحداث المجتمع المصري، وعلى سبيل المثال راح يحذر من سطوة الأجهزة الأمنية في مسرحية "اللهم اجعله خيراً"، ومن سطوة الماضي الذي أصبح الحاكم والمسيطر في "أهلاً يا بكوات"، ومن قبل ناقش الخرافة التي سيطرت على حياة المصريين في "عفريت لكل مواطن"، لذا فالكاتب الكبير لينين الرملي يعد بالنسبة لي ظاهرة وحالة نادرة في المسرح المصري".

وُلد لينين الرملي في 18 آب (أغسطس) 1945، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، كتب للتلفزيون ما يقرب من 30 عملاً، وللسينما كتب 12 فيلماً كان أولها مع صلاح أبو سيف في فيلم "مدرسة الجنس"، الذي لم تجزه الرقابة إلا بعد عشرين عاماً من كتابته، ومن أفلامه – أيضاً - "السيد كاف"، "البداية"، "الإرهابي"، "بخيت وعديلة"، "الجردل والكنكة"، و"هاللو أمريكا".

وقد حرص وزير الثقافة المصري الكاتب الصحافي حلمي النمنم، على أن يسجل في صدارة الكتاب ما يشبه تقييماً نقدياً لمسيرة المحتفى به: "يعد لينين الرملي كاتباً من أكبر كتاب المسرح في مصر والوطن العربي، شكل اتجاهاً جديداً في كتابة الكوميديا في عصره، له تاريخ حافل في المسرح والسينما والتلفزيون، يلاحظ المتابع لأعماله بسهولة أنها تدور حول العقل والنفس الإنسانية، فهذا هو دائماً شغله الشاغل، عقل الإنسان العربي، ومنهجية تفكيره، فكانت باكورة كتاباته المسرحية "انتهى الدرس يا غبي"، وسرعان ما نشاهد بعدها "المهزوز"، "أنت حر"، "تخاريف"، "وجهة نظر"، "أهلاً يا بكوات"، وأروع أعماله السينمائية مع رائد الواقعية المخرج الكبير صلاح أبو سيف "البداية"، ومن باكورة أعماله المتميزة "بالعربي الفصيح"، الذي أثار إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، بل وأشادت به الأقلام العربية والغربية، أيضاً، وكل الأعمال الفنية والأدبية، وما أطلق عليها من عناوين تشير إلى ما يهتم به لينين الرملي (العقل العربي)، فهو الكاتب الفذ والمفكر الموسوعي؛ الذي يهتم بإصلاح مجتمعه دائماً، لذا وصل إلى فضاءات لم يصل إليها أحد قبله.

----------------------------------------------------
المصدر : مجلة لها

الأحد، 13 أكتوبر 2019

الفنان محمد صبحي وتقنيات الأبتكار في الأداء المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

الفنان محمد صبحي وتقنيات الأبتكار في الأداء المسرحي

محسن النصار - مسرحي من العراق

الفنان محمد صبحي في ابداعه المسرحي وخاصة  في الكوميديا نجده فنان ملتزم  في اعماله المسرحية  ونجد وجهات نظر ثقافية و سياسية وأجتماعية في أغلب الشخصيات التي قام بتجسيدها على خشبة المسرح ويعتمد في أداء التمثيلي  في أغلب مسرحياته على أساليب وتقنيات الابتكار  في الأداءالتمثيلي للعروض المسرحية   وهي تلك الأساليب التي تشجع الممثل  وتحفزّه على الإبداع،في المسرح  من خلال أختيار الشخصية المناسبة للدور المسرحي الذي يؤديه في العرض كممثل تنوعت ثقافاته التي ينطلق منها لتجسيد الشخصية  نحو تحقيق الهدف ونجده في اداءه لأداوره المسرحيه  مقنعا  متلائما  متكيفا مع الشخصية التي يقوم بتجسيدها على خشبة المسرح  فلدية القدرة في الأبتكار  في  دوره ويكون متميزا  شكلا ومضمونا و بأسلوب يزرع الصدق والمقبولية لدى الجمهور المسرحي  ، من خلال الأداء التمثيلي الذي  يعيش فيه الواقع على المسرح لا أن يمثله ،  هذه الميزة جعلته سريع البديهية في الأداء  وحيويا ، يضفي على  الشخصية  الصدق على الخشبة بحضوره الحي , وبعتماده على  الألقاء التلقائي  على إيصال  المشاعر أكثر من اعتماده على نقل الكلمات , الأمر  الذي يؤدي الى  تحريك نفوس الجمهور والتحكم بمشاعره وأحاسيه بأتجاه متابعة العرض المسرحي  , وكلما كان شعور الجمهور موحداً, سيطرت عليه روح الجماعة التي يقوم بخلقها من خلال التكنيك العالي للأداء   ، وبدون تكليف لأمتلاكه التلقائية المطلوبة على المسرح بشروطها  ، كالمزاج ، والضبط ، والمرونة  ، والابتعاد عن الميكانيكية . وهنا يكمن أبداعه في التمثيل في تجسيد ادواره بأنماط عدة من الكوميديا كالهجاء والهزل والسخرية والتهكم التي تتناول القضايا السياسية والأجتماعية  كالعادات والتقاليد  والأخلاقيات , ونجده يقوم بأداءها بشكل يتسم بخفة الأداء والتلقائية فيخلق الكوميديا ذات الموقف المؤثر  التي يجد الجمهور فيها الرغبة  بالضحك و هذه الطريقة يقوم  بصياغتها  بحرفية وتلقائية تحسب له  من خلال اعتماده    على عنصر المفاجئة في الوقت المناسب ، لخلق الموقف الكوميدي  المؤثر  في أثارة  الضحك وجعل الجمهور (المتلقي ) في حالة ترقب  .
وهذا مانجده بأغلب المسرحيات التي قام بتمثيلها وتجسيد ودور فيها , كمسرحية الجوكر ,ومسرحية طبيب رغم انفة ,ومسرحيةإنت حر فرقة استديو 80 ,ومسرحية موزة و3 سكاكين ,ومسرحية الهمجي ,ومسرحية البغبغان ,ومسرحية وجهة نظر ,ومسرحية بالعربي الفصيح , ومسرحية تخاريف ,ومسرحية ماما أمريكا  ,ومسرحية عائلة ونيس , ومسرحية كارمن ومسرحية سكة السلامة 2000 ومسرحية لعبة الست ,ومسرحية زيارة السيدة العجوز, ومسرحية هاملت ,ومسرحية روميو وجوليت ,ومسرحية أوديب ملكا ومسرحية المهزوز ومسرحية الثعلب . 
والفنان محمد صبحي أثبت جدارته  في خلق تقنيات الأبتكار و الأبداع في التمثيل لأدواره المسرحية لم تأتي عن فراغ وانما جاءت  من خلال دراسته الأكاديمية  في  المعهد العالي للفنون المسرحية  , لذا نجده في ادواره يميل  الى التقمص الحقيقي  في تجسيد الشخصية  داخل فضاء العرض  المسرحي  وتعزيز الحالة النفسية السايكلوجية  الواقعية  بخلق جديد بعد ان يعتمد على الأداء االتقني والحرفي في ابتكاره لتجسيد الشخصية بواقعيتها في  الحياة   وبأحساس  الممثل الباحث عن تقنيات جديدة لخلق دور متميز يوصله نحو  الهدف الأسمى  من الناحية الشعورية و صياغة هذا الشعور داخل فضاء العرض المسرحي  عن طريق الأبتكار في بناء الشخصية بشكل فني مدروس  بالاعتماد على تجربته في الأداء التي تظهر لنا وكأنه قد قام بتحليل دوافعها وأفكارها وموضوعاتها بكل عناية ودقة للوصول بالشخصية المجسدة نحو السمو الروحي .

محسن النصار 
6/2/2018

المسرح عيادة نفسية في دراما كوميدية فلسفية

مجلة الفنون المسرحية

المسرح عيادة نفسية في دراما كوميدية فلسفية


شريف الشافعي - العرب


العرض الإماراتي "الساعة الرابعة" يعالج أزمة الذات مع المجتمع في المهرجان التجريبي بالقاهرة.

راهنت عروض المسرح الخليجي المتطورة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي السادس والعشرين الذي اختتم الخميس 19 سبتمبر، على التمرد والتحرر من القوالب النمطية في الأفكار والمعالجة والأداء والتقنيات، ومنها مسرحية “الساعة الرابعة” لفرقة جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح من دولة الإمارات.

شكل الجنون بأوجهه المتعددة محورًا شيّقًا وشائكًا في العروض الخليجية بالمهرجان القاهري، ولم تكتف مسرحيات الكويت والعراق والإمارات بإبراز هذا الجنون فنيًّا ورمزيًّا وتكنيكيًّا كمعادل للتثوير وكسر الضجر والسأم والرغبة في الانفلات من قبضة الروتين اليومي، وإنما جرت ممارسته فعليًّا على خشبة المسرح في بعض الأحيان، أي أن الممثلين أنفسهم قد تحوّلوا ببساطة إلى مختلّين، في مواجهة الأصحّاء. وتبادل الفريقان الأدوار في الصراع الأزلي الدائر حول السؤال المعلّق: “مَن العاقل حقًّا، وَمَن المجنون؟”.

العلاج بالحكي
في العرض الإماراتي “الساعة الرابعة”، على المسرح العائم الكبير في حي المنيل بالقاهرة، من تأليف طلال محمود وإخراج إبراهيم سالم وبطولة محمد جمعة وفيصل علي وآلاء شاكر ونيفين ماضي ونور الصباح وعبدالله محمد، اختلطت الأوراق وذابت الفواصل بين الخيال والحقيقة، وتلاشت الحدود تمامًا بين عالم الفن ومعترك الحياة، باعتبارها مسرحًا كبيرًا في الأساس.

هكذا، صار المسرح بديكوره وإضاءته وموسيقاه وتفاصيله عيادة نفسية معدّة لاستقبال المرضى الممثلين المصابين بالوسواس القهري بأشكاله المتنوعة (النظافة، التدين، الخوف من ضياع الممتلكات، تكرار العبارات، عدم التحكم في الألفاظ، فوبيا الخطوط المتداخلة). وبدت الدراما الكوميدية الفلسفية العميقة متحققة من تلقاء ذاتها من خلال دردشة هؤلاء الهاربين من دنيا الأسوياء مع بعضهم البعض في لحظة معينة، هي الساعة الرابعة، ذلك الموعد الذي تحدد لكل منهم على حدة لمقابلة الطبيب المعالج “نادر”.

تطرق العرض إلى عشرات الجروح ومواضع الخلل الفردية والجماعية والظواهر السلبية، متخذًا من السخرية والكوميديا والعيوب المرضية لدى شخصيات العرض وسائل لكشف العيوب السائدة لدى جميع البشر

إذا كان العلاج بالحكي والفضفضة الجماعية العفوية من الأنماط المجرّبة الناجحة في الطب النفسي الحديث، فقد سعى المسرح (العيادة) هنا إلى كشف المعاناة الداخلية للذوات الإنسانية المعذبة في الواقع المزدحم الملتبس، بهدف الوصول إلى تشخيص مشكلات المجتمع وأزماته الطاحنة، واقتراح وصفات علاجية لها.

واتضح مع نهاية العرض أن تحديد موعد واحد للمرضى جميعًا لمقابلة الطبيب ليس خطأ من الممرضة أو من برنامج الحجز في الكمبيوتر “السيستم”، وإنما هي حيلة مقصودة من الطبيب، ليُشفوا جميعًا من أمراضهم دون الحاجة إليه، عن طريق تجاوز كل منهم التركيز في محنته الشخصية، ونسيانها، من خلال الانشغال بأزمات الآخرين وأمراضهم ومحاولة الإسهام في حلها.

سلك الطبيب المعالج حيلة أخرى مكنته من إدارة الحوار بين مرضاه، وتوجيهه في المسارات العلاجية المطلوبة، هي أنه تنكر في شخصية أحد المرضى “فؤاد المحامي”، وهو ذلك الذي دفعه جنونه إلى صراحة زائدة، بحيث لم يعد يستطيع التحكم في عباراته الجارحة وشتائمه التلقائية المهينة للآخرين، بما أوصله إلى عزلة إجبارية، وأفقده كافة فرص العمل، وآخرها عمله كبائع ببغاوات، وهي مفارقة هزلية، إذ قلّدته جميع الببغاوات في ترديد الشتائم وفضح نقائص البشر.

ألعاب متداخلة
لم يكتفِ العرض المسرحي بتقديم مونولوجات ذاتية على كرسي الاعتراف وتفاصيل “ديالوجات” بين المرضى في جلسة علاج جماعية، دبّرها طبيب ذكي، فصنّاع العرض (المجانين) لم ينسوا أنهم فنانون، وأن هذا المكان مسرح وليس عيادة، وقد تجلت الفنيات والجماليات عبر عناصر المسرحية ومفرداتها، وتقنيات الاشتغال الدقيقة التي حوّلت الأزمة الطاحنة لكل مريض على حدة إلى قصص متشابكة، وخطوط حياتية متداخلة، ومواقف معقدة التقى فيها الحقيقي والمتخيل.

شكّل الوسواس القهري الثيمة المثالية للحالة المرضية “العامة”، التي أمكن تفريعها إلى خصوصيات مرضية ملائمة لكل شخص بمفرده، فكذلك حال المجتمع ككل تحت مظلة المحنة الطاغية، أو تلك الأزمة العامة، المتشعبة بدورها إلى تفريعات لا حصر لها من تمظهرات كارثية مؤلمة، وإصابات عصيبة دامية في البدن والروح.

محطات الشفاء والتعافي من القهر والوساوس

تطرق العرض إلى عشرات الجروح ومواضع الخلل الفردية والجماعية والظواهر السلبية، متخذًا من السخرية والكوميديا والعيوب المرضية لدى شخصيات العرض وسائل لكشف العيوب السائدة لدى جميع البشر، من الأسوياء كذلك، بما يعني أن كل إنسان معرّض للسقوط، ما لم يُطهّر ذاته كفرد، وما لم يتحرك المجتمع نحو الإصلاح وتدارك الأخطاء ودرء الأخطار.

من بين ما انتقده العرض الجريء، الذي حرص على البساطة دون إهدار التعمق، التعصّب الديني في التعامل بين المتشددين الإسلاميين والمسيحيين، وهيمنة القوى المتسلطة والأبوية على الشباب إلى درجة إفقادهم إرادتهم واستقلالية شخصياتهم، وسقوط الكثيرين فريسة للإدمان والعزلة والاستلاب وسيطرة الأفكار الهدامة والشذوذ عن الجماعة بما عرّضهم للقسوة وربما العقوبة.

وقدم العرض رؤيته للقيم الإنسانية المُثلى والمفاهيم الأعمق للإيمان والتسامح والتآخي والصداقة والمحبة كضرورات لمواصلة الحياة والتخلص من الضغوط والإحباطات والإخفاقات.

تضافرت عناصر الديكور المحبوك للعيادة النفسية، وإضاءة محمد جمال القائمة على الكشف والتعمية وتكثيف الضوء على المتحدث والجالس على كرسي الاعتراف، والساعة الكبيرة المعلقة على الحائط مشيرة عقاربها إلى الرابعة، وموسيقى موسى البلوشي المتوترة المصحوبة بتكّات الساعة الصاخبة، في صياغة عمل متكامل مريح للممثلين كي يعيشوا الحالة بأريحية، مطلقين قدراتهم التعبيرية باللغة العربية الفصحى السليمة والتي لم تكن متعسفة أو متعالية، وبالحركة الهادئة الدائرية في مكان ضيق، مخصص للتأمل والغوص الداخلي وإذابة العقد والتفاعل المنطقي المتزن والامتزاج التدريجي عبر التصاعد الدرامي المدروس.

لجأ العرض إلى تقنية “الأقنعة” مرتين، في بدايته ونهايته، للإشارة إلى تساوي مجتمع المجانين (المرضى قبل شفائهم)، ومجتمع العقلاء الأسوياء (المرضى أنفسهم بعد تعافيهم)، فالأزمة الحقيقية تكمن في أن أحدًا لا يعيش بوجهه الحقيقي، ولو فطن الجميع إلى ذلك، وعاشوا شخصياتهم الطبيعية دون كذب ولا تجمّل، لحدث مبكرًا ما أعلنه الطبيب المعالج في ختام العرض: “أغلقوا المصحة، لم تعد هناك حاجة إليها”.

صدور العدد الثانى من مجلة المسرح برئاسة الناقد عبدالرازق حسين

مجلة الفنون المسرحية


صدور العدد الثانى من مجلة المسرح برئاسة الناقد عبدالرازق حسين


جمال عبد الناصر - اليوم السابع

احتفاء كبير تشهده الساحة المسرحية بعودة مجلة المسرح فبعد إصدار العدد الأول وما ناله من إشادات من قبل عدد كبير من المسرحيين والمحبين للمسرح والمتابعين لحركته صدر مؤخرا العدد الثاني والذي يشمل مقالات نقدية لأهم المسرحيات الموجودة علي الساحة وتقارير عن الحالة المسرحية في مصر.

مجلة المسرح تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية برئاسة الفنان ياسر صادق الذي يتولي أيضا رئاسة مجلس إدارة الإصدار ويراس التحرير الناقد المسرحي الكبير عبدالرازق حسين الذي كرم مؤخرا في الدورة الماضية من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي .

العدد الجديد يتناول آخر مقالات الناقد والكاتب الدكتور احمد سخسوخ قبل رحيله والذي تناول فيها تحليلا نقديا لمسرحية " غزل البنات " التي قدمها النجم محمد صبحي مؤخرا علي مسرح بمدينة سنبل كما يحتوي العدد علي دراسة نقدية مهمة للدكتور مدحت الكاشف بعنوان الاشكاليات والتحديات .. الممثل وتكنولوجيا الصور وتغطية شاملة لمهرجان مسرح الهواة بالإسكندرية واكثر من مقال عن المهرجان القومي للمسرح ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بالإضافة لمقال نقدي للككاتبة نورالهدي عبد المنعم حول مسرحية " طقوس الاشارات والتحولات .

ومن أهم الموضوعات وأكثرها جاذبية و إنقرائية في العدد الثاني موضوع كنوز المركز القومي للمسرح " يوسف وهبي رمسيس الفن الذي لن يتكرر " والذي يحمل صورا نادرة لعميد المسرح المصري والعربي ومقتنيات نادرة له وملابس المسرحيات التي قدمها . 
                                                         صور ملابس المسرحيات التي قدمها يوسف وهبي

                             ملابس المسرحيات التي قدمها يوسف وهبي 
                                                   صورة ليوسف وهبي مع زوجته
                                                    زكي طليمات ويوسف وهبي في صورة نادرة

مسرحية " التواري خلف الأمواج " بثلاث فصول تأليف : عزت عفيفي قطب

مهرجان الـهــواة بين الغـِواية والهاوية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان الـهــواة بين الغـِواية والهاوية

نجيب طلال 

إشــارة واضــحــة:

نعلم أن البعض يؤطرنا وسيؤطرنا آخرون من خلال هاته المواضيع في صف [ النوستالجيين] وهذا قـول مردود؛ لأن فيه نوع من الهروب للأمام بالنسبة للقوالين والكوالسيين؛ لأن الأغلبية تخلت عن دورها التاريخي/ الإبداعي الحق؛ وهرولت نحـو ( الأموال) مزاحمة خريجي المعهد والمتفرغين للممارسة المسرحية ! وماذا استفادت لحد الآن ؟ سؤال نرجو أن يكون من يعنيه الأمر أن يرد عليه بالحجة والمحاججة المنطقية ؛ وإن كانت قضية ( بطاقة الفنان) ستخرس من يعنيه ( الأمر) ذاك الذي تخلى وباع تاريخ مسرح الهواة ؛ هنا لن نكون عَـدمين بل من حق المرء أن يحسن وضعه المالي ولكن ليس على حساب بيع روحانية الإبداع وتشويه قيمة الإنسان الكائن في ذاك الإبداع  .وإيمانا بمنشور رقم 99/30 (1) الذي لم تفعله الجهات المسؤولة في حق المسرحيين؛ ربما لأسباب استراتيجية ستظهر فيما بعْـد. لكن الأهَـم عندنا هاهنا الإنزال المهرجاني الذي تطاول بشكل سافر على مسار تاريخي بأكمله ؛ فحبذا لو أعـطي للمهرجان صفة أخرى كمهرجان – الناشئة أو المستقل أو الرديف أو النواتي أو الشباب الحيوي أو المستقبل أو الطلائع....لخلق التميز وتلافي التطاول.                                         وذلك احتراما وتقديرا لتاريخ وعطاء مسرح الهواة بالمغرب؛ الذي يعتبر بحـق المؤرخ الحقيقي للحظات السياسية / الثقافية/ الاجتماعية. من هنا كانت له بالغ الأهمية والدورالـريادي فى إثراء الساحة الثقافية والإبداعية وتفعيل الواقع المسرحي تحديدا ؛ بتفاعله بالحركية الاجتماعية والسياسية محليا ودوليا . ولكن [ كـل] المسرحيين لم تهُـزهم الحمية الإبداعية ؛ وليس حنينهم ونوستالجيتهم على صرح أمسى يعيش الإندحاروالإنهياربسرعة برق ! عجبا لم تحركهم غيرتهم النضالية على تاريخهم الذي ضاع في دواليب الغواية ؛ من أجل طمس هويته واغتيال الـوجه الحقيقي للمسرح المـغربي لينهار الأمل في مسرح كان الصوت والوجه الحقيقي للقضايا الإجتماعية والسياسية للجماهير. إنها حرب مكشوفة على المسرح المغربي لكي يـتحـدد الإطار المستقبلي  كان مسرح كائنا بكينونة تجاوزها الزمن ولم يعُـد مواكبا للفكر العَـولمي ؟ ياله من طرح سيكون بليدا وليس استبلادا وهناك مهرجانات للهواة بصيغة ما هو متعارف عندنا ، لازالت قائمة الفعالية والحضور عبر العالم. ولها  جمهورها؛ كما كان للهواة جمهور غفير؛ بخلاف الآن فالمسرح (المدعم) يعاني ما يعانيه من غياب الجمهور.  وفي إطار هـذا وارتباطا بما يسمى مهرجان مسرح الهواة سواء في دورته الأولى ( مراكش) والثانية ( آسفي) يلاحظ  وبشكل جلي صمت مريب وإحجام أصوات وأقلام المسرحيين على تقييم علني  لدوراتيه ، ومحاولة كشف خبايا هذه التظاهرة التي لا تمتلك أسباب النزول ( ! ) وهو أمر موكول إلى رغبة الذين يطبلون للمسرح في الموائد والمنابر تلافيا  للعْـنة وغضب من يدبر خيوط الهيئة . الشيء الذي قد يحرمهم من إمكانية استضافتهم أو استفادتهم [ الدولارية ] وهل يستطيع أن يصرح من هم منتسبين للمسرح (الاحترافي) وينالون الدعم والترويج ؛ سبب تواجدهم في رحاب ما يسمى مسرح الهواة (د/2) بآسفي كـفاعلين ومساهمين؟؟ (2)                                                                                  أما على مستوى التحليل وتناول الظاهرة التي أنزلت في غفلة { ديونيزوس} لا أحد ترصد لها  اللهم مقالة (3) التي أبدت ملاحظات أولية على أمل الترصد للمهرجان في دورته الآولى؛ ولم يتم ذلك ؟ وهناك مقالة (4) اعتقدت أن بـِطولها ستكشف لنا بعض ما خفي أو بعض الملابسات التي اعترت الدورة الثانية؛ أو دفاعا عن المحتجين سلبا أو إيجابا. لكنها مجـرد [مقالة ] تقريرية / إخبارية لما جرت أطواره ليس إلا ( ! ) وما أشرنا إليه في تدوينتنا بالقول:( هل يستطيع أحد من أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان مسرح الهواة(د/2) بأسفي :أن يتطوع لإغناء المشهد المسرحي؛ بقراءات للعروض المشاركة؟؟ (5) لكي نفهم المستوى المعرفي/ النقدي لأعضاء اللجنة ؛ وإن كان ليس من اختصاصهم . لكن مادام رئيسها اخترق أعراف ماهية اللجنة ؛ وتقدم ببيع كـتـُبه ( كِـدت أراه / رماد أمجاد) لأنهـا من منشورات الهيئة العربية للمسرح ! هنا فالمسؤولية مشتركة بينه وبين المبرمجين ! مقابل هـذا هنا من أطر مناقشة العروض؛ فلماذا لا يفيدوننا بقراءات منهجية ؛ لكي يستفيد الجميع .ونفهم هل هناك تطور نوعي ؛ إبداعي؛ شبابي أم اجترار لما يسمى عرض مسرحي ( ليس إلا) مادامت المناقشة اتخذت صيغة ( ندوة تأطيرية) كمصطلح وإن كان غير مضبوط  ولا منضبط في الجهاز المفاهيمي.
أسباب النزول:
في إطار الاحتجاج الذي نظموه مسرحيو مدينة – آسفي – على إقصائهم وتهميشهم ؛ أشرنا بالقول (6) ولماذا قبلوا حـوارا في الشارع العام مع [مدير إدارة المهرجانات] الذي مارس المواربة في حق المحتجين لحظة اختتام المهرجان؟    فـعـبرَما هُـوموثق بالصوت والصورة (7)  يلاحظ أثناء دخول رئيس الهيئة العربية للمسرح  لتتبع اختتام المهرجان؛ اقتحم [مدير ادارة المهرجانات ] وقفتهم . وتلك طريقة لا تنم عن أسلوب حضاري لمناقشة مثل هاته القضايا؛ وتبرير الأخطاء التي وقعـت وبالإمكان تصحيحها في الدورة المقبلة ؛ مما يتبين أن له نسبة في إقصائهم ؟ وذلك من خلال طلب المحتجين أن يقف أمام الملأ  لكي يعتذر عن هـذا الخطأ. هنا السؤال الجوهري: كيف رفض الإعتذارعن الإقصاء والتهميش وهو في مقام [[مدير إدارة المهرجانات]]؟ لكن كما يقال الحقيقة تظهر من زلة اللسان، بحيث تبين حسب قوله أنه صاحب فكرة إنزال مسرح الهواة بصيغة - الهيئة العربية للمسرح – مؤكدا بالقول الصريح: أردنا أن نرجع للهواة شأنهم وقيمتهم؛ فقبلت الهيئة العربية مقترحنا؛ حتى أن وزير الثقافة رحب بالفكرة وأكد على إرجاع مسرح الهواة من جديد (8) فظاهـرالقـول ؛ ضرب صريح لتاريخ إبداعي ونضالي لا يستهان به من التضحيات والعطاء والفعاليات. وإن كان[[مدير إدارة المهرجانات]]؟ لم يكن يوما يشكل قوة في رحاب مسرح الهواة ؛ حتى أنه في سيرته الذاتية يذكر: أنه قـد بدأ مسيرته المسرحية ضمن مسرح الهواة (الفرق التمثيلية البيضاوية لبوشعيب رشاد (1968 – 1974) وحصل عام 1975 على التنويه به كممثل صاعد ، تولى في الفترة من1980 -1984 الإشراف الإداري والفني على مهرجان المسرحية القصيرة بالدار البيضاء (9)هـنا تم القـفـز على جمعية الشامل للمسرح وقفزات أخرى [ ذلك شأنه] ولكن الذين يتحـدثون عن التوثيق للحركة المسرحية المغربية ؛هل بإمكانهم إفادتنا  وأن يحققوا توثيقيا من هـم أعضاء (الفرق التمثيلية البيضاوية لبوشعيب رشاد ) ما بعـد توقفها سنة "1942/1955  ؟       لاسيما أن هناك اتفاق بين الهيئة العربية والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية وذلك: تنفيذا للاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح بمساهمة المبدعين المسرحيين العرب سنة 2012 وتثمينا للجهود التي تبذلها الهيئة في شتى مجالات المسرح وخاصة النشر والتوثيق، واستمرارا في إغناء مشروعها “خزانة ذاكرة المسرح العربي”(10) والسؤال المحير هل عملية التوثيق ستنطلق من بداية تمظهر المسرح المغربي كما وردفي الاستراتيجية أم ستكتفي بما هو كائن ومتداول في غياب الوثائق والمستندات؛ وبالتالي فهل فهذا المهرجان الذي تشرف عليه الهيئة سيندرج في السياق؛ رغم تمظهر الغواية والانحراف عن طبيعة مفهوم التظاهرات من غياب جمهور مسرحي وطلابي/ وتلاميذي كفئة مستهدفة من الأنشطة والعروض ذات طابع شبابي ؛ نظرا لتنظيمه  أثناء العمل والدراسة ؟ ربما أردوا أن يؤسسوا جمهورا من ( العاطلين/ المتقاعدين) إضافة لغياب ضوابط قانونية صارمة؛ هل هو مسرح للهواة أم لمحترفين أم للمتفرغين ؟ وللتذكير ففي سنة 1961 أصدرت وزارة الشبيبة والرياضة ؛ معية مركز الأبحاث المسرحية مذكرة صارمة تمنع المتفرغين/ المحترفين؛ المشاركة في إقصائيات مهرجانات الهواة . لكننا في هذا المهرجان نلاحظ حضورما لا يجمع حسب التظاهرة؛ التي اعتبرها [[مدير إدارة المهرجانات]]؟ امتدادا لمسرح الهواة وهناك قول مسؤول يفند هَـذا الامتداد بالقول:... وعليه فإننا نسعى ليكون هذا المولود الجديد إضافة نوعية للممارسة المسرحية الوطنية في تنوعها وتعدد اختياراتها الفكرية والجمالية. ولأننا نعتبر الهواية بمثابة القنطرة المفصلية التي تساهم وبشكل قوي في تعزيز ممارسة مسرحية سليمة مبنية على التكوين والبحث والمثابرة (11) إذ هذا قول واضح ولا غبار عليه؛ لكن يقابله قول - الشراكة - التي فيه نوع الغموض ؛ ولا ندري من الناسخ من المنسوخ من خلال ما يسمى ( مسرح الهواة) إذ يقول: فإن المغرب اختارأن يتوجه نحوهواة المسرح ليعيد بذلك الحياة لتلك المدرسة المسرحية الهاوية التي صنعت أمجاد المسرح المغربي في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات حيث سطعت العَـديد من الأسماء المسرحية في الابداع والنقد والبحث والتي لازال بعضها يغذي الساحة ...إلى جانب الإطارات الشابة الجديدة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. وبذلك سنكون قد استعدنا ذلك الجسرالرابط بين الهواية والاحتراف (12) ولكن ما علاقة خريجي المعهد بالتظاهرة ؟ وهل التظاهرة فعلا محددة للهواة أم لرواده ؛ ومظاهـرالإنزلاقات نحو الهاوية بادية للعيان في دورته الثانية ؛ بحكم أن الوضع المسرحي المغربي ملتبس ؛ ومِـن التباسه تم اكتساحه.                      فلماذايا ترى لم تتم شراكة مع مسرح الهواة الجزائري الذي عمر ل52 دورة بدل تنظيم ورشتين في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم ؛ هل تحسبا لما وقع سنة2017 : أن عددا من المسرحيين الجزائريين كانوا قد عبروا عن استيائهم من عمل الهيئة في الجزائر ومن إقصائهم من المهرجان(..... )ومن ينتقدوننا من وراء الشاشات نقول لهم إنه لا زعامة في الثقافة وأتحداهم إن طلبوا منا شيئا ورفضنا بل منهم من فتحنا له الديوان الوطني طولا وعرضا (13) أم أنه يتوفر على استقلالية وليس تابعا لوزارة الثقافة ؛ كما هو الشأن للمسرح الهاوي بتونس الذي عمر زهاء(44- دورة) فلما لم يتم اكتساحه ؟ علما أن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الإماراتي شدد ، إسماعيل عن دور الهيئة في دعم المسرحيين الهواة العرب وذلك بقوله: إن الهيئة وبناء على عملها الاستراتيجي تولي اهتماما خاصا لمسرح الهواة وهواة المسرح، وقد بدأت منذ عامين وضع مشاريع تنمية هذا القطاع من المسرح موضع التنفيذ (14) فهل هاته الاستراتيجية ستعيد للمسرح الهاوي المغربي بهاءه وإشراقته، ليصبح ركيزة قوية تستند عليها الحركة المسرحية الاحترافية ؟ علما أن لدينا نزوات عابرة تقضى باسم يافطة تحمل صفة ( الاحتراف ) بدون روحه وضوابطة ومفاهيمه القانونية والتقنوفنية . 
استـخلاص :
أما قضية [توطين] المهرجان في ( آسفي) وإن كان هذا المصطلح لم يناقش بعد؛ لأسباب مجهولة . فالآمر يعْـدو غواية مصيرها الهاوية ؛ نظرا أن التوطين يحمل في عمقه الإستقلالية المالية والإدارية؛ مقابل انوجاد بنيات تحتـية وفضاءات ملائمة لمفهوم التوطين المسرحي والإبداعي . لكن العجيب أن مسألة التوطين ذكرتني بمحاولة توطين موسم سيدي دانييل وأبنائه السبعة؛ بأساليب مثيرة جـدا ! فالمسفيويـون ربما يتذكرون ذلك جيدا . وحتى لا يكون موضوعنا مندرجا في الغواية ؛ نتمنى أن يكـون مجرد أضغاث أحلام ، ولكل امرئ ما نوى . 

الإحــــالات :
1 ) منشور رقم 99/30 مؤرخ بتاريخ 10 شعبان 1420 (19 نونبر 1999) حول عدم الجمع بين الوظيفة والأنشطة الحرة
2) انظر للتعليقات حول التدوينة  في جداريتنا بتاريخ 01/10/2019
3 )ملاحظات حول مهرجان الدورة الأولى بمراكش لبوسرحان الزيتوني في موقع مساحات مسرحية بتاريخ18/04/2018 الغريب أن أرشيف هذا الموقع ممسوح ؛ والذي يشرف عليه بوسرحان الزيتوني نفسه .
4 ) اختتام فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بأسفي .. تتويج مسرحية «بيريمي» و» توطين» المهرجان بأسفي الكاتب : عبدالحق ميفراني عن جريدة الإتحاد الاشتراكي بتاريخ : 07/10/2019
5 ) انظر للتعليقات حول التدوينة  في جداريتنا بتاريخ 02/10/2019
6) مقالتنا حـربائيـة في مهــرجان هـــواة المسرح بالمغـرب !! بتاريخ 07/10/ 2019منشور في العديد من المواقع الثقافية والمسرحية
7 ) انظر( يوتيوب) لقناة اسفي الجنوب: تحت عنوان- مسرحيو آسفي يحاصرون مدير المهرجان الوطني للمسرح الهواة – مؤرخ بتاريخ 3 /10/ 2019 وإن لم يجـده فهو مثبت في جدارية – فاطمة بنكروم – زوجة الراحل – حوري الحسين
8) نـفس( يوتيوب) لقناة آسفي الجنوب:
9) سيرة ذاتية في مجلة الفنون المسرحية بتاريخ 21/ يوليوز/2017- المصدر مجلة الهيئة العربية للمسرح ومنشور( كذلك)  في موقع تافوكت بتاريخ27/يوليوز/2017
10) إعلام الهيئة العربية منشور في المجلة - بتاريخ 16/10/2018
11) كلمة السيد الوزير منشورة في كتيب المهرجان في دورته الثانية بآسفي
12) كلمة الهيئة العربية للمسرح منشورة في كتيب المهرجان في دورته الثانية بآسفي
13) تصريح لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة في جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 22/01/2017 /- بعد شهور تم إعفاؤه وإنهاء مهامه من المديرية العامة للديوان.
14) تصريح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح المصدر:الشارقة : جريدة البيان الاماراتية بتاريخ 02/09/2019

تأبين عملاق المسرح سامي عبد الحميد في بيت المدى

مجلة الفنون المسرحية

 تأبين  عملاق المسرح سامي عبد الحميد في بيت المدى 

بغداد/ محمد جاسم - المدى  

كعادته في استذكار وتأبين رموز الثقافة العراقية، كان بيت المدى في شارع المتنبي سباقا في تأبين عملاق المسرح العراقي "سامي عبد الحميد" كأول مؤسسة تؤبنه.



وكان تأبينا فخما يتناسب وعظمة هذا المعلم الذي كان خير مدرسة في المسرح العراقي لاجيال كثيرة تخرجت من تحت عباءته، اذ انه امضى اكثر من سبعين عاما في الفن مؤلفا ومخرجا وباحثا واستاذا جامعيا ومشرفا على الآلاف من اطاريح الماجستير والدكتوراه.

سيد المسرح

قدم للجلسة د. سعد عزيز عبد الصاحب وقال:- كيف لي ان ارثيك يا سيد المسرح والحياة، وانا لا اجيد الرثاءات.. سيد معنى المعاني.. المبهر بالماء والنار والعاصفة. كيف لي ان استذكر مآثرك ومناقبك وهي اكبر واوسع من ان تحصى او تجمع.. كيف لي ان ادخل قاعة المسرح ولا اتوضأ ببهاءك وصوتك المجلجل الذي اكتنز في المتنبي كل احتجاجاتنا ومراراتنا ورفضنا. كيف لي ان ادخل قاعة الدرس ولا اراك قائما قبلنا تمسك بكتاب او دفتر صغير.. تقاطعني بابتسامة.. ان اتفضل.. وانا الذي لم يتجاسر على الدخول. ففي هيبتك ووقارك شيء لا يدركه الا الراسخون في العلم.

60 كتابا

واضاف:- كيف لي ان اقلب صفحات كتبك التي ناهزت الاربعين كتابا وعشرين اخرى مترجمة، دون ان اقف مذهولا صاغرا لجهدك الجبار. وانت تعطي المعنى والامثولة والموقف الحي حين اعليت من شأن الممثل في الحياة عبر ادائك السامق للشخصية حمادي في مسرحية نديمكم هذا المساء. وتجربتاك الاخراجيتان اللافتة لمسرحيات (الى اشعار آخر) و(الكفالة) و(شكرا لساعي البريد). ودعا الى اقامة تمثال نصفي للراحل امام قسم المسرح بالكسرة.

متحف العظماء

وقال د.صلاح القصب:- لا ارثي الوهج الذهبي في مسرحنا، لانه الزمن المتدفق والجيل الاول الذي يشكل الفضاء الاوسع لمدخل رسم خارطة وهندسة فضاءات المسرح العراقي. سامي كان حلقة في هذا الجيل واسس قراءات اخراجية جديدة. واخترق موجة البحر بمركبه الفظي ليؤسس مدنا جديدة حول عباب المحيط. رحلته كانت تشع ضوء الذهب الذي يمتزج بموجات البحر الفضية، وكان بحارا يعرف خطورة الامواج كي يصل بنا الى ما نحن الآن. رحلته اكتشافية.. اكتشف قارة التجريب فكان اول مجرب في مسرحنا. اقترح على وزير الثقافة اقامة متحف العظماء لمبدعينا في شتى مناحي الحياة حتى نحفظ لهم انجازاتهم العظيمة.

شيع بلا ممثل للحكومة

الفنانة د.عواطف نعيم قالت:- من الصعوبة ان تتحدث عن استاذك، في وقت يقتلنا التجاهل الرسمي للمبدعين الكبار. سامي قامة كبيرة صعب ان تتجاهله الدولة، كما تجاهلت مبدعين آخرين. هل ننسى ابو عطية في الذئب وعيون المدينة او المتنبي. كان يؤمن بان العلم كنز ثمين ولم يبخل على احد بعلمه وفهمه ووطنيته. رافقته تلميذة وممثلة ومخرجة وفي كل الاوقات كان مبدعا كبيرا ومتواضعا بشكل مدهش. هو مترجم قدم لنا كنزا من المعلومات والتجارب. ومؤلف للعديد من الكتب التي تنور حياتنا المسرحية. زرته في المستشفى ويغسلون كليته يوميا لمدة ثلاث ساعات ونصف. ويكلف ذلك 250 الف دينار يوميا في المستشفى الخاص ولانه لا يملك ذلك دخل في المستشفى الحكومي. (والله كثيرة على سامي عبد الحميد العملاق ان تدفع له الحكومة مثل هذا المبلغ). ويبدو ان الحكومة تسعد برحيل المبدعين. ومع الاسف انه شيع بلا ممثل للحكومة لا وزير ثقافة ولاغيره. مع كل الاسف ان يحدث ذلك في عراق خدمه عبد الحميد اكثر من سبعين عاما. علينا كما قال القصب ان نقيم متحفا للعظماء.

في السبعين ويمثل بروح الشباب

الفنان عزيز خيون قرأ ابياتا للشاعر حسب الشيخ جعفر قال فيها:- لوانني مثل ابي العلاء اعرف كيف امسك الفؤاد كالثور من قرنيه او اكتف الهناء من قهوة الهموم والسهاد. لوانني مثل ابي نواس يضيء لي الجبين جوهرة بيقيني بجرة مكتوفة لو شاء، لو ان قلبي قشة من ريح تأخذه مني فاستريح. وهكذا مات سامي عبد الحميد... كنت محظوظا لاني تتلمذت على يديه وبقية الكبار. سأتحدث عن موقفين مع استاذي الراحل الاول في مسرحية مع المخرج ((ابراهيم جلال)) جاء سامي متأخرا فوقف يعتذر لكن جلال لم يعذره. وظل يؤنبه ويسمعه كلاما لاذعا وهو مكتوف الايدي ويكرر نعم استاذ وحاضر استاذ. هكذا هي اخلاق الكبار. 

والثانية كنت مخرجاً في ((ابحر في العينين)) ورافقني ممثلا مع د.عواطف نعيم كاتبة للنص وممثلة، والفنان ((صفوت الغشم)) من اليمن مع د. رياض شهيد من العراق. فعلمني الكثير، وفاجأني بالاكثر… في تواضعه الجم، وهو يستقبل ملاحظاتي، برغم انشغالاته التي اعرف واقدر، كنت اسابقه بالحضور للتمرين لكن لم افلح، لانه يسبقني دائما. وكانت قاعة التدريب مخزنا للازياء في بغداد، ينعدم فيهاالتكييف، كالمقلاة الكبيرة، وسامي يعصر فانيلته فينز منها الماء من الحر. ويشكو من كبر سنه والحالة تتطلب عمر الشباب وتحمله، لكني ظللت اشجعه بانه شاب وبامكانه التحمل. ويعتذر ونعود الى ان اكملنا البروفات. ثم قدمنا العمل بنجاح كبير في مهرجان المسرح الاردني.. فقال احدهم (في هذه الليلة لم نر سامي عبد الحميد ابن السنوات السبعين، انما لمسنا فيه روح الشباب وهي تبدع على المسرح حياة تتجاوزالتوقع).

سامي لا يفنى حين يدفن

وقال د.حسين على هارف:- انكم تدرون اننا.. حين نموت لا نعود.. لم يعد يوما من الموت احد.. رغم هذا، فالبذور،لا تفنى حين تدفن... ربما الانسان ايضا لا يفنى حين يدفن.. ربما سامي لا يفنى حين يدفن ولهذا قد يعود ذات يوم.. ذات عرض.. فاتركوا له في عمل المسرح مقعدا شاغرا... وانتظروه. واضاف هارف:- انه يفخر بان يكون قد تتلمذ على يد الراحل في مرحلة البكلوريوس ثم اشرافه على دراسته للماجستير ومعها الدكتوراه. وعمل معه كمساعد في التدريس واخراج جزيرة الماعز وكليوباترا. لقد رحل عرابنا وترك من بعده ارثا خالدا. ويجب ان نستذكره دائما. 

غاب وظلت مشاريعه قائمة

وقال الاعلامي طه رشيد:- الاكاديمي والفنان عبد الحميد واحد من قلة ممن يبحثون عن الجديد الإبداعي مخرجا كان ام ممثلا، فشهد له مسرحنا تجارب ما زالت خالدة في الذاكرة: تموز يقرع الناقوس، قرندل، حفلة سمر من اجل حزيران، هاملت عربيا، بغداد الازل بين الجد والهزل، نفوس، رحلة في الصحون الطائرة، اغنية التم، الملك لير، المتنبي، ثورة الزنج، ملحمة كلكامش، بيت برناردا البا. وتجارب سينمائية وتلفزيونية. لكن هواه ظل مسرحيا، مكرسا جل وقته للفن المسرحي تطبيقا ونظريا، فكتب العديد من الكتب والمقالات والترجمات. ذهب سامي عبد الحميد وما زالت مشاريعه قائمة، وسنواصل المسيرة على خطاه بالبحث عن الجديد. لقد وقفت كل الجهات المسرحية العربية احتراما لغيابه الجسدي، أما سلطاتنا الثلاث فلم تنتبه لغياب قامة باسقة، فلا علم نُكس ولا برقية تعزية وصلت ولا حضور «رفيع» في يوم تشييعه.

شيخ أم عميد أم ملك

وقال كمال العامري مدير بيت البياع الثقافي:- الراحل كان مشرقا بيننا منذ ايام في سوح الدراما وصولات الفروسية في التمثيل والاخراج. في المسرح كان شيخا ام عميدا ام ملكا ام كل العناوين؟ لم المس في غيره كتواضعه وخلقه المتسامي. برحيله ارتسمت في حدقاتنا جميعا حيرة الايتام. وقال الفنان كافي لازم:- زرته قبل يومين من وفاته في منزله واكد على احياء فرقة الفن الحديث العريقة. وقبلها قابلنا وزير الثقافة وسنقابل امينة بغداد للبحث عن مكان للفرقة، ونكحل عيوننا بيافطة تحمل اسم الفرقة مجددا. ثم قدم اغنية من مسرحية ثورة الزنج التي اخرجها الراحل. كما قدم مشهدا من حوارية مسرحية المتنبي التي مثلها عبد الحميد. كما تحدث الفنان د. جبار محيبس فقال:- كان فنانا حداثويا مؤمنا بالعلم وناصيته، وطيبا ومتواضعا. وتخليدا له كتبت نصا مسرحيا بعنوان (ارامل سامي عبد الحميد) تلك المسرحية التي لم يقدمها رغم محاولاته العديدة. اخيراسيبقى رمزا لكل الاجيال.


السبت، 12 أكتوبر 2019

25 نشاط خلال مهرجان الصعيد المسرحي الرابع بأسيوط

مجلة الفنون المسرحية

25  نشاط خلال مهرجان الصعيد المسرحي الرابع بأسيوط

احمد مصطفى :
 
اختتمت  مساء اليوم فعاليات مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة في دورته الرابعة "دورة الكاتب ألفريد فرج" وذلك بقصر ثقافة أسيوط والتي تضمنت 25 نشاط ثقافي متنوع بمشاركة المئات من جماهير أسيوط وأكثر من 130 مسرحي صرح بذلك المخرج شعبان المنفلوطي مدير المهرجان وقال إن الأنشطة تضمنت  8 عروض مسرحية و8 ندوات نقدية تعقب العروض وورشتين تدريبيتين أحدهما في الكتابة والأخرى في التمثيل والإخراج وفيلمًا وثائقيًا وعرض الافتتاح و3 ندوات متخصصة وعرض لفريق كورال مركز أحمد بهاء الدين الثقافي ومعرض للأشغال الفنية. 

أضاف شعبان المنفلوطي أن الندوات المتخصصة تضمنت ندوة "التجريب في المسرح" والتي انعقدت مساء امس، إلى جانب ندوة لعرض تجربة فرقة الورشة المسرحية مع المخرج حسن الجريتلي وتعرض مساء اليوم، فضلاً عن ندوة حول مسرح ألفريد فرج وانعقدت في اليوم الأول للمهرجان، شارك في الندوات النقدية نخبة من كبار الخبراء ومنهم المخرج والناقد صلاح فرغلي والكاتبة رشا عبدالمنعم والممثل والمخرج محمد شندي والمخرج أحمد إسماعيل والفنان فهمي الخولي والمخرج طارق الدويري والمخرج عادل حسان والمخرج أحمد السيد والمؤلف أحمد أبوخنيجر والدكتور محمود نسيم والمخرج والفنان شريف القزاز والكاتب والناقد جرجس شكري والمخرج حسام عبدالعزيز، هذا وانعقدت جميع الفعاليات في قصر ثقافة أسيوط في حين يختتم المهرجان أعماله بحفل كبير يتضمن توزيع الجوائز مساء اليوم السبت 12 أكتوبر.
يذكر أن مهرجان الصعيد المسرحي الرابع للفرق الحرة تنظمه جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة وبرعاية اللواء جمال نور الدين محافظة أسيوط ويترأسه الكاتب الكبير محمد سلماوي الذي حرص على الحضور والمساهمة في مختلف الفعاليات هذا ويكرم هذا العام المخرج حسن الجريتلي كضيف شرف للمهرجان نظرًا لخصوصية تجربته المسرحية.
























تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption