أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 20 أكتوبر 2019

فتح باب المشاركة في مهرجان الدن الدولي 2020الدورة الرابعة

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب المشاركة في مهرجان الدن الدولي 2020الدورة الرابعة 

اعلنت إدارة مهرجان الدن الدولي 2020م شروط ومواعيد الدورة الرابعة والتي حملت عنوان  ” الإخاء والمحبة “

مهرجان الدن

هو مهرجان مسرحي دولي يقام في مدينة مسقط عاصمة سلطنة عمان وتنظمة فرقة مسرح الدن للثقافة والفن
يشتمل على (4) أربع مسابقات مسرحية هي:
مسابقة مسرح الطفل ومسابقة مسرح الشباب ومسابقة مسرح الكبار ومسابقة مسرح الشارع
(مسابقة مسرح الشباب خاصة للعروض من سلطنة عمان فقط في هذه الدورة).
بالإضافة إلى عدد من الفعاليات والبرامج الثقافية والإعلامية والمجتمعية
يقام كل عامين بمشاركة فرق مسرحية دولية وبحضور نجوم وضيوف دوليين وزخم إعلامي كبير.

– الدورات السابقة للمهرجان:

1-  الدورة الأولى: مهرجان الدن المسرحي أبريل 2015م / دورة محلية .

2- الدورة الثانية: مهرجان الدن العربي ديسمبر 2016م / دورة عربية

.3- الدورة الثالثة: مهرجان الدن العربي أكتوبر 2018م / دورة عربية..

4- الدورة الرابعة: مهرجان الدن الدولي أكتوبر 2020م/ دورة دولية.

الدورة الرابعة للمهرجان:

الموعد مبدئي وليس نهائي – شهر أكتوبر 2020م

– موقع إقامة المهرجان: – مبنى كلية الخليج – المعبيلة – مسقط – سلطنة عمان

– شروط عامة:

1- لا تقبل المشاركة بعروض المونودراما في جميع المسابقات الثلاث

2- لا تقبل المشاركة بدون تعبئة البيانات الواردة في هذه الاستمارة الإلكترونية كاملة.

3- يفضل أن تتناول العروض المسرحية المشاركة مجموعة من القضايا الإنسانية المرتبطة بنشر ثقافة الإخاء والمحبة والتسامح والسلام.

4- يمنع التطرق إلى أي من القضايا الخلافية سياسيا أو مذهبيا أو طائفيا.

5- يجب على العروض المقدمة مراعاة الثقافة الاجتماعية والأخلاقيات العامة لسلطنة عمان وأن تبتعد عن المحظورات الدينية المتعارف عليها.

6- جميع العروض المقدمة ستخضع للمشاهدة لاختيار الأفضل للمنافسة في المسابقات الثلاث.

7- مكن لنفس الفرقة التقدم بطلب المشاركة في جميع المسابقات وبأكثر من عرض.

8- يمكن المشاركة بعروض سبق عرضها في أي محفل أو مهرجان محلي أو عربي أو دولي إلا التي شاركت في دورات المهرجان السابقة.

9- سيتم تصوير العروض وبثها عبر البث المباشر على اليوتيوب وستكون متاحة على اليوتيوب ويمكن للجنة أو الفرق العودة لها لأغراض التوثيق أو إعادة النشر أو الترويج.

شروط خاصة بمسابقة مسرح الطفل:

يفضل أن تكون لغة العرض هي العربية الفصحى
الأولوية للعروض التي يشارك فيها الطفل ممثلا ضمن العرض.
أن يناقش العرض قضايا تربوية وتعليمية وإنسانية كالمواطنة الصالحة والتعاون والإخاء والمحبة والحفاظ على البيئة ونشر التسامح و السلام.
يجب أن لا تزيد مدة العرض عن ساعة وأن لا تقل عن (30) ثلاثين دقيقة.
شروط خاصة بمسابقة مسرح الكبار:

أن تكون لغة العرض هي العربية الفصحى ويسمح تقديم العروض باللهجة المحلية.
أن لا تزيد مدة العرض عن ساعة ونصف وأن لا تقل عن (45) خمسة وأربعين دقيقة.
أن يتميز إخراج العمل بطريقة مبتكرة ومتجددة.
شروط خاصة بمسابقة مسرح الشارع:

أن يطرح العرض المقدم قضايا الناس والشارع اليومية بصورة تفاعلية مع الجمهور.
أن لا تزيد مدة العرض عن (15) خمسة عشر دقيقة وأن لا تقل عن (10) عشر دقائق.
يشترط على الفرق المتنافسة بمسابقة مسرح الشارع تقديم عروضها من مرتين إلى ثلاث احداها أمام لجنة التحكيم أما الأخرى فيتم تحديد أماكن العرض من قبل اللجنة المنظمة.
تلتزم اللجنة المنظمة للمهرجان بالتالي:

توفير إقامة للمشاركين من خارج السلطنة خلال فترة المهرجان فقط.
 توفير (5) خمس غرف مزدوجة فقط كحد أعلى لكل فرقة ويحق للمنظمين تقليص عدد الغرف في حالة كان عدد المشاركين أقل من (10) عشرة
يتكفل المهرجان بتوفير التغذية للمشاركين من خارج السلطنة المحددين لكل فرقة وعددهم (10) عشرة مشاركين فقط.
الفرقة المشاركة مسؤولة مسؤولية كاملة عن تحمل مصاريف إقامة العدد الزائد عن العدد المحدد من قبل اللجنة المنظمة للإضافة.
يتكفل المهرجان بتوفير النقل الداخلي لجميع المشاركين من خارج السلطنة دون استثناء من وإلى مطار مسقط الدولي وإلى كافة مواقع المهرجان.
لا تلتزم اللجنة المنظمة بالتالي:

لا يتحمل المهرجان التكاليف المالية لقيمة التأشيرات أوالفيز.
لا يتحمل المهرجان تكاليف إقامة أو تغذية أي مشاركين يشاركون كأعداد زائدة عن الرقم المحدد لكل فرقة وهو (10) عشرة مشاركين فقط.
لا يتحمل المهرجان تكاليف تصنيع قطع الديكور الخاصة بالعروض المشاركة.
لا يتحمل المهرجان تكلفة شحن الديكور دوليا.
تلتزم الفرقة المشاركة بتوفير فني الإضاءة للعرض ضمن فريق العمل.
تلتزم الفرقة المشاركة بتوفير أي قطع أو أجهزة للإضاءة ترغب في إضافتها على ما توفره اللجنة المنظمة وفقا للإمكانات المتاحة.
مهم جدا تزويد اللجنة المنظمة بالتالي عبر الإيميل:

نسخة من النص المسرحي المشارك.
خطاب إجازة النص من وزارة التراث والثقافة للعروض العمانية ومن المؤسسات المعنية في الدول المنتسبة لها باقي الفرق من خارج السلطنة.
3-        ارفاق ملف فيه المواصفات التقنية الخاصة بالإضاءة والصوت.
4-        صور عالية الجودة للعرض ( ثلاث صور أو أكثر)
الصور الشخصية الرسمية لفريق العمل.
صور من جوازات السفر لفريق العمل بتاريخ انتهاء لا يقل عن عام بعد عام 2020م.
آخر موعد لقبول طلبات المشاركة : 20/ 02/ 2020م.
يجب ان تكون الفرقة المتقدمة متأكدة من مقدرتها على المشاركة في حالة قبولها
9-        موعد الإعلان عن العروض المشاركة : 20/ 04/ 2020م
aldintheatre@hotmail.com

الممثل والمخرج السعودي خالد الحربي : المسرح الجزائري أكثر خبرة ومتفوق بالأشكال الجديدة في المغرب الكبير

مجلة الفنون المسرحية
الفنان السعودي خالد الحربي 


الممثل والمخرج السعودي خالد الحربي  : المسرح الجزائري أكثر خبرة ومتفوق بالأشكال الجديدة في المغرب الكبير

حاورته وردة زرقين -  المساء

ممثل وكاتب سعودي، ومخرج ومدرب للفنون ومدير معهد الفنون والثقافة في جدة، قام بإخراج أعمال وكتب للتلفزيون السعودي وحقق جوائز، كما شارك في أعمال مصرية لأكثر من 100 عمل، إنه خالد الحربي الذي حاورته  في المملكة الأردنية الهاشمية، في إطار مهرجان ”صيف الزرقاء المسرحي” السابع عشر، وكان هذا الحديث. 

❊ هل من لمحة وجيزة عن مسيرتكم الفنية؟

❊❊ أنا ممثل وكاتب سعودي، ومخرج في جامعة الملك عبد العزيز، مدرب للفنون ومدير معهد الفنون والثقافة في جدة، كانت بدايتي من مسرح الجامعة، ثم احترفت في المسرح الفني في القاهرة، شاركت في أعمال كثيرة كان أولها في التمثيل والكتابة، كما قمت بإخراج أعمال محدودة، لأنني أميل أكثر إلى التمثيل والكتابة، وحققت جوائز وكتبت للتلفزيون وحققت جوائز أيضا، من أعمالي ”أيام وليالي”، حيث نلت جائزة أحسن عمل درامي في منودراما الخليج العربي في 2013، وجائزة لفيلم قصير على مستوى الخليج العربي، وجوائز أخرى لأحسن سيناريو، بالإضافة إلى ذلك، شاركت كثيرا في أعمال مصرية لأكثر من 100 عمل مصري في أدوار صغيرة وبسيطة، وعندما استقريت في السعودية، أسست شركة صغيرة للإنتاج الفني، وبادرت بأعمال محلية للتلفزيون السعودي وأعمال مسرحية، وفي 2013 تفرغت بشكل أكبر للتدريب.

❊ هل لكم أن تحدثونا عن معهد الفنون والثقافة الذي تديرونه؟

❊❊ المعهد أُنشئ في نوفمبر 2018 للتدريب في الثقافة والفنون، وهو معهد حكومي تابع للجمعية الثقافة والفنون، تحت إشراف وزارة الثقافة، أُنشئ بهدف التدريب على فروع الثقافة والفنون بصفة عامة، وفيه أقسام متخصصة لتدريس المسرح والسينما والموسيقى، التمثيل والكتابة من الصحفية والرواية السيناريوهات، العزف والكرافيك، ومن خلاله تكون دورات تدريبية مختلفة الأحجام لمدة شهر، حسب التدريب، وحاليا هناك محاولة عقد توأمة مع جهات مختلفة خارج السعودية مع دول عربية وأجنبية، والمعهد حكومي، لكن يحاول أن يصرف على نفسه، بالتالي فيه رسوم لدخول الدورات، ففي أقل من سنة، حققنا نجاحات، وكان الإقبال عليه جيدا من طرف العنصر النسوي، خصوصا في منطقة الرياض الفضاء الرئيسي، خاصة في الكتابة والمونتاج والكرافيك، ويضم المعهد ثلاثة فروع في الدمام والرياض وجدة.

❊ هل يمكن أن نقول إن المملكة العربية السعودية تشهد تطورا في التمثيل النسائي والإخراج؟

❊❊ صحيح، لكن في التمثيل أكثر، عندنا مخرجات، منهن هيفاء منصور إحدى المخرجات وعلامات على المستوى العالمي، نالت جائزة في مهرجان ”فينيسيا”، والآن مرشحة عن فيلمها الجديد في مهرجان برلين، لدينا طاقات نسوية موهوبة.

❊ كيف ترون هذا التطور في السعودية؟

❊❊ هذا التطور أتى من خلال السياسات الجديدة لإعطاء السعودية حقها مستقبلا، بحيث تم فتح الطريق في هذا المجال، وهذا طبيعي، كما أصبحت المرأة تشارك في مجلس الشورى، أستطيع القول إنه خلال السنوات القليلة القادمة ستكون لنا بصمة.

❊ ما تقييمكم للمشهد الثقافي في السعودية؟

❊❊  لدينا فروع للثقافة كثيرة، وهناك فروع فيها تفوق وتميز، وفروع مختبئة قليلا، خلال السنوات القادمة، أعتقد أنه سيكون هناك تألق أكثر، فالسينما تشهد تطورا جيدا، أما المسرح فيحتاج إلى أن ندعمه بشكل أكبر، في مجال الشعر لدينا قامات كبيرة جدا، لكن المشهد الثقافي بصفة عامة، كان مرتبكا قليلا بسبب الحصار الإنساني الذي عشناه لمدة 40 سنة.

❊ ماذا عن مشاركتكم في مهرجانات بلدان المغرب العربي؟

❊❊ لدينا مشاركات كثيرة في تونس والمغرب في مجال المسرح، أما في الجزائر فقليلة، المسائل تعتمد كثيرا على العلاقات الجيدة بين الطرفين، ولنا علاقات جيدة مع كل الدول العربية، ومتألقة في تونس والمغرب، وقد تكون قوية مستقبلا مع الجزائر، وأعتقد أنه تقصير من كلا الطرفين سواء من السعودية أو من الجزائر في المشاركات على مستوى المسرح، ثم يمكن لعدد المهرجانات في الجزائر أن يكون أقل من تونس، فتنوع المهرجانات في المغرب وتونس يعطي فرصا أكثر للمشاركة من طرفنا نحن في السعودية، في المقابل أشير إلى أن المسرح في الجزائر متطور، لقد شاهدنا عروضا جزائرية رائعة حققت جوائز كثيرة، فالمسرح الجزائري أكثر خبرة، بالتالي، نطمح إلى المشاركة في مهرجانات تقام في الجزائر.

❊ تم مؤخرا، إنشاء مهرجان ”البحر الأحمر الدولي للسينما” في جدة، حدثونا عنه؟

❊❊ أُنشئ المهرجان حديثا لأكثر من سنة، بحيث أطلقت وزارة الثقافة في السعودية عدة مبادرات، وهي في طريقها للإنجاز، ما يقارب 25 مبادرة، من ضمنها إنشاء مهرجان سينمائي في جدة بالسعودية، وهو مهرجان ”البحر الأحمر الدولي للسينما”، الذي يعتبر الأكبر في البلاد والمزمع تنظيمه في دورته الأولى في السنة القادمة 2020.

❊  ما تقييمكم للعروض المقدمة في مهرجان ”صيف الزرقاء المسرحي” والعروض الجزائرية، بصفتكم عضو في لجنة التحكيم؟

❊❊ على العموم، المشكل يكمن في التناول والمعالجات وإيصال الفكرة للتلقي، أتمنى أن تكون العروض القادمة بشكل أفضل، وحسب العروض التي شاهدتها من قبل، فإن نسبة الابتكار مثلا، في الجزائر أقل من تونس، بحيث العروض تكون سواء عالية، أي في القمة أو في الأسفل، فالعروض الجزائرية تعتمد على مسألة الدراما والفكرة وتأثير الكلمة.

❊ وبالنسبة المسرح العربي بصفة عامة؟

❊❊ المسرح في المغرب العربي متفوق نوعا ما بالأشكال الجديدة، بفعل القرب من أوروبا، بالتالي فإن المسرح المغاربي مطلع على الجديد، ورغم أن العرب مازالوا في البدايات لخلق قاعدة مسرحية جماهيرية كبيرة، فإننا نحتاج إلى الشكل الكلاسيكي بشكل أكبر، وبعد ذلك نشرع في تطوير أشكال أخرى من المسرح، قد تكون أقل تأثير.

❊ أين يكمن المشكل في رأيكم؟

❊❊ أعتقد من وجهة نظري المتواضعة، أن السبب الأساسي يعود إلى أننا لم نؤسس المسرح الكلاسيكي بشكل كبير. في فترة الستينات، أثناء تألق المسرح العربي، كان غير عادي، وكانت الأفكار جديدة وغريبة ومقبولة كلها ومستحسنة، أما حاليا فأغلب المسرحيات تنحصر في الشكل الكلاسيكي، كما أن كل واحد من الشباب الآن يحاول أن  يلفت النظر، وعليه يجب أن يكون فيه نشاط مسرحي ونصوص مسرحية لنشر الوعي وزيادة الثقافة بصفة عامة.

❊  في هذا المقام، هل نذكر دور الهيئة العربية للمسرح؟

❊❊  نعم، يمكن للهيئة العربية للمسرح أن تتدخل وتدعم الورشات التكوينية، فقد قامت بأدوار في موريتانيا وفي الدول التي تحتاج إلى الدعم، بالتالي عليها دور كبير بتعاونها مع وزارات الثقافة، فبعد مرور عدة سنوات، أحس أن الأثر مازال بسيطا ونحتاج إلى دعم أكثر، يكون بالاتفاقيات مع وزارات الثقافة.

❊ هل من كلمة نختم بها؟

❊❊ تمنى أن تكون هناك دائما مهرجانات مسرحية في كل دول العالم العربي، خاصة الدول المفتقدة للإمكانيات، فلمدة أكثر من 150 سنة، لم ينتشر المسرح بشكل كبير في العالم العربي، ثم إن الجمهور لا توجد لديه ثقافة مسرحية، يجب أن نتكاثف وننشر أهمية وقيمة المسرح في العالم العربي.

الجمعة، 18 أكتوبر 2019

صدر حديثا عن الهيئة العربية للمسرح كتاب “مخرجات المسرح المصري (1990 – 2010) دراسة سيميوطيقية” د.هادية عبد الفتاح أحمد

مجلة الفنون المسرحية

صدر حديثا عن الهيئة العربية للمسرح
كتاب “مخرجات المسرح المصري (1990 – 2010) دراسة سيميوطيقية” د.هادية عبد الفتاح أحمد

صدر عن منشورات الهيئة العربية للمسرح، ضمن سلسلة دراسات كتاب حمل رقم (64) بعنوان “مخرجات المسرح المصري (1990 – 2010) دراسة سيميوطيقية” للباحثة د.هادية عبد الفتاح أحمد.
يقع في 278 صفحة مقاس 14×24 سم الإخراج الفني ماجد حبيب، دراسة مسرحية تتوغل في صلب أسئلة بحثية مثل: لماذا تأخر دخول المرأة في مجال الإخراج المسرحي التابع لمنظومة المسرح الرسمية (state sponsored theatre) بشكل عام، وفي مصر بشكل خاص؟ – هل استطاعت المخرجة المصرية أن تطور من مفردات العرض المسرحي، وإن كان الأمر كذلك – تقول د.هادية – فما هي تقنيات الإخراج المسرحية التي قدمتها المخرجات في مصر؟
للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها قسمت المؤلفة كتابها إلى جزئين، وتخبر القارء في المقدمة بأن الجزء الأول يشتمل على عرض لكيفية دخول المرأة إلى مجال الإخراج بشكل عام في الغرب والظروف التي حالت دون الإعتراف بها رسميا كمخرجة…مع توثيق لأعمال المخرجات المسرحيات في مصر وتحليل الأسباب التي أدت إلى تأخر دخولهن في مجال الإخراج المسرحي تحت مظلة المنظومة الأبوية السائدة.
أما الجزء الثاني فقد خصصته د.هادية عبد الفتاح إلى التحليل السيميوطيقي لنماذج من عروض بعض المخرجات اللواتي ظهرن في الفترة الزمنية ما بين (1990 و 2010) واستطعن الصمود حتى الآن، والمخرجات هن (نورا أمين، عفت يحيى، عبير علي). لتنهي المؤلفة بحثها بملحق يشمل السير الذاتية للمخرجات الثلاث، وجدول بأعمال لمخرجات المسرح في مصر وقبل الملحق خاتمة هي عبارة عن أضمومة لعديد من النتائج المستخلصة مما عرضته الكاتبة في فصول الكتاب بجزأيه.
د.هادية عبد الفتاح أحمد مدرسة بقسم المسرح – شعبة تمثيل وإخراج بكلية الآداب بجامعة حلوان. حاصلة على درجة الدكتوراه بمنحة إشراف مشترك بين جامعة حلوان وجامعة مدينة نيويورك، وعل ماجستير من أكاديمية الفنون عن رسالة بعنوان “دور المرأة في تطوير حركة الإخراج المسرحي في مصر” لها العديد من الأبحاث والمشاركات في مؤتمرات دولية وعربية.

------------------------------------
المصدر: إعلام الهيئة العربية للمسرح

إصدار جديد للهيئة العربية للمسرحكتاب “الكايوسية في مسرح ما بعد الحداثة” د.فاتن حسين ناجي

إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح
كتاب “الكايوسية في مسرح ما بعد الحداثة” د.فاتن حسين ناجي

    صدر عن منشورات الهيئة العربية للمسرح، ضمن سلسلة دراسات، كتاب حمل رقم (59) موسوم “الكايوسية في مسرح ما بعد الحداثة” للباحثة العراقية د.فاتن حسين ناجي.
كتاب “الكايوسية في مسرح ما بعد الحداثة” هو الكتاب الثالث الذي يصدر للباحثة العراقية د.فاتن حسين ناجي ويقع في 258 صفحة مقاس 14×24 سم الإخراج الفني ماجد حبيب، وينقسم إلى ستة أبواب فضلا عن مقدمة وخاتمة.. تتناول الباحثة في الكتاب بالدرس والتحليل مقاربات لمصطلح “الكايوسية” وتعطي نبذة تاريخية عنه وعن تمثلاته في علم النفس ومختلف النظريات الفلسفية وكذا اشتغالاته في الخطاب المسرحي العالمي والعربي أيضا…

    الكيوسية – تقول المؤلفة – في مقدمة الكتاب هي تلك الاحداث الصغيرة التي يمكنها ان تُحدث نتائج كبيرة غير متوقعة وهي تلك الاضطرابات التي تحمل معها نسقا ونظاما مكاملا غير متوقع، فهي علم اللامتوقع كما يصفها إيليا بريغجون المؤسس الفعلي لهذه النظرية الفلسفية والتي يؤكد على انها: أي عمل يظهر للعلن على أنه عمل فوضوي وغير منظم. إلا أنه في الحقيقة مقصود ومنظم ومنضبط، وليس عشوائيا، ما يجعل منه انتظاما دقيقا ويسير حسب نسق محدد، بعكس ما تبدو عليه. فالكايوس هو جمال في العشوائية وعلم في التنوع والإختلاف ونظام مغاير للقواعد المتعارف عليها وهو قبل كل شيء فوضى منظمة.
د.فاتن حسين ناجي مواليد العراق 1981 ممثلة وباحثة مسرحية حاصلة على بكلوريوس فنون مسرحية وماجستير تربية مسرحية ودكتوراه فلسفة مسرحية نشر لها بحوث ومقالات مسرحية في مجلات عديدة صدر لها كتابين “السخرية في النص المسرحي العربي” و”التحولات الفكرية وانعكاسها على شخصية المرأة”.
---------------------------------------------------
المصدر: إعلام الهيئة العربية للمسرح

{العرس الوحشي» والقراءة الوقائعية الجديدة

مجلة الفنون المسرحية

{العرس الوحشي» والقراءة الوقائعية الجديدة


د . سعد عزيز عبد الصاحب - الصباح

 ينتمي نص مسرحية (العرس الوحشي) للكاتب (فلاح شاكر ) لانطولوجيا واسعة من التقديمات العراقية والعربية خلال العقدين الاخيرين من عمر المسرح العربي وتم نشر النص المقتبس عن رواية الفرنسي (يان كيفليك) ـ الحائزة على جائزة الغونكور الفرنسية ـ بنفس الاسم عام 1998 عن دار الشؤون الثقافية العامة ، ولم يتم تقديم النص في فترة ما قبل التغيير السياسي في بلادنا انما قدم بكثافة عراقية وعربية ما بعد عام 2003 وقدم من قبل المخرج (احمد حسن موسى) عام 2006 في بغداد وسافر العرض الى الاردن ايذانا باشتغاله والتبشير به عربيا .. 
الا ان المستغرب ان كاتب النص الدرامي لم يشر الى مرجع نصه الروائي بعد نشر نصه المسرحي وكذلك كل الذين قدموا النص مسرحيا في حين ان الرواية وسرديتها كانت ماثلة وبقوة داخل النص الدرامي حكاية وايقاعا وشبكة علاقات .. وهذا الامر يحيلنا لازمة المرجعيات النصية والتناصات والاقتباسات التي لا يشير اليها الادباء والفنانون غالبا في عروضهم المسرحية ومانشيتاتهم
 الفنية.

القراءة المحايثة 
حاول المخرج الشاب (جرير عبد الله) في تعالقه مع نص مسرحية العرس الوحشي ان ينتج نص عرض متشظي الشخوص والحوار فالشخصيتين الاصليتين في الرواية وفي نص (شاكر)(الام والابن) تم تحويلهما الى اصوات سردية متعددة للتخلص من الرتابة السردية والواحدية الصوتية (المونولوج) في النص الادبي ببوليفونية متعددة الالوان والاصوات والازمنة حيث قسم المخرج الشخصيات الى ام وابن صغيرين بالعمر وام وابن كبيرين وبذلك انفتح المخرج وساح في زمنين افتراضيين الاول يقع في الماضي (زمن الحادثة ) ـ حادثة الاغتصاب ـ والثاني زمن حاضر مضارع ، انتج هذا الشطر مونتاجا فنيا وجماليا على صعيد المعالجة الفنية للغة والايقاع والميزانسين  اشبه بالشريط الخام السينمائي وهو يدخل غرفة المونتاج .. مع الابقاء على شخصية المغتصب (اخضر العينين) وقام بادائها المخرج ابدع اداء  ـ جاثمة على صدر الام في كلا الزمنين .. كل ذلك الشغل الاجرائي لانتاج نص عرض مختلف اسفر عن تحويل الفعل المضمر والساكن للشخصيات داخل النص الدرامي الى فعل ديناميكي متحرك في نص العرض ، فالقراءة المحايثة والواعية للمخرج ادت الى انتاج نص عرض وقائعي اسقاطي على اللحظة الزمنية الراهنة ـ سياسيا واجتماعيا ـ وهنا وقع التعابر الزمني للنص في القراءة الاخراجية الجديدة متكئا على صيرورة فضاء بصري سيال يستمد من الواقعة (واقعة الاغتصاب) طاقته الدلالية ، فالغابة الدموية في الرواية الاصل تركت اثارها على سينوغرافيا العرض في ضوء توظيف المهد او سرير الطفل وكأنه جذع شجرة مقطوع ـ المهد الذي تحرك فيه وخرج منه طفل السفاح الذي يحاول كأوديب الاغريقي ان يقتل اباه لكنه هنا يحاول ان يقتل امه ، فيتفجر الدم كأنه دم المشيمة والبكارة وفساد تلك العلاقة بين الام وولدها المشوه الذي اخذ يعيش زمنين للواقعة زمن الطفولة المهدور وزمن الرجولة القلق والملتبس في البحث عن كينونته ووجوده وحريته .. ان القراءة السياسية للمخرج واضحة لا مجال لانكارها في ان التغيير السياسي ولد طفلا مشوها ينذر بكارثة اطفال سفاح اخرين كيف سيتعاطى معهم المجتمع وكيف ستحتويهم البيئة ثقافيا ونفسيا ؟؟، انه سؤال اشكالي خطير نتج عن القراءة الاخراجية الواعية التي تعكس مدى تماهي العرض مع التاريخي والوقائعي اليومي في اللحظة نفسها ، ساهمت القراءة السيميائية للعلامات في توليد دلالي مكتنز في ضوء التحولات الدلالية للعلامة فالمهد في تحوله الى بطن امرأة والى قضيب ذكري والى مخبأ ومذبح للقتل واسرة عديدة تتناسل لاطفال سفاح ...فهل نقتل ونطلق الرصاص على طفل الخطيئة هذا ام نتعايش معه ونعيد انتاجه ذهنيا ونفسيا ؟ 
جماليات الأداء المنشطر
اسعفت التشظية للشخوص التي اجراها المخرج بإيجاد ميزانسينات حركية وادائية صوتية وجسدية متناظرة ومتقابلة لم يستطع العزل الضوئي الضعيف في انتاج جماليات بصرية للصورة المسرحية من خلال الاستقلال الضوئي في بقع واضحة ـ وذلك للضعف التقني في مسرح العرض ـ
 انما جاءت روعة اداء الممثلين لتغطي على النقص التقني في العرض بأداءات داخلية عميقة  ، فقام الممثل (زكي عبد القادر) بتشخيص دور الابن الماض بأداء مسترخ وصوت واضح وانفعالات جوانية مسيطر عليها ، والممثلة (بسمة ياسين) التي ادت دور الام في الماضي .. الام المكبلة بطفل الخطيئة بتحولات ادائية ونفسية مقنعة وصوت مسرحي واضح وقوي وقد تلبست كاركترا صعبا لم تحد عنه عندما تحولت الى ام عجوز طاعنة في السن تجر اسمال الخطيئة ..وايضا لا يمكن نسيان اداء الممثلة (هند البياتي) في ادائها لدور الام المضارع ، بحضورها المتوثب وقدرتها في الافصاح عن خلجاتها واضطرابها النفسي وخوفها من فعل الاغتصاب وفجيعتها المرة الا انها افتقدت في بعض الاحيان لوضوح الصوت في مناطق محدودة ، ولا يمكن التغاضي عن اداء المخرج والممثل (جرير عبد الله) في ادائه لدور الابن المضارع والمغتصب اخضر العينين بتحولات وفرز ادائي مقنع ما بين الشخصيتين صوتيا وجسديا امتلك قدرة طاغية على الاسترخاء والنفاذ الى وعي المتلقي والسيطرة والتحكم بأدواته التمثيلية مثلما ابدع إخراجيا .

الخميس، 17 أكتوبر 2019

مسرحية (أنا أوربا)، للألماني: فالك ريختر، نصا وإخراجا .. هل ستتأسف النجوم على غيابنا عندما لم نعد نسكن على هذه الأرض؟

مجلة الفنون المسرحية 

مسرحية (أنا أوربا)، للألماني: فالك ريختر، نصا وإخراجا .. هل ستتأسف النجوم على غيابنا عندما لم نعد نسكن على هذه الأرض؟

محمد سيف – باريس


يشكك المؤلف والمخرج الألماني (فالك ريختر) في عمله (أنا أوربا)، في الحالة العاطفية التي تمر بها أوروبا اليوم من خلال جمعه للتجربة المعاشة لثمانية مؤدين، (ممثلين، وراقصين)، من النساء والرجال الأوربيين، متخذا لنفسه من سيرهم الذاتية، وقصصهم الشخصية الحميمة، وذكرياتهم، وجهات نظرهم وعواطفهم، موادا تغذي نقطة انطلاق كتابة بحثه الركحي الدرامي، والموسيقي والكوريغرافي، في مسرحية (أنا أوربا) التي قدمها مؤخرا على مسرح الأوديون الباريسي. لقد استثمرّ (فالك ريختر) في هذا العمل، الطاقات المتعددة الموجودة في نصوص وأجساد هؤلاء الممثلين الثمانية، لمعرفة ما هي الهويات الأوربية اليوم في ديناميكيتها المتعددة. ويساهم كل واحد من هؤلاء المشاركين، بفنه ولغته، في تكوين صورة ذاتية جماعية والتي تعد أيضًا بمثابة جرد إيجابي وبناء ضد التصرفات الرجعية المفرطة، بحيث كان العرض بمثابة لحظة متنوعة ومثيرة لأوربا أخرى، ويشبه إلى حد كبير، فحصا لسيارة مستعملة مسبقا أثناء الرقابة التقنية.
في هذا العرض الذي يجمع فيه المؤلف والمخرج (فالك ريختر)، بين المسرح والرقص، والفيديو والموسيقى، هناك تشكيك ومسائلة من قبل جيل بأكمله في الاضطرابات السياسية والأيديولوجية التي تهز كيان الاتحاد الأوروبي. إنه يطرح من خلاله أسئلة عدة، منها: من أي عالم نحن أتينا وما هي الحالة التي نريد نقلها على وجه التحديد؟ ما هي أوربا؟ ومن تكون؟ ما هي أهمية مفاهيم، مثل: الهوية، الأصل، والوطن، في أوربا التي تغلبت سلميا على الحدود اللغوية والوطنية، ولكنها ظلت دائما مهددة بالخوف والأزمات وخطر العودة الى القوميات والشعبوية البسيطة؟ وإذا فشلنا في الإجابة عن ذلك، كيف يمكن للفن أن يكون أو يجيب عليها؟ هناك ثمانية مؤدين للإجابة على هذه الأسئلة. سواء من منظور جيلهم (تتراوح أعمارهم الممثلين بين 25 و35 سنة)، أو مهنتهم (جميعهم ممثلون وراقصون)، وأصولهم الجغرافية والاجتماعية- الثقافية، (المتنوعة للغاية)، وموروثات عائلاتهم (معظمهم ينحدرون من أباء وأجداد عانوا من الهجرة)، ولغاتهم- الفرنسية، ولكن أيضا العربية، البرتغالية، الألمانية، الإيطالية والكرواتية.
لقد لعب هؤلاء الممثلون، على خشبة مسرحية (أنا أوربا)، أدوارهم الخاصة كفنانين شباب أوربيين، قادها واشرف عليها (فالك ريختر)، باعتماده على الطريقة الوثائقية، وزج الممثلين، في عملية الكتابة، وفن الارتجال، وكتابة النصوص حوله، وتحويل كل الموضوعات التي خضعت للجدل، والبحث والنحت، إلى حركات راقصة ترجمها وبلورها الكوريغراف (Nir de Volff)، الذي عمل مع المجموعة بأكملها. اعتمد العمل في كليته على المواد المسرحية، وتعدد الأصوات، والتجوال بين النصوص التي كتبها (ريختر) نفسه والتي كتبتها المجموعة، مثلما اعتمد على الحركات والأجزاء الوثائقية والحقيقية والسير الذاتية والخيالية، التي صنع مونتاجها بالتالي، من كل هذه المواد، الدراماتورج (نيلز هارمان).
تم البدء بعمل (أنا أوربا) في مسرح ستراسبورغ الوطني عام 2019، وعندما قدم مؤخرا، أمام الجمهور الباريسي، اجرى عليه (ريختر) تعديلات، لأجل ان يبقى أقرب إلى الأحداث الحالية. سيما أن كل شيء فيه يبدأ بالإجابات على سؤال ضمني: ما هي أوربا؟ لكي تأتي النتيجة على هيئة قائمة جرد غير نهائي ومتناقض، في آن واحد. مثلا: ما هو المشترك بين مواقف (فيكتور أوربان) المجري الذي اعترض على نزوح المهاجرين والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) التي شرعت أبواب المانيا لهم؟ في أوربا، هناك أشياء كثيرة جيدة، وأخرى لا تزال، تشبه إلى حد كبير، ثعابين البحر، هذا بالإضافة إلى وجود مخزونات أخرى مثل الحروب التي اندلعت في أوربا، وما نتج عنها من سلوك غير محتمل. بهذه الطريقة، يستمد العرض قوته، خاصة عندما تخلى عن كل ما هو فائض من اجل الوصول إلى قلب الأخبار والأحداث الحالية أو القصص الشخصية. وبما ان العرض قد تم إنشاؤه في فرنسا، فإن ما جرى فيها منذ عدة شهور، وما يجري بها الآن، لم يترك ممثلي العرض في حالة من اللامبالاة، مما جعلنا نشاهد دخول أصحاب (الستر الصفراء) على خشبة المسرح الوطني. ليس فقط من خلال صور الفيديو، وإنما أيضا، بالمشاركة في الحوار والصراع والنقاش الذي يدور حول حركتهم الاحتجاجية.
• مهدي: هل ستأتين معي يوم السبت أم لا؟
• كابريل: سمعت انهم لا يسمحون لامرأة محجبة بالاشتراك معهم، انهم يهيلون عليها الإهانات العنصرية.
• بيرستين: وانهم لا يسمحوا لزوجين مثليين.
• كابريل: أنا لا أتظاهر معهم.
• تاتيانا: لكنك ضد النظام غير العادل تماما الذي لا يستفيد منه سوى الأغنياء.
• كابريل: لكنني لا امشي معهم، لألوح بالعلم الفرنسي.
• بيرستين: وانا كذلك. لا ارغب في عبور المدينة مع الحمقى القوميين والرجعيين لإشعال النار في متاجر الأزياء الأجنبية. (…)
• مهدي: حقيقة، إن حركة الستر الصفراء، لم تتضح غاياتها ومعالمها بشكل واضح. (…)
• تاتيانا: لقد مللت من كل شيء، مللت من كل هذا القرف، والظلم، وهذه الفجوة المجنونة بين الأغنياء والفقراء.
خلال ثلاثين مشهدا متواليا تقريبا، صمم (فالك ريختر)، عرضه على هيئة ساخرة، مزج فيه قليلا من كل شيء: الكباريه، الرقص، الأغاني، المشاهد الإخبارية والمحرضة، وبعض القصص الصغيرة، الموجهة مباشرة للجمهور (مهدي، يخاطب الجمهور الجالس في الأماكن الرخيصة في الجزء العلوي من المسرح): ههي انتم أيها الأشرار الفقراء، كيف حالكم؟ أو ” أيها الرئيس (ماكرون)، سوف آتي لكي أبحث عنك في قصرك”. ومشاهد أخرى، على خلفية الدول الأوربية ذات الماضي الاستعماري، من خلال محاكاة وقوع الأحداث المأساوية في باريس، بتاريخ 17 أكتوبر 1961، وتنصيب (موريس بابون) الذي سلم اليهود للسلطات الألمانية، رئيسا لشرطة باريس، وقيامه بقمع مظاهرة سلمية للجزائريين بقسوة، انتهت بإلقاء عشرة منهم في نهر السين، وهذا ما رفضته الرواية الرسمية. وهناك مشهد اكثر قسوة أدته الممثلة الكرواتية (لانا) باللغة الإنكليزية: ” إذن، وبترحيل اليهود وتعذيب وقتل العرب، يمكنك ان تكونّ لك مستقبلا جيدا في فرنسا”، كما تقول أيضا مقارنة بما تعرفه جيدا: ” في بلدان يوغسلافيا السابقة، لا يزال مجرمو الحرب في السلطة”. هذه بالإضافة إلى العديد من المشاهد المحيرة واللذيذة حقا، مثل المشهد الذي يطلب فيه المانحون الأوربيون من السيد دوغلاس، إدراج (مزيدا من التنوع)، لكي يتم اختيار مشروعه الأوربي، فيطلب هذا الأخير، من الممثلة (خديجة) ان تكون جزءا منه، لكنها تعتذر، لانها تقوم بجولة في أنحاء فرنسا مع مسرحية (ميديا)، ولكنه يخبرها، بأن الملف قد تم إيداعه، وإن اسمها موجود فيه، والخ. ومشهد كابريل، الذي يكتب فيه رسالة إلى ملك بلجيكا، بعد ان يغني فريق العمل كله أغنية النصر البلجيكي الوحيد في مسابقة الأغنية الأوربية: (أنا أحب الحياة)، زائدا المشاهد التي تظهر فيها صور السير الذاتية، مثل حكايات مضيئة، (حكاية تاتيانا بيسوا، التي تروي قصة عائلتها وتنقلها المستمر بين البرتغال وأنغولا وألمانيا وإيطاليا)، ومشهد وضع علامة مربع البيئة الذي يشير إلى اختفاء الطيور، والنحل، وويلات (الغليفوسات) التي تعتبر من مبيدات الأعشاب الأكثر استخداما في العالم كمسرطن بشري محتمل، ومقارنته مع تزايد عدد الفقراء الذين ينمون عليها في الوقت الذي يغتني الأغنياء وتزداد ثروتهم بفضل استخدامها والترويج لها. (فليس اوربا فقط التي سوف تفقد نفسها وإنما العالم أيضا الذي صار يركض نحو هاويته)، مثلما يقول الممثلون بكل طاقتهم. هذا بالإضافة إلى الكلمات الأخيرة لفالك ريختر، التي تأتي على ألسنة هؤلاء الشباب الثمانية في نهاية العرض، والتي لم تكن عبارة عن جواب وإنما سؤال: هل ستتأسف النجوم على غيابنا عندما لم نعد نسكن على هذه الأرض؟ وهذا ما جسدته، بشكل استعاري وجمالي رائع، مصممة السينوغرافيا (كاترين هوفمان)، من خلال توفيرها أرضية ذات متوازيٍ كبير مملوء بالرغوة للعب الممثلين، يحاولون الوقوف عليها بصعوبة. بلا شك، أن الأمر لم يكن سهلا، سيما ان هذا المتوازي يتحرك طوال الوقت، لدرجة أنهم لم يعودوا يثبتون بمكان، لعدم توازنه المهدد، وشعورهم، الذي ينتقل إلينا بفعل العدوى، بهروب الأرض من تحت أقدامهم وأقدامنا في نفس الوقت. هذه صورة لأوربا أيضا. وهذا هو عمل (أنا أوربا).
ينصب (فالك ريختر) في هذا العمل فخا، يبدو انه يتغذى على الكارثة، إلى درجة القول: ” علينا التفكير بما بعد الكارثة”، دون اقتراح شيء، ولا حتى إجابات فنية. لا سيما إن قول، مثل: “علينا التفكير بما بعد الكارثة”، أمر خطير، لأن التفكير بالأمر يعني القبول به. وبالتالي، هل يجب علينا الإقرار بتدميرنا للأرض التي رحبت بنا واستقبلتنا؟ وهل يجب التوقف عن القتال من أجل ما يجمعنا؟
كانت أوربا فيما مضى تطمح في دخول التاريخ باعتبارها مدينة فاضلة، وتعيش عصرها الذهبي كقارة خالية من الحروب، حيث توفر فرص العمل، وفتح الحدود الذي يسمح بحرية الحركة للمواطنين والسلع والأفكار، في مجتمع مبني على احترام حقوق الإنسان. لكن هذه المجموعة المسرحية، جاءت لتعيد رسم ملامح الحلم الأوربي في حدث مضيء (هابيننك happening)، حضرّ فيه الدراماتورج الألماني (فالك ريختر)، لغة الكذب، بكشفه الغطاء عن الوجه الآخر لأوربا، المنخرطة للأسف، في وعود متناقضة تكمن في أفعالها وسياساتها، من خلال لغة مسرحية احتجاجية، وقائمة جرد طويلة تتخللها موسيقى الراب، والمواقف والشعر، والحب، والرغبات، والمخاوف، والقلق والهويات المختلفة، وصعود أقصى اليمين، والتمزق الاجتماعي (كم من العرب والسود في قاعة الأوديون؟ يسأل احد الممثلين وهو يبتسم)… هذه هي أوربا التي ابتكرها ريختر على المسرح. ولتحقيق هذه الملاحظات الساحقة والصاعقة، كان لابد من الاعتماد على أمزجة وذهنيات هذا الجيل الجديد، واستثمار التزاماته، وطاقته الكامنة في أصواته وأجساده. على العكس تماما، مما فعل في مسرحية (أنا فاسبندر) التي قدمها عام 2015 على مسرح الكولين، والتي تتحدث من خلال نصوص وأفلام وشخصية الألماني فاسبندر، عن واقعنا الحالي، حيث اللاجئون السوريون والعراقيون والأفارقة الهاربون من جحيم الحرب وهم يضعون أقدامهم في وحل أوطان جديدة. نازحون يطلبون النجدة بعد ان نجوا بقدرة قادر، من أفواه اسماك البحر. ففي ظل هذا اللجوء الجماعي، اكتسبت الفاشية حصة كبيرة في السوق الانتخابية في جميع أنحاء أوربا. وكبر حجم الكراهية للآخر، وتضخمت الانعزالية، وباتت الأنانية اكثر وضوحا. يطرح عرض (أنا فاسبندر) للمؤلف والمخرج الألماني (فيلك ريختر) وبإخراج مشترك مع المخرج والممثل الفرنسي (ستانيسلاس نوردي)، من خلال عنوانه المضلل، أسئلة معاصرة بالمعنى الدقيق للكلمة، لاسيما أن الأخبار التي تحيط بأيامنا لا تنشر سوى الموت. وقد تمكن (فالك ريختر) في هذا العمل، من تكوين نموذج مواسٍ له حيوية متحررة، هرع على نقله، من خلال لغة نقدية، مضادة للتآكل، لا تقتصر على المشاعر الفورية فقط، حيث بات الطرح في (أنا فاسبندر)، مشكوكا به اكثر فأكثر، ولم يخرج عن الاطار التحليلي الذي يعتمد على تخيل صعود النازية باستمرار (أو ما يحل محلها)، كما لو أن عودة النازية أفق لابد منه. وأثناء مختلف اللوحات والأوقات، نصطدم بكليشيهات الخطب ذات الجانب الواحد، والعولمة، والشعور بالذنب بسبب الوصول المقبل للوحش القذر، الذي يطارد بعض العقول غير القادرة عن التخلص من هاجس النازية. لقد كان هذا العرض نوعا من الصدمة، لأنه يتحدث عن هذا الذي نعيشه اليوم في أوربا، في فرنسا وألمانيا: صعود القوميين، وتفشي اليمين المتطرف، وهجمات باريس، والاحتجاجات حول قانون الزواج للجميع، والاغتصابات التي وقعت في مدينة كولون الألمانية في احتفالات رأس السنة، وأزمة اللاجئين … كل شيء فيه كان يتطرق له العرض بطريقة المواجهة، في جو قريب من الانهيار والانفجار وتحت شكل تظاهرة. وهذا النوع من المسرحة، في رأينا، ينسف الأحكام المسبقة واليقين، ويفرقع الإنشاءات السياسة والإعلامية، في محاولة منه لفك رموز العالم الذي يحيطنا، وتحليل مخاوفنا. انه المسرح الذي يتداخل فيه الشخصي والسياسي مثل شعار النضال الذي لابد منه.
في حين أن عمل (أنا أوربا)، يبحث عن مستقبل ليس كذلك، وفي ماض لم يعد معاشا. لذلك، وبسبب عيوب وأخطاء الماضي التي لا يمكن لها ان تمر اليوم بسهولة، يحاول (فالك ريختر) إضاءة أعيننا، ويشد أسماعنا حول هذه المادة الوثائقية التي قام باستنطاقها الممثلون في البداية والتي لم يحرروا انفسهم منها بالكامل. والسؤال الذي يمكن طرحه، هنا: كيف يمكن للمرء أن يحرر نفسه ويتغلب عليها من خلال سرد قصة عن حياته الشخصية؟ وربما كان يمكن العثور على جواب آخر: في قصة أكبر يكتبها فالك ريختر نفسه، للممثلين المتعاونين معه، كأداة للبحث عن الواقع، تتجاوز شهادتهم الخاصة وسيرهم الذاتية. ولكن يبدو ان هذا ليس بيت القصيد، لا بالنسبة له ولا لفريق عمله.





----------------------------------------------------
المصدر : موقع مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي 

جمعية أصدقاء بهاء الدين تعتزم تطوير آلياتها تجاه دعم الفرق الحرة في الصعيد

مجلة الفنون المسرحية

جمعية أصدقاء بهاء الدين تعتزم تطوير آلياتها تجاه دعم الفرق الحرة في الصعيد

 احمد مصطفى 

تعتزم جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين تطوير آليات دعم الفرق الحرة في الصعيد التي كانت قد انطلقت بداياتها للمرة الأولى في العام 2012م عبر ابتكار مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة، صرح بذلك الكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس مهرجان الصعيد المسرحي الرابع ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية وقال إن الجمعية تدرس تحريك عروض المهرجان المسرحية في محافظات الصعيد.

كما أشاد الكاتب الكبير محمد سلماوي بمستوى العروض المسرحية للفرق الحرة المشاركة في مهرجان الصعيد المسرحي الذي اختتمت فعالياته في 12 أكتوبر الجاري ونظمته جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين بالتعاون مع قصور الثقافة وبرعاية محافظ أسيوط وقال سلماوي إن الجمعية تنتوي ترجمة عرض مسرحي أجنبي وتنفيذه باللغة العربية بدءًا من المهرجان القادم على أن ينطلق من أسيوط إلى جميع المحافظات بما فيها العاصمة والوجه البحري وذلك بهدف الانفتاح على حركة المسرح العالمية وفي الوقت ذاته تطوير قدرات شباب الموهوبين.
كما اعلنت الجمعية أنها تدرس عقد دورات تدريبية للفرق المسرحية الحرة المشاركة في مجالات الإخراج والتمثيل والكتابة والإلقاء ضمن توصيات مهرجان الصعيد المسرحي إلى جانب عقد محاضرات وورش حول المكون الثقافي لجنوب مصر، فضلا عن وضع المصطلحات المسرحية داخل كتيب المهرجان منعًا للاختلاط وسوء الفهم إلى جانب وضع برنامج تثقيفي لكل عرض مسرحي مشارك في المهرجان في الدورات القادمة.



























تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption