أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 17 يناير 2020

الإخلاص كوعد مبهم في مسرحية «الخيانة» لهارولد بينتر

مجلة الفنون المسرحية 
الإخلاص كوعد مبهم في مسرحية «الخيانة» لهارولد بينتر

محمد سيف:

ليس من باب الصدفة ان يختار هارولد بينتر، شخصيات مسرحيته هذه من الوسط الأدبي والفني الذي يعرفه؛ وليس من باب الصدفة أيضا أن يختار شكلا مسرحيا قديما وهو الفودفيل، لكي يقدم ثلاث شخصيات: امرأة وزوجها، وعشيقها، والزوج والعشيق أصدقاء جدا، محتفظا فقط بما هو ضروري: الزنا النقي كمصدر، لا ينضب من الخيانات الرومانسية وكذلك الودية. ولكن أين الخائن منهما؟
تجري الحبكة المسرحية بشكل عكسي، أي أنها تبدأ من نهاية قصة الحب، لتعود إلى البدايات، من خلال سلسلة من الصور المضحكة والقاسية. إن هذه العودة بالزمن إلى الوراء تأخذ في هذه المسرحية، شكل التحقيق البوليسي تقريبا، الذي يعيد من خلاله (بينتر) وبلا هوادة، مسار ثلاث شخصيات متشابكة في أكاذيبها. وبالعودة إلى الوراء بالزمن أيضا، يمكننا أن نأمل أن يتم تصحيح الإحساس المعيب للمشاهد الأولى من خلال استعادة خطواته. لكن اللغز العاطفي هو تطور شيطاني، بحيث أن كل صورة يعاد أنشاؤها تنتج قطعا مفقودة جديدة. وفي بعض الأحيان تأخذ خطوط الخيانة طرقًا غير متوقعة. وإن ما يعذب جيري، الحبيب السابق، ليس الحنين إلى الحب الذي زالّ أو هرب منه، وإنما علمه بأن صديقه روبرت، زوج حبيبته، كان يعرف منذ فترة طويلة بالعلاقة الغرامية التي حاول أن يخفيها بكل دقة.
في مسرحية «خيانة»، يتتبع (هارولد بينتر)، سبع سنوات من حياة ثلاثي الحب، تحت شكل تسلسل زمني عكسي: جيري، وكيل أدبي، وإيما، مديرة غاليري فني، يجدان بعضهما في حانة بعد عامين من انتهاء علاقاتهما. إيما، على وشك الانفصال عن زوجها روبرت، الذي يعمل ناشرا، وهو من أصدقاء عشيقها المفضلين. من نقطة الانطلاق هذه يكشف بينتر عن خطوط اضطراب الخيانة الودية والحب، ويقدم لنا تشريحا لمشاعر شائكة وغير معلنة: أقنعة، أوهاما، كلمات، ولغة جسد مزدوجة. هذه هي الثغرات التي تختفي في أعماقها حقيقة العلاقات الإنسانية التي يدعونا بينتر لاكتشافها ليس كينابيع للكذب وإنما كفجوات في النفس البشرية، من خلال كتابة مفاجئة مباشرة ومقتضبة تمجد الحب وتمتع كائناته التي لا تنفك من التعثر والتخبط في أهوائه.
لقد أرادت المخرجة (كارول بروزفسكي)، أن تكون خشبة المسرح مرآة لهذه الكتابة، ولهذه الازدواجية التي تحدث ما بين هذا الذي نريد قوله من كلمات وهذا الذي يريد أن يخفيه أو يتستر عليه الجسد من عيوب وعقبات تقطن فيه. إن الظلال والحركات في هذا العرض، أصبحت بمثابة ملعب للعب الأجساد، لأجل ترك الحاجة الحميمية تتنفس، ضمنيا داخل كل شخصية من الشخصيات. وقد طغى على ديكور العرض اللون الأسود والأبيض المضاء بإنارة حمراء كالدم، تجتازه لوحات شبه شفافة، بحيث كاد إخراج (كارول بروزفسكي)، أن يكون محايدا تاما، لولا التدخل والتداخل المستمر للوسائط الهجينة بين مشاهد المسرحية التسعة، التي نرى من خلالها الممثلين يرقصون، مرة بمفردهم، وأخرى كل اثنين مع بعض، كما لو أنهم كانوا مأخوذين بمحاكاة تشنجات الاضطراب الداخلي الذي يتناقض مع أناقة ملابسهم. وقد كشف هذا التناقض المثير للقلق عن العالم البرجوازي الذي لازال قائما على حد حبل متوتر.
اعتمد بناء وتطور عمل (هارولد بينتر)، على ثنائية الصورة التي تحدث دائما بين اثنين: بين لندن والبندقية، بين شعر يتس الرقيق وعنف لعبة الأسكواش، بين الفن والتجارة، بين البوح والكتمان، بين الرصانة والثمالة، بين الشباب والنضج، وبين الحب والخيانة أو بين الزوج (أو الزوجة) والعشيق (أو العشيقة). من خلال كل هذا الذي يحدث يمكننا نحن كمتفرجين التحقق من مرارة الفراغ الرهيب والشعور بالوحدة لهذه الشخصيات الثلاث. ومثلما تقول مخرجة العمل، إن هذا ما يلخص مسألة حاجة الواحد للآخر التي تتأسس عليها دراماتورجيا هذا العمل بطاقة هائلة وكبيرة. الحاجة إلى الآخر للشعور بالحياة نفسها، الحاجة إلى الآخر للتطور أو لإعطاء الوهم، الحاجة إلى الآخر للاطمئنان أو تعريض النفس للخطر.
إن ما أثار انتباهنا بشكل خاص في هذه القصة الثلاثية الحب، الإخراج الحديث جدا، واستخدامه لسينوغرافيا مهمة من حيث الديناميكية والناجحة على المستوى الجمالي. لقد استخدمت المخرجة، المكعبات الضوئية الكبيرة التي جعلتها تتحرك وتغير أماكنها وشكلها وفقا للحاجة المسرحية، من قبل الممثلين الذين راحوا يغيرونها بين مشهد وآخر، بحركات كورغرافية ترافقها الموسيقى. وهذا بحد ذاته ما أعطى طاقة خاصة للعرض وسمح بإعادة تنظيم الفضاء المسرحي، واستدعى الخيال، لكي تصبح هذه المكعبات، مرة طاولة، وأخرى، كراسي، أو أريكة، أو سريرا، مشكلة في تغيراتها المستمرة، ديكورا واقعيا مرة وأخرى سحريا في آن. ثم ان السينوغرافيا المضاءة سمحت أيضا بتعزيز هذا الديكور الأنيق الذي صار يحيلنا إلى أجواء مختلفة مثل، حانة، غرفة نوم، صالون أو مطعم وإلى آخره، بالإضافة إلى أن فكرة وضع لوحة زجاجية كبيرة شبه شفافة في خلف المسرح، يعبر خلفها الممثلين عن مشاعرهم تكريما للغة الجسد، من خلال رقصات يؤدونها قبل كل مشهد من المشاهد، أولا، للتحرر من مشاعرهم وحصار شخصياتهم لهم، وثانيا، للتعبير عن هذا الذي لا يعلنون عنه، من خلال رسم طريق للغة الجسد المزدوجة وللكلمات. وهكذا تقوم الأجساد بالتعريف بنفسها، أو بالأحرى التنكر لها، في الوقت ذاته. إن حركات جسد إيما، وجيري وروبرت، كانت تقدم لنا وفقا لإيقاعاتهم المختلفة ما هو أكثر من الكلمات. كانوا يقدمون الخطوط المضطربة للخيانة
التي تقطن في سجونهم الذاتية بشكل مباشر وعلى سطح الشاشة الشفافة. ثم لا محالة، أن الشخصيات كانت تقوم بتفكيك ثنائية الكلمات، وأخطاء تاريخهم المختبئ في أعماقهم. وما عملية بناء وتفكيك فضاء المسرح بواسطة المكعبات الضوئية المتحركة، إلا لكي تكشف من خلاله عن آليات أفعالهم الحميمية. كما لو كانت هذه المكعبات صورة مصغرة لترتيب أنفسهم. وهكذا تتكرر أنماط الخيانة إلى ما لانهاية، وتلعب مع مثلث الحب من كل الزوايا، لدرجة محاصرتهم الواحد تلو الآخر. والمدهش في الأمر أن الممثلين كانوا يرقصون على إيقاع موسيقى يصبح شيئا فشيئا إيقاعا منوما. ثم أليس كذلك، أن الإخلاص هو وعد مبهم؟ إن الخيانة بحد ذاتها، هي شكل من أشكال الوفاء لشخص آخر، ولكن لأي آخر هذا؟ كل شيء يبدو نسبيا في مسرحية الخيانة.
الجميع يخدع الجميع، وسرعان ما نلاحظ أن الجميع يعلم بهذه الحقيقة: إيما، تخون زوجها روبرت مع أفضل أصدقائه، العشيق جيري متزوج وأب عائلة، وروبرت يخون إيما مع عشيقات أخريات، والمرأة الوحيدة التي تبدو مخلصة هي جوديت زوجة جيري، ولكن مع ذلك لا يظهر ذلك على المسرح. ولهذا نتساءل بدورنا حول صدق مشاعر مثلث الحب هذا، ولا نستغرب من تصريح روبرت لزوجته إيما عندما يقول لها بأنه كان دائما يحب صديقه جيري أكثر منها. ثم هل أن هذه الكائنات المغرورة قادرة حقا،
في نهاية المطاف على أن تحب؟ كل شيء جائز. وقد وجد اللاعبين الثلاث، سواء من حيث المغنطيسية أو الصرامة، تضاريس من التواطؤ، في هذه الخيانات. لم يكن هناك فائض في لعبهم، وهذا ما اتضح ضمنيًا، كانوا يمرون بالألم، والقلق، والحنين والسخرية وينقلوه لنا بكل استرخاء وسيطرة، وكأنهم هم الشخصيات الأصلية لقصص الحب المنهارة هذه. 
بلا شك أن النص في هذا العرض كان واضحا ومخدوما بشكل جيد، سواء من قبل المخرجة أو الممثلين ذوي الخبرة العالية، على الرغم من غموضه ولا مرئيته التي منحته نوعا من القداسة، لكن حضور الأجساد فيه لعب دورا مهما بالعرض لدرجة خيل إلينا أننا أمام عرض كوريغرافي مدهش، وليس مسرحيا فحسب. ولقد كانت الموسيقى أصلية ويمكن إدراكها بدءا من (الفيس بريسلي) إلى (ستيف رايخ).

ختام الدورة 12 للمهرجان العربي للمسرح بفوز جي بي إس بأفضل عرض متكامل

مجلة الفنون المسرحية


ختام الدورة 12 للمهرجان العربي للمسرح  بفوز جي بي إس بأفضل عرض متكامل



اختتمت فعاليات  مهرجان المسرح  العربي12 بالمركز الثقافي الملكي بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي نظمته الهيئة العربية للمسرح، بحضور وزير الثقافة الأردني باسم الطويسي، والكاتب إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وحسين الخطيب نقيب الفنانين الأردنيين ونخبة من المسرحيين الأردنيين والعرب، قدم الحفل الفنانة الأردنية أمل الدباس والفنان محمد واصف .

ثم صعدت لجنة التحكيم على المنصة المخرج خالد جلال رئيسا – مصر، د. شذى سالم – العراق، د.لينا خوري – لبنان، د. عادل حربي – السودان، الفنان إيهاب زاهده – فلسطين، وصعد سفير دولة الإمارات العربية المتحدة  علي البلوشي، وعبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة،

وقد أعلن المخرج خالد جلال عن العرض الفائز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل عربي متكامل بالدورة 12 لعام 2019، العرض الجزائري جي بي إس .



واقيمت  الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي للفترة من 10 الي 16 يناير 2020 بحضور 400 ضيف عربي و150 فنان اردني وخمسون ضيف تحملوا تكاليف مشاركتهم، و15 عرض مسرحي 5 ضمن المسار الول و9 تنافست على جائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لعام 2019 وحوالي 20 اللف متفرج تابعوا العروض بالمسارح و250 الف مشاهد تابعوا الفعاليات عبر مواقع التواصل، 12 جلسة علمية و9 ندوات نقدية تطبيقية 24 مؤتمر صحفي و4 مسائلات علمية بإربد  بإشراف قامات عربية وورشة لمدة 6 ايام لمسرح الدمى بالزرقاء، و1-0 مكرمين من المسرح الاردني و فضاءات احتضنت الفعاليات، 162 من الجنود المجهولون نظموا المهرجان، 35 إعلامي من مختلف ارجاء الوطن العربي، 8 أعداد لنشرة المهرجان 3 إصدارات جديدة حمول المسرح الأردني.

وصعد على المنصة لجنة تحكيم مسابقة التأليف للأطفال زهيرة بن عمار – تونس، كنزة مباركي – الجزائر ، وخالد خماش من فلسطين الذي تعذر عليه الحضور، وقامتا بتسليم الجوائز للفائزين وقام الفنان بدر محارب من الكويت بتسليم الجائزة الأولى والتي ذهبت غلى المؤلف محمود عقاب من مصر، ثم صعد الفنان سعيد سالم من دولة الإمارات العربية ليسلم جائزة المركز الثاني، والتي ذهبت إلى الكاتب ياسر فائز – العراق، وسلم نقيب الفنانين العراقيين الفنان جائزة المركز الثالث بدلا من الفنان الموريتاني أحمد ولد حبيبي للكاتبة الجزائرية حنان مهدي.

وصعدت لجنة تحكيم مسابقة تأليف النصوص المسرحية للكبار والتي تشكلت من الفنان محمد بهجاجي – المغرب، ود. نهلة الجمزاوي – الأردن، ومن العراق الفنان هوشنك وزيري، وسلم جائزة المركز الأول الفنان عبد الله من مملكة البحري وذهبت الجائزة الأولى طه زعلول – مصر، وسلم جائزة المركز الثاني د. محمد خير الرفاعي – الأردن، وذهبت الجائزة للكاتب المصري أحمد سمير، وسلم جائزة المركز الثالث الفنان عماد الشنفري من عمان وذهبت الجائزة للكاتب المصري عبد النبي عبادي.

وصعدت لجنة مسابقة البحث العلمي والتي سلمت جوائزها لكل من د. وسف رشيد – العراق، د. محمد عبازة – تونس، د. مروان العلان – الأردن، وسلك الجائزة الأولى الفنان خليفة العريفي وذهبت الجائزة الأولى إلى الباحث الحسين أوعسري – المغرب، وسلك جائزة المركز الثاني د. جان داود – لبنان، وفازت بالجائزة الثانية الباحثة ميسون البشير – السودان، وسلم جائزة المركز الثالث الفنان أحمد البدري والتي ذهبت إلى الباحثة منى عرفه – مصر، ثم التقطت صورة جماعية تذكارية للفائزين ولجنة التحكيم .

وقامت د. شذى سالم بعمل بيان ختامي للجنة تحكيم العروض المسرحية واستهلت بيان لجنة التحكيم بالشكر للهيئة العربة للمسح والتي جعلت المهرجان محجا سنويا خاصة للمسرحيين العرب، لتؤشر على واقع الحال وتظهر إشارات المستقبل وتفتح البواب على مصراعيها لمسرح جديد ومتجدد، واشارت إلى تثمين اللجنة لمنح اللجنة الاستقلالية الكاملة، ووصفت التنظيم الاردني بأنه سطر بحروف من ذهب سجلا مشرفا لكل فعاليات المهرجان.

ووصفت د. شذى سالم بأن تجارب الفنانين الكبار قدموا البهجة بحيوية المخضرمين والبهجة الطازجة من المبدعين الشباب، بوهي وحساسيات جديدة، وبهجة اقدام المسرحيين للتصدي للسئلة التي تفرض نفسها على الإنسان العربي وفي كل أرجاء العالم، منفتحة على العالم وبخصوصية محلية لم تهمل الحفر في اليومي المعاش ولم تغفل الطرف عن  الكوني الذي نعيش، وفي النهاية البهجة في النهاية صنو المسرح، داعية أنه لابد أن نمكن مسرحنا ومجتمعاتنا من المعرفة التي تحصنه ضد الفراغ والمجانية.

واختتمت بأن المسرحيين رشوا سكر جمالهم على ايامنا السبعة مرددين مقولة ونوس  “محكومون بالأمل “، ومقولة القاسمي ” نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة “

وشهدت خشبة المسرح صعود الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ونقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب الذي كرم الهيئة العربية للمسرح ممثلة في الكاتب إسماعيل عبد الله، وتك تكريم الهيئة العربية للمسرح لوزارة الثقافة الأردنية ممثلة في وزيرها د. باسم الطويسي. كما كرمت الهيئة نقابة الفنانين الأردنين الشريط الثاني في تنظيم الدورة 12 للمهرجان.

ثم كرمت الهيئة العربية للمسرح المبدعين المشاركين بالدورة 12 عن عرض رهين الفنان شوقي بوزيد، عرض سماء بيضاء وتسلم الدرع وليد داغستي – تونس، وعن عرض الصبخة لمسرح الخليج العربي تسلم الدرع الفنان ميسم بدر – الكويت، وتسلم درع العرض المسرحي كيميا للجمهورية السورية الفنان سليم عجاج، وتسلم الفنان ايمن النخيلي درع العرض التونسي خرافة ، وعن عرض النمس لفرقة المسرح المفتوح وتسلم الدرع الفنان أمين ناسور، وتسلم عماد جلول درع المشاركة عن العرض السوري ثلاث حكايات للمسرح القومي، وتسلم الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون درع المشاركة لعرض أيام صفراء – مصر، وتسلم الفنان محمد العامري – الإمارات، درع تكريم للعرض المسرحي مجاريح لمسرح الشارقة الوطني، وتسلم على البلوشي من الكويت درع مشاركة للعرض المسرحي على قيد الحلم لمسرح الشباب، وتسلم الفنان رضا جعفري من المغرب درع مشاركة العرض المسرحي قاعة الانتظار واحد لفرقة شارع الفن ،  ومن الأردن تسلم د. يحيى البشتاوي درع مشاركة عرض الجنة تفتح أبوابها متأخرة – الأردن، وتسلم الفنان محمد الحر درع المشاركة لعرض سماء أخرى لمسرح أكون– المغرب، وتسلم د عبد السلام قبيلات درع العرض الأردني بحر ورمال، والعرض المسرحي الجزائري جي بي إس كوتتسلم الدرع محمد يحياوي المسرح الوطني بالجزائر، والتقط المبدعون صورة تذكارية للعروض المشاركة.

وتم تكريم خاص للفرق الأردنية الفاعلة ضمن الندوات والمسائلات العلمية وتسلم الدرع الفنان أيمن سلامة عن فرقة الفوانيس درع الكريم،  و مسرح الرحالة وتسلم التكريم المخرج حكيم حرب، وتسلمت الفنانة اريج دبابنة دره التكريم عن فرقة المسرح الحر، وتسلم الفنان زيد خليل مصطقى درع التكريم عن فرقة ع الخشب، وعن فرقة المسرح الحديث تسلمت الدرع د. مجد القصص، وعن فرقة طقوس تسلم الدرع محمود الجراح، وعن فرقة الزرقاء تسلم الدرع الفنان خالد المسلماني.

تكريم المسارح والمراكز

درع لقصر الثقافة وتسلمه الفنان زياد ابو زيد، المركزالملكي وتسلم الدرع محمد المراشده، مسرح الشم وتتسلم الدرع الفنانة حياة جابر، مسرح الحسين وتسلم الدرع أيمن خليفات، مركز الملك عبد الله الثاني بالزرقاء وتسلم الدرع يوسف القضاء، وعن مركز اربد الثقافي تسلم الدرع عاقل الخوالدي، وأمانة عمان الكبرى وتسلمت الردع شيما التل، التليفزيون الأردني وتسلم الدرع رائد عربيات، المركز الوطني للثقافة والفنون وتسلم الدرع مهند النوافله، وزارة الشباب وتسلم الدرع بسام الخلايله، هيئة تنشيط السياحة وتسلمت الدرع هالة الخشمان، دائرة الجمارك وتسلم الدرع اللواء دكتور عبد الجليل الرحامنة ؟؟،

وتسلم خالد الناصري سفير المملكة المغربية ايقونة الدورة “13” التي تقام بالمملكة المغربية عام 2021


قراءة نقدية لمسرحية* " وكالات " تأليف : عمار نعمة جابر

الخميس، 16 يناير 2020

عرض جي بي أس GPS من الجـزائــر منحوتات صاخبـة وفرجة جمالية

مجلة الفنون المسرحية 
عرض جي بي أس  GPS من الجـزائــر  منحوتات صاخبـة وفرجة جمالية 
بـقـلـم : عـبـاسيــة مـدونــي – الــمهرجانات العربية 

   في ظلّ فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثانية عشرة (‍‌12 ) بالأردن والمنظم من لدنّ الهيئة العربية للمسرح ، انفتح الجمهور على العرض المسرحي جي بي أس ( GPS) من المسرح الوطني الجـزائــري ، تصميم وإخراج " محمد شرشال" .
  العرض المسرحي من أول مشاهده إلى آخرها جاء ذا زخم دلالي وسيميائي مكثّف بالعلامات والأيقونات التي تحمل المتلقي على التفكّر والتأمل ، وإعادة طرح الأسئلة ، وسط تقنيات اعتمدها المخرج تمزج ما بين السينما والمسرح ، بإيماءات وحركات وإيقاعات مدروسة بدقّة هدفها كان إيصال  الأفكار وعديد الرسائل المشفّرة ، التي تجاوزت لغة الخطاب والحوار المكثّف المتداول ، فكان  " البونتومايم" حاضرا مع دلالات الجسد والأصوات وإيقاعات الموسيقى .
  جي بي أس صراع الأفكار ، صراع العلاقات ، صراع المبدئ وصراع الحريات ، صراع الزمن والوقت ، صراع المكان ، وصراع الغايات ، صراع الانتظار المضني دونما ملاحقة المحطة الأخيرة من عمر ضاع بين ، بين ، صراع .
  شخوص تنتظر منذ ولادتها ورؤيتها النور الخلاص ، خلاص تجسّد في قطار يفوتهم ، ويفوتنا كمتلقين ونحن نترقب الآتي لنستقل محطّة الطرح الجرئ بلغة الجسد ولغة الإيقاع ولغة تكاثف وزخم الأيقونات بالعرض ، لنستقل محطة الشيخوخة تلكم المرحلة الفارقة بالعمر ، لنعيد ترتيب الأولويات .
وفي تصميم العرض ، نحى المخرج منحى المشاهد المنفصلة لضرورة إبداعية  حملت المتلقي إلى عالم الفرجة والكوميديا الساخرة ، متّكئا على قدرات فريقه من الممثلين في الحركة ، والإيقاع وتمكّنهم من فيزياء الجسد وفضاء العرض .
  الممثلون كانوا على شاكلة  الدمى تارة ، وآليين تارة أخرى ، وفق التحولات التي اقتضاها مسار العرض في رؤيته الإخراجية وطرح الفكرة ،  والأقنعة التي رافقت كل شخصية بدلالاتها ، فالعمل المسرحي عكس زخما من الحركات والأصوات ، والشفرات ذات العلامات التي تحملنا على التأويل والطرح والتساؤل ، بخاصة وأن المخرج اعتمد تجارب عالمية بدت واضحة من خلال مشاهد العرض واشتغاله وتركيزه على الممثل الذي بدوره حمل فلسفة وطرحا وجوديا بأسلوب إبداعي ومبتكر ، فكل شخوص العرض تخوض حربا طابعها التمرد ، والانسلاخ من سطوة نحّاتها فهي أيضا تبحث عن الخلاص لتغدو طبيعية وتمارس كل طقوس الوجود بخيره وشره ، فكل العوالم هشّة إلى أن تقرّر أن تولد من جديد وتكشف عوالم أخرى دفينة في النفس البشرية .
   الفرجة الجمالية كانت حاضرة بعرض " جي بي أس"  للمسرح الوطني الجزائري ، اتّسمت بالإبهار والدقة في الطرح ، والصور الحية ناحتا من خلالها المخرج الحركة على الركح ، ضابطا الإيقاع العام لدى الممثلين .
  السينوغرافيا  من  الإضاءة ، الألوان ، الماكياج ، الأزياء والموسيقى كانت فسيفساء حيّة على الركح ، وكانت نوتة العرض التي يحتاجها أي متلقي للتناغم والانصهار ، مع الحفاظ أو بالأحرى ملامسة كل الوعي والإدراك لدى الممثلين ومدى حرصهم على التحكم بإيقاع العرض الذي جاء دليلا قاطعا على تمكّنهم وكمّ التدريبات التي تلقوها لإنجاز هذا العرض مع جمالية ونسق واعي ، إذ أن فيزياء الجسد في التشكيل الحركي كانت حاضرة بقوة لتشكيل صورة فكرية ووجودية ودلالية بإيماءات ورمزيات وظيفية .
فعرض " جيب ي أس" كان كتابة إخراجية من نوع آخر ، فقد أربكنا العرض واستفزّنا لنقف عند كل صورة مشهدية ونطرح الكثير من الأسئلة ، وذلكم هو المسرح الذي يتماشى والذائقة الجمالية والروحية والفكرية ، فالعرض لم يكن مجرّد عرض وإنما كان حياة أخرى عايشناها بكل تفاصيلها ، وحقائقها المغيّبة وجدلياتها .
وعليه ، فإن عرض جيب ي اس جاء عرضا ليحمل لنا أجوبة وجودية ما نزال نبحث عنها ، وملامسة الحقائق المرهونة بكثير من العلامات والدلالات والإيحاءات

مهرجان المسرح العربي يقدم وجبات درامية دسمة في عمَّان

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان المسرح العربي يقدم وجبات درامية دسمة في عمَّان


يواصل المسرحيون المشاركون في فعاليات مهرجان المسرح العربي انطلاقتهم نحو المسارح الأردنية لتقديم عروضهم المسرحية على مسارح: المركز الثقافي الملكي، ومركز الحسين الثقافي، ومسرح الشمس، إضافة إلى إقامة الندوات الفكرية بمشاركة أكاديميين ونقاد وباحثين في المسرح.

وعرضت على مسرح الحسين الثقافي مسرحية «ثلاث حكايا» للمخرج والفنان السوري أيمن زيدان، والمأخوذة عن نصٍّ للكاتِب والمخرج المسرحي الأرجنتيني أوزوالدو دراكون، فقصص الفقر والفقراء وجبة دائمة على خشبة المسرح، وشاشات التلفزيون والسينما.

ورغم اتفاق الحكايا الثلاث على تصوير حياة المُهمَّشين، ومحاولاتهم البائِسة لإيجاد مورِدٍ يسدّ رَمَقَهم، لكن يبدو أن المخرج فضَّل عدم إغراق الجمهور بالحُزن ونوبات البكاء، فاختار مشاهِد سريعة وحوارات قصيرة وتعبيرات مجازية، وبالَغَ في تلوين وجوه المُمثلين وثيابهم ليظهروا كمُهرِّجين، كناية عن أنه مسرح داخل مسرح، أو وداع مختلف للفرح.

فيما عرضت مسرحية «أيام صفراء» على مسرح الشمس بالعبدلي، وهي من إنتاج مركز الهناجر للفنون، بإشراف الفنان محمد دسوقي مدير المركز، ويأتي ذلك في إطار تقديم نصوص مسرحية سويسرية معاصرة، ويتناول الاختلافات العرقية والفكرية بين أشخاص من نفس العائلة وقت الحرب، ويدعو إلى قبول الآخر، ونشر ثقافة السلام والمحبة والتسامح بين البشر.

وما بين مقدمة المسرح وخلفيته دارت الأحداث، حيث المنزل وعلاقات الأفراد في المقدمة، بينما في الخلفية والإضاءة الأكثر خفوتاً تأتي المباراة والصراع بين المشجعين، التي تحولت إلى الحرب في النهاية.

أما مسرحية «مجاريح» الإماراتية الحاصدة جوائز أفضل ممثلة في دور أول، وأفضل أزياء، وأفضل مؤثرات موسيقية وصوتية، وأفضل ممثلة واعدة، ضمن أيام الشارقة المسرحية 2019، والتي عرضت على المسرح الرئيس بالمركز الثقافي الملكي فهي من تأليف الكاتب إسماعيل عبد الله.

في حين أسند الإخراج للفنان محمد العامري، ويتمحور المحتوى الدرامي حول فيروز، الذي أحب ميثاء، لكنه يواجه برفض من والدها نتيجة الفارق في لون البشرة، في إحالة إلى ما كان يسود في بعض المجتمعات من فوارق طبقية لها علاقة بالتراتبية الاجتماعية القائمة، لكن ميثاء لا تؤثر ذلك على قناعاتها، وتكسر هذا القيد وتهرب من أجل الزواج من فيروز.

-------------------------------
المصدر: عمّان - البيان

المسرح و ذهْــنية التحــريم ( 1)

مجلة الفنون المسرحية

 المسرح  و ذهْــنية التحــريم ( 1)
   
                                                                                                      نـجـيـب طــلال
وقـــفــة :

إشكاليتنا والتي ربما لم ننتبه إليها جيدا؛ أننا نناقش قضايا مسرحية خارج سياق ما يحيط المسرح العربي من ملابسات  فنية / تقنية وإشكالات مفاهيمية ،  تجعله بعيدا كل البعد ككينونة  حاضرة وفارضة نفسها في البنية المجتمعية العربية والتي لا يمكن الاستغناء عنها ، باعتبار المسرح وجه الحضارة الإنسانية؛ فبانحطاطه تنحط القيم والمعايير؛ وبإشراقاته تنمو جمالية  روح الإنسانية في الإنسان؛ طبعا ما أنتجه الغرب شرقا وغربا من مفاهيم فكرية وتصورات تقنية يناقش وعلينا مناقشته  في الحدود النسبية وليس في المطلق؛ كما هـوحاصل ( الآن )لأن هنالك مواقـف وقضايا وأولويات في المجال الإبداعي وفنون الآداء عامة علينا طرحها على مائدة الحوار والمناقشة ؛ لأنها لازالت تتحكم في الذهنية العربية منها مسألة – التحـريم – فالمسرح العربي  لازال محكوما بمسألته ومقتضياته الفقهية ؛ بحيث هنالك فقهاء ومتفقهين؛ يلاحقون الإبداع بشتى ألوانه (...)  عبر الفتاوي والخطب والكتابة والتأليف ؛ إذ الأمر يحتاج لمواجهة تناظرية وحوارية  بين المسرحيين والفقهاء ؛ وهذا يحتاج في الحد الأدنى على ثقافة أصولية وفقهية يتسلح بها الفنان العربي؛ وهـذا غير متوفر بالشكل الذي يساهم في البرهنة والحجاجية ؛ من هنا يكمن ضعف [المسرحي] أمام سلطة الفقيه المدعومة بمرجعية دينية ؛ رغم أن المسرح أصول نشأته دينية ؛ ونابع من طبيعة الصراع 🟔ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين🟔(1) إذ من الضروري أن تنوجد فئة تقابلها فئة أخرى مضادة أو قوة تقابلها قوة أخرى. وهذه الثنائية منذ صراع قابيل/ هابيل وهي متمظهرة وحاضرة من أجل الاستمرارية والاستقرار في العالم. وفي هذا الباب يقول الإمام  الشافعي : لا بأس بالمبارزة ( أي) الصراع . لكن (المسرحيين/ المبدعين)  شبه منهزمين أمام (الفقهاء/ العلماء) لأن طغيان الفكر السلفي بتصنيفاته مازال متحكما في دواليب البنى الإجتماعية ؛ رغم ادعائنا بالحَـداثة  وخاصة أن المسرح العربي يناقش ما بعد الحداثة أو ما بعْـد الدراما (؟) إنه سياق الوهم لملاحقة الركب؛ ونحن  لم نستطع مناقشة الفقهاء نـَدا بندٍ ، أو تفنيدا لطروحاتهم . دفاعا عن الإبداع الذي نؤمن به  ؛ لترسيخ المسرح كسلوك ثقافي/ اجتماعي فعليا وعمليا. ودفاعا عن النعوت القدحية التي تم استرسالها كالتالي: يعـدون هذه السفالة والنذالة وصفاقة الوجه والوقاحة من العلوم والفنون، ويسمـون الممثل السفيه الجاهل الأحمق الساقط الفاسق الفاجـر بل الملحد الكافر مفـسد أخلاق المسلمين ودينهم....( 2) ونـدلي بتموقف آخر يذكي ما سبق ويؤطر المسرح (الداء العضال)؟: وأن الغثاء والخونة الذين توافدوا على الغرب هُـم الذين جلبوا هذا الداء العضال ، من جملة الأدواء التي نكبوا بها الإسلام والمسلمين بدل أن يقدموا للأمة العلوم العصرية ، كالصناعات النافعة والاختراعات المفيدة (3) أما أخطر التموقفات تجاه الممثلين/المسرحيين هـو كالتالي: ... بدخـول قوافل الفـسقة والفاسقات والمفسدين والمفسدات ، معلمي الرذيلة ، ودعاة الفحشاء والمنكر .... لصوص الفضيلة ، وسراق الشرف والعفاف ، وقاتلي الحياء ، ومعدمي المروءة ، ومدمري الأخلاق، ومخربي الأفكار، ومثيري الغرائز ، ومهيجي الشهوات (4) وما أكثر من هاته النعـوت الجارحة والقذف الجانح الذي يعاقب عليه القانون الجنائي . ولكن ربما أغلب المسرحيين لم ينتبهوا لتلك الكتب الحاملة لعملية تحريم المسرح وخلافه . أو أن السبب المباشر يكمن في غياب أو شبه غياب لثقافة فقهية متنورة لدى أغلب المسرحيين( العرب) لمواجهة الفكر السلفي المحافظ ومقارعة ذهنية التحريم الحجة بالحجة ؛ هنا ليس مطلوبا أن يكون المسرحي المبدع أو الباحث متعمقا أو متخصصا في الأحكام الشرعية والمسائلَ الفقهية ؛ بل على الأقل التمكن بمبادئ عامة لمناهج التفسير والتأويل والتفنن في أساليب الحجاجية، للاستدلال بها على حكم التحريم تجاه المجال المسرحي مع الاستشارة واستقصاء أَهل الاختصاص. لأننا نغالط أنفسنا أن ذهنية التحريم لم تعُـد حاضرة بتلك القوة التي كانت ؛ أو أنها عديمة التأثير بحكم تطورات العصر. بالعكس فهي تتقوى في سياق الإسلام السياسي وتزداد ضراوة في البنية المجتمعية العربية ؛ وتتأسس عنكبوتيا في بوثقـة الجماعات و المنظمات والتنظيمات الحزبية – الإسلاموية - للسيطرة على الجماهير؛ وكذلك كان ولازال والمسرحيون العَـرب  شبه غافلين عن تمظهر ذهنية التحريم في عزوف الجمهور عن الحضور؛ فليس هنالك دراسة سوسيولوجية في قطر عربي( ما ) تحـدد لنا الأسباب الجوهرية عن العزوف للحضور للعروض المسرحية .مقارنة بعِـقـد الستينيات والسبعينيات من ( ق, م ) وإن كان فعل التحـريم يتمرر بشكل غـير مباشرفي كثير من الأحيان  عبر بعض المدارس والمعاهد وبعْـض المساجد وفي خطب الجمعة ؛ لأننا في مجتمع بنيته فقهية بالأساس . وهذا من المغالطات التي لم يفهمها العَـديد من المسرحيين/ الباحثين الذين تناولوا موضوع: المسرح والإسلام (5) وبناء على ذلك  ففي غياب مواجهة فكرية رصينة تجاه ذهنية التحريم التي تتحكم في البنية المجتمعية العَـربية  في معْـظمها لاشعـوري بالأساس. رغم إن حاولنا أن يقترن: (( التمثيل )) بـِنيَّة العبادة ، كمـن أقامه يدعو الناس به إلي الله تعالي ، ويرى أنه بذلك فعل قربة يؤجر عليها ، فإن تحريمه أشد والمنع منه آكيـد .فكما أنه معصية لله تعالي – كما سبق شرحه – فهو بهذه النية بدعة منكرة شنيعة ، تضاهي ما كان عليه اليونانيون الوثنيون ،والنصارى الضالون(6) هنا فـذهنية التحريم تسعى لغلق كل المنافـذ ليظل المسرح العربي يتأرجح بين الفعل واللافـعل ؛ فاقـدا جمهوره وفاقدا لصولته الحضارية كيف ذلك ؟
شــيء مــن تاريخ التحــريم : 
من الملاحظ أن بعضا ممن ناقش أو تناول قضية تحريم المسرح/ التمثيل، إلا ويستند على معطيات قـديمة جدا ومن مصادر جاهـزة ومتداولة ؛ كأنه ليست هنالك مستجدات. تجعل من ذهنية التحريم منظورا كائن الوجود ومتغلغلا في مجتمع المعلوميات. أم أنه منعَـدم الفعالية والتغلغل. نتيجة حُـدوت قطيعة بما أوتي من جهد للسلفيين في نحـت  ومحاولة ترسيخ مفهوم علم تحريم التمثيل تعارضا بتطورات العصر ولاسيما أن الأَحكام الشرعية ، والمسائلَ الفقهية بحاجة بين لحظة وفترة زمنية  إِلى تصفية وغربلة. انطلاقا من الميكانزيم المتحكم في الأَحكام والفتـاوى التي تتغير بتغير الأحْـداث والأزمنة ؛ باعتبارنا أمة مسلمة .      إذ لازلنا نثير المعْطيات القديمة في العصر الحاضر كأننا شـعْـب لا يتحرك في سياق الإنماء البشري وعبر السيرورة التاريخية ؛ وبما أن الذهنية العربية؛ ذهنية  محافظة سلفية بالسليقة .فمن البدهي أن يتم استحضار - سعيد الغبرا-  الذي نسيه التاريخ في جوانب معينة ؛ وإن كان أفتى في حق أبي خليل القباني بأن التمثيل منافي للدين والاخلاق. بغية إغلاق مسرحه في (دمشق) وإحْـراقه فيما بعد. فالمسألة أعيدت للمشهد المسرحي بالقول: ولما عرف الشيخ سعيد الغبرا أنّ السلطان عبد الحميد سيصلي الجمعة في جامع أيا صوفيا انتظر موكبه هناك، وما إن هلّ الموكب حتى صاح الغبرا بأعلى صوته: أدركنا يا أمير المؤمنين، فإن الفسق والفجور قد تفشّيا في الشام، فهُتِكت الأعراض وماتت الفضيلة، واختلطت النساء بالرجال، فجاء أمر السلطان بإغلاق مسرح القباني، وما كاد الخبر أن يصل حتى هاجم بعض من العامة مسرح القباني، فأحرقوه... مثقفون ومسرحيون سوريون سيحملون غداً شموعاً ويتوجّهون إلى بيت أبو خليل القباني (1833 ــ 1903) في حي كيوان في دمشق. رائد المسرح العربي توفّي بالطاعون، بعد مكابدات في المنافي وحرق مسرحه في دمشق، إثر صدور فرمان من السلطان العثماني بإغلاقه (7) ولكن هاته البادرة طيبة  التي أقدمت عليها أن رئيسة «جمعية النهضة الفنية للمسرح والموسيقى» رجاء بنوت (الجهة المنظمة للتظاهرة) لكن أعيد النظر في قضية الشيخ الغبرا/ القباني من خلال كتاب: وقائع مسرح أبي خليل القباني في دمشق(8) الذي يثير معطيات بالغة الأهمية بالسند والوثيقة ؛ بحيث يكشف لنا الصراع الضمني بين الفني والسياسي؛ و استغلال المجال الديني لضرب  النشاط الفني وكذلك السياسي إن اقتضى الأمرفي غياب التوافقات والفشل في التحكم في المصالح بحيث :أثارت مسرحية «عطرشان وورد الجنان» ردود فعل غاضبة من قبل بعض رجال الدين، كونها جسّدت شخصية السلطان المملوكي نور الدين الزنكي، الذي كان بمثابة ولي من أولياء الله في عيون بعض متصوفة دمشق. في عام 1878 تسلّم مدحت باشا ولاية سوريا، وطلب من القباني إعادة افتتاح مسرحه (....) إلا أنه في عام 1883 سيُقال مدحت باشا، كما سيقوم بعض الشيوخ المناوئين للقباني بإرسال عريضة إلى نقيب الأشراف في إسطنبول أحمد العجلاني يطالبونه فيها بإغلاق مسرح القباني. وخلافاً للرواية التي تقول بأن قـدوم السلطان عبد الحميد الثاني كان بمثابة نهاية الحريات وأفكار التنوير، وبداية تحالف بين الاستبداد ورجال الدين المحافظين(...) وأن موقف سعيد الغبرا لم يكن هو الموقف الطاغي في المدينة / ففي مقابل رؤية الأخير نعثر على رؤية مقابلة للشيخ طاهر الجزائري، الذي كان يعَـد من ألمع علماء دمشق وأكثرهم نفوذاً وتأثيراً(9) وهذا يبين أن هنالك أصوات متعددة من الماضي مارست ترسيخ قضية تحريم الفن والإبداع من الشرق ليمتد عبر الجغرافيا العربية ؛ وبالتالي ما ألفه الحافظ أبي ال أحمد بن محمد بن الصديق " إقامة الدليل على حرمة التمثيل" وكذا أبو الفضل عبد الله محمد الصديق ـ [ إزالة الالتباس عما أخطا فيه كثير من الناس] تحصيل حاصل لما كان سائدا؛ وما إقامة الدليل إلا بذرة انغرست في المغـرب بتأثير الشرق طبعا؛ وتم أينعت ليتم إعادة إنتاج ذهنية التحريم للمسرح ؛ بخلاف بعض ممن جزم بالقول: لا يبدو أن معركة الفقيه ( يقصد أحمد بن الصديق) كان لها من الأنصار أكثر مما نسبه هو إليها في مقدمة كتابه، فتأثيرها ظل هامشيا، بل إننا لم نكد نقف على أي رد فعل مذكور، إذ سرعان ما نسيت وأهملت بل إن أنصار الاتجاهات الإسلامية المعاصرة ودعاتها أضحوا منشغلين بتطوير المسرح كأداة للتوعية ونشر الدعوة (10) كلام هكذا ينطلق دونما تحليل دقيق وبدون سند مرجعي لقضية التحريم التي أطلقها – أحمد بن الصديق  - ومدى اختراقها صفوف الجماهير. ولقد أغفل الباحث أن هنالك إخوته الثلاث وتلامذته وأتباعه على شاكلته من معاصريه وعلى سبيل المثال هناك عبدالله التليدي وهذا ( يعتبر وارث سره) محمد زاهد الكوثري / محمد بوخبزة /عبدالعزيز الكوثري /عبد الغني النابلسي / .../ والشيء بالشيء يذكر: فكتبه ما زالت منتشرة في كثير من بلدان العالم الإسلامي؛ ونحن نكشف ما  في كتبه وأراءه من ضلال وانحراف.... فلا يهمنا شخصه بقدرما تهمنا أقواله الفاسدة التي مازالت مسطرة في كتبه ويتسمم بها المسلمون ؛ وخاصة أن بعض الناس نشطوا في إحياء خرافاته وضلالاته وذلك بنشر كتبه  والدعاية الفارغة لها (11) للعلم أن كتاب (إقامة الدليل على حرمة التمثيل) وصل للطبعة (الرابعة ) ورقيا عن مكتبة القاهرة 2009 ويباع في الأسواق الإلكترونية (( كذلك)) حتى أن [علي جمعة ] قال : إن بعْـض المشايخ حرموا التمثيل ذاته لأنه كان عندهم هو نوع من الهزل والكذب، لدرجة أن الشيخ أحمد بن الصديق ألف كتابا أسماه "إقامة الدليل على حرمة التمثيل" (12) فـَلو لم يكن هنالك تأثير وترسيخ لذهنية التحريم في الذهنية العربية / الإسلامية . لما أثاره "مفتي الجمهورية السابق" وفي سياق كل هذا فالباحث الذي جزم [[...فتأثيرها ظل هامشيا، بل إننا لم نكـد نقف على أي رد فعل مذكور]] ربما لم يطلع على الكتب التي تحمل ذهنية التحريم للتمثيل/ المسرح ؛ وهي عَـديدة .                               
إذ سنحاول سردها فيما بعْـد؛ وأكيد أنه لم يطلع على إقامة الدليل في حرمة التمثيل ؛ الذي يقول : وأعجب من ذلك ؛ أنه لما كتب شقيقنا العلامة الواعية المطلع الغيور على الدين السيد عبدالله مقالا في مجلة الإسلام نبه فيه على عظيم منكر ما فعلوه فأقاموا لذلك المقال وقعدوا وأبرقوا له وأرعَـدوا وما آلو جهدا في سبِّه والاستهزاء به والسعي في أذيته..... (13) 

الإحــــالات :
1) من سورة البقرة الآية 251
2) إقامة الدليل على حرمة التمثيل للحافظ أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري – ص11/ ط - 3/2004 الناشر مكتبة 
   القاهرة - علي يوسف سليمان
3) إيقاف النبيل علي حكم التمثيل : لعبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم تقديم :الشيخ العلامة صالح بن فوزان 
   الفوزان والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - ص   السعودية / 1992( المطبعة مجهولة)
4) طـوفـان البلاء .. التمثيل والغناء إعداد : شريف بن علي الراجحي ص2/3 بدون تاريخ ولا مطبعة مذكورة
5) انظر الإسلام والمسرح لمحمد عزيزة (و) الإسلام والفنون لأحمد شوقي الفنجري.
6) إيقاف النبيل علي حكم التمثيل : لعبد السلام بن برجس بن ناصر آل عبد الكريم تقديم :الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان والشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي - ص/50- السعودية /1992 ( المطبعة مجهولة)
7) مسيرة شموع «معارضة» إلى بيت أبي خليل القباني بقلم سامر إسماعيل – صحيفة الأخبار بتاريخ  27/03/2009
8) وقائع مسرح أبي خليل القباني في دمشق للكاتب الفلسطيني السوري تيسير خلف عن منشورات المتوسط – إيطاليا 
    ونفس الكتاب نشرته الهيئة العربية للمسرح تحت عنوان" «نشأة المسرح في بلاد الشام»
9) استندت على مقالة  تحليلية لمحمّد تركي الربيعو بعنوان  ( أبوخليل القباني وصراع علماء دمشق على لباس الممثلين  
   "الافرنجي" في القدس العربي بتاريخ 26/10/2018
10) ملامح من تاريخ الخطاب التنظيري في المسرح المغربي. لعز الدين بونيت  في الثقافة المغربية  ص 47  /عدد  08 /1999
11) تنبيه القارئ إلى فضائح أحمد بن الصديق الغماري : جمعه ورتبه  - مصطفى اليوسفي. تقديم  محمد بن عبدالرحمان المغراوي ص 15/16 مراكش المحروسة بتاريخ 20/ يوليوز1996( المطبعة مجهولة)
12) علي جمعة للممثلين: اتقوا الله وكونوا ملتزمين : بقلم محمد شحته -  في صدى البلد بتاريخ 16/05/2017
13) إقامة الدليل على حرمة التمثيل للحافظ أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري – ص20/ ط – 3
      /2004 الناشر مكتبة القاهرة - علي يوسف سليمان




بلاغ صحفي للفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة

مجلة الفنون المسرحية



بلاغ صحفي للفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة

تابعت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة بقلق كبير ما يتم تداوله من نقاشات وتصريحات تضرب في العمق مجهودات الفرق المسرحية والمبدعين المسرحيين في بناء مسرح مغربي يعبر عن ثقافة وطنية تعلي من شان الأدوار العامة للمسرح الجمالية، التربوية ،المعرفية والاجتماعية، واسهامه في مفاصل التشغيل وتنشيط الدورة الاقتصادية.
واعتبارا لما سعت إليه الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، منذ تأسيسها في 2012، من مساهمة في تجويد الحياة المسرحية وفي تطوير بنيات الإنتاج ودينامية العرض المسرحي، واتاحة الاشتغال في سياقات واضحة وشفافة لمختلف المتدخلين في العملية الإبداعية المسرحية ، وتحمل الإدارة الوصية أدوارها في تدبير يواكب التطور النوعي والكمي للمسرح المغربي، فإنها لا نتفهم بالمطلق اعتماد الشائعات في تقييم المسرح المغربي، والاستسلام للتقويمات المغرضة ،والبناء عليها بشكل يضر بمصلحة الثقافة والفن المغربيين.
لقد نجح المسرح المغربي في أن يخلق آفاقا غير مسبوقة لتلقي الجمال والاستمتاع به، متحملا سوء الأحوال وبخل السياسات العامة، وعدم قدرتها على مواكبة طموح الابداع والمبدعين المسرحيين من أجل مسرح متحرر من الجهل، طامح لحياة أفضل للإنسان في وطنه والأفضل للوطن في موقعه من خرائط الحرية والتقدم على المستوى الإقليمي والدولي.
لذا نتساءل :  لماذا يستهدف هذا المسرح وبيناته ورجاله وتحميلهم نتائج تدبير لم يٌواكب بالتقييم والمحاسبة ما تقرره لجانه المختلفة ؟. لماذا يبنى على التقييمات الخاطئة لمقترحات تتعارض مع مضامين دستور البلاد  الذي خصص للثقافة والفنون مكانة خاصة  من منطلق استراتيجية الدولة وأدوار الوزارة الوصية .
إن دعم المسرح هو سياسة كونية، اعتمدتها الدول لكونه يقدم خدمة عمومية تضطلع بها وزارات الثقافات في العالم والمؤسسات ذات الصلة بالتقاطع وبالموازاة مع السياسات القاضية بتطوير الصناعات الثقافة مع حفظ الفارق بين الاتجاهين وفق اختلاف أهدافهما والإجراءات الممكنة لكل منهما. 
وللعلم، فإن الدعم الحالي – رغم أهميته منذ اقراره سنة 1998 – لا زال لم يرق لما تطمح إليه الحركة المسرحية، بل ولا زال يحد، بمبالغة الهزيلة، من التشجيع على الانتاجات الكبرى خارج أحزمة الدعم المفقرة للخيال والمكبلة للإبداع. 
ولهذا فإن الفيدرالية المغربية تطالب السيد وزير الثقافة والشباب والرياضة، النظر بعمق لهذا القطاع الأكثر حيوية ضمن قطاع الثقافة، وتقدير الجهد الذي يبذله في توفير فرجات مسرحية حقيقية مختلفة ومتنوعة، ويغطي ساعات عمل للممثلين والفنيين والتقنيين. وأن يتم إصلاحه بما يسهم في تطويره وتقدمه، ومضاعفة أدواره في خريطة الثقافة المغربية، كمنجز هام من منجزات الوزارة .  وحتى لا يتم تحميل المسرح المغربي ما لا يحتمل من اتهامات باطلة، فإننا نطالب أن  يتم التحقيق في التمويلات الريعية التي قدمت من طرف الوزارة خارج مساطر الدعم وكانت غاياتها تكسير وحدة المسرحيين المغاربة، وتبخيس القيمة الفنية والابداعية للمسرح المغربي. كما نبدي استعدادنا للمساهمة في كل حوار جاد يكون هدفه إعادة بناء الدعم المسرحي على أسس واضحة وبإجراءات واضحة تقوي من الجودة والتنافسية.
 وتدعو الفيدرالية المغربية منخرطيها من جهة، وعموم الفرق المسرحية والمسرحيين من جهة ثانية، إلى اليقظة والحذر من أية شائعات أو مغالطات مضرة بمسرحنا، والاستعداد للدفاع عن حقنا في مغرب مبدع وحق جمهورنا في فن راق يحارب الرداءة والريع والهزالة ...
عن المكتب التنفيذي

الأربعاء، 15 يناير 2020

تواصل الفعاليات وحضورعراقي فاعل ومتميز في الدورة ال12 لمهرجان المسرح العربي بالأردن

مجلة الفنون المسرحية

تواصل الفعاليات وحضورعراقي فاعل ومتميز في الدورة ال12 لمهرجان المسرح العربي بالأردن

مبدعونا في لجان التحكيم الرئيسية والفرعية وجلسات المؤتمر الفكري والندوات التطبيقية والفوز بإحدى جوائز مسابقة النص الموجه للاطفال

عمان – عبد العليم البناء

تتواصل فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي انطلق الجمعة الماضية (10/1/2020) في العاصمة الأردنية عمان ،والذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين ووزارة الثقافة الأردنية،ويستمر حتى السادس عشر من الشهر الحالي تحت شعار (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد) ،وبحضورومشاركة المئات من المسرحيين العرب وثلة من المبدعين المسرحيين العراقيين بمختلف التخصصات.وشهد المهرجان فعاليات عدة تضمنت عروضاً مسرحية متنوعة وفي مسارين ، أولهما المسار الموازي والثاني مسار مسابقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ، التي خصص لها جائزة ثمينة وقيمة تعد الأولى من نوعها قيمة ومستوى وتمنح لأفضل عمل مسرحي عربي لعام 2019 ، ومؤتمراً فكرياً بعنوان (المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد).
ولعل في مقدمة المشلركات العراقية اختيار الفنانة القديرة الدكتورة شذى سالم في عضوية لجنة تحكيم مسابقة الشيخ سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لعام 2019 ، لما تمتلكه من عطاء وفعل ابداعي عريض ومؤثر وعميق شكلاً ومضموناً ،
ويشارك المسرح العراقي في هذه الدورة عبر حضور نوعي ومميز تمثل أيضاً بمشاركة نصين مهمين لإثنين من كتاب المسرح العراقي المعروفين ، وهما: الكاتب فلاح شاكر الذي تشارك الأردن بنصه (الجنة تفتح أبوابها متأخرة) لتنافس به على جائزة الشيخ سلطان القاسمي وبإعداد وإخراج يحيى البشتاوي، وسيعرض اليوم الثلاثاء (14/1/2020) في قاعة مسرح هاني صنوبر الساعة الخامسة مساءاً. والنص سبق للفرقة القومية للتمثيل العراقية أن قدمته مطلع الألفية الثانية بإخراج الفنان محسن العلي وتمثيل: جواد الشكرجي وشذى سالم ورائد محسن ، وسبق أن عرض في الأردن والقاهرة وقرطاج ، وينتظر أن يحقق نوعاً من المقاربة للوضع الفلسطيني الراهن وعمليات الحصار والقمع والإضطهاد التي يمارسها الاحتلال الاسرائلي على الشعب الفلسطيني ، لاسيما بحضور بطلة العرض العراقي الفنانة القديرة الدكتورة شذى سالم والفنان المتألق رائد محسن الذي شارك في لعب أدوار العرض العراقي.
وكذلك يشارك المسرح العراقي عبر النص الثاني (خرافة) للكاتب علي عبد النبي الزيدي الذي يعد أكثر كتاب المسرح العراقيين ، الذين أخرجت نصوصهم عربياً وجاوزت الخمسين نصاً حتى الآن ،والنص شاركت به فرقة (كرنف آر للإنتاج) التونسية بإعداد رضوان عويساوي وإخراج أيمن النخيلي.وقد عرض مساء الأحد الماضي في قاعة مسرح الشمس وحقق قبولاً ورضاً من جمهور المهرجان.
وعلى صعيد المؤتمر الفكري الذي يقام تحت عنوان (المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد)وابتدأت جلساته السبت الماضي ، يشارك ثلاثة من أبرز المبدعين العراقيين المتخصصين والمعنيين بالمسرح :الناقد د. رياض موسى سكران والناقدعواد علي والمخرج د. فاضل الجاف ، في ندواته الفكرية النوعية التي تصب في مصلحة المسرح والمسرحيين العرب ناقش المؤتمر في هذه الدورة قضايا مسرحية جوهرية ولكن عبر اطارها العملي التطبيقي هذه المرة ، وكان فيها المبدعون المسرحيون العراقيون قد حققوا عبرها حضوراً فاعلاً من خلال ما قدموه من رؤى وقدرة وتمكن ، وهذا ما ظهر جلياً في ندوة (الصورة والإسطورة في تجربة مسرح الرحالة) للمخرج الأردني حكيم حرب والتي ادارتها الدكتورة ريم سعادة ، حيث برع الدكتور رياض موسى سكران في مسائلة حكيم حرب ومناقشته فكرياً وتطبيقياً في ما حققه ، عبر تجربة مسرح الرحالة والكشف عن مكنوناتها الإبداعية نظرياً وعملياً ، وهو ماتمخض عنه هذا السجال الموحي والمعبر والدال في إطار ماسعت اليه الهيئة العربية للمسرح عبر هذه الندوات. وهكذا فعل المخرج العراقي المعروف الدكتور فاضل الجاف ضمن برنامج الندوات خارج عمان ، وبالذات في محافظة إربد حين عرض تجربته (تطبيقات في البيوميكانيك - تجربة فاضل الجاف المسرحية ) في مديرية ثقافة إربد وحضرها مسرحيو إربد ، وهو ماسيقوم به في الجلسة المكرسة له في المؤتمر ذاته صبيحة يوم غد الاربعاء (15/1/2020) في صالة فندق ريجينسي بلاس ويديرها الأردني حسين نافع ، وسيقوم قبله في جلسة مكرسة ل(فيزياء الجسد في تجربة المسرح الحديث) الناقد المعروف عواد علي ليناقش ويسائل ويعقب على عرض هذه التجربة التي تقدمها الدكتورة مجد القصص.والناقد العراقي عواد علي أصدر له المهرجان ايضاً كتاباً توثيقياً مهماً بعنوان ( المسرح الأردني في ربع قرن) وهو مايشكل اضافة نوعية لتاريخ المسرح الأردني ، هذا اذا علمنا أنه من العراقيين المقيمين في الأردن منذ أكثر من عقدين من الزمن وعلى تماس مباشر مع تجربة المسرح الاردني خاصة والثقافة والفنون الأردنية عامة .
كما يشارك الدكتور يوسف رشيد عضواً في لجنة تحكيم النسخة الرابعة من المسابقة العلمية للبحث العلمي المسرحي في العام 2019، والتي خصصت للباحثين الشباب حتى سن الخامسة والثلاثين، المعنونة (الإشكال الثقافي في المشهد المسرحي العربي) – بناء الأشكال الإبداعية في ظل الخصوصيات الثقافية- . وكذلك الكاتب العراقي هوشنك وزيري عضواً في لجنة تحكيم مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار ، وكذلك الفائز بالمرتبة الثالثة في مسابقة مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل، الدورة 12 في العام 2019، عن نص (الشاطر حسن) الكاتب ياسر.
واضافة الى المبدعين العراقيين المذكورين المشاركين في المؤتمر الفكري شارك الدكتور جبار جودي بتقديم قراءة نقدية مميزة ومهمة لمسرحية (الصبخة) لفرقة مسرح الخليج العربي الكويتية ، التي عرضت في مسرح هاني صنوبر مساء السبت الماضي (11/1/2020) وكانت من تأليف واخراج الفنان الدكتور عبد الله العابرز ، ونالت اعجاب الجميع لتناولها التراث الكويتي وفق منظور حداثوي شكلاً ومضموناً.
الوفد المسرحي العراقي المشارك تقدمه نقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي ومدير عام دائرة السينما والمسرح د. أحمد حسن موسى ، وضم أيضا الفنانين: رائد محسن وفلاح ابراهيم وحاتم عودة ود. صميم حسب الله ونظير جواد والإعلاميين عبد العليم البناء وظافر جلود وطه رشيد وماجد لفتة.
والجميع اثبت حضوره في فعاليات المهرجان عبر مداخلاته وتعقيباته وكتاباته وغير ذلك مما يليق بالمسرح العراقي دوماً. كما شهد المهرجان حضوراً متواصلاً لشخصيات مسرحية أكاديمية عراقية قدمت من العراق وعلى نفقتهم الخاصة، مشاركة وحباً وشغفاً بالمسرح وهم : الدكتور محمد حسين حبيب والدكتور حميد صابر والدكتورة منتهى المهناوي.
ولمناسبة إقامته هذا العام في الأردن يصدر المهرجان ثلاثة كتب عن المسرح الأردني بعنوان ”المسرح الأردني بين المادة والشكل والتعبير“ لمحمد خير الرفاعي و“المسرح الأردني في ربع قرن“ لعواد علي و“نفحة عدل.. نصوص للمسرح التعليمي“ لعبد اللطيف شما.



الخوف والإثارة يغزوان مسرح الشباب في مصر

مجلة الفنون المسرحية

الخوف والإثارة يغزوان مسرح الشباب في مصر


مسرحية "ظل الحكايات" متاهات لانهائية متعددة التأويلات في رحلة الاغتراب الإنساني.


شريف الشافعي - العرب

للمسرح التجريبي المتمرد على العُلبة التقليدية خصوصيته في التعاطي مع السرد، فالحكايات ليست مجرد وقائع اعتيادية في حياة الإنسان، وإنما هي فضاءات واسعة لرحلات الذات وتخبطها في العالمين الحقيقي والفانتازي، وكذلك هي مجالات شاسعة للإبحار في دواخل الذات وطبقاتها العميقة من خلال الخيالات وأحلام اليقظة والكوابيس.

وفي صندوق سحري أسود مليء بالأشباح والأقنعة تدور أحداث المسرحية المصرية “ظل الحكايات” لشباب فرقة مسرح الغد، مقترحة كائنات غريبة، وعلاقات متوترة، وأحداثًا غامضة؛ هي الظلال السوداء للحكايات.

و”ظل الحكايات” مسرحية تنتمي إلى مثل هذه الأجواء التداخلية الضبابية، متعددة التأويلات ومستويات الإدراك والتلقي، متنوعة الإحالات والحالات النفسية والشعورية المُتماوجة افتتانا ونشوة ورهبة.

وجاء العرض من تأليف إبراهيم الحسيني، وإخراج عادل بركات، مُعليا مفاهيم جماليات الخوف والإثارة والجريمة والبوليسية كمنابع طاقة حيوية باتت تغزو الكثير من أعمال مسرح الشباب في مصر خلال الفترة الأخيرة، كسرا للملل والقوالب الدرامية النمطية، وبحثا عن التشويق واجتذاب المتلقي بواسطة خطفه وسرقة حواسه، خصوصا مع الحرص على التقنيات المسرحية المُتطورة المُبهرة.

حرص العرض على تحقيق هذه الأبجديات المتفوقة من خلال سينوغرافيا محمد فتحي المتميزة والإضاءة والملابس والديكور الاستثنائي لمحطة القطار المسكونة بالأشباح وأشباه البشر والكائنات الغرائبية التي تشارك الآدميين والمقنّعين بطولة العرض.

المسرحية أسرفت في تعميق الأساطير وتغليب الجنون على الأحداث الواقعية ومدركات العقل

وجاءت عرائس وماسكات فتحي مرزوق، وموسيقى صلاح مصطفى، والرؤية السينمائية لطارق شرف من خلال شاشة العرض في الخلفية، ذات طاقة تعبيرية عالية، وهي كلها مفردات تآزرت لخلق “مناخ الرعب الكامل”، الذي تُحتبس فيه الأنفاس، وتتصاعد دقات القلوب، مع كل مشهد ولقطة في العمل البصري المركّب.

قدّم الممثلون رامي الطمباري، عبير الطوخي، محمود الزيات، خالد محايري، محمود خلفاوي، غادة صفوت، علي أيمن، أسامة جميل وغيرهم، قدرات بارعة في التفاعل مع سيناريو غير تقليدي والانخراط في لوحات سريالية مفكّكة، والتعامل مع شخصيات خيالية من طيور وديناصورات وغيرها.

أبدع الطمباري على وجه الخصوص في تجسيد شخصية “منصور”، بطل العرض المأزوم “المهزوم”، فهو “الهارب من كل الحكايات”، الذي يكتشف في النهاية بعد رحلة مُرهقة أنه دون هذه الحكايات التي تسكنه ويسكنها “مجرد لا شيء”، فيقتنع بأنه لا بأس من خوض محطات الخوف، فلعله يعيد اكتشاف حقيقة ذاته، قائلا “هذا أفضل من أن أنتظر مرور القطارات، ولا شيء يحدث”.

منصة اللاوعي
اتسم العمل بالطرح الفلسفي الذهني حد التعقيد، والتشظي في المواقف والمشاهد والأحداث، والإفراط في محاولات سبر أغوار الذات وتقصّي صراعاتها الداخلية، وتحليل الخلل النفسي للإنسان المعاصر في عالمه غير المفهوم، كما أسرف العرض في تعميق الأساطير وتغليب الجنون على حساب الأحداث الواقعية ومدركات العقل.

وتجسدت البطولة الحقيقية في عناصر الإبهار التخييلي والتقنيات التجريبية في الصورة والصوت والحركة والأداء، على حساب التماسك بمعنى الحبكة والبنية المسرحية، والتواصل مع الجمهور البسيط الذي ربما شغله الشتات والتوتر والانخطاف عن التركيز والتأمل واستيعاب رسائل العمل من أفكار وجماليات على السواء انطلقت في مجملها من منصة اللاوعي.

كائنات غريبة وعلاقات متوترة وأحداث غامضة
كائنات غريبة وعلاقات متوترة وأحداث غامضة
اكتفى عرض “ظل الحكايات” بأن يكون مثل عنوانه، ظلالا سوداء مخيفة للحكايات، تُخفي الوقائع ذات الطابع البوليسي أكثر ممّا تُفصح عنها، ليتشكل العرض من سلسلة ألغاز لا تتكشّف، لأن غموضها هو الطموح الغائي.

وهذه الهوامش الكثيفة للحكايات هي وفق فلسفة المسرحية رائحة البشر، وسبيل قراءة أعماقهم قراءة رمزية، من غير حروف، وهي قراءة تشبه تفسير الأحلام، لا تقوم على المنطق، وتكتفي بالحدس والإشارات والتقاط المشاهد الجزئية، لتكوين وجهة نظر أو رأي احتمالي حول موقف أو مشهد أو حالة.

لعنة الأساطير
انطلقت المسرحية بواقع ضيّق محدّد زمانيا ومكانيا (ليلة زفاف صديق منصور في إحدى القرى، ولهذا السبب سافر منصور بالقطار إلى القرية لكي يحضر عُرس صديقه)، وهذا هو الحدث الوحيد الملموس المُتعيّن في المسرحية، ومن خلال انشطاراته وتفريعاته، تبدّد كل ما هو واقعي، وحلت اللعنات والأساطير.

في زرقة العتمة تكاثرت خيوط الغموض الشفيف، وتناسلت كخيوط العنكبوت، مع دقات الآلات النحاسية، وموسيقى الوتريات، والإيقاعات الصاخبة المدوّية في الفراغ المحرّكة للزمن “تك. تك. تك”، والتقى البشر والعرائس والأشباح والأقزام والجماجم والبومات والكائنات الأسطورية والمنقرضة في دوامات المشاهد القصيرة العابرة، التي مثلت كل واحدة منها حكاية أو كابوسا ممّا يراه منصور في نومه، أو يتوهمه في يقظته، فلا أحد يعرف الفرق بين الحقيقة والخيال.

وفي هذه المتاهة، وجد منصور ذاته متهما بقتل صديقه، وخائنا له بزواجه من خطيبته التي كان يستعد صديقه للزواج منها، كما وجد ذاته على النقيض، ملاكا أبيض في أحلام أخرى، يفرد جناحيه في السماء، ويرفرف مع الأرواح ممتطيا طائرا (في شاشة العرض السينمائية)، يغسل جراحه بالندى والنور، فيما يهدّده الديناصور الذي يطل من النافذة “لن تقدر”.

انعقدت محاكمات شتى لمنصور، في محاولة لتقييم ضميره، دون جدوى، فهو خليط بين الإنس والجن والملائكة، وبعدما أصابه الذهول من كثرة الحكايات والروايات في القرية، صار غريبا عن ذاته، لا يعلم من هو، ولا من أين أتى، فكل من قابلهم أشباح، وحتى صديقه الذي جاء لكي يحضر عُرسه، واتهموه بقتله، أكّد له آخرون أنه ميت منذ أكثر من عام. ومن خلال هذه الأحلام والأوهام  والأحداث التخييلية المتناقضة، كشفت المسرحية الصراعات النفسية داخل البشر، بتحليل شخصية الإنسان المعاصر، فمنصور وصل إلى هذه الحالة لأنه في الحقيقة مُتذبذب، أضاع عشقه وحبيبته بسبب سلبيته وعجزه عن مقاومة ضغوطات الحياة وماديتها، وألقى بنفسه في أحضان المرأة اللعوب الماجنة (خطيبة صديقه) كونه رضخ لإرادة الجسد متناسيا رقيّ الروح.

لقد طرح عرض “ظل الحكايات” أزمة هروب الإنسان من إنسانيته، وسعى العرض سعيا محموما محمودا إلى المصالحة بين البصر والبصيرة، وإعادة تصالح الإنسان مع ذاته، وقدّم أبجدية مسرحية متطورة ولغة عربية فصيحة سليمة، منطوقة بسلاسة في السرد والحوار والغناء، مع مداخلات رشيقة بالعامية المصرية، لكن مثلما قال العرض ذاته “ما بين الحلم والواقع مطرقة وسندان”، فإن الحلم بعمل مسرحي متكامل متميز اصطدم بهذا الإفراط في الشطط والمغالاة في الانغلاق والتغريب والتشعبات الفرعية، إلى درجة فقدان العمود الفقري للنص.


الثلاثاء، 14 يناير 2020

جلسات عمل للأمين عام الهيئة العربية للمسرح مع وفود من المسرحيين العرب على هامس مهرجان المسوح العربي الدورة 12 المقامة في عمان - الأردن 2020

مجلة الفنون المسرحية

جلسات عمل للأمين عام الهيئة العربية للمسرح مع وفود من المسرحيين العرب على هامس مهرجان المسوح العربي الدورة 12 المقامة في عمان - الأردن 2020

التقى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأردنى إسماعيل عبد الله بوفد من المسرحيين الجزائريين على رأسهم مدير المسرح الوطني الجزائرى محمد يحياوي، وتم خلال اللقاء مناقشة تنظيم ندوة “همزة وصل” حول المسرح الجزائري، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر، المقرر إقامته في الفترة من 19-27 مارس المقبل، وتناول الأمين العام مع محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم محمد النواري، موضوع اتفاقية توثيق ذاكرة المهرجان.
وقدم النواري في هذه المناسبة درع المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم للأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبدالله، وحضر اللقاء الباحثة الجامعية دخيرة بوعتو.

فلسطين: تطوير مهرجان فلسطين للمسرح وإنشاء مركز الفنون الأدائية.
التقى أيضا الأمين العام للهيئة العربية للمسرح مدير الثقافة والفنون بوزارة الثقافة الفلسطينية رائد فارس والمنسق العام لمهرجان فلسطين للمسرح الوطني فتحي عبد الرحمن، ودار النقاش حول كيفية تطوير فعاليات مهرجان فلسطين للمسرح الوطنى، كما تناول اللقاء موضوع إنشاء مركز للفنون الأدائية في فلسطين، ووضع خطة تتعلق بالمسرح المدرسي وتدريس مادة المسرح للناشئة في فلسطين، وتم الاتفاق على وضع إطار لهذه المقترحات في سبيل تنفيذها.
العراق: تنظيم مهرجان العراق الوطني للمسرح
خلال اللقاء الذي جمع الأمين للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله مع نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي ومدير دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية أحمد حسن موسى وكوكبة من المسرحيين العراقيين، تمت مناقشة فعاليات النسخة الأولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح.
وتم الاتفاق على إعادة برمجة هذه الدورة في الفترة 21-27 مارس 2020، وقد عبّر النقيب عن رغبة وزارة الثقافة العراقية ومعها المسرحيون العراقيون في احتضان إحدى دورات مهرجان المسرح العربي المقبلة. وتم الاتفاق أيضا على تنظيم ورشة تكوينية لفائدة التقنيين العراقيين.
السفير المغربي: سأكون سفيرا للمسرحيين المغاربة لدى المسؤولين في الوزارات المعنية
استقبل السفير المغربي في الأردن خالد الناصري، وفد المسرحيين المغاربة المشاركين في الدورة الثانية عشرة لمهرجان المسرح العربي التي تقام في عمّان، وعبّر السفير في اللقاء عن اعتزاره بالحضور المميز للمسرح المغربي في المهرجان والمتمثل في مشاركة ثلاث فرق مسرحية وضيوف شرف وكذا حضور باحثين ونقاد وأكاديميين يقدمون أوراقهم الفكرية وتصوراتهم النقدية ورؤاهم الإبداعية.
وقال السفير إنه سيكون سفيرا للمسرحيين لدى المسؤولين في الوزارات المعنية بقطاع المسرح. وشهد اللقاء إلقاء كلمات من ممثلي الفرق المغربية المشاركة وعدد من المسرحيين، كالدكتور مولاي أحمد البدري ومحمد بهجاجي وحسن النفالي، الذين نطقوا بلسان حال كل المسرحيين الضيوف على الأردن، معبرين عن سعادتهم بالتفاتة السفير الرمزية من خلال حميمية  الاستقبال وحفاوة اللقاء، واهتمامه بنبض المسرح المغربي وتمثيله للثقافة المغربية في أبهى صورها الإبداعية وأرقى تجلياتها الفكرية.

(الجورنال )

بيان مهرجان العراق والوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية
بيان مهرجان العراق الوطني للمسرح 

نقابة الفنانين العراقيين :
وفقاً لإلتزامنا القانوني وتوقيعنا لإتفاقية تعاون مع الهيئة العربية للمسرح ومع مؤسسات عراقية داعمة لمهرجان العراق الوطني للمسرح الذي تنظمه نقابتنا بشراكة نفتخر بها مع وزارة الثقافة والتزاماً منا بموقفنا الوطني مع أبناء شعبنا والتظاهرات السلمية التي في ضوئها تم تأجيل هذا المهرجان الى اشعار آخر وعلى هامش الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي المنعقدة حاليا في عمان من 10 لغاية 16/1/2020 والاجتماع التشاوري الذي انعقد مع مجموعة من المسرحيين العراقيين فقد تم عقد اجتماع مهم مع الامين العام للهيئة العربية للمسرح الاستاذ اسماعيل عبدالله وبمعيته د. الحسن النفالي مسؤول المهرجانات في الهيئة .
ومثل الجانب العراقي في هذا الاجتماع الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين والدكتور احمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح والفنان حاتم عودة مدير مهرجان العراق الوطني للمسرح وعدد من المعنيين تم فيه التباحث والتداول في مسألة انعقاد المهرجان ليكون بصمة ابداعية وطنية مضافة الى مطالب الجماهير والتظاهرات والاحتجاجات السلمية المتواصلة وتم الاتفاق على عقده بين الحادي والعشرين ولغاية السابع والعشرين من آذار مارس المقبل وبنفس الاليات المتفق عليها بين الهيئة ونقابة الفنانين مع احتفاظ العراق بعقد الدورة الثانية من مهرجان العراق الوطني للمسرح في العام الحالي 2020 بسبب تأجيل الدورة الاولى منه الى العام الحالي بسبب الظروف الراهنة ومن المؤمل عقدها في الخامس من شهر تشرين الثاني نوفمبر 2020 أيضا .
كما تم التداول في عقد دورة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية في عواصم الدول العربية وجرى الاتفاق على عقد الدورة 15 في العام 2023 في بغداد بناء عل اختيار المغرب لعقد الدورة الثالثة عشرة فيها عام 2021 والدورة الرابعة عشرة في الكويت عام 2022.
وثمن نقيب الفنانين العراقيين ومدير عام دائرة السينما والمسرح موقف الامين العام للهيئة العربية للمسرح على هذه القرارات والمواقف معبرين عن جزيل شكرهم وامتنانهم لسطان الثقافة وعاشق المسرح الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الاعلى للهيئة العربية للمسرح على مواقفه النبيلة ورعايته الكريمة والمتواصلة للمسرحيين العرب عامة والمسرحيين العراقيين خاصة .
وبدوره شكر الامين العام للهيئة العربية للمسرح السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار لتعاونه وابدائه كل التسهيلات اللازمة لانجاح المهرجان والسادة أعضاء الوفد العراقي ومعبرا عن قراره بحضور فعاليات الدورة الاولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح .

الاثنين، 13 يناير 2020

مسرحية اللوتس الأزرق أحدث اصدرات الكاتبة رانية المهدي

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية "اللوتس الأزرق "  أحدث اصدرات الكاتبة رانية المهدي 

صدر حديثا للكاتبة رانية المهدي  مسرحية " اللوتس الأزرق " عن دار السعيد للنشر والتوزيع والغلاف عن لوحة للفنانة الكبيرة فاتن النواوي قدمته كإهداء .
وسبب تسمية المسرحية باللوتس الأزرق  يرجع الي انها زهرة جميلة ساحرة تنمو علي ضفاف نيل مصر العظيم وتسمي ايضا  زهرة الحياة وذلك لان الأسطورة تقول أن الزهرة هي مكان عودة الحياة الضائعة والروح للجسد المغدور.. ولذلك ترى الكاتبة  أن النساء كأزهاراللوتس الأزرق هن المصدر الأصلي للحياة وأيضا الداعم الاقوة في تقدم الإنسان وإستمرارة علي الأرض . 
  ويأتي الطرح  من خلال مجموعة من الحكايات المنفصلة المتصلة التي تدور في عقل كاتب مشهور يعاني من تعسر الكتابة لإعتقاد الجميع انه مصاب بالهلاوس والخيالات ولكن الحقيقة انه يتعرض لتجربة فريدة تحملة ليدخل عوالم بعيدة يبحث فيها عن سر الحياة  الي أن يصل ويكتشف الخبايا ولحظتها فقط يستطيع ان يكمل كتابة الذي يحمل سر الأسرار للجميع .

وأكدت الكاتبة لمجلة الفنون المسرحية :أن اقتحام الكتابة المسرحية في مصر من اصعب ما يكون... لان  الطرح الادبي الحالي يتجه وبقوة للرواية ومن اكثر المشكلات التي اقابلها عدم 
قبول الكثير من دور النشر للتصدي لنشر عمل مسرحي بدون الإطلاع علي العمل وبدون تقييم يكون الرد المباشر عن ذكر كلمة مسرح نعتذر لا تقوم الدار بنشر الأعمال المسرحية ..اتمني ان تتغير تلك النظرة فالمسرح ابو الفنون واساس تقدم الأمم .
وللكاتبة  اصدرات مسرحية اخرى منها  كتاب بعنوان الجدار 2016 عن دار اطلس للنشر والتوزيع والكتاب بيضم مسرحيتين الأولي بعنوان دموع وقطرات والثانية بعنوان الجدار .

.والكاتبة رانية المهدي تعتبر كاتبة صحفية حره و من ابرز  الصحف الورقية التي مارست الكاتبة والنشر  فيها صحيفة صوت الأمه برئاسة تحرير الاستاذ الكبير وائل الإبراشى ...وايضا في العديد من المواقع الإلكترونية منها الجمهورية اون لاين والعديد من المواقع الأخري . متأثرة بالكتابة ولها  تجارب في كثير من الأشكال الادبية مابين القصة القصيرة جدا التي نشر منها العديد في الصفحات  والمواقع المهتمة بالادب مثل الاهرام الورقي والالكتروني.
وأكدت الكاتبة لمجلة الفنون المسرحية :بأن  الكتابة المسرحية تسيطر علي حرفي وعقلى ...المسرح يساوي حياة بالنسبي لي بالرغم من صعوبة ذلك في العصر الحالي بالذات لندره هذا المنحي الادبي لكن صوت دقات المسرح لا تفارق روحي ابدا ويرجع الفضل في ذلك للمسرح المدرسي الذي كشف لنا ونحن صغار عن هذا العالم الرائع وهنا أسجل تمنياتي بعوده هذا النشاط للمدارس وبكثافة...انتبهت وفي سن صغير لهذا الفن وكانت هناك فترة ذهبيه تسمي كتاب الأهرام عبارة عن كتاب ورقي يصدر مع صحيفة الأهرام العريقة اطلعت من خلالها علي العديد من المسرحيات لاقع في غرام سعدالله ونوس وشكسبير ...ثم اكملت المسيرة في الجامعة مع واحد من عشاق هذا الفن المخرج الكبير والاب الروحي الاستاذ طارق الدويري الذي علمنا قدسية هذا الفن والكبير ثم تعاونا مع الدكتور الرائع فريد النقراشي والمخرج والانسان أستاذ رضا حسنين ...جميعهم تعاونوا معنا في تقديم عروض مسرحية من خلال فرقة كواليس المسرحية كلية الحقوق جامعة حلوان وكنت الممثلة الاولي علي الجامعة لعده سنوات فزاد العشق لهذا الفن الي ان خط قلمي وكتب ..والي الان احضر معظم العروض المسرحية التي تقدم وكانني المندوه وليس بأمري وأخرها العرض العظيم الملك لير للكبير الفنان يحي الفخراني...


الأحد، 12 يناير 2020

قديس المسرح

مجلة الفنون المسرحية 
الفنان العراقي  عزيز خيون 

قديس المسرح

       علاوة وهبي :

هو قديس المسرح في الوطن العربي هكذا احب تسميته  لانه يقدس المسرح ويعشقه حتي النخاع كما يقال.احد الوجوه البارزة فيه.
ممثل قدير .ومخرج  متمرس .وشاعر كذلك .جمع بين كل هذه الفنون .وابدع فيها كلها.
يوم  التقيته كان يوما سعيدا. .رغم انني اعرف اسمه منذ سنوات قبل اللقاء من خلال ما قراته من اخبار عنه وعن نشاطه المسرحي.
كان اللقاء في فندق المنار بالجزائر .العاصمة الحدث مهرجان المسرح المحترف السنة 2007.
جاء الي المهرجان مع فرقة مسرحية من الخليج..جاء ممثلا في عمل مسرحي  مستلهم من التاريخ ويتحدث عن شخصية  عالم ومفكر عربي كبير.
انه الفنان الكبير عزيز خيون ابن الجنوب العراقي من مواليد سنة1947  بقرية من قري الناصرية محافظة ذي قار  هكذا تقول معلومات من سيرته الذاتية.احب المسرح فدرسهوفي كلية الفنون الجميلة .وترج منها سنة1973 والحصول علي جائزة احسن اداء رجالي وتقول السيرة ان المسرحية عنوانها مركب بلا صياد لاليخاندرو كاسونا .بعد التخرج ينطلق عزيز  .يمثل ويخرج  ويتفوق وفي الكثير من الاعمال التي قدمها سواء في العراق او خارج العراق في الدول  المجاورة.
العمل الذي جاء به الي الجزائر .كان عن شخصية التوحيدي .وتخونني الذاكرة في تذكر عنوان النص وكذا مخرج العمل وربما لان عزيز تغلب عليهما معا ولم يرسخ في الذاكرة سوي اسمه لانه تفوق فيزادائه لشخصية التوحيدي فاحتفظت به الذاكرة ولم تحتفظ بالكاتب والمخرج.
في وجه عزيز تري سيمات  الطيبة البدوية وشهامتها  ملامح مميزة جدا ونظرة حادة .غالبا يذكرني في ادائه بالممثل الكببر عبد الله غيث او هكذا اتخيل كلما رأيته علي الركح المح وجه عبد الله غيث عزيز ممثل تراجيدي بامتياز .ولانه يعرف قراءة النص المسرح اخراجا فانه يعرف كيف يفكك الدور الذي يسند له.
يقبض عليه ويفتته الي ادق اجزائه ثم يعيد تركيبه بعد ان يقبض علي ابعاده الروحية والنفسية ويعرف كل صغيرة وكبيرة عنه .هم هكذا كبار الممثلين .البحث همهم .البحث عن كل ما له صلة بالدور ودراسته من جميع الجوانب.  ليقبضوا بعدها عليه ولا يتركونه يفلت منهم فيكونونه فوق الركح  ويكونهم هو كذلك .انها قمة الاداء والتماثل بين الشخصية والمؤدي دون التماهي فيها.
هو هكذا عزيز خيون انه فعلا قديس المسرح في البلاد العربية هكذاويحلو لي تسميته وهكذا اراه في ادواره المسرحية وفي الاعمال التي اخرجها.وهي كثيرة  كثرة الاعمال التي جسد فيه شخصيات مختلفة مسرحيا وسينيمائيا كذلك..تحية اكبار واحترام له.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption