أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 10 مارس 2020

لوكايوس..تراجيديات الغضب

مجلة الفنون المسرحية 

لوكايوس..تراجيديات الغضب

  علاوة وهبي

يعتبر لوكايوس انايوس سينكا  كاتب  تراجيديات الغضب والانتقام.اذ اغلب نصوصه المسرحية محورها الاساسي  هو هذا الغضب الذي يسيطر علي الفرد ويوصله الي الانتقام. 
لوكايوس سينكا الذي ولد سنتين قبل ميلاد المسيح بمدينة قرطبة الاسبانية وتوفي سنة 65بعد الميلاد .هو كاتب مسرحي  وفيلسوف وخطيب  ويعرف بسينكا الصغير تمييز له عن والده  الذي كان هو كذلك خطيبا.انايوس سينما عاصر طاغيتين من طغاة روما هما كاليغولا ونيرون. فالاول اتهم سينكا بالتامر ونفاه وحكم عليه بالعدام .اما الثاني نيرون الذي ارق روما  نتيجة جنونه فقد كان تلميذا لسينكا ..وسينكا رواقي المذب في الفلسفة وله عدة كتب في الفلسفة  اهمها (محاورات في السعادة)و(عن الاحساس)و(العفو والانتقام) و(عن الغضب) وكتب اخري .يقول سينكا.
(نار الحب عمياء اذ تغذيها رياح الغضب.لا تريدالرضوخ .لا تحتمل القيود. لا تهاب الموت) ويمكن اعتبار قوله هذا خلاصة مسرحيته ميديا التي تعد واحدة من اجمل واروع ما كتب من التراجيديات وقد كان لي شرف مشاهدة هذه المسرحية في مدينتي قسنطينة سنة 1966 اذ قدمتها فرقة قادمة من فرنسا وباللغة الفرنسية وابدعت فيه الممثلة الانيقة ماري جوزي نات هي من اصول جزائرية ولقبها الاصلي هو بن حلاسة .
كان سينكا الذي لم تعرض نصوصهعلي الركح في حياته يفضل ان تقرا من طرف ممثل في مجالس النقاش والجدل علي ان تعرض علي الركح وذلك لما فيها من افكار فلسفية تحتاج للمناقشة اكثر مما تحتاج الي سماعها  فوق الركح.
لوكايوس انايوس سينكا الذي حكم عليه ماليغولا بالاعدام ونفاه عاش فترة المنفي في مصر عند احدي قريبات عائلته الي ان مات كاليغولا  وعاد هو الي مدينته . وكانت لغته التي يكتب بها هي اللاتينية وعن ايام منفاه اصدر كتابا عنوانه رسائل المنفي.من اعمال لوكايوس المسرحية نذكر.
1.جنون هرقل
2.طروادس عن نساء طرواديات 
3فيدرا
4.اجاممنون
5اوديب
6.ميديا
وهذه المسرحية كان لؤ شرف نقلها الي اللغة العربية. وهي واحدة من اقوي نصوص سينكا وفيها  يطرح سينكا قضية الغضب والانتقام واستخدام السحر اذ تعمد ميديا التي قتلت  الاخ والاب وتزوجت عدوهما جازون  والذي يتخلي عنها بعد عودته الي وطنه منتصرا وحاملا الجزة الذهبية تعمد الي الانتقام منه في قمة غضبها بقتل اطفالها منه اما عينيه وحرق خطيبته الجديدة وفيها تتجلي نقولة سينكا التي اوردناها سابقا اما مسرحيته الاخري والتي تعد كذلك من اقوي اعماله فهي. ثستيس ويحاول فيها ومن خلالها ان يبين لنا مدي قوة وسيطرة السلطة علي العقل.السلطة التي تدفع الانسان الي ارتكاب ابشع الجرائم حتي في اقرب الناس اليه مما في ميديا تماما 
ان اغلب شخصيات سينكا تخوض صراعا او صراعات دامية وحادة بين    كقوة العقل والحكمة وقوة العاطفة والغريزة كما نجدهما في ميديا وثستيس وكذلك في جل كتبه الفلسفية وفق مذهبه الرواقي..

صدور كتاب آفاق التنوع /المسرح وثقافة المدينة للدكتور محمد الساعدي

مجلة الفنون المسرحية

صدور كتاب آفاق التنوع /المسرح وثقافة المدينة للدكتور محمد الساعدي 

 علي قاسم الكعبي

صدر مؤخرا  للأستاذ الدكتور محمد كريم الساعدي كتابه السابع بعنوان رئيس (آفاق التنوع) ، وعنوان فرعي (المسرح وثقافة المدينة) عن دار نشر الفنون والآداب في العراق ودار نشر حورس الدولية في مصر  تناول فيه  الكاتب (آفاق التنوع التي تعد هي الفضاء المتكامل الذي يتشكل من مجالات متعددة ساهمت في صناعة الواجهة المعرفية والمدخليات الدالة على طبيعة وانتماء هذا المجتمع والتعرف على الصورة الأهم من صور التطور الثقافي والحضاري في المعطيات الفكرية والمادية فيه 
لإن الثقافة تتشكل من آفاق المعرفة التي عمل عليها أبناء المجتمع في تشكيل وعيهم المعرفي في مختلف مجالات الحياة وسبلها . فالثقافة بوصفها مفهوم مهم في بنية أي مجتمع في فنونه وآدابه وعلومه ، وهو مفهوم جامع لكل هذه الآفاق المتنوعة، أي الثقافة، قد تغيرت في المعنى من تعبير يخص محددات معينة ضيقة في الفهم وأخذت معنى أعم ، لذلك تحررت علائق لحقت بها وجردتها عن معناها الأعم، لتصبح بذلك التكوين الكلي الذي يشمل الفكر، والتربية، والأخلاق، والعادات، وغيرها، التي تدخل من ضمن آفاق التنوع المعرفي في المجتمعات.) ،
 الكتاب  ضم خمسة فصول تناول فيها الكاتب آفاق التنوع في ثقافة المدن ومن ضمنها المسرح ،واهم الروافد التي تصب في نشأته وتقدمه 
 يقع الكتاب  في 150 صفحة وسيتم توزعه قريباً في المكتبات ودور النشر والمعارض الخاصة بالكتب في الدول العربية

مــــــســـــرحـــــيـــة اوركيسترا الرصاص ( اوركيسترا الوجع ) تأليف : عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب عدي المختار

مــــــســـــرحـــــيـــة اوركيسترا الرصاص
( اوركيسترا الوجع )  تأليف : عدي المختار
مسرحية ديودراما بفصل ومشهد واحد 


اهداء
الى ....شهيدة العراق اميه جباره الجبوري 
الى .... كل الامهات الثكلى
الى ...كل نساء الوجع والغياب 
الى .... الوجع المستدام في بلدي 

المنظر : سكة قطار متلاشيه وسط مقبرة 
الوقت : بعد منتصف الليل 
الاستهلال الصوتي : صمت لثوان ومن ثمه يعلوا صوت ريح يختلط مع اصوات الحشرات التي يعلو صفيرها في صمت الليل احياناً ومن ثم لثوان تعلوا اصوات اقدام تركض من بعيد وتقترب مع لهاث انفاس تتصاعد يرافقهما نباح كلاب وعواء ذئاب والاقدام تقترب شيئاً فشيئا حتى تدخل سيدة تحمل حقيبة سفر كبيرة وهي تركض وكأن احدهم يطاردها وصوت الكلاب يعلو اكثر حتى تختبيء خلف قبر وهي متعبة انهكها اللهاث, ترفع راسها تنظر من خلف القبر بخوف للمكان الذي دخلت له ومن ثم تعاود الاختباء حتى تلتفت وتسند ظهرها على القبر وهي تلتقط انفاسها ,لثوان تعاود نفس الاصوات اقدام تركض وصوت لهاث ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي , تراقب خلالها السيدة من خلف القبر المكان وهي ترتعد من الخوف .
يدخل رجل عسكري يحمل بندقية ويختفي وراء قبر وهو يصوب بندقيته نحو نفس المكان الذي دخل منه حتى تتلاشي الاصوات كلياً.
تقع حقيبة السيدة جانبا فتصدر صوتاً تصرخ خلالها السيدة وتضع راسها في صدرها والرجل يوجه سلاحه لها بذات الصرخة.


السيدة : ( تضع يديها على راسها الذي تضمه في صدرها خوفا ممن اكتشف وجودها ووجه البندقية لها وتصرخ وهي مغمضة العينين وتصوره للوهلة الاولى رجل وليس فتاة )لالالالالا.. أقسم عليك بأنين الامهات لا تقتلني (صمت)
الرجل : (يضحك بصوت مخنوق) ههههههههههه
السيدة : ( وهي على نفس الوضع ) لا تسخر من ضحاياك ..فسيلقون ربك بقلب مفجوع حال قتلك لهم ..
الرجل : (يضحك بصوت مخنوق) ههههههههههه
السيدة : ( وهي على نفس الوضع ) اضحك ..اضحك ...فللذة القتل نشوة بطعم الضحكات ..فضحك .
الرجل : افتحي عينيك .
السيدة : ( تفتح عينياها وتنهض بشكل سريع جدا) أنت !
الرجل : ( بحيوية ) نعم ...انا.انا من  يحمل كل حديد الكون وجعا على ذراعيه فيبيت في سواتر المكابرة ينتظر دوره في القتل كأي محارب روماني ...(يضحك بطريقة ساخرة) وانت ؟
السيدة : ( ترتبك) وانا ماذا ؟
الرجل: مالذي جاء بك هنا ببزة عسكرية ؟
السيدة : ( تصيح ) وهل الحرب للرجال فقط .
الرجل : ( يصيح ) للرجل بلا .
السيدة : ( بحزن وتهكم ) خدعونا من قبل ...
الرجل:خدعونا !
السيدة : نعم ...خدعونا حينما قالوا ان الحرب وقودها الرجال ( تصرخ) انما الحرب وقودها نياط قلوب الامهات وهن يزفن ارحامهن قرباناً لوطن ادمن الحروب ( تضحك بسخرية )   وحرارة دموع العاشقات اللواتي يتحسسن قبلات العاشقين ذكرى على وجنات الغياب ( بحزن  ) واجيال اجبرت على اليتم مبكراً...( تضحك بسخربة موجهة ) هههه ونساء تركن انوثتهن في محطات الغياب وراحن يمارسن ادوار خشنة ..( بحزم)  الحروب لا تدر الا الفجيعة .
الرجل: ( بقبول ) هي دنيا اليوم ..فيها الغالب والمغلوب 
السيدة : ( تقاطعها بصوت عال كرفض ) ومن الغالب والمغلوب ؟.. كلاهما خاسر... مامن غالب في هذه الدنيا الا بمن ظفر بقطع الرؤوس. ومامن مغلوب فيها الا بمن ودع كل شيء حتى احساسه بمعنى الوجود .
الرجل: ( بحزم) وان يكن ...علينا ان نمضي بماقدر لنا ان نكون ..( يستدرك بهمس ) قبل ان يحدث ماحدث ذات صباح..... 
السيدة : ومالذي حدث ليجبرنا ان نعتمر الخوذة ونلتحف النطاق ونسامر الرصاص كي لا يحصل مرة اخرى ؟
الرجل: ( بحزن مع نفسه ) دخلوا في دين الذبح افواجا .
السيدة : افواجا!
الرجل : ( يعتلي احد القبور ويضع يده على جبينه وكأنه يتابع شيء من بعيد ) عيد أضحى .....,قبور جماعية... والأضحية دفان قديم مصاب بشيزوفرينيا البعث 
السيدة : ( تتابع ايضا لكن من على سكة القطار ) زفة عرس.,طبول جنائزية ,تشق الطريق هلاهل في مزارع المفتي قابيل....,..( تطوف في المسرح بخوف ) وجوف الأرض خذلها الموتى .
الرجل : راحوا يحلقون بأجنحة الغدر بعيدا,والقبر نهر جماعي............
السيدة : ( تشير الى خلف الجمهور  ) جياع ....عربة من نار......,السماء تمطر أوراق ملونة مطرزة باللعنة ( تسقط من سماء المسرح ورق ملونه يحاولن جمعه ) تطارد الليل بلهاث الاقتفاء................
الرجل : أشباح تتراقص ألما على أرصفة الرحيل ....... 
السيدة : أشباح هارب....مخلوع .....مهزوم .....مكابر ...
الرجل : ( يرمي ماجمعه من ورق للسماء ) والبقية تأتي تباعا.



السيدة : ( تركض نحو مقدمة سكة القطار ) ساحات للهتاف( تطوف المسرح بحركة هتاف ) يكرم المرء فيها أو يهان. 
الرجل : ( يختبيء خلف القبر ) عيون تنصت..,آذان ترى.....
السيدة : ( تضحك بسخرية وحزن ) عيون الرئيس من زجاج  ..نظرات الفقراء من حجر..
الرجل : ( يشير الى عمق المسرح ) شاشات حمر...أصوات معلقين صفر....الأحداث تتسارع.
السيدة : ( تحتبيء خلف قبر ) الأنباء طوفان احمر ...كلما غفل أو غط الشعب في سبات......
الرجل : ( يقاطعها ويخرج بحركة عسكرية ) الليل غنى  ( لاحت..رؤوس ألحرابي.....تلمع بين الروابي).
( تعاود نفس الاصوات اقدام تركض ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي مع اصوات رصاص فيتحول المسرح الى معركة صوتية تختبيء السيدة خلف قبر خائفة و الرجل يختبيء وراء قبر ويقاتل ببندقيته )
السيدة : ( تصرخ ) لالالالالالالالا ( والرصاص مستمر ومن م تصيح بلهجة شعبية ) كافي ..كافي ..ماشبعتوا من الدم ..كافييييييييييييي ياناس مو والله تعبنه .

الرجل : ( وهو يقاتل ) لم يتبقى من القطار الا هذه المحطة ولابد ان نواصل العشق كي لا يستبيحوا ماتبقى منه .
السيدة : مالذي يريدوه ؟...( بلهجة شعبية تصيح عليهم ) ماكفتهم هالكبور .
الرجل : ( وهو يقاتل ) هم يريدوا كل شيء ..فهل تقبلي ان يكون كل شيء في طاعة من لا يرون الاسلام الا قتل واستباحة؟ .
السيدة : ( من خلف القبور بخوف ) اذن هو دين لا يعرف العروج للسماء ؟
( صمت يعم المكان وتسند الفتاة ظهرها لقبر لتلتقط انفاسها )
الرجل: ( بصوت مخنوق من اللهاث ) هل تقبلي ان تكوني جارية مستباحة الثغور عند امير لا يفتي ابدا بزرع وردة .. بل كل فتاويه قطع للرؤوس وتنديس الارحام بالمشوهين.
السيدة : ( بضجر) وانا من جئت هاربة من مظالم دنيا لم تفرق مابين فجيعة ووجع .
الرجل : العمر ياسيدتي ماهو الا حرب كبيرة نكابد فيها ظلم الاخرين ونقاتل فيها هواجس القضاء والقدر ..لكن الله شاء.
السيدة : ( بقبول وحزن ) .. لا احد يعرف هذه الحروب سواي ..عشتها منذ صباي ولازلت اعيش معها صراع كر وفر , واتذوقها كأي موسيقى هارموني في اوركيسترا الوجع .

الرجل:(يرفع بندقيته ويحاول تغيير الموضوع ) اهه ...اهه...مالذي جاء بك الى هنا ؟؟..
السيدة : ( ترتبك) ها ....انا ...انا جئت هاربة من ... هدني القضاء والقدر واخذ مأخذهه مني ..تخلى عني الجميع دون استثناء ...وبت كالمزهرية التي خنقت انفاس المارة ازهارها التي ذبلت وماتت وتحولت الى انتيكة يسر الناظرين شكلها دون ان يبصروا حزن خواءها على من ذبلوا قبل الاوان ... فهمت في الفلوات بحثا عن صمت اعيش به ماتبقى من عمري .
الرجل : تحملين حقيبة! ( يضحك بسخرية حزينة ) هذا القطار لا يفضي الى المحطات ....غير التلاشي في صمت الغياب الابدي .
السيدة : ( تحتضن حقيبتها بخوف وتترجل حزنا ) هي صرة مواجعي ...فيها اختصر سنين ذبلت من الا نتظار ..وبها بقايا ذكريات لازالت مرارتها تفترس هواجسي وتنهش صمتي كلما اقتطعت ثوان للراحة ..
الرجل : لا يعرف قيمة الذكريات الا المسكونون بالسواتر .
السيدة : وهل للذكريات من قيمة غير اعتصار القلب والكثير من الوجع المؤجل.
الرجل : على سواتر الحرب تكون حتى هذه الذكريات التي تتحدثين عنها شيء من الراحة يقتطعونها من وقت الرصاص كي يستذكر اوجاع ذكرياتهم ويبروزونها بابتسامات لا رجوع فيها احياناً( يحاول الاقتراب من الحقيبة فتبادر السيدة بالرفض حركيا)


السيدة : دع وجعي يستتر في تابوت سفره نحو التلاشي ,لا تفرع ذلك الوجع فبياضه نصالُ من احزان متوالية .
الرجل : عمرك يشير الى انك عشت زمناً ذهبياً قبل ان يقتحم المدينة الجراد ؟
السيدة : ( تضحك بوجع ) اي عمرُ ذهبي وانا لا اعرف في قاموس هذه المسماة دنيا كلمة الحب والفرح والطمأنينة ,وماعمري الا ركض بركض خلف سراب اسمه الحب والفرح .
 ( تخطف منه الحقيبة وسط صرعهما عليها حتى تفتح الحقيبة فيسقط مافيها )
السيدة : ( تجلس عند حاجياتها وهي تبكي ) لا ...لا ..قلت لك لا تنكأ الجرح ..فما انا الا جروح تعاقبت عليها سياط الحزن فاحلتني لهوس مجنون اقتفي اثر الدمع والانين علني بالبكاء والانين استريح .
( يتنقلن من قبر الى قبر )
الرجل : ولم كل هذا الانكسار .. ضحي .
السيدة : ضحيت بالحب الذي لم اهنأ به 
الرجل : ناضلي
السيدة : ناضلت بعمري الذي بدأته بالاحزان  
الرجل : جاهدي 
السيدة : جاهدت بوجعي في خذلان الجميع لي  
الرجل : قاومي
السيدة : قاومت بحزني على ولدي 
الرجل: اذن موتي 
السيدة : متُ مذ داهمني الحزن وانا لازلت زهرة تفتح ذراعيها تواً للشمس وندى الربيع ...فمن مثلي عاشت الدنيا فيها بكل احزانها وتعاستها وشقاءها ولازالت تقف ها هنا تتنفس ماتبقى من افقها الممتد راضية مرضيه ؟.
الرجل: ( يضحك بصوت عال ) هههههههههههه.
السيدة : وهل في حزن شيء للضحك ؟
الرجل :  هي ذاتها تماما ...فكل اوجاعنا تشبه بعضها .
السيدة : ( تضحك بتهكم ) اوجاعنا تتشابه ؟!...هل عشت وطناً من الالالم ,وعمراً من الاهات ,وصمتاً من آه .
الرجل : كل ذلك عشته بشجاعة الفرسان ولازلت .
السيدة : هل تاهت خطاك مابين شباب داهمته رجولة مبكرة احرقت اخضر العمر ويابس السنين ,وقلب يكابد ظمأ الحب وحديث العشاق ولحظة العاشقين ,وامومة لم تكتمل بعد , اجهضتها مخالب موتُ اصفر بقي ينهش فيها حتى احالها لشاهدة قبر وصورة تُتلى عليها الايات وتغسلها الدموع التي لا تريد ان تنشف.
الرجل: اوجاعنا ياسيدتي هي محض اختبارات ..يختبر فينا الزمن قدرتنا على الولادة اكثر رغم توالي الحزن ,فهل جربتي ان تكوني زوجة مثالية تجاهد في زوجها جهاد الحياة الامنة المطمئنة ؟.
السيدة : ( تضحك بوجع ) جربت وانا لم اكمل احلام سنينيه العشرين ...ولم اجني من ذلك الا حفنة ذكريات ادمنت على غرس خنجرها في صدري كلما تناها الى مسامي قصة من هنا وهناك عن زوج يحب زوجته او زوجة ( بلهجة شعبية دارجه ) تدلع على زوجها .
الرجل : وانا مثلك ..لم اكمل سنينيه العشرين ووضعوا في عنقي قلادة الانتماء ..وبمعصمي خاتم من فضة بدعوى انها سنة الحياة ...بارادتي قبلت كل ذلك فالحب دنيا من الطمأنينة و....
السيدة : ( تقاطعها ) واحيانا دنيا الخوف الذي يضرب اطنابه في كل تفاصيل حياتك ..الكلام ..الابتسامة ..وحتى الهمس وفتح الباب يجتاحها الحيطة والحذر ( تستدرك ) اش...اش ...لا يسمعك ويهيل عليه اطنان من الاسئلة ( تستحضر الماضي وهي تمثل اجابتها على استجواب زوجها لها وتمثل الفتاة بحركاتها الزوج ...السيدة بخوف ترجع الى الوراء )و...و...الله ..والله لم اكن اتحدث مع رجل ...والله ...( بلهجة شعبية ) صدكني ماكو احد ..لم لا تحاول ان تثق بي يوما ...اعرف ..اعرف انها لا تعني عدم ثقة اعرف انها الغيرة العمياء ..لكنك تعرف ان مشاعري فطمت عليك .انت الرجل الاول الذي دخل انوثتي فاتحاً وملكت كل شيء..ارجوك ...ارمي ..ارمي كل وساوسك خلف حبك لي ..ودعنا نعيش حياة مثالية ليس فيها حذر حتى من الجدران ..( بحزن) فحتى جدران البيت طوعتها انت لبوليسيتك فراحت تتجسس على انفاسي ..نعم ...نعم بوليسيتك ( يمسك الرجل السيدة ) التي باتت تضيق عليه الخناق ( يحاول الرجل خنق السيدة ) ..اكثر ...اكثر ...اكثر ...( بصوت عال وهي تنفك منه ) فتخنقني.....( تلتقط انفاسها ) واكثر مايؤلمني ..لا ...لا ..ليس الحب الذي لم أهنأ به معك لفرط غيرتك التي اشعلت حتى الفراش نارا من عراك ..بل ..مايؤلمني ان ينتهي كل شيء ويعيش ولدنا بلا منطقة وسطى بيننا لنحضنه عن قرب بذراعينا ..( يتصارعان على الحقيبة) لا لن اعطيك ولدي فانا احق به ...لا...لن ادعه يعيش بعيدا عني او تربيه ام غيري ...لن افارق انفاسه في صدري مادام فيه عرق ينبض ..ارجوك ..لا تاخذه ..ارجوك ...( تصيح بصوت عال جدا) خذ اي شيء واتركه لي ...( ياخذ الرجل الحقيبة ويتوقف الصراع صمت ) نعم ..خذ كل شيء واتركه لي .
الرجل: ( يضحك بصوت عال) هههههههه ...واخذ كل شيء ؟
السيدة : لم يبقي لي سوى ولدي كي اكمل في انفاسه ماتبقى من العمر ...على الرغم ...من ان الطريق كان مازال طوووووووووويل, الا اني كنت قد صممت على مواصلة لطريق وحدي الا من ولدي معي ( تخرج صورة من الحقيبة مبروزه عليها شريط اسود وتعلقها ) .
الرجل : نهاية هذا الذي عشتيه يحيل من كانوا فيه الى غرباء خارج وطن صنعوه بايديهم .
السيدة : الاوطان لا تصنع ....الاوطان تولد بمحبة ساكنيها ,لذا لم يكن وطناً من راحة بل كان سجناً من حذر وغيرة .
الرجل: ( يضحك بصوت عال ) هههههههههههه
السيدة : انك تتقصد الضحكات لتنكأ جرحي .
الرجل : اضحك لان جرحنا واحدة لا اكثر ...( يستدرك ) وهل كان ولدك وطن جديد .
السيدة : ( بفرح وهي تستحضر) كان وطناً اخراً اختلطت فيه الدموع مع الفرح ..الدموع كلما التفتنا كلانا انا وهو للنصف الفارغ من الحياة الا وهو الاب الذي كنا بامس الحاجة له في اوقات عده ,والفرح يجتاحنا ونحن نسير سوية في كل تفاصيلنا اليومية,بالتاكيد كان طريقا موحشاً لكنه كان محفوفاً بالاصرار على مواصلة الطريق حتى ارى ولدي يكبر ...ويكبر ...ويكبر مابين ذراعيه وفي صدري ليقف معي في كل شيء حينما يصبح شابا تعاكسه الفتيات , وسط كل تلك الاحزان ابتسم واشعر بدقات قلبي تتسارع حينما اداعبه ويضحك بصوته الملائكي , وتخرج مني الضحكات عالية صافية خالصة حينما كنت العب معه ويبادلني بلكمات هنا وهناك ارتمي بعده معه على الفراش ونحن نضحك ويجتاحنا التعب وتلهث انفاسنا من التعب ,فينام وانا العب بشعره ويمر ليلي بكاءا على ولدي الذي تيتم من ابيه وابيه حي يرزق , لكني كنت اشعر باني املك الدنيا كلها ونحن نتسامر معا لمشاهدة افلام الكارتون ,طالما كان حب الحياة يملء عينيه وروحه فيمده هذا الحب بالحيوية والاجتهاد والمثابرة ,كنت المحه للحظات يطيل الصمت وذهنه شارد واعرف سببهما وابكي خلسة لان الولد يشتاق لانفاس رجل معه في الدار ,ولدي كان يحبني الى درجة انه كان يعشق كل أمراة تشبهني او تحمل ذات اسمي ,كنت فرحة به جدا ( صمت لثوان ومن ثم تحتضن الحقيبة وتبكي ) .
الرجل : ابكي ..ابكي ..كل هذا مر بي ولكن ...رجولتنا تحرمنا من نعمة البكاء احياناً...بدعوى ان الدموع لم تخلق للرجال ابدا (يصرخ بالم ) كذبوااااا,فالدموع تراتيل الروح للطمأنينة .
السيدة : ( تبكي بوجع اكثر ) جفت دموعي وانا انثرها على خطى العابرون الى الغياب .
الرجل : ابكي ...ابكي فما انت الا وطن من مواجع ,علها هذه الدموع تمنحك شيء من الراحة .
السيدة : ( تخرج صورة اخرى ذات الاولى وهي تولو عليها ) ولدي الذي اخرجته من بحر ظلمات الحاجة والاحتاج للاب ... للحياة ... للمال , وعبرت به حربين وقودها الشعب وانين الامهات ,وضممته بين جناحي من ملاحقات امنية هنا وهناك (تبكي ) هان عليه كل هذا وتركني ومضى بلا وداع .
الرجل: احب غيرك فدبت في نبض قلبك لغيرة .
السيدة : نعم ..احب ..وبجنون ...وهي كذلك احبته واخلصت لذكراها حتى بعد رحيله ..لكن كنت اتمنى ان اشهد زفافه واكون جدة جميلة .
الرجل: بالتاكيد تزوج وهي سنة الحياة فلاتعيشي دور الامهات الغيورات من حياة ابنائهن الزوجية و..
السيدة : ياليته تزوج  

الرجل: اذن اتركيه يكمل دراسة في الخارج ولا تقفي حجر عثرة امام مستقبله و..
السيدة : ياليته سافر
الرجل: لا تكوني واحدة من نساء النبلاء اللواتي يدفع رجالهن وابناءنا نحن الفقراء للحروب ويبقين على ابنائهن للنزهة والراحة .. واتركيه يلبي نداء الوطن ويتحنى بتراب السواتر .
السيدة : تمنيت ان اراه يحمل بندقيته ويقف بكل بسالة وارمي خلفه الماء المحفوف بالدعوات وهو ذاهب الى جانب الذي باعوا الدنيا واشتروا مرضاة الوطن بالدفاع عنه ,فانا لا اقل وطنية وشجاعة عن اللواتي يزفن ابنائهن بالهلاهل لسواتر الشرف ,لكن اكثر وجعا منهن ,هن جاءوا بابنائهن لهن اموات فكتفن بتغسلهم وتكفينهم ودفنهم ,انا ...عشت كل لحظة صراعه مع الموت ..
الرجل: ( يحدثها بحزن ) ياسيدة المواجع ..يامن طبع الحزن على شفتيك قبلة ابدية  فبت فصولا من الاه الذي لا ينتهي ..مد ذراعك واقتلعي الذكريات بالصبر ..واستنشقي انين الامهات اللواتي لم يحالفهن الحظ كما حالفك ودفنتيه بكامل قيافته الربانية ..واعلمي ان ثمة امهات يبكين عند شواهد خاوية لا لشيء الا لانهن لم يحالفهن الحظ بجثث كاملة لابنائهن ولم يودعن ابنائهن لساعات وايام كما ودعت انت ..ترمي عليه وستجدينه عريسا ينتظرك في الجنة لتكملي معه الزفة بالهلاهل ..التحفي بالصبر ,فقد كنتما على ساتر واحد من الوجع والغياب ؟ .


السيدة : كنت معه في وجع واحد ..كان يكابد الالم فيتقطع قلبي ومع كل صرخة وجع تخرج منه اشعر بأن ثمة احدهم خنقني ودفع بي الى سابع ارض واعادني مجددا ,مع كل لحظة كان يهجع فيها للراحة من وجعه كنت اذرف دجلة والفرات دموعاً ومع كل نبض لدقات قلبه التي كنت اتحسسها حينما كنت امسك يديه اتوسل لله تعالى بكل قواميس الدعاء والتوسل ان لا ياخذه مني ..كيف اواصل الحياة من دون صوته الذي كان يوقظني صباحا وضحكاته التي كانت تضج في الدار ومرافقته لي اينما اذهب خوفا علي ..او كلماته ومداعبته لي التي كانت ترجعني عشرين سنة الى الخلف ...( تستدرك) ها ...ها ..ماذا اقول لحبيبته ان عدت من دونه ...وهي من اخلصت له بالدموع ..هل سيفعل القدر فعلته لتكون لغيره يوماً, ماذا عليه ان افعل وانا ارى سنين افراحي المؤقتة قد ازفت ( تصيح ) ايضا انت يالهي خذ اي شي ولا تاخذه مني ..نعم خذ روحي واتركه يكمل حياته فلازالت لديه احلام مؤجلة ..يالهي لم خلقت الجنة تحت اقدام الامهات ولم تمنحهن قداسة البقاء مع من تتقطع نياط قلوبهن لغيابهم ...الهي اني استودعك جسدا دللته بكل ماملك من ترف واحساس وروحاً داعبتها بكل مافيه من فرح وقلبا ينبض بحب من وضعت الجنة تحت قدمهن فلاتكن له رب بل كن له اب وام حتى التحق به ( مع نفسها وهي تعلق الصورة الى جانب الصورة الاولى ) ترك الله كل شيء واخذه مني ..تركني اكابد الذكريات التي تشعل فيه حرارة تسري كالنار في هشيم روحي .
الرجل : ( يستنهضها ) لازال ثمة متسع لمواصلة المسير 
السيدة : ( تستدرك وتستعيد صلابتها ) ومن قال غير ذلك ,فماهذه الاوجاع الا افق تحث له خطانا كي يكتمل العقد الذي انفرط باوجاع هنا وحزن هناك .
الرجل : اين انت من هذا الوطن ؟
السيدة : اما ان تكون مصاب بعمى بصر او بصيرة .
الرجل : لم ارى الا انثى جريحة , وام مصابة بالوجع المستدام .
السيدة : انا وطن ابتلي بأن لا يهنا براحة قط , انا وطن اودع ابناءه للموت راضياً مرضيا سواء كانوا صرعى الرصاص او المرض , والامراض الصفراء في بلدي اشد فتكاً من الرصاص المجهول .
( تعاود نفس الاصوات اقدام تركض ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي مع اصوات رصاص فيتحول المسرح الى معركة صوتية تختبيء السيدة خلف قبر خائفة والرجل يختبيء وراء قبر وقاتل ببندقيته )
السيدة : ( تصرخ ) كفى فلم يتبقى لدي شيء لتأخذوه ( والرصاص مستمر ومن م تصيح بلهجة شعبية ) كافي ..كافي ..كافييييييييييييي.
الرجل : ( وهو يقاتل ) بل لديك الكثير  .
السيدة : وماذا عندي غير جسد مبتلى بالوجع وذاكرة تزدحم بالالف من الاحزان  ؟
الرجل : ( وهو يقاتل ) وهم لا يريدون الا ان يستبيحوا رحمك لتلدي لهم ماينقصهم على سواتر الحرب من اجيال مشوهة ؟ .
السيدة : ( من خلف القبور بخوف تضحك ) مستحيل ..العمر تقدم ..وماعد في الرحم متسع للولاده ؟
الرجل : ( وهو يقاتل ) يكفي ان تمنحيهم اللذة ..وان ينتشون في استباحتك في حفل جماعي  ؟ .
( صمت يعم المكان وتسند الفتاة ظهرها لقبر لتلتقط انفاسها )
السيدة : وهل اجرؤ ان اداع هؤلاء ينتشون ويتلذذون بلحمي حتى وان كان قد مات من ويل السنين؟ بالتاكيد لا .
الرجل : وهذا بالضبط مادفعني الى سواتر الشرف .
السيدة : رجل بعمرك ..اخذ الشيب منه ماأخذه , واميرا في عشيرته, وسيدا في حكومته مالذي يدعه ان يترك كل هذا ويعاقر الرصاص ؟
الرجل :  ( يضحك ) تركت كل ماتتحدثين عنه ..البيت والمشيخه والمسؤولية وحتى كبر السن وحملت بندقيتي دفاعا عن ارض عشت سنين طوال اهيم بها حباً , وفي الحرب لا يوجد امير وفقير فالكل في ساتر دفاع واحد .
السيدة : وزوجتك..وابنائك ؟ .
الرجل :  لا حياة لي ولهم ان استبيح كل شيء ...( بحزن مستتر) وانا ودعتهم مثلك الواحد تلو الاخر لمحطات الوداع الابدي.
السيدة : طيب ... الاهل ؟
الرجل : سيرفعون راسهم بي يوما  
السيدة : والمسؤولية ؟
الرجل : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..والرعية اليوم في خطر ولابد ان اكون راع مسؤول عن رعيته بحق .
السيدة : الموت وليس سوى الموت . 
الرجل : نعم ...فالموت احيانا خطوة نحو النصر .
السيدة : اجيال ماتت و..
الرجل : وبقي الوطن حيا بهم .
السيدة :  متى نهتف ... نعيش نعيش ويحيا الوطن... بدلاً من ان نموت نموت ويحيا الوطن .
الرجل : قدرنا هو ان نموت لتحيا اوطاننا .
السيدة : تحول كل شبر من هذا الوطن العنيد مذبح لابناءه .
الرجل: نعم ...( يترجل بحزن ) رايتهم كيف ساقوهم الى المذبح افواجا افواجا .
السيدة : افواجاً! 
الرجل : ( يستحضر بحزن ويمثل مع السيدة لحظة اقتياد جنود سابيكر واعدامهم ) كانت الشمس قد ابتلعت الفجر وسطع لهيبها على فتية غشيهم النعاس الذي كان اخره نكات وضحكات قبل ان يودعوا لليل اخر احلامهم بأن يحن لحظة نزولهم الجماعي لعوائلهم ,فتية كانوا يسعون الى ان يكونوا جنود في معركة لا جنود في رقعة شطرنج من هربوا وتركوهم فريسة للجراد الذي اقتحم المدينة صباح ذلك اليوم .
السيدة : ( تستحضر وكانها تتخيل ماحدث ) كانت كل احلامهم تتدحرج امامهم وهي تلطم على راسها من هول ماسيلحق بهم من موت محتوم ,حتى اني يخيل لي اعينهم وهي تمتد الى الافق مستنجدة بمنقذ ما , او لربما عيونهم سافرت للحظتها لامهاتهم وابائهم الذي ذرفوا دموعاً اكثر من ذراة الصحراء التي غيب فيها ابنائهم ..
الرجل : رايت كيف كانت احلامهم تغتال بهلاهل الرصاص الذي تساقط عليهم كالمطر ( يرمي السيدة تمثلا للاعدام فتسقط ) 
السيدة : ( وهي مددة على الارض) اذن هو الموت ؟ 
الرجل : الموت في زمن الظلم يعني خلود .
السيدة : انتبذ لك مثلي مكاناً شرقيا 
الرجل : وها انت انتبذتي مكاناً شرقيا ومن دون ان تشعري انت الان في مذبح سبايكر ..من وجع لوجع .


السيدة : ( بخوف وهي تطوف المسرح ) كيف ؟,من قال هذا ؟
الرجل : جئتي هاربة من الوجع فساقتك الاقدار الى ارض كل مافيها من ذرات ترتل ظليمة 1700 وجع عراقي .
السيدة : الفراق شعور مر لا يشعر بمرارته الا الامهات 
( تجلس تحتضن الحقيبة وتنعى كانها احد امهات شهداء سبايكر بصوت حزين جدا )
 دللول الولد ماتسمع الصوت
يمه حظني وحشة ورايح الحيل
خذاك الموت غفلة بيوم ردناك
يوم الطاح حملي وردتك تشيل
يمة البيت وحشة وليش ماجيت
يايمة أعله بختك ترحل شلون
وليدي دموعي ثكيله الصبت أعليك
اطلبنك رباي وهز كواريك
واطلبنك شبابي الصار منعاب
جا كلي شيصبر دمعتي اعليك
ياحزني وفرحتي واغلى الاحباب
كله البيت ينطر صاير عيون
ولأن ماجيت سالت دمعة الباب؟؟؟؟؟
الرجل : كل شيء قابل للتضحية في هذا الكون , الا ان نذبح ونساق كما يساق الخراف ونكابر وتقول الامهات ..فدوه يروح ابني للوطن
السيدة : ( بحزن ) وماهي الا مكابرة نحاول ان نتسامى فيها على جراحنا وقلوبنا التي تقطعها الآه , وليالينا التي تسامرها الدموع ( للجمهور) من منكم جرب ان يكون اب او ام لشهيد , من منكم دفن عزيزا بلا رأس او ابا بلا جسد , ياولياتاه .ياويلتاه .
الرجل : ( يحاول خلال كلامه نبش الارض ولا يجد فيها شيء وكلما نبش تطير حمامة بيضاء في فضاء المسرح ويردد) شواهد بلا قبور .. شواهد بلا قبور .. شواهد بلا قبور ..
السيدة: ( تستدرك ) احمدك يارب ..احمدك يارب لانك جعلتني ادفن ولدي بكامل قيافته وجسده العليل دون نقص هنا او هنا ..احمدك يارب وادعوك من قلب ام تشققت جدران قلبها من انين تنكثه بالصمت...يالهي الطف بانين الامهات ..
الرجل : ( باستسلام ) اننا في زمن الغياب وعلينا ان نمتثل لاوامر الوداع 
السيدة : تعال نركب القطار .
الرجل : القطار لا يفضي الى المحطات .
السيدة : مستحيل 
الرجل: ( يستدرك وباصرار ) لا مناص من الاختيار اما ان اموت بكامل قيافتي او ابقى شاهدة بلا قبر .. وهذا مالا يكون ..... 
السيدة : وانا ..بأي مكان سألوذ؟
الرجل : انت في مرمى هدف ذاتك وعليك الاختيار اما ان تموتي بكامل قيافة عذريتك او ان تعيشي لوقت قصير لتموتي فيمابعد تحت لهاث نشوة المشوهين حينما تعلن النار ابوابها لاعراس النكاح.
السيدة : ( مع نفسها تردد ) اما ان اموت بكامل قيافة عذريتك او ان  اعيش لوقت قصير لاموت فيمابعد تحت لهاث نشوة المشوهين حينما تعلن اعراس النكاح ..وهذا مالا يكون ( تحدث الرجل ) كل الذي قلتيه لا اذكر اين قلته ( تتذكر ) اين ..اين ..
الرجل : قلته في سرك ..ورتلته روحك ..
السيدة : نعم ..اتذكر ان كل ماقلته رددته سابقاً في .....في ..
( تعاود نفس الاصوات اقدام تركض ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي مع اصوات رصاص فيتحول المسرح الى معركة صوتية يختفي الرجل وتجد السيدة البندقية بيدها فتختبيء وراء قبر وتقاتل ببندقيتها )
السيدة : ( تردد وهي تقاتل ) اتذكر ان كل ماقلته رددته سابقاً.. اتذكر ان كل ماقلته رددته سابقاً
( صمت يعم المكان وتسند السيدة ظهرها لقبر لتلتقط انفاسها )
الرجل : ( يظهر وراء اطار مرآة كبيرة اطار فقط دون زجاج وتقف امامها السيدة وبنفس الحركات كلاهما يلعب بالشعر ويتحسسون القلائد ذاتها التي هي قلائد المقاتلين ) قلتها في سرك وروحك ...
السيدة : (تقف السيدة امام المرآة الاخرى فلا ترى غير ذاتها في الزجاج , فيخيل للمتلقي ان السيدة  كانت في لحظة انشطار عن نفسها فتردد ) قلتها في روحي ..قلتها في سري.. قلتها في روحي ..قلتها في سري..لا مناص من الاختيار ... لا مناص من الاختيار ... اما ان اموت بكامل قيافة عذريتي اوان اعيش لا موت تحت لهاث نشوة المشوهين حينما تعلن النار ابوابها لاعراس النكاح, وهذا مالا يكون . ..وهذا مالا يكون ... وهذا مالا يكون,( تقوم بفتح الحقيبة وترمي كل مافيها وتخرج منه صورة وعلم , الصورة هي صورتها بشريط اسود تعلقها بجانب الصور فتتطاير عدد من الحمامات البيض في المسرح , اما العلم تلم فيه كل اوجاعها التي في الحقيبة حتى تجعل منه صرة وتحملها على ظهرها وبيدها بندقيتها منحنية الظهر وتخرج من بين الجمهور وتبدا الستار تغلق خلفها ويظهر ضوء كانه الشمس من باب خلف الجمهور وهي خارجة وهي تردد) وهذا مالا يكون . ..وهذا مالا يكون ... وهذا مالا يكون .. وهذا مالا يكون . ..وهذا مالا يكون ... وهذا مالا يكون.

انتهت

ملاحظة اولى :
النص حاصل على الجائزة الاولى في مسابقة ملبون الدولية التي نظمتها العتبة الحسينية المقدسة لعام 2018 
قدمت في سوريا كعرض على يد المخرج هاشم غزال 
قدمت من قبل اتحاد المسرحيين في ديالى على يد المخرج احمد حمود 
ملاحظة ثانية :
لا يجوز إخراج هذا النص او الاقتباس منه او توليفه او اعداده من قبل أي مخرج دون موافقة المؤلف

للتواصل مع المؤلف عدي المختار ( كاتب ومخرج مسرحي عراقي ) 

Almokhtar_80@yahoo.com

موبايل : 009647721110056

فن الكتابة لمسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية 
 فن الكتابة لمسرح الطفل 
                                            
   أ.د. حسين التكمه جي -   جامعة بغداد
شكل مسرح الطفل في أوربا سابقا نقلة نوعية في اعداد جيل الأطفال تواصلا لحياة مستقبلية رصينة , من حيث تطوير الإمكانات الثقافية والأدبية والتربوية والفنية والتعليمية , وتأثيرها غير المحدود لحياة الطفل , فقد تقرر ان يحد ذلك منهاجا مدرسيا تحت عنوان ( المسرح المدرسي ) وبالخصوص في المدارس الابتدائية , لذا صار لزاما على كل حقل مدرسي ان يتبنى سنويا  عرضا مسرحيا أو اكثر للتقديم بعدما تأكد للتربويين أهمية النشاط المسرحي الخاص بالطفل . 
مما دعا العديد من الكتاب والمؤلفين للعمل بجدية لكتابة النصوص المسرحية الخاصة بهذا المضمار , ولعل هذا التوجه قد دفع العديد من الدراسات المسرحية أن تأخذ على عاتقها هذا التوجه بالدراسة والتحليل والبحث العلمي , ولعله كان السبب في انتشاره بشكل غير طبيعي في البلدان الأوربية و خارج أوربا كأسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية والوطن العربي أيضا ,فقد كان العرب والعراقيين من المهتمين بهذا التوجه المسرحي بل انهم اهتموا بالمسرح المدرسي ومسرح الطفل , إلا ان البعض ممن كتبوا واجهوا مهمة صعبة في كيفيات الكتابة لمسرح الطفل واليات التخاطب محاكاتا مع ذهنية الطفل , ذلك ان أسلوب الكتابة يستدعي الدخول الى عالم الطفل ومحاكاته بصيغ قريبة من تكوينه السيكولوجي وخياله الخصب فضلا عن مستويات ادراكه قياسا بالمرحلة العمرية ومستويات الذكاء . 
لذا أصبح من الضروري دراسة مستويات الكتابة وآلياتها لمسرح الطفل فضلا عن أهمية مواصفات الكاتب الذاتية وقدراته الابداعية في التعامل مع هذا المضمار الذي لا يخلوا من مجازفة في اكثر الأحيان , فليس كل ما كتب لمسرح الطفل جاء بمستوى فكري وسيكولوجي وتعليمي كما ينبغي والسبب ضعف قدرة الكاتب وعدم التسلح بخلفيات ثقافية ونفسية ولغوية وتربوية , وعليه كان لابد من تحديد مرجعيات ومحاور الكتابة لمسرح الأطفال وتحديد الأهداف المرسومة مسبقا وطريقة اختيار الموضوعات والفكرة أو التيمة وصولا الى الولوج لذهنية الطفل بكل المستويات ولعلنا هنا نحدد أهم تلك المدخلات او اجمالها بهذا القدر او ذاك . 

1-الأسطورة والتراث: -
 تعد الأسطورة وما يتبعها من أجواء وأبنية غنية في ان تساهم في انعاش خيال الطفل واشتراطها على توافر الفكرة الخاصة به على ان يبسط الرمز في الأسطورة الى ابسط مستوى ووسيلة للفهم والادراك لدى الطفل, كما ان التراث والفلكلور يزود الطفل بمعلومات واجواء اكثر اشراقية وبالنسبة اليه فهي جديدة تترك في ذهنه الكثير من المظاهر الجميلة الممزوجة بالأغنية الشعبية رغم ارتباطها بالماضي فهي تعد اكتشاف يحقق المتعة الحسية , كما ينبغي التفريق بين ما هو ذاتي وهو موضوعي و ويمكن ان تتراصف هذه المعلومات عن طريق ثلاث مداخل هي الحركة والتشخيص والحكاية أو الحتوتة واخير الشكل الذي يؤدي الى مضمون سابق , وعلية لابد من تشذيب النص من جميع العادات والتقاليد البالية ومشاهد العنف والجريمة وكل شيء يهدد نفسية الطفل , وهنا يتطلب من المؤلف إعادة صياغة الاحداث وتشذيب أشكالها وشخصياتها بما يلائم عقلية الأطفال . 
2-البعد الأخلاقي: -
يشكل البعد الأخلاقي عنصرا مهما واساسيا ودرسا تعليميا صرفا وبناءات للذات منذ الصغر , وكذلك هو تعريف حسي بالمواصفات الأخلاقية العالية والقدرة على التأقلم معها وعلى تهذيب النفس اذ ينبغي ان تؤخذ بنظر الاعتبار داخل الخطاب النصي المعرفي الموجه للطفل . 
3-البعد الجمالي:-
وهوما يوفر المتعة الحسية والمتعة الفكرية والمتعة الجمالية للشكل والمضمون لدى جمهور الأطفال كما انه يساهم في المتابعة للأحداث ويزيد من مفهوم الترقب والاصغاء الجيد لما يدور. 
4-البعد الذاتي:-
وهو ما يخص الشخصية الخاصة بالطفل والذي بدوره يوفر استعداد الطفل لبناء ذاته وشخصيته وإعادة تكوين الانا كما في الدراسات النفسية وملائمة الشخصيات الممثلة مع تقاربها مع شخصية الطفل او بعدها عنه. 
5-التعليمية المبكرة: -
والتي تساهم في ثراء المعلومات العلمية والفكرية اذ يمكن للعرض المسرحي ان يكون عرضا مسرحيا تعليميا في أي مادة دراسية او غير دراسية لكونه يوفر المتعة والتسلية في الافهام العام واستقرار المعلومة في ذهن الطفل بصيغ مختلفة على مستوى التقديم والأداء. 

6- الانتماء :- 
التوجه نحو توكيد مفهوم الوطنية والانتماء للوطن والارتباط بكل ما يحمل من مسؤولية تجاه الوطن . 
7-التجديد :- 
يبحث مسرح الطفل على الدوام على تقديم وجهات نظر جديدة وصولا لتثوير عملية التفكير في مجال العلوم والموسيقى والآداب والفنون والحركة والتشكيل.
وعليه فإن الخصائص السالفة الذكر ما هي إلا قواعد ونظم أساسية أولية تستدعي على الدوام ان يكون الكاتب ملما بها قبل البدء في الكتابة للطفل , اذ ينبغي ان يكون المؤلف ذو مواصفات وصفات تحقق له النجاح في هذا المسعى المهم والذي بات اليوم ضرورة ملحة لبناء الجيل الجديد , كما ينبغي ان يتمتع بفطنة علمية ولغوية في قواعد اللغة العربية وآدابها , فضلا عن ان يكون مبدعا فيها , كما انه يمتلك القدرة على الخيال الخصب الذي بدوره يحاكي خيال الفئة العمرية الخاصة , وينبغي كذلك ان يكون مربيا وتروبويا ليكون على مساس مباشر مع هؤلاء الصبية فاهم لسلوكياتهم وافكارهم وأساليب تربيتهم وتوجهاتهم , والمحافظة على المتعة الحسية والفكرية والجمالية في النص في آن واحد , ولعل الالتزام بالنظرية المعرفية التي تؤكد  ب-(لا يفهم الطفل سوى الطفل )وهو ما ندعوه بتقديم الأطفال للأطفال , أما اعمار الفتيان فيمكن ان يقدم الكبار للصغار وهذا هو الناجع علميا , ان صيغ التقديم في اكثر الحيان تقوم على فهم لغة الحيوان 
( الأنسنة ) والتي تحبب الطفل على معرفة سلوكيات الحيوان وصفاته الخارجية والداخلية ولعل ذلك ما يحدد الاختيار الدقيق للحيوان وشكله .
ومن المنصف هنا الإشارة الى الكاتب والتربوي جاسم محمد صالح واهتمامه بما يكتب لمسرح الطفل فله تجربة فكرية وفنية تستدعي القراءة والفائدة.

قشعريرة نساء في البرزخ للكاتب عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية

قشعريرة نساء في البرزخ للكاتب عدي المختار

* علاء الباشق

هكذا فقط يمكنني ان اصف ما اختلج في صدري من عاصفة هذيانات وانعكست على اسفل راسي قشعريرة او قل تيار حزن كهربائي، وانا اطالع نص “نساء في البرزخ” لعدي المختار . اردت ان امسك النص واضعة في زاوية من الذكريات الحربية التي مرت علي في هذا الوطن . ولكن الزاوية لم تتسع كان اكبر ولا اعرف لماذا تذكرت وانا اقرئ هذا النص؟. نصا اخر هو “الحب في زمن الكوليرا “لغابريل غارسيا ماركيز .حيث ولا اعرف السبب رأيت في كل الشخوص النسائية في المسرحية شخصية البطلة (فيرمينا ) التي بعد السبعين وبعد زواج خمسين سنة ظلت تحتفظ بمشاعر الحب والعشق لحبيبها الاول (فلورنتينو ) رغم الحرب ورغم الالم كان الحب اقوى هكذا هن نساء في البرزخ مايجذبهن الحب ما يوحدهن في المعانات العشق عشق رجالاتهن الراحلين في الحروب وعشق اولادهن السائرين الى الحروب وهوس الوطن .

من هنا عرفت ان النص برزخي كأسمة ينطبق على الماضي والحاضر وعلى العراق و معاناة نسائه وعلى اي معاناة اخرى بسبب الحرب .. فالحرب تحفر عميقا في ذاكرة الشعوب والافراد انها سهم يصيب قلوب الجميع الاموات والاحياء . او كما قال المؤلف .(( فلهيب الحرب لم تكتوي به الا الارحام التي تعودت .ان تلد وتزف…تلد وتهدي …تلد وتدفن)) وهكذا هي بالفعل . واذا عدنا للنص الذي جذبني واياكم للحديث عن الحرب . نراه نصا متدفق يجرفنا بمشاعره حتى انك لا تكاد تشعر انك تقرأه وانما تتخيله… شخوصه كل يحمل رؤياه عن ذات الوجع ودلالة ذلك الاغنية التي تتشاطرها النسوة على اختلاف اعمارها . .

وللنص شطئان فتارة يرمينا لشاطئ الذكريات الموحشة وتارة يرمينا على شاطئ المستقبل المبهم وتارة يحملنا الى تداعيات وانثيالات شخوصه، التي اعتقد انه يشار الى كاتبها بالبنان لأنه استطاع ان يعيشها في خيالاته وينقلها لنا حروفا موشات بالدموع . وان كان مأخذي على النص انه متشائم وضعنا في مثلث الماضي والحاضر والمستقبل ثم صبغ الجدران باللون الاسود . الا ان هذا لا ينفي ان اسلوب السرد الذي امتاز به الكاتب كان رشيقا ومتناسقا ومحبوكا بشكل جيد . والحوارات كانت كأنها كرة تتقاذفها الشخوص بلمسة واحدة . فلا تمل ان تنصت وانت تقرئ وتنتقل من حوار الاخر حتى تشعر ان المؤلف دائم تسديد الاهداف الى قلبك وعقلك . فتارة يسدد حكمة الى عقلك على غرار ((الولادة هي زمن لابد منه …زمن تختفي فيه خطوط الطول والعرض ..وتدق فيه طبول الحذر)) ولكني احسست انه لا يشير الى ولادة الطفل وانما ينطلق منها رمزيا الى ولادات اخرى وخطوط طول وعرض مختلفة . وتاره يسدد الى قلبك على غرار ((ارميه ولا تخافي…فله وطن يحميه )) ولنا ان نسأل هنا هل الوطن يحميه ام يذبحه حسب النص ؟ .

وباتجاه اخر الجانب الديني الذي تناوله النص او رؤيا المؤلف عن الدين فكانت ترى ان الدين مسالم وبسيط ويرفض الدم وهنالك من يستغله لصالحة ومن الدين الى المعاناة الشخصية الى اثر الحرب يدحرجنا الكاتب ما بين ضفافه ولذلك ارى انه نص ثر وغني من ناحية الجوانب التي تناولها واوقفنا على عدة مناطق مهمه ومؤثرة . وللنص اكثر من وجه فاذا شئنا قرأناه على انه صراع ما بين الفحولة والانوثة وهكذا نكون ظلمنا النص وتناولناه بسطحية تامة . واذا شئنا جردناه من مفاهيم مستعارة الايصال فكرة اتخذها الكاتب اداة . كمفاهيم الفحوله والانوثة والارحام لنصل الى مستوى اخر من فهم النص باعتقادي انه ما ارادة الكاتب . نساء في البرزخ نص جدير بان يجسد على خشبة المسرح مع المحافظة على روحة وتدفقاته السردية و الحدثيه . وهو نص جدير بالقرأه للمتعة او للتفكر فهو برزخي المناطق والاحداث والمشاعر .

*كاتب وناقد عراقي 
  

الاثنين، 9 مارس 2020

المسرح الأمازيغي لأول مرة بإفريقيا جنوب الصحراء احتفاء باليوم العالمي للمسرح - أفرزيز - لفرقة مسرح تافوكت بالعاصمة السينغالية دكار

مجلة الفنون المسرحية

المسرح الأمازيغي لأول مرة بإفريقيا جنوب الصحراء احتفاء باليوم العالمي للمسرح - أفرزيز - لفرقة مسرح تافوكت بالعاصمة السينغالية دكار


بدعم من الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، في إطار برنامج الجولات المسرحية الموجهة لمغاربة العالم. تقوم فرقة مسرح تافوكت بتقديم مسرحية – أفرزيز – بمعنى ” حنظلة “ والتي أنجزت في إطار دعم توطين وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة. وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. بالمسرح الوطني دانيال سورانو بالعاصمة السينغالية دكار يوم الأحد 29 مارس 2020 على الساعة الرابعة بعد الزوال احتفاء باليوم العالمي للمسرح.
مسرحية أفرزيز تحكي عن حنظلة الذي يقبض عليه القبض ذات ليلة دون أن يعرف تهمته، ويزج به في السجن، ليظل فيه ستة أشهر دون جريرة ، ويخبرنا ثنائي الرواة أنه رجل مسالم ، يعمل "عداد فراطة في بنك الازدهار"، يشكل تناقضا حادًا بين عدم امتلاكه للنقود، وعمله اليومي في عدها ، ويعلن هو أنه يعيش دوما "بجوار الحائط" ، مستكينا وهاربا من أية مواجهة ، ويوفر للقرش الأبيض كي ينفعه فيما بعد ، وهو ما سيدركه في السجن، حيث يجب عليه أن يدفع كل ما اذخره رشوة لسجانيه كي يسمحوا له بالخروج من السجن ، فيعود لزوجته ليجدها قد حولت بيته لماخور ، وتطرده من البيت مدعية عدم تفهمها لسر غيابه ، بل و متهمة إياه بالخيانة!!، كما يطرد من عمله لتغيبه عنه دون إذن أو مبرر معقول  وبعد مغامرات بين المستشفى والشعوذة يستفيق حنظلة على مرارة العالم وسطوته وتجريده للذات من وجودها.
 مسرحية تاڭزيرت من إبداع فضاء تافوكت للإبداع. وهي من إعداد وإخراج الفنان بوسرحان الزيتوني واقتبسها للأمازيغية الفنان محمد بنسعود. وعمل على الإدارة الفنية والتقنية للعرض الفنان خالد بويشو.
ويشخص أطوار المسرحية نخبة من الفنانات والفنانين المحترفين وهم: عبد الله التاجر والزاهية الزهري وسعاد توناروز ومحمد بنسعود.
ويتشكل الطاقم الفني للعمل من مبدعين متمرسين بحيث نجد في السينوغرافيا الفنانة حسناء كوردان. ألحان الفنان إدريس تامونت. و في تصميم وإنجاز الملابس الفنانة رجاء بويشو. وفي تقنيات الإضاءة والصوت الفنانة سهام فاطن. وفي المحافظة العامة الفنان محمد الهوز. وفي الديكور أبو علي عبد العالي. وفي الماكياج الأكسسوارات ثورية بوهالي.







الأحد، 8 مارس 2020

تحت شعار "من أجل الحرّية والمساواة" مسرح اسطنبولي يستضيف "مونودراما المرأة"

السبت، 7 مارس 2020

جوائز مهرجان ايام الشارقة المسرحية الدورة الثلاثون

مجلة الفنون المسرحية

جوائز مهرجان ايام الشارقة المسرحية الدورة الثلاثون  

اعلنت لجنة مهرجان ايام الشارقة المسرحية الدورة الثلاثون  
وقد  جاء في نص بيانها  "هاهي الدورة الثلاثون لمهرجان أيام الشارقة المسرحية تصل الى ختامها ، إذ أقيمت برعاية سامية من لدن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للإتحاد – حاكم الشارقة راعي المسرح في الوطن العربي الكبير والذي يُضيّف المسرحيين العرب في كل عام بمختلف الفعاليات المسرحية المائزة ..
هذه الدورة شهدت وعلى مدار سبعة أيام عديداً من العروض المسرحية من مختلف إمارات الدولة الأصيلة التي وضعت لجنة التحكيم في مكان صعب لفرز ممكنات هذه العروض
وقد لمست هذه اللجنة تفوقاً وألقاً في العديد من العروض المقدمة في المسابقة الرسمية إضافة للعروض المشتركة في المسار الموازي في عروض مسرح الإمارات وعاصمة هذا المسرح شارقة المبدعين من أبناء الدولة أو المقيمين العرب والأجانب ، فكلٌ سواء بما لمسناه من حُسن التنظيم وحُسن الضيافة ، كذلك البرامج المصاحبة لأيام الشارقة المسرحية ومنها المؤتمر الفكري للمهرجان وبرنامج أوائل المسرح العربي المتميز وأيضاّ الندوات النقدية المهمة التي عقدت بعد العروض .
وبعد العديد من إجتماعات اللجنة المباشرة بنهاية كل عرض وتلك التي عقدت لاحقاً ولساعات عمل جاد ودؤوب ومتواصل ، حاولت هذه اللجنة توخي الدقة والتزام الجانب المهني الإحترافي بشكل متكامل في التوصل الى إنصاف المبدعين من خلال الإستحقاق الحقيقي بعيداً عن المجاملة والمحاباة ، ونتمنى أن نكون قد وُفقنا في إدارة مهام عملنا ونهنيء جميع الفائزين ونتمنى لكل المسرحيين التوفيق في قادم أعمالهم المستقبلية .
ختاماً ..
تُحيّي لجنة التحكيم بكامل أعضائها دائرة الثقافة في إمارة الشارقة للثقة المطلقة التي أولتها لهذه اللجنة في إدارة عملها بحرية كاملة .

جوائز الدورة الثلاثون لمهرجان أيام الشارقة المسرحية 2020
1/ جائزة أفضل ماكياج :
نصرة المعمري عن مسرحية ليلة مقتل العنكبوت
2/ جائزة أفضل أزياء :
حسن رجب عن مسرحية أشياء لاتصلح للإستهلاك الآدمي
3/ جائزة أفضل إضاءة :
ترشح لها كل من محمد جمال عن مسرحية أشياء لاتصلح للإستهلاك الآدمي وحميد العسيري عن مسرحية ليلة مقتل العنكبوت ومحمد العامري عن مسرحية سمفونية الموت والحياة .. وقد ذهبت جائزة أفضل إضاءة لـ حميد العسيري عن مسرحية ليلة مقتل العنكبوت
4/ جائزة أفضل ديكور :
وليد عمران عن مسرحية سمفونية الموت والحياة
5/ جائزة أفضل مؤثرات صوتية وموسيقية :
ابراهيم الأميري عن مسرحية سمفونية الموت والحياة
6/ جائزة أفضل ممثلة واعدة :
سارة حيدر المازمي عن دورها في مسرحية ليلة مقتل العنكبوت
7/ جائزة أفضل ممثل واعد :
عبد الله خالد المهيري عن دوره في مسرحية أشياء لاتصلح للإستهلاك الأدمي
8/ جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ :
نساء حيدر المازمي عن دورها في مسرحية ليلة مقتل العنكبوت
9/ جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ :
ترشح لنيل الجائزة كل من محمود القطان عن دوره في مسرحية أشياء لاتصلح للإستهلاك الآدمي وعادل ابراهيم عن دوره في مسرحية حارس النور والفنان ناجي جمعة عن دوره في مسرحية سمفونية الموت والحياة ، وقد ذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ محمود القطان عن دوره في مسرحية أشياء لاتصلح للإستهلاك الآدمي
10/ جائزة أفضل ممثلة دور أول :
ريم الفيصل عن دورها في مسرحية أين عقلي ياقلب
11/ جائزة أفضل ممثل دور أول :
حميد فارس عن دوره في مسرحية ليلة مقتل العنكبوت
12/ جائزة الفنان المسرحي المتميز من غير أبناء الدولة :
وترشح لها كل من الفنان أحمد العمري والفنان مهند كريم والفنان رائد الدالاتي وقد ذهبت الى الفنان أحمد العمري عن دوره في مسرحية سمفونية الحياة والموت
13/ جائزة لجنة التحكيم الخاصة :
قررت اللجنة منح هذه الجائزة لـ الهام محمد عن اخراجها لمسرحية ليلة مقتل العنكبوت
14/ جائزة أفضل تأليف :
اسماعيل عبد الله عن مسرحية سمفونية الموت والحياة
15/ جائزة أفضل اخراج :
محمد العامري عن اخراجه لمسرحية سمفونية الموت والحياة
16/ جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل فنياً :
وترشح لهذه الجائزة مسرحية ليلة مقتل العنكبوت ومسرحية سمفونية الموت والحياة وقد ذهبت جائزة أفضل عرض متكامل فنياً لمسرحية سمفونية الموت والحياة للمخرج محمد العامري

الجمعة، 6 مارس 2020

مسرحية " تفـــــــو "مونودراما تأليف: علي العبادي

الأزياء وتفاعلها مع حركة جسد الممثل / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية


 الأزياء وتفاعلها مع حركة جسد الممثل / محسن النصار 


تعتبر الأزياء المسرحية من العناصر الفنية  الأساسية المكلمة للعرض المسرحي حيث تعيش كل عناصر العرض البصرية في ارتباط فني وداخلي متشابك حيث تتجمع وتتضامن لكي تخلق سينوغرافيا عرض رائعة وجميلة فالممثل عندما يتفاعل مع الزي الذي يظهر حركة الجسد وأبعاده 
الحقيقية لأنه يمتلك دلالات ترافق وضعيات الجسد والزي يؤثر في حركة الجسد مشيا ووقوفا وجلوسا فمثلا لايمكن ان تنجح ممثلات في اداء دور الساحرات في مسرحية مكبث لوليم شكسبير دون تصميم الملابس الخاصة للساحرات والتي تسمح 
للممثلات بالقدر الكافي من الحركة والمرونة الجسدية ,وعندما يطلب من من الممثلات ان يتحركن حركة عنيفة او قوية فمن الضروي عدم اتعابهن بخامات ثقيلة او معرقلة للسير ,اي ان تكون الأزياء مناسبة من كافة النواحي 
المتعلقة بأبعاد الشخصية المراد تمثيلها , فالزي يقوم بتعريف الجمهور بأداء الدور الذي يؤديه الممثل من خلال الزي الذي يرتديه حيث يعمل على خلق ايهام العمر والمهنة والجنس رجل او أمرأة وزي الممثل يساهم في أعطاء مغزى للمسرحية فيتمكن المصصم من خلال المسرحية على أيضاح الأختلاف في بناء 
الشخصيات وطبقاتها الأجتماعية وفارق العمر فيما بينها وأمزجتها فعندما تتحرك الشخصية أو تلفظ جملة واحدة يعرفها الجمهور ,أذا كانت شابة أو امرأة كبيرة او شابا او رجلا كبيرا غنيا كان او فقيرا ,واما مزاج الشخصية له 
اهمية من ناحية الزي فأزياء الشخصية المرحة يختلف عن زي الشخصية الحزينة 
بغض النظر عن تطابق ظروفها وموقعها فمزاج الشخصية يتغير كلما تطورت الأحداث
في المسرحية من مشهد الى أخر فتأتي الأزياء لتكشف الأفكار غير الظاهرة للشخصية ويتم تصميم الأزياء لأعطاء انطباع عن الشعور الداخلي المجهول والذي
يمثل مفتاح الشخصية .وللمخرج المسرحي اهمية كبيرة في اختيار أزياء المسرحية وتختلف معاملة المخرج مع مصمم الأزياء فمنهم من يعمل على تقيد مصمم الأزياء نوعا ما ومنهم من يلغي وجود مصمم الأزياء المسرحية ويضع التصاميم مع الأخراج لكن الدراسات الحديثة أثبتت على تفهم العلاقة بين المخرج ومصمم الأزياء من خلال حضور المصصم البروفات اليومية للمسرحية وقراءته للنص , وان خلق الوحدة الفنية لعناصر العرض المسرحي تعد مهة اساسية
لابد من التأكيد عليها من قبل المخرج فهي لابد ان تتركز على اتباع الطريقة العلمية في خلق العرض المسرحي ابتداءا من األأهتمام بكادر المسرحية والمسرح الذي تعرض عليه المسرحية وتوفير جميع الأحتياجات الأنتاجية 
للممثلين والمصممين وغيرهم من كادر العمل المسرحي ,والمخرج لابد ان يهتم 
بالجانب الفني والجمالي والتقني لعناصر العرض المسرحي والأتفقاق مع المصممين حول اسلوب العمل وتذليل كل الصعاب امام المصممين وخاصة مصمم 
الأزياء المسرحية فوظيفته كأختصاص يعد من اكتشافات المسرح المعاصر عندما دعت الحاجة الى متخصص في كل عنصر من عناصر العرض المسرحي وان عمل مصمم الأزياء المسرحية يتطلب منه مجهودا كبيرا عند المباشرة بعملية تصميم أزياء الشخصيات ,فيجب عليه ان يقوم أولا بدراسة الفكرة الأساسية للنص المسرحي وفق
مايريده المخرج من أبراز الفكرة الأساسية لشخصايات المسرحية من كافة جوانبها وابعادها ثم تأتي مرحلة التصميم ثم انتقاء نوع القماش ثم البدء في عقد جلسات نقاش مشتركة بين كافة مصممي العناصر المسرحية الأخرى ,ويعتبر مصمم الأزياء في المسرح من اكثر المصممين حرية في التصميم لكونه يتعامل 
احيانا مع حقائق تاريخية ثابتة كالنقل الدقيق للأزياء التاريخية او التعامل
مع زي الشخصية وفق المتطلبات الفنية الملائمة لسينوغرافيا العرض المسرحي


وإنّ استعمال لباس خاص بالتمثيل الدرامي يعود كالقناع إلى فترة المواكب الذبائحية الأولى، ويعود إدخال اللباس عبر الفنون التشكيلية (رسم – تلوين - نحت) إلى "اسخليوس". ويتألف زي الممثل في المسرح الإغريقي - بالإضافة للقناع- من الحذاء والعباءة الخارجية والثوب والأشياء المستخدمة في حشو الجسم وغطاء الرأس.


- الحذاء، وله عدة أنواع: "كوثورنوس Kothornos"، وهو حذاء يرتفع ارتفاعاً ملحوظاً عن الأرض، يُصنع من شرائح خشبية متطابقة وملونة بشتى الألوان وأحياناً يصنع من الجلد أو اللباد أو الفلين كان بعضها يرتفع إلى 25سم، 30سم وكانت خاضعة بارتفاعها لمكانة الأشخاص فللملك والوزير أعلى الأحذية.


وكان لأفراد الجوقة حذاء أقل ارتفاعاً يدعى "الكريبيس Krepis"، وقد ابتكره "سوفوكليس" وهذا النوع أخف من سابقه لأن على الجوقة القيام بسلسلة حركات لم تكن ممكنة بالكوثورنوس حيث أنه (الكوثورنوس) في الوقت الذي يضخم حجم الشخوص رمزياً، وأدبياً أيضاً- يقلص بارتفاعه وثقله، إمكانية تنقلهم ويثقل كل خطوة، ويفرض أسلوباً تمثيلياً يرتكز على جمود الممثلين شبه الكامل، وهذا ما يعطينا تأثيراً واضحاً للنحت (الحذاء الضخم لتضخيم الممثل) على الرقص (التمثيل والحركة) وكما أن شكل المسرح ومقتضيات المكان، حيث أن الجمهور كان يحتل مكاناً يبعد كثيراً عن مكان التمثيل، أضفت على الأزياء ومنها الحذاء ضرورة إبراز وإظهار الممثل، فهي تزيد من ارتفاع قامته لكي يتضح له كيان واضح فوق خشبة المسرح، هذا بالإضافة إلى القناع وحشو الملابس، وكذلك ليكون له إيحاءاً أدبياً أو رمزياً بأن هذه الشخصيات فوق مستوى البشر.
-حشو الجسم: وقد استخدم الإغريق صدرية وبطناً مستعاراً وفوقهما قميص يشدهما إلى الجسم ويغطي سائر الأعضاء وذلك لتضخيم الجسم بالأقمشة والوسائد بما يتناسب وضخامة القناع والحذاء ولا يخرج عن قوانين الجمال والتناسب إلا في رداء الكوميديا مما أعطى للمثل طولاً وضخامة.

-الألبسة: كان يتألف اللباس التراجيدي الإغريقي من عنصرين هما القميص المتعدد الألوان- ويدعى "بيليكوس" والرداء "ايبيبليما". وأما الأول: "بيليكوس" فهو ثوب طويل حتى العقبين وفي الحياة الواقعية كان لا يتجاوز الركبتين، كذلك أطالوا الأكمام حتى تغطي اليدين بصورة كاملة أو حتى الرسغين وفي الواقع كانت حتى المرفقين، وجعلوا الحزام الذي يشد إلى الوسط في الحياة الواقعية يرتفع فيشد على مستوى الصدر ويسمى "ماسخاليستر". وقد فعلوا كل هذا التعديل عن اللباس في الحياة الواقعية لكي يسبغوا على الممثل مسحة طول القامة.

وكذلك فقد كان الثوب "البيليكوس" محاكاً أو ملوناً بألوان زاهية ومغطى برسوم مقتبسة من أشكال بشرية وحيوانية ونباتية وغيرها. وذلك لكي يحظى الممثل بانتباه الجمهور.

أما الرداء الخارجي "الايبيبليماتا" فكان منه أنواع ونماذج متعددة منها مثلاً "هيماتيون Himation" وهو رداء واسع يلف الجسم كله وكذلك "خالامودي chalamode" وهو قصير وينسدل عن الكتفين. وكذلك فقد وجدت قطع ملابس معدة لشخصيات معينة، فمثلاً كان ديونيزوس يرتدي قميصاً طويلاً أصفر، وللملك ثوبٌ أرجواني وللملكة عباءة بيضاء مشغولة باللون الأرجواني.. ولم تكن هذه الألبسة في التراجيديا الإغريقية تطابق في ترفها وألوانها الزاهية الألبسة اليومية بل كانت تأويلاً حراً وخيالياً للباس القومي الإغريقي. غطاء الرأس، وكان له غرضان رئيسيان:

أ- إكساب الممثل طولاً على طول.

ب- إحياء الصبغة المحلية للدور فلكل شخصية غطاؤها.

وكذلك فقد استخدمت أدوات خاصة بالأزياء كالدروع للمقاتلين والسيف أو القوس للأبطال وصولجان للملك وعصا للمسنين.. ولقد كان للرموز والأسلوب هيمنة واضحة في التراجيديا خصوصاً على الواقعية في التمثيل.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption