دعوة للمشاركة بالمؤتمر الدولي ( الدورة 11 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية)
مدونة مجلة الفنون المسرحية
تحت شعار:”الذاكرة والمسرح” (مسرحة الأرشيف)
طنجة / تطوان، المغرب (2، 3، 4 و 5 مايو 2015 )
** الورقة الفكرية
“لا يمتلك المسرح أية ذاكرة”. هكذا استفزتنا الكاتبة الإنجليزية سارة كاين ذات مرة، مبرزة أن هذا النفي يجعل المسرح أكثر الفنون وجودية: “بدون شك، ذلك ما يدفعني
لارتياد هذا المكان الساحر آملة (والضمير يعود لكاين دائما) أن أحدهم في مكان ما من غرفة مظلمة سيريني صورة تحترق في ذهني مخلفة أثرا أكثر دواما من اللحظة ذاتها.” أكيد أن الفرجة المسرحية آنية، وزائلة، وزئبقية، وغير قابلة للحفظ أو التوثيق كما هي؛ وحينما تحفظ، نكون إزاء شذرات فقط من توهجها؛ إذ تكمن حياة الفرجة المسرحية فقط في الحاضر. لا يمكن حفظها أو توثيقها أو تسجيلها، أو بالأحرى المساهمة في انتشارها من حيث هي تمثيل للتمثيل: وحينما تحفظ (من خلال وسيط ما أو أحد الحوامل المتاحة الآن أو مستقبلا) فإنها تتحول إلى شيء آخر ليس بفرجة (وهذا تحديدا ما يميزها عن الفيلم)… إن الشرط الوجودي للفرجة المسرحية يكمن في كونها تكون هي فقط جراء اختفائها في ذاكرة متلقيها. كونها آنية، فذلك لأنها تنبعث جراء لقاء المؤدين والجمهور في المكان والزمان نفسيهما؛ وزائلة لأنها تختفي فور حدوثهامن حيث هي حدث استثنائي بيني. ومع ذلك، فالفرجة المسرحية تتوق نحو التوثيق والأرشفة متحدية فعل الاختفاء والنسيان.
لقد طرحت إشكالية التوثيق والأرشفة في المسرح العربي أكثر من مرة على طاولة النقاش. ومع ذلك، يختلف السؤال الذي نود طرحه في سياق نقاشنا الحالي عما سبق من خلال إثارة الانتباه إلى التعقيدات التي تحيط بمنطقين مختلفين: الفرجة والأرشيف، الاختفاء والتوثيق. إن منطق الأرشيف الذي بلوره دريدا في ‘حمى الأرشيف’ يحيل إلى جدلية البداية والتوجيه؛ كما يحيل إلى عملية التخزين والترميم عكس مهمة المتاحف المتمثلة في ‘الأرشفة’، و’التصنيف’، و’الفهرسة’. تتحدى الفرجة حمى التصنيف…. ورغم ذلك، فإن الفرجات المعادة reenactments، من حيث هي أشكال تعيد تمثيل حدث ماضوي أو عمل فني سابق، فإنها محكومة بمنطق التوثيق… بل أكثر من ذلك، فهي تحد متراء لمنطق الاختفاء والزوال.
يحيلنا مفهوم الذاكرة، من جهة، إلى آليات تمثل الماضي واستحضاره، ومسارات تشكل هذا التمثل من الناحية الثقافية والاجتماعية… فالذاكرة هي أيضا مجمع الصور الذهنية التي ترتبط معها أحاسيس ومشاعر سارة أو غير سارة تم تدوينها عن طريق التجارب والانطباعات التي اكتسبها الإنسان في حياته عن طريق الحواس والعالم الخارجي… من جهة أخرى، تقترن الذاكرة بالنسيان… كيف ذلك؟ لماذا يتم تخليد ذكرى ما على حساب أخرى؟ هنا تحديدا تبدو الذاكرة “تنظيما للنسيان”، كما لاحظ ذلك بول ريكور في معرض حديثه عن نظام فيتشي بفرنسا إبان الحرب العالمية الثانية… وإذا كان هدف ‘أمكنة الذاكرة’، حسب المؤرخ الفرنسي بيير نورا، “إيقاف الزمن، وصد فعل النسيان فإنها تشترك في “الرغبة في التذكر”. وما الذاكرة إلا القدرة على استعادة الماضي، ولولاها ما عرفنا أننا نسينا جزءا هاما من ماضينا…
كما أن الحاجة الثقافية والفنية لتوثيق زمن الربيع –ومعه سنوات الرصاص في مغرب الأمس- قد تفسر الرغبة في إعادة صياغة ذاكرة الماضي/ المستقبل وترميمها في أعمال فنية مفعمة بعبق الذاكرة.
يسعى المؤتمر، إذن، لاستكشاف خطابات جديدة تتناول بالدرس والتحليل قضايا مثل الفرجة المسرحية ضمن ثقافة الأرشيف، وذاكرة الفرجة في حدود علاقتها بالجسد الفرجوي… ويفترض في الدراسات المقترحة أن تتسم بنوع من التميز والصرامة العلمية، حيث تكون مهمتها الأساسية هي البحث واستكشاف مجال “المسرح والذاكرة: مسرحة الأرشيف” من خلال تأمل عام في الهويات العربية المتغيرة. فمؤتمر هذه السنة عبارة عن دعوة للمزيد من الاهتمام النقدي بأسئلة “المسرح والذاكرة” التي أصبحت بارزة جدا في السياقات العربية، خصوصا في الآونة الأخيرة مع موجة من الأعمال المسرحية التي تروم مسرحة أرشيف سنوات الرصاص… فانطلاقا من مناقشاتنا المستفيضة السابقة حول مواضيع شتى تتعلق بدراسات الفرجة، نقترح إجراء حوار ذي حدين يقوده الفنان، ويؤطره الباحث.
في ضوءهذهالنقاشاتوالتأملات النظرية،سيجتمع باحثونوخبراءمنمختلفأنحاءالعالمللانضمامإلىطاولةالنقاش،وعرضأفكارهموتأملاتهمحولمجموعةمنالإشكالياتالمختلفةالتيتتعلقبالمحاورالمقترحةالتالية:
ـ حمى الأرشيف في المسرح العربي بين منطقي المحافظة والتدخل
ـ أمكنة الذاكرة والرغبة في التذكر: الفرجة وخطابات الذاكرة
ـ جسد من الذكريات/ ذاكرة الجسد الفرجوي
ـ “مسرحة الأرشيف” في السياق العربي
لغات البحث: عربية، إنجليزية، فرنسية/
الترجمة الفورية في كل الجلسات
تتوزع أشغالالمؤتمر فيمحورينأساسيين:
المحورالبحثي العلمي: وهوموزععلى جلساتعلميةومحاضراترئيسية وأوراش يؤطرها باحثون متخصصون.
المحور الفني الميداني: يتضمن أنشطة فنية موازية ولكنها مرتبطة بموضوع الدورة. يتقدم هذا المحور في فرجات ومعارض تحتضنها فضاءات مختلفة، منها ما هو مغلق كمتحف القصبة ورحاب كلية الآداب بتطوان، ومسرح محمد الحداد بطنجة، ومنها ما هو مفتوح كساحة المشوار بالقصبة، وحدائق المندوبية، ومواقع أخرى بالمدينة القديمة بطنجة. جميعها تشكل مجالا مختبريا خصبا لمعاينة تجارب وطنية ودولية للحساسيات الجديدة المرتبطة بأسئلة الذاكرة والأرشيف. وبالإضافة إلى ذلك تتميز الدورة بحفل توقيع آخر الإصدارات المسرحية(وطنية وعربية، ودولية). كما سيتم تكريم إحدى أبرز رموز المشهد المسرحي المغربي الفنان محمد مفتاح.
أقوىلحظاتالدورةالحادية عشر:
ـ تكريمالفنان المغربي محمد مفتاح.
ـ تقديم آخر الإصدارات المسرحية من منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة.
ـ ماسر كلاس لفائدة الباحثين الشباب من تأطير خبراء دوليين.
ـ أوراش لفائدة المسرحيين من تأطير خبراء دوليين
ـ محاضرات رئيسية من وإيريكا فيشر ليشته وآخرون، زائد جلسات نقدية وموائد مستديرة بمشاركة ثلة من الباحثين المرموقين…
ـ فرجات مسرحية وتركيبات فنية مرتبطة بموضوع الندوة…
إيريكا فيشر ليشته
هي أستاذة الدراسات المسرحية ومديرة معهد المسرح بالجامعة الحرة ببرلين؛ كما شغلت العديد من المناصب في ألمانيا، حيث رأست الجمعية الألمانية للمسرح فيما بين 1991 و1996، وكذلك الفيدرالية الدولية للبحث المسرحيIFTR في الفترة من 1995 إلى 1999، وهي رئيسة مشروع (ثقافات العرض) منذ 2002 وحتى الآن، وترأس أيضًا مشروعًا بحثيًا جديدًا في مجال دراسات المسرح في الجامعة الحرة ببرلين تحت عنوان “تناسج ثقافات الفرجة” (interweaving Performance Cultures)، وهو مشروع بحثي دولي رائد يتحلق حوله ثلة من كبار المفكرين أمثال: هومي بابا، روستم باروتشا، مارفن كارلسن، كريتوفر بالم، براين سنجلتن، جاكلين لو، بيودان جييفو، ميتسويا موري، هلين غيلبورت، ربيع مروة… لإيريكا فيشر ليشته العديد من المؤلفات النقدية والتنظيرية الهامة في مجال النقد المسرحي وسيميولوجيا العرض المسرحي، وتبلور مشروعها النقدي الخاص في مجموعة كبيرة من المصنفات وخاصة كتابها الأخير “جماليات الأداء: الطاقة التحويلية للفرجة” الذي نشر باللغة الألمانية عام 2004، وترجم عام 2008 إلى الإنجليزية (في انتظار صدور الترجمة العربية التي أنجزتها الباحثة المصرية مروة مهدي). ولمشروعها البحثي أهمية خاصة في مجال الدراسات المسرحية في أوربا وأمريكا.
هام جدا بخصوص كيفية المشاركة:
المرجومنالباحثينالراغبينفيالمشاركةأنيبعثوا بملخص للبحث (250 كلمة فقط) الذييعتزمونتقديمهمرفوقابموجزعن سيرتهمالذاتية (250 كلمة فقط) عبرالبريدالإلكترونيباسممنسقالمؤتمر،الأستاذخالدأمين:
وذلك قبل31 يناير 2015. كما نلتمس من الزميلات والزملاء الذين ستحظى ملخصاتهم بالقبول من لدن اللجنة العلمية أن يبعثوا الورقة الكاملة قبل متم شهر مارس 2015، كي نمكن فريق الترجمة من استيعابها وضبط مصطلحاتها وترجمتها بأمانة علمية.
سيتم الرد على كل المراسلات خلال الأسبوعين الأولين من فبراير بالرفض أو القبول المشروط.
وفي حالة عدم إرسال الورقة النهائية قبل متم شهر مارس تعتبر المشاركة لاغية.
ونظرا لمحدودية مواردنا المالية، لا تتحمل إدارة المؤتمر مصاريف السفر إلى طنجة؛ ولكنها توفر الإقامة والتغذية والترجمة الفورية خلال الجلسات العلمية للضيوف المشاركين في الملتقى أيام 1-2-3-4 مايو 2015 بفندق شالة بطنجة. للمزيد من المعلومات زوروا الموقع الإلكتروني للمركز الدولي لدراسات الفرجة
المراسلات البريدية:
د. خالد أمين، رئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة، شارع بئر أنزران، الرقم 11، إقامة الأندلس، طنجة 90010، المغرب. الهاتف/ الفاكس: 539330466 (212) المحمول: 91 67 59 64 06 (212) للمزيد من المعلومات زوروا الموقع الإلكتروني للمركز: wwwfurja.ma
** استمارة مشاركة
الاسم الكامل:………………………………………………………..
الجنسية:………………………………………………………….
التخصص:………………………………………………..
الوظيفة:…………………………….
مكان العمل:…………………………………………. جامعة…………………
عنوان المراسلة بالبريد:…………………………………………………………
تليفون العمل:………………. النقال: …………………………فاكس:………………
بريد إلكتروني:………………………………………………………………………..
المحور الرئيسي الذي ينتمي إليه البحث: …………………………………………….
وسائل العرض المطلوبة للإلقاء:…………………………………………………………..
عنوان البحث:…………………………………………………………………………..
ملخص البحث 250 كلمة فقطمرفوقابموجزعن سيرتهمالذاتية (250 كلمة فقط) بإحدى اللغات المعتمدة في الندوة: (العربية، الإنجليزية، والفرنسية)