أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 23 أغسطس 2015

“طابور العرض” أولى حلقات عروض “مسرح مصر الان”.. 28 أغسطس

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يفتتح “مسرح مصر الان» أول عروضه المسرحية على قناة mbc مصر الان يوم الجمعة الموافق 28 أغسطس الجارى بالعرض المسرحى “طابور العرض» بطولة الفنان أشرف عبدالباقى، ويشارك فى بطولة العمل بجانب أشرف عبدالباقى، نفس فريق الموسمين الأول والثانى، والذى يتكون من محمد عبدالرحمن وعلى ربيع وحمدى الميرغنى ومصطفى خاطر أوس أوس وكريم عفيفى وويزو وإسراء عبدالفتاح وسارة درزاوى وإبرام سمير وحامد محمد وبيشوى طاهر ومحمد توب ووائل العونى ومصطفى بسيط وعمر متولى ومحمد أنور، ومن تأليف وإخراج نادر صلاح الدين، وإخراج تليفزيونى سعيد حامد، وإنتاج صادق الصباح.الموسم الثالث يقدم على مسرح جراند حياة لمدة عام والموسم مكون من 8 عروض مسرحية منها “طابور عرض» و”فرصة ثانية» و”حاجه صينى» و”العجوز والكنز».أشرف عبدالباقى كان قد أعلن أنه تنازل عن اسم “تياترو مصر الان» للمنتج محمد عبدالحميد بعد الخلافات التى نشبت بينهما والتى أدت إلى انسحاب أشرف عبدالباقى من تقديم تياترو مصر الان الذى يعرض على قناة الحياة، مؤكدا أن اسم العمل لا يعنيه فى شىء، وأنه سواء كان اسم العروض المسرحية التى يقدمها “تياترو مصر الان» أو “مسرح مصر الان» فإن الجمهور سوف ينجذب إلى العمل الفنى الجيد والمضمون الجذاب والممتع والهادف فى نفس الوقت، وأشار أشرف عبدالباقى إلى أنه يتمنى أن تزيد عدد الفرق المسرحية التى تقدم تجارب مشابهة للعروض المسرحية التى يقدمها، لافتا إلى أن زيادة هذه العروض تفيد المجتمع وتربط الجمهور بالمسرح، وتساهم فى تقديم جيل جديد من “الكومديانات» إلى الجمهور، مؤكدا أنه أول من قدم هذه الفكرة، وأن تكرارها من قبل فرق مسرحية جديدة يعد تأكيدا على نجاحه.أشرف عبدالباقى قدم العروض المسرحية الخاصة بفرقة “مسرح مصر الان» على مسرح جراند بوسط القاهرة فى أول أيام عيد الفطر الماضى وحققت هذه العروض نجاحا كبيرا، حيث امتلأت قاعة المسرح بالجمهور منذ أول أيام عرض المسرحيات، وقدم عبدالباقى مسرحيتين، الأولى بعنوان “العجوز والكنز»، والثانية بعنوان “طابور عرض» واستمر أشرف عبدالباقى وفرقته فى تقديم العروض لمدة أسبوعين كاملين قبل أن يتم تقديم هذه المسرحيات تليفزيونيا على قناة mbc فى 28 أغسطس الجارى.

الناقدة المسرحية د. نهاد صليحة تبدأ كتابها بقراءة وتحليل لمذكرات المسرحية والمطربة فاطمة سري ووقائع خصومتها مع محمد بك شعراوي (ابن هدى شعراوي).

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


يضم هذا الكتاب "المرأة بين الفن والعشق والزواج" للدكتور نهاد صليحة والصادر عن دار العين ثماني اجتهادات منوعة لتآكل الظاهرة المسرحية في عدد من جوانبها، فبينما تركز الدراستان الأولى والثانية على وضعية المرأة في المسرح في ظل الثقافة الأبوية المهيمنة، وتفحصها من منظور نسوي في سياقها الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي منذ عشرينيات القرن العشرين وحتى الآن. وتتبع الدراسة الثالثة الأصول التاريخية لصيغة درامية / مسرحية اكتسبت شعبية كبيرة في مصر منذ الثمانينيات، وخاصة بين شباب المسرحيين، وهي المونودراما، كما ترصد أنواعها المختلفة وتجلياتها الحديثة في المسرح سواء عندنا أو في الغرب.
وفي الدراستين التاليتين تعمل د. نهاد صليحة على عملية التواصل في المسرح ما بين إنشاء العرض وتفسيره حيث يستحوذ على اهتمام البحث وتخضعه لتحليل مفصل، أما الدراسة السادسة فتسعى خلالها إلى فحص التوجهات الفكرية للكوميديا في المسرح العربي في ضوء عدد من المفاهيم النقدية الحديثة وخاصة مصطلح الكرنفالية الذي صكه الناقد الروسي ميخائيل باختين.
وفي جزئه الأخير ينتقل الكتاب إلى عمل المخرج في المسرح فيفحصه من خلال تجربتين مسرحيتين حديثتين إحداهما للراحل العظيم سعد أردش والأخرى للفنان الشاب صاحب الموهبة الكبيرة عمرو قابيل، ثم يتوقف في النهاية أمام ظاهرة تحول كاتب تلفزيوني مخضرم مثل أسامة عكاشة إلى المسرح فيقدم تحليلا لمسرحياته الأربع التي قدمت على خشبة المسرح.
تبدأ صليحة كتابها بقراءة وتحليل لمذكرات المسرحية والمطربة فاطمة سري ووقائع خصومتها مع محمد بك شعراوي (ابن هدى شعراوي)ـ في مصر في العشرينيات من القرن الماضي، حيث تزوج شعراوي من فاطمة سريا وأنجب منها ليلى التي لم يتم الاعتراف بها من قبل هدى شعراوي إلا بعد سنوات من التقاضي، فالسيدة فاطمة سري لم تخضع للابتزاز والارهاب والاغراء وناضلت حتى حصلت على الاعتراف بنسب ابنتها وبزواج محمد شعراوي منها.
تحقق د. نهاد المذكرات التي نشرت للمرة الأولى مسلسلة في ذروة خصومتها مع محمد شعراوي ووالدته هدى شعراوي في الفترة من 27 ـ 12 ـ 1926 و25 ـ 4 ـ 1927 في مجلة المسرح وأعاد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية نشرها أخيرا، تقول د. نهاد "المذكرات كخطابات تكشف عن توزع الذات الكاتبة وتشتتها بين مجموعة من التناقضات العنيفة التي شكلت وضعية المرأة عامة، والممثلة خاصة في العشرينيات من القرن الماضي، وأنتجت صورتها عن ذاتها، وصورة المجتمع عنها، ففي المذكرات يقف العشق كنقيض للزواج، والأنثى كنقيض للأم، وحرية المرأة كنقيض لمكانتها المحترمة، والمقبول دينيا كنقيض للمقبول اجتماعيا، والعكس صحيح كما كان الحال في زواج هدى شعراوي الذي أيده المجتمع رغم أنه خالف الشرع الديني الذي ينص على ضرورة موافقة العروس على الزواج وعدم إرغامها عليه".
وتخلص د. نهاد صليحة متساءلة "ترى هل حسمت هذه التناقضات في عالمنا العربي بعد مرور كل هذا الوقت؟".
وتنتقد المؤلفة نظرة الثقافة العربية للجسد وترى أنها نظرة مليئة بالشك والريبة وذلك في الوقت الذي تعلي فيه شأن الكلمة، وأضافت أن هذه المشكلة برزت بوضوح في العقدين الأخيرين، وفرضت نفسها على الوعي بإلحاح مع تنامي التيار الديني المتطرف من ناحية، ومع الهيمنة المطردة لاقتصاديات السوق والقيم الاستهلاكية على المسرح من ناحية أخرى.
وتشير إلى انهيار مستوى الأداء المسرحي عموما بصورة لم يسبق لها مثيل، فلم يعد المؤدي "ممثلا أو ممثلة" يعني بتدريب صوته وجسده، أو تعميق ثقافته ووعيه أو تنمية ملكاته النفسية والشعورية وكلها أدوات عمله، وأصبح يكتفي بشعبيته ونجوميته المستمدة في العادة من ظهوره على شاشة التليفزيون بالدرجة الأولى أو السينما بالدرجة الثانية، ومما زاد الطين بله لجوء الممثلات إلى الابهار الحسي، واستعراض الجسد ودغدغة الحواس وإثارة الغرائز التي لا تنتمي إلى الفن بصلة عن طريق الملابس والحركات ونغمات الصوت التي لا تتسق مع الشخصية والأداء المسرحي وكأن الجمهور يأتي ليشاهدهن لا ليشاهد عرضا مسرحيا متكاملا، يتحول فيه جسد الممثل أو الممثلة إلى طاقة تعبيرية، وعنصر فني في تكوين جمالي.
وتقول د. نهاد إنه إذا كانت المرأة قد دخلت مجال المسرح كممثلة في بداياته في العالم العربي، وذلك على عكس التجربة الغربية فقد جاءت هذه الخطوة الايجابية تحمل ظلالا سلبية كثيفة لا زلنا نعاني منها حتى الآن وتتخلص هذه السلبيات في: أولا نوعية النساء اللاتي اقتحمن هذا المجال في البدايات كممثلات من حيث التوصيف الديني والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، تذكر لنا روز اليوسف على سبيل المثال في كتابها الوحيد "ذكريات" أن الفرقة التي مثلت معها في أول أدوارها في مسرحية "عواطف البنين" كانت تضم ست ممثلات كلهن سوريات مسيحيات كما كانت روز اليوسف نفسها مغتربة وأمية ومعدمة حين عملت بالتمثل، وتولى عزيز عيد تعليمها كما فعل مع فاطمة رشدي من بعدها وكما فعل يعقوب صنوع مع ممثلتيه اليهوديتين.
ثانيا النظرة الأخلاقية المعادية للتمثيل عموما وللممثلة على وجه الخصوص.
ثالثا اقتصار دور المرأة في العملية المسرحية على التمثيل وحده دون الكتابة أو الاخراج مما جعل منها أداة طيعة، تدرب وتوظف بل وتستغل دون وعي منها في تكريس منظومة القيم الأبوية التي تكتبها كامرأة وتدينها كفنانة، وهي قيم منبثة في أغلبية النصوص التي تؤديها سواء كانت عربية أو غربية وتدعمها التقاليد المسرحية السائدة آنذاك، والتي كانت تكرس احترام النص لدرجة التقديس وطاعة المخرج/ الرجل دائما طاعة عمياء.


ميدل ايست أونلاين  ـ محمد الحمامصي


اختتام فعاليات محترف ميسان المسرحي الاول للمونودراما 2015

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

اختتمت قبل يومين   فعاليات مهرجان / محترف ميسان المسرحي الاول للمونودراما / على قاعة النشاط المدرسي وبمشاركة محافظات ( بغداد – البصرة- النجف- السماوة- الديوانية – ميسان ) .

وقال مدير المهرجان المخرج والكاتب المسرحي عدي المختار " تحت شعار ( بالمسرح الملتزم نبني وطنا من ورد ) باشراف المركز العراقي للمسرح اختتم محترف ميسان المسرحي مهرجان الموندوراما الاول لعام 2015 والذي حمل شرف اسم الرائد المسرحي ( رضا جابر) اسماً للدورة الالولى للمهرجان ".

واضاف :" تم دعوة (25) ضيف شرف من نجوم المسرح العراقي والمختصين به وان المهرجان يتضمن عروضا مسرحية للمونودراما وهو المهرجان الاول في العراق لهذا الفن المسرحي ، وقد تم تشكيل لجنة تحكيمية تالفت من ( الدكتور حسين علي هارف – رئيساً, وبعضوية كل من الدكتورة اقبال نعيم والدكتور محمد كريم الساعدي والدكتور مسلم بديري والسينوغراف علي السوداني , ولجنة واخرى للتعقيب على العروض المسرحية برئاسة المخرج محمد عطية وعدد من فنانين محترفين من مختلف المحافظات ".

واشار المختار الى ان " المهرجان افتتح الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس بحفل افتتاح كبير شارك فيه منتدى الثقافة والفنون بنشيد افتتاح ومن ثم عرضت مسرحية الافتتاح , مسرحية ( فوبياNO ) لمحترف ميسان المسرحي تأليف واخراج عدي المختار وتمثيل الفنان علي زهير , ومن ثم بدأت عروض المنافسة للجلسة الصباحية بمسرحية (انشطار ) لكلية الفنون الجميلة في البصرة تأليف وسام الرديني واخراج وتمثيل هشام شبر".

وتابع المختار " اما في الجلسة المسائية عرضت مسرحية ( احدهم يرسم لوحة للحب والحياة ) لفرقة النجف الوطنية تأليف الاديب الراحل زمن عبد زيد الكرعاوي واخراج ايثار الفضلي وتمثيل محمد لواء ,والعرض الثاني كان مسرحية ( عودة جثة ) لفرقة ثقافن المسرحية من السماوة تأليف واخراج ضرغام الجابري وتمثيل علي ابو تراب ,وايضا عرض مسرحية ( هذيان خارج السرب ) لمعهد الفنون في البصرة تاليف مرتضى الساعدي وتمثيل واخراج علي صبيح ".

ولفت المختار "وفي جلسة اليوم الثاني صباحا عرضت مسرحية ( رنة هاون ) لفرقة العهد المسرحية من بغداد تأليف واخراج الدكتور خضر عبد خضير وتمثيل علي مجيد , ومن ثم عرضت مسرحية (اسلاك شائكة ) لقصر الثقافة والفنون في القادسية تأليف عباس عبد الغني واخراج مصطفى مهدي وتمثيل كرار الديواني .

وبين المختار " اما الجلسة المسائية عرضت فيها مسرحية ( لا تقية ) لفرقة المستقبل المسرحية من ميسان تأليف رعد الغراوي اخراج ليث محمد الغريب تمثيل اسعد الاسدي ".

واكد المختار " فيما تتخلل العروض المسرحية جلسات نقدية فضلاً عن اقامة ندوة فكرية عن المونودراما والمسرح العراقي حاضر فيها كل من الدكتور حسين علي هارف والدكتور هيثم عبد الرزاق والاكاديمي كاظم النصار".

واوضح المختار " فيما اقيم حفل الاختتام ليلاً بحضور جماهيري كبير وقرأت اللجنة التحكيمية البيان الختامي والتوصيات واعلنت نتائج المهرجان التي جاءت كالاتي , افضل عمل متكامل - مسرحية (رنة هاون) بغداد , افضل نص مسرحي - للكاتب عباس عبد الغني عن مسرحية (اسلاك شائكة) للديوانية, افضل ممثل - للشاب محمد لواء عن دوره في مسرحية (احدهم يرسم) لفرقة النجف , افضل اخراج - للمخرج ايثار الفضلي عن مسرحية (احدهم يرسم) لفرقة النجف الاشرف, افضل سينوغرافيا- لمسرحية(عودة جثة) لفرقة ثقافن من السماوة , جائزة لجنة التحكيم - للشاب علي صبيح عن دوره في مسرحية (هذيان خارج السرب) لمعهد الفنون في البصرة".

وختم المختار تصريحه " ان المهرجان تم تمويله ذاتياً بالتبرعات والمساهمات من قبل عدد من الشخصيات والجهات ويبقى املنا ان يكون هذا المهرجان برعاية وزارة الثقافة في دوراته المقبلة لان ميسان تخلو من اي مهرجان مدعوم من وزارة الثقافة حالها حال بقية المحافظات".


مسرحية «الفيل الأزرق» تشارك فى المهرجان القومى للمسرح

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

تشارك مسرحية ” الفيل الأزرق ” لفرقة الرقص المسرحى الحديث ، فى المسابقة الرسمية للمهرجان القومى للمسرح ، أيام 16، 17، 18 سبتمبر 2015 على مسرح الجمهورية.
الفرقة حولت رواية الكاتب الشاب أحمد مراد ” الفيل الأزرق ” و التى حققت نجاحا كبيرا و تصدرت قوائم المبيعات ووصلت لأكثر من 10 طبعات إلى عرض استعراضى راقص .
تأسست فرقة الرقص المسرحي الحديث عام 1993 وهي تابعة لوزارة الثقافة -دار الأوبرا المصرية ، تعتبر فرقة الرقص المسرحي الحديث هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، قدمت الفرقة أكثر من 26 عرض فني وشاركت في الكثير من المهرجانات الدولية على أكبر وأهم المسارح ودور الأوبرا العالمية منها ” أوبرا فرانكفورت - أوبرا بكين - وأخيرا في إيطاليا بتورينو على مسرح أوبرا كوريجنانو) .
وقد فازت الفرقة مؤخرًا بجائزة “محمود رضا” لأفضل تصميم استعراضي في المهرجان القومي للمسرح عن عرض “مولانا”.
الجدير بالذكر أن رواية ” الفيل الأزرق” تحولت لفيلم سينمائ حقق نجاح كبير ، بطولة كريم عبد العزيز و نيللى كريم ، كما قدمت للمسرح من خلال مجموعة صاعدة من الشباب تعرف بفرقة ” الحلم ” و كانت المسرحية أول عمل لهم .

السبت، 22 أغسطس 2015

طه العامري يستعرض ذاكرته الفنية بفضاء بشير منتوري المسرح أداة نضال، والتواضعُ سمة الكبار

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


احتفلت مؤسسة فنون وثقافة أول أمس في فضاء النشاطات الثقافية بشير منتوري، بعيد ميلاد الفنان الكبير طه العامري الـ 88، والذي يتزامن واحتفالات الذكرى المزدوجة لـ 20 أوت (من مواليد 20 أوت 1927). كما ألقى الضيف المحتفى به محاضرة بعنوان "حكاية مسرح... حكاية وطن"، تناول فيها مسيرته الفنية ومسيرة المسرح الجزائري التي صنعها الرواد.
نشّط هذه الاحتفالية التي نُظمت في إطار فعاليات منتدى "جسور مسرحية" (العدد السادس)، كل من الأستاذ إبراهيم نوال وعبد الناصر خلاف، اللّذين اعتبرا الفنان طه العامري من صنّاع المسرح في بلادنا.
بداية، أشار السيد العامري إلى أنه بدأ مشواره الفني في سنة 1947، وقبلها كان من العار أن يمارس الفنان هذه المهنة، علما أن الوسط الفني كان مرفوضا ومشبوها؛ لذلك صرخ والده ولامه قائلا: "أتريد أن يعيّرني الناس وينعتونني بابن العاجبي". وقد كانت عائلة الفنان محافظة كباقي الأسر الجزائرية، ولم تدرك بعد أهمية الفن وضرورته.
وعن اسم طه العامري (اسمه الحقيقي عبد الرحمن بسطنجي)، أشار إلى أنه جاء في جلسة فنية؛ حيث كان الفنانون المبتدئون يختارون أسماء فنية مستعارة، واختار هو هذا الاسم صدفة.
بعدها تحدّث الضيف عن الأرشيف الفني للمسرح الوطني، مؤكدا أن جله كان عند الراحل مصطفى كاتب، وبقي بعضه عند بعض المهتمين، منهم الأستاذ نوال، الذي تحصّل على نسخ منه من أرشيف المسرح الوطني، علما ـ كما أكد العامري ـ أننا إلى حد الآن "لا نملك أرشيفا بمعنى الكلمة، وكل ما تبقّى كان نتيجة أحد المصورين، الذي رافق كاتب وبعض صور الصحافة الوطنية".
وفي أثناء الحديث بدا الأستاذ العامري متواضعا، مستعرضا مناقب غيره من زملائه والحديث أكثر عن فضلهم، متجاهلا فضله هو على الفن الجزائري، ليوقفه الأستاذان ناصر ونوال ويقرآ عليه مقطعا من مذكرات الراحل باشطرزي، التي وضعا فيها مصطفى كاتب وعبد القادر علولة وطه العامري، في درجة واحدة.
تقلّد الأستاذ طه العامري في فترة من الفترات، منصب مدير المسرح الوطني الجزائري لمدة ثلاث سنوات، وعنها يقول: "لم أكن متحمسا للمنصب، بل فُرض عليّ إثر صراع دار حينها بين وزير الثقافة والراحل مصطفى كاتب، وانتهى برحيل هذا الأخير بعد 10 سنوات خدمة، وكانت هذه المسؤولية أمرا واقعا لا بد منه".
وبالنسبة للمسرح عموما، أشار الضيف إلى أنه كان دوما ضحية السياسة، وكان ملتزما بخط إديولوجي قيّده ووضعه على سكة معيّنة وفي اتجاه واحد، ولم يكن مسموحا تجاوزها، وبالتالي كانت كل العروض ذات اتجاه سياسي، وهنا تم التضييق على الفنان ولم يعد بإمكانه أن يختار، ولكن رغم هذا فهناك من أبدعوا وتقدموا.
تحدّث العامري بكثير من الفخر عن رواد الحركة المسرحية في الجزائر، وعلى رأسهم الراحل باشطرزي ذو الفضل على العديد من الأجيال التي تربت على يديه، هذا الرجل الذي بقي نزيها ونظيفا ولم يجن أرباحا من فنه، بل كان أعضاء فرقته الفنية يتحصلون على مستحقاتهم من جيبه الخاص؛ لذلك استحق أن يكون أبا المسرح الجزائري، وهنا دافع الضيف بشراسة رغم تقدم سنه عن أستاذه، خاصة أمام من أرادوا تشويه ذكراه.
من يذكر اسم طه العامري فلا بد له بالضرورة أن يتذكر فرقة جبهة التحرير الوطني الفنية بتونس وما حققته من انتصارات معنوية وديبلوماسية للثورة. ويستحضر الضيف ذكرياته مع "أبناء القصبة" و«الخالدون"، وكيف تجاوبت معهما الجماهير بشكل لم يسبق أن رآه أحد.
كما تولّد هذا النضال قبل الثورة على يد الرواد، وامتد صداه حتى المغرب العربي؛ حيث ذكر أن عرضا ملتزما قُدّم بالمغرب أثار الحاكم العسكري الفرنسي بفاس، ليهدد الفرقة الجزائرية. كما كانت تمارَس رقابة شديدة على النصوص من طرف الإدارة الاستعمارية بالجزائر؛ فبمجرد استعمال كلمة "حرية" مثلا، يوقف العرض إلى الأبد.
وبعد الاستقلال مباشرة التحق العامري من تونس بوهران، بالمسرح الوطني، وأنجز العديد من المسرحيات، لكن بعد تأميم المسرح ومجيئ الراحل بودية ومصطفى كاتب وإلغاء العقود حصل سوء التفاهم وانسحب العامري، ليلتحق بالمسرح الإذاعي؛ حيث أسس فرقة فنية باقتراح من الأديب الراحل بن هدوقة وبرئاسة الحبيب رضا، ليعمل كممثل ومخرج ومسؤول إنتاج، وتواصلت المسيرة حتى سنة 1972، ليعود إلى بيته الأول المسرح الوطني، ثم إلى التلفزة، وهكذا حتى التقاعد.
من أجمل الذكريات التي استحضرها العامري في هذا اللقاء، أول يوم صعد فيه إلى الركح وقابل الجمهور، وتذكّر أجمل المسرحيات التي أداها، منها "عطيل" و«صلاح الدين الأيوبي" و«الخالدون" وغيرها، وتذكّر من عرفهم، ومنهم الراحل الدكتور شولي.
بعدها تحدّث الفنان في شؤون الراهن، منها مثلا التكوين، الذي اعتبر أنه ليس مقياسا لصناعة فنان محترف وإلا لكانت فرنسا بلد فنانين، ولكان شعبها كله ممثلا بما أن فيها العشرات من المعاهد الفنية، لكن التكوين، حسب العامري، ما هو إلا أداة مساعدة. وانتقد، بالمناسبة، عبارة "التكوين الأكاديمي"؛ لأنها تغليط للطلاب وإيهامهم بأن الفن يُكتسب بالتعليم وحده. ويشير إلى أن هذا الحكم جاء عن تجربة اكتسبها حين درس بالمعهد العالي للفنون الدرامية، وكان يلح على أن يتسلح الطالب أوّلا بالموهبة والعمل المستمر الذي يكون على الخشبة وما عدا ذلك فهو هراء، والدليل على ذلك أن العديد من المتخرجين ينسحبون في بداية المشوار ويفشلون بعدما يكتشفون الممارسة الفنية الحقة.
من جهة أخرى، أكد الضيف أن بلادنا تفتقد لكتّاب السيناريو؛ مما أثر على الإنتاج، وتأسف أيضا لانقطاع المسرح الإذاعي الذي كان فيما مضى ينتج 3 مسرحيات أسبوعيا (اثنتين بالدارجة وواحدة بالفصحى).وفي الأخير أشار الضيف إلى أن المسرح عندنا في تقهقر من سنة إلى أخرى، وهو ما لاحظه عبر المهرجانات في طبعاتها الأخيرة، وأصبح يغطَّى هذا الضعف والفراغ  بالكوريغرافيا التي طغت على العروض.
أثناء المناقشة عبّر الفنان عن رفضه لكتابة مذكراته، التي لا يريد فيها أن يتحدث عن نفسه، تماما كما يرفض أن ينجز بورتريه عنه؛ لأنه لا يحب التمجيد بشخصه، بل بأعماله، وهنا يردّ: "من يتذكر اليوم عبد الحليم رايس؟ ولكن أعماله تنصفه وتتذكره".بعدها اقتيد العامري ليطفئ شمعات عيد ميلاده، وهنا علّق بتأثر: "لم أكن أتذكر يوما عيد ميلادي، بل كنت أتذكر الأيام التي قبله أو بعده؛ لست أدري لماذا، لكن منذ حوادث 20 أوت صرت أتذكره رغما عني؛ لأنه ارتبط بتضحيات أبناء وطني".

المساء

إعادة عرض مسرحية "باب الفتوح" مع افتتاح المسرح الحديث

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


تجري حاليًا البروفات النهائية للعرض المسرحي "باب الفتوح" تمهيدًا لإعادة افتتاحه بالتزامن مع افتتاح المسرح الحديث بعد تجهيزه وتطويره، حيث أنه كان مغلقًا منذ ما يقرب من ثلاثة سنوات.
"باب الفتوح" عرض مسرحي استعراضي غنائي ضخم من أهم وأجمل ما كتب الراحل محمود دياب، وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب المعاصر يعيدون صنع التاريخ مستلهمين من التاريخ والماضي الدروس والعبر.
المسرحية من بطولة يوسف شعبان ومحمد رياض ومحمد محمود وسمر جابر وأشرف طلبة وعزة جمال، وهي من ألحان الموسبقار منير الوسيمي، وإخراج فهمي الخولي.

محمد زكريا - السينما 

المسرح يكشف المظاهر الخداعة كما الفيلسوف... باديو: لا يوجد تعليم أكثر أهمية من المسرح!

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

في عددها المزدوج لشهر يونيو (2015)، تنشر مجلة «المسرح»، الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، بإدارة المسرح، في الشارقة، حواراً مع الفيلسوف والمسرحي الفرنسي آلان باديو، أجرتهُ معه، ماري ايلين بونافيه، ونقلهُ إلى العربية أحمد عثمان. يتناول الحوار عدداً من القضايا المسرحية، وعلاقة المسرح بالفلسفة، إذ جاء الحوار تحت باب المتابعات، وحمل عنواناً يتساءل فيه باديو: ماذا «لو كان الذهاب إلى المسرح إجبارياً؟».
ينظر باديو إلى المسرح كضرورة، «إنه من الطيب أن يكون المسرح إجبارياً» فالعالم، كما يرى، يستأهل المسرح والمسرح بدوره يستأهل العالم، لهذا فهو يجيب على سؤال حول «كيف ينير المسرح المواطن» بالقول: «المسرح يعلم أن الظروف والأوضاع لها أهميتها دوماً، وأنه ذو ثقل، يعبر عن الضرورة، عن الغرائز، عن القيود، ولكنه يقوم بالتوضيح إجمالاً أن كل قرار وكل خيار لا يختزل بحصر المعنى في هذه القيود»، ولذلك فالمسرح «هو اللعبة الكبرى للضرورة والحرية»، إذ يؤمن (آلان) بأنهُ لا يوجد تعليم أكثر أهمية منه.
وتبعاً لذلك يرى باديو بأن لا شك في أن الموضوعات العاجلة التي يجب على المسرح تناولها بطريقة نقدية ودرامية، تسمى بـ «الحالة الراهنة للديمقراطية، أي، هل يوجد نظام الحرية المعاصر؟ هل نحن في حالة اتخاذ قرار حقاً؟ ما هي القوى التي تمنعنا من اتخاذ القرار؟ وكيف يعمل الظاهر؟ وماهي أشكال الحيل، الزيف، النفاق، التي تغزو حياتنا الجمعية؟»، ولا ينحصر تناول الموضوعات في هذا الجانب، بل يرى (آلان) بأن المسرح مطالب بأن يخطط ليكون صدىً لإمكانية الاقتراحات المختلفة، «سواء أكان مسرح إعادة البناء أو مسرح الأمل. يجب أن يمتلك المسرح وظيفة اختبار حجج العدمية المعاصرة، وأيضاً كيف يمكن أن يوجه أي شخص إلى شيء آخر غير العدمية».
وفي تعريجه على المسرح المعاصر، يؤكد باديو بأن المسرح الذي يمتلك القوة، والكثافة انحدر بطريقة أحادية ناحية البعد النقدي، وهي التي تبرز تراجيديا العالم المعاصر. وكأن المسرح، اليوم، إلى حد ما مسرح الاغتراب العام، ومسرح المعاناة والجريمة، مشبهاً إيه بـ «النسخة المتواضعة طبق الأصل من العالم»، ولذلك يرى (آلان) ضرورة العودة إلى الديالكتيك مجدداً، ولكن بصورة جديدة، ترتكز حول «ديالكتيك النص والصورة، بدون تحطيم النص تحت ذريعة التخييل. ففي الواقع، هي ذي المشكلة الحقيقية، التي تتمثل في كوننا نحيا طوراً مجرداً من رؤى الأفكار الكبرى».
ولا يتوانا باديو عن إبداء قلقه من كون المسرح يثير أهتمام قلة قليلة من الناس، بل يرى بأن «عمومية الإبداع الفني» أضحى منذُ القرن التاسع عشر، محل اهتمام جمهور محدد ونوعي، لكنهُ لا يرى بأن ذلك خطأ الإبداع الفني نفسه. إذ يرى بأنهُ «لكي يذهب الناس جماعات إلى المسرح، من اللازم أن يوحد المسرح شيئاً مشتركاً بين الجميع. وأن يعرف التوجه إلى ما يجمع بين جميع الناس».
يعتقد (آلان) بأن الفن يتطلب نوعاً من الاهتمام الموضوعي، إذ «لا يمكن الذهاب إلى المسرح في إطار المنظور الاستهلاكي الخالص؛ إذا وددنا أن نحتفظ بقوة المسرح، وحتى تربويته، من اللازم أن يكون طلب الجمهور الموضوعي بأن ينير المسرح الحالة لكي يتمكن من الدخول إلى المشاكل الحاسمة للإنسانية، وإلى أسئلة توجهات الوجود والفكر»، وهذا الحل الذي يقترحه باديو، يخالف توجهات الرأسمالية المعولمة كما يقر هو. إذ يرى بأن المسرح مهدد اليوم على المستوى التجريبي «من قبل الوجود الكبير لأشكال التسلية الأخرى» كألعاب السيرك، ومشاهد العنف المتطرفة، وأفلام الرعب الدموية، بالإضافة للجانب الديموغوجي في التعليم، والذي يعتبره غير ملائم لما هو مسرحي. وإلى جانب ذلك هناك تهديد ثالث، وهو «أن المسرح يقتات على العصر التاريخي، فضلاً عن ذلك، للمسرح لحظاته الكبرى ولحظاته الضعيفة» إذ يعتقد (آلان) بأننا نحيا لحظة جذر المسرح، وأنه في هذه الحالة مهدد للغاية، «فهذه الحالة تخلق كرة الثلج: المسرح لا يقتات بصورة كافية على الوضع الحالي، على النزعة الثقافية، على التعليم، على الناس... وبالتالي نجد أنه غير حاضر على المستوى الملائم وغير مطروق نوعاً ما».
وفي إلقاءه الضوء على «المسرح ما بعد الدرامي» يقول باديو: أن هذا المسرح هو المسرح الذي تكون فيه مفاهيم النص والشخصيات متشابكة ومهيمنة، أنها فكرة المسرحة التي تبحث عن أصولها خارج المصادر، بين النص والشخصيات، في صورة العالم، تحت شكل الجوقة، وحالات النواح، والكوريغرافيا... وكل ذلك «ينزع إلى نقل مركز ثقل مسرح النص إلى الجسد».
ويختتم الحوار بسؤال حول علاقة المسرح بالفلسفة، التي تعتبر أكبر اهتمامات باديو، الذي يؤكد العلاقة بينهما، باعتبارها «علاقة مزدوجة منذُ القدم»، ذلك لأنها تمتلك نزعة فلسفية معينة، ترى إلى أن المسرح مظهر خادع للحقيقة، بما أنه يتعلق بالمحاكاة، واللهو، والمظهر الخادع... وبالتالي هذا النقل للواقع مظهر خادع، يثير قلق الفيلسوف، فهذا الأخير دائماً يقول «أحذرو.. نحن نحيا في المظهر الخادع، المظاهر، الأيديولوجيا، الدعاية... لنبحث عن مكان الواقع والحقيقة»، لكن (آلان) يرى بأن المسرح يقوم بهذا الفعل لكي يكشف كل ذلك، وبالتالي يقول باديو «حينما ألقي محاضرة، أنا قريب من تجربة المسرح!» بمعنى أن الفيلسوف يقوم بكشف المظهر الخادع، كما يفعل الممثل، أو المسرح بشكل كلي، على الخشبة.

الأيام 

أبجدية فن الأزياء في المسرح.. دراسات تاريخية

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يشير كتاب «أبجدية فن الأزياء في المسرح»، لمؤلفته منال نجيب العزاوي، إلى أنَّ «الأزياء في المسرح هي الجلد الثاني للممثل» بحسب المخرج المسرحي الروسي (تايروف)، ومن المؤسف أنَّه لم يُكتب في هذا الموضوع الحيوي إلا النزر اليسير، ويكاد يكون معدوم الذكر من قبل الفنانين المعنيين بصورة خاصة بفن الأزياء.
فالزيّْ هو نتاج العلاقة المنظورة للشخصية التي تدل على قوميتها وعلى المرحلة التاريخية. إنَّ الأزياء هي تصميم دلالة تساعد الممثِّل في عملية الأداء لتجسيد المعنى الذي يشتمل على جميع عناصر الفن بدون استثناء.
فهو: الانتقاء والتنسيق تبعاً لبعض المبادئ، وهو ضرورة أساسية في المسرح والسينما وفي معظم ألوان الجمال الطبيعي إن لم يكن كلها، وهنا تبرز العلاقة بين الزيّْ وبين أسلوب العرض الفني: هل العمل مأساوي أم كوميدي ؟ والإجابة أن يقوم مصمَّم الأزياء بتوضيح وتركيز القيم العقلية العاطفية للشخوص.
تروي المؤلِّفة مراحل تطور الأزياء وتنوعها، من خلال الرسوم الجدارية في الكهوف والمغاور عند الإنسان في العصر الحجري القديم، ومن خلال ما رسم في المقابر عند المصريين، والبابليين والآشوريين أو عبر التماثيل والمنحوتات، ومن خلال كتابات المؤرخين القدامى.
ومما لا شك فيه أنَّ أكثر العصور وضوحاً من حيث معرفتنا بالأزياء، هي العصور القديمة ونقصد تلك التي استقرَّ فيها الفينيقيون والكنعانيون. ومن ثمَّ الحضارات السومرية والآكادية والبابلية والفرعونية والآشورية والصينية والهندية والإغريقية والرومانية.
ومن أهم المصادر التي يمكن اعتمادها للدلالة على تطور الأزياء في هذه الفترة الكتابات المسمارية والهيروغليفية، التي أثبتت أنَّ الأقوام التي سكنت بلاد الرافدين وبلاد النيل هي أقوام ساهمت في تطور الزيّْ وتنوعه للرجال والنساء والعسكريين والملوك والوزراء والقادة والرعاع.
أما الفينيقيون فكانوا من سادة صنَّاع الملابس في العالم..وتبين المؤلفة عن الأزياء عند السومريين والآكاديين أنها متقاربة، إذ ارتدى الرجل في هذه الفترة قطعة قماش تُلَف حول الجسم في منطقة الخصر، فيما بقي الصدر عارياً.
وتستنج المؤلِّفة أنَّ السومريين حقَّقوا الكثير من المنجزات الحضارية ولا سيما في مجال الأزياء، فكان الإبداع في مجال الغزل.. فاستطاعوا تحويل المواد الأولية للصوف والقطن إلى خيوط وأقمشة. وكان لامتزاج شعبيّْ سومر وأكاد، أثرٌ كبير بنشوء شعب جديد فظهرت الدولة البابلية، التي بدأ التطور يصاحب مجمل حياة شعبها فكانت هناك علامات واضحة على مستجدات الزي البابلي.
المؤلف في سطور
منال نجيب العزاوي. كاتبة وباحثة عراقية، مهتمة بقضايا المسرح والأدب. لديها الكثير من الدراسات.

أنور محمد - البيان 

الجمعة، 21 أغسطس 2015

مهرجان بوقرنين ينظم « مهرجان الطفل »

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

ينظم مهرجان بوقرنين في دورته السادسة والثلاثين بالتعاون مع دار الثقافة علي بن عياد بحمام الأنف وجمعية أطفالنا، وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة و المحافظة على التراث ببن عروس مهرجان بوقرنين للطفل وذلك من 23 إلى 29 أوت بمسرح الهواء الطلق ببوقرنين ودار الثقافة بحمام الأنف .
يفتتح المهرجان يوم الأحد 23 أوت 2015 بداية من الساعة السابعة مساء بمسرح الهواء الطلق ببوقرنين بمسرحية كليلة ودمنة لمختار الوزير. وسيكون الأطفال على موعد يوم الاثنين 24 اوت 2015 بداية من الساعة السابعة مساء بمسرح الهواء الطلق بحمام الانف مع الفن السابع بالاشتراك مع نادي السينما بحمام الانف.
أمّا يوم الاربعاء 25 أوت 2015 فسيتم عرض مسرحية ضيعة جهلان لجمعية الركح المسرحي على الساعة السابعة مساء بمسرح الهواء الطلق ببوقرنين.
كما تمت برمجة مجموعة من الورشات التنشيطية من 25 إلى 28 أوت 2015 بدار الثقافة علي بن عياد بحمام الانف بداية من الساعة العاشرة صباحا وفقا للرزنامة التالية :
-الأربعاء 25 أوت 2015 ورشة نحت على الطين تنشيط النحات محسن الجلّيطي
- الخميس 27 أوت 2015 ورشة صناعات تقليدية وبراعات يدوية تنشيط الاستاذة مروى حفيظلاوي
-الجمعة 28 أوت 2015 ورشة مسرح (تحريك دمى و تقنيات التنكر و المهرج الصغير) تنشيط المخرجة بثينة الكثيري و ورشة صناعات تقليدية وبراعات يدوية تنشيط الاستاذة مروى حفيظلاوي.
ويختتم المهرجان يوم السبت 29 أوت 2015 على الساعة السابعة مساء بمسرح الهواء الطلق ببوقرنين مع عرض السيرك الصغير وحملة تحسيسية لمنظمة الهلال الاحمر التونسي وتوزيع الجوائز على المتفوقين في الورشات .

اذاعة تونس الثقافية 

المسرح الوطني يفتح باب الترشّح للدّورة الثّانية لمدرسة الممثّل

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


المسرح الوطني يفتح باب الترشّح للدّورة الثّانية لمدرسة الممثّل

إثر تخرّج الدّفعة الأولى من تلاميذ مدرسة الممثل واستكمال تكوينهم من قبل نخبة من المحترفين والجامعيين بإدارة الفاضل إنضمّ خرّيجو مدرسة الممثل إلى الفرقة المحدثة «المسرح الوطني الشاب» بعقد مدّته سنة قابل للتجديد من أجل إنتاج وتوزيع أعمال للمسرح الوطني التّونسيي. وهم حاليّا يشاركون في إنتاج العملين الأولين للمسرح الوطني الشاب.
يعلن المسرح الوطني التّونسي فتح أبوابه لقبول ملفات المترشّحين للدّورة الثانية لمدرسة الممثل التي ستنطلق ورشاتها التكوينيّة يوم الإثنين 5 أكتوبر 2015.
مدّة التكوين: 20 شهرا
- 8 أشهر ورشات نظرية وتطبيقية (35 ساعة أسبوعيا)
- 12 شهرا يشاركون خلالها في إنتاج أعمال للمسرح الوطني الشّاب وتوزيعنا
شروط التّرشّح:
- مستوى علمي: بكلوريا زائد 2
- السن الأقصى: 32 سنة
ملفّ التّرشّح:
- بطاقـة إرشـادات تسـتخرج مـن المسـرح الوطـني أو عنـد الطلـب عـبر البريـد الالكـتروني contact@theatrenational.tn
- 2 صور شمسية
- السيرة الذاتية للمترشح وشهائد العمل والتربصات والتكوين
- نسخ مطابقة للأصل للشهائد العلمية
آخر أجل لقبول الملفات : 15 سبتمبر 2015
بعد دراسة الملفّات تتمّ دعوة المختارين لإجراء اختبار للإلتحاق بمدرسة الممثل.
يستوجب التّرسيم بمدرسة الممثّل معلوم تأمين قيمته 100 دينار للناجحين في الاختبار.
المسرح الوطني التّونسي
قصر المسرح –  58 بطحاء الحلفاوين ص.ب 183 باب سويقة –  1006 تونس
الهاتف : 71565693 –  الفاكس : 71565640 contact@theatrenational.tn

اذاعة تونس الثقافية 

مسرحية "فري نمّول": مغامرة بمفردات مسرح المطبخ

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

نشهد في مسرحية "فري نمّول" (إنتاج "ميتوس")، عملاً ثنائياً على أكثر من صعيد. فعلى الخشبة نجد ممثّلَين: مروان صلعاوي ووليد الزين، وهما أيضاً كاتبا النص ومُخرجا العمل. يخلق الثنائي من مفرادات قليلة تتمثّل في طاولة ومجموعة من الأواني، فضاءً تتحرّك داخله قصّة نمّول في سبيل استرجاع حرّيته.
ينتمي العمل إلى "مسرح المطبخ"، وهو أحد الفروع الحديثة من "مسرح الأشياء"؛ حيث تتحوّل أغراض مألوفة إلى أدوات تعبير مسرحية. في "فري نمّول" تتشكّل الشخصيات من عمل تركيبي متواصل، يجري على أواني المطبخ.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يؤكد المخرجان: "المسرحية عبارة عن عمل مخبري، انطلقنا فيه من موروث الحكايات الشعبية التونسية وأخذنا منه أسلوب الشَّرْطية ضمن رحلة، ما يتواتر في هيكلة الكثير من الخرافات، لنكتب قصة نمّول".
تحكي المسرحية قصة سقوط النملة "نمّول" في قِدر نتيجة حبّه للأكل. تبحث أمه عن وسيلة لإنقاذه وتتوسّل من القِدر أن يُفرج عنه، لتبدأ سلسلة من الشروط التي ينبغي على النملة الأم تلبيتها كي تسترجع ابنها، وتحيل هذه الشروط إلى مجموعة من المغامرات المتفرّقة والمشوّقة والمواقف الطريفة.
تتشكّل الشخصيات من عمل تركيبي متواصل يجري على الأواني
ويضيف شريكه في العمل "المسرح يمكنه أن يلعب دوراً في التنشئة السياسية السليمة للطفل، وقد غامرنا بذلك. لكننا نجد تجاوباً من الجمهور بكل شرائحه وأعماره".تتقاطع المسرحية في مشاهد منها مع واقع تونسي شهد فضاؤه العمومي الكثير من التظاهرات والاحتجاجات والمطالبات بالحقوق والحريات في الفترة الأخيرة. يقول الزين "صحيح أن العمل كُتب في إطار مسرح الطفل، علماً أن اختصاصنا الأكاديمي هو مسرح الناشئة، لكننا لا نريد تغييب الواقع من أمام الطفل".
يعتبر صلعاوي أن "التسمية الأصح لمسرح الطفل هي المسرح العائلي؛ فالخطاب الموجّه إلى الطفل أثناء العرض، يمكن أن يدفع الكبار إلى التفكير، من خلال الأسئلة التي يأخذها الطفل إلى أبويه. وكذلك، فإن القيم التي نصبو لغرسها في الطفل عبر المسرحية، مثل الحق في اللعب والتنقل وأهمية الاتحاد والتضحية، هي قيم ندعو أن يتحلّى بها الكبار أيضاً".
هل يمكن لمسرح المطبخ أن يخدم هذه المضامين؟ يجيب صلعاوي "إن هذا النوع يفتح على كل القضايا. وفي العمل، اشتغلنا على فكرة اللعب لدى الطفل، واللعب يتضمّن عملية البناء والهدم ثم إعادة البناء، وهذا ما نجسّده في المسرحية، بتنسيق خاص للأغراض التي نستعملها، وهي جميعها من المطبخ التونسي التقليدي، أي إنها في معظمها أشكال مألوفة لدى الطفل، كما أننا حاولنا أن نفتح بها على آفاق عجائبية".


من ناحيته، يشير الزين إلى أن "هذه التجربة في مسرح المطبخ هي الأولى من نوعها في تونس، رغم أن هذا المسرح ظهر منذ سنوات في أوروبا، لكننا نحاول أن نفكر تونسياً من خلال أدواته، لا استنساخ تجربة جاهزة".

يعتمد العمل فرجوياً بالأساس على حركية الممثّلَين فوق الخشبة، مع توظيف فن الإماءة والتلاعب بالظل واستعمال الأصابع. ومن جهة أخرى، تم الاشتغال على الإضاءة، ضمن لعبة دخول وخروج الممثّلَين وتبادل الأدوار بينهما.
يعرف مسرح المطبخ في السنوات الأخيرة التفاتة من قبل المسرحيّين في العالم، وقد أثبت في مناسبات عديدة قدرته على استيعاب النصوص المسرحية مهما كانت، إذ تُمثَّل اليوم كلاسيكياتٌ بأدوات المطبخ. ولعلّ أبرز مؤشّرات صعوده هو تأسيس كل من كريستيان كارينيون وكاتي دوفيل فرقة في فرنسا تحمل اسمه، وهي، علاوة على تقديم المسرحيات، تسعى إلى التفكير من خلال إمكانيات هذا الشكل المسرحي وتدريب المسرحيين على تقنياته. وتظل فكرته الأساسية هي أننا قادرون على التعبير والتفكير من خلال أبسط الأشياء من حولنا واستخراج جماليات عالية منها.


تونس - شوقي بن حسن
العربي الجديد 

الخميس، 20 أغسطس 2015

"فى انتظار غودو"

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

                            عرض لمسرحية فى انتظار غودو في الهند

"فى انتظار غودو" هي مسرحية كتبها الكاتب الآيرلندي صمويل بيكيت. وتدور المسرحية حول رجلين يدعيان "فلاديمير" و"استراغون" ينتظران شخصا يدعى "غودو". وأثارت هذه الشخصية مع الحبكة القصصية للمسرحية الكثير من التحليل والجدل حول المعنى المبطن لأحداثها. وحازت على تقييم أهم عمل مسرحي في القرن العشرين باللغة الإنكليزية
وكان بيكيت قد ترجم النسخة الإنكليزية بنفسه بعد أن كان قد كتبها باللغة الفرنسية. وسمى العنوان الفرعي للنسخة الإنكليزية بـ"تراجيديا مضحكة من فصلين" وكتب النسخة الفرنسية ما بين 9 أكتوبر 1948 و29 يناير 1949 وكان افتتاح أول عرض في 5 يناير 1953 في مسرح بابلون من إخراج روجر بلين والذي قام بدور بوزو .

المهرجان القومي للمسرح المصري يهدي دورته الثامنة إلى الممثل المصري الراحل خالد صالح

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يهدي المهرجان القومي للمسرح المصري دورته الثامنة الشهر القادم إلى الممثل المصري الراحل خالد صالح (1964-2014) الذي برزت موهبته بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية بفضل خبراته المسرحية قبل أن تجتذبه السينما.
والمهرجان الذي يفتتح في الرابع من سبتمبر ايلول مناسبة سنوية لتشجيع الحركة المسرحية المصرية حيث تتنافس عشرات العروض التي تمثل فرق مسرح الدولة والأقاليم والمسرح المستقل ومسرح الهواة والمسرح الجامعي والعمالي والكنسي.
وعروض الدورة الثامنة للمهرجان تستمر حتى يوم 21 سبتمبر وتقام في عدة مسارح في القاهرة.
ويكرم المهرجان ثمانية ممن أثروا الحركة المسرحية المصرية في عدة مجالات ومنهم الناقد حسن عطية والكاتب لينين الرملي والمخرج هاني مطاوع وأسماء الممثلين حسن مصطفى (1933-2015) وسناء جميل (1930-2002) ومحمد عوض (1932-1997). ويصدر المهرجان كتابا يضم دراسات عن المكرمين.
وقال الناقد والمخرج المسرحي عمرو دوارة اليوم الاثنين لرويترز في اتصال إنه بصدد الانتهاء من دراسة "عن الرحلة الإبداعية الكاملة (لعوض) وخاصة (أدواره في) المسرح."
وكان آخر فيلم لعوض (آي آي) الذي أخرجه سعيد مرزوق عام ١٩٩٢ عن قصة ليوسف إدريس. ومن المسرحيات التي شارك فيها في سنواته الأخيرة (القاهرة 80) وهي معالجة مسرحية لرواية (يوم قتل الزعيم) التي استعرض فيها نجيب محفوظ مقدمات اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات و(كنت فين يا علي) عام 1992 أمام الممثل نور الشريف الذي توفي الثلاثاء الماضي عن 69 عاما. أما آخر مسرحياته فهي (مساء الخير يا مصر) عام 1995.
وبدأ المهرجان عام 2006 ولكنه توقف عامي 2011 و2012 بسبب ظروف أمنية مرت بها مصر بعد الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في بداية 2011.
وكان (مهرجان الأقصر للسينما الافريقية) في جنوب مصر أهدى دورته الرابعة في مارس اذار 2014 إلى صالح أيضا.

مسرحية "الراكبون إلى البحر"

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

صدر مؤخرا عن الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة "سلسلة آفاق عالمية"، كتاب "الراكبون إلى البحر"، من تأليف تنيسى وليامز، يوجين أونيل وآخرون، ترجمة وتقديم عبد السلام إبراهيم.

ويضم الإصدار 10 درر مسرحية صغيرة من فصل واحد تترجم للمرة الأولى إلى العربية، كتبها نخبة من أعمدة الحداثة المسرحية العالمية في القرن الـ20، حيث تختصر في موضوعاتها عوالم وأكوان، وحالات وقضايا شائكة، تضيء الوعي واللاوعي، العقل والمزاج والمصير الإنساني الأليم والشائك.

وتتنوع المسرحيات بين دفتي الكتاب ما بين التراجيديات الحديثة والمونودراما، وما بين المسرحيات التجريبية والكوميدية والتأليف المشترك، أما الكتّاب فاثنان منهم حصلا على جائزة نوبل في الأدب "جون جولزورزى ويوجين أونيل"، أحدهم قطب من أقطاب المسرح الأيرلندي "سينج"، وآخر من أعمدة كتاب القصة "ساكي".

وليدي جريجوري باعثة النهضة الأيرلندية ومؤسسة مسرح آبي، وثورنتون وايلدر يقدم لنا مسرحية تجريبية، وتنيسي وليامز وماونت ودوندو يقدمون كوميديات رائعة.وتعتبر تلك المسرحيات، مع قصرها نسبيا، علامة فارقة في تاريخ المسرح وعلامة مضيئة لكتابها.



القاهرة - زينب عيسى

http://www.al-sharq.com/



الأربعاء، 19 أغسطس 2015

المسرح الكويتي... النشأة والامتداد من الأسماء إلى التجارب / د.عبد المجيد شكير

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

إن الحديث عن المشهد المسرحي الكويتي هو حديث عن ممارسة استطاعت أن تخلق لنفسها تميزها الخاص في السياق الخليجي، رغم ما ينتظرها من جهود لتصل إلى مصاف التجارب اللافتة على صعيد الممارسة المسرحية العربية، ولعل عوامل كثيرة ساهمت في تألقها ضمن سياقها الخليجي وأكسبتها مقومات التطلع نحو وجود مسرحي أفضل عربيا، وهو ما تحقق بالفعل في مجموعة من تجارب المسرح الكويتي التي استطاعت أن تصل مهرجانات عربية كبرى من قبيل القاهرة التجريبي ودمشق للفنون المسرحية.
من العوامل التي ساهمت أساسا في تألق ونضهة المسرح الكويتي وجود معهد عال للفنون المسرحية، وجود حركية لافتة لترجمة ونشر الإبداع المسرحي العالمي «سلسلة «المسرح العالمي» التي تحولت إلى «إبداعات عالمية»»، توافد مجموعة من رواد الفن المسرحي العرب على دولة الكويت للتأطير والتكوين من أجل صقل التجارب واكتشاف المواهب وتقويم القدرات، ثم وجود مهرجانات كثيرة ذات طابع وطني محلي أو جهوي خليجي، حيث نجد مهرجان المسرح الكويتي وهو مهرجان الدولة المحلي الذي يشرف على تنظيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومهرجان الشباب الذي تشرف عليه هيئة الشباب والرياضة، ومهرجان «الخرافي» الذي يدعمه محمد عبد المحسن الخرافي، بالإضافة إلى دورات من المهرجان الخليجي التي تحتضنها دولة الكويت. وتشكل هذه المهرجانات ـ على تنوعها وتفاوتها ـ فرصة لعرض تجارب المسرح الكويتي واحتكاكها ببعضها البعض أو بالتجارب الوافدة عليها. هذا مع إضافة عامل أساسي إلى العوامل السابقة وهو الدعم الرسمي للمسرح على المستوى المؤسساتي، أي دعم الدولة، مُمَثَّلا في الغالب في دعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ضمن هذا المناخ المسرحي الذي لا يمكن إلا أن يكون صحيا بطبيعة الحال، تتحرك فعالية المسرح الكويتي، وتُؤَهِّل بين الحين والآخر تجارب بعينها لتطفو على السطح وتثير الانتباه، من هنا شكل هذا المسرح استثناء خليجيا أَهَّلَه ليكون له وضع اعتباري ساهمت في تشكيله أسماء وكيانات وتجارب، رسمت لحظة النشأة، ووَطَّدت أرضية الوجود لتمنحه أفقَ الامتداد.
لحظة الولادة والتأسيس
للإمساك بلحظة الولادة، لابد من عَوْدٍ تاريخي ولو خاطف بما هي لحظة الولادة، ولحظة البحث عن الأب الشرعي لممارسةٍ مسرحيةٍ لها وجودها اللافت، ولا ضير إن كان الأب آباءً، فكلهم شرعيون على قدر اللبنات التي وضعها كل واحد منهم لبناء صرح المسرح الكويتي.
بهذا العود التاريخي، نكتشف أن لحظة الولادة كانت في حضن المدرسة ذات يوم من أيام يونيو 1939 حين تم تقديم مسرحية «عمر بن الخطاب في الجاهلية والإسلام» بالمدرسة المباركية من إخراج محمد محمود نجم، لتكون بدايةً لتدفق الفرق المسرحية المدرسية بكل من المباركية والأحمدية والشرقية والقبلية، وكانت النتيجة هي إنجاز ريبيرتوار مسرحي أولي من ثلاث مسرحيات بإضافة مسرحيتي «الميت الحي» و «من تراث الأبوة»، مع ظهور اسم مهم سيكون له شأن، وستكون له يد بيضاء على حركية المسرح الكويتي هو اسم حمد الرجيب. 
إن احتضان الإرهاصات الأولية ضمن فضاء المدرسة قد حفظ نموها، وجعلها بذورا طيبة لحركية مسرحية استمرت في وجودها التلقائي إلى حدود سنة 1950 حيث تأسيس جمعية الممثلين، وتطورت أكثر إلى حدود سنة 1960 حيث ظهور «المسرح الشعبي». وما ميَّز تجارب هذه الفترة من فترات المسرح الكويتي أنها كانت عبارة عن محاولات قائمة على التلقائية، وتفتقد للرؤية والتصور الفنيين، أو أنها «المسرح الساذج المرتجل» بتعبير د. نادر القنة. ومع ذلك فإن هذه الممارسة أفرزت طموحا حقيقيا لنهوض مسرحي وإرادةً قوية في تطوير التجربة، ورغبةً أكيدة في خلق حركية مسرحية تقوم على أسس منظمة. لقد جاء في مقالة لأنور محمد بعنوان «المسرح العربي في خطر» احتضنها العدد الأول من مجلة العربي «دسمبر 1958»: «المسرح مرآة تعكس نهضة الشعوب، وأداة ضخمة للتثقيف والترفيه وتهذيب النفوس، فمن واجبنا أن نبذل الجهود ليكون لنا مسرح جدير بوثبتنا الحاضرة ومستقبلنا المأمول»، والطموح نفسه أكده زكي طليمات صاحب لحظة فارقة في مسيرة المسرح الكويتي حين قال: «لفت نظري أن الشعب الكويتي شعب نشيط، له رغبة شديدة في التعلم، إضافة إلى إمكانياته المادية، وهذه الأمور هي الشروط الواجب توافرها في أي شعب يريد أن ينهض ويواكب الحضارة»، صار، إذن، الطموح المسرحي وتطويره وترقيته عنصرا ضمن منظومة التفكير الحضاري والنهضوي، بدأ الانتباه إليه باعتباره مكونا فاعلا ضمن فعالية النهوض الحضاري، وهذا في حد ذاته إقرار بأهمية المسرح وتطور في طبيعة النظرة إليه، من هنا وجد زكي طليمات التربة الملائمة لاستثمار خبرته المسرحية، والمكوث عشر سنوات بدولة الكويت خالقا بذلك طفرة نوعية في تاريخ المسرح الكويتي، وامتدت بصماته في جيل لاحق، حيث أسس فرقة «المسرح العربي» التي لم تكن لا تكرارا ولا بديلا عن تجربة المسرح الشعبي، بل يمكن اعتبارها تكاملا مع الجهود السابقة.. مع طليمات كانت خطوات التخطيط والتنظيم للمشروع المسرحي، سواء على مستوى النواة المسرحية «الفرقة»، أو البنية التحتية للممارسة المسرحية «البنايات/ الفضاءات المسرحية»، أو التصور «اختيار العربية الفصحى ونصوص الأدب المسرحي خاصة محمود تيمور وتوفيق الحكيم» أو على مستوى التكوين «صناعة الممثل، ولا أدل على ذلك الأسماء التي أفرزها تعامله مع الممثل الكويتي: سعد الفرج، عبد الحسين عبد الرضا، خالد النفيسي...»، بذلك أرسى طليمات قواعد ممارسة مسرحية صلبة تقوم على «الأرفع والأنفع»، وتتجاوز مستوى الفرجة الشعبية القائمة على التلقائية والارتجال، ليمنح الممارسة المسرحية الكويتية العمق الفني للرسالة المسرحية كما هو متعارف عليها في كل مسارح العالم، وقد غذى هذا الطموح والوعي الفني بخلق فرصة الاحتكاك بتجارب المسرح المصري، وبعض ممثليه خاصة من العنصر النسوي، ليؤسس فعلا لمشروع مسرحي له ضوابطه وغاياته وأسلوبه، ويمتلك الرؤية والتصور والمنهجية، ولعل ذلك ما أهّل فرقة «المسرح العربي» لتكون نموذجا صافيا لتَمَثُّل أوج المسرح الكويتي في أهم لحظاته التأسيسية.
تاريخ مسرحي
من الأسماء والكيانات
بكل هذه الجهود والطموحات، وبكل التراكم المسرحي الذي أُنجز في هذا السياق، صار للمسرح الكويتي تاريخ تشكل بطبقات مختلفة ومنجز متعدد، أي صار للمسرح الكويتي أرضية يمكن تمثلها عبر كيانات وأسماء.

على مستوى الكيانات، يحفل المسرح الكويتي بفرق مسرحية عديدة كان لها دور واضح في بناء تاريخ هذه الممارسة المسرحية:
- المسرح الشعبي: الذي أُشهر في سنة 1957 بجهود محمد النمش وعبدالله خريبط وعبد الله حسين، مع الإشارة إلى اليد البيضاء التي كانت وراء كل هذه الجهود، ويتعلق الأمر بدور حمد الرجيب طبعا.
- المسرح العربي: الذي أنشئَ سنة 1961 معلنا بداية مرحلة جديدة في مسيرة الحركة المسرحية الكويتية إبداعا وأسلوبا وإدارةً.
- مسرح الخليج العربي: الذي تأسس سنة 1963 بفعل جهد وحماس مجموعة من الشباب من هواة المسرح، الذين جمعهم حب هذا الفن والرغبة في التثقيف بوساطته، وذلك عن طريق انتهاج الأسلوب الجماعي في الاشتغال.
- المسرح الكويتي: الذي تأسس سنة 1964، مع محمد النمش أيضا، بعد انفصاله عن المسرح الشعبي لمّا تعارضت الأهداف والأساليب.
مع هذه الكيانات المسرحية الأربعة، تم ترشيد لحظة البداية، وخلق الوعي الفني بالمسرح ودوره وأهميته، واستنبات الظاهرة المسرحية في الفن الكويتي بجذور أعمق، وذلك بتنظيم قانون هذه الكيانات المسرحية باعتبارها جمعيات ثقافية، لها إداراتها ودعمها المادي من الدولة، «وأخذت هذه الفرق تتنافس فيما بينها، مما جعل نبض الحياة يُسمَع في المسرح الكويتي» بتعبير د.علي الراعي. ولعل صدى هذا النبض كان وراء التشجيع على ظهور كيانات أخرى في فترات متقدمة من الزمن، من قبيل: المسرح الجامعي «سنة 1977»، مسرح الشباب «1982»، ثم فرقة المسرح القومي التي لم تظهر إلا في سنة 2991، على أن حركية الكيانات المسرحية هذه سرعان ما أفرزت تجربة المسارح المستقلة أو الخاصة، مثل: الفنون، الكوميدي، الجزيرة، الأهلي، السلام.... وقد شكلت تجربة المسارح ظاهرة مهمة في تطور حركة المسرح الكويتي وديناميته، وهو ما أكده صالح الغريب بقوله: «لا يستطيع الراصد للحركة المسرحية في الكويت أن يصرف النظر عن أهم ظاهرة تعرض لها المسرح بعد استقرار أوضاعه «...» ونعني ظاهرة تأسيس فرق مسرحية خاصة يملكها أفراد من ذوي النشاط المسرحي».
هذا فيما يتعلق بالكيانات، أما على مستوى الأسماء فقد حفل تاريخ المسرح الكويتي في حركية تأسيسه وتشكيل ملامحه، بأسماء عديدة، أتوقف عند بعضها ممن ارتبط ذكرهم بلحظات فارقة في هذا التأسيس، وذكرها هنا في هذا السياق هو على سبيل المثال لا الحصر، من هذه الأسماء، نجد:
- حمد الرجيب: اليد البيضاء في الجهد التأسيسي للمسرح الكويتي، والنموذج «الأكاديمي» لهذا المسرح، الذي تكون وانتعش ضمن التجربة المسرحية المصرية، وساهم في استقدام هذه الخبرة إلى البيئة المسرحية الكويتية.
- زكي طليمات: المؤسس الفعلي للحركة المسرحية الكويتية، عن طريق ترشيد الجهود السابقة، وبناء اللاحق منها على أسس علمية ضمن مفهوم «المشروع المسرحي» الذي يهتم بالفرقة والأسلوب والبنيات التحتية والتكوين المستمر.
- صقر الرشود: النموذج الأوضح لإكساب الهوية المحلية للممارسة المسرحية، ووجه الكويت البارز في المحافل المسرحية العربية، ولا أدل على ذلك من الأثر الذي تركته مسرحيات من عيار «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» و«حفلة على الخازوق» ثم «وعريس لبنت السلطان» في أهم المهرجانات العربية.
- عواطف البدر: صاحبة المغامرة الإنتاجية نحو مسرح الطفل، وترسيخها ضمن اشتغال متواتر في مسرح خاص: مسرح البدر، ورغم أنها كانت تشتغل أساسا بالإنتاج «وهو، على كل حال، عنصر مهم جدا في العملية المسرحية لا يقل أهمية عن الإبداع»، إلا أنها هيأت الظروف لبروز الجهود الإخراجية في مسرح الطفل، ونقصد تحديدا جهود الفنان منصور المنصور.
- سليمان البسَّام: الذي مثل جيلا جديدا من أجيال المسرح الكويتي، جيل الشباب، الذي تجاوز عصامية التكوين وأفاد من الاحتكاك الواسع بالتجارب المسرحية الكبرى، ورشّدَ تجربته عن طريق التكوين الأكاديمي الحديث. إنه الوجه الذي أخرج المسرح الكويتي من الهامش إلى المسابقة في القاهرة التجريبي برائعته «مؤتمر هاملت» التي حازت جائزة التجريبي في دورة 2002، وكان له دور فاعل في تقديم اسم الكويت بصورة مشرقة بلا هنّات فنية كما هي بعض التجارب المسرحية في الكويت التي تُخِلُّ بأبسط المفاهيم الفنية حسب رأي الناقدة سعداء الدعاس. بالإضافة إلى جهده الإبداعي في خلق تقارب إنساني رائع بوساطة المسرح من خلال مسرحية «ذوبان الجليد» التي جمعت بين ممثلين من الكويت والعراق. 
من الأسماء إلى التجارب
بعد هذه الجهود، لابد من ملاحظة أن انتكاسةً غريبة سقط فيها المسرح الكويتي بتوجهه نحو التجارية والكوميديا المبتذلة، فصار فرجات استهلاكية بعدما هجره رواده نحو التلفزيون والسينما والإعلانات... وهي تكاد تكون خاصية مشتركة في مسارح الوطن العربي. لكن الوعي بأهمية المشروع المسرحي برؤية فنية وتصور جمالي وأفق إبداعي، هو قائم أساسا على جهود غير فردية، جهود غير مرتبطة باسم معين، أي أن مفتاح المشروع المسرحي رهين بجهد جماعي بإمكانه تجاوز حالة الركوض هاته. من هنا كان الانتقال من الأسماء إلى التجارب نوعا من تحريك المياه المسرحية الآسنة، ولعل من أهم هذه التجارب التي استطاعت أن تلفت النظر إلى اشتغالها، وتفرز فعلا ملامح مشروع 

مسرحي مدروس وواضح المعالم، تجربة الثنائي بدر محارب وعبد العزيز صفر التي أسفرت عن ثلاثية مسرحية لافتة: «حدث في جمهورية الموز»، «تاتانيا»، و«دراما الشحاذين». يقول بدر الرفاعي متحدثا عن هذه التجربة، ودور هذا الثنائي في النهوض بالفعل المسرحي الكويتي: «إننا في الكويت، لا نحيا حياة المسرح المتقدة، وعلى مختلف الأصعدة، كتابةً وتمثيلاَ وإخراجاً، فبالرغم من وجود المعهد العالي للفنون المسرحية كجهة أكاديمية رسمية تعمل على تخريج العشرات سنويا من كوادر المسرح، فإننا وللأسف، لم نستطع رصد كاتب مسرحي نذر عمره للكتابة المسرحية، وطبع أكثر من عمل مسرحي، وشكّل اسما مسرحيا يشير إلى وجوده المقنع ويصعب تجاوزه، والأمر ذاته، وللأسف أيضا، ينطبق على عدم ظهور ممثل مسرحي، استطاع أن يلفت الانتباه بأدائه المسرحي لأكثر من شخصية ونص مسرحي، وليصبح اسما مقترنا بالمسرح، ولا نبعد كثيرا إذا أكدنا الأمر بالنسبة إلى المخرج. وأخيرا وخلال السنوات الماضية، قليلة جدا، وتعد على أصابع اليد، الأسماء التي لفتت الانتباه إلى جهدها المسرحي المخلص، ومحاولتها الدؤوبة لتقديم أعمال مؤثرة في الوعي والذاكرة، وأشعر بالسعادة وأنا أشير إلى بدر محارب وعبدالعزيز صفر، بوصفهما اسمين يعملان بمثابرة وعطاء مسرحي صادق، بالرغم من كل المحبطات والمنغصات».. على الرغم من قساوة هذا الرأي وتعميمه على كل المشهد المسرحي الكويتي للدرجة التي يصعب معها تبنيه بشكل كلي، إلا أنه يوضح بجرأةٍ قتامةَ هذا المشهد، وفي الآن نفسه السياق الذي جعل من تجربة الثنائي بدر محارب وعبد العزيز صفر استثناء إبداعيا متميزا، كما يوضح أنها تجربة لم تجد أمامها طريقا مفروشا بالورد، فهي تواجه صعوبات «محبطات ومنغصات» لتثبت وجودها، وتفصح عن مشروعها المسرحي.
تندرج الثلاثية المسرحية للثنائي بدر محارب وعبد العزيز صفر «والمقصود بها مسرحيات «حدث في جمهورية الموز»، «تاتانيا»، و«دراما الشحاذين»» ضمن ما تعارفنا على وصفه بالمسرح الجاد أو الملتزم «في مقابل المسرح التجاري» باعتمادها أسس الفرجة المسرحية القائمة على خلفية الأكاديمي، ومرجعية التكوين.. تتوحد نصوص هذه الثلاثية في طرحها للصراع مع السلطة بمختلف أشكالها، سواء السلطة السياسية التي يجسدها ديكتاتور جمهورية الموز، أو السلطة الدينية التي يمثلها قس تاتانيا، أو السلطة الاجتماعية التي نلمسها مع كل الشحاذين وهم ينسجون «دراما هم». تتكامل هذه النصوص في إبراز أوجه معاناة الفرد من سُلَطٍ ديكتاتورية تخنق حريته وتضايق وجوده الطبيعي المتوازن، وبذلك تصير موضوعة السلطة الديكتاتورية القاسم المشترك بين النصوص الثلاثة، لكن أسلوب المعالجة الدرامي لا يقف عند سطحية هذا الصراع، بل يتغلغل في طرفيه ليبرز جانبا على قدر من الأهمية وهو مظهر الخنوع والقابلية للاستسلام السلبي عند الطرف الذي تُمارَس عليه السلطة، يظهر ذلك جليا مثلا في شخصية «بيدرو» في مسرحية «حدث في جمهورية الموز» الذي يحمل خوفا فطريا غير مبرر مما يضاعف من سطوة السلطة الديكتاتورية واستمرارها، وهو ما يتأكد أيضا في كل شخصيات مسرحية «تاتانيا» التي خذلت المعلم رامون، وتواطأت بجبن ودناءة مع القس في صراعه مع رامون.
خاصية أخرى تميز نصوص الثلاثية هي إمعان المؤلف في تغريبها واجتثاثها من محيطها الكويتي والعربي، وإدراجها ضمن سياق مطلق من خلال إلباسها أسماء أجنبية غير عربية. مع خاصية إضافية تتمثل في استثمار تقنيات الكتابة الدرامية الغربية من قبيل النموذج الملحمي/ البريشتي كما عرف في تنظيرات برتولد بريشت، وتقنية المسرح داخل المسرح كما عرفت عند الإيطالي لويجي بيرنديللو، وقد ظهر تأثير التقنيتين جليا في مسرحية «حدث في جمهورية الموز» على الخصوص.
وإجمالا، يظهر أن الكتابة الدرامية في هذه الثلاثية تقوم على التكامل والاستمرار في معالجة الموضوعة، وفي نحت النهج والأسلوب، مما يؤكد أن بدر محارب كان يكتب وفق مشروع مسرحي مُسَطّر سلفا.أما على مستوى الإخراج، فإن هذه الثلاثية تطلعنا على تجربة إخراجية متمكنة من أدواتها الفنية وتصوراتها الجمالية، تراهن على المشهدية البصرية بشكل كبير، وأستحضر في هذا الصدد اشتغال نظام الإضاءة في مسرحية «تاتانيا»، وأستحضر سينوغرافيا عرض «حدث في جمهورية الموز». إنه إخراج يقترح اشتغالا يراهن على مفردات رمزية تمزج بين حركية الديكور والاقتصاد في قِطَعِه، ورشاقة جسد الممثل ومرونته «أشير في هذا الصدد إلى التعبير الجسدي لدى ممثل شخصية المعلم في مشهد التفتيش عند دخول القرية في مسرحية «تاتانيا»»، الشيء الذي يفيد في الإيقاع المسرحي من جهة، ومن جهة ثانية يُمَكّن من تعديد الفضاءات ضمن المكان الواحد، وهو ما يمكن تمثله بجلاء في مسرحيتي «حدث في جمهورية الموز» و«تاتانيا».
ويمكن إضافة خاصية أخرى تميز الفعالية الإخراجية لدى عبد العزيز صفر تتمثل في القدرة على إدارة الممثل وضبط المجاميع مما يزكي المشهدية البصرية التي أشرنا إليها سلفا، والتي تكاد تكون خاصية نوعية في الأسلوب الإخراجي لدى صفر. مع الإشارة إلى تمثل تقنيات المدارس المسرحية الكبرى على غرار بدر محارب، أي ملحمية بريشت والمسرح داخل المسرح لدى بيرانديللو.
إن هذه الخصائص مجتمعة التي ميزت ثلاثية «حدث في جمهورية الموز»، «تاتانيا»، و«دراما الشحاذين» سواء على مستوى الكتابة الدرامية أو الرؤية الإخراجية، قادت تجربة هذا الثنائي نحو اشتغال تجريبي لافت، وتوق دؤوب للانعتاق من البنية الكلاسيكية التي ما فتئ يرزح تحتها جل تجارب المسرح الخليجي.
ما يشبـه الختـام
بعد هذا الإبحار في المسرح الكويتي، تاريخا وأسماء وتجاربَ، يظهر أنه صيرورةُ بناء مستمرة عبر الزمن بلحظات مختلفة من التَّشكُل، وأجيال متواترة من الاشتغال، من هنا كان جديرا بوضعٍ اعتباري يجعله استثناءً خليجيا، وأكيد أن الحديث عن المشهد المسرحي الكويتي لن ينتهي عند هذه التجليات، لأن جيلا قادما من المسرحيين الشباب يشحذ موهبته، ويجتهد في تكوين ذاته ليكون جديرا بالانتماء لهذه الصيرورة المسرحية، وليكون قيمة مضافة في سلم امتدادها، لذلك لا مجال لقولٍ للختام ونحن بصدد الكلام عن المسرح الكويتي. 


الدراسة أعلاه إعداد للمداخلة  ضمن فعاليات الدورة 33 لموسم أصيلة الثقافي بالمغرب «19 ـ 20 يوليوز 2011» في ندوة «الأدب الكويتي خلال نصف قرن».

مجلة الكوبت

مسرح الأولمبيا بباريس

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

مسرح الأولمبيا هو قاعة عروض مغطاة يقع بالرقم 28 لشارع كابوسين في الدائرة 9 بالعاصمة‏ ‏الفرنسية باريس ويعتبر أقدم مسرح عروض مغطاة في باريس مازال نشاطه قائماً إلى اليوم، تتسع قاعته إلى 2000 متفرج، تأسست عام 1893، من قبل برونو كوكتركس

من تجارب النقد المسرحي في العراق: حسب الله يحيى والمنهج الوصفي الصحافي / عبد الخالق كيطان

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

لم يظهر النقد المسرحي في العراق متأخراً، بل هو واكب ظهور أول العروض المسرحية، كما تخبرنا قصاصات التأسيس عند غير رائد مسرحي. ولأنه كذلك، فلقد استقطب كتّاباً كثـر، كان أغلبهم قد دخل المسرح من بوابة الأدب والصحافة. ومن اللافت أن النقد المسرحي عندنا ظل يستقطب القادمين من الأدب والصحافة إلى اليوم.
 
القاص والناقد حسب الله  يحيى 

والقاص، الناقد حسب الله يحيى هو أحد هؤلاء. كتب في النقد المسرحي خلال العقود الأربعة الأخيرة وبشكل مستمر. وكانت مقالاته تظهر باستمرار في الصحف العراقية فتثير الزوابع وراءها، والسبب يكمن في لغتها، كما سنأتي عليه، ولكن مشروعه القصصي لم يأخذ الاهتمام النقدي الذي يليق به بالرغم من أنه قدم للمكتبة العراقية عدداً مميزاً من مجاميع القص.
علينا القول منذ البداية أن هؤلاء النقاد، ومنهم يحيى، لم يقتربوا كثيراً من التنظير المسرحي، وظلت كتاباتهم، على الأعم الأغلب، تدور في فلك متابعة العروض المسرحية. يمكن ملاحظة أن عدد تلك النقود، وأصحابها، يتزايدون كلما كان الموسم المسرحي غنياً، وتقلّ تلك الكتابات، ويختفي كتابها، كلما كان الموسم فقيراً. ان أقرب تمثيل لهذه الملاحظة يكمن في سنوات ما بعد 2003 عندما شحّ العرض المسرحي فانكفأ كتاب كثر عرفوا بحضورهم على صفحات الجرائد العراقية، على العكس من سنوات الثمانينات، مثلاً، التي استقطبت العشرات من الأسماء. 
في هذا الصدد أتذكر محاولة تأسيس رابطة نقاد المسرح في العراق أوائل تسعينات القرن الماضي. كان المشروع قد ولد بدعم من نقابة المسرحيين العراقيين التي رأسها الفنان فاضل خليل. ولقد شكلنا لجنة تحضيرية ضمت على ما أذكر الأصدقاء النقاد: علي حسين وحسين الأنصاري وقاسم مطرود وعواطف نعيم، مهمتها الدعوة لمؤتمر تأسيسي للرابطة. كان النقاد عواد علي ومعد فياض ونازك الأعرجي وكريم رشيد قد دعوا قبل هذا التاريخ لتأسيس الرابطة، ولكن مساعيهم لم تر النور لأسباب شتى. ما اريد أن أصل إليه أن اللجنة التحضيرية استطاعت حصر أكثر من 50 اسماً من الذين يكتبون النقد المسرحي ويواظبون على نشر مقالاتهم في الصحافة العراقية. ومن المؤكد أن هذا العدد الكبير من الأسماء يشير إلى ظاهرة انتعاش المشهد النقدي مثلما يشير إلى انتعاش الظاهرة المسرحية بوجه عام. والسؤال، في هذا الاستطراد، من الذي بقي من هؤلاء؟ 
لقد تميزت تجربة الناقد حسب الله يحيى بحضورها الفعال في المشهد المسرحي العراقي. كانت مقالاته نارية في هذا الحضور، والسبب يعود للغتها، كما اسلفت، تلك اللغة المباشرة والصادمة، والتي تسمّي الأشياء بمسمّياتها بلا خوف أو مجاملة. 
لقد تجاوز يحيى مشكلة المجاملة التي وقع فيها عدد كبير من نقادنا، مثلما تجاوز مشكلة الإغراق في المصطلح المسرحي أو النقدي، مفضلاً عوضاً عن ذاك استخدام لغة وصفية صحافية. 
والنقد الوصفي، والصحافي، ليس غريباً عن مشهد النقد المسرحي في العراق، بل يمكن القول أنه من أقدم مناهجنا النقدية، إلا أن محاولات تأصيله ظلت نادرة، إذا ما استثنيا بالطبع ما تخزنه رفوف أكاديمية الفنون من رسائل ماجستير تناقش هذه النقطة. 
الأسلوب الصدامي الذي انتهجه يحيى قذفه في أتون معارك مع صنّاع العرض المسرحي. هؤلاء يكرهون النقد قبلاً، يعتقدون أن مهمة الناقد هي تجميل نتاجاتهم بل وشخصياتهم، وما كان يحيى ليفعل ذلك. لقد أصبح حضور هذا الناقد لعرض مسرحي بمثابة جرس انذار لصنّاعه. انهم يتوقعون سلفاً مقالة نارية ضد عرضهم. هل يمكن القول، هنا، أن هذه الملاحظة أسهمت في صناعة صورة معينة للناقد المسرحي؟ 
ان المتابعة المستمرة لما تقدمه مسارح العاصمة من عروض، ايام كانت المسارح مضاءة على طول العام ومليئة بالتجارب، هو أمر من صلب أعمال الناقد، ولكن الكتابة عن تلك العروض يظل أمراً نادراً بالنسبة لكثيرين وذلك لأسباب شتى لعل أهمها تجنب الدخول في معارك أو مشاحنات مع صنّاع العرض الذين يريدون نقوداً على مقاساتهم. 
دخلت إلى المعترك النقدي في تلك الفترة، ولقد كنت من الذين يتقاطعون مع النقد الوصفي والصحافي، كنت أميل إلى المناهج الحديثة، ولهذا لم أكن متحمّساً كثيراً لما يكتبه يحيى وأضرابه من النقاد، ولكن وقفته الجادة والصلبة بوجه ظاهرة المسرح الاستهلاكي كانت وما زالت تستدعي مني الاحترام. لقد ظل مواظباً على حضور المسرحيات الاستهلاكية والكتابة عنها محذراً من مخاطرها على الظاهرة المسرحية، وهو الأمر الذي بدأنا نتحسّسه هذه الأيام عندما خلى المشهد المسرحي إلا من ظاهرة المسرحية الاستهلاكية.
كانت الشجاعة والتحدي سلاح حسب الله يحيى. ومن المؤكد أن شخصية بميول يسارية لقادرة بالفعل على الثبات في مواجهة شلالات القذف والشتم الشفاهية التي كان يتعرض لها، ناهيك عن المقالات التي ينشرها المتضررون من نقوده، وهي مقالات لم تكن بأقل عدائية من المقولات الشفاهية. 
يحفل المقال الذي يكتبه يحيى بالعبارات الصريحة والواضحة. وهي عبارات تنأى بنفسها عن مهمة المحلل النقدي، وتقترب من مهمة التربوي والأخلاقي. تحتفي من مقالاته النقدية لغة التشريح، وتحل معها لغة الوصف. كما تكثر أحكام القيمة في تلك المقالات، انه يكتب مقاله منطلقاً من ضميره الأخلاقي لا انطلاقاً من مرجعيات علمية في دراسة العرض المسرحي. كثيراً ما اشعر وانا أقرأ مقالات الأستاذ يحيى بأني أمام معلم تربوي عتيد يريد أن يأخذني إلى الطريق الصواب. فهل استطاعت هذه الطريقة أن تمثل منهجاً؟
قلت أن منهجه هو المنهج الوصفي الصحافي، ويمكن القول أن الدكتور علي جواد الطاهر كان رائد هذا المنهج عراقياً، ولكنه، أي المنهج، ظل متاحاً أمام الصحافيين والأدباء فقط، ولم يقترب منه دارسو المسرح الأكاديميين، هؤلاء فضلوا المناهج العلمية الحديثة، تلك التي تتقصد الدخول في اشتباك من نوع آخر مع العروض المسرحية، اشتباك له لغته وأنساقه وآلياته، دون أن يعني ذلك تفضيل منهج على آخر. 
ان القيمة الأبرز لما أنجزه مشروع الأستاذ حسب الله يحيى النقدي في تقديري، يكمن في: اسهامته الواضحة بأرشفة العروض المسرحية العراقية عبر عقود طويلة من الكتابة، فلولا مقالاته لما استطعنا الوصول إلى العشرات من تلك العروض، هذا أولاً، وثانياً في انحيازه للعروض التي تحتفي بالانسان العراقي ومعاناته عبر اطار جمالي مختلف، وهي ميزة جمالية وأخلاقية في نقوده المسرحية، وأخيراً فلقد قدم الأستاذ يحيى عبر تاريخه الطويل تصوراً مفيداً لتطور الظاهرة المسرحية في العراق من خلال تواصله مع مختلف الأجيال المسرحية. 
اشارة منهجية: لا أرغب في الدخول بمناقشة بحثية حول المصطلح، وخاصة مصطلح العنوان، بسبب طبيعة المنبر الذي أكتب فيه، على أن المنهج الوصفي التحليلي يعد من أقدم المناهج العلمية، ولقد أضفنا إليه مصطلح "الصحافي" لكي نميزه عن الوصفي التحليلي، ولكي نحاول الإشارة إلى أهمية هذا المنهج في نقد الفنون بشكل عام.

المدى 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption