مجلة الفنون المسرحية
لقد صدق الاستاذ الدكتور تيسيرالالوسي حين أكد أن الفنان الدكتور أحمد شرجي «جمع بين غواية التمثيل هواية وعشقاً وبين احترافه أداءً ودرساً أكاديمياَ.. الموهبة والغواية لا تكتملُ وتلمع إلا بالدّرس العلمي وزخمِ المعارف والخبرات، فإنَّ هذا يصدقُ تماماً وبتميِّزِ ملموسِ في حالةِ الفنان المبدع أحمد شرجي.
فلقد أضفى لموهبته وعشقه فن التمثيل خبراتِ عمليةَ وعلمية أكاديمية عبر مواصلة الدرس والقراءة المعرفية النظرية بخاصة في طريقِ حفل بثراء التنوع في مسيرة مسرحية احتفالية مرّت بشرق أوروبا في زاهر إنتاجها المسرحي في نهايات القرن المنصرم ومن ثمَّ الانتقال الأخير إلى حيث المسرح الغربي ممثلاً في معايشة فعلية له في الانموذج الهولندي… فضلاعن «مدارس مسرحية عديدة يَطـَّلعُ عليها [أحمد] عبر أساطين الفن المسرحي العربي المعاصر في العراق ومدارس أخرى في شرق القارة الأوروبية وغربها..». لقد نحت شرجي تجربته الفنية الابداعية نحتاً راسخا وعميقا فبات علامة من العلامات المشرقة في فضاءات المسرح العراقي والعربي بما قدمه من انتاجات تمثيلًا واخراجاً وبحثًا متميزاً شكلاً ومضمونًا وهاهو يعاود الكرة بعد انقطاع طويل للوقوف على الخشبة ولكن هذه المرة مع مخرج شاب وممثلين شباب من دون أن تعيقه نرجسية حادة ميزت غيره من المسرحيين ليضعها خلف ظهره وهو يدخل الى قاعة التمرين المسرحي متواضعاً وبإنضباط عال خال من الأنوية او الفوقية مع فريق المسرحية الجديدة « ستربتيز» إعداد وإخراج الفنان علاء قحطان لحساب الفرقة الوطنية للتمثيل وتمثيل الفنانين الشباب: وسام عدنان، هند نزار، ياسر قاسم، عامر نافع، والادارة المسرحية لمحمد سامي…
عن هذه التجربة الابداعية الجديدة للدكتور أحمد شرجي كان لنا هذه الجولة من الحوار:
* انقطعت عن صعود الخشبة ممثلا(في العراق) اكثر من عشرين عاماً ، فما الذي دعاك للعودة اليها مجددا؟
– انقطاعي كان فقط عن خشبات المسرح العراقي ، وإن كنت قدمت بعض العروض لجمهور عراقي في مهرجانات خارج البلد، طبعاً شعور غريب ، خوف وقلق ، وكأنها عملية لازالة ورم خبيث ، تحتاج عملية استئصاله لتفكير عميق وصعوبة باتخاذ القرار، بالرغم أنني تلقيت اكثر من عرض مسرحي منذ عام 2013 والى الان ، وفعلاً باشرت مع بعضها مدة أكثر من شهر على البروفات