أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 20 نوفمبر 2016

هوليوود تكرم الممثلة الفرنسية ايزابيل اوبير

مجلة الفنون المسرحية

كرمت هوليوود الممثلة الفرنسية الكبيرة ايزابيل اوبير التي يمثل فيلمها الاخير "أيل" فرنسا في السباق إلى جائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي، خلال أمسية خاصة في مهرجان "أفي" للفيلم.
وقد حيا المنظمون مسيرة الممثلة البالغة 63 عاما وهي من الأكثر موهبة في جيلها مع أكثر من مائة فيلم في جعبتها، خلال المهرجان الذي تشارك فيه اسماء بارزة في قطاع السينما من بينهم اعضاء في أكاديمية فنون السينما وعلومها التي تمنح جوائز اوسكار.
واعربت ايزابيل اوبير عن امتنانها موضحة "في كل مرة يحدث معي شيء مماثل افاجأ قليلا".
واضافت في تصريح لوكالة فرانس برس على السجادة الحمراء "التكريم في بلد غير بلدي له نكهة خاصة اكان بلدا كبيرا مثل الولايات المتحدة او بلدا صغيرا. كل ذلك يتم على خلفية حب السينما والشوق للقاء افلام مختلفة".
وتمنت الممثلة الصهباء أن يصل فيلم "ايل" إلى التصفية النهائية في السباق إلى اوسكار افضل فيلم اجنبي مع ترشيح افلام من 85 بلدا.
واشاد مخرج الفيلم بول فيرهوفن صاحب فيلم "باسيك إنستينكت" (1992) مطولا باوبير.
وقال إن التكريم هذا "مستحق فعلا بعد مسيرتها الرائعة. لم يسبق أن كوفئت في الولايات المتحدة وقد تلقت الكثير من الجوائز في فرنسا بطبيعة الحال، اما في الولايات المتحدة فالأمر جديد عليها".
واضاف "لم يسبق لي أن عملت مع ممثلة أو ممثل بهذه الموهبة. انها موهبة استثنائية وبالنسبة لي ايزابيل ترتقي بالفيلم إلى مستوى أعلى".
وكان يريد تصوير "ايل" بداية في الولايات المتحدة لكن بعد رفض الكثير من الممثلات الأميركيات بسبب الدور الذي اعتبرنه استفزازيا جدا، انتقل المخرج إلى فرنسا موضحا "في فرنسا يمكن للمخرج ان يفعل ما يشاء".
ويروي الفيلم قصة امرأة أعمال تتغير حياتها بعد تعرضها لاعتداء عنيف في إحدى الليالي على يد رجل ملثم. 

------------------------------------------
المصدر : (ا ف ب)




"لازاروس": مسرحية غنائية عن حياة ديفيد بووي

انطلاق أيام قرطاج المسرحية بمشاركة ‎ 62عرضا مسرحيا من 25 دولة

مجلة الفنون المسرحية

انطلاق أيام قرطاج المسرحية  بمشاركة ‎  62عرض مسرحيا من 25 دولة


انطلقت بتونس الدورة 18 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، بعرض مسرحية "شقف"، للمخرجة المسرحية التونسية سيرين قنون، التى تدور حول الهجرة غير الشرعية.

وحضر حفل الافتتاح وزير الشؤون الثقافية التونسى محمد زين العابدين، وكوكبة من نجوم المسرح، بينهم السورى أسعد فضة والمصرى هشام إسماعيل والمخرج المسرحى التونسى توفيق الجبالى والممثل رؤوف بن عمر.

ويشارك فى المهرجان 62 عملًا مسرحيًا من 25 دولة من بينها مصر والجزائر والمغرب وسوريا ولبنان والكويت والإمارات والسودان وتوجو والكاميرون ورواندا ومالى وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والمكسيك وفنزويلا.

وأعطى لسعد الحموسى، مدير أيام قرطاج المسرحية شارة انطلاق فعاليات الدورة الجديدة، قائلا "لتبدأ الاحتفالات وتفتح المسارح بكامل البلاد".

وفى حفل افتتاح المهرجان الذى يستمر حتى يوم 26 من الشهر الجارى كرم المنظمون رائد المسرح التونسى منصف السويسى الذى توفي قبل أيام بعرض مسيرته وإسهاماته.



















----------------------------------------------------------
المصدر : مد نبيل خضر- مبتدا


مسرحية «قوطة حمرا» فى شوارع تونس

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «قوطة حمرا» فى شوارع تونس

تشارك فرقة "قوطة حمرا" المسرحية للمرة الثانية، فى مهرجان أيام قرطاج المسرحية، الذى انطلقت فعالياته، أمس السبت.

فى العام المنصرم شاركت الفرقة المصرية بـ4 عروض فى 4 مدن تونسية مختلفة، أما فى دورة العام الحالى فتعرض حوالى 10 عروض، فى "شارع الحبيب بورقيبة، وسط المدينة، كلية مانوبة، توزر، نفطة، تطاوين".

"قوطة حمرا" فرقة شارع مكونة من مجموعة من الشباب، 4 مؤسسين و3 أعضاء فنانين، الذين على الرغم من مجالات دراستهم المختلفة إلا أن حبهم لمسرح الشارع جمعهم فى هذه الفرقة التى تقدم عروضها بشكل بسيط.

جاء اختيار اسم الفرقة ليكون جذابا وملفتا فى المقام الأول، ولأن القوطة الحمرا تشبه الأنف الذى يضعها المهرج وهو الشخصية الأساسية فى الفرقة، وخلال العروض تقدم الفرقة اسكتش قصير لا تزيد مدته على 45 دقيقة، يشاركهم فيه الجمهور.

تحرص الفرقة كذلك على استخدام الأدوات التى يشاهدها المواطن العادى حوله مثل استخدام البراميل الفارغة بديلا عن الطبول، وتقدم عروضها بالتنسيق مع أهالى المنطقة المختارة، بحيث يقدم العرض فى حديقة أو مدرسة أو مركز شباب أو أحد الشوارع الجانبية.

وتعمل الفرقة أيضا مع بعض الجمعيات الأهلية فى المناطق العشوائية وتقدم عروضًا يشارك فيها الأطفال والشباب بهدف تعزيز الثقة بالنفس والعمل الجماعى لديهم، وهدفهم الوحيد إسعاد الناس.





-----------------------------------------------------------------
 المصدر : حمد نبيل خضر - مبتدا

العرض المسرحي “رأسا على عقب” يمزج بين فنون العروض المسرحية وينهض على الأداء التمثيلي

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي “رأسا على عقب” يمزج بين فنون العروض المسرحية وينهض على الأداء التمثيلي

 مزج العرض المسرحي “رأسا على عقب” من تاليف واخراج وتمثيل الفنانة السعودية الدكتوره مائسة صبيحي،
والذي عرض مساء امس الخميس على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي، بين فنون العروض المسرحية من المنودراما و”الستاند اب كوميدي”، والتفاعلي،
وينهض على الاداء التمثيلي العالي.
العرض المسرحي الذي جاء ضمن فعاليات مهرجان الاردن المسرحي في دورته الـ23، ناقش من خلال اسلوبية الكوميديا الخفيفة، موضوعات حساسة تتعلق بالمرأة
في مجتمع احدى الدول الخليجية ومنها رد فعل السيدات فيه في حال قرر الزوج الاقتران بزوجة اخرى، وزواج المسيار وغيره من سلوكيات اجتماعية في هذا السياق.
والمسرح التفاعلي هو مسرح ملتزم ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين بهدف البحث عن أفق وحلول لمشكلات ظهرت في العالم في القرن العشرين نتيجة للعولمة
وما تداعى عنها، وكان من ابرز من طور في هذا النوع من المسرح هو المسرحي البرازيلي “اوغستو بوال” الذي ظهر في سبعينيات القرن الماضي والف عددا من الكتب
منها “مسرح المضطهد”، واخذ عنه معظم العاملين في المسرح التفاعلي.
ووفقت المخرجة بتلبية شرط المسرح التفاعلي الذي يتأسس على كسر العلاقة المتفق عليها والتي تفصل بين الممثل والمتفرج وبين الخشبة والصالة وبين المرسل والمتلقي،
بحيث يبدو أنَّ على المتفرج أن يتورط في اللعبة المسرحية في كل مراحلها وأن يناقش ما يراه، والاعتماد على مبدأ الارتجال واللعب، والمحافظة على متعة المتلقي،
وطرح الاسئلة على الجمهور، علاوة على تلبية شروط الستاند اب كوميدي الذي يتقاطع مع “التفاعلي” ويتطلب تفاعل المؤدي الكوميدي مع الجمهور ويكون
رد فعل الجمهور سريع ومباشر، بالاضافة الى اشراكه في الاداء، وتحقق ذلك من خلال مواضع كثيرة في العرض ومنها الرقص مع فتاة من الجمهور في لوحة العرس.
الاداء التمثيلي جاء مميزا للصبيحي في اللوحات التي عرضت فيها حكاية الشخصيتين الرئيستين بالاضافة الى شخصيتها هي كراو، والمتمثلتين بشخصيتي مريم الثرية والمتعجرفة
التي يتزوج عليها زوجها ورد فعلها على ذلك وما رافقه من سياقات تعرضت لاعراف وعادات مجتمعية وسلوكيات، وليلى المطلقة والساذجة والبسيطة التي بلغت سن 39 وترغب
بزواج المسيار وترحب به، إذ ان الفنانة الصبيحي نجحت في الانتقال بين هذه الشخصيات الثلاث المختلفة وتطويع طبقة صوتها بما يتناسب وكل شخصية وارتداء بعض قطع الازياء
والتعامل مع الاكسسوارات المتواجدة على الخشبة دون إخلال في اللوحات.
السينوغرافيا جاء العنصر الرئيس والحاسم فيها الديكور والاكسسوارات الشرقية التي تموضعت في مقدمة الخشبة وعبرت عن التأثيث التقليدي للبيوتات الحجازية،
اتخذت ثلاثة اجزاء ، حيث الجزء الذي شغل الجانب الايمن مثل فرشة نوم للدلالة على السرير وتراكمت عليها قطع ملابس واكسسوارات نسائية وظفت في اللوحات التي تتعلق بشخصية
ليلى بعد اتمامها زواج المسيار وطلاقها بعد ذلك، فيما جاء الجزء الايسر الذي تموضعت فيه منضدة صغيرة عليها ابريق وفناجين للقهوة السادة و”نرجيلة” تم توظيفه لشخصية ليلى قبل
اقدامها على زواج المسيار تعبيرا عن حالة الملل والوحدة التي تعيشها ليلى بقضائها معظم الوقت في احتساء القهوة والتعاطي مع “الشيشة”، في الوقت الذي جاء تأثيث جزء
المنتصف من قطع الديكور والاكسسوارات باريكته ومقاعده الوثيرة ومناضده والهاتف والصحف والاكسسوارات الاخرى معبرا عن ثراء شخصية مريم وزوجها الافتراضي عبدالله، بالاضافة الى لوحتي
قماش بشكل على يمين ويسار الخشبة مثلتا برسوماتها ابنية ومشربيات تنهل من فن العمارة الحجازية، فيما كان المؤثر الصوتي للموسيقا حاضرا في مستهل العرض بصوت
الالات الموسيقية الايقاعية الخليجية مثل الرق والمزهر، وفي لوحة العرس.
العرض المسرحي الذي جاء ثريا بالحكايات والمحمولات والتفاصيل واختتمت لوحاته بشخصية الراوية/المخرجة التي وجدت حبها في بلدها، مفاجئة الجمهور بانه يتمثل بلعبة
التنس الارضي، التي منعتها ادارة الفندق لاحقا من ممارستها، ورغم سياقه الكوميدي لم يخل من نقد إجتماعي.

----------------------------------------------------
المصدر : مجدي التل- بترا

السبت، 19 نوفمبر 2016

ثنائية الاستبداد والصمود في مسرحية الشيخ والجلاد

مجلة الفنون المسرحية

ثنائية الاستبداد والصمود في مسرحية الشيخ والجلاد

ناصر العمري

 في مسرحية الشيخ والجلاد للراحل عبدالله سعيد جمعان الخزمري  كم هائل من الصور والمواقف والمشاهد التي تنطلق من قيم الخلاص من الظلم والإستبداد وتجسد معاني التضحية والوفاء لأبناء فلسطين في مواجهة بشاعة العدو الصهيوني الغاصب والمحتل وتذهب بنا في رحلة لاتخلو من المحلمية والتوثيق لانتفاضة  اطفال الحجارة لتصف تشبث الإنسان بأرضه رغم كل أنواع القهر التي يتعرض لها وعلى أمتداد فصلين وأربعة مشاهد مسرحية وحوارات  ممتدة تستهلم  الصراع بين صاحب حق صامد ومغتصب باغ الأمر الذي خلق نصا متينا ومتماسكاً رغم العذابات المتتالية لبطل المسرحية، والأطفال والنساء وأهل الأرض العربية مع المحتل المتقوي بالسلاح. 
وقد حاول الكاتب من خلال حوارات كل فصل إيصال رسالة معينة ففي المشهد الأول حوارات تعبر عن  القسوة المفرطة والصمود والشجاعة لكن يتخللها محاولة جادة لتصحيح مفاهيم الجنود حول حقيقة فلسطين التاريخية يجسدها  حديث الشيخ للجندي  بعد أن وقع في الأسر((أذا أنتم من الجيل الذي ولد هنا في فلسطين ؟  يرد الجندي مقاطعاً إسرائيل،  لكن الشيخ يوضح له الحقيقة ((إذا أسمع مالم يقله لك حكامك في إسرائيل ... لقد كان جدك يعيش معنا هنا في فلسطين قبل 71 عاما وكان نسبة اليهود 10% من السكان يعيشون في سلام وأمان  .. إلى أن تحرك من يعيش خارج فلسطين  من اليهود وأخذوا وعداً من بلفور بإقامة دولة إسرائيل على أرضنا
الجندي : هراء .... وإفتراء على التاريخ .. انت مزور ومحتال .
وهكذا يستمر الصراع بين الشخوص مظهراَ عدم تقبل اليهود للحقيقة وقفزهم فوقها
أما الفصل الثاني: في مشهده الأول  فقد تعمد المؤلف من خلاله  كشف حقيقة الخذلان الدولي وصمته أمام آلة القتل البشعة للغاصب
ثم جاء مشهد اجتماع الكنيسة ليوصل رسالة مفادها حنق المغتصب وهلعه من واقع الصمود
فيما كان  المشهد الأخير مجسداً  إصرار الفلسطينين والعرب على رفض الظلم بكل الطرق ومهما كان حجم التضحيات.لتكون(( الشيخ والجلاد)) في مجملها العام بلاغا مؤتمنا عبر فضيلة المسرح لمن ألقى السمع وهو شهيد  .
الشخوص في الشيخ والجلاد  تم رسمها بعناية لتتخلق فوق الخشبة لتمثل  كل ماجري على أرض فلسطين  عبر  شيخ فلسطيني يمثل أحد طرفي معادلة  المسرحية  أبتداء من عنوانها  مروراً بصراعاتها وحتى خاتمتها مقابل الجلاد الذي يمثل طرف المعادلة الآخر الذي يجسده رموز الحكومة الإسرائيلية( شامير رابين قائد استخبارات إسرائيلي موشي آرنز موردخاي جور فلنر وجنودهم البغاة) فيما يمثل الفدائيين  وأم فلسطينية وطفل صغير  وصحفي أجنبي  بقية الشخوص
ليشكل هذا المجموع كل الحكاية ومجمل الصراع المتنامي  بين تلك الشخوص ووفق مايخدم الفكرة بإشتغال محكم ؛ وجرى توزيع الأدوار بينهم بعناية  فيما جاءت الحوارات والمشاهد  ومدة الظهور  فوق الخشبة قصراً وطولاً محققة  لرؤية الكاتب ووفق ما يخدم العمل  وغايات مشاهده وبما يجسد حجم القضية وأبعادها
فالشيخ  على سبيل المثال حضر على أمتداد الفصول والمشاهد  لأن الحكاية تستمد حبلها منه وتقتضي وجوده  كونه  يرمز  إلى الحق العربي وإلى الأرض والمقدسات و التضحية في أجمل صورها  كما يجسد معنى الصمود وتجاوزحقائق  العمر والضعف  والسنين وقلة الحيلة حتى آخر رمق من العمر حين يرحل ومعه عدد كبير من الأعداء
فيما كان الصحفي يجسد الضمير العالمي والإعلام والقوى القادرة على فضح الظلم والتي تمارس دور المتفرج والصامت حينا ودور صاحب الوعود الكاذبة   ليطيل أمد الصراع دون حل ناجع  للقضية الفلسطينية ، يحدثهذا رغم أن البشاعة أكبر من أن تخطئها العين أو يخفيها تواطؤ ،ولم يفت الكاتب أن يستحضر الطفولة عبر مشاهد مختلفة  فهم الأمل وهم الغد وهم الإمتداد لرحلة الصمود والأمر نفسه ينطبق على الأم  التي تمثل سيرورة البقاء فهي الرحم الولود الذي لايكف عن إنجاب الفدائيين وإرضاعهم معاني الصمود والمقاومة والوقوف في وجه الغاصب  لذا لم يغب هذين المكونين عن العرض لأهمية حضورهم.
و يخصص المؤلف للصحفي مشهدا كاملا يضمنه حوارات تؤكد أن الضمير العالمي يدرك كذب وزيف إدعاءات الإسرائيلين التي يرفعونها ليبرروا وحشيتهم حين يصفون الفلسطيني بمغتصبي الأحلام ومحطمي الآمال  والإرهابيين  فحين يمنع الجندي الإسرائيلي المصور من أداء عمله ويهجم عليه  ويطرحه أرضا رغم حمله تصريحا بالدخول لمنطقة الصراع  فيصفهم الصحفي بأنكم في منتهى الشجاعة والقوة والإقدام  ومستعدون للمواجهة بأنواع الأسلحةثم يستأذن الصحفي الجندي في أخذ صورة لوضعها على غلاف المجلة
وفي أحد الحوارات مع الصحفي  
يتساءل الصحفي  هلا خففت العذاب عنهم قليلا ؟؟
فيرد الجندي هازئاً أو تعلمنا أنت أيها الصحفي كيف نعامل مثيري الشغب ؟؟
وهكذا على إمتداد المشاهد تتجسد قسوة ونذالة الجنود   التي  يصورها المشهد التالي :
الصحفي متحدثا  لعجوز فلسطيني  : ألا ترغب أيها العجوز في سلام مع إسرائيل ؟؟
العجوز : نعم ... نريد العيش في سلام .. نحن لانريد حتى أن نخدش إسرائليا أو نؤذيه  وبالمثل لانريد أن يتعرضوا لنا بأذى
ويسترسل  العجوز :
لماذا يحارب كل منا الآخر ؟؟
نريد أن نعيش بسلام ولا نمانع أن يعيشوا بسلام
وهذا المقطع يجسد أمنية الفلسطيني وسلميته
وفي ذات المقطع نقرأ :
الصحفي : ألا تستطيع أنت وأمثالك من كبار السن حث الشباب على إيقاف الإنتفاضة حفاظاً على أرواح أبنائكم ؟؟
العجوز : ضاحكاً  لقد قلت لأبني هذا الذي تراه هناك  إذا استمرينا في قذف اليهود بالحجارة  فأنهم سيقضون علينا  ويهدون بيوتنا  فأجاب  : وهل تعتقد أننا سنستعيد وطننا دون تضحيات ؟؟
وهو يعبر عن لغة الصمود والقبول بالتضحيات مقابل إستعادة الوطن المغتصب
وتتصاعد الأحداث  على نحو مثير ووفق حبكة دراميةيجسدها هذا المشهد  : 
الصحفي في حوار مع  الجنودوفي ذات الوقت تتعالى أصوات ابطال الحجارة وهم يقذفون الجنود يستشيط الجندي غضبا ليوجه بقية الجند بإطلاق الرصاص وإخراس أصواتهم ويهدد الصحفي بأن لم يغادر بأنه سيحطم كاميرته
وحين لايغادر يهجم عليه الجند ويجرحونه  ليهرب بإتجاه أبطال الحجارة حيث يستقبلونه ويضمدون جراحه وهذا المشهد يجسد قسوة اليهودي مقابل إنسانيةالفلسطيني والذي ينتفض في وجه اليهود كردة فعل وليس لأنه إرهابي . 
ويأتي مجمل الصراع في( الشيخ والجلاد ) حول محور أساس، هو تشبث الإنسان العربي بحقه في الحياة الكريمة في وطنه وفوق أرضه ، يقابل هذا المطلب المشروع، بتعنت وطغيان من المحتل الغاشم، الذي لا يدخر وسيلة للإضرار والإذلال والنيل من أهل الأرض، بالقتل تارة، وبالاغتصاب والإقصاء والسحق، تارات أخرى، دون رأفة بالنساء والأطفال، أو رحمة بكبار السن
وتصور تلك الحالة مشاهد  قطع المياه عن الأحياء والمنازل التي تسقط فوق الرؤوس  لكن مع هذا  يأتي مشهد إجتماع الكنيست الإسرائيلي ليمنح المشهدية والبناء بعداً آخر  ويمنح الصراع تنامياُ
حيث يجتمع شامير ورابين وفلنر وقائد  الإستخبارات  ليفضح المشهد حالة من الوهن في نفوس الإسرائليين
فأثناء إستعراض التقرير الخاص بالإنتفاضة  يدور هذا الحوار
رابين : ايها السادة الحضور أستلمت اليوم تقريرا غريبا  يقول أن شباب الحجارة يلبسون دروعاً بدائية تحت ثيابهم لمواجهة العيارات المطاطية وقد أكتشفوا المدى الذي تؤثر فيه  ثم وقفوا على بعد آمن منها ؟؟

رابين : (جادا )  ...   نعم   أستخدموا البصل حيث يحمله كل شاب معه .
قائد الإستخبارات : إن لديهم قوة مدهشة على الصمود  فالعقل العربي يواصل الإختراع  لصد خطوات العقاب التي يوجدها العقل اليهودي .
النائب فلنر : ساخرا...... وتظهر حربنا ضد الإنتفاضة كمغامرات توم وجيري  إذ يلعبون دور جيري الذي يهزأ من توم بطيء الحركة وصاحب القوة العظيمة الذي يسقط في ألاعيب جيري
هذا المقطع بكل حمولاته  ومايحمله من إيحاءات   تؤكد أن  آلة القتل والدمار  تصاب بالوهن مقابل الصمود  الغريب لأبطال الإنتفاضة
كما يؤكد مشهد آخر  من الإجتماع إستعراض اللجان الفلسطينية وأدوارها ((اللجنة النسائية – لجنة عيادة الجرحى واللجنة الزراعية ولجان الحراسة  واللجنة الإعلامية )) مايصيب شامير بالحنق  ويجعله ينفجر في وجه رابين ماذا فعلت أنت تجاه هذه اللجان ؟؟؟  ليحتدم بينهما النقاش حين يقول رابين أصدرت قرارا بحظر نشاطها كونها غير مشروعة
فيهزأ به  فلنلر : من السخف الإعتقاد بأنهم عقب إصدار أوامرك سيتوقف نشاطهم  والمؤكد أن القرار سيدفعهم نحو العمل السري  .... الخ الحوار 
فيما يظل الأمل والتجدد ديدن المقاوم  حيث لا تتفتت عزيمته
ففي أحد المشاهد يقول الشيخ  مخاطباً أحد الجنود متحدياً :
هدمتم بيتي .. لكني سأحوله مصنعاً
يرد الجندي هازئاً .. مصنع .. كيف ستبني مصنعاً وأنت لاتجد المنزل ؟؟ فيجيبه الشيخ : كل حجر  من هذه الأنقاض سأعطيه لفدائي يقذفكم به حتى آخر حجر
وفي مشهد آخر :  يضرب قائد الإستخبارات  الشيخ على وجهه بالسوط فيخرج من وجه الشيخ الدم    يمسحه ويقول للقائد : شكرا لأنك  قلدتني وساما رفيعا وحين يستغرب القائد  متسائلاً وساماً رفيعاً  يرد الشيخ : تشج ناصيتي من كلمة فلسطين .... ياله من وسام يضاف لأوسمتي  الكثيرة
ويشق عن صدره صائحاً ((أنظر هذه أوسمتي إنها محفورة في لحمي ))

وعلى هذا النحو من لصراعات والتحدي تسير الأحداث في تصاعد وفي نسق متزن وحيوية عامرة بالصور  المختلفة والتي تجسد وحشية العدو وبسالة العربي

يتخلل تلك الحوارات  إستشهادات  التي  تأتي على لسان  الشيخ  والفدائيين  في مناسبات كثيرة وتكون الإستشهادات مستلة  من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والشعر العربي الفصيح, وعبق التاريخ العربي الإسلامي، وجغرافية الأرض، وتركيبة المجتمع، وذلك لغايتين :

دعم الحق العربي المشروع وتبرير  صراع الشيخ مع جلاده بمنطقية  ثم لإثبات صلابة المرجعية ومتانة  المرتكز الذي يرتهن إليه هذا المنطق  ،

                                       مشهد الختام

يأتي مشهد الختام كاسراً لأفق التوقع ، حيث  يستشهد البطل  حرقاً,, بالقاز ,,! ولكنه يموت مرفوع الرأس ، لأنه يغادر الدنيا بأكبر عدد من الغاصبين ، في انفجار ضخم يعم المكان،

حيث كان الشيخ بساق خشبية  يخبيء داخلها متفجرات ,,!.
* قبل أن يسدل الستار إيذاناً بانتهاء العرض مع  تسليط الضوء على منظر غترة الشيخ، المنصوبة على عكازه في هيئة خارطة فلسطين،

 ويسمع صوت محمد عبدالوهاب في أنشودة فلسطين:


أخي,, إن جرى في ثراها دمي

وأخفضت فوق حصاها اليدا

ففتش على مهجة حرة

أبت أن يمر عليها العدا

وقبل شهيداً على أرضها

دعا باسمها الله واستشهدا

فلسطين,,, يفدي حماك الشباب

وجل الفدائي,, والمفتدى

فلسطين,, تحميك منا الصدور

فإما الحياة,, وإما الردى


متفرقات :

*-المسرحية كتبت في أجواء الإنتفاضة الفلسطينية في أواخر الثمانينات مما يجعل منها مسرحية توثيقية و وثيقة تاريخية مهمة تصور أحداث نلك الحقبة بكل معطياتها

*-قام نادي الباحة  الأدبي بطباعتها  في عام 2014م  وهو توجه محمود يتبعه النادي في خدمة الحركة المسرحية وساهم في إيصالها للمتلقين بعد أن ظلت مخطوطة لفترة طويلة  وأنتجها النادي بمناسبة تكريمه لمؤلفها ضمن  الشخصيات الأدبية المتميزة من منطقة الباحة عام 1433 على هامش ملتقى الرواية العربية ((الذاكرة والتناريخ))

*-هذا العمل يمكن إعتباره  نموذجا للخطاب الثقافي السعودي في تبني ونصرة ومعاضدة القضية الفلسطينية .

*-مؤلف المسرحية رحل عن دنيانا في العام 1411 هـ  وهو صاحب  نتاج  أدبي متعدد في مجالات القصة القصيرة والرواية والأعمال  الدرامية التلفزيونية والأذاعية .

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

شكسبير يتصدر فعاليات الدورة الـ18ـ لأيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


شكسبير يتصدر فعاليات الدورة الـ18ـ لأيام قرطاج المسرحية


    
 تنطلق اليوم من مقر المسرح البلدى بتونس فعاليات حفل افتتاح الدورة الثامنة عشرة من أيام قرطاج المسرحية برئاسة الفنان الأسعد الجاموسى، وتسعى الدورة هذا العام إلى الاحتفاء بشكل خاص بالكاتب الإنجليزى وليم شكسبير بمناسبة الإحتفال الكبير الذى أقيم هذا العام ببلدان العالم بمرور 400 سنة على وفاته، حيث تضمن برنامج المهرجان عددًا من أعمال شكسبير منها عروض «روميو وجوليت» والذى يقدم بأكثر من رؤية مسرحية لأكثر من دولة منها «روميو وجوليت» المكسيك، و«وروميو وجوليت» إنتاج مشترك بلجيكا والبنين، «فينوم هاملت» المكسيك، «شكسبير يحكى وعاقل يسمع» سوريا، كما ينظم المهرجان ندوة علمية كبرى تحت عنوان «شكسبير بلا حدود» والتى تستمر على مدار يومى 22 و23 نوفمبر الجاري، يلتقى فيها عدد من المسرحيين لمناقشة أعمال وليم شكسبير فمن محاور جلسات هذه الندوات «شكسبير فى الجنوب»، «شكسبير فى الثقافة الشعبية..التناص المعاصر»، «جوهرة شكسبير تلمع أكثر»، «أيوجد نص فى هذا الصف؟..ملاحظات نقدية حول تلقى شكسبير فى مصر المعاصرة»، «الملك لير بين المسرح والدراما التليفزيونية فى الألفية الثانية»، «الشرق المميت..كليوباترا بين الشرق والغرب»، «شكسبير وجهة أفريقيا»، «التدريب على نصوص شكسبير فى مرآة التعددية الثقافية»، «شكسبير يخاطب الأفارقة»، «شكسبير والمسرح العربى»، «شكسبير فى المسرح الجزائري»، «المسرح التونسى وشكسبير»، «تقييم للروح البدوية فى مختارات من كتابات وليم شكسبير»، «شكسبير فى قرطاج».
يشارك ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من أيام قرطاج المسرحية عدد لا حصر له من العروض المسرحية بتونس العاصمة ومدينة صفاقس وبعض المناطق الأخرى بتونس التى تبعد عن العاصمة حيث يتم تبادل بعض العروض مع مناطق الشمال والجنوب التونسي، ومن الأعمال المشاركة بهذه الدورة والتى تبدأ عروضها بالعاصمة بمسارح شارع الحبيب بورقيبة من الأعمال التونسية «عنف»، «المجنون»، «أولا تكون»، «ثورة دون كيشوت»، «نافذة على»، «روميو وجوليت»، «سابيانس»، «نهير خريف»، «نساء فى الحب والمقاومة»، «مكمل ناقص»، «جمهو»، «غفلة»، «عروق الرمل»، «ريفيزور»، «أين أنت يا أبى»، «صندوق عجب»، «الغول والسبع صبايا»، ومن الأعمال المشاركة من الدول العربية «ستريب تيز» العراق، «المهاجران» كردستان العراق، «جسد غير قابل للتشريح» السودان، «الرخ» الأردن، «فى مقام الغليان» الكويت، «زى الناس» مصر، «يا سم» مصر، «خريف» المغرب، «العشاء الأخير» المغرب، «ساغ سليم» فلسطين، «طه» فلسطين، «تحولات حالات الأحياء والأشياء»، «عنبرة» لبنان، «النافذة» سوريا، «حلم» سوريا، «شكسبير يحكى وعاقل يسمع» سوريا، كما تشارك إفريقيا مشاركة متميزة ضمن فعاليات المهرجان بعروض «اينيا كلمات رائعة» الطوجو، «ستابات ماتار فيريوزا» الكاميرون، «نسميه الحب» رواندا، «الأعمى الذى يرى كل شيء» البنين، «لا اسم لي» جزر القمر، «قدمى قدمك» الكوت دى فوار، «الشجرة الآلهة» كوت دى فوار، «سانك أو صبر الأموات» بوركينا فاسو، «كوبندي..مياه عكرة» بوركينا فاسو، «حي..لاينام» مالي، من الأعمال الأجنبية «المستقلون يعيدون استنباط شكسبير» فرنسا، «كيول..الريح» فرنسا، «ميديا» فرنسا، «من عيون المسرح الإسباني» إسبانيا، «وحدة دون كيخوته» إسبانيا، «سوزى وفرانك» المكسيك، «جواز سفر» فنزويلا، «الجزيرة السحرية» روسيا، «كم من بحار بيننا.. إنتاج مشترك» سويسرا وتونس، «فى عيون الجنة» بجليكا فلسطين، «فى الانتظار» بلجيكا العراق، «ثورة جسد» بلجيكا العراق، «التخريب للمبتدئين ألمانيا سوريا، «عين على الدنيا» ألمانيا، وهكذا يشارك ضمن فعاليات المهرجان 88 عرضًا مسرحيًا بجانب 1 عروض راقصة.
تحت شعار أيام قرطاج فى كل معتمدية ينظم المهرجان مجموعة من العروض المسرحية موجهة لأطفال المدارس بتونس وتتوزع هذه العروض على مدن مختلفة ومتنوعة منها فابس، القيروان، سوسة، نابل، الكاف، توزر، تطاوين، قفصة، زغوان، بنزرت، صفاقس، المهدية، جندوبة، وتقدم بهذه المدن عروض «الدمية تحتفل»، «الديك والعفريت»، «فرى نمول»، «القناع والحياة»، «مغامرات تالى وبالي»، «أين أنت يا أبي»، «المهرج وصاحب الشرطة»، «قصر الموسيقى»، «صندوق عجب»، «كلون كلوف»، «غضب الألوان»، «بائعة الكبريت»، «الغول والسبع صبايا»، «الساحرة»، «انحب نعيش»، «قرية الأخيار»، «رحلة كيمو»، «تراب الغاب» بجانب عروض الحكواتى «عصفور الجنة»، «حكاية وحكمة»، «سحر الحك»، «حكايات الجدود»، «خرافات تونسية»، «الطفل الملك»، «رحلة أقمار»، «خرافات صغارنا».
للمرة الأولى منذ انطلاق فعاليات المهرجان تقدم هذه الدورة برنامجًا جديدًا تحت عنوان «عين على المسرح» وهو برنامج لعروض خاصة يهدف إلى تمكين المسرحيين بتونس لعرض مشاريعهم وأعمالهم الفنية على اللجنة الدولية وهم مجموعة من المنظمين والمنتجين تمت دعوتهم لحضور فعاليات المهرجان، وسيتم عرض مقتطفات من العروض المسرحية أمام هؤلاء المنظمين الدوليين بحيث لا تتجاوز مدة العرض 20 دقيقة وسيقدم كل فنان مقطعًا حيًا أو شفويًا عن عمله، تقام هذه العروض أيام 19، 20 ، 21.
     يكرم المهرجان هذه الدورة اسم الراحل المنصف السويسى والممثلة الراحلة سعيدة السراى، وأحمد السويسى وأحمد عامر، ومن الجزائر يكرم المهرجان أحمد آدار، من تونس جليلة بكار، ويرى ليكنغ من ساحل العاج، بينو سنفى من البنين، ومن الورش التى ينظمها المهرجان هذا العام ورشة «أكاديمية شكسبير» تمتد هذه الورشة على مدار أسبوع كامل يحاضر فيها أساتذة من تونس وألمانيا وبلجيكا ومصر تتمحور الورشة حول تساؤل «كيف نؤدى نصوص شكسبير اليوم فى ظل سياقات ثقافية ومسرحية مختلفة؟»، وتندرج هذه الورشة تحت نطاق مشروع أوسع للتبادل الدولى يحمل عنوان «آفاق» ويشارك فى هذا البرنامج أربع مؤسسات جامعية: جامعة تونس، جامعة هايلدشايم بألمانيا، جامعة نامور بلجيكا، وجامعة القاهرة مصر، ويلتزم كل من المشاركين بهذا البرنامج بتنظيم ورشة جماعية تستغرق أسبوعًا كى يفيد بها 20 طالبًا من بلده.

------------------------------------------
المصدر : صحيفة  روز اليوسف 

الخميس، 17 نوفمبر 2016

'العرس الوحشي' يفتتح مهرجان الأردن المسرحي الـ23

مجلة الفنون المسرحية

'العرس الوحشي' يفتتح مهرجان الأردن المسرحي الـ23

يبقى المسرح أبا الفنون وأكثرها عمقا واتصالا بجمهوره، الجمهور الذي يمثل ركيزة أولى في الفعل الإبداعي المسرحي، لذا يظل هذا الفن العريق أكثر الفنون تأثيرا لما له من علاقة تفاعلية مباشرة مع متلقيه. ومن البلدان العربية يشهد الأردن اهتماما متزايدا بالفن المسرحي الذي تعددت تظاهراته والمهرجانات الخاصة به، وعيا بأهميته.


افتتحت الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الأردن المسرحي فعالياتها بالعرض المسرحي الأردني “العرس الوحشي” للكاتب العراقي فلاح شاكر وإخراج عبدالكريم الجراح، في المركز الثقافي الملكي بعمّان مساء الاثنين 14 نوفمبر الجاري. وتشارك في المهرجان، الذي يستمر إلى غاية 24 من الشهر نفسه، 14 عرضا مسرحيا من بينها ستة عروض من الأردن هي: “الحب في زمن الحرب” تأليف مفلح العدوان وإخراج مجد القصص، “عطيل يعود” تأليف كازنتزاكي وإخراج حسين نافع، “أنت لست غارا” تأليف عزيز نسين وإخراج أشرف طلفاح، “ظلال أنثى” تأليف هزاع البراري وإخراج إياد شطناوي، “ليلة سقوط طيبة” تأليف وإخراج كفاح حرب، إضافة إلى عرض الافتتاح.

أما العروض العربية فكانت متنوعة الجنسيات منها من تونس مسرحية “أرض الفراشات” للمخرج سامي النصري، و”سيلفون” من العراق للمخرج محمد مؤيد، و”بارانويا” من مصر للمخرج محسن حلمي، أيضا نجد مسرحية “القلعة” من الكويت للمخرج علي الحسيني، و”شيطان البحر” من الإمارات للمخرج أحمد الأنصاري، ومن فلسطين نجد عملا بعنوان “هزبرة” للمخرجة ميرنا سخلة، كذلك تشارك السعودية بعرض “رأسا على عقب” للمخرجة مايسة الصبيحي، ختاما بمسرحية “خيوط من أحلام” من سلطنة عُمان للمخرج وليد البادي.


العرس الوحشي

استوحى فلاح شاكر نص “العرس الوحشي” من رواية بنفس العنوان للفرنسي يان كفلك، تدور أحداثها حول جندي أميركي في إحدى الوحدات التي كانت تخدم في فرنسا. وقبل أن تغادر وحدته عائدة إلى أميركا بيوم بواحد، يغتصب صديقته الصبية مع اثنين من زملائه في الوحدة، ويتركون بذرة ملعونة وملتبسة في أحشائها. تفشل محاولات البنت في التخلص من الجنين، فيأتي المولود، وتعجز الأم، وهي تتأمل صورته، عن معرفة من هو أبوه من بين المغتصبين الثلاثة. وتحاول قتله مرات عديدة لكنها لا تفلح، ثم تلجأ إلى معاملته بقسوة مفرطة ليعيش فصاميا معزولا ومشردا. وتنتهي الرواية بأن يقتل الابن والدته خنقا في البحر كطريقة وحيدة لمعانقتها للمرة الأولى والأخيرة.

وقد حوّل شاكر الأحداث من فضائها الفرنسي إلى فضاء عراقي، خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ليصبح المغتصبون ثلاثة جنود من المارينز، وشحن الفعل الدرامي بقوة سيميائية مرتفعا به من مستواه الفردي إلى مستوى استعاري- جمعي، فالصبية تتحول في نصه من علامة صغرى، أي جريمة اغتصاب ضحيتها فرد واحد، إلى علامة كبرى ترمز إلى استلاب وطن كامل واستباحته. من هنا يأتي رفضها أن تكون أما لمولود (سفاح) هو ثمرة اغتصاب وحشي، إحالة على رفض الاحتلال ونتائجه الكارثية. إنها لا تستطيع أن تحبه لأنه صار آلاما في رحمها تطيل لحظة عذاب ذلك الاغتصاب إلى الأبد. وعندما يولد تعاقبه بتركه وحيدا ست سنين في مخزن الغلال المظلم، محروما من الحب والرعاية والحنان حتى يصل به الحرمان إلى حب البعوض لأن لسعتـه جعلته يشعر بكينونته وإنسانيته. ثم تحاول أن ترميه في الفرن لولا اعتراض أبيها، وأخيرا ترسله إلى مصح عقلي للتخلص منه نهائيا.

من يقرأ النص يتعاطف مع تنكّر الأم لابنها وسلوكها وموقفها العدائي تجاهه، فهو هنا ليس العصفور الذي حملته الشجرة المقطوعة بفأس الحطاب، كما يحاول أن يشبّه نفسه لتليين قلب أمه واستمالتها إليه، بل هو الدمار الذي زرعه المغتصب- المحتل في الوطن، والتركة المشؤومة التي خلفها المارينز وراءهم لأرض كان شعبها يحلم بالحرية والانعتاق.

حاول فلاح شاكر إنتاج خطاب مسرحي مواز للخطاب السردي الذي أنتجه يان كفلك، فرغم علاقة التناص، على مستوى الحدث في إطاره العام، بين المسرحية والرواية، فإن الأولى تنسج عالمها بخيوط درامية تحمل خصوصية تمثل نهج فلاح شاكر في خلق دراما مسرحية ذات نكهة متفردة من حيث بناء الفعل الدرامي المتوتر، والصراع المتأجج بين الرغبات والهواجس والعواطف الإنسانية العميقة المتناقضة حينا، والمتقاربة حينا آخر، فها هنا يتمظهر التوتر بين الأم وابنها حادا، ساخنا، يدفع العاطفة إلى التأجج بالحيرة، والعقل إلى نسيان مغامرة المنطق.

المسرحية لم تمتثل للنص المقتبسة منه بل أسقطته على الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية منذ بدء "الربيع العربي"

المقاربة الإخراجية

مقاربة المخرج عبدالكريم الجراح لهذا النص لم تكن مقاربة امتثالية، بل قامت على رؤية مغايرة عوّمت المرجعية الدلالية له، وحاولت إسقاطه على الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية منذ بدء ما سمي بـ “الربيع العربي”. فالجنود الثلاثة في نص فلاح شاكر أصبحوا في العرض “عساكر ثلاثة” في إشارة إلى القوات العسكرية النظامية التي استخدمتها الأنظمة المستبدة لقمع الثورات والاحتجاجات الشعبية، واغتصاب أحلام المشاركين فيها. كل ذلك على خلفية نشيد “موطني” الشهير الذي استبدل المخرج فيه مفردة “موطني” بمفردتي “تكذبين” و”أكذب”! كما أصبح الفعل الدرامي يدور في طوف، أو عبّارة عائمة على سطح البحر، إشارة إلى أن الأحداث التي تشهدها دول “الربيع العربي” لا تقف على أرض صلبة، بل على سطح رجراج يمكن أن يغرق كل مَن يقف عليه.

وصوّر المخرج كلا الشخصيتين: الأم -التي أدت دورها شفيقة الطل- والابن -الذي أدى دوره زيد خليل مصطفى- بوصفهما ضحيتين لجريمة واحدة. أي أنه خالف نص المؤلف الذي يشير إلى كون الابن (السفاح) جرثومة يمكن القبول بفكرة استئصالها. لكن هذه الإسقاطات بدت، في رأيي، غير مقنعة أنتجتها قراءة أو مقاربة لوت عنق النص الأصلي، وغدرت بنسقه ونواياه الأساسية، وهي اغتصاب المحتل والغازي للعراق، وترك جرثومة في جسمه (عار الاحتلال) تسببت في كل ما آل إليه من خراب.

كما أن إسناد المخرج دور الأم إلى ممثلة تجاوزت الستين من عمرها، والابن إلى ممثل يزيد عمره عن 35 سنة شكل تناقضا صارخا مع طبيعة الشخصيتين اللتين يُفترض أن تكونا أصغر من ذلك بكثير. تنتهي أحداث المسرحية، في نص المؤلف، بانهيار الجزء الذي تقف عليه الأم من العبارة، وسقوطها في النهر مع سماع أصوات رصاص. وحين يحاول الابن الامساك بها لانقاذها يسقط معها في الماء، وهو يردد بأعلى صوته “أماه.. أماه”، ثم يختلط صوته بالنشيد الوطني الأميركي.

وترشح عن هذه النهاية التراجيدية الرمزية مدلولات عديدة تتعلق بموت طرفي المعادلة في عملية الاغتصاب (الاحتلال) بفعل حتمي لا اختياري، وهي من دون شك نهاية تتناغم ونوايا المؤلف النموذجي (الذي نفترض أنه يختلف عن المؤلف الفعلي) بوصفه استراتيجية نصية، في حين ينتهي العرض لدى عبدالكريم الجراح بغرق العبارة، التي يتصارع على سطحها كل من الأم والابن، من خلال توجيه إضاءة زرقاء إلى الجمهور، وهبوط حامل أجهزة المصابيح في سقف المسرح فوق الشخصيتين، إشارة إلى المصير المؤلم الذي انتهيا إليه.

-------------------------------------------------
المصدر : عواد علي - العرب

"أيام قرطاج المسرحية": ما الجديد؟

مجلة الفنون المسرحية

"أيام قرطاج المسرحية": ما الجديد؟

"حروب" المسحوق و"ستربتيز" المتجبر.. في مهرجان قرطاج الدولي!

«كيت» تتقمص شخصية «هيلاري»: بتغنٍ حزايني

مجلة الفنون المسرحية

«كيت» تتقمص شخصية «هيلاري»: بتغنٍ حزايني

استمراراً لتناول نتائج الانتخابات الأمريكية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة. 
واصلت الممثلة الكوميدية كيت ميكنون تقمص شخصية هيلاري كلينتون الخاسرة في سباق الرئاسة، وقدمت حلقة أمس الأول من البرنامج الكوميدي الشهير «ستارداي نايت لايف»، وظهرت «كيت» وهي تعزف على البيانو أغاني حزينة، فيما تغيب الممثل الأمريكي آليك بالدوين لأول مرة عن الظهور في البرنامج، الذي كان يجسد شخصية «ترامب» على مدى الحلقات السابقة قبل فوزه بالرئاسة.
وارتدت «كيت» بدلة فاتحة اللون، بستايل «هيلاري» وسط أجواء حزينة وبعيدة عن الكوميديا، لأول مرة نظرا لما شهدته ولاية كاليفورنيا من مظاهرات احتجاجية ضد ترامب منذ إعلان فوزه، خاصة أن مدينة أوكلاند التي يبث منها البرنامج تشهد أكبر تجمع للفنانين في هوليوود، الذين أبدى عدد كبير منهم رفضهم لـ«ترامب» على مدى الأيام الماضية.

ورشة تكوينية في الكتابة الدرامية

مجلة الفنون المسرحية

 ورشة تكوينية في الكتابة الدرامية 
  
في إطار الاهتمام الذي يوليه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لتأهيل الموارد البشرية المشتغلة في مختلف مجالات الثقافة الأمازيغية، ينظم المعهد بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمكناس وجمعية الشامات للمسرح ورشة تكوينية في الكتابة الدرامية لفائدة المؤلفين المسرحيين الأمازيغيين، وذلك من 21 إلى 26 نونبر 2016، بمقر مسرح "محمد المنوني" بمدينة مكناس.
كما ستتخلل هذه الورشة أنشطة موازية من جلسات نقدية وعروض مسرحية.

«الأم شجاعة» ... أعيدت كتابتها لتلائم آراء رغدة

مجلة الفنون المسرحية


«الأم شجاعة» ... أعيدت كتابتها لتلائم آراء رغدة

في «الأم شجاعة»، أو «الأم كوراج»، النص الأشهر للألماني برتولت بريخت، تستقل البطلة عربتها ومعها أولادها الثلاثة متنقلة بين معسكرات الجنود تبيع لهم وتشتري منهم. في «الأم شجاعة» العرض الذي يقدمه البيت الفني للمسرح المصري، تستقل الممثلة رغدة، ليس العربة فحسب، بل العرض نفسه بما فيه ومن فيه، لتعكس وجهة نظرها في الصراع الدائر الآن على الأراضي السورية، مكتفية بسطح الأشياء من دون الولوج – متعمدة – إلى الجوهر أو أصل الصراع وسببه. رغدة ليست كاتبة نص العرض، ولا بريخت نفسه، كاتبه هو المخرج محمد عمر الذي قام، في ما يبدو، بتفصيله ليناسب مقاس البطلة وموقفها من النظام السوري الذي هي حرة فيه بالتأكيد. لكن هذه الحرية عليها أن تتعطل على الخشبة مفسحة المجال للموضوعية، خصوصاً أن العرض يتماس مع مشهد دائر أمامنا الآن ونعرف تفاصيله ولن ترضينا أو تقنعنا فكرة الانتقاء التي تمَّ اللجوء إليها، بخاصة أنها غيَّبت العنصر الأساسي في الصراع أو الصانع الرئيسي له.
ثمة مصطلح يتداوله المخرجون في مصر وهو «مسرح النجم»، المقصود به ذلك المسرح الذي يتخلي فيه المخرج، تقريباً، عن عجلة القيادة تاركاً أمرها للنجم يوجهها كيفما شاء، يتدخل في كتابة النص ومساحة الأدوار وربما في الأزياء والديكور والإضاءة، ويكون كريماً لو لم يحدد نوعية الجمهور الذي يجب أن يشاهد عرضه. فيما يكتفي المخرج بالفرجة وتدوين اسمه على الأفيش كصانع للعرض. بريخت الذي اكتوى بنيران النازية وفرَّ من بلاده إلى سويسرا، مع غيره من كتاب ومثقفي ألمانيا، كتب هذا النص في العام 1939، وكعادة مسرحه الملحمي ابتعد عن لحظته الآنية وتناول أحداثه خلال فترة الحروب الدينية في أوروبا والصراع بين البروتستانت والكاثوليك في الفترة من 1624 إلى 1663، مصوراً بشاعات الحرب ومآسيها من خلال تلك الأم التي تعتبر الحرب تجارتها الرائجة وتتجول بعربتها بين معسكرات الجنود تبيع لهم وتشتري منهم، وتفقد أبناءها الثلاثة واحداً إثر الآخر من دون أن يرف لها جفن. شخصيات النص كلها غير سوية ولا تدعو إلى التعاطف معها، لذلك فقد اعتمد منهج بريخت على عدم اندماج الممثلين في شخصياتهم ليجعل المشاهد يركز أكثر في القضية المطروحة أمامه، حتى إنه عندما عاد إلى ألمانيا قدَّم العرض وأسند بطولته لزوجته، وحينما لاحظ تعاطف الجمهور معها قام بتعديل النص ليحقق غايته التي سعى إليها.

إبعاد الديكتاتور
في العرض المصري تدخَّل المخرج في النص، ليس على خطى بريخت وإنما وفق رغبة بطلته ليصور الصراع الدائر في سورية الآن باعتباره فقط صراعاً بين المذاهب الدينية تغذيه الولايات المتحدة من دون أن يتعرض أبداً لجذور المأساة وصانعها، وهو الحكم الديكتاتوري، وليقدم إجابات، على عكس غاية الفن الذي يسعى إلى طرح الأسئلة. فأنت تخرج من العرض من دون سؤال وقد قدم لك المخرج إجابات تبدو شبه يقينية لتذهب إلى بيتك وتنام آمناً مطمئناً وقد أُعفيتَ شرَّ التفكير والتساؤل.

ملامح باهتة
احتفظ المخرج بملامح باهتة من بريخت، فلا ديكور تقريباً، والملابس أقرب إلى الأسمال، والإضاءة أقرب إلى الإنارة، وأداء بعض الممثلين خارجي من دون تعمق في الشخصية، باستثناء البطلة التي، كما ضربت غايةَ النص في مقتل، ضربت أيضاً منهج كاتبه الأصلي باستغراقها في الشخصية إلى حد التوحد.
منذ البداية يسلم لك العرض نفسه، لا يمنحك فرصة إعمال الخيال، فرغدة في ملابسها تحيلك فوراً إلى أميركا، لا شيء على المسرح يتم جلبه مجاناً، الملابس والموسيقى والإضاءة والحركة والإكسسوار، وبالتالي فكل ما ترتديه البطلة يدخل ضمن الوسائل التي تعينك على فهم العرض وطبيعة الشخصية. ففضلاً عن القبعة وملابس الكاوبوي كان ثمة استيريتش شفاف على ساقي رغدة يظهرهما كما لو كانا موشومين لتتأكد أن التي أمامك هي أميركا بشحمها ولحمها ووشمها. انتهى الأمر إذاً منذ البداية وتلقيتَ الرسالة مبكراً، ومفادها أن من يغذي الصراع في المنطقة هي تلك السيدة «أميركا» التي يمسها الحزن كلما لاحت بوادر سلام، فالحرب، بالنسبة إليها تعني التجارة والمكسب الوفير. نعم أميركا تلعب هذا الدور ولكن ماذا عن الآخرين الذين أتاحوا لها تلك المساحة، أعني الحكام قاهري شعوبهم. لماذا تم تغييبهم وكأنهم ملائكة أطهار، أو كأنهم خارج المشهد تماماً في حين أنهم صناعه ومحركوه؟
لم يكن ممكناً أن ينفي المخرج نص بريخت تماماً، فما يدور أمامنا على الخشبة هو صراع مذهبي بين طوائف عدة من دون تحديد مكان أو زمان أو حتى دين بعينه، لكن ثمة شاشة سينما احتلت البانوراما الخلفية تعرض صوراً للقتال الدائر في سورية والدمار الذي باتت عليه، ليجبرك المخرج على تضييق مساحة التأمل وتتعامل وكأنك في سورية الآن وليس في مكان وزمان مجردين.
وحتى هذه لا بأس بها ولكن أين عناصر الصراع جميعاً وكيف نتجاهل طرفاً أساسياً لمجرد أن جلبه ربما لا يحقق غرض البطلة من العرض أصلاً. أراد محمد عمر أن يستغل شاشة السينما ليخرج الممثلون منها إلى الخشبة لكن الحرفة، أو ربما الإمكانات لم تسعفه في التنفيذ في شكل جيد. كما أراد أن يضفي مسحة كوميدية على العرض الذي لا يحتمل الكوميديا، فأطلق على أبناء البطلة أسماءً ظنَّ أنها تناسب أجواء العرض مثل «دانة»، و«دِبشِك»، و «دُشمة»، وصور رجل الدين أو «المذهبجي» في صورة الأفاق الذي يغير مذهبه وفق طبيعة مذهب المنتصر. وربما تكون تلك الشخصية التي أداها علاء قوقة هي أبرز وأنجح ما في العرض نظراً الى خبرة هذا الممثل ودراسته الأكاديمية التي جعلته على بينة من منهج بريخت فجاء أداؤه متسقاً تماماً مع طبيعة تجار الدين، وطبيعة النص البريختي. النص الأصلي طويل كما هو معروف، وأحياناً تستغرق عروضه ست ساعات كاملة، لكن العرض المصري، رغم أنه لم يستغرق سوى ساعتين ونصف الساعة، بدا طويلاً جداً. ربما انتاب المشاهد هذا الشعور لأنه فكَّ شيفرة العرض مبكراً ومنذ المشاهد الأولى، وربما كذلك أدرك المشاهد أن العرض يسعى إلى تضليله، فكفَّ هو الآخر، ومبكراً جداً، عن التلقي الحسن.

-----------------------------------------------
المصدر : يسري حسان - الحياة 

عرض مسرحية “كافيه سكن الليل” لفرقة حكايا

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحية “كافيه سكن الليل” لفرقة حكايا 

قدمت فرقة “حكايا” من محافظة السويداء اليوم عرضها المسرحي “كافيه سكن الليل” في اليوم الخامس من فعاليات مهرجان نقابة الفنانين الرابع باللاذقية على مسرح دار الأسد للثقافة.

واعتمد العمل الذي اخرجته ليال الهادي على نص “الوردة والتاج” لجون بريسلي الذي يتناول المجتمعات الانسانية في ظل الحرب وما تخلفه من مآس إنسانية متشابهة في كل بقاع الأرض.

ويحكي العمل عن مجموعة أشخاص مجتمعين في “كافيه” تختلف ظروف حياتهم وأعمارهم وتطلعاتهم إلى الحياة ويشكون جميعهم من هموم الحياة حيث أثرت الحرب في بعض أفكارهم إلا أنهم جميعاً وحتى العجائز منهم يرفضون الموت.

وأوضحت مخرجة العمل ليال الهادي في تصريح لسانا : أن العمل يمثل دعوة للحياة والحب ويرسم صورة لمرحلة ما بعد انتهاء والاعمار حيث لكل مسؤولياته معتبرة أن “الذين لا يجرؤون على العيش لا يحبون الحياة لأنهم لا يعرفون الافادة منها.. لكنهم في الوقت نفسه لا يرغبون بالموت فذلك يسبب لهم خوفاً أكبر”.

بدوره يقول المشرف على الفرقة رفعت الهادي في تصريح مماثل: نحاول دائماً أن نصنع شيئاً جديداً بموقفنا ونعيد انتاج الافكار لخدمة إنسانية الإنسان وهذا الموقف نعبر عنه بقوة من خلال اللغة الفنية لعلنا نستطيع أن نصنع من الألم حياة لافتاً إلى مهرجان نقابة الفنانين يمثل “عافية لسورية جديدة ومتجددة.. لأننا أصحاب فكر وكلمة وموقف ونكرسها من خلال الفن والمسرح”.

وأشار الممثل طلال شديد الذي لعب دور “هاني التاجر المتطلع إلى الحياة” إلى أن المسرحية تضعنا أمام مسؤولياتنا وتدعونا لحب الحياة والتخفيف من التشاؤم وهو أمر يعي ضرورته جميع السوريين في ظل الحرب المفروضة ضدهم مبيناً أن المهرجان يسهم في صقل تجربتنا كممثلين هواة وخاصة أنه يسمح لنا أن “نقف على مسرح دار الأسد بمهرجان نقابة الفنانين وما يضمه من خبرات مسرحية وإخراجية”.

وأكدت لجين الهادي أن حب المسرح يدفعنا للعمل والمشاركة في المهرجانات رغم كل الظروف المحيطة بنا وخاصة أن مسرحية “كافيه سكن الليل” تدعو إلى حب الحياة والتفاؤل.

وفي السياق نفسه رأى المدير التنفيذي للمهرجان ومدير المسرح الجامعي هاشم غزال: أن العرض يمثل تجربة شبابية تحتاج إلى “نضوج أكثر” بينما كان الديكور جامداً إلى حد ما.. لكنه يعطي صورة عن جمود أرواح شخصيات العرض معتبراً أنه “يمكن الوقوف أمامه باحترام لجدية العمل والطرح”.

يشار إلى أن فرقة حكايا قدمت أول عرض مسرحي لها في عام 1986 ونظمت مؤخراً مهرجان مسرحي بعنوان “الحراك المسرحي الشبابي الثالث” وقدمت فيه عشرة أعمال مسرحية لثمانية مخرجين من الفرقة بينما أدى عرض اليوم كل من حسن رسلان ولجين الهادي وهادي أبو غازي وسارة صعب وطلال أبو شديد وعمران الخطيب وليال الهادي.

------------------------------------------------------
المصدر : سانا

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

“وجوه” للمسرح الجامعي على خشبة دار الأسد للثقافة

مجلة الفنون المسرحية

“وجوه” للمسرح الجامعي على خشبة دار الأسد للثقافة

في اليوم الثالث لمهرجان نقابة الفنانين الرابع باللاذقية قدمت فرقة المسرح الجامعي لجامعة تشرين عرضها “وجوه” على خشبة مسرح دار الأسد للثقافة يعكس حالة المرأة في زمن اللا حب والاهتمام بالماديات.

العمل المقتبس من نص ” نساء لهن ماض” للكاتب ديمترديموف الحائز على الجائزة الاولى لمهرجان المسرح الجامعي في العام 2015 والذي يعكس معاناة المرأة والظروف الاجتماعية التي تمنعها من تحقيق طموحاتها وذلك بعد محاولة فريق العمل المسرحي تقريب النص الاساسي إلى بيئة المجتمع السوري وطريقة حياته لجعله مقبولا ومستساغا للجمهور.

مجموعة من الصور والاحاسيس نقلها على خشبة المسرح كل من حسن يوسف وخليل دالي ووفاء غزال ورونق قدار ونغم غزال ولارا امون وريهام التزه وتخللها رقصات واغان تتناسب مع الوجوه التي قدمها النص.

ولفتت المشرفة على اخراج المسرحية رغداء جديد في تصريح لـ”سانا” إلى أن دورها اقتضى تطوير النظرة الاخراجية باعتبار المخرجين من الطاقات الشابة وليس لديهم الخبرة الكافية لتطوير العرض حيث تم التركيز على الممثل وادائه واحاسيسه على المسرح.

وأشارت جديد إلى أن العمل ينقل وجع المرأة بكل مراحل حياتها وظروفها الاجتماعية وفقدانها الحب والاحترام موضحة أن عودة مهرجان نقابة الفنانين للحياة يتطلب من المعنين العودة بقوة الأمر الذي دفعنا لاختيار هذا العرض الفائز بجائزة افضل عرض خلال مهرجان المسرح الجامعي العام الماضي.

بدورها اعتبرت الممثلة لارا أمون “التي أدت دور الحماة النكدية” أن المشاركة في المهرجان تجربة مهمة على الصعيد الشخصي وجديرة بالاهتمام لما تتيحه من فرصة للارتقاء بأدائنا وصقل الموهبة التي نحاول تنميتها عبر المسرح الجامعي إلى جانب الاستمتاع بالعمل أمام جمهور كبير كجمهور مهرجان نقابة الفنانين.

ورأت الممثلة وفاء غزال صاحبة دور الخادمة التي منعتها ظروفها وحالتها الاجتماعية من تحقيق طموحا لتكون مطربة أن المهرجان يمثل مرحلة متطورة من العمل في المسرح الجامعي وفرصة لان نكون على خشبة مسرح واحد إلى جانب فنانين محترفين لافتة إلى أن العرض نقل الام المرأة باجواء كوميدية وانسانية وغاص بالمشاعر التي تكتنفها كل سيدة في المجتمع.

في السياق نفسه أكد رئيس فرع نقابة الفنانين في اللاذقية مدير المهرجان حسين عباس ان المهرجان ذو طابع ثقافي يهدف إلى النهوض بالطاقات الشابة والاطلاع على تجارب المدارس المختلفة حيث يختلف عرض اليوم “وجوه”تماما من حيث الهدف والتوجه عن عرض الامس “اوركسترا الوجع”.

ولفت”عباس” إلى أن الاخراج الجماعي تجربة قديمة تعود إلى أكثر من “30” عاما في المسرح الجامعي نعمل اليوم على تجديدها وخاصة في اطار المسرح الجامعي الذي يتميز بغزارة الانتاج مبينا ان العمل المسرحي يرتكز في جوهره على العمل الجماعي حتى لو كان من اداء واخراج محترفين.

بدوره اعتبر مدير المسرح الجامعي والمدير التنفيذي لمهرجان نقابة الفنانين الرابع هاشم غزال ان العرض كان مرضيا والشباب المشاركون فيه يبشرون بافق واسع في هذا المجال لافتا إلى أن فريق العمل قدم عملا متكاملا من حيث الموسيقا والسينوغراف والاخراج.

حضر عرض اليوم نقيب الفنانين زهير رمضان ورئيس اتحاد الفنانين العرب مسعد فودة ورئيس اتحاد السينمائيين اللبنانيين صبحي سيف الدين وعدد من اعضاء مجلس نقابة الفنانين ومدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم.

ويستمر المهرجان حتى الـ”18 “من الشهر الحالي وتشهد خشبة المسرح مساء الغد عرضا لفرقة نقابة الفنانين بحماة بعنوان “جيل رابع” نص علي الزيدي واخراج نبيل جاكيش.

------------------------------------------------
المصدر : سانا

العدد الثالث من مجلة دراسات الفرجة يتناول ملف : "الممثل بوصفه معرفة وقوة في المسرح المعاصر"

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

(مكاشفات) تتوهج متألقة بإبداعات فريقها على خشبة المسرح الوطني

مجلة الفنون المسرحية

(مكاشفات) تتوهج متألقة بإبداعات فريقها على خشبة المسرح الوطني

عبد العليم البناء 

برعاية وزارة الثقافة الجزائرية وعلى رأسها السيد عزالدين ميهوبي والديوان الوطني للثقافة والإعلام الجزائري وعلى رأسه الاخضر بن تركي وبالتعاون مع سفارة جمهورية العراق وعلى رأسها سعادة السفير الدكتور عبد الرحمن حامد الحسيني شهد المسرح الوطني (محيي الدين بشطارزي) أشهر مسارح العاصمة الجزائرية وبحضور ثمانية من سفراء الدول العربية :مصر والاردن وليبيا والسودان والامارات وموريتانيا ولبنان إضافة الى السفير الايراني العرض الخاص لمسرحية (مكاشفات) وذلك في تمام الساعة السابعة من مساء الاحد الماضي، حيث كان هذا العرض ليلة عراقية بامتياز وبكل المقاييس والمواصفات الابداعية والوطنية التي جسدها فريق مسرحية (مكاشفات) التي تم اختيارها بشكل استثنائي من بين سبعة وعشرين عرضا من ستة عشر بلدا إضافة الى البلد المضيف الجزائر شاركت في مهرجان بجاية الدولي الثامن للمسرح الذي اقيم بين الثلاثين من الشهر الماضي والرابع من الشهر الحالي في مدينة بجاية عاصمة الولاية الجزائرية الواقعة على ساحل البحر الابيض المتوسط وتعد من أكبر وأجمل مدن الجزائر الشقيقة ولهذا أطلق عليها لقب (لؤلؤة البحر) حيث كانت مسك ختام هذا المهرجان الذي شهد مشاركة مهمة لفرق مسرحية من بلدان عربية واجنبية في مقدمتها فرنسا التي كانت ضيف الشرف وقدمت ما لايقل عن خمسة عروض مهمة كان أحدها العرض المميز الذي قدم في حفل الافتتاح فضلا عن مشاركة متميزة لجمهورية مصر العربية التي قدمت المسرحية المميزة شكلا ومضمونا (الخلطة السحرية للسعادة) لفرقة مسرح الهناجر ومن تأليف وإخراج الفنان شادي الدالي وتمثيل مجموعة من نجوم المسرح المصري وتركيا التي قدمت عروضا تعبيرية مهمة في حفل الختام ايضا دون أن ننسى العروض التونسية والاردنية والقطرية والروسية والايطالية والسويسرية وغيرها فضلا عن العروض الجزائرية .وتوهج فريق (مكاشفات) بإبداعاته متألقا تأليفا وإخراجا وتمثيلا وتقنيات ليقدم عرضا مبهرا ومدهشا يرتقي بالخطاب المسرحي العراقي الى أقصى مدياته وبما ينسجم مع تأريخه الناصع ولتضاف الى سفره الاصيل هذه الرائعة المسرحية المميزة لمسرح غانم حميد خاصة وللمسرح العراقي عامة وقد برز ذلك جليا في سيناريو العرض والاخراج الذي صاغه المخرج المثير للجدل غانم حميد وحمل لواءه باقتدار وباحترافية عالية خرجت عن الحدود النمطية والتقليدية في الاداء الفنانان القديران الدكتورة شذى سالم بدور عائشة بنت طلحة وعزيز خيون بدور الحجاج بن يوسف الثقفي وبمعيتهما الفنان المثابر فاضل عباس خادم العرض حيث تناغموا جميعا بجهود استثنائية ومتواصلة مع باقي فريق (مكاشفات) الذين بذلوا مجهودات كبيرة ومتنوعة من اجل تقديم عرض مكتمل شكلا ومضمونا ليعكس مكانة ورسالة المسرح العراقي .

-------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption