أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

ألان بليسون قرأ "رسائل حب" فتحرّكت حميّة ابن الخامسة والثمانين على "مسرح مونتان" سيتساقى الحبيبان ما منعتهما الحياة من ارتشافه

مدونة مجلة الفنون المسرحية

هو المسرح الذي دمغه ألان بليسون منذ قرابة نصف قرن بحسه المرهف للكلمة التي تصنع من الحوار ناساً، نادراً ما نصادفهم في واقعنا اليومي. إبن الخامسة والثمانين لم يتعب، ولم يملّ من البحث عن تلك النوادر التي تضع في تذكرة الدخول إلى مسرحه القيمة الأدبية والمتعة.


أكثر من ستين عملاً مسرحيا تشهد لسيرة رجل جعل من عشقه للمسرح حالة من العطف بين الممثل والجمهور. فما من مسرحية اقدم عليها، اقتباساً وإخراجاً، إلاّ وكنا نتلهّف إليها، متشوّقين لمسرح فرنكوفوني، هو الوحيد الساهر على ديمومته، يراجع قروناً من المسرح وكتّابه، ويستعير من الدراما والكوميديا الغربية ما تتعطش إليه ثقافتنا الشرقية من ثقافات مما وراء بحرنا المتوسط.
عمله الأخير "رسائل حب" للدراماتورجي الأميركي أ. ر. غورني، كما نقلتها إلى الفرنسية أليكسيا بيريموني، سيكون تحت أضواء "مسرح مونتان"، مع ممثلين، ليلى نحّاس وميشال موبير، بعد "الباب المقفل" لجان بول سارتر و"فولبوني أو الثعلب" لبن جونسون و"منطق الطير" لفريد الدين العطار و"المريض بالوهم" لموليير و"عشر عبيد زغار" لأغاتا كريستي و"حكاية غشاش" لساشا غيتري و"مهاجر بريسبان" لجورج شحادة و"القبّرة" لجان أنوي، وغيرها من الفرائد المسرحية مع ممثلين لبنانيين احترفوا المسرح من ولعهم به.
"في بالي دوما أن اقدّم على الخشبة مواضيع حميمة يتقبلّها جمهور المسرح برحابة صدر ومتعة وتلقى النجاح الكبير ذاته الذي شهدته مسرحية "الباب المقفل". "رسائل حب" مسرحية قديمة كتبها الدراماتورجي الأميركي أب. غورني في الثمانينات ولم يشح وهجها حتى اليوم، ستضاء لها الإنارة، في آن واحد، على "مسرح مونتان"، وعلى "مسرح برودواي" في نيويورك، مع هذا الفرق في سعر البطاقة حيث تباع هناك بمئة دولار بينما هنا في بيروت بعشرين دولاراً.
"رسائل حب سافرت مع الزمن، والعام الماضي شاهدها ذوّاقة المسرح في باريس بأداء الثنائي الباهر أنوك إيميه وجيرار دوبارديو. هذه الرسائل حياة بكاملها بين حبيبين فرّقت بينهما الحياة منذ الصغر وبقيا من حيث وجودهما يتراسلان، دونما اقطاع، ويواصلان قصة حبهما بالكلمات المكتوبة، والعمر ماضٍ لا يجفّ حبره، لتبقى القصة تروى من هنا وهناك بحذافير مشاعر الحب ولوعة الفراق".
¶ هل عثرت للخشبة على هذين العصفورين اللذين سيغردان كلمات حب مكتوبة بأجمل كلمات الحب؟
- ميشال موبار الموجود حاليا في باريس، هو في سن التقاعد، السن المتناسبة مع كاتب الرسائل، أحب المشاركة في هذا العمل وهو في خلوته الباريسية يدرس نصّه ويتآلف مع هذا العاشق الدائم الذي سيكون على مساحة واحدة عند العرض مع ليلى نحاس. النص مغرٍ، أكان بقلم امرأة أم بقلم رجل. فالرسالة تختصر بكلمة: الكتابة فن.
¶ كيف تكيّفت مع النص، وهل غيّرت في إخراجه شيئاً؟
- المؤلّف فرض على كل من يريد اقتباس هذا العمل أن يأتي الإخراج مبسّطاً، حميماً، وأن تكون القراءة غير سردية، بل نابعة من المشاعر. الإضاءة هي عنصر أساسي في إخراج الرسالة من ظرفها وإعطائها المدى الشاعري، المؤثر.
¶ كيف تصف هذا النوع من المسرح؟
- إنه أسلوب أدبي مسرحي فريد من نوعه لأنه قائم على تمارين نطقية أكثر منها جسدية، ما دام الممثلان جالسين في حزمة الضوء يقرأان. الممثل يعبّر بصوته لا بالحركة. الجسدان يفرزان مشاعر جوّانية، قوية من دون حركة. النص جميل ومؤثر.
¶ هل ثمة رسالة نستمدها من حب لا يزال حياً على رغم المسافات الزمنية والجغرافية بين الحبيبين؟
- أحبا أحدهما الآخر منذ الصغر والحب كبر معهما إلى أن فرّقت الحياة بينهما ولم تقتل الحب الذي عاكسته ظروف قسرية. واظبا على إشعاله بالرسائل، وأيضا بالبوح الآتي بين الأسطر يروي الخيبات والمشاعر الإنسانية.
¶ كأن الحب لا يرقى إلى العلى بسوى الكتابة؟
- لنقل إن هذه هي حقيقة الحياة.

مي منسي 
النهار

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption