أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 12 أبريل 2016

مسرح في برلين يعرض مسرحيات ملتصقة بواقع ممثليها المهاجرين

مجلة الفنون المسرحية

تحول مسرح مكسيم غوركي في برلين الى منبر للالمان من اصول اجنبية، مع نشاطات تعنى بشكل اساسي بمشاكل اندماج المهاجرين في مجتمعهم الجديد، ولاسيما مع وصول سيدة من اصول تركية الى سدة ادارته. وتدعى المديرة الجديدة للمسرح شيرمين لانغهوف، وهي ولدت وعاشت في تركيا حتى سن التاسعة، ثم انتقلت بعد ذلك للعيش مع والدتها في مدينة نورمبرغ في جنوب المانيا. وفي سبتمبر الماضي عينت شيرمين مديرة لمسرح ماكسيم غوركي الواقع في جادة اونتر دين ليندن في وسط العاصمة. وسبق ان خاضت شيرمين المجال الفني من ابوابه الواسعة، فهي عملت مع المخرج الالماني-التركي فاتح اكين الذي اشتهر تحديدا بافلام مثل “هيد اون” و”سول كيتشن”. وهي ليست المرة الاولى التي تدير فيها مسرحا المانيا، فهي سبق ان شغلت منصب مديرة مسرح كروزبرغ في احد احياء برلين الذي يسميه الالمان “اسطنبول الصغرى” بسبب كثافة المهاجرين من اصول تركية فيه. ويعول على شيرمين ان تضخ الحياة في هذا المسرح التاريخي في برلين، والذي كان من المسارح الكبرى في
المانيا الشرقية، قبل سقوط جدار برلين. وتقول شيرمين لوكالة فرانس برس “المسرح الالماني يتغير، وينبغي عليه ان يتغير، لان المانيا نفسها تتغير”. وتضيف “غني عن القول ان المهاجرين هم جزء من هذا التغيير، سواء وصلوا الى المانيا قبل ستين عاما او قبل ست دقائق”. ويرى ماتياس وارشتات المتخصص في المسرح في جامعة برلين ان “الفضل يعود الى شيرمين لانغهوف في احتلال +مسرح ما بعد موجات الهجرة+ مكانة في المانيا”. ويقول “فهذا النوع من العمل المسرحي كان حتي وقت قريب متأخرا مقارنة بما كان يجري في بريطانيا حيث جماعات السكان من اصول اجنبية اكبر بكثير”. وعلى غرار مسارح كثيرة في المانيا، فان في مسرح مكسيم غوركي مخرجين وممثلين موظفين فيه بشكل دائم، لكنه يختلف عنها بان 12 ممثلا من اصل الممثلين السبعة عشر العاملين فيه هم من المهاجرين، من الجيل الاول او الثاني. وتقول شيرمين “نحن نختار الممثلين ليس فقط بحسب كفاءتهم التمثيلية للاعمال الكلاسيكية، بل ايضا بحسب الاضافة التي يمكن ان يقدموها في العمل من خلال تجاربهم الشخصية”. ومن بين الاعمال المقدمة على خشبة مسرح مكسيم غوركي مسرحية “دم مجنون” المستوحاة من فيلم بعنوان “لا جورنيه دو لا جوب” للمخرج الفرنسي جان بول ليلينفيلد، وهو يروي قصة معلمة في مدرسة في منطقة مضطربة تأخذ عددا من التلاميذ رهائن بعد عثورها على مسدس في حقيبة تلميذ. ويقول الممثل من اصل تركي تامر ارسلان “أؤدي دورا لا يختلف في الحقيقة عما عشته في المدرسة”. ويضيف هذا الممثل الشاب المولود في العام 1986 “لقد عشت كافة الاحداث التي نمثلها باستثناء السلاح، فقد كنا مشاغبين مع اساتذتنا”. ويؤدي ارسلان، الذي تعرف على المسرح من خلال برنامج اجتماعي للصغار الذين يواجهون صعوبات، دورا في مسرحية اخرى مستوحاة من فيلم “كل الآخرين اسمهم علي” للالماني راينير فيرنر فاسبايندر الصادر في العام 1974، وهو يروي صعوبات تواجه شابا مهاجرا من المغرب في علاقته مع ارملة المانية. ويقول ينز هيلجي نائب مديرة مسرح غوركي “ما يهمنا هو ان يكون الممثل مؤلفا ايضا، يضع في العمل قصته الخاصة، ولذا نحن نختار ممثلين بعناية من بين عائلات المهاجرين، وايضا من بين المختلفين، كالمعوقين والمثليين”. ومن الاعمال التي يستضيفها المسرح “كومون غراوند” التي تروي القصص الحقيقية التي جرت مع ممثليها المهاجرين من يوغسلافيا السابقة ابان حرب البلقان بين العامين 1991 و2001. ومن بين الممثلين شابة قتل والدها في معسكر كان يقوده والد الممثلة الاخرى، وهما تؤديان الدورين معكوسين في المسرحية. وتساهم هذه الاعمال الملتصقة بواقع المهاجرين وحكاياتهم بجذب جمهور واسع الى مسرح مكسيم غوركي الذي يسجل المسؤولون فيه اقبالا متزايدا. 

--------------------------------------

المصدر : ا ف ب


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption