مسرحية “صاحبك”: قسوة العالم لا تستحق إلا العزلة
المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح
من تأليف أحمد الماجد وإخراج حسن رجب عرضت مساء أمس الأول في معهد الفنون في الشارقة ضمن فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان أيام الشارقة مسرحية "صاحبك" وهي عرض خارج المسابقة الرسمية ومن بطولة كل من: يوسف الكعبي وسالم راشد، وانتجته جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، قام بتنفيذ ديكور العرض محمد الغص ونفذ الإضاءة إبراهيم حيدر وساعد في الإخراج عارف سلطان .
ينتمي العرض من حيث النص لمسرح العبث وهو الذي انعكس على الفضاء السينوغرافي الذي حرص رجب على تأثيثه بكل ما يدل على هذه الفكرة حيث غرفة صغيرة بسريرين واكسسوارات ذات دلالة .
تفتح ستارة الخشبة على غرفة ينام على أحد أسرتها بطل العرض الطالب ويقوم بأداء دوره يوسف الكعبي، ويبدو في حالة مزرية رث الثياب، يتضح أنه آثر المكوث في الغرفة، في ليلة مشوبة بالمطر والزمهرير، مستأنساً إياها هادئاً ومطمئناً، فيما خارج عتبات الغرفة يمثل خطراً بالنسبة إليه، يهدد استقراره في دلالة واضحة على القسوة والعزلة والألم .
يدلف إلى الغرفة طالب ثان يجسد دوره سالم راشد الذي ينقل إليه أمراً من إدارة الجامعة يطالبه بمغادرة الغرفة .
تدور على لسان شخصية العرض الأساسية مجموعة من العبارات التي تعبر عن حجم الأزمة التي يعيشها، ومن ذلك: "تآلفت مع الأشباح المسالمة"، "أنظر إلى ذلك العنكبوت الشبح"، "أشباح في قمة الإنسانية"، "في الخارج خنازير متوحشة تعبث بالبشر"، "الإنسان سجين حتى قبل أن يولد"، و"هل أنا حي كي أموت؟"، "والموتى أحياء بأرواحهم" .
لم ينجح البطل الثاني في إخراج الطالب المعتزل من غرفته، وفيما يشتبك الاثنان مع إصرار كل منهما على موقفه . . الطالب الأول في تشبثه بغرفته . . والثاني في إصراره على دفعه خارج الغرفة، يأتي المشهد الختامي، الذي يعبر عن لحظة درامية، يعمل الإخراج على جذب عين المشاهد إليه، حين تدور الغرفة مرات عدة لتنتهي بالاستقرار فيما تقع عين المشاهد على الطالب الثاني وقد استغرق في مكانه في حالة من الفوضى، حيث المتاهة التي تجذبه هو الآخر إلى العزلة في إشارة واضحة لتمرير فكرة العرض التي تشي بالتراجيديا المرة والساخرة والعابثة أيضاً .
من حيث السينوغرافيا، كان الديكور معبرا عن فكرة النص ودلالاته، فقد اشتملت الغرفة على الكثير من المواد التي عززت من هذه الفكرة، فعلى سبيل المثال كانت إشارة حبل الغسيل الدائري الذي يقترب من سقف الغرفة والمعلق عليه الكثير من الأشياء مثل: الطبل وساعة الطاولة والملابس والنعل، وأيضا الراديو القديم دلالته في تقديم مشهد كاريكاتوري عابث، ليس ذلك فحسب فقد كان للقفص الحديدي الذي يحتضن طائرين دلالته التي وظفت في النص على نحو كاريكاتوري أيضا "أنا هنا آكل وأشرب وأنام ولدي سيفي وسجائري ودجاجي"، وأيضاً "هذا صندوقي، صندوق تخرجون منه ما تشاؤون" .
يتخلل الحوار الذي قدم باللغة العربية الفصيحة كثير من الإشارات التي تدفع باتجاه الواقع العربي الذي نعيشه بكل اضطراباته السياسية والاجتماعية والنفسية، وفيما يحرص النص على تمثيل الأمر كأنه صراع بين جيلين، أو بين قديم وجديد، تكون الإشارة الأكثر صراحة هي التي تتجسد في صورة من يأمر ومن يخطط في مقابل من يجب عليه أن يقوم بتنفيذ كل ذلك، وهي علاقة أزلية سواء كانت في صورة السلطة أياً كان شكلها أم كانت في صورة أقل من ذلك بكثير، وفي محصلتها الأخيرة تضيء على قتامة العالم وعزلته وتوحشه وانعدام فرص العدل فيه .
قدم عرض "صاحبك" فكرته مستنداً على إشارات كل من مخرج العمل الذي كتب على بروشور التعريف بالمسرحية نصا للشاعر حافظ ابراهيم جاء فيه:
(فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده
ممات لعمري لم يقس بممات) .
بدوره حرص كاتب النص على كتابة إشارة عن الحلم جاء فيها "الحلم أهم ما في هذا المكان . . سرقوه مني مرة، وها أنا ذا أحاول الليلة أن أستعيده" .
أعقب العرض ندوة تطبيقية حضرها كاتب النص أحمد الماجد وبطل العرض يوسف الكعبي وأدارها الناقد العراقي فاضل السوداني، وقد شارك في مناقشة العرض مجموعة من النقاد والمسرحيين الذي أشاروا إلى إيجابياته كما تناولوا مجموعة من العناصر من إضاءة وديكور وفضاء مسرحي، وأشار بعض المشاركين إلى ضعف الأداء التمثيلي وأرجعوه إلى عدم الحماسة كون العرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان .
ينتمي العرض من حيث النص لمسرح العبث وهو الذي انعكس على الفضاء السينوغرافي الذي حرص رجب على تأثيثه بكل ما يدل على هذه الفكرة حيث غرفة صغيرة بسريرين واكسسوارات ذات دلالة .
تفتح ستارة الخشبة على غرفة ينام على أحد أسرتها بطل العرض الطالب ويقوم بأداء دوره يوسف الكعبي، ويبدو في حالة مزرية رث الثياب، يتضح أنه آثر المكوث في الغرفة، في ليلة مشوبة بالمطر والزمهرير، مستأنساً إياها هادئاً ومطمئناً، فيما خارج عتبات الغرفة يمثل خطراً بالنسبة إليه، يهدد استقراره في دلالة واضحة على القسوة والعزلة والألم .
يدلف إلى الغرفة طالب ثان يجسد دوره سالم راشد الذي ينقل إليه أمراً من إدارة الجامعة يطالبه بمغادرة الغرفة .
تدور على لسان شخصية العرض الأساسية مجموعة من العبارات التي تعبر عن حجم الأزمة التي يعيشها، ومن ذلك: "تآلفت مع الأشباح المسالمة"، "أنظر إلى ذلك العنكبوت الشبح"، "أشباح في قمة الإنسانية"، "في الخارج خنازير متوحشة تعبث بالبشر"، "الإنسان سجين حتى قبل أن يولد"، و"هل أنا حي كي أموت؟"، "والموتى أحياء بأرواحهم" .
لم ينجح البطل الثاني في إخراج الطالب المعتزل من غرفته، وفيما يشتبك الاثنان مع إصرار كل منهما على موقفه . . الطالب الأول في تشبثه بغرفته . . والثاني في إصراره على دفعه خارج الغرفة، يأتي المشهد الختامي، الذي يعبر عن لحظة درامية، يعمل الإخراج على جذب عين المشاهد إليه، حين تدور الغرفة مرات عدة لتنتهي بالاستقرار فيما تقع عين المشاهد على الطالب الثاني وقد استغرق في مكانه في حالة من الفوضى، حيث المتاهة التي تجذبه هو الآخر إلى العزلة في إشارة واضحة لتمرير فكرة العرض التي تشي بالتراجيديا المرة والساخرة والعابثة أيضاً .
من حيث السينوغرافيا، كان الديكور معبرا عن فكرة النص ودلالاته، فقد اشتملت الغرفة على الكثير من المواد التي عززت من هذه الفكرة، فعلى سبيل المثال كانت إشارة حبل الغسيل الدائري الذي يقترب من سقف الغرفة والمعلق عليه الكثير من الأشياء مثل: الطبل وساعة الطاولة والملابس والنعل، وأيضا الراديو القديم دلالته في تقديم مشهد كاريكاتوري عابث، ليس ذلك فحسب فقد كان للقفص الحديدي الذي يحتضن طائرين دلالته التي وظفت في النص على نحو كاريكاتوري أيضا "أنا هنا آكل وأشرب وأنام ولدي سيفي وسجائري ودجاجي"، وأيضاً "هذا صندوقي، صندوق تخرجون منه ما تشاؤون" .
يتخلل الحوار الذي قدم باللغة العربية الفصيحة كثير من الإشارات التي تدفع باتجاه الواقع العربي الذي نعيشه بكل اضطراباته السياسية والاجتماعية والنفسية، وفيما يحرص النص على تمثيل الأمر كأنه صراع بين جيلين، أو بين قديم وجديد، تكون الإشارة الأكثر صراحة هي التي تتجسد في صورة من يأمر ومن يخطط في مقابل من يجب عليه أن يقوم بتنفيذ كل ذلك، وهي علاقة أزلية سواء كانت في صورة السلطة أياً كان شكلها أم كانت في صورة أقل من ذلك بكثير، وفي محصلتها الأخيرة تضيء على قتامة العالم وعزلته وتوحشه وانعدام فرص العدل فيه .
قدم عرض "صاحبك" فكرته مستنداً على إشارات كل من مخرج العمل الذي كتب على بروشور التعريف بالمسرحية نصا للشاعر حافظ ابراهيم جاء فيه:
(فإما حياة تبعث الميت في البلى
وتنبت في تلك الرموس رفاتي
وإما ممات لا قيامة بعده
ممات لعمري لم يقس بممات) .
بدوره حرص كاتب النص على كتابة إشارة عن الحلم جاء فيها "الحلم أهم ما في هذا المكان . . سرقوه مني مرة، وها أنا ذا أحاول الليلة أن أستعيده" .
أعقب العرض ندوة تطبيقية حضرها كاتب النص أحمد الماجد وبطل العرض يوسف الكعبي وأدارها الناقد العراقي فاضل السوداني، وقد شارك في مناقشة العرض مجموعة من النقاد والمسرحيين الذي أشاروا إلى إيجابياته كما تناولوا مجموعة من العناصر من إضاءة وديكور وفضاء مسرحي، وأشار بعض المشاركين إلى ضعف الأداء التمثيلي وأرجعوه إلى عدم الحماسة كون العرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان .
الشارقة - عثمان حسن
الخليج
0 التعليقات:
إرسال تعليق