أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 27 مارس 2014

نجمة المسرح العراقي في المنفى في يوم المسرح العالمي..

المجلة المتخصصة في الفنون المسرحية
نجمة المسرح العراقي في المنفى
نحتفل، اليوم، بيوم المسرح العالمي، اليوم أو غداً، أو بعد أسبوع، فالمسرح احتفالية يومية بلا تاريخ ولا موعد لافتتاح العرض ولا لختامه.
في المشهد نجمة عراقية انتمت للمسرح وغادرته لأسباب ليست مسرحية، إنما لأسباب تتعلق بالسلطة الحاكمة عندما تقرر: غير صالح للعرض!
بينما كانت، تلك النجمة، تمثل على خشبة المسرح البغدادي، انطفأت الأضواء فجأة، وهذا ما لم يحدث من قبل. لكنها، ومعها بقية الممثلين ارتجلوا مشهدا لم يكن ضمن النص: أشعلوا شموعاً واستمروا بالتمثيل.
نجمة المسرح العراقي، تلكأت قليلاً، رغم أنها تحفظ دورها جيداً.. قدمته مرات عدة، ولأسابيع، قبل أن تنطفئ أضواء الصالة، تلكأت لأنها توجست شرّاً: المسرحية يجب أن تتوقف!.
مهندس الإضاءة كان على غاية الحرج.. لا يعرف ما يفعل.. أوشك على البكاء وهو يرى  صالته التي كان يتحكم بإضاءتها يوميا، في الموعد المضبوط، لا تستجيب إلى أزراره.
لم يكن ثمة أمر رسمي مباشر، لأن السلطة لها أكثر من طريقة في منع الأعمال الفنية، ومنها المسرح.
استمرت الممثلة/ النجمة في أداء دورها رغم هاجسها الممض، ورغم أنها توجست شرّاً.
أسدل الستار، كما العادة، في نهاية المسرحية، لكنها لم تكن تتوقع أن الستار لم يسدل على عرض ممنوع بل على حياة مسرحية كاملة: حياتها!
غادرت المسرح إلى بيتها.. وفي البيت بدأت بجمع حاجياتها البسيطة، الضرورية جداً، في حقيبة صغيرة، وقررت مغادرة الوطن.
سألتها ابنتها الصغيرة: ماما، لماذا تنوين المغادرة؟
أجابت: سأغادر.. لأن مسرحاً بلا ضوء هو مسرح أعمى، والمسرح عيون شجاعة تحدق في مشكلات العالم، عيون لا يمكن أن ترى بلا ضوء على الخشبة.
كان قرارها حاسماً، وهكذا غادرت وطنها لتحط الرحال في منفاها الغامض.. وهي تسأل: هل هناك مسرح في المنفى؟
لم تقدم أي عمل مسرحي في المنفى. ثمة مسرحيون شبان رائعون، منهمكون في عرض قضيتهم على النظّارة.
هي تحبهم وتشجعهم لكنها غير قادرة على العمل معهم، لأنها تعتقد أن المسرحيات تعرض في الوطن، تعرض على جمهور يعرفها وتعرفه.
لكنها باركت الشباب في ما يفعلون.
المسرح، حسب رؤيتها، فعل محلّي، ولا معنى أن تقدّم مسرحية في المنفى بلا جمهورها الذي تعرفه ويعرفها.
كانت تستعيد أفلامها (هي نجمة سينما في بلدها أيضاً) ومسرحياتها، ما أن تضع رأسها المخدة.
استعادت أيضاً تلك اللحظة الفظيعة عندما فقدت بصرها، بشكل مفاجئ على المسرح!
لم تكن لحظة إظلام عادية بعد نهاية المشهد.. فجأة لم تعد ترى شيئاَ، لكنها أدت دورها ولم تخضع لعماها المفاجئ، عماها الذي حسبته إظلاماً عادياً بعد نهاية المشهد وإن لم يكن في وقته.
استعادت لهفة الجمهور إلى  الختام، وأسئلة النقاد، والتصفيق المدوي، وباقات الورد!
استعادت كواليس البروفات ومشاكسات الزملاء والزميلات، واستعادت حياتها كلها، انطلاقاً من خشبة مسرح جرى إطفاؤها عمداً، كي تمنع السلطة المسرح من النظارة.. وتمنع النظارة من المسرح.. خوف التأثير جمالياً في جمهور يعشق جمال المسرح وفتنته.
استعادت كل ذلك.. ونحن نستعيده معها لنقول: كل عام وأنت بخير يا ناهدة الرماح.
ولزميلتك وأختك المسرحية وشقيقة تجربتك الرائدة الراحلة: زينب.
ولكل زملائكما من فناني وفناتات العراق والعرب والعالم.. أجمل التهنئة.



عواد ناصر 
المدى

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption