أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 27 مارس 2014

"معاناة المسرح اللبناني" ندوة في "اليوم العالمي للمسرح"

المجلة المتخصصة في الفنون المسرحية

أقام جهاز الإعلام والتواصل - الدائرة الثقافية في "القوات اللبنانية"، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في 27 آذار، ندوة بعنوان "معاناة المسرح اللبناني" في المقر العام للحزب في معراب، حضرها رئيس الحزب سمير جعجع، النائب فادي كرم، وحشد من الفنانين والاعلاميين والسياسيين.
بعد كلمة ترحيبية من رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي، قدمت الاعلامية جويل فضول لمحة تاريخية عن المسرح اللبناني منذ تأسيسه حتى اليوم.
ثم استهلت الندوة، التي أدارتها الاعلامية وفاء الشدياق، بكلمة للفنان رفعت طربيه الذي قال: "لم ولن أندم يوما أنني عملت في المسرح اللبناني الذي هو واحة فكرية وابداع وخلق، وغدا لناظره قريب اذ لن يبقى في لبنان إلا مبدعيه".
وأكد أن "وزارة الثقافة سيست الثقافة في لبنان وسلمت المسرح لأكلة الجبنة"، لافتا الى أنه "اليوم برعاية وزارة الثقافة تقفل بعض المسارح في بيروت بدل أن تكون هي المساهمة في فتح هذه الصروح الثقافية، مع العلم أننا لا نحمل الوزارة كل المسؤولية بل الحرب أيضا كانت سببا في هجرة المثقفين فضلا عن الفقر والعوز اذ لا يمكن أن ندعو الناس الى حضور مسرحية بينما براداتهم فارغة ويعانون من الجوع".
وشدد على "وجوب أن يدعم القيمون على الفن في لبنان تلفزيون لبنان والدراما اللبنانية التي هي اليوم غير مكتملة المواصفات وتستخف بعقول الناس على قاعدة "أن الجمهور عاوز كده". وأسف طربيه أن "المهرجانات الدولية في لبنان تأخذ أموالا من الدولة لإحياء ليال فنية وتعطيها للفنانين الأجانب"، سائلا: "أين دور المسرح اللبناني في هذه المهرجانات؟".
وطالب طربيه "وزارة الثقافة بإنشاء مجلس أعلى للثقافة يكون مخولا وحده إعطاء جوازات لممارسة الفن في لبنان بعيدا عن المحاصصات السياسية".
وختم بتوصية للمسرحيين الشباب فقال: "اذا شئتم الكسب المادي الى جانب المسرح افتحوا دكانة فلافل، فالابداع في المسرح لن يكون شباك التذاكر، اذ أنه لم يكن كذلك في الأمس ولا اليوم ولن يكون مستقبلا".
بدوره تحدث المخرج جهاد الأندري باسم الفنانة رندا الأسمر التي تغيبت بسبب وعكة صحية ألمت بها، فقال: "جئنا لنتماسك الأيادي وإياكم في هذا اليوم المسرحي العالمي المبارك بناسه منذ العام 1961 أي اعلان تاريخ اليوم العالمي للمسرح، وفي جعبتنا رسالة عالمية للمسرح تنادي بالانسان مترجمة للغات العالم".
واشار الى أن "المسرح اللبناني قضى حياته محاولا اضاءة شمعة المنصة ليمتع الناس ويرحل، فالمسرحي اللبناني عايش وشهد وعمل رغم فترات الحروب اللبنانية وفي ظل ظروف صعبة وشاقة جدا وبمبادرة فردية، لايجاد منبر فكري لإكمال ما بدأه رجالات المسرح في الستينات في لبنان".
وسأل الأندري: "أين وزارة الثقافة من انتاج ودعم المسرح مباشرة وليس بعد سنتين من انتاج العمل وتحقيقه؟ وهل كثرت على الفنان اللبناني بعض الصالات المسرحية الصغيرة المتبقية في المدينة والمهددة بالاقفال، عدا تلك التي أقفلت منذ سنوات، ومنها ما حول الى مطاعم، فهل المقصود تحويل لبنان الكبير الى مطعم كبير؟".
أما الفنان غدي الرحباني فتناول في كلمته مسألة "الهوية الثقافية الوطنية التي يجسدها المسرح الذي هو أب الفنون، ومرآة المجتمع الذي يتأثر بكل تقلباته السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية". وأطلق صرخة "لانقاذ المسرح اللبناني الذي ينازع ويموت"، عارضا بعض المشاكل ومعاناته التي تعترض مسيرته، مشيرا الى ان "وضع المسرح تراجيدي ودرامي، يعاني ماديا واقتصاديا، الى جانب غياب المسارح وحتى اقفال بعضها".
واستذكر الرحباني المنتج الراحل انطوان شويري الذي كان يسهم بانتاج المسرحيات ويؤمن بالفكر والابداع والثقافة. وأسف ان "البعض بات يستسهل الفن، ويقدم مادة سطحية وسخيفة، فنرى الجمهور يصفق للجميع ولكن في الحقيقة المسرح له رسالة، اذ لا يجوز ان يتلقى المشاهد مادة ضعيفة".
واذ رأى أنه "ليس لدينا تنشئة ثقافية في المدارس"، شدد الرحباني على انه "لا يجوز ان يتخرج طلابنا ولا يعلمون من هم أعلام المسرح والفن في بلدهم".
بدوره، رحب جعجع بالفنانين المشاركين في الندوة، مثنيا على انجازاتهم وتضحياتهم في سبيل الارتقاء بالفن. ورأى "ان لبنان لا يستطيع أن يطير إلا بجوانحه كافة، من أجل قيام وتطور المجتمع اللبناني".
ووصف المسرح بأنه "عبارة عن متنفس للشعب اللبناني حيث يعبر فيه بكل حرية عن وجهات نظر المواطن". ونصح الفنانين "بضرورة تعزيز التعاون للحفاظ على استمرارية المسرح في لبنان وهذا لن يحصل إلا من خلال سعيكم وتكثيف جهودكم، لنتمكن من الوقوف الى جانبكم ومساندتكم، وأتمنى عليكم أن تخرجوا ببرنامج عمل وتصور واضحين لنتبناهما بدورنا ككتلة قوات لبنانية نيابية والممثلة بالنائب فادي كرم الذي سيتابع الموضوع مع الكتلة في الندوة البرلمانية".
ولفت الى "أننا بحاجة الى مقاومة مسرحية حيث أن المجتمع لم يعد يحتمل انتاج مسرحي بسبب الظروف الراهنة التي نعيشها وتمر بها البلاد، على أمل ان نتخطى هذه المرحلة الى مرحلة جديدة وأيام أفضل".
ومازح جعجع الحضور بالقول: "في عالمنا السياسي يوجد عدد لا بأس به من الممثلين والمسرحيين، حبذا لو تستطيعون استردادهم من عندنا، فيكون هذا العمل أفضل لكم ولنا".
وتخلل الندوة تكريم للمخرج المسرحي ريمون جبارة والممثلة القديرة رينيه الديك، بحيث قدم لهما جعجع درعين تقديرين لعطاءاتهما الفنية. جبارة شكر مبادرة حزب القوات اللبنانية، وقال: "أنا لم اختر الفن بل تمنيت أن أكون سمكريا، ولكن الفن قدر فهو الذي اختارني وأنا لا أجيد العمل سوى في المسرح"، مشيرا الى أن "الابداع يولد من الوجع والألم".
ونوهت الديك بالتكريم في معراب، وقالت: "ان المسرح هو الجنة التي أقطف منها الحياة، فحين لم تكن النساء تشاركن أو تتجرأن على خوض التجربة المسرحية سنحت لي الفرصة بخوضها بكل حرية، فعشت الحياة التي كنت أتوق اليها كما كنت أشتهي".
وقدم الناقد المسرحي عبيدو باشا لجعجع أول موسوعة عربية بجزئين تحت عنوان: "تياترو العرب: المسرح العربي على مشارف الألفية الثالثة"، والتي تتناول تاريخ المسرح العربي من وجهة نظر عربية وليس مشرقية. بدورها، قدمت الممثلة ليليان نمري كتابها: "لما الروح بتحكي" لجعجع والذي يتضمن رسائل، خواطر وحنين.
واختتمت الندوة بجلسة تشاور حمل خلالها الحاضرون تصوراتهم وتوصياتهم لكرم الذي سينقلها بدوره الى المجلس النيابي. وقد تشكلت لجنة من بعض الفنانين للمتابعة والتنسيق ولإعداد مشاريع سترفع لاحقا الى البرلمان.
وأشاد كرم في كلمته بالمسرح اللبناني "باعتبار أنه لا حياة من دونه ولا وجود للبنان من دون مسرح وفن وفنانين". ووعد بتبني طلبات المسرحيين وطرحها في اجتماع كتلة القوات اللبنانية "لكي تصبح من ضمن مشاريع القوانين التي سنطرحها في المجلس النيابي".  



لبنانون فايلز

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption