كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله في افتتاح مؤتمر تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
بين 11 يناير 2014 و 31 مايو 2015 مسافة تقاس بالأيام 484 يوما ً ، ويمكن أن تقاس بالساعات و الدقائق و بأي مقياس للزمن و لكن.. لا شيء يمكن أن يكون مقياسها الدقيق إلا الإرادة المستمدة من الحكمة و البصيرة، ففي 11 يناير و في هذه القاعة قدح سلطان الثقافة زناد الفكر و شحذ الهمم و أوصى جمع المسرحيين العرب ضيوف مهرجان المسرح العربي، أوصاهم بالمسرح المدرسي لحماية أجيال من أبناء هذه الأمة التي تعاني الكثير من قوى الظلام و التعصب و ويلات الحروب العمياء التي تجر الجهل رداء ً ويكون الناشئة من أبنائنا ضحيتها المباشرة فيكون المستقبل في مهب الريح، أوصاهم بالمسرح المدرسي ليبني أجيالا ً تؤمن بالمسرح و تحب المسرح و تحترمه مما يعني أنها أجيال متمدنة تتخذ الحوار سبيلا ً و تتقبل الآخر و تتكامل معه فالمسرح نظام حياة ديمقراطي و منضبط، حروفه كريمة و حروبه نبيله، دولته الجمال، و لغته الدهشة، أوصاهم بأن يجعلوا المسرح مدرسة للأخلاق و الحرية.
و اليوم يا سيدي نجتمع بين يديك بعد أن أسسنا على مدى الشهور الماضية المنصة التي ينطلق منها مشروع تنمية و تطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، من خلال العمل الدؤوب العلمي والخبراتي المشترك بين المؤسسات الرسمية المعنية من وزارات تربية و تعليم على امتداد الوطن العربي٫ وبين الخبراء و الأكاديميين العرب في مختلف الدول العربية في ملتقيات رعيتموها بنفسكم مباشرة لحرصكم أن تكون مخرجاتها بمستوى عمق المهمة و أهميتها، و ها نحن اليوم نحمل نتاج العمل الدؤوب و المنفتح (استراتيجية لتنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي) لعمل يمتد لعشر سنوات منها خطة عاجلة لسنتين و خطة بعيدة المدى لثماني سنوات و دليل عام للمسرح المدرسي في كافة المراحل من ما قبل المدرسة في رياض الأطفال و حتى الثانوية.
سيدي صاحب السمو… المشاركون الأفاضل
إن هذا اليوم تاريخي و مفصلي في مسيرة المسرح المدرسي، فللمرة الأولى في تاريخ هذا المسرح يكون هناك عمل استراتيجي عربي و دليل عربي.. إنها خطوة تستل من شمس معارفكم و عطائكم نورا ً تنشره على وطننا العربي من أجل غد أفضل لهذه الأمة.. و سيسجل التاريخ بحروف من ذهب أسماء هؤلاء الذين سكبوا خبراتهم في جرار هذا المشروع سقيا للعطاشى إليه و سيتغنى الزمان بسانحة التنوير التي لها من اسمها نصيب “سلطان”
0 التعليقات:
إرسال تعليق