أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 6 مايو 2015

"فينوس" إلى "مسرح بابل": استمرار الصَفْع وتوظيف الشهوة

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


يحمل جاك مارون نجاح مسرحية "فينوس" من "مسرح مونو" الى "مسرح بابل". ابتداء من مساء غد الخميس 7 أيار الجاري، تتحوّل خشبة "بابل" الى نَبْشٍ في الخفايا وصَفْعٍ لئيم للمكبوتات. العروض كلّ خميس وجمعة وسبت وأحد، الثامنة والنصف مساء.

جاك مارون مخرجٌ يحدّق في باطن الشخصية وينتزع منها موقفاً. "فينوس" عملٌ مسرحي (عن "فينوس لابسة الفراء" لديفيد ايفيس، نقله الى العربية غبريال يمّين ولينا خوري) يضع المُشاهد أمام حال من "الارتجاج". يخلخل المفهوم ويهزّ المكنون. بطلاه ريتا حايك وبديع أبو شقرا، أمام نصّ قابل للانفجار. هنا لا تُنتَظر الذروة لبلوغ النشوة. الإثنان في مواجهة أنماط مجتمعية بائسة. أبو شقرا في دور مخرج يتوق الى لمعة مفقودة. أمامه نصّ يبحث عن براعة ممثلة. عن أوجاعٍ تنخر المرء من الداخل ثم تجعله يبتسم. البسمة بحجم الضحكة. تُطرَح المازوشية في إطار التعوّد على المختلف وتقبّل وجوده رغم الرفض. تحلّ ريتا حايك على بديع أبو شقرا في لحظة فجائية مباغِتة. تأتيه "من فوق". بكلّ ما تحمله المرأة من فورة وإغراء. ممثلة مبللة بالمطر. جسدها للريح والسؤال والأمسية الطويلة. أبو شقرا في دور الآخر الذي تُلحِق به اضطراباً حين يلقاها. وتجعله يُعيد النظر. تُخرِج ريتا حايك من العمق ممثلاتها. واحدة تلو الأخرى كأنها تولّد توائم محشوّين بالصراخ والرحلة البعيدة. المسرحية تماهي الصوت العميق بالحركة الساطعة (تصميم عمر راجح)، مثل مَن يستنطق برجاً هائلاً من الرغبات ويدعوه الى الاعتراف. حايك شخصيات في امرأة. تُمضي نحواً من ساعتين في وضعية إذعان للتبدّل. لا تُنذِر الشخصية بولادة أخرى، وتنحو في اتجاه مصائر توليفية قائمة على مبدأ المخاض. جاك مارون يوظّف الشهوة في سياقٍ بديع. يرفعها للاعتراض على القمع واعلان حرب على النفاق. مسرحية تضع المشاعر الإنسانية بتأويلاتها النفسية في المرصاد. بنيتها اضطرابات بحرٍ يهدر ليُخرج من باطنه ما قد يحمل من أسرار. الألم يرافق كلّ ولادة.

فاطمة عبدالله
النهار - لبنان 

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption