أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 1 مايو 2017

مسرحية "البلطجية.. اشتكوا " تأليف محمود القليني

مجلة الفنون المسرحية


          


               الشخصــــــــــــــــــــــــــــــــــيات 
مجموعة البلطجية : 
1- الضاني ..........................................................الابــــــــــــــــــن 
2- سمبو..............................................................الأبــــــــــــــــــــ
3- سياف ...........................................................منافس الضانــــــي 
4- جواهر.........................................................زوجة الأب ( مغنية )  
5- سلافة ...........................................................راقصــــــــــــــــــــة 
6- حكشة ............................................................صبي الضانــــــــــي 
7- زلمكة .............................................................كاتب محامـــــــــــي
8- زمزم ..............................................................الساقــــــــــــــــــــي 
     مجموعة من الرجال والأطفال والنساء من سكان حارة الوطاويط .
     مجموعة من البلطجية الملثمين...........................     إئتلاف بلطجية الثورة 

مجموعة الصحفيين :
1- حسين................................................................رئيس التحريــــــر
2- كمال ...................................................................صحفـــــــــــــــي 
3- نبيل .....................................................................صحفـــــــــــــي 
4- إيمان ....................................................................صحفيـــــــــــة
5- ميرفت ...................................................................صحفيـــــــــــة
6- عبد الطيف ..............................................................صحفـــــــــــي 
7- صبري   ................................................................. صحفــــــــــي
8- إبراهيم ...............................................................من رجال الأعمال
  

الزمان : بعد ثورة  - 2011يناير . 
المكان : القاهرة .  
                            

     الفصل الأول 


الفصل الأول : 

المشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد الأول : 

قاعة الاجتماعات في جريدة (( النيل )) ، منضدة عريضة تتوسط المكان ، وحولها عدد من المقاعد ، النوافذ مغلقة والستائر مسدلة ، وعلى الجدران صور لكبار المفكرين والأدباء والزعماء المصريين ، وبجوار الحوائط عدد من المقاعد الفوتيه ، يدخل شابان ، أحدهما يحمل كاميرا تصوير ، والآخر يحمل ملفا منتفخا بالأوراق . 

المصور : ( يعبث في آلة التصوير ) إيه الملف اللي أنت شايله ده يا أستاذ كامل ؟ 
كامل       : ( يجلس ويفتحه متصفحا ما فيه من أوراق ) تفتكر ح يكون فيه إيه يا عبقري 
المصور   : ( متضايقا ) أنا مش قلت لك أكتر من مرة ما تقلش عبقري ، انا اسمى نبيل          
                    للمرة الألف أنا اسمي نبيل .
كامل       : ( ضاحكا ) هو أنت بتزعل ليه لما أقولك يا عبقري ؟ 
نبيل         : علشان انت بتقولها على سبيل السخرية . 
كامل       : لا والله ما أقصدش .... أنت فعلا يا نبيل عبقري ، كفاية الصور اللي أنت  
                     صورتها الأسبوع اللي فات ، ورفعت نسبة توزيع الجرنال ، ورئيس التحرير 
                     اللي احنا ما بنطلش منه كلمة شكر عطاك مكافأة ، وبقيت نجم الجريدة ، وحديث  
                     وسائل الإعلام .
نبيل         : ( يقترب من الباب يتصنت ، ثم يذهب نحو كامل ) أنا عاوز أقولك سر ما   
                     قلتهوش لحد خالص .
كامل         : إيه ، ح تتجوز أنت وميرفت قريب . 
نبيل           : ( متطلعا نحو الباب ) أتجوز إيه ، هو فيه حد عاقل يتجوز اليومين دول . 
كامل         : ( يقف ويقترب منه ) عمك اللي في الصعيد مات وورثت ثروته . 
نبيل           : هو لو كان دا حصل ح يكون سر ، انت بتفكر إزاي يا كامل !
كامل       : ( يأخذه بعيدا عن الباب ) يخرب بيتك .... يخرب بيتك ... ليه كده يا نبيل ... 
                      ضيعت نفسك .. .. آخر حاجة كنت أنتظرها منك ، خسرت دنيتك وأخرتك .
نبيل           : ( متخلصا منه ومبتعدا عنه ) فيه إيه يا عم ....أنت حاسستني كأني ح أنتحر.
كامل         : يا ريتك انتحرت وما عملتش اللي عملته ...ليه كده يا نبيل أنا طول عمري   
                     فاكرك عاقل ومتزن .
نبيل           : ( مندهشا ) يعني أنا عملت حاجة أكتر من الانتحار . 
كامل         : صدقني دا الانتحار أرحم بكتير من اللي أنت عملته . 
نبيل         : ( يجلس ويحاول أن يهدئ من أعصابه ) هو إيه السر اللي أنا ما قلتهوش لك 
                     يا كامل
كامل         : أنك بتشتغل مع جهات أجنبية جاسوس يعني أو حاجة زي كده ، ما الحكاية دي  
                    منتشرة اليومين دول .
نبيل           :  ( متأثرا ) دا هو السر اللي انا ماقلتهوش لك .... وتفتكر إني في يوم من الأيام   
                    اشتغل مع جهات أجنبية أو أشتغل جاسوس . 
كامل         : ( خجلا ) ما أنت عمرك ما خبيت عني حاجة ، فأنا فكرت في الشيء   
                    المستحيل إنك  تعمله .
نبيل       : مش مستحيل أنا أعمله بس ، دا مستحيل أي مصري يعمله . 
كامل           : ( معتذرا ) أنا أسف يا نبيل ، يا حبيبي ، قوللي بأه السر . 
نبيل           : ( ضاحكا ) السر اللي أنا قلته ، ولا اللي أنا ما قلتهوش . 
كامل           : قول بأه السر أنت شوقتني . 
نبيل           : ( متطلعا نحو الباب ) أنت عارف عارف الصور اللي قلبت حال الجرنال   
                      وخلت  رئيس التحرير يصرف لي مكافأة 
كامل               : أيوة ، خبطة العمر . 
نبيل               :  ( يسر إليه ) مش أنا اللي صورت الصور . 
كامل               : ( مفزوعا ) يا نهار أسود ... أنت مفبرك الصور يا نبيل ، وقدرت تخدعنا كلنا  
                      ... دا انت مش عبقري ، دا أنت نصاب وأفاق و...
نبيل                : ( ممسكا به وواضعا يده على فمه ) يعني اعمل فيك إيه ؟ أقطع لسانك ده اللي   
                     بينزل سم ... ارحمني واسمعني يا أخي .  
كامل               : ( متخلصا منه ) خلاص يا نبيل ، طالما صارحتني أنا ح أكون ستر وغطى 
                     عليك ، ومش ح أقول لحد أنك مفبرك الصور أنت عارف لو عرف رئيس  
                     التحرير .. دا فيها رفت لك ، دا يمكن يطالب بسجنك ، لأنك ضللت الرأي العام 
نبيل              : ( يلتقط ورقة وقلما ) لا .. أنا مش ح استنى ده يحصل ، أنا ح أقدم استقالتي من  
                    الجرنال علشان خاطرك أنت ... وأنا استاهل إني واخدك صديقي الوحيد  
                    وبأفضفض لك بأسراري .
كامل : ( يختطف منه الورقة والقلم ) أنا أسف للمرة التانية . 
نبيل : يا اخي استنى لما اخلص كلامي ... إديني فرصة أفهمك 
كامل : ما هو أنت أمرك عجيب يا نبيل ، الصور بتقول مش أنت اللي صورتها ، على 
                    كدة يا إما تكون مفبركها أو حد تاني صورها وكده أو كده أنت ...
نبيل : كمل .... كمل يا أستاذ .. أنت مش من شوية خلتني انتحر ، وخلتني اشتغل 
                     جاسوس ، وخلتني أضلل الرأي العام .وأن رئيس التحرير ممكن يرفتني  
                     ويسجني كمان .
كامل : ( يضع يده على فمه ) أنا مش ح أتكلم إلا لما تقول أنت اتكلم ، فهمني بأة إيه 
                    حكاية الصور دية .
نبيل : أنا كنت واقف وسط الناس في شارع جانبي يودي لميدان التحرير ، بأحضر  
                   الكاميرا علشان أصور بعض الصور ، وفجأة سمعت طلق نار وانفجارات ، 
                    وناس بتجري وناس بتقع وناس بتصرخ ، ان ما حستش بنفسي ، ما أنت عارف 
                    في المواقف دي الواحد ما بيحسش بنفسه . 
كامل : أيوه ، لا بيحس بنفسه ولا بحاجة خالص ، بتحس بس أنك ريشه في هوى . 
نبيل : بالظبط كده ، التيار خدني ، شوية تلاقيني فوق الناس متشال ، وشوية تلاقيني  
                     تحت الرجلين منداس ، وشوية متلاقنيش .
كامل : ما القأشش إزاي . 
نبيل : يعني ما تعرفش انت فوق ولا تحت . 
كامل : لا فوق ولا تحت يبقى في النص . 
نبيل : المهم يا كامل يا خويا التيار ده من الناس اللي أنا فيه يطلع من شارع يدخل  
                    شارع ، ونطلع من حارة ندخل ميدان ، وشفت الموت بعيني ، لا مش أنا اللي 
                    شفته هو اللي شافني وقرب مني أكتر من مرة ، وكان ناوي يكلمني .
كامل : ( مندهشا ) هو مين اللي كان ناوي يكلمك ده ؟ 
نبيل : الموت . 
كامل : ( يضع يده على جبينه ) هو عقلك لسه موجود .
نبيل : كل حاجة ممكن تكون موجودة في المظاهرات يا عم إلا العقل ، عقل مين يا با 
                    الحكاية أكبر من العقل والمنطق بتاعنا ده ، بأقولك تيار شلال من البشر  الآف ،  
                    وكل واحد من الألاف ممكن يحرك الجبال ، الناس في المظاهرات ما بيبوش   
                    الناس اللي أحنا عارفينهم ، دول بيتحولوا لمخلوقات تانية ، مخلوقات ممكن تخلق  
                    المستحيل .
كامل : ( مستفسرا ) وبعدين بعد ما شفته ، ولا هو شافك عملت إيه ؟ 
نبيل :  ( مندهشا ) هو  مين ده ؟!
كامل : الموت يا أخي . 
نبيل : أنت بتكرهني ليه . 
كامل : ليه يا نبيل بأكرهك ؟ 
نبيل : اشمعني حكاية الموت اللي أنت وقفت عندها يعني . 
كامل : لأنك أهم حاجة قلتها . 
نبيل : لا في حاجة قلتها اهم من حكاية الموت . 
كامل : إيه هية ؟ 
نبيل : إن الناس في المظاهرات مخلوقات تخلق المستحيل . 
كامل : لا يا حبيبي أنت قلت إن الناس في المظاهرات مخلوقات ممكن تخلق 
                     المستحيل .
نبيل : ما تفرقش . 
كامل : لا تفرق . 
نبيل : أنا مش بأقوللك إنك بتكرهني ... أيوه أنا حاسس إنك بتكرهني . 
كامل : ( يقترب منه ويقبله ) والله ما بأكرهك ، دا أنت حبيبي وصديقي . 
نبيل : بس أنا حاسس برضة إنك بتكرهني . 
كامل : يعني اعمل إيه ، افتح لك دماغك علشان أقنعك . 
نبيل : ( يمسك دماغه ) أهه ... عايز تفتح لي دماغي ، عايز تموتني . 
كامل : يا بني قصدي أفتح لك عقلك . 
نبيل : كمان يا جبار دماغي وعقلي ، انا ما كنتش عارف انك بتكرهني كدة . 
كامل : يعني أموت نفسي علشان أريحك . 
نبيل : لا انت مش بتكرهني بس ، دا انت كمان بتكره نفسك . 
كامل : إيه نغمة الكراهية اللي أنت عمال بترددها دية  ، أنا عارف يمكن الحادثة اللي 
                     أنت اتعرضلها أثرت عليك . المهم كمل اللي حصل . 
نبيل : طاب هو حصل ح أكملهولك ليه . وإيه هو اللي حصل . 
كامل : يا بني يا حبيبي أنت مش كنت بتحكيلي من شوية لما كنت في المظاهرات 
                     وبتدخلوا شارع وتطلعوا من حارة . 
نبيل : ندخل من شارع ونطلع من حارة ، إحنا كنا في الليلة والكبيرة ولا إيه ، إزاي 
                    ندخل شارع ونطلع من حارة كنا بنلعب استغماية .
كامل : يا سيدى تدخلوا أي حتة وتطلعوا من أي حتة ... المهم إيه اللي حصل بعد كدة 
نبيل : ( متذكرا ) لقيته وقف وبصلي قوي وقرب مني . 
كامل : الموت برضة . 
نبيل : لا المرة دي كان واحد بني آدم بس تحس أن متركب . 
كامل : ( مستفهما ) يني إيه متركب يا نبيل ؟
نبيل : يعني تحس أنه مش راكب على بعضه . 
كامل : يا نهار اسود .... مرة تقول متركب ، ومرة تقول مش راكب على بعضه ،                           
                    هو إيه يا بنى متور عربية . 
نبيل : ايوة ... أيوة .. أنت عارف لما يجمعوا عربية من أكتر من مكان الرفارف من 
                     مكان والأبواب من مكان تاني والعجل من مكان تالت ، كل حاجة ما لهاش  
                     دعوة بالتانية ومع ذلك تجمعهم مع بعض .
كامل : أيوة إيه علاقة ده بالبني أدم اللي بصلك قوي وقرب منك ، يعني حاول توصفه 
                     أكتر .
نبيل : يعني هو من اول نظرة تفتكروا واحد زينا ، بس بعد ما تدقق فيه تكتشف 
                    حاجات غريبة .
كامل : إزاي يعني ؟ 
نبيل : يعني مثلا راسه ،أنت عارف كل الرؤوس الطبيعية مدورة زي الكورة . 
كامل : أمال راسه كان شكلها إيه . 
نبيل : مربعة . 
كامل : ( مندهشا ) مربعة . 
نبيل : هي مش مربعة قوي ، يعني فيه ضلع مخاصم ضلع ، والضلع التالت داخل   
                    على الضلع الرابع ، أما الضلع الخامس مع السادس فواخدين سمبسكة .
كامل   : إيه يا عم أنت بتوصف مربع ولا شبه منحرف ، إيه حكاية الآضلاع اللي 
                     داخلها على بعضها دية . 
نبيل : والله يا خويا أنت تحتار توصف الرأس دية وتحتار أكتر تبصلها منين .
                    أما شعره بقى ، احنا شعرنا نايم على راسنا . 
كامل : أمال شعره كان إيه سهران ولا عنده أرق . 
نبيل : كأن واحدة مجنونة عملتلك صنية كنافة واتحرقت منها ، ولما اتحرقت منها 
                    اتجننت اكتر ونزلت تلطيش على الصنية . أما العنينين فما فيش عنينين . 
كامل : إزاي ده ، أمال فيه إيه ؟ 
نبيل : فيه خرميين وجواهم بليتين قزاز زي اللي كنا بنلعب بيه وإحنا صغيرين . 
                    مش كنت انت بتلعب بلي برضة . 
كامل : طبعا ، بس أبويا كان تملي ياخدوا مني . 
نبيل : ياخدوا منك ليه ؟ 
كامل : مش عارف ، انا ألعب وأكسبه من الولاد اللي بألعب معاهم ، وهو يا خدوا 
                     مني . 
نبيل : تلاقي علشان يلعب بيه مع والدتك . 
كامل : بتقول إيه ؟ 
نبيل : قصدي بيتسلى بيه يعني ، ما هو زمان كان اللعب بالبلي كان أملة ، إحنا كنا 
                    لاقيين حاجة نلعب بيها ، تصدق يا كمال إحنا حبينا نلعب ما لقناش حاجة نلعب 
                     بيها أنت عارف لعبنا بإيه . 
كامل : بإيه ؟ 
نبيل : بطوبة ... أه والله بطوبة ، أخترنا طوبة حلوة ومدورة زي الكورة ولعبنا بيها ، 
                     بعد كدة ولاد الحارة اللي جنبنا سمونا فريق الطوب ، بعد ما نخلص الماتش 
                     تلاقي اللي دماغه بيشر دم واللي مناخيره مكسورة ، واللي سنانه وقعه ، واللي 
                     صوابع رجليه طايرة ، كانوا أهلينا يلمونا من على المستشفيات ، وكل واحد 
                      متربط بالشاش والقطن .
كامل : بدل البهدلة دي ما تعملوا كورة . 
نبيل : ما ده اللي إحنا عملناه ، خلينا الولد حسن الأخنف يسرق فردة شراب أبوه  
                    المرقعة ، بس برضة خرجنا من الماتش كل واحد متعور تعويرة شكل . 
كامل : ليه أنتم مش عملتم كورة من شراب أبو الولد حسن الأخنف وبالأمارة كان 
                     الشراب مرقع .
نبيل : ايوة ما احنا ما لقناش حاجة نحشي بيها الشراب ، فحشينهاها زلط ،بعد كد\ة   
                     ولاد الحارة اللي جنبنا سمونا فريق الزلط .
كامل : هما ولاد الحارة اللي جنبكم بيسموكم بأي حاجة تلعبوا بيها ؟ 
نبيل : ايوة ، مرة كنا بنلعب بكلب ، سمونا فريق ولاد الكلب ، هو أنتم بردة مش كنتم 
                     ولاد كلب . 
كامل : ( غاضبا ) نعم ، بتقول إيه . 
نبيل : قصدي وأنتم كنتم صغيرين مش  كنتم بتلعبوا بكلاب .
كامل : كنا بنلعب بالطوب والزلط والكلاب والقطط ، يا سلام شوف الفرق بين ولادنا 
                      دلوقت وبينا  ، هم بيلعبوا على النت والفيس بوك والتويتر والعلم كله عند  
                     اطراف صوابعهم .
نبيل : ما هو علشان كدة قدروا يعملوا اللي احنا ما قدرناش عليه ، كانوا من ضمن   
                    الأسباب الرئيسية للثورة العظيمة دية .
كامل : تفتكر يا نبيل لو كانت وسائل الاتصال دي كانت على أيامنا ، كنا علمنا اللي  
                    عملوه .
نبيل : ( ضاحكا ) والكورة الشراب والقطط والكلاب مين اللي كان ح يلعب بيهم . 
كامل : المهم .... كمل اللي أنت كنت بتقوله . 
نبيل : هو إيه اللي كنت بأقوله ؟ 
كامل : الرجل اللي انت كنت بتوصفه . 
نبيل : ( متذكرا ) هو أنا كنت وصلت فين ؟ 
كامل : أظن لحد صينية الكنافة ، اللي شايلها على دماغة ، ولا البلي اللي كان في عينه 
نبيل : ( ضاحكا وضاربا كامل على كتفه ) ايوه ، إحنا خلصنا من دماغه ، أنت  
                     عارف البني آدميين اللي زينا ، فيه حاجة بين الراس والكتفين . 
كامل : أيوة الرقبة . 
نبيل : دا بقى ما عندهوش رقبة . 
كامل : ( متعجبا ) إزاي ده ؟ 
نبيل : زي كده ما تجيب قدوم كبير وتتنك تضرب على دماغه ، فتندك راسه في كتافه  
                    ، يعني من الدماغ تدخل على الكتاف على طول ، أما كتافه دية ، أنت عارف 
                     فلنكات السكة الحديد ، وأنت واقف قدامه كأنك واقف قدام ديزل من بتوع زمان 
                    الضخام دول ، شوف مش أنا طويل أهة وعريض ، ما شاء الله ، أنا شعرت أني  
                    عصفور مبلول بيترعش .
كامل : المهم إيه اللي حصل بينك وبينه . 
نبيل : لا بالنسبة لي ما حصل مني حاجة ، هي كل حاجة حصلت منه ، بص لي 
                    وشاور عليه وطلعت من عينه حاجات ومن حنكة حاجات ولقيت حاجة رفعها 
                    منعت عني الصوت والضوء والهوى ونزلت على راسي .
كامل : ايوة وبعدين . 
نبيل : وبعدين إيه ؟ 
كامل : إيه اللي حصل بعد كده . 
نبيل : أكيد فيه حاجات كتيرة حصلت ، بس أنا ما كنتش هناك . 
كامل : أمال كنت فين ؟ 
نبيل : أنا ما كنتش في أي مكان على الأرض ، ما تعرفش أد إيه من الوقت  عدى 
                     علي وأنا في الحالة دية ، وبعدين لقتني أو ولاد الحلال لقوني جانب الجامع. 
كامل : يا نهار اسود يا نبيل هو أنت لقيط ، يعني انت مش صاحبي . 
نبيل : انت ح تدخلني في موال الخطايا ، أنا لقيت ناس بيفوقوني وخدوني على أقرب 
                    مستشفى . بعدها اكتشفت أن كل حاجة اتسرقت مني المحفظة والمبايل والجزمة  
                    حتى الشراب ما سابهوش . 
كامل : انت متأكد أن ما فيش حاجة تانية اتسرقت منك ؟
نبيل : لا ، أنا معاك هم حرامية ، بس حرامية مؤدبين . 
كامل : بس بعد كل ده ، أنت ما جبتش سيرة الصور، وإزاي الكاميرا ما اتسرقتش . 
نبيل   : ما أنت عارف إني بأربط الكامير بالحزام حوالين رقبتي وكتفي ، فالظاهر هم  
                     حاولوا يسرقوها بس ما عرفوش ، أما حكاية الصور ،بعد ما خرجت من 
                    المستشفي قلت أشوف الفيلم في الكاميرا ، واحمض بعض الصور دا لو كانت 
                    الكاميرا لسة سليمة ، أنا فوجئت إن الكاميرا سليمة وصورت كل حاجة . 
 كامل : تقصد إنك صورت الصور وفي نفس الوقت ما صورتهاش . 
نبيل : وجايز أكون صورتها وأنا مش في وعيي. 
كامل : مش مهم ... أعظم الأعمال الفنية بيعملها أصحابها وهما مش في وعيهم ... 
                    المهم اللي انت بتقوله دا شيء عجيب ، دى النيابة والمدعى العام طالبين الصور 
نبيل   : بأقولك إيه ، اللي أنا قلته ده سر ومش عاوز حد يعرف عنه حاجة وبالأخص  
                    ميرفت .
كامل : ايوة يا عم ، ما انت بقيت فرخة بكشك عندها . 
نبيل : ( ينظر في ساعته ) هي ما جتش ليه ؟ 
كامل : ما تقلقش زمانها جاية . 
نبيل : هو الاجتماع اللي عامله رئيس التحرير ده ليه ؟ 
كامل : هو انت ما تعرفش . 
نبيل : لا والله .... عم أحمد قاللي أن رئيس التحرير طلب أنه يبلغني بالاجتماع ده . 
كامل : ما انت من هنا ورايح ح تحضر الاجتماعات المهمة ، ما حدش زيك يا عم ، 
                     اللي علي علي يا عبقري . 
نبيل : أيوة بس الاجتماع ده ليه . 
كامل : يا سيدي دا اجتماع لهيئة التحرير ، كلفنا رئيس التحرير بأن كل واحد يقدم   
                     مقترحاته وأفكاره حول ظاهرة البلطجة ، لأنه عاوز يعمل عدد كامل عن  
                    الظاهرة . 
نبيل : والموضوع ده يستحق انه يعمل اجتماع ويخصص عدد كامل له . 
كامل : أنت مش عايش معانا ولا إيه ، يا حبيبي البلطجة أصبحت ظاهرة تهدد 
                     المجتمع المصري كله ، أنت نفسك ضحية من ضحايا البلطجة .
نبيل : ( يتحسس الجرح في رأسه ) دا لولا أن ربنا كتب لي عمر جديد ما كنتش ح  
                    أكون موجود معاكم هنا .

                     [ تدخل شابة جميلة في قمة أناقتها تحمل حقيبتها وملفا به أوراق ]

كامل : أهه ميرفت جات وإن كانت أتأخرت شوية عن ميعادها . 
نبيل : ( متقدما نحوها في لهفة ) صباح الخير ، أنت أتأخرت عن ميعادك ليه ؟ 
ميرفت : ( تجلس وتضع ما بيدها على المنضدة ) صباح الخير ... أصلي كنت بأكتب  
                    المقال اللي طالبه رئيس التحرير . 
نبيل : ( يسر إلى كامل ) بأقولك إيه يا صاحبي أتوكل على الله انت دلوقت ، اصلي           
                   عايزأقول لميرفت كلمتين كدة على جنب .
كامل : ( متعجبا ) هو غحنا قاعدين في حديقة الأسماك ، يا بني إحنا في قاعة   
                    الاجتماعات ، وزمان بقية الزملاء ورئيس التحرير جايين دلوقت . 
نبيل : ما أنا مش عارف أتلم عليها . 
كامل : خد ميعاد منها . 
نبيل : بتهرب مني ، ومش عطياني فرصة . 
كامل : خلاص شوف واحدة تانية ... الجرنال مليان بالصحفيات ، يتمنوا انك تشاور            
                     لهم . 
نبيل : أنا مش عاوز أشاور إلا  لميرفت . 
كامل : بس أحسن دي الظاهر بتتصنت علينا . 
نبيل : تفتكر هية حاسة بي؟ 
كامل : ( بصوت مرتفع ) أنا عارف حاسة بيك ولا لأ ما تسألها يا أخي . 
ميرفت : ( منتبهة ) فيه حاجة يا أستاذ كامل ؟ 
كامل : لا دا نبيل بيقول انه مش عارف الناس اللي هنا حاسين بالمجهود اللي بذله في     
                     الصور إياها ولا لأ . 
ميرفت : إزاي ده ! دا كلام الناس كلها على الصور دية . 
                      
                             [ يدخل الساعي وفي يده ظرف مغلق ]

الساعي : ( يسلم الخطاب لنبيل ) فيه واحد جاب لك الظرف ده يا أستاذ نبيل . 
نبيل : ( يقلب الظرف بين يديه ويفتحه ويقرأ ما فيه ) يا نهار اسود ، معقول الكلام  
                      ده .... هو إحنا في شيكاغو ، ولا عايشين وسط المافيا . 
كامل : فيه إيه يا نبيل ، انت وشك اصفر ، وكأن فيه مصيبة حصلت . 
نبيل : ( يعطيه الجواب ) بيهددونى بالقتل . 
كامل : هم مين دول ؟ 
نبيل : مش عارف ... واكيد الكلام ده علشان الصور اللي صورتها . 
كامل : ( يقرأ ) دول كمان بيهددوا رئيس التحرير إن هو خصص عدد عن البلطجية 
                    ... الله .. ومنيين عرفوا المعلومات دية . 
نبيل : ( يتناول الجواب منه ) معقول ! هم كاتبين ده كمان . 
كامل : الظاهر أنت ما قريتش إلا اللي يخصك بس يا نبيل . 
ميرفت : على كدة فيه خطر على حياة رئيس التحرير . 
نبيل : ( متضايقا ) الله .. يعني انت خايفة على رئيس التحرير ومش خايفة علي، ما
                    التهديد مبعوت ليا كمان . 
ميرفت  :  (خجلى ) ان مش قاصدى ... بس إزاي عرفوا  بحكاية العدد وحكاية 
                     الاجتماع    
                     دلوقت ، على كده دول أخطر مما نتصور . 
الساعي : ( يدخل حاملا فنجان القهوة ) الاستاذ حسين على وصول يا أساتذة . 
حسين : ( يدخل محييا الجميع بابتسامة عريضة ) صباح الخير فين بقية الأساتذة ؟ 
كامل : صباح الخير يا أستاذ حسين ، زمانهم على وصول . 
حسين : ( محدثا نبيل ) مشغول بإيه يا أستاذ نبيل ؟ 
كامل : دا لسة  واصله جواب تهديد بالقتل .
حسين : أنت كمان وصلوا لك . 
نبيل : ( متعجبا ) أنا كمان ! هما بعتوا لك حاجة ؟ 
حسين :  مكالمات تليفونية .... وجوابات تهديد وحاجات تانية كتير . 
كامل : بس اللي محيرني إزاي عرفوا بحكاية الاجتماع النهاردة ، وحكاية العدد  
                    الخاص بالبلطجية و...
حسين : ( مقاطعا ) إحنا كده بدأنا الاجتماع قبل الاساتذه ما يحضروا ... يا ريت يا  
                    أستاذ كامل تتصل على الأستاذ صبري واعبد اللطيف والأنسة إيمان .
كامل : ( يخرج الموبايل من جيبه ) حالا ح اتصل بالأنسة إيمان . 
نبيل : والأستاذ صبري وعبد اللطيف . 
كامل : اتصل بيهم أنت .. اعمل حاجة في دنيتك قبل ما يحصل حاجة . 
حسين : ما فيش داعي تتصلوا بحد ، الظاهر إنهم وصلوا . .... صباح الخير يا ألستاذ 
                    عبد اللطيف ، أهلا يا أستاذ صبري ... أهلا يا انسة إيمان . 
عبد اللطيف : ( يضع القبعة والعصا على المنضدة ) أنا أعتذر عن تاخري ، ولكن الطريق  
                     لهنا مقطوع واضطريت إنى ألف سبع لفات ذي الديب لحد ما وصلت هنا . 
صبري : وانا كمان ... الشارع اللي انا ساكن فيه مولعين فيه نار ، والطوب نازل زي 
                     المطر على دماغ الناس . 
إيمان : ( تجفف دموعها وترتعش ) وأنا اتعرضت لمحاولة خطف ، لولا أن واحد 
                     انقذني من إيديهم أنا دلوقت كان زماني مخطوفة .
ميرفت : ( تحضنها وتطبطب عليها وتناولها كوبا من الماء ) هي الحكاية وصلت 
                     للخطف ، هي الواحدة مننا ما تنزلش من البيت ولا إية !
كامل : ألف سلامة يا أنسة إيمان ، اجيب لك كباية ليمون ( ينادي ) يا عم احمد ... 
                     كباية ليمون للأنسة إيمان بسرعة . 
حسين : أعصابك تعبانة ... تقدري تخدي أجازة النهاردة ، وتستريحي والسواق بتاعي 
                    ح يوصلك لحد البيت . 
إيمان : ( تسترد هدوئها ) لا أنا كويسة دلوقت الحمد لله . 
حسين : طالما اجتمعنا كلنا ... نبدأ الاجتماع ، وأظن أن الموضوع هام وخطير لدرجة 
                    انه نالنا من الحب جانب . 
كامل : قصد حضرتك نالنا من البلطجة جانب . 
حسين : على رأيك يا أستاذ كامل .... بس اللي أنا عاوز أأكد عليه ، إني مش عاوز اللي 
                    حصل لكل واحد يؤثر على موضوعية الرؤية للظاهرة ، مش عاوز لا تهوين  
                    ولا تضخيم ، أنا عاوز توصيف حقيقي وصادق للظاهرة ، وأسباب ظهورها 
                    بالشكل ده ، وهل لها علاقة بثورة يناير ولا لأ . 
عبد اللطيف : أظن ان البلطجة مرتبطة بحالة البلد أكتر من ارتباطها بالثورة . 
حسين : مش فاهم .
عبد اللطيف : كل ما في الأمر إن لما الجهاز اللي كان مسيطر على كل فئات المجتمع  اختفى 
                    ، وفيع عدد من السجون في أنحاء البلد اقتحم وهرب المسجونين والبلطجية ، 
                    الجو ده كان مهيئ لأن ظاهرة البلطجة تظهر وتنتشر . 
صبري : أنا رأيي أن ما فيش أي علاقة بين الثورة وظاهرة البلطجة ، ولا بين اختفاء 
                    جهاز الشرطة أو ضعفه بعد الثورة . 
حسين :  وضح أكتر يا أستاذ حسين . 
صبري : يعني البلطجي شخص موجود بيمارس نشاطه عادي جدا ، بس يمكن جهاز 
                    الشرطة كان بيتحكم في الظاهرة إعلاميا مش تحكم فعلي ... يعني كان فيه جرائم 
                     على جميع أنواعها ، بس ما كنتش الشرطة تسمح إن ينشر عنها حاجة ، وفيه 
                     جرائم كانت الشرطة بتحاول أن تبدل أو تغير من دلالتها حفاظا على الاستقرار 
                      الأمني . 
كامل : على رأيك يا استاذ صبري ، ما هو مش ممكن أن تكون من ضمن نتائج الثورة  
                    البلطجة ، ومش معقول أن يكون فيه مواطن سوى أول ما يعرف أن الشرطة 
                    مش موجودة يتحول فجأة إلى بلطجى  .  
ميرفت : أنا من رأي الأستاذ صبري ، البلطجي موجود قبل الثورة وبعد الثورة ، بس                 
                    قبل الثورة كان بيعمل لحسابه ، وكان غرضه الساسي النهب أو السرقة أو  
                    الاختطاف أو القتل أو تجارة المخدرات والسلحة ، إنما دلوقت فيه عقول وأيادي 
                    بتستخدم البلطجية على نطاق واسع لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية . 
حسين : قصدك توظيف البلطجة لتحقيق أغراض وأهداف معينة .
إيمان : بالضبط . 
حسين : كده أنت بتقولي أن فيه فكر بلطجي ، أو ما يسمى ببلطجة الفكر                                                                                                                                                                                                                                     
كمال : هو الفكر دخله البلطجة كمان ، معقولة دي . 
حسين : لما المفكر او السياسي أو أي جهة تستعين بأساليب لفرض فكرها أو لمهاجمة                           
                    وتحطيم أفكار غيرها دا نوع من البلطجة ، وده اللي غحنا بنعاني منه ... التهديد 
                   اللي وصل للأستاذ نبيل والتهديد اللي وصلني ووصل للجرنال ومحاولة خطف 
                   الأستاذة إيمان ، اكيد كل ده من ناس مختلفين معانا في الرؤية أو النظرة أو الفكر  
                   ، ولجأوا إلى وسائل وأساليب خارج ميدان الرأي والفكر ..وده نوع من البلطجة
عبد اللطيف : على كدة فيه مستويات للبلطجة أو على الأقل فيه مستويين . 
صبري : تقصد فيه بلطجة ظاهرة ، وهي المعروفة لنا كلنا ، وفيه نوع من البلطجة  
                     الخفي ، وهي الإيد أو الفكر أو العقل اللي بتحرك الرجل البلطجي . 
حسين : إحنا بكدة نكون وصلنا إلى توصيف للبلطجة إلى حد ما مقبول ، بس أنا ملاحظ 
                    أن كلكم قريتم ورجعتم إلى كتب ومراجع وكتبتم ... بكدة مش ح يكون فيه تنوع ، 
                     والعدد اللي إحنا بنجهز له مش ح يكون على المستوى اللي انا عاوزه . 
كمال : أمال حضرتك بتنتظر مننا إيه ؟ 
حسين : ( مشيرا إلى نبيل ) يمكن الأستاذ نبيل هو اللي نبهني لحاجة ... أنا عايز مش 
                    كلكم تقوموا بها على الأقل بعضكم . 
إيمان : زي إيه يا أستاذ حسين ؟ 
حسين : أنا عايز دراسة ميدانية ، عايز اختلاط ... معايشة مع البلطجة ... بمعنى أنا 
                    عايز بعضكم يتبلطج . 
كمال : ( ضاحكا ) يعني تقصد حضرتك إن الواحد مننا يلبس لبس البلطجية ، ونشيل 
                    سكينة قرن غزال ، وحتة حشيشة ، ونخلي نبيل الصبي بتاعي ، وإيمان وميرفت 
                     يعملوا زي راية وسكينة . ونكون عصابة ؟ 
حسين : وإيه المانع . 
إيمان : ( متعجبة ) إزاي دا يحصل يا أستاذ حسين ... معقولة ده . 
ميرفت : دا أنا كنت اموت من الخوف والرعب ... إزاي ح أكون بلتجية ؟ 
حسين : ( يشعل سيجارة ويطلب فنجانا من القهوة ) أنا ما قصدتش المعنى الحرفي  
                      اللي  قصده الأستاذ كمال ، أنا عايزكم تغوصوا في عالم البلطجة ، على القل 
                    نشوفه عن قرب ، أنا عايزكم تتخلصوا من غرور الكتاب والصحفيين أنكم 
                  عارفين كل حاجة ، وفاهمين كل شئ ، اكيد فيه حاجات إحنا مش عارفينها وفيه 
                   حاجات إحنا مش فاهمنها ، كذلك أن عايز أعرف إيه اللي اوجد التصالح او  
                   التفاهم أو التعاون بين أمرين مختلفين كل الاختلاف البلطجة والفكر . 
عبد اللطيف :  يعني ممكن أفهم من حضرتك أن العدد اللي إحنا ح نخصصهح يكون فيه 
                    جانب نظري وجانب عملي ، او دراسة نظرية وأخرى ميدانية . 
حسين : مبدئيا ... بس الدراسة النظرية أن عايز تركيز على الجانب التاريخي ، هل 
                   حدث من قبل أن استعان الفكر بالبلطجة ، أو البلطجة بالفكر ... وإيه هي 
                   الظروف والحالات اللي استدعت ده ... أما الدراسة الميدانية فالميدان أو الحالات 
                   اللي ح تتم دراستها هي اللي ح تحدد ده ... واللي ح يفكر أنه ينزل لدراسة الحالة 
                   ميدانيا محتاج لحاجات كتيرة قبل ما يخوض التجربة ، والجرنال مستعد لتذليل 
                   كافة الصعوبات وتقديم كل المعونات ، وأظن أن أبواب المجد والشهرة مفتوحة  
                   لكم . 
كمال : بس ممكن المجد ده يدفع الإنسان حيته تمن له . 
حسين : فيه ناس كتير ضحوا بحياتهم ، وما أخدوش إي حاجة ، دا يمكن ما حدش 
                    يعرف عنهم اي حاجة ( ينظر في ساعته وينهض ) أنا كنت عاوز أقعد معاكم 
                    أكتر بس فيه اجتماع مع بعض المسئولين .... سلام عليكم . 
كمال : ( يخرج ورقة وقلما ) إيه يا استاذ عبد اللطيف ، ح تنضم للتشكيل العصابي  
                     اللي إحنا ح نكونه ؟ 
عبد اللطيف : ( يتناول العصا ويضع القبعة على رأسه ) لا أنا عايز أموت تحت ظلال 
                    الكتب  والمجلدات ، وليس تحت ظلال السيوف والبلط . 
كمال : وأنت يا أستاذ صابر ، طبعا ح تنضم لنا ، والله عمرك ما ح تندم . 
صابر : يا بني أنا عشت طول عمري ورقة وقلم ، على أخر عمري ح أشيل صنجة  
                    وشومة ... أبعد عني الله يعمر بيتك 
كمال : خلاص يا حلوين ما عدش فيه غيرنا ، ميرفت ريا ، وإيمان سكينة ، وانا عبد 
                    العال ، ونبيل حسب الله ،، وياختي عليها يا ختي عليها . 
    

                       ( ستار )                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        
  
المشــــــــــــــــــــــــــهد الثـــــــــــــــــــــــــــــانــــــــــــــــــــــــــــــــــــي :

صالة واسعة في كبارية ( ليالي الأنس ) في جانب من الصالة البار ، تصطف على الرفف زجاجات وقناني الخمر ، وفي الوسط مناضد متناثرة ، وفي جانب آخر الألآت الموسيقية ، يجلس عجوز إلى منضدة ، وامامه زجاجة خمر والمزة ، وتجلس امامه امرأة تشرب فنجانا من القهوة وتدخن سيجارة . 
المرأة : ( تجذب الزجاجة من أمامه ) أنت ما لكش شغلانة غير انك تشرب طول 
                     النهارالزفت ده ، جرالك إيه يا سمبو ؟ 
سمبو  : ( ينهض غاضبا ويخرج سكينة مشيرا بها إلى وجهها ) أنا ألف مرة قلتلك 
                       يا جواهر ما تخديش القزازة من قدامي ، أحسن والله ح اخلى وشك اللي 
                       ماحلتكيش غيره شوارع وحوارى ، وبعد كده أقطع رقبتك وأرميكي في النيل 
                      علشان السمك يعمل وليمة على لحمك الأبيض ، ما تخلنيش أكرهك ، إنت 
                       عارفة اللي اكرهه مصيره إيه . 
جواهر : ( تناولة الزجاجة ) الحق على إني عايزة مصلحتك ، الكبارية حاله واقف ، 
                     علشان السنيورة سلافة ليلة تيجي وعشرة لا ، والمحروس أبنك مشغول 
                      بحاجات تانية غير الكبارية . 
سمبو : ( يشرب من الزجاجة ) إيكش تولعي أنمت وسلافة وأبني بجاز وسخ ... أنت     
                    ياولية صدقتي إن ده كبارية ، انت نسيتي ان ده كان مخزن بنجمع فيه الحاجات 
                    اللي حبايبنا سارقنها علشان نصرفها بعد كدة ، ولولا الباشا اللي إحنا لا نعرف 
                     اسمه ولا قسمه بيدينا الألوف ، وخلانا في الأملة دى كان زمانك في حارة 
                     الغوازي بتبيعي عسلية ونداغة وعيدان قصب ، وانا على عربية بطاطا 
                     والمحروس أبني ( الضاني ) بيلقط في الأتوبيسات والسنيورة ( سلافة ) غسالة  
                     وخدامة ... حتى الباشا لوما الثورة ضربته بالصرمة القديمة ، ما كنش جه لحد 
                      عندنا ولهفنا الفلوس علشان نعمله اللي هو عايزه ونقتل ونحرق ونخطف . 
جواهر : أنت ما كنش لك غير عربية البطاط طول النهار واقف عليها ، وبالليل تشتغل 
                     هجام على بيوت الناس الغلابا تسرق حبل غسيل ، ولا شوية فراخ ، ولو ما 
                     كنوش الناس بطلوا يطبخوا في حلل النحاس كان زمانك بتسرق الحلل . 
سمبو : ما هو ده كل اللي بنلاقيه ... حرامي نتن بيسرق من فقير معفن ، وبعدين أنت 
                    يتعايريني بأيه ، أمك ولداك في سجن القناطر ، يعني رضعة الإجرام من 
                     صغرك . 
جواهر : بس أبويا كان ... 
سمبو :  ( مقاطعا ) اللي الحسنة الوحيدة عندك أبوكي .... وكان حسنة سودة ، طفشس  
                    من وش أمك من كتر إجرامها ، الرجل خدها من قصيره ونفد بجلده 
جواهر : أنت يا رجل متسلط على ولا إيه ، أنت ما تصدق وتسممنا وترحق دمي بالكلام 
                     ده ... أنت مش عايز تنسى .
سمبو : وأنسى ليه يا جوهرة فالسو ما تساويش حاجة .
جواهر : علشان بقيت أنت وأبنك ( الضاني ) حاجة تانية خالص ، مين كان يصدق بياع 
                     البطاطا الحرامي ، وأبنه اللي كان بيشتغل شوية صبي جزار وشوية ملقاط في 
                     الأتوبيس ... يكونوا في الأملة دية ، عندهم كبارية ومعاهم فلوس ويتعاملوا مع 
                     كبارة البلد ، وبتشغل مغنييين ورقصات وموظفين ما كنتش تطول أنك تقعد 
                      معاهم . 
سمبو : ( يتلفت حوله ) البنت ( سلافة ) يتمشي على سطر وتسيب سطر ليه ؟ 
جواهر : دي كانت في جرة وخرجت برة ... هو حد يقدر يكلمها ، الفلوس اللي بتنقط   
                   عليها كل ليلة زي الرز ، واللي زاد وغطى أبنك اللي خلاها تحد رجليها على 
                    رقاب الكل ، ما أنا مش عارفة عاجبه فيها إيه . 
سمبو : أنت لسة بتغيري عليه يا جوهرتي .
جواهر : قطع لسانك اغير عليه بعد ما اتجوزتك ، دا هو دلوقت زي أبني .
سمبو : بس قبل ما تتجوزيني كان عينك منه كده ولا لأ . 
جواهر : ( تسوي من زينتها ) عيني أنا بس ... دا كل بنات ونسوان الحتة كان عينهم 
                     منه ، ما هو أصل ابنك ربنا يحرسه واد حليوة ونغش وروش ورمش . 
سمبو : يعني إيه رمش . 
جواهر : يعني رموشه تأثر في الواحدة مننا ويخطف قلبها . 
سمبو : ( ينهض ويسير في أرجاء المكان متمايلا وفي يده زجاجة الخمر ) أصل 
                   الولد ابن الكلب طالع لي ... وأنا كنت في شبابي كنت زيه ، يمكن احلى منه كمان 
                     والبنات والنسوان كانوا بيجروا ورايا في كل حتة أروح فيها . 
جواهر : كانوا بيجروا وراك علشان عايزين اللي انت سارقته منهم ، وبالمارة كانوا 
                    بيجروا وراك رافعين الشباشب والجزم . 
سمبو : ( ضاحكا ) اصل انت مش فاهمة ..كانت المرة من دول تديني فلوس علشان 
                     أوافق وأتجوزها ، ولما يعرفوا أني مش بتاع جواز ، كانوا يدوروا عليا علشان 
                     عايزين فلوسهم . 
جواهر : ولما انت واخد فلوس المرة من دول ووعدتها بالجواز ، ما اجوزتهاش ليه يا 
                     متنيل على عينك . 
سمبو : بصي يا جوهرة .... أنا قلبي رقيق ... وما أحبش أكسر بخاطر المرة من دول 
                    ، فلو أتجوزت واحدة ، التانية ح تزعل ، طاب علشان ما يزعلوش أعمل إيه ؟ 
جواهر : ما تتجوزس ولا واحدة منهم ، بس تاخد فلوسهم بس . 
سمبو : والله ما اخدت فلوس حد ، هما اللي بيجوا يدوني الفلوس والدهب بتاعهم ، 
                     وقبل ما بيمشوا بأديلهم كوز بطاطا ، وبطاطا معسلة كمان ... انت الوحيدة اللي 
                    ما اخديش بطاطا . 
جواهر : وما تنساش أنا الوحيدة اللي ما أخدش فلوس مني ، وأنا الوحيدة اللي قدرت أخد 
                    فلوس منك . 
سمبو : وأنت كان حيلتك حاجة يا حسرة ... شوية نداغة وشوية عسلية وعودين قصب 
                    ناشفين . 
جواهر : بس نسيت اهم حاجة ... شرفي 
سمبو : ( ضاحكا ) طظظظظ..... ما كل واحدة محلتهاش حاجة تقولي شرفي ... 
                   الشرف ده مودة قديمة من أيام يوسف بك وهبي وامينة رزق ست الشاشة العربية 
جواهر : قطع لسانك ... دول كانوا بيضربوا بيا المثل في الحتة ، ولولا كده ما كنتش 
                     دفعت كل اللي معاك مهر ليا . 
سمبو : ( وكأنه يحدث نفسه ) تمن شوالين بطاطا .. وكنت سا لفهم من عم بحطيطي 
                   المنتن ، وخد عربية البطاطا رهن .  
جواهر : ( مستفهمة ) بتقول إية ؟ 
سمبو : ولا حاجة ، بس ما تطلعيش فيها قوي كدة ، دا كانت عينك ح تطلع على الواد 
                    ( ضاني ) وكنت تتممني منه نظرة . 
جواهر : هو انا ما أنكرش ، بس برضة ما كنش يمكن يلمسني إلا في الحلال . 
سمبو : أنا مش عارف البنات والستات بيحبوه على أيه ابن الكلب ده !
جواهر : أنت بتغير منه يا سمبوبتي . 
سمبو : أغير منه ، دا لسة أخضر وخرع ولا راح ولا جه ، أنا مستغرب أزاي  
                    النسوان بيبصوا له  ومش واخدين بالهم مني . 
جواهر : يا خدوا بالهم منك غزاي ... أنت عاد فيك حاجة تنفعهم يا رجل ، دا انا بأصبر 
                    نفسي وأقول ضل رجل ولا ضل حيطة . 
سمبو : ( يخرج السكينة ويقترب منها ) حيطة لما تقع على دماغك وتكسر عضمك يا 
                    بنت المركوب ، والله لأتجوز بكرة واجيبلك ضرة تشربك الذل والقهر . 
جواهر : وليه لأ ... ما انت وأبنك بتلعبوا بالفلوس لعب . بعد ما كنتش طايل تشرب 
                    منقوع الصرم من عند الولد ( وطواط ) ، دلوقت بتشرب اغلى أنواع الخمرة 
                    المستوردة ، انا مش عارفة بتجيبوا الفلوس دى منين ... ما يكنش بتاجروا في 
                     المخدرات ، إيراد الكبارية ما يكفيش الفلوس اللي بتصرفها أنت وأبنك . 
سمبو : هو انت مش بينوبك من الحب جانب . 
جواهر : أيوة ، والنبي أنا بقيت مش عارفة اودي الفلوس دي فين ، بس الفلوس دي 
                     بتجبوها منين ، وإذا كان الباشا ده بيديكوا الفلوس دي كلها .. فإيه السبب . 
سمبو : ( يشرب ) محبة وحياتك وغلواتك عندي .
جواهر : ( تضع إصبعها على حاجبها ) ومن امتى المحبة بتجيب فلوس يا دلعدى .  

          { يدخل مجموعة من الشباب مسلحين بمختلف الأسلحة ويتقدم واحد منهم نحو سمبو }
الرجل : ( يسر له ) ....
سمبو : والمبلغ ده عايزينه دلوقت . 
الرجل : حالا في الوقت والساعة . 
سمبو : ( مبتعدا عنه متاملا الرجال الذين يقفون خلفة ) طاب وانا مالي ما تروح  
                    للضاني تاخد منه . 
الرجل : ( منفعلا ) بأقولك إيه ... إحنا صبرنا قليل ... هو اللي قال روح للسمبو وخد 
                   منه المبلغ . 
سمبو : ( مرتعدا ) مش تقول كده إن هو اللي قالك .. خلاص يا اخي روح خد من 
                    جواهر ، هي معاها فلوس كتير ، ولو ما رضيتش أقطع رقبتها وبعد كده دراعها 
                    ، وبالمرة رجليها ، وعلى فكرة هي مخبيا الفلوس في صدرها . 
الرجل : ( يتجه إلى جواهر ) هاتي يا ست جواهر الفلوس . 
جواهر : ( مبتعدة عن الرجل ) الله ... هو انت ما قدرتش على الحمار ح تقدر على 
                    البردعة .. وأنا ح أديلك بأمارة إيه ؟ 
الرجل : (يرجع إلى سمبو وقد أخرج سيفا ويحطم به المنضدة التي يجلس إليها سمبو         
                     )   إنتم ح تشأطوني لبعض ولا إيه .  
سمبو : ( يسرع إليه ويقبله ) انت زعلت ولا إيه ... دا أنا زي أبوك .... وبعدين انا 
                    عارفك ... أنت مش أبن ( نسعدك ) وخالتك اسمها ( فرفشة ) وعمتك اسمها ( 
                    مضحكة ) وأبوك اسمه ( مسرور ) يعني عليتكم كلها ميتة من الضحك ... أنت 
                    مش طالع لأهلك ليه يا بني ، وبعدين أنا عمك سمبو ... أكيد أنت أكلت بطاطا ، 
                     وأكيد أمك جرت ورايا في يوم من الأيام .
الرجل : بأقولك إيه يا عم جلنبو. ...
سمبو : يا بني أنا سمبو ، انت لا مؤاخذة أحول . 
الرجل : إحنا مش فاضيين ورانا شغل ... قبضني علشان أقبض الرجالة . 
سمبو : لحظة واحدة ... انت عايز إيه بالضبط ... تقبض ولا تقبض الرجالة . 
الرجل : أقبض الرجالة . 
سمبو : طاب وأنا مالي ما تروح تقبضهم . 
الرجل : ما أنا مش ح أقبضهم إلا لما أقبض منك . 
سمبو : يعني انت عاوز تقبض مني .
الرجل : أيوة . 
سمبو : طالما كده ، ما تقولهم يروحوا ، دول اصلهم قدم نحس على الكبارية ، دا أي 
                    واحد يشفهم يجيلوا جلطة . 
الرجل : ( يتجه إلى الرجالة غاضبا ) يا رجالة عم سمبو مش عايز ينفذ اوامر ( 
                    الضاني ) . 
                  { يخرج الرجال سيوفهم من وراء ظهورهم وينتشروا في المكان ليحطموه }

سمبو : ( مذعورا ويخرج كل ما في جيبه من أرواق نقدية ) خلاص يا رجالة ، خدوا 
                    كل اللي في جيبي ، وخدوا كمان جواهر وخلصوني منها . 
جواهر : أنت كده ، ما تدفعش إلا ما تشوف العين الحمرة ، يا ناري منك يا راجل . 
سمبو : إن شا الله تترمي في جهنم الحمرا .... وأنت فاكرة الضاني ح يديني حاجة . 
الرجل : ( يحصي المال ) الضاني قاللي أسألك إن كنت عاوز حاجة . 
سمبو : لا ... خد التنيران دول ومع السلامة . 
الرجل : يتقول إيه ؟ 
سمبو : باقول خد البلابل دول معاك وانت خارج .   
                    
                                       { تدخل حسناء في كامل زينتها }
سمبو : ( يتمايل ) اهلا براقصة النت والفيس بوك سلافة بنت المأشف . 
جواهر : نت إيه وفيس بوك إيه يا متنيل ؟ 
سمبو : اسكتي يا جاهلة .... خليكي انت في الإذاعة والتليفزيون ... إحنا بنرقص 
                     بالكبيوتر  . 
جواهر : أمال فين اسم النبي حارسه ، حبيب القلب ؟ 
سلافة : ( تأخذ الزجاجة من يد سمبو وتشرب ثم تعيدها إليه ) بقالي أسبوع ما شفتش 
                     وشه . 
جواهر : ( ساخرة ) وليه الجفا والبعد ده ... دا انتم ما كنش بيفرققكم عن بعض إلا النوم 
                     ... دا يمكن ما كنش بيفرقكم . 
سلافة : الظاهر أنا بقيت مودة قديمة . وإترميت زي قزازة الخمر الفاضية . 
جواهر : ( تقف وتتقدم منها وتمس على شعرها وتتأمل جسدها ) إزاي ده ، دا انت 
                    مجننة زباين الكبارية ، وبيترمي على دماغك فلوس كل ليلة تشتري سمبو . 
سلافة : ما أعرفش يا أبلتي ... الواد ( عكرشة ) قال أنه اتلم على صحفية ، وبيتقابلوا 
                     كل يوم . 
سمبو : ها أو... أو ....أو.... الضاني بقى (مسكف) ، وبيعط في (السحافة ).
جواهر : ( متذكرة ) ما تكنش دي البنت الصحفية اللي كان بيقول أنها كانت عايزة تنزل   
                     صورته في الجرنال ، وهو ما رضاش . 
سلافة : وكانت عازة تنزل صورته ليه . 
جواهر : قال علشان ضرب شوية عيال صايعة كانوا بيعاكسوها . 
سمبو : ( يشرب ) والله زي ما بيقولوا دي صحافة مش مظبطة . 
جواهر : ليه يا أبو العريف . 
سمبو : ما أنا يا ما دغدغت وكسرت وضربت شباب كتير كانوا بيعاكسوكي ، ولا حد 
                     عبرني ( ضاحكا ) فاكرا يا جواهر لما كنا مرة ماشيين على الكورنيش قام حبة 
                    شباب عاكسوكي قمت شتمتهم ، قاموا ضربوني ، ولقيتك انت عمالة تضربي 
                    معاهم  . 
جواهر : أيوه أضرب معاهم ، هما مش لما تكاتروا عليك ، والضرب بدأ يوجعك رحت 
                    قايل لهم خدوها .. خدوها وسبوني ...يا رجل يا ناقص . 
سمبو : أمال أسيبهم يموتوني يا ولية ... الله .... الروح غالية برضة ... وبعدين إيه  
                    اللي حصل بعد كدة ؟ 
جواهر : ولا حاجة ... بصوا لبعض ، وبعد كدة سا بونا ومشيوا . 
سمبو : ليه باة ؟ 
جواهر : مش عارفة لحد دلوقت . 
سمبو : ( يقترب منها ويضع يده فوق كتفها ) أنت عارفة المثل اللي بيقول لو كان  
                    فيها خير ما كان رماها الطير 
جواهر : ( تبعد يده بعنف ) طير لما ينهش جتتك دا أنا مهنياك ومتحملة قرفك يا راجل 
                    يا ناقص . 
سمبو : وانا ح أطلقك ، وقبل ورقتك ما توصلك ح أكون متجوز ست ستك . 
جواهر : ما انت وأبنك أتجبرتم ... الله يرحم عربية البطاطا ، والعيش على كفا النسوان  
                     و...
سلافة : وصلة الردح والقباحة وقلة الأدب دي مش تخلص .. أنتم ما بتتعبوش خالص 
                    ... حرام عليكم . 
سمبو : علشان خاطر أحسن راقصة في بر مصر كله أنا مش ح أفتح بقي . 
جواهر : إن شاء الله عمرك ما تفتحه يا بعيد . 
سمبو : ( يرفع بصره ويده إلى أعلى ويشير إليها كي يقطع الله لسانها وعنقها ويدها ) . 
جواهر : شوفي بيدعي عليا إن ربنا ياخدني أزاي . 
سمبو : لا..لا.. أنا بأدعي إن ربنا يقطع لسانك ورقبتك وأيديك . 
              { يدخل شاب يتدلل في مشيته } 
سمبو : عكرشة حضر فلابد يكون الضاني جاي وراه 
عكرشة : سيدى وسيد الكل ح ينور ويونس الكبارية . 
الضاني : ( يدخل يحيط به مجموعة من الفتوات ) أزيك يا با ، أزيك يا مرات أبويا . 
سمبو : ( يرفع زجاجة الخمر إلى أعلى ) اهلا بمحطم قلوب العذارى ، وكاسر رقبة  
                    النسوان ، إيه يا ولد ، أنت ما بتسألش على أبوك ليه . 
الضاني : ( يشير إلى الفتوات فيجلسوا منتشرين في المكان ) ليه يا با ، أنا مش لسة 
                       بعتلك سلام مع أبو دراع . 
سمبو : ( يخرج جيوبه ) أيوة يا خويا ، سلامك خد كل اللي في جيوبي .
الضاني : ( يقترب من سلافة ) معلش يا با ... هو كان محتاج للفلوس وما كنتش فاضي 
                    أقابله ... والجيب واحد برضة ... أزيك يا بنت يا سلافة ... انت عاملة انك 
                    مقموصة ولا إيه . 
جواهر : أنت مزعل سلافة ليه يا ضاني . 
الضاني : ( يقترب منها ويمس على شعرها فتنفر منه ) مين اللي يقدر يزعل القمر بتاع 
                    الكبارية ، دا أنا كنت أخرب بيت ابوه . 
جواهر : انت يا خويا . 
الضاني : ( يمسك بيد سلافة ويجذبها نحوه ) لا دي الحكاية جد مش دلع ، ايه اللي 
                     مزعلك يا روح قلبي .
سلافة : انت ما عدتش الضاني بتاع زمان .
الضاني : مشاغل والله ... أنا مش لاقي وقت علشان أنام . 
جواهر : والبنت الصحفية برضة مشاغل . 
الضاني : ( يبتعد عن سلافة ويخرج سيجارا من جيب جاكتته وينزع الغلاف ويسرع    
                   أحد الجالسين باشعاله له ) هي اخباري لحقت توصلكم ... طبعا ما خرجتش عن 
                   ( عكرشة ) الولد ده بيسجل عني كل كبيرة وصغيرة ( يخاطب الجالسين ) هاتوا 
                    لي عكرشة بسرعة . 
عكرشة : ( محمولا على اكتاف بعض الرجال ) السماح والرضا يا سيدنا الضاني ... 
                    السماح والرضا يا سيدنا الضاني . 
الضاني : ( يجذبه منهم ويعطيه السيجار كي يتفرغ لضربه ) أنا فعلا ما اقدرش استغنى 
                    عنك ، وانت معايا في كل كبيرة وصغيرة ... بس مش معنى كدة يا روح امك  
                    إنك تسيحلي وتبعني في كل محطة . 
عكرشة : ( مستغيثا ) الحقيني يا ست الكل ... دا أيده طارشة ، وأنا ما أستحملش ضربة 
                    مقص منه . 
سلافة : ( تخلصه ) سيب الولد .. انت زعلان علشان كشف سترك مع البنت الصحفية 
                    اللي انت داير معاها ليل ونهار . 
الضاني ( يمسك يد سلافة ) أنا ما بأعملش حاجة في الضلمة علشان ينكشف ستري ، 
                     وما تخلقكش اللي يعدل عليا فاهمة ولا لأ . 
سلافة : ( متالمة ) فاهمة ... فاهمة .. سيب أيدي أحسن تكسرها . 
جواهر : مالك يا خويا أنت متعافي على البنت كده ليه .. هي علشان بتحبك وتغير عليك 
                    ، ولا انتم كده يا رجالة بتبيعوا اللي شاريكم وتشتروا اللي بيعكم . 
سمبو : أيوة زي ما بتقوله جواهر ... إحنا يا رجالة بنبيع اللي شارينا ونشتري اللي  
                    أحنا مش عايزينه ، ونخزن البضاعة ونعطش السوق علشان ...
جواهر : ( تضربه على ظهره ) اسكت خالص وما تتكلمش ، خليك في القزازة بتاعتك ، 
                     يا ريتك تدخل جوه واقفل عليك بخاتم سليمان . 
سمبو : يا ولية دي قزازة خمر مش مصباح علاء إسماعيل . 
جواهر : مين علاء أسماعيل ده يا متنيل . 
سمبو : طول عمرك ح تتنك جاهلة ومش مسكفة ، علاء 
                    إسماعيل ده كان عند مصباح بيتعمر الجاز الوسخ ، راح الجن اللي كان 
                     بيستحمى بالجاز الوسخ خرج له ، وقاله شبابيك لبابيك يا علاء إسماعيل ، قاله 
                     أنا عايز تربة حشيش وصندوق خمرة وكم مزة لونة ، وما تنساش المزة بطارخ  
                     وتفاح . 
الضاني : ( ضاحكا ) بأة علاء إسماعيل قاله ما تنساش المزة بطارخ . 
سمبو : وما تنساش التفاح . 
الضاني : والجن جاب كل اللي طلبه علاء إسماعيل . 
سمبو : لا .. ما حصلش . 
الضاني : ليه ؟ 
سمبو : أنت يا بني مش عايش في البلد .... مش الثورة قامت . 
الضاني : أنا عايز أعرف إيه العلاقة بين الجن اللي كان جايب تربة الحشيش وصندوق 
                    الخمرة وكام المزة اللونة والمزة والبطارخ لعلاء إسماعيل والثورة . 
سمبو : ما الحكاية زاطط وتاه الجني . 
الضاني : انت فاهمخة حاجة يا مراة أبويا ؟
جواهر : سيبك منه ... دى الخمرة لحست مخه . 
سمبو : يا بني انا سمعت بيقولوا أن في ثورة يناير خرج الشعب من القمقم اللي كان 
                    محبوس فيه ، ومحدش تاني ح يعرف يرجعه ... حصل انك سمعت الكلام ده . 
الضاني : أظن أني سمعت الكلام ده . 
سمبو : أكيد الجن بتاع علاء إسماعيل ، وهو شايل الحاجات التقيلة اللي كانت معاه  
                    تاهبين التمانيين مليون اللي طلعوا من القمقم ، مع أني زعلت أن الجني تاه . 
الضاني : ليه زعلت . 
سمبو : وأنت فاكر أني كنت ح أسيب علاء غسماعيل يسهر لوحده ، أنا معاهم ففتي 
                    ففتي . 
جواهر : ( تشير إلى رأسه وتدير أصابعها ) ما انا عرفاك ... هية سهرة زي دى تفوتك  
                     ( تخاطب سلافة ) يا أختي إحنا مش ح نعمل بروفات على الأغنية والرقصة 
                      الجديدة ... أمال الأساتذة الآلاتية ما جوش ليه ؟ 
الضاني : لا من هنا ورايح ما فيش أغاني ولا رقص . 
جواهر : ليه هو إحنا ح ناخد أجازة ولا أيه ؟ 
الضاني : الصحافة ح تيجي تعمل معاكم شوية لط وعجن وح تصور شوية تصويرات . 
سلافة : ( ساخرة ) والله جه اليوم اللي ح تتكلم الصحافة فيه معانا وتطلع تصويرنا في 
                    الجرايد . 
الضاني : خلي بالكم من هنا لحد ما يسجلوا معاكم ، الأغاني المايعة والهابطة مش عايز 
                    اسمعها ، فاهم يا مراة أبويا ... وأنت يا سلافة بلاش بدلة الرقص 
جواهر : يا نهار اسود انت عايزها ترقص عريانة . 
 الضاني : أنا قلت ترقص عريانة ... أنا قصدي تلبس بدلة رقص حشمة . 
سمبو : تلبس بدلة رقص برقبة ، وفوق البدلة بالطو ، وتحط ستارة بينها وبين  
                    الجمهور ، أما جواهر فتقرأ تفاشيح . 
جواهر : اسمها تواشيح يا متنيل على عينك .... وعلى كدة إحنا مش ح نقدم للزباين لا 
                    خمر ولا دياولة . 
سلافة : ح نقدم حلبة حصى ويانسون وقهو سادة . 
سمبو : ( ساخرا ) وبالمرة نقدم مغات ، وأي واحد عايز يعمل سبوع ابنه ولا حتى 
                    يطاهره ونعمله مرقة كتكوت ... إيه يا عم اللون اللي انت داخل بيه علينا ده ، 
                    جواهر ح تغني تفاشيح ، وسلافة تلبس بدلة رقص حشمة  واللي زاد وغطى 
                    اللي ح يشربوه الزباين ، طاب ما نحول الكبارية مدرسة للأخلاق الحميدة ،  
                    الزبون يجي نربيه ونأدبه ، واللي يتشاقى نجيب ولي أمره ، ولا نمده على رجليه 
                   ، فيه إيه يا عم الضاني أنا ما ربتكش على كده ، انت ح تفضحنا . 
سلافة : يمكن البنت الصحفية هي اللي خلته يتوب ويمشي عدل . 
الضاني : يا جماعة أفهموني ... أنا زي ما انا . 
جواهر : ( تقف وتفق وتغني ) أنا زي ما انا وأنت بتتغير عمر الهنا قصير عمر الهنا 
                    قصير . 
سلافة :  ( ترقص وتزغرد ) أيوه كدة يا ابلتي أنجلي وسختي الحنجرة . 
سمبو : ( يخرج ورقة نقدية ويضعها فوق رأس سلافة ) النقطة دي من الباشمهندس 
                    سمبو ، يحي الفرح ويحي الأستاذ الضاني ، نصير الصحافة وراعي السكافة  
                     وقلة الأدب ورقصني يا جدع . 
الضاني : ( غاضبا ) بس يا غجر ... يا جماعة حاولوا تفهموني ... يا با حرام عليك . 
جواهر : ( تقف وتغني ) حرام عليك تبعت عينك تشغلي قلبي طول الليالي ... حاولت 
                    أخبي حبك في قلبي ليبان عليا طول أنشغالي . 
سلافة : ( تواصل الرقص ) ازبطيلي النغمة يا أبلتي .
سمبو : ( يقف على مقعد ويخرج ورقات نقدية ويوزعها فوق رأس سلافة ) أبو 
                    الضاني بيحي الضاني ، ويحي كل اللي جونا وعبرونا .. وأديني سلام المشي 
                    البطال آخرته الندم يا حلاوة . 
الضاني : ( متأثرا ) طبعا ... ما أنتوا متربيين في حواري الإجرام وزقايق الفساد . 
جواهر : اسم الله عليك أنت يا خريج كلية الآداب ، ما الحال من بعضه لا تعايرني ولا 
                   أعايرك ... ما انت مولود في ....
سمبو : ( مقاطعا ) بس يا ولية يا ام لسان زفر ... لحد الضاني واحترمي نفسك ... ما 
                     تنسيش لولاه ما كنا في الأملة دية .
جواهر : انت معاك حق في دية ، إحنا عندنا كبارية ، ومعانا فلوس وبنلبس كويس ، 
                    وبناكل كويس ، وبنقابل ناس عاليين ، إنما إحنا زي ما إحنا يا نور عيني ومش 
                    ح نتغير .
الضاني : خلاص طلعتم كل اللي انتم مخزيننه ...استريحتوا دلوقت .... عايزين 
                    تفضحوني قدام الناس . 
جواهر : ما عاش اللي يفضحك يا خويا .... دا إحنا كلنا عايشين في ضلك ، قولنا عايزنا 
                   نعمل إيه ... دا أنت لو عايزني اعمل خضرة الشريفة ح اعمل ، والبنت سلافة 
                   دى لو عايزها تعمل راهبة في الدير ح تعمل ، وأبوك ده لو تؤمر ح نرميه في 
                   الصحرا ، ويختار أي جبل يعيش فيه ، مش ح نكسر كلامك . 
سمبو : ( وكانه يكلم نفسه ) صحرا إيه وجبل إيه الولية المجنونة دية ... والله فكرة 
                   والواحد ياخد كم صندوق خمرة وشوية مكسرات ويبعد شوية عن وشها العكر ده 
الضاني : يا مرات ابويا دي فترة قصيرة لحد الناس بتوع الصحافة ما ييجو ويعملوا 
                    معاكم كلام ويصوروا ويمشوا ...وبعد كده ترجع ريما لعادتها القديمة . 
جواهر : بس كده .... مش تقول كده من الصبح . 
الضاني : ما انا حاولت أفهمكم وأنتم فاكرين نفسكم في فرح بلدي ، انت عماله تغني 
                   وسلافة بترقص وعم سمبو عمال نازل نقطة . 
سمبو : ما لازم نحيي الفرح ولا حبايبنا يكلوا وشنا . 
جواهر : ( يربت على كتف الضاني ) يا خويا من دلوقت .... هاتي يا سلافة الإيشارب 
                    اللي انت متحزمة بيه ، ح احطه على راسي وأداري بيه شعري ، وأنت يا سلافة 
                    فتحات بدلة الرقص سديها بالضبة والمفتاح ، وأنت يا سمبو اشرب يا خويا 
                    اليومين دول عرقسوس وتعالى على نفسك شوية لحد ضيوف سي الضاني ما 
                    ييجوا ويروحوا بالسلامة ، أما على الزباين فنطفحهم مية بمورد . 
الضاني : مش للدرجة دية يا مرات ابويا . 
جواهر : خلاص أنا ح اعمل حلتين عناب ، وحلتين وأزان يا نسون ، وطشت رز باللبن 
                   ، والبنت سلافة تعمل حلاوة سد الحنك وفضلة خيرك حلتين مهلبية وصنية ام 
                    على . 
سمبو : ( ضاحكا ) دا بمناسبة مولد سيدنا المكسوف ولا إيه وأصحابه المستحيين ... 
                   { يدخل الحارس وينقل بصره بين الجالسين }
الضاني : إيه اللي دخلك هنا يا عم حمزة ؟ 
عم حمزة : أصل فيه واحد عايز يدخل دلوقت اسمه دكتور زلمكة . 
سمبو : مين دكتور زلمكة ده ... فيه حد منكم عربيته عيانة ولا حاجة . 
جواهر : ما يكنش الواد زلمكة كاتب المحامي اللي ساكن عندنا في حارة الوطاويط . 
الضاني : ( متذكرا ) أه ...فعلا دا انا بعتله النهاردة علشان ييجي ، خليه يدخل حالا .
زلمكة : ( يدخل شاب منفوش الشعر ، وتتدلى على صدره سلاسل في نهاية كل سلسلة 
                    نظارة بلون مختلف ، وفوق اذنيه قلمان ، ويحمل مجموعة من الكتب ، وتحت 
                    أبطية عدد من الجرائد والمجلات ) دكتور زلمكة أكبر استشاري في القانون 
                     المحلى والدولي ، جنايات ... جنح ... إداري .. تعويضات .. توكيلات .. 
                     سمسرة .
جواهر : ( تصافحه ) إزيك يا واد يا زلمكة ... أمك ولدت ولا لسة ... واختك جوزها 
                 ردها ولا غضبانه عند امك ... وخطبتك بربرة ردت الشبكة لك ليه يا ولد ... أصل 
                 انا من يوم ما سيبت الحارة انقطعت الأخبار عني . 
سلافة : إنت ما فيش فايدة منك يا ابلتي ... أنسي إنك كنت عايشة في حارة الوطاويط . 
زلمكة : ( يضع نظارة فوق عينيه ) شوفي يا ست جواهر ... أنا دلوقت في عمل في 
                    بزنز ، وانا ما باخلطش العمل بالأمور الشخصية والعائلية .... وعلى فكرة .. أنا 
                    كمان سيبت حارة الوطاويط . 
جواهر : ( متعجبة ) الله ... إحنا كلنا سيبنا الحارة ... أمال مين فيها دلوقت . 
زلمكة : الوطاويط ... ( يلتفت إلى الضاني ) أيوة يا سيد ضاني ، أنت سيبت الكارت 
                    بتاعك في مكتب الأستاذ اللي أنا مديره العام ... فيه حاجة أي خدمة اقدمها لك . 
الضاني : ( ياخذه تحت زراعه ، ويقدم له سيجارا ) الأول خد السيجار ده . 
زلمكة : ( يتأمله ) لو سمحت ولعلي أحسن ما عييش كبريت . 
الضاني : لا .. خليه .. كله بعد العشا .. قصدي دخنه بعد العشا .... المهم فيه مهمة لك .. 
                    انا قلت ما يقدرش عليها غير دكتور زلمكة . 
زلمكة : ( يتامل ما حوله ، ثم يجذب مقعدا ويضع ما يحمله على مقعد ىخر ، ويضع 
                    قدما فوق الأخرى ) أنت فعلا جيت للرجل المناسب ... على فكرة الأستاذ بتاعنا 
                    ما يقدرش يمشي في قضية إلا بمساعدتي واستشارتي ، انا ولا فخر ضليع وجبار 
                    في القانون ... ما فيش فيك يا مصر كتاب في القانون إلا واطلعت عليه .
جواهر : أمال يا خويا كانوا بيقولوا عليك فاشل وخايب ليه ، وطردوك من كلية الحموم زلمكة : ( يقف غاضبا ويرفع بنطلون لأعلى ) ما حدش يجرأ يطردني ... انا اللي 
                    سيبت الكلية بسبب حقد وغيرة الدكاترة ، لأني كنت بألف مذكرات في القانون 
                    واوزعها على أصحابي ،وعلشان كده ما كنوش بيشتروا كتب الدكاترة . 
جواهر : والمفكرات اللي انت كنت بتكتبها وتديها لسم النبي حارسهم زمايلك كانت 
                     بتنجحهم ؟ 
زلمكة : لا طبعا ... لأن الدكاترة كانوا بيحاربوني وعايزين يوقفوا سوق المذكرات 
                     بتاعي . 
جواهر : ولما اسم النبي حارسهم فشلوا عملوا فيك غيه يا خويا . 
زلمكة : بيدوروا عليا لحد دلوقت . 
الضاني : ( يجذب مقعدا ويجلس بجواره ) سيبنا من تاريخ حياتك يا دكتور . 
زلمكة : ( يخرج ورقة وقلما ) هات ما عند يا سيد ضاني ، على فكرة الاستشارة 
                     بفلوس ، أنا ما عدتش بأشتغل مجانا دلوقت . 
الضاني : ( يخرج رزمة من الأوراق النقدية ويضعها في جيب زلمكة ) انت شايف شلة 
                    الغجر دول ... أنا عايزك تنجرهم ... تعلمهم ... تثقفهم ، لأن فيه صحفية ح تيجي 
                     تعمل برتاج أو مرتاج اللي بيقوله ده . 
زلمكة : تقصد ريبورتاج  . 
الضاني : أيوة اللي بتقول عليه ده ... وحاجات اللي ماشية اليومين دول عن الثورة 
                    والاعتصامات والمطالب الفئوية وحق الشهداء والمصابين وأبصر إيه ومدرك 
                    إيه . 
زلمكة : ( يقف وينقل بصره بين الجالسين ) أنت قصدك السيد سمبو والست جواهر 
                    وسلافة وأنت . 
الضاني : وإن كان ممكن الواد عكرشة وعم حمزة فوق البيعة كمان . 
زلمكة : ( يخرج المبلغ الذي وضعه الضاني في جيبه ويخرج مبلغا من جيبه الأخر ) 
                    خد الفلوس بتاعتك ، وفلوس من جيبي الشخصي وخرجني من هنا . 
الضاني : ( يمسك به ) فيه إيه يا دكتور ... إن كانت الأتعاب مش عجباك نزودها .
زلمكة : ( مشيرا إلى الجالسين ) انتم فاكرين نفسكم موجودين في العالم ... أنتم زمانكم  
                    انتهى ، أنتم حققكم يحطوكم في متاحف التاريخ الطبيعي زي موميات الفراعنة ،  
                    والناس يمروا عليكم ويتعجبوا . 
سمبو : ( فاتحا سكينته قرن غزال ) أنا مش فاهم من اللي بتقوله حاجة ، بس حاسس  
                     أنك بتشتمنا بالقانون بتاعك ده ، سيبني يا ضاني اعلم عليه . 
الضاني : ( يأخذ السكينة منه ) انا مش قلتلك ما تشليش الزفت دي معاك تاني . 
جواهر : والنبي لو كان زي ما بيقول سمبو لأروح لأمك وأنيلها بنيلة ... إيه يا ولد إحنا 
                     مش مالين عينيك ولا إيه . 
سلافة : إن ما كناش عارفين الحلة وغطاها يا زلمكة ... أنت ناسي يا خويا إن 
                    الاستشارة القانونية كانت بساندوتش فول وكباية شاي وحجر معسل . 
جواهر : ليه إنت ناسية أتعاب الأستاذ بتاعة كانت غدوة على دكر بط وكسكسي .
سلافة : عارفة يا أبلتي وكان الحلو كباية عصير قصب . 
زلمكة : ( يجمع كتبه ويتجه نحو الباب ) أنا غلطان اني جيت عندكم يا غجر يا لمامة يا 
                     بتوع حارة الوطاويط . 
                                 { يعترضه عدد من الرجال ويخرجون السيوف له }

زلمكة : ( يعود ويضع الكتب على المنضدة ) أنا تحت امرك يا سيد ضاني . 
الضاني : شوف يا زلمكة ... اللي كان الأستاذ بيدهولك في سنة أنا ح أدهولك في يوم ، 
                     واكتر كمان ... أنت ما تتخيلش الفلوس اللي معانا قد إيه . 
زلمكة : قد إيه يا ضاني باشا ... وجبتوا الفلوس دية كلها منيين .. دا أنتم كنتم صايعين 
                     ومش لاقيين اللضى .. دا أبوك كان بيجيب البطاطا شكك ، وكان بيسدد ديونه 
                      بالبطاطا المشوية ، وانت طول عمرك حرامي . 
الضاني : سيبك من البطاطا دلوقت وخلي الغطا مستور ، المهم ح تبدأ امتى مع الجماعة 
                    دول ومعايا . 
زلمكة : أنا جاهز في أي وقت . 
                   { يدخل عم حمزة الحارس وهو مقيد اليدين ومكمم الفم ويدخل وراءه مجموعة    
                     من الرجال شاهرين سيوفهم ومسدساتهم يتقدمهم شاب }
الضاني : ( يشير لرجالته الجالسين في أرجاء المكان أن يبقوا في أماكنهم ) إيه اللي 
                    جابك يا سياف دلوقت . 
سياف : ( يتقدم ويتلفت حوله مبهورا ) أبارك واهنئ على اللي انت وصلت إليه . 
الضاني : بس دخلتك دي مش واحد جاي يبارك ويهني ، وما فيش بيني وبينك أي معاملة    
                     علشان تباركللي . 
سياف : وليه ما يكنش فيه معاملة ، هو إحنا مش ولاد كار واحد ولا إيه . 
الضاني : عمرنا ما كنا ولاد كار واحد ... انت بتاجر في الدم والروح . 
سياف : ( يقترب من سلافة ) لا دا كان أيام الشقاوة والغشومية ... إحنا غسلنا أيدينا من 
                    كل ده . 
الضاني : ( يبعد سلافه من طريقه ) يا ريت تغسل قلبك كمان . 
سياف : انت فاكرني غيران منك وحاقد عليك . 
الضاني : ( يضه يده على كتفه ) قولي يا سياف إيه اللي حدفك عليا النهاردة . 
سياف : ( يجلس ويخرج علبة سجائره ويشعل واحدة ويضع قدما فوق الأخرى ) كدة 
                    من غير ما تعزم عليا بكاس كونياك ولا بقزازة نبيت . 
الضاني : مش لو كنت ضيف . 
سياف : أمال أنا إيه ؟ 
الضاني : أنت بلطجي . 
سياف : ( يضحك ويقف ويدور في ارجاء المكان ويشير إلى الجميع ) كل الموجودين 
                    هنا بلطجية ... ابوك ومرات أبوك والرقاصة اللولبية وكل القاعدين قدامك زي 
                    الأرانب ، وكل الواقفين ورايا زي الأسود ، حتى الدكتور زلمكة بلطجي وأنت 
                    بلطجي وأنا بلطجي ... بس فيه فرق بيني وبينك ، انا بلطجي ( أسيل ) سيد نفسي 
                    ، انت بلطجي خدام لا مؤاخذة زي الكلب المربوط بسلسلة ، الباشا اللي مشغلك 
                     ممكن يكممك ويربطك ، وممكن يرميلك كل شوية عضمة ، وممكن يشاورك 
                     على واحد علشان تنهشه مع العلم أنت لا تعرفه ولا عمرك شفته قبل كده ، ( 
                     يقترب من سمبو ويأخذ منه الزجاجة ويشرب ) أنا طول عمري في البلطجة قبل 
                      منك ، بس ما عملتش ربع اللي انت عملته في شهور . 
الضاني : زي ما قلتلك اللي جابك سواد قلبك . 
سياف : ( يحمل مقعدا ويجلس أمام الضاني ) لا... انت دماغك راحت لبعيد ، أنت حر 
                     وأنا حر ، وكل الناس دي احرار ، إحنا في ثورة كل واحد رافع راسه ، حتى 
                     البلطجية رافعين راسهم ، دا يمكن البلطجية ما رفعوش راسهم إلا بعد الثورة ( 
                     يضحك ) لو كنا نعرف ان الثورة ح تخلينا كده ، كنا إحنا اللي قمنا بالثورة ... ما 
                     إحنا من الشعب .. أي نعم بلطجية وحرامية وولاد ستين كلب ، إنما من الشعب 
                     وعايشين في البلد ، وحد ممكن يقول اللي إحنا مش من البلد ، دا لحم أكتفنا من 
                      البلد دي وبنحبها ، والله بنحبها ، أي نعم بنسرق وننهب وبنقول كد\ه ، وكل 
                     الناس عارفانا حتى الحكومة اللي اتألشت ... يعني إحنا بنشتغل في النور وما 
                     كدبناش على حد ولا خدعنا ولا غشينا حد ، مش زي ناس وزرا ورئيس وزرا 
                     ورئيس كانوا الناس يضربلهم تعظيم سلام و( يتلعوا) في التليفزيون ويتصوروا 
                     في الجرايد ، وهم جواهم بلطجية . 
جواهر : ما أنتم كلكم بلطجية . وإش خيره عنه ما هو ابن عمه  . 
سياف : بقى بزمتك أهنه البلطجي الأسيل والبلطجي ابن الكلب ، اللي بيكدب على 
                    الناس ويضحك عليهم ولا ... هو عمرك شفتي بلطجي أسيل بيسرق فقير ولا 
                     يضرب ضعيف ( يضحك ) لو تسدقي إني مرة سرقت واحد غني ، بعد كده 
                     الفلوس كلها عطيتها لواحده بتعمل عملية لبنتها وما كنتش لاقية اللضى ..... إنت 
                     عارفة ليه ؟ مش ح أقولك إنها سعبت عليا ولا (أشفكت ) عليها زي ما بيقولوا 
                     في السيما ، كل ما في الحكاية إني بعد ما عطيتها الفلوس رحت سرقت واحد 
                     غني تاني ... ما هو الأعنيا مليين البلد ، أنا وانا مغمض أمد أيديا تخبط في 
                     محفظة واحد غني ، ولا في خزنة صاحب شركة ، وحاجة كمان كانت بتخليني 
                     ندي للناس الغلابة إن أبويا وامي ماتوا غلابا ، علشان كده أنا بحب كل واحد 
                     غلبان ، وبعدين بعد ما ندي للغلبان بيدعيلي أن ربنا يسترني و ( يحفزني ) . فانا 
                      بأسرق وأنهب ببركة دعا الغلابا . 
الضاني : ( يقف ويصفق له ) أنا ما كنتش اعرف أن قلبك كبير كده يا سياف . 
زلمكة : أنت كده زي اللص الشريف بياخد من الأغنيا ويدي للفقرا. 
سياف : أهو أنت امير البلطجية يا زلمكة .... لص شريف إيه يا خويا ... هو انا مهما 
                    سرقت من الغني وعطيت الفقير برضه ح يتن الغني غني والفقير فقير ، لأن 
                    الغني ح يلف من وراييوياخد الفلوس اللي انا أديتها للفقير ، هو أنت فاكر يا خويا 
                   يا ضاني إن الغني هو اللي معاه فلوس والفقير هو اللي ما عندهوش فلوس . 
الضاني : منك نتعلم يا استاذ البلطجة . 
سياف : الغني غني علشان ما حدش يقدر يقرب منه ، والفقير فقير علشان ما يقدرش 
                    يقرب من حد ، علشان كده مهما اخدت من الغني هو غني برضه ، ومهما إديت 
                      للفقير هو فقير برضه ، يعني الرئيس خالد الذكر جمال عبد ( الناسر ) خد كتير  
                      كتير من الأغنيا وأدي للفقرا ... تن الغني غني والفقير فقير ، وكانوا  بيقولوا 
                      للي اتاخد فلوسه يا باشا ، وأنت مثلا بقيت آخر أبهة لبس واكل وسجاير وخمر 
                      مستوردة وحشيش وكبارية ومغنيات ورقصات وعربيات  وموظفين ، ولكن 
                      بعد كل ده أنت – على الأقل في نظرنا – الولد الضاني صبي الجزار البلطجي 
                      الخايب المايل ، وح تتنك بلطجي حتى لو كان معاك مليون جدنيه .
سمبو :  ما هو كتر نقككم ده هو اللي جابنا الأرض ، غهة ح ترسي على حلبة حصى 
                     وكركديه وسحلب ، وجواهر ح تغني تفاشيح ، وسلافة ح تلبس بالطو وح 
                     ترقص على موسيقى الأدب والخلاق . 
الضاني :  ( يمسك يد سياف ) أنت لحد دلوقت ما قلتليش أنت جاي ليه النهاردة ، ودخلت 
                     الدخلة دي ليه . 
سياف : آه ... تعالى يا ضاني نتكلم بصراحة وبشفافية زي ما بيقولوا بتوع (الكنوات )   
                    ( الفدائية )... أنت لميت الصبيان من الهناجر والأوكار ، والكل بيشاور عقله 
                    علشان يكون من صبيانك .. انت شغلك خفيف وفلوسه كتير ، وكمان شغال مع 
                    باشاوات العهد (السابك )، ومع جهات اجنبية ومسادر من برة ، والفلوس بتنزل 
                    عليك من كل ناحية والسبوبات ماشية حلاوة معاك . 
الضاني : أنت عايز ففتي ..... ففتي .
سياف : لا يا ضاني ... مستورة والحمد لله . 
الضاني : على كده أنت عايز تشتغل معيا انت وصبيانك . 
سياف : وقدرت تقولها يا ضاني ... دا أنا الأستاذ وأنت التلموز ... إنت ناسي أني أنا       
                     اللي معلمك .
الضاني : ومالوا ... ما هو لابد يتفوق التلميذ على أستاذه . 
سياف : شوف يا ضاني انا لا عايز منك فلوس ولا عايز اشتغل معاك . 
الضاني : امال عايز إيه .
سياف :يا إما تيجي تشتغل معايا زي زمان ، مش ح أقولك تحت إيدي ، لأنك كبرت ، 
                    أهو نشتغل مع بعض إيد واحدة زي ما بيقولوا في ( المزاهرات ) الجيش 
                      والشعب إيد واحدة .
الضاني : وإذا قلتلك لأ
سياف : خلاص اشتغل لوحدك بس ارجع عن الطريق اللي أنت ماشي فيه . 
الضاني : ليه يا سياف ؟ 
سياف : الكار بتاعنا مع أنه نهب وقتل وبلطجة وخطف ، إلا انه له أصوله وله معلمينه 
                    الكبار اللي ( ينزموه ) وإلا تكون الحكاية فوضى وسداح مداح .... والمعلمين 
                     دول هم اللي بعتوا لي علشان اتفاهم معاك . 
الضاني : ( متعجبا ) الله ... أمال ما حدش يعرف عنهم حاجة ولا حد منهم كان يعرفني . 
سياف : : أنت ما تعرفش عنهم حاجة لأنهم أكبر من ان تعرفهم ، وهم ما يعرفوش عنك 
                     حاجة لأنك معلش في الكلمة لسة اخضر خيخة ، وبتعلب بلي في زقاق ضيق 
                    .... إنما دلوقت هم عرفوا عنك كل حاجة ، حتى عارفين الباشا بتاعك و ( 
                     المسادر ) اللي بتمونك . 
الضاني : طاب ومصلحتهم إيه .
سياف : مش بأقولك أنك لسة أخضر وخيخة ... هما بين الوقت والتاني بيحبوا ( يندفوا 
                    ) الكار من الواغش اللي بيدخل فيه بين الوقت والتاني .  
الضاني : ( ساخرا ) وأنا الواغش . 
سياف : هما بيعتبروك زي الخدام والباشا إياه والحاجات التانية أسيادك ... أخطف يا 
                     ضاني يخطف الضاني ، احرق يا ضاني يحرق الضاني ... اقتل يا ضاني يقتل 
                     الضاني من غير ما تعرف ولا تفهم ... دا انت ما تعرفش أسامي الناس اللي 
                     بيشغلولك ولا تعرف جنسيتهم ولا هما عايشين فين في البلد ولا خارجها ، 
                      وصدقني يوم ما تحاول تعرف عنهم حاجة ح يصفوك 
الضاني : طاب ما الحال معاك زي الحال معايا . 
سياف : لا يا ضاني ... أنا بأشتغل تبع نفسي ، ودول مش أسيادي ، دول معلمين كبار 
                     وأعرفهم وقعدت معاهم واكلت وشربت وعزيتهم وهنيتهم . 
الضاني : وح تعمل إيه لو ما سمعتش كلامك ؟ 
سياف : ( يقف ويشير إلى الرجال ويتجه نحو الباب ) لا مش أنا اللي ح أعمل ، أنا 
                     مرسال ... ليلتك سعيدة ... يا له يا رجاله . 
سمبو : ( يتنفس الصعداء ) منك لله ، دا انت نشفت دمي ، الله ينشف دم أبوك اللي مات 
                     غلبان . 
جواهر : ولا امه الدلالة نعناعة بنت بهانة اللي كانت بتشتري المش شكك . 
سلافة : وبعدين يا ضاني ، الرجل ده شراني وشكله مش ح يعديها على خير . 
حكشة : ( متحمسا ) وح يقدر يعمل إيه ، إذا كان معاه رجاله إحنا معانا أسود . 
جواهر : ( ساخرة ) أسود غيه يا حسرة ... إن ما واحد منكم اتحرك ولا حتى كح. 
سمبو : ما هو يا ولية سياف ده خدنا على خوانة ... أنت عارفه لو كنا نعرف انه جاي 
                    كنا عملنا له كمين . 
جواهر : ( تهز رأسها ) يعني كنت ح تعمل إيه يا دلعدي 
سمبو : ( يشير إلى وسط المسرح ) كنا ح نحفر حفرة كبيرة ونغطيها بورق العنب جواهر : هو أنت ح تصطاد فيل حفرة وورق شجر وشبكة . 
سلافة : ( تقترب من الضاني وتربت على يده ) ضاني يا حبيبي خلي بالك ، دا كان 
                    معاه رجالة الشر مالي عيونهم ، إحنا مش مستغنيين عنك ، دا انت سترنا وغطانا  
زلمكة : بأقولك يا يا ضاني ... ما تتصل بالناس اللي بتشتغل معاهم وقلهم على اللي  
                     حصل ... الظاهر أن الحكاية أكبر مما نتصور . 
جواهر : أيوه يا خويا أحسن الولد ده انا عارفاه شراني والناس اللي معاه يخوفوا 
الضاني : انا ما أقدرش أتصل بحد خالص . 
زلمكة : ليه ؟ 
الضاني : انا ما أعرفش حد ... هما اللي بيتصلوا بيا لما يحبوا يبلغوني حاجة أو يكلفوني 
                     بمصلحة ، حتى الفلوس بيسبوها في اماكن مختلفة وبأروح أخدها . 
زلمكة : ( متعجبا )  إزاي ده !
الضاني : هو ده كان شرطهم الوحيد علشان يقبلوا يشغلوني معاهم . 
زلمكة : ووافقت عليه . 
الضاني : ( متأثرا ) ما أنا لو ما رضيتش فيه ألف غيري ، وبعدين الفلوس اللي بيدفعوها 
                    تخلي أي واحد يوافق بدون تفكير ... وأنا إيه اللي ح اكسبه لو عرفتهم . 
سمبو : إحنا يهمنا إيه من الموضوع كله غير الموني ، وطول ما بيدفعوا إحنا ما 
                    يهمناش إي حاجة بعد كده ، ما احنا طول عمرنا متلقاحين ولا حد عبرنا ، ولا 
                    حتى تف في وشنا  نيجي لما حد يعبرنا ويدينا فلوس ويشغلنا نقعد نقول مدرك إيه 
                     وابصر إيه ، أنا عايزك يا ضاني لا تسأل ولا تستفهم عن حاجة . 
الضاني : ليه يا سمبو ؟ 
سمبو : هما يا بني مش شارطين عليك أنك ما تسألش ... أفرض بأه سألت راحوا 
                     قطعين علينا المية والهوى ، ودوروا على حد تاني يشتغل معاهم من غير ما  
                     يتكلم إيه العمل بأه .
جواهر : ولله سمبو معاه حق 
سلافة : هما قصروا معاك في حاجة يا ضاني . 
الضاني : عمرهم ما قصروا دا بدل ما يدفعوا ألف بيدفعوا مية . 
جواهر : غيه رأيك يا دكتور زلمكة ؟ 
زلمكة : انا لحد دلوقت ما اعرفش إيه نوعية الأعمال اللي بيكلفوك بيها . 
الضاني : ( ينهض ويتجه نحو الباب ) بأقولك إيه يا دكتور ... سيبك من الموضوع ده .. 
                    وشوف شغلك ... أنا عايز الجماعة دول لما حد يسألهم ما يودوناش في داهية ... 
                    الصحافة ح تيجي ويمكن التليفزيون كمان . 
جواهر : ( تزغرد ) والنبي يا خويا الست منى الشاذلى والاستاذ وائل الإبراشي والعسل 
                    عمرو الليثي ح ييجوا هنا . 
سمبو : أنا عاوز الست لبنى عسل علشان القعدة تكون آخر منجهه. 
الضاني : طاب بالمرة نجيب وزير الإعلام . 
جواهر : والنبي .... الأستاذ احمد زكى الله يرحمه ح يجي معاهم كمان . 
الضاني : والست سعاد حسني . 
سمبو : والنبي يا ضاني ورحمة أمك وغلاوة ابوك  دا إذا كان غالي انا نفسي اتصور 
                    مع الست سعاد حسني ... دا انا كنت بأحلم بيها وكانت العشة اللي انا ساكن فيها 
                     مليانة بالتصوير بتاعتها . 
الضاني : يا سلام غالي والطلب رخيص . 
سمبو : ما هو بالمرة تعزم الأستاذ فريد شوقي وحش الشاشة ومحمود المليجي . 
الضاني : لا دول ما يجوش هنا انت اللي تروح لهم . 
سمبو : لا أنا ما اقدرش أروح لحد . 
الضاني : أحسن برضة خليك قاعد هنا ... ( يخرج رزمة من الوراق المالية ويضعها في 
                     يد زلمكة ) دي دفعة تحت الحساب يا دكتور . 
زلمكة : والله ما فيش داعي .... انا بأعمل الموضوع ده محبة مش أكتر . 



                               ( ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــتار )          



المشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــثالــــــــــــــــــث :

قاعة الاجتماعات في جريدة ( النيل ) ، ميرفت وإيمان منهمكتان في الكتابة ، يدخل الساعي .
الساعي : ( يحمل صفحة عليها الساندوتشات والشاي ) صباح الخير يا أستاذة إيمان  
                       صباح الخير يا استاذة ميرفت ... الساندوتشات والشاي ومسكن للصداع . 
ميرفت : ( متعجبة ) بس ما حدش منا طلب مسكن للصداع يا عم ( أحمد ) . 
احمد : ما انتم ح تطلبوا بعد كدة . 
إيمان : وأنت إش علرفك ؟ 
أحمد : كل اللي بيطلب شاي أو قهوة بيطلب مسكن للصداع معاها . 
ميرفت : على رأيك يا عم احمد ، إحنا عايزين مخدر مش مسكن من اللي بيحصل في 
                      البلد . 
إيمان : أنت  عارفة ، أنا حاسة إني قدام لوحة لسفادور دالي ، مش فاهمة حاجة ، 
                     بدايات ملهاش نهايات ، ونهايات ما لهاش بدايات ، لا عقل ولا منطق ، كأني 
                     في حلم من غير زمان ولا مكان ، الأحداث والحوادث سايحة ، كل الاحتمالات 
                      واردة ، حالة من الضبابية والألوان الرمادية ... فيه جملة بيكتوبها على ضهر 
                      عربيات النقل بيتقول ماحدش عارف حاجة ، مش عارفة الجملة دي تنفع 
                      عنوان للحالة اللي إحنا بنمر بيها . 
ميرفت : أظن دى حاجة طبيعية بعد حدوث الثورة . 
إيمان : ( تشرب من كوب الشاي وتعبث بالقلم في شعرها ) لا يا ميرفت ، أنا حاسة أن 
                      فيه أطراف أو قوة أو شياطين بيحاولوا يدفعونا لمنطقة الإحساس دية ، كأننا في 
                      دوامة ، ما فيش حاجة ثابتة ، حتى ولو فيه حاجة مش عارفة إحساس الشك .... 
                      إنت عارفة أني بقيت أشك في نفسي . 
ميرفت : ( تناولها الساندوتش وتتناول واحدا ) خدي ... نفطر الول نشك في نفسنا بس 
                      ما ننساش نفسنا . 
إيمان : ( سارحة ) ساعات بأقف قدام المراية و...ز
ميرفت : ( تأكل ) هو انت جبيت مكياج جديد . 
إيمان : ( متضايقة ) مكياج إيه يا ميرفت هو ده وقته . 
ميرفت : أمال بتقفي قدام المراية بتعملي إيه . 
إيمان : بسأل نفسي ... إذا كنت أنا الصحفية والإعلامية بأحس بالمشاعر والأحاسيس 
                      دية أمال بقية الناس يعملوا إيه ؟ 
ميرفت : وتفرق إيه ، ما إحنا زي بقية الناس . 
إيمان : لا يا ميرفت .... إحنا عقل وضمير الناس ، الناس بيفتحوا الجرنال علشان 
                      يعرفوا الحقيقة ، ولو عرفوا الحقيقة ح يستريحوا .. المصيبة السودة إننا زي ما 
                      قلت لك مش عارفين حاجة ، ومشكلة اللي مش عارف حاجة أنه ماشي في 
                       الضلمة ، ويمكن في أي لحظة يتخبط في حاجة أو تخبطه حاجة . 
ميرفت : ( تقدم لها كوب الماء وحباية مسكن ) لا .. إنت دلوقت محتاجة حباية المسكن 
                      والشاي . 
إيمان : ( تتناول الحباية ) دى جات في وقتها ، انا فعلا عندي صداع من ساعة ما  
                      قمت من النوم .
ميرفت :  إنما قوللي إنت ما عدتيش تكلميني عن الشاب الحليوة الشهم اللي انقذك من 
                      الناس اللي كانوا ح يخطفوك . 
إيمان : ( تعبث في اصابعها ) ما هو لسة موصلني من شوية . 
ميرفت : دي الحكاية اتطورت بدرجة كبيرة . 
إيمان : أنا بأفاجئ واقف قدام البييت الصبح ، يوصلني كل يوم ، بيقول أنه خايف 
                     تتكرر حكاية الاختطاف . 
ميرفت : ( ضاحكة وتربت على يد إيمان ) أنا خايفة الموضوع يتطور اكتر . 
إيمان : ( خجلى ) لا .... مش للدرجة دية 
ميرفت : بتتقابلوا ؟ 
إيمان : مش كتير . 
ميرفت : أوصفيه لي . 
إيمان : ( تقف وتدور حول نفسها وتعبث بالقلم في شعرها ) من ناحية الشكل هو 
                      طويل عريض جميل شيك . 
ميرفت : ( تقف وتقترب منها ) دا من ناحية الشكل . 
إيمان : بس بأحس انه غامض ما بيتكلمش كتير ، في بعض الحيان تحسي أنه أهبل 
                     عبيط مش فاهم حاجة خالص ، وفي إحيانا تحسي أنه فاهم كل حاجة ، وكريم 
                      بدرجة مجنونة  ، وجرئ وشجاع لدرجة التهور . 
ميرفت : طبعا وإلا ما كنش هجم وخلصك من اللي كانوا ح يخطفوك ... ب هو بيشتغل 
                     إيه 
إيمان : بيقول انه اشتغل في حاجات كتيرة ، وعنده شركة لتصدير المصنوعات 
                     الجلدية . 
ميرفت : بس إيه اللي خلاه يغامر بنفسه ويعرض نفسه للخطر ، انت بتقولي أن اللي 
                      حاولوا يخطفوك كانوا مسلحين . 
إيمان : هو بيقول انه بعد الثورة كون لجان شعبية ، ومرت به احداث كتيرة فتعود على 
                      كده ، وبيقول انه من شباب الثورة ، وانه اتسجن اكتر من مرة . 
ميرفت : دا من الناشطين السايسيين باه . 
إيمان : مش بالضبط كده ، بس بأحس انه من جيل الشباب الثائر المنمرد المتهور ، 
                      وله اهتمامات ثقافية وادبية . 
ميرفت : على كدة دا له انتاج أدبي 
إيمان : لا هو مهتم بس ، دا حتى عنده قاعة او ورشة بيخلي اهل الحي يتعلموا فيها 
                      ويتثقفوا ويناقشوا مشاكلهم وبيعقدوا ندوات ومحاضرات توعية . 
ميرفت : طاب ما تعملي عن الموضوع ده تحقيق صحفي . 
إيمان : ما أنا على ميعاد معاه علشان أزور القاعة أو الورشة دية .
    { يسمع صوت تأوهات وضوضاء } 
ميرفت : إيه الدوشة اللي إحنا سمعنها دية ؟ 
إيمان : دا صوت الأستاذ كامل . 
كامل : ( يدخل محملا على يد رجلين والشاش حول رأسه وذراعه وقدمه ) حاسب ...  
                      رجلي ... أوعى دراعي ... أيوه ... قعدني على الكرسي ده ... أي .... أي ...
ميرفت : ( مندهشة ) أنت عملت حادثة بالعربية . 
إيمان : دا أنت متشلفط خالص . 
ميرفت : ( متعجبة ) وبعدين إيه اللي انت لابسه ده ... هو انت كنت في حفلة تنكرية . 
كامل : ( يأخذ نفسه بصعوبة ) أصل أنا كنت والأستاذ نبيل ....
ميرفت : ( تقاطعه ) هو فن ؟ 
كامل : ( ينظر نحو الباب ) جاي ورايا على طول .... هو خد العلقة على دفعتين ، أنا   
                      خدتها على دفعة واحدة . -
نبيل : ( يدخل محمولا على كتف رجلين وربط بالشاش حول رأسه ويديه وقدميه ) 
                     سلام عليكم  ....أيوه ... أيوه قعدوني جنب كامل أخويا وشريكي في الكفاح   
                     والبهدلة . 
إيمان : إيه اللي حصل لكم أنتم الاتنين ؟ 
ميرفت : أنا عيزه حد منكم يقوللي انتم لابسين كده ليه ؟ 
إيمان : هو مين فيكم اللي كان سايق العربية ؟ 
كامل : وإيه اللي خليكم تظني إننا عملنا حادثة بالعربية ؟ 
إيمان : ما هو الشكل اللي انتم عليه بيقول أنكم عملتم حادثة بالعربية . 
ميرفت : هو انتم اللي صدمتم ولا اللي اتصدمتم ؟ 
كامل : ( يتحسس أجزاء جسمه ) اللي إحنا متأكدين منه أنه حصل صدام ، ونتيجة 
                     الصدام اللي أنتم شايفينه . 
ميرفت : بس أنا لحد دلوقت مش فاهمة حكاية اللبس الغريب والعجيب اللي أنتم لابسينه 
إيمان : ( بنفاد صبر ) ما تقولوا إيه اللي حصل . 
كامل : بس لو سمحتي كباية مية .... أنتم كنتم بتفطروا . 
إيمان : أيوه ... أنتم ما فطرتوش . 
نبيل : ( متوجعا ) إحنا فطرنا واتغدينا وأتعشينا ... دا غحنا اكلنا ضرب ما يكلهوش 
                     حرامي في ميدان التحرير . 
إيمان : ( تقدم كوب الشاي لكامل ) إيه اللي حصل ؟ 
كامل : إحنا عملنا بنصيحة الأستاذ حسين ، رحنا لبسنا لبس بلطجية . 
إيمان : ( مندهشة ) هما البلطجية لهم لبس مخصوص . 
كامل : إحنا كنا فاهمين كده . 
ميرفت : إيوه .... وبعدين إيه اللي حصل . 
كامل : إحنا نزلنا البلد ، ورحنا ندور على مكان فيه مظاهرات ، ولا اعتصامات ولا 
                    احتجاجات .ما انتم عارفين الحكاية دية بقت مودة . الواحد من دول يصبح 
                    الصبح لابس ومتشيك وبدل ما يقول انه رايح القهوة يلعب عشرة طاولة ولا رايح 
                    النادي ولا رايح السينما ، يقول أنه رايح يشترك في مظاهرة ، وممكن الواحد 
                    يوعد مراته وولاده ويعزمهم على مظاهرة والولاد بيكونوا فرحانيين ويقولوا 
                    لعيال جيرانهم ويغيظوهم ويقوللهم بابا ح يخدنا النهارد وح نرحوا مظاهرة ، 
                    يقوموا الولاد المتغاظين رايحين لأبوهم ويعيطوا علشان أبوهم يخدهم هما كمان 
                    لمظاهرة ، دا أنا أعرف واحد صاحبي عمل جدول أسبوعي ، كل يوم في 
                    مظاهرة في مكان مختلف ، فأنا سألته طاب ما تخلي الأسبوع كله في مكان واحد 
                     ولا مكانيين ، قاللي لا أنا بأحب التغيير .
إيمان : المهم إيه اللي حصل . 
كامل : المهم قاعدنا ندور وبعد الضهر لاقينا مظاهرة ... أخونا نبيل بخبرته السابقة 
                      مع البلطجية شاور لمجموعة شكلهم غريب ، وبيهتفوا هتافات غريبة ، ودخلنا 
                      وسطهم ، وعينك ما تشوف إلا النور . وكأننا دخلنا عالم غريب . 
إيمان : مش فاهمة ... يعني غيه دخلتم عالم غريب ؟ 
كامل : ( يشير لنبيل ) كمل انت يا نبيل أحسن انا تعبت .
نبيل : ناس في منتهى الغرابة ، شايلين سيوف وسكاكين ومسدسات وجنازير ، حتى 
                      ريحتهم غريبة ، ولهجتهم ، ولا الشر اللي بيشر من عينهم ... المهم هما مش 
                      عارفين يقولوا حاجة ، هتافات متناقضة مع بعضها بقينا متلخبطين نقولوا إيه . 
ميرفت : طاب وما خرجتوش من بينهم ليه ؟ 
كامل : لا ما هو دخول الحمام مش زي خروجه ... أنا حاولت بس واحد منهم خد باله 
                     وراح مسكني من رقبتي وقاللي : على فيه يا حلاوة . 
نبيل : أنا كنت واخد كاميرا صغيره ومخبيها جوه هدومي ، وكنت بأصورهم كل ما 
                    ألاقي فرصة ، واحد منهم خد باله ، وسألني بعد ما شد الكاميرا مني وقاللي : 
                     انت بتعمل إيه ... أنت بتسورنا .. وواحد تاني زي العجل اللباني سألني : انت 
                     تبع مين يا ولد ... ما عرفتش ارد رحت قايل بسرعة أنا تبع كامل . 
كامل : وواحد تاني بصلي وانا ماشي جنب نبيل ، ورفع رموشه اللي عاملة زي 
                     مساحات قزاز العربية وسألني أنت تبع مين يا جدع ... رحت قايلله أنا تبع نبيل 
نبيل : إحنا ما حسناش بحاجة بعد كده ، الرض بقت فوق والسما بقت تحت ، ولقينا 
                     كل حاجة بدور بينا كأنان راكبين مرجيحة في مولد ... وفين يوجعك . 
كامل : الناس التانيين في المظاهرة .... اللي هما كويسين وحلوين وولاد حلال سألوهم 
                     انت بتضربوهم ليه ، قالولهم أننا مندسين ... دول سابونا ودول استلمونا ... 
                     وفين يوجعك 
نبيل : واحد ابن حلال قال طلعوا اللي في جيوبهم ، وده اللي أنقذنا من الموت . 
ميرفت : مش فاهمة ؟ 
كامل : هما فتشونا لقوا الكارنيهات وأننا صحفيين ، ما صدقوش ، خدونا وودونا القسم 
                     ، ومن القسم رحنا المستشفى ن ومن المستشفي جينا هنا . 
إيمان : كل ده حصل لكم . 
ميرفت : بس دول كانوا مين . 
كامل : هو انت لابد تنضربي علشان تعرفي دول مين . 
نبيل : دول بلطجية أكيد ... دا كان واحد بيسألني يقول إيه ويهتف بإيه .... واللي كان 
                      بيشرب ، واللي كان بيبرشم ويعمل .... بلاش نقول علشان انتم آنسات بريئات . 
كامل : وأنا سمعت واحد بيقول للتاني هما مش ح يزودوا المعلوم أنا صوتي اندبح 
                      ودماغي مش مستحملة . 
ميرفت : أيوه .. بس إيه اللي خلى النوعية دية من الناس تننضم للمظاهرات 
                      والمتظاهرين . 
كامل : دول نوعين من الناس ... نوع بيدور على أي زحمة ودول الحرامية النشالين ، 
                      ودول تملي تلاقيهم في الأسواق والموالد والزحمة ، والنوع التاني اكيد ماجور 
                     ، وده تلاقيه عمال يكسر ويحرق ويضرب ويمكن يقتل كمان ، وده الأخطر في 
                      الحدوته كلها . 
ميرفت : طاب وبقية المتظاهرين مش عارفينهم . 
كامل : شوفي يا آنسة ميرفت ... طبعا انت ما أشتركتيش إلا في مظاهرات نسائية ،  
                      والمظاهرات النسائية عاملة زي اللي بياكل بالشوكة والسكينة ، وينفذ اصول 
                     الأتيكيت ، اما المظاهرات الرجالية ، فالواحد من دول بيجيب أخر ما عنده من 
                      غضب وعنف وثورة ، الناس بيكونوا كتل من المشاعر والحاسيس الجياشة 
                     المشتعلة ، الواحد ما بيباش حاسس بنفسه ، إنما حاسس بالجمع اللي هو جزء 
                      منه . 
نبيل : إحنا مرينا على محل كشري راح واحد من حبايبنا دول قال لصاحبه ما تيجي 
                     نضرب اتنين كشري لوكس واتنين رز باللبن وبعد كده نحصلهم في الشارع 
                     اللي جاي . 
ميرفت : ورد عليه بإيه ؟ 
نبيل : التاني قال له الشارع اللي جاي فيه حاتي ... خلينا نفرم نصيين مشكل وبالمرة 
                      نلهف قزازة نبيت من المحل اللي جنبه ، ونحبس بكيلو بسبوسة من الحلواني 
                      في آخر الشارع . 
كامل : دول أغلبهم مبرشم . 
إيمان : ودي عرفتها إزاي ؟ 
كامل : أصل واحد منهم عزم عليا بسيجارة متعمرة . 
إيمان : يعني متعمرة ؟ 
كامل : يعني سيجارة قليلة الأدب . .... ومش متربية . 
ميرفت : وانتم ح تنشروا الكلام ده ؟ 
كامل : ما نقدرش ننشر ولا كلمة . 
ميرفت : ليه بأه . 
كامل : فين الدليل على اللي إحنا بنقوله ... في الظروف دية اللي إحنا فيها لابد يكون 
                     على كل حرف بنكتبه دليل ، ولا مين ح يصدقك . 
نبيل : أنا صورت لهم صور كتيرة .... بس يا خسارة اخدوا الكاميرا . 
إيمان : يعني كل تعبكم راح على فاشوش . 
كامل : تعبنا إيه ... قولي ضربنا بهدلتنا . 
نبيل : دا إحنا شفنا الموت بعيننا . 
كامل : وانت الصادق ... إحنا شفناه بكل حته في جسمنا 
ميرفت : انتم صعبانيين علينا خالص يا حرام . 
إيمان : ( تضع إصبعها على رأس كامل ) أنا متأثرة على الأخر ..... هي الواوه دي 
                      بتوجعك ؟ 
كامل : ( ساخرا ) الواوة .... أنا  كان في نفسي تكونوا معانا وتمشوا جنب زلوطة . 
إيمان : مين زلوطة ده ؟ 
كامل : دا واحد مربع وطلعاله كرنبة في راسه ، وعليه حتة كف . 
نبيل : أنت ما شفتش البنت جلاطة . 
ميرفت : ( متعجبة ) الله هو كان فيه ستات ؟ 
نبيل : أيوه كان فيه ستات ... بس ستات من عالم تاني غير عالمنا .... الواحد الست 
                      بتتعرف من حاجات كتيرة انت فهماني .
إيمان : أيوه فهماك . 
كامل : الستاتن دول أنا أعترف أن عندهم حاجات أو مربيين حاجات تميزهم عن 
                      الرجالة ... بس برضة ما تخلكيش تقولي عليهم ستات . 
ميرفت : ( متعجبة ) الله ... لا هما رجالة ولا ستات أمال إيه ؟ 
كامل : قولي جنس تالت او رابع ، أو مش تبع الأجناس خالص 
إيمان : أنت اتكلمت معاهم ؟ 
كامل : أنا اتكلم معاهم .... دا انت جبارة ومفترية أنك تقولي الاقتراح ده .... أنا حسيت 
                     أن فيه خطاف مش صوباع إيد انغرز في ضهري ، بصيت ورايا لقيت حاجة 
                     غريبة ماشية على رجلين وفي حنكها سيجارة ، وبتقولي ولعلي يا أنس ... أنا 
                     اختارتني دون الآلاف في المظاهرة وقالتللي ولعلي يا أنس . 
إيمان : وولعتلها يا انس ... أقصد يا أستاذ كامل . 
كامل : طبعا لا . 
إيمان : ليه ؟  
كامل : ما هو ولعلعي دي البداية .  
ميرفت : أمال النهاية ح تكون إيه ؟ 
كامل : لا ما هو ربنا يستر علينا وعلى كل رجالة مصر .... ما هو ربنا كبير برضه .. 
                     ما فيش حد أكبر من ربنا ، مش كده يا استاذ نبيل . 
ميرفت : والله ما انا فاهمة حاجة خالص . 
كامل : أحسن برضة ... إحنا في زمن الواحدة تكون مش فاهمة احسن .... ما هو 
                     علشان تفهمي لابد تدفعي . 
ميرفت : أدفع إيه .. فلوس ؟ 
كامل : ( مخاطبا نبيل ) إيه الأخبار عندك يا نبيل لسه كتفك بيوجعك   
 نبيل : أنا من كتر جسمي ما بيوجعني ما عدتش حاسس بحاجة .
                    { يدخل الساعي حاملا فنجان القهوة ويضعه على المنضدة } 
إيمان : الأستاذ حسين على وصول طالما عم ( احمد جاب فنجان القهوة . 
كامل : إيه أخبار الجرنال في اليومين اللي غبنا فيهم . 
ميرفت : أخبار ما تسرش . 
كامل : ( منزعجا ) ليه إيه اللي حصل ؟ 
ميرفت : حصلت حاجات كتيرة . 
حسين : ( يدخل ويجلس ويشرب رشفات من فنجان القهوة ويتأمل كل من كامل ونبيل ) 
                      أنتم مين اللي جابكم هنا وسمحلكم أنتم تقعدوا هنا . 
إيمان : دا الأستاذ كامل والأستاذ نبيل . 
حسين : ( مندهشا ) كامل ونبيل !! وإيه اللي شلفطكم كده ، دا أنا معرفتكمش . 
كامل : نصيحتك يا أستاذ . 
حسين : ( متعجبا ) نصحتي ... إزاي ده ؟ 
كامل : حضرتك قلتلنا في آخر اجتماع عايزكم تختلطوا بالبلطجية ، علشان نكتب  
                     عنهم بمصداقية . 
حسين : أنا فعلا قلت كده ... بس انا شايف أنكم بدل ما تخترقوا عالم البلطجية انتم 
                      احترقتوا في عالم البلطجية . 
نبيل : إحنا حبينا نختصر الوقت ن روحنا لبسنا لبس بلطجية . 
حسين : ( مندهشا ) هو يا بني أنت وهو فيه حاجة اسمها لبس بلطجية . 
كامل : زي ما كنا بنشوف في أفلام السينما . 
حسين : يعني في السينما بننقل من الواقع إلى الخيال .. أنتم نقلتم من الخيال إلى الواقع . 
كامل : دي كانت وقعة سودة يا أستاذ . 
حسين : المهم انتم خرجتم من التجربة دية بحاجة 
نبيل : زي ما انت شايف خرجنا باللي دماغه مبطوحة واللي رجليه مكسورة 
                      وحاجات تانية ما فيش داعي أننا نقولها . 
حسين : ( يفتح ملفا أمامه )  معلش يا ولاد .. زي ما بيقولوا في الأمثال الضربة اللي ما 
                       تموتنيشي تقويني .. واللي حصل لكم النهاردة يشجعني أني أتكلم معاكم 
                       بصراحة ... الجريدة من مدة وهي في حرب مع جهات مجهولة وجرايد 
                      ورجال اعمال . زي ما أنتم عارفين إحنا من ضمن الجرايد القليلة اللي ساندت 
                      الثورة في بدايتها ... وقبل قيام الثورة أنا كنت دايما مهدد بالسجن من كترة 
                      القضايا اللي رافعها عليا رجال العما لورجال النظام السابق وأعوانه ... المهم 
                      كانت فيه محاولات وتهديدات وإغراءات علشان الجريدة تتخلى عن خطها في 
                      مساندة الثورة والإعلان عن مطالبها ، ولما منفعتش الإغراءات لجأوا إلى نظام 
                     تطفيش أو منع الاعلانات لدرجة أن كل المعلنين انسحبوا واحد ورا التاني ، 
                      والجريدة بقت مهددة بالتوقف . 
كامل : بس غحنا عارفين أن التوزيع مرتفع وبيزيد . 
حسنين : مهما كانت نسبة التوزيع ما بتغطيش ، وبعدين أنا قلت لك أن الجرنال دخل في 
                    حرب .... من تجار الورق ومواعيد الطبع إلى عمال النقل ومنافذ التوزيع .. بس 
                     دا كله برضه ما أثرش في الجرنال . 
كامل : أمال إيه اللي أثر يا أستاذ ؟ 
حسنين : ( يتلفت حوله ) أنتم مش ملاحظين حاجة ؟ 
ميرفت : أيوه الأستاذ عبد اللطيف والستاذ صبري مش موجودين ودي مش عادتهم .
حسنين : ما هو ده اللي خلاني أتكلم معاكم في منتهى صراحة .... في الوقت اللي أنت يا 
                    كامل ومعاك نبيل بتتعرضوا للموت علشان تحصلوا على تحقيق من مسرح 
                    الأحداث ، كان غيركم قاعد في مكاتب مكيفية ويقبض بالدولار ، وبيكتب اللي 
                     بينطلب منه .
نبيل : ( مندهشا ) تقصد أن الأستاذ عبد اللطيف وصبري ....
حسين : ( يرفع ورقتين ) أيوه ... قدما استقالتهم من الجريدة ، وعرفت بطرقي الخاصة 
                    أنهم بيكتبوا في أكبر جريدة كانت بتعارضنا وبتحاربنا ، وتصوروا حربا يستولى 
                     خصمك فيها على جنودك مش كده وبس ، دا كمان بيستخدمهم ضدك 
كامل : ( وكأنه يحدث نفسه ) يعني بعد اللطيف وصبري أنهارا قدام الدولار . 
نبيل : وإيه وضع الجريدة دلوقت ؟ 
حسين : ما اخبيش عليكم وضع الجريدة بيسوء كل يوم عن اللي قبله ... قوة وشراسة 
                    الطعنات بيأثر برضه . 
ميرفت : وإيه العمل دلوقت ؟ 
حسين : أنا بأعفيكم من الحرج ... وانا بأسمح لأي واحد عايز يشتغل في أي جرنال 
                     تاني أو قناة فضائية يشتغل . 
كامل : والجرنال ؟ 
حسين : إما ان يتوقف عن الصدور أو حد يشتريه . 
كامل : قصدك يشتروه .... أنا كنت فاكر ان بعد الثورة الوضع ح يتغير و....
حسين : ( مقاطعا ) أوعى يا كامل تخلي حاجة تفقدك إيمانك بالثورة ... الثورة بريئة 
                    من كل اللي بيحصل ، خفافيش الظلام عايزين يموتوا معني الثورة في قلوبنا ، 
                   عايزين يهزموا فكرة الثورة في عقولنا ، دول عايزين يفضل الشعب على طول 
                    خاضع ومنهزم الإرادة ، ح يحاولوا يسودوا الدنيا في عيون الشعب وح 
                    يصطنعوا المشاكل والمصائب والكوارث ، دا كله عايزين يأدبوا الشعب ، بس 
                   الشعب فاهم كل حاجة . 
كامل : ومصير الجرنال في الاخر يا إما يتوقف صدوره أو واح منهم يشتريه ... 
نبيل : بعد الكفاح والتعب والعرق والجهد والسنين كل ده في النهاية يضيع . 
حسين : لا يا نبيل ما تتحسبش كده . 
كامل : امال تتحسب إزاي يا أستاذ ؟ 
حسين : تتحسب بحساب المبادئ ، بين اللي فرط وتخلى عن مبادئه لأسبابه الخاصة به 
                   ، وبين اللي تمسك بمبادئه رغم المشاكل اللي بيصادفها . 
ميرفت : أمال حضرتك بتعرض علينا أننا نتخلى عن مبادئنا ليه ؟ 
حسين : كل ما في الأمر أنا عايز أعفيكم من الحرج ومش عايز أفاجئ بخطابات 
                   أستقالاتكم على مكتبي . 
كامل : ( ينهض بصعوبة ويستند على نبيل ويأخذه في طريقه ويشير إلى ميرفت 
                    وإيمان ويقفوا وراء حسين ) لأخر نفس ... دا إذا كانت لسه عندنا انفاس ح نقف 
                     وراك لحد ما نعبر بالجرنال الزمة دية ولو بعنا هدومنا . 
ميرفت : ( تجذب إيمان ويقفا امام حسين ) وغحنا ح نقف قدامك ونشجعك ونحاول بكل 
                    جهدنا نزيح كل العقبات والمشاكل ، ولو وصلت أننا ننضف مكاتب الجريد 
                     ونعمل الشاي والقهوة بنفسنا . 
حسين : ( يقف وسطهم ) أنا مش مستغرب من موقفكم . مش انتم شباب وجيل ثورة 
                     يناير .   
                                     ( ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــتار )        





الفصل الثاني 

الفصل الثاني :

  المشـــــــــــــــــــــــــــــــــهد الأول : 

صالة ( كبارية الأنس ) الإضاءة ساطعة وعلق في وسط المكان إعلان بخط واضح ( جمعية رعاية مصابي وضحايا الثورة ) وعلى على الجدران صور لعديد من الزعماء والثوار ، وبعض مشاهد من ثورة يناير ولافتات تحمل شعارات الثورة ، بدلا من المشاهد العرية للراقصا ت ،  عدد من الرجال والشباب يجلسون البعض معصوب العينين والاخر مقطوع اليد أو القدم ، وعددا من الصبية يجلسون في حالة مذرية ، البعض يتحركون في تلقائية وعفوية فهم يمثلون ادوار المصابين أو الضحايا حسبما طلب منهم الدكتور ( زلمكة ) والذي بيده بعض الوراق ويتنقل بين الموجودين ليطمئن النهم يحفظون ادوارهم أو ما كلفوا بما يقولونه أو يؤدونه .  
الضاني : ( يدخل من الباب ويتفقد المكان ويقترب من زلمكة ) كده الله ينور عليك  
                     يا دكترة ... بس الصور دية كتيرة قوي ولزمتها إيه ؟ 
زلمكة : إزاي .... دي لها لازمة ونص ... ما هو لازم نخلد الزعماء والثوار دول 
الضاني : بس ما تنساش تعرفني باسم كل واحد وعمل إيه ، أنت عارف أني في  
                     الموضوع ده ميحا . 
زلمكة : ما تخافش أنا وراك ، بس المهم تطأطأ ودانك معايا . 
الضاني : ( ينظر إلى الجالسين ) بس انت مش شايف أن شكلهم غريب اللي عامل 
                    ان عينه مفقوعة والإيده ورجلة مقطوعة ... والعيال الصغيرة دية دا  
                     شكلهم يصعب على الكافر .. أنا حاسس إني في ملجأ ولا مكان للتأهيل  
                     المهني . 
زلمكة : مش دية جمعية لرعاية مصابي وضحايا الثورة ... وأنت الراعي ومدير  
                    الجمعية . 
الضاني : ( يتلفت حوله ) أيوه بس انا حاسس أنك مزودها شويتين يا دكترة . 
زلمكة : خلاص نخلي الإصابات بسيطة . 
الضاني : إزاي يعني ؟ 
زلمكة : يعني اللي إيده انقطعت نخلي صوبع إيده بس اللي انقطع ، واللي رجله 
                    انبترت نخليه كسر بسيط ، والعينه انفقعت نخليها تعويره في مناخيره ولا 
                    في سنانه ، والعيال الصغيرة دول اللي مش عاجبينك ندي كل واحد 
                    سندوتش جبنه رومي ونروحهم .إيه رأيك في العبقرية دية . 
الضاني : لا ... خلاص ما فيش وقت ، الأستاذه الصحفية زمانها جايه ... وفهمت 
                    ابويا ومراة أبويا وسلافة كل حاجة ؟ 
زلمكة : دول طلعوا روحي ... أنا كنت ح انتحر بسببهم ، وبالخص أبوك . 
الضاني : ( يتلفت حوله ) الله ... أمال هما فين . 
زلمكة : سلامة الشوف .... ما هما قاعدين قدامك أهم . 
الضاني : ( يقترب منهم ) إيه اللبس الغريب اللي أنتم لابسينه ده . 
سمبو : ( يقف متباهيا ) أشيك بدلة من ميدان العتبة ، ولا أجداد جدودك لبسوها 
                    قبل كده . 
جواهر : ( تدور حول نفسها ) الفستان ده زي فساتين امينة رزق ، أخر حشمة  
                    وأدب ، علشان نشرفك ونطول رقبتك قدام ضيوفك .
الضاني : ( يمسك بعض الشرائط المتدلية من اكمام الفستان ) وإيه المدلدلده يا 
                     مرات أبويا . 
جواهر : دي أم أسد حمد الخياطة ، حبت تحط شوية أكسسوار . 
الضاني : ( متأملا ما ترتديه سلافة ) وإنت رايحة عزا ولا إيه ... ما هو يا بدلة 
                     رقص عريانة يا بدلة مطافي سودا . 
سلافة : ( تبكي ) طاب وأنا أعمل إيه ، أنا عايزة أرضيك ما بتترضاش . 
جواهر : ( تاخذها في حضنها ) معلش يا حبيبتي ، أصل الصحافة لحست عقله .... 
                     خلينا لما نشوف أخرتها ، وتلاقيها في النهاية بنت صفرا بتتكلم بالشوكة 
                     والسكينة زي بتوع الفضائيات .  
الضاني : ( غاضبا ) أنا مش عايز كلام كتير .... على فكرة يا جماعة ما حدش 
                      يناديني بالضاني والصحافة هنا . 
جواهر : ( ساخرة ) أمال ح نناديك بإيه .... ضاضا ولا ضيضي 
الضاني : الكل يناديني بعاصم دا الأسم الحقيقي ليا . 
جواهر : ( تخاطب سمبو ) إلحق يا راجل ... ابنك ما سمهوش الضاني ، بيقول انه عاصم . 
سمبو : والله جايز ما إحنا في زمن العجايب . 
جواهر : إزاي يا راجل ، هو مش انت أبوه وانت اللي مسميه . 
سمبو : لا أنا كنت ساعتها في السجن . 
جواهر : ( تضرب على صدرها ) يا نهار أسود ... ساعة إيه يا خويا كنت في  
                     السجن يا دي الفضيحة . 
سمبو : إخرسي يا ولية .... ساعة ما اتولد ، وخاله هو اللي سماه وأنا لما طلعت 
                    من السجن ولقيته ابيض ومقلبظ وملذلذ وكنت طال من السجن نفسي في 
                    اللحمة الضاني قمت سميته الضاني . 
جواهر : وانت ما تعرفش انه أسمه عاصم . 
سمبو : هو انا شفت شهادة ميلاده يا ام عقل خربان . 
زلمكة : اظن كل حاجة ألسطة وعلى صنجة عشرة ... يالا يا ست جواهر سمعي 
                    السيد عاصم اللون الجديد من الأغاني . 
جواهر : ( تتقدم وسط المكان ) على عيني يا خويا ... يا لا يا مزيكا يالا يا بنت 
                     سلافة ...... هل رأى الحب سكارى مثلنا .... سكارى هل رأى الحب مثلنا 
                     ... مثلنا سكارى هل رأى الحب . يا يا يا يا لللليل .... يا ...
الضاني : ( غاضبا ويضع يده على فمها ) إيه اللي انت بتغنيه ده .... أسكتي ....     
                    أسكتي . 
جواهر : ليه ... دا أبوك هو اللي مختار الغنية . 
سمبو : أيوه علشان السكارى ... وبصراحة دى احسن حاجة غنتها الست أم   
                     كلثوم . 
الضاني : ( مخاطبا سلافة ) وإيه اللي بتعمليه ده ... انت عند مغص كلوي 
سلافة : دا رقص  باليه . 
الضاني : يا تك البلة ... إيه ده يا زلمكة اللي أنت بتنيله ده 
زلمكة : والله هما اللي عملوا الحاجات دية من نفسهم .. يا جماعة انا قلتلكم ما 
                     تخرجوش عن النص الكلام اللي انا محفظهلكم بس . 
جواهر : ( تخاطب سمبو ) إحنا بنحاول نرضيك ما بتترضاش .. فيه إيه يا عم . 
سلافة : ما هو ما حدش مالي عينه من يوم ما اتعرف على البنت الصحفية . 
الضاني : ( يقترب منها ويمسك بيدها ) أنا مش عايزك تجيبي سيرتها على لسانك . 
سلافة : ( تتألم ) طاب اوعى ...  سيب إيدي ح تكسرها . 
جواهر : ( تخلصها من يده ) سيب البنت ، معاها حق ، ما حدش عارف يكلمك 
                     على إيه يا اخي  ولا علشان البنت بتحبك عمال تبيع وتشتري فيها .
                     { يدخل حكشة ووراءه عدد من الصبيان ومعهم عدد من الملصقات  
                      والصور وجردل نشا واخذوا يلصقون الصور على الجدران }
زلمكة : ( يجري وراءهم منزعجا ) الله يخرب بيتك يا حكشة ... إيه اللي بتعلقه 
                     ده . 
حكشة : ( منهمكا  في تعليق الصور ) دول شوية تصاوير لقيتهم عن عم إسماعيل 
                     الفسخاني كان ح يبيع فيهم فسيخ أشتريتهم منه وقلت ينفعوا يتعلقوا هنا .
زلمكة : ( يفحص الصور ) وانت عارف الصور دية بتاعة مين يا حمار . 
حكشة : بس ما تقلش يا حمار ... وبعدين الصور دية لناس حلوين بالصلاة على  
                    النبي ... هو لو ما كنوش محترمين ، كان صورهم ح تكون بالشكل الأبهة 
                     والمعتبر ده . 
زلمكة : ( منزعجا ) يخرب بيتك .... يخرب بيتك إيه الصور دية ... انت ح 
                    تودينا في داهية . 
                     { يدخل صبي معلنا عن وصول الصحفية والمصور } 
الضاني : ( مضطربا ) خلاص يا زلمكة مش مهم الصور . 
زلمكة : ( يمسك به ) انت عارف صور مين اللي بيعلقها دية . 
الضاني : ( يتخلص منه ويتجه نحو الباب ) قلتلك مش مهم .... الجماعة وصلوا ....
                    أهلا وسهلا يالأستاذة إيمان ... إحنا منتظرينك من الصبح . 
إيمان : ( مبهورة بما تراه ) معلش يا أستاذ عاصم .. الاضرابات في كل مكان 
                     والشوارع زي ما انت عارف . 
سمبو : منهم لله ... ما هو دول اللي قطعوا السبوبة بتاعتنا ، ما عدش حد يخرج 
                    من بيته ... أدي اللي خدناه من بتوع الثورة ... وقف الحال . 
إيمان : ( تبحث عن مصدر الصوت ) مين اللي بيتكلم وبيقول إيه ؟ 
الضاني : ( يحاول ان يداري سمبو ) لا..... دا بيقول لولا الثورة علينا كان حالنا 
                     وقف .... ما تخديش في بالك .. اتفضلي . 
زلمكة : ( بترفع مشيرا إلى الجالسين ) دول بأه يا ست هانم مصابي وضحايا 
                     الثورة ... بكل فخر دول كناسة ميدان التحرير . 
إيمان : ( مندهشة ) كناسة ميدان التحرير . 
زلمكة :  قصدي زبالة ميدان التحرير . 
إيمان : إيه اللي بتقوله ده يا استاذ . 
زلمكة : أنا قصدي دول اللي اتهلكوا واللي ماحدش اهتم بيهم . 
إيمان : قصدك الجنود المجهولين . 
زلمكة : بالضبط كده ... بس انا حبيت أعبر بلغة الشارع . 
سمبو : أيوه اصل الدكتور زلمكة شوارعجي محترم . 
إيمان : ( تبحث عن مصدر الصوت ) أنت اسمك دكتور زلمكة . 
الضاني : ( يقف بين زلمكة وإيمان ) أنا مش عايزك تضيعي وقتك  .
إيمان : ( تنظر إلى الجرحى ) على رأيك انا وقتي ضيق قوي ... بس حاجة غريبة ...
الضاني : إيه هو الغريب . 
إيمان : ( تشير إلى الجرحى ) يعني أنا شايفة مجموعة رجليها مكسورة ، وبعد 
                     كدة مجموعة دراعها مكسور ، وبعدين مجموعة دماغها مربوط  ... دا 
                     كأني قدام مجموعة فرقة أوركسترا موسيقية . 
الضاني : ( من وراء إيمان يغمز زلمكة ) اتكلم يا دكتور ... اتكلم يا خويا ...
زلمكة : أصل يا أستاذه إحنا بنحب النظام .... إحنا مصنفين الجرحي حسب 
                    الإصابة علشان يصبروا ويواسوا بعض ، ويخففوا عن بعض ... وبعدين 
                     علشان نقدر نحدد العمال اللي تصلح لهم . 
إيمان : انتم بتشغلوهم . 
زلمكة : طبعا إحنا بنراسل المصانع والجهات الحكومية وجمعيات حقوق الإنسان
                    ما هو لابد يشتغلوا ..طبعا بعد ما نؤهلهم لكده . 
سمبو : على رأيك الرجل البطالة نجسه . 
إيمان : ممكن يا أستالذ عاصم أجري معاهم حديث . 
الضاني : أه ... ممكن . 
زلمكة : لا مش ممكن دا مستحيل . 
إيمان : ( مندهشة ) ليه يا دكتور زلمكة ؟ 
زلمكة : أصل نفسيتهم تعبانة ، وأي واحد يكلمهم بيفكرهم باللي حصل لهم 
                     فبينفعلوا وما نقدرش نسيطر عليهم بعد كده . 
سمبو : وبعدين لو قربتي منهم ممكن يعضوك، وبعدين انت عاملة زي حتة 
                     البطاطا المستوية المعسلة ... حظك من السما يا ضاني يا ابن الكلب . 
إيمان : ( متعجبة ) هو الأستاذ ده بيقول إيه ؟!
الضاني : ( يحاول ان يشتت انتباهها ) ما فيش داعي تضيعي وقتك 
إيمان : ( تقترب من مجموعة الصبية ) وإيه حكاية الولاد دول ؟ 
زلمكة : دول أطفال الشوارع . 
سمبو : قصدك أطفال الحاري والزقايق .
إيمان : وأنتم مجممعنهم هنا ليه ، وشكلهم غريب كده ليه ؟!
زلمكة : الأستاذ الضاني ... قصدى اتلأستاذ عاصم مجمعهم علشان يديهم دورة 
                     توعية ونجبلهم ناس  تعلمهم القراية والكتابة ... وبرضه نعلمهم صنعه . 
إيمان : ممكن اتكلم مع واحد منهم . 
الضاني : ( يشير إلى فتاة ) أه ممكن تعالي يا حبيبتي 
إيمان : ( تقترب منها وتمس على شعرها ) أنت اسمك إيه ؟ 
الفتاة : ( بشراسة ) نهارك أسود . 
إيمان : ( متفاجئة ) ليه يا حببتي أنا عملتك حاجة ... أنا بسألك عن اسمك . 
الفتاة : قلتلك نهارك أسود ... أنت ما بتسمعيش . 
إيمان : ( تقترب من فتاة أخرى ) وأنت يا قمر اسمك إيه . 
الفتاة : ليلتك سودا. 
إيمان : ( مندهشة ) إيه الحكاية يا أستاذ عاصم ؟ 
الضاني : معلش يا استاذه ... أصل دول أختين وكان ابوهم ما بيحبش خلفة البنات ، 
                    الاولى أتولدت بالنهار فصمم أبوها يسميها نهارك أسود ، والتانية أتولدت 
                   بالليل ، صمم أبوها برضة يسميها ليلتك سودا ، والحمد لله مراته بعد كده 
                   خلفت صبيان ، وإلا كان يخلي السنة كلها سودا . 
إيمان : ( تقترب من صبي ) سبنا من البنات ... أنت يا حبيبي اسمك إيه ؟ 
الصبي : السجن للجدعان . 
إيمان : ( تتحدث مع صبي آخر ) وأنت اسمك إيه . 
الصبي : كفارة . 
إيمان : ( مندهشة ) مش معقول إيه اللي بأسمعه ده . 
الضاني : دول اخين برضه ، الأول أتولد وأبوه في السجن ، والتاني أتولد يوم ما 
                    خرج أبوه من السجن . 
إيمان : ( مندهشة ) إزاي ده يا أستاذ عاصم . 
الضاني : لا .. ما تخديش في بالك أصل أبوه كان بيهرب كل شوية يبات ليلتين في 
                    بيته وبعد كده يقبضوا عليه . 
زلمكة : سيبك من الولاد دول ممكن تعملي حوار مع الأستاذ سمبو ومدام جواهر 
                    والأنسة سلافة . 
إيمان : ( تتأمل ملابسه ) السيد سمبو ... إيه رأيك في الأستاذ عاصم ونشاطه في 
                    تأهيل العدد ده من الناس . 
سمبو : ( يختطف القلم من يدها ويتحدث فيه وكأنه ميكرفون ) عمله أسود ومنيل 
                    على دماغه ودماغ اللي جايبينه . 
زلمكة : ( يختطف القلم منه ) هو قصده أن عمل الأستاذ عاصم كان أسود على 
                    اعدائه . 
إيمان : هو الأستاذ عاصم لع اعداء . 
زلمكة : كتير ... وأنت عارفة حزب أعداء النجاح . 
سمبو : ( يخطف القلم من زلمكة ) دا كان الولد سياف والبلطجية اللي حواليه هنا 
                    من يومين وعايزين ...
جواهر : ( تقاطعه ) بطل تخريق يا راجل ... أصل لا مؤاخذه يا أستاذه من يوم 
                    الحادثة اللي حصلت ودماغه مش مظبطة . 
الضاني :  ( وكأنه يحدث نفسه )الله ينور عليك يا جواهر ... ما تسبيهوش يتكلم 
                    احسن دا ح يفضحنا . 
إيمان : حادثة إيه ؟ 
زلمكة : أه .... اصله كان في مظاهرة واتصاب في دماغه . 
إيمان : يعني السيد سمبو كان من المتظاهرين والناشطين . 
زلمكة : طبعا وكان بينادي بتطبيق شعارات الثورة مش كده يا سمبو . 
سمبو : أيوه وكنا بنقول عيش وجبنه وحشيش ومزة . 
إيمان : ( مندهشة ) إيه  حشيش ومزة ده . 
زلمكة : دا قصده عيش وحرية وعدالة اجتماعية . 
إيمان : وكنت بتتظاهر فيه يا سيد سمبو ؟ 
سمبو : أي مكان فيه زحمة تلاقيني فيه ، ما هو الواحد ما يعرفش يشتغل على 
                    راحته إلا في الزحمة ، واحسن شغل في المظاهرات ، كل الناس رافعين 
                    إيديهم لفوق وأنا شغال تحت . 
إيمان : الرجل ده انا مش فاهمة كلامه خالص . 
زلمكة : هو قصده أنه بيشيل المتظاهرين على أكتافه ، يا ما متظاهرين طلعوا 
                    على أكتاف السيد سمبو . 
سمبو : ( يتحسس اكتافه ) وانا أكتافي انهرت ... يا دوبك أوطي كده علشان أقلب 
                   الزبون الاقي الكل عايز يركب على كتافي . 
إيمان : ( تكتب بعض الكلمات في مفكرتها ) إنما يا سيد سمبو بصفتك متظاهر 
                    قديم ، إيه الفرق بين المظاهرات قبل الثورة والمظاهرات بعد الثورة . 
سمبو : شوفي يا ستي .. المظاهر قبل الثورة كانت مظاهرات أي كلام ... ما 
                    كنش الواحد يلحق يلم الغلة . كان الأبالسة اللي منهم لله الجبابرة رجال 
                    الشرطة يفرقوا المظاهرات ، ويعفقوا اللي يقدروا عليه وياما أخدت 
                    ضرب على ضهري ودماغي وتعذيب ... بس بعد كده كانوا بيطلعوني بعد 
                   ما يعرفوا حقيقتي . 
إيمان : وبعد الثورة ؟ 
سمبو : لا بعد الثورة المظاهرات فضلة خيرك غلتها كتير ، والمظاهرة من د\ية 
                   ، الواحد يفطر ويتغدى ويتعشى وينام ويصحى وهو في المظاهرة ، أنا 
                    كنت مرة في مظاهرة ، انا كنت مرة في مظاهرة ودرسي وجعني رحت 
                   للدكتور خلعلي درسي وحشالي درس تاني ورجعت للمظاهرة تاني ، وكان 
                   مكاني فاضي ، اصل انا قلت لواحد كان جنبي خلي بالك أوعى حد ياخد  
                    مكاني . 
إيمان : هو في الظاهرات كل واحد له مكان مخصوص له ؟ 
سمبو : أمال إيه يا أستاذه ، دا اللي ياخد مكان غير مكانه ريس الكبانية يحكم 
                    عليه بغرامه ولابد يدفعها . 
زلمكة : هو قصده اللي بينظم المظاهرات وخط سيرها . 
إيمان : وإيه رأيك في الإضرابات والاعتصامات المستمرة اليومين دول . 
سمبو : دا كلام فاضي طبعا . 
إيمان : ليه يا سيد سمبو ؟ 
سمبو : بالك ... الناس المضربين عن العمل دول ناس اصلا ما بتحبش الشغل 
                    ومش عاوزين يشتغلوا ، ... هو إيه الفرق ؟ الأول كانوا بيشتغلوا وكانوا 
                   بيعملوا كأنهم بيشتغلوا ، دلوقت ما بيشتغلوش وما عدوش يعملوا انهم 
                   بيشتغلوا ، أما الاعتصامات ن دول ناس مش طايقة تنام في بيتها ،   بالك  
                   تلت تربع الناس مش عايزين يناموا في بيوتهم ن بس ما يقدروش يعملوا 
                   كده ، علشان ما عندهمش حجة ، دلوقت فيه حجة ، كل واحد ياخد خيمه 
                   وقال إيه معتصم ، وخدنا غيه يا خويا من اعتصامك . 
إيمان : كانك بتأيد المظاهرات وبتعارض الاضرابات والاعتصامات . 
سمبو : أيوه .. الاضرابات والاعتصامات السبوبة فيها بتكون ناشفة ، الناس 
                    قاعدين ورايقين ، الواحد ما يعرفش يقلب حد . 
إيمان : ( مندهشة ) يعني إيه السبوبة ناشفة . 
زلمكة : ( يحاول يبعد سمبو ) هو قاصده أن فاعلية الاضرابات والأعتصامات 
                    ضعيفة مش زي المظاهرات . 
الضاني : إحنا ح نضيع الوقت مع سمبو ولا إيه . 
إيمان : ( تتلفت حولها ) ممكن نتفرج على معرض الصور الجميل ده . 
زلمكة : الأستاذ عاصم طلب ان المكان يكون مشتعل بالثوار والزعماء ، لأن زي 
                     ما حضرتك عارفة أن دول هم اللي بيمدوا الثورة بالنار والبنزين . 
إيمان : ( تقف مندهشة ) الله !! إيه اللي جاب صورة هتلر وموسليني هنا . 
زلمكة : ( يمسك حكشه ويضربه على قفاه ) إيه اللي خلاك تعلق الصور دية يا 
                    حمار . 
حكشة : ( يحاول أن يهرب منه ) الله ... ماهو شكلهم محترم أهو ... والناس 
                    واقفين قدامهم وبيهتفوا لهم . 
سمبو : ( يتامل الصور من فوق وتحت ومن الجانبين ) دول بيلعبوا في أهنه 
                     فريق يا ولد يا حكشة . 
زلمكة : ( ينزع الصور من على الحائط ) لا مؤاخذة يا أستاذه . 
إيمان : ولا على إيه ما كان الشعب الألماني واقف ورا زعيمه هتلر . 
حكشة : ( يمسك في خناق زلمكة ) شوف بأه يا دكترة ... أهه الأستاذه صحافة 
                    قالت عنه انه زعيم 
إيمان : ( تقف امام صورة الممثل أحمد زكي ) ومعلقين صورة أحمد زكي هنا 
                    جنب الزعماء والثوار ليه . 
زلمكة : هو مش لا مؤاخذه ممثل قام بدور الزعيم جمال عبد الناصر وكمان بدور 
                    الرئيس السادات بطل الحرب والسلام . 
إيمان : على رأيك ... ما هو أغلب الزعماء بيمثلوا على شعوبهم 
حكشة : ( يقف امام عدد من الصور ) أظن بأه ح تعجبكم الصور دية .. دي 
                    صورة ماردونا ، ودي صورة الخطيب ودي صورة حماده إمام تعلب 
                    الملاعب المصرية كلها . 
إيمان : ( ضاحكة ) وإيه اللي جاب صور دول للزعماء والثوار . 
حكشة : دول مش برضه ثوار في لعبة الكورة ، مش كل واحد شاطر في صنعته  
                    وفاهم لعبته مش بيكون ثائر برضه ، أمال الشطارة أني أنزل في الشارع  
                    والحواري وانا شايل حتة ورقة مكتوب عليها مش عارفق إيه ، وأقعد 
                    طول النهار احلف بالطلاق وأنفخ عروق رقبتي . 
إيمان : كلامك برضة بيعكس وجهة نظر . 
حكشة : أيوه يا ست صحافة هانم ... ما هو أي واحد ينزل في الشارع ويلم شوية 
                    مقاطيع ومعاطيل من على قهوة الولد جربوع ويتن قاطع انفاس اللي 
                    جيبينهم في ميدان التحرير ولا على الكورنيش ، وممكن اي واحد يروح 
                     في وسعاية أم عباس ويلم شوية لضرجية متأنتخين علشان يحرقوا 
                     ويكسروا ... مش دي الشطارة ولا الغنوشة ولا العلوشة ... الشطارة أننا 
                     نعمل حاجة ما حدش عملها قبل كده أويقدر يعملها . 
سمبو : الله .... الله ... الولد حكشة بيعرف يتكلم ، اللهم صلي على النبي ... خلي 
                    يا ولد امك بخاطرها تبخرك احسن الناس يحسدوك ... بس أنت جبت 
                    الكلام الأبهة دا منين يا ولد . 
حكشة : ( خجلا ) من الأستاذ عبد الفضيل عبد الواسع اللي منتخب في مجلس 
                    الشعب ، وقال كلام كتير بس انا ما فهمتهوش عن الديخراطية والفلعسية 
                    والملوخية .. أصلي انا كنت تعبان فنمت وصحوني بعد ما مشى . 
زلمكة : بتنام في مؤتمرات مرشحين مجلس الشعب . 
حكشة : أحلى نومة بأنمها ... ونوم جامد ... كلام الناس دول زي المخدر .. أنا 
                     بأكون صاحي .. هي كلمة والتانية وتلاقيني أتاوبت ورحت في سابع 
                     نومة ... تصدق مرة في ليلة ما جليش نوم يانوم تعالي ما فيش فايدة ... 
                     قعدت طول الليل أدور وأدور على حد منهم مجمع الناس وبيتكلم . 
زلمكة : ليه بأه ؟ 
حكشة : علشان كنت عاوز أنام بس مش عارف . 
إيمان : ( ضاحكة ) معقولة دية يا حكشة ... بدور على على مؤتمر انتخابي 
                     علشان تنام فيه ,,, طاب لو ما لقتش ح تعمل إيه ؟ 
حكشة :افتح التليفزيون على أي كلام بين اتنين او تلاته وشرفك يا سعادة 
                     الصحفية هانم هما كلمتين او تلاته وتلاقيني باكل رز باللبن مع الملايكة 
إيمان : طاب ما بدل البهدلة دية ما تجيب حباية منوم .  
حكشة : وليه اغرم نفسي تمن حباية منوم ... ما هو الواحد بينام مجانا ، وبعدين 
                    البرشام المنوم دلوقت مغشوش أما كلام ومؤتمرات الجماعة دول ملهوش 
                    مثيل . 
إيمان : تصور يا أستاذ عاصم أن كلام حكشة وزلمكة وسمبو بيعكس وجهة نظر 
                    ، وإن كنت بأتحفظ عليها شويتين إلا إنها يتقول رأي .
الضاني : أنا معودهم أنهم يعبروا عن كل اللي بيدور في قلبهم ويقولوا اللي هما 
                    عاوزينه وكأنهم بيرموا طوب وبيحدفوا زلط .
إيمان : يعني غيه بيرموا طوب ويحدفوا زلط .
الضاني : يعني بيتكلموا ومايحطوش في دماغهم أي حد 
إيمان : قصدك بدون خوف أو قلق . 
الضاني : ( يجذب مقعدا ) مش تستريحي احسن زمانك تعبتي . 
إيمان : ( تجلس ) والله المكان هنا اورجينال خالص 
الضاني : إن شاء الله يكون عجبك ... يا واد يا زمزم تعالى شوف الأستاذه تشرب 
                     إيه . 
زمزم : ( يمسح المنضدة ) كونياك نبيذ .. وسكي .. تشربي إيه حضرتك ؟ 
إيمان : ( تقف مفزوعة ) إيه اللي بتقوله ده ... أنتم بتقدموا الحاجات ديه هنا . 
الضاني : لا هو قصده الحاجات دية مش موجودة هنا ( يضربه على قفاه ) ما هي 
                     الأستاذه عارفة أن الحاجات دية ممنوعة هنا ز 
زمزم : ( يغمز للضاني ) ما ان حبيت أعرفها أن الحاجات دية مش موجودة 
                    علشان يعني ما حدش يطلبها . 
الضاني : إيه اللي عندك . 
زمزم : شاي .. قهوة .. حلبة حصى .. كركديه يا نسون سحلب .. مغات . 
الضاني : هات كوبيتين حلبة حصى وماتنساش المزة 
إيمان : ( مندهشة ) المزة ... مزة إيه ؟!
الضاني : ( مرتبكا ) أنا قلت مزة ؟ 
إيمان : أه .. انا سمعتك بتقول مزة . 
الضاني : لا انا بأقول ما تنساش العزى ... أصل ابن خالة عم أم مرات أخوه فبأقول 
                     ماتنساش تفكرني علشان نعزي . 
زمزم : ( يأتي بصنية عليها كأسين وزجاجة ) اتفضلي يا أستاذه . 
الضاني : ( منزعجا) إيه اللي أنت جايبه ده ؟ 
زمزم : فيه ‘يه يا أستاذ .. قزازة حلبة حصى معتبرة ومعتقة وكأسين وشوية 
                    سوداني وترمس . 
الضاني : وانت بتقدم للناس كده ؟ 
زمزم : لا يا عاصم بيه ... دا علشان الست هانم ضيفة عندنا ... وإحنا في دكي 
                     الساعة أن الصحافة كلها تيجي عندنا في كبارية الأنس . 
إيمان : ( مندهشة ) كبارية الأنس !
الضاني : لا ما يقصدش .. أصل الولد زمزم دا كان بيشتغل في مكان اسمه كده .. 
                    بس الحمد لله ربنا تاب عليه ، بس ساعات لسانه ينفلت منه ... مش كده 
                    برضه يا زمزم . 
زمزم : كده برضه يا ست هانم ، والحمد لله والبركة في الستاذ عاصم ، وإن 
                    كانت اليومية قليلة حبتين والشيطان شاطر . 
الضاني : ( يدفعه ليبعد ) خلاص أطرق ... ح أزود لك اليومية وبطل رغي . 
إيمان : أنا مش عارفة حاسة بجو غريب . 
الضاني : أصل أنا بأحب أعيش بين الأحياء الشعبية ، وبين الناس زي ما انت 
                    شايفة ، والناس دول عايشين على طبيعتهم واللي في قلبهم على لسانهم ..  
                     يمكن شكلهم شويتين كده ...
إيمان : لا مش ده اللي أقصده ... أنا رحت أماكن كتيرة شعبية بس ما شعرتش 
                     بالجو ده قبل كده ..
الضاني : يعني هو شعور كويس ولا لأ؟ 
إيمان : برضه مش دا اللي انا أقصده . 
جواهر : ( تقترب منهما ) يا اهلا بالست هانم ... مش عايزين تسمعوا حاجة 
                    ترطب وتنعنش وتفرفش وتبشبش وتفشفش القعده دي يا عسل . 
الضاني : ( متعجبا ) لا مش عايزين نشمع حاجة ... الستاذه دماغه مصدعه لما 
                     نعوزك ح نبعتلك مع السلامة ..اطرقي يا ست جو . 
سلافة : ( تقترب منهما ) ولا عايزين تتفرجوا على حاجة تهوي وتهشهش 
                    وتشنشن وتروش وترشرش القعدة دي يا أنس . 
الضاني : ( يبعدها ) لا مش عايزين نتفرج على حاجة ... الستاذه مش ناقصة ... 
                    لما نعوزك ح نندهلك مع السلامة ... أطرقي يا سو . 
إيمان : ( تتأملهما ) أساميهم غريبة جو وسو . 
الضاني :  لا ما هي الأولانية اسمها جواهر والتانية اسمها سلافة . 
إيمان : بيشتغلوا إيه ؟ 
الضاني : واحدة بتغني والتانية بترقص . 
إيمان : ( مندهشة ) غنى ورقص هنا !
الضاني : ( منتبها ) آه .. قصدي واحدة بتغني أغاني وطنية والتانية بترقص بالية . 
إيمان : غريبة قوي . 
الضاني : لا ما إحنا بنحب نرفه على الموجودين علشان ما يزهقوش . 
إيمان : والناس دول بيتنوا قاعدين كده على طول . 
الضاني : لا .. إحنا بنجيب ناس بتعلمهم وتاهلهم ، بس دلوقت ساعة الراحة بتاعتهم 
إيمان : طاب ما تخلي جو تغني وسو ترقص . 
الضاني : لا .. مش ح يعجبك لا غناهم ولا رقصهم . 
إيمان : ليه أنت مش بتقول أغاني وطنية ورقص باليه . 
الضاني : ( ينظر إلى جواهر وسلافة ) هو مش بالضبط أغاني وطنية ورقص باليه 
إيمان : أمال إيه ؟ 
الاضني : أصل الأغاني الوطنية هنا والرقص البالية حسابات تانية ... حاجة كده 
                     خاصة بينا ... المهم إيه رأيك أنت كنت معاندة أنك تعرفي حتة من حتت 
                     حياتي . 
إيمان : ( تضحك ) قصدك جانب من جوانب حياتك .... بصراحة يا استاذ عاصم 
الضاني : ما بلاش أستاذ دي . 
إيمان : بصراحة يا عاصم أنت بالنسبة لي شخصية غامضة . 
الضاني : ودلوقتي وبعد ما شفتي جانب من جوانب حياتي . 
إيمان : بقيت غامض اكتر . 
الضاني : ليه بس ما هو كل حاجة واضحة وفيه شفافية وما فيش اي ضبابية زي 
                    بيقولوا أهه . 
إيمان : ( حائرة ) مش عارفة جايز العيب فيا أنا ... ساعة أشوفك شخصية نبيلة 
                    وفي قمة السمو والرقي وكأنك فارس من فرسان العصور الوسطى ، 
                    وساعات اشوفك ... وماتأخذنيش يعني وإن كنت ح تزعل .. شخصية 
                    عادية ويمكن اقل من كده كمان . 
الضاني : ( بضيق ) قصدك يعني شخصية تافهة . 
إيمان : لا والله ما أقصدش ... .  أنا قصدت انك فارس وبتحاول أنك تتواضع 
                     علشان تكون إنسان عادي ، وده في حد ذاته بيزيد من فروسيتك ، او انك 
                     إنسان عادي وبتحاول انك تكون فارس وده برضه يخلي افنسان يقدرك 
                     ويعجب بك ... مش عارفة بالضبط انت أي واحد من دول . 
الضاني : وليه ما يكونش الاتنين مع بعض 
إيمان : ما ينفعش . 
الضاني : ( يقترب منها ) المهم أنت بتحبي الأول ولا التاني . 
إيمان : لا الأول ولا التاني . 
الضاني : ( مندهشا ) لا الأول ولا التاني ، أمال بتحبي مين ؟ 
إيمان : ( بصوت منخفض ) واحد خدني على حصانه الأبيض وخلصني من ناس 
                    كانوا عاوزين يخطفون ويموتوني . 
الضاني : لا بس دا ما كنش حصان دا كان في عربية مرسيدس ، بس لو عايزة 
                     حصان أنا مستعد اجيب حصان ... بس المردة دية أنا اللي ح اخطفك 
                    وأخبيك عن العلم ده كله . 
إيمان : بس كده أنا ح أخاف . 
الضاني : ح تخافي مني ؟ 
إيمان : أنا لوخفت من العلم كله مش ح اخاف منك . 
الضاني : ( يتلفت حوله ) شوفي انا عارف ان كل واحد من اللي قاعدين دول عينه 
                    تفلق جبل يا بينا من هنا . 
إيمان : ( تنهض ) ح نروح فين . 
الضاني : فيه حتة مكنة على النيل . 
إيمان : ( متعجبة ) يعني إيه مكنة . 
الضاني : قصدي مكان جميل على النيل . 
إيمان : بس فيه مقال عايزه اكتبه للجرنال . 
الضاني : ( يمسك بيدها ويخرجان ) خلاص أكتبيه وأنا معاك 
إيمان : ما أظنش ح اعرف اكتب حرف واحد وأنت معايا . 
                    { الجميع ينتشرون في المكان ويتحركون بكل حرية ويفكون أربطة 
                     اقدامهم وارجلهم والصبية يقفزون ويلهون }
سمبو : ( يسرع إلى زمزم ) هات يا ولد قزازة الخمر ... دى الصحافة كانت 
                    كاتمة على أنفسنا .... قال حلبة حصى وكركدية  ... وأغاني وطنية 
                    ورقص بالية ... هو إحنا في قهوة بلدي ولا في دار الأوبرا ...يالا يا جدع 
                    نزل اليافتة دية ورجع يافتة كبارية الأنس والفرفشة يالا يا جواهر سمعينا 
                    صوتك ..يالا يا سلافة هزي وستك . 
جواهر : إيه يا راجل ... أنت اتعبطت ... هما فين الزباين اللي ح اغني لهم وسلافة 
                    ترقص لهم . 
سمبو : ( يجلس رافعا الزجاجة ) انا مش مالي عينك ولا إيه ... الكل هنا في 
                    خدمتي ... أنا صاحب المكان ده . 
جواهر : لا مش أنت صاحبة ، دا الضاني اسم النبي حارسه وصاينه . 
سمبو : وأنا أبو صاحب المحل . 
جواهر : ( تتأمل سلافة ) مالك يا بنت بتكلي في نفسك ... والنبي ما انا عارفة إيه 
                    اللي عاجبه في البنت الملسوعة والمعصعصة دية ... دي لا رسم ولا قسم 
سلافة : ( تأخذ الزجاجة من سمبو وتشرب ) أيويا يا أبلتي بس من طينة غير 
                    طينتنا ..... دي واحدة متعلمة ومتربية ، وكمان صحفية زي اللي بيطلعوا 
                    في التليفزيون .
جواهر : والنبي انت اجمل منها ... وفيك أنوثه وسكس عنها . 
سلافة : تعملي إيه بأه يا أبلتي ...القلب وما يريد . 
جواهر : بالك يا سلافة .. هو الضاني رميك ليه ؟ 
سلافة : ليه يا أبلتي ؟ 
جواهر : علشان أنت مرمية عليه وبتتمني تراب رجليه ...بالك لو تسبيه ، و لو 
                    حس أنك ح تضيعي منه والنبي ليجري وراك بالمشوار ... انت عارفة 
                    تخليه يولع أكتر أزاي . 
سلافة : ( متلهفة ) إزاي يا أبلتي . 
جواهر : لما يعرف أن فيه حد بيحبك ، وبالخص لو كان الواحد ده هو بيكرهه . 
سلافة : مش فاهمة ؟ 
جواهر : يعني لو عرف أن واحد من أعدائه اللي هو بيعاديهم وما بيحبهمش لو 
                   عرف أنه بيحبك وأنت بتحبيه . والنبي ليركع تحت رجليكي . 
سلافة : ( مفكرة ) تفتكري كده . 
جواهر : إسأليني أنا ... بالك أنا خليت سمبو المتنيل على عينه ده يطلب إيدي أزاي 
سلافة : إزاي يا أبلتي . 
جواهر : انت عارفة الرجل اللي كان بيبيع تمر هندي وخروب اللي كان بيقف قدام 
                    عربية البطاطا بتاعة سمبو . 
سلافة : ايوه عرفاه . 
جواهر : أهه سمبو ما كنش بيطيقه ، وكان كل يوم يتعارك معاه ... بالك يومين 
                    كنت اروح أشرب عند كباية كركديه وكباية تمر هندي . 
سلافة : وبعدين يا أبلتي . 
جواهر : في اليوم التالت لقيت سمبو جايب قزازة شربات وجاي البيت علشان 
                   يتجوزني ... وبدل ما كنت بأشرب الكركديه والتمر هندي شربني المر 
                   بإيده . 
سمبو : ( يقترب منها ) على كده دا كان ملعوب لعبتيه عليا .. طاب تصدقي أنا 
                    لازم أطلقك الليلة دية . 
جواهر : ( تضحك ) طلقني كده .. وح تلاقيني عن بتاع التمر هندي والكركديه . 
سمبو : طاب عليا الطلاق ما انا مطلقك ، ولو هوبتي ، مش هوبتي ناحية الرجل 
                    ده بس دا انا لو شفتك بتشربي تمر هندى ولا كركديه ولا أي حاجة حمرا 
                   لأدبحك . 
جواهر : مش قلتلك يا خايبة ... هما الرجالة كده صنف نمرود . 

                          ( ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتار )  
                               

 المشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد الثانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي :

قاعة الاجتماعات في جريدة ( النيل ) ، نبيل وكامل يشربان قهوة الصباح ، ويطالعان بعض الجرائد والمجلات . 
كامل : وبعدين يا نبيل ... الرجل أصبح في مازق لا يحسد عليه . 
نبيل : ( مندهشا ) تقصد مين ؟ 
كامل : الأستاذ حسين . 
نبيل : ( يشرب رشفة من الفنجان ) على رأيك ... دا مأزق حرج ، الرجل باع اللي  
                      وراه واللي قدامه ، ورجع تاني للمربع الأول ، الجرنال مهدد بالتوقف . 
كامل : يا ريت الحكاية حكاية فلوس بس ، الرجل والجرنال بتحاربوا من اكثر من جهة . 
نبيل : كنا فاكرين إن الحكاية بعد الثورة ح تتصلح ، أتاري الحكاية إتنيلت أكتر . 
كامل : الثورة ملهاش دعوة من كل اللي بيحصل . 
نبيل : ( منفعلا ) وتفسر بإيه كل اللي بيحصل في البلد ، كل شيء بينهار ويقع ، 
                      الناس بيخرجوا أسوأ وأقبح اللي عندهم ، أنا وأنت ما اتبهدلناش بصراحة إلا 
                      بعد الثورة ... كل يوم وكل ساعة مصيبة وكارثة ، كل الثعابين والذئاب 
                      والخفافيش ومصاصي الدماء خرجوا من جحورهم الشياطين والأبالسة و....
كامل : ( مقاطعا ) ما انت عارف كويس أن كل ده مدبر ومخطط علشان يخلونا ننقلب 
                     على الثورة . 
نبيل : ما هو لما نقارن الوضع قبل الثورة والوضع بعد الثورة و...
كامل : ( مقاطعا ) دا أكبر خطأ نقع فيه يا نبيل  . 
نبيل : تقصد إيه ؟ 
كامل : ما ينفعش تقارن ما قبل الثورة بما بعد الثورة ، وبالأخص وما عدش على 
                     الثورة إلا مدة بسيطة ، أنت كده بتفكرني بالواحدة اللي اتجوزت واحد بتحبه ، 
                     وكان على قد حاله في بداية الجواز ، وبعدين بدات تقارن بين حياتها وهي مع 
                      أبيها وحياتها مع زوجها واكيد ح تخرج من المقارنة دي مش في صالح حبيبها 
                      ، لأن والدها كان بيوفر لها اللي ما يقدرش يوفره حبيبها ... مع كده ان وضعها 
                      مع أبيها أحسن من وضعها مع حبيبها ؟ 
نبيل : طاب ما يوفر لها المعيشة اللي كان بيوفرها لها والدها بالإضافة للحب . 
كامل : دا اسمه طمع ... وهي اختارت الحب وإلا كانت تتن مع أبوها طالما الأمر امر 
                     ماديات . 
نبيل : وإيه علاقة الكلام ده بالثورة ؟ 
كامل : إن الكلام مقارنة حالة الناس قبل الثورة وحالتهم بعد الثورة وبالخص في 
                      بدايات الثورة ما هو ش في صالح الثورة بالمرة . 
نبيل : على كده إيه فايدة الثورة . 
كامل : الثورة أكبر من أن تقيمها بما تحققه من فوائد مادية ... ومش ده اللي خلا الناس 
                     تقوم بثورة . 
نبيل : أمرك غريب يا كامل ، وإيه اللي بيدفه الناس علشان يقوموا بثورة ؟ 
كامل : انهم عايزين يشعروا بآدميتهم وإنسانيتهم وحريتهم ، وأنت لو قايضت أي 
                     إنسان بكنوز الدنيا ح يختار حريته . 
نبيل : دا شيء منطقي وطبيعي ، لأن أي شيء بدون حرية لا قيمة له . 
كامل : والحرية حتى لو لم يكن معها اي نفع مادي بتعتبر برضه اهم شيء في حياة 
                     الإنسان . 
نبيل : انا متفق معاك في النقطة دية 
كامل : طالما اتفقت معايا في النقطة دية فأنت متفق معايا في كل النقط . 
نبيل : إيه رأيك نشرب فنجانين قهوة كمان . 
كامل : الظاهر أني وجعت دماغك . 
نبيل : يا ريت الأمر يتوقف على وجع الدماغ بس . 
كامل : ( ينظر في ساعته ) أنت مش ملاحظ ان الأستاذ حسين أتأخر شوية 
نبيل : هو عاوزنا ليه تفتكر ؟ 
كامل : اكيد فيه حاجة مهمة ، هو ما يجتمعش بينا إلا لسبب مهم 
نبيل : أكيد أن الأستاذ حسين وصل إلى طريق مسدود ، بس لو ده حصل تفتكر إحنا 
                     ح نروح فين
كامل : انت عارف إحنا لنا اماكن كتيرة في وسائل الإعلام والعروض في المدة 
                    الأخيرة مغرية ، بس الشغل مع الأستاذ غير الشغل مع غيره . 
نبيل : تعرف لو الجرنال بتاعنا انقفل أنا مش ح أشتغل في الإعلام خالص ، ويا ريتك 
                    انت كمان تبطل ونشوف انا وانت أي مشروع ناكل منه عيش ، انا مليت وزهقت 
                    وقرفت ، انا حاسس أني في حفلة تنكرية كل اللي حولنا يضعون اقنعة وحقيقتهم 
                    متخفية ورا الأقنعة دية 
كامل : بس ده نوع من إعلان الهزيمة والإنسحاب وبكده إحنا نكون عطينا فرصة لهم 
                     علشان ينفذوا مخططاتهم 
نبيل : ( منفعلا ) هما مين دول ؟ 
كامل : والله ما انا عارف هما مين ، زي ما بيقولوا الطرف التالت ولا اللهو الخفي 
                    ... انت عارف يا نبيل أخطر حاجة بتحصل في البلد أنك ما تعرفش مين اللي 
                     ورا الأحداث دي كلها ، تحس انك بتتعامل مع اشباح هما شيفينك وشايفين كل 
                     تحركاتك ويمكن عارفين انت بتفكر في إيه ، وانت مش شايف أي حاجة كانك 
                    ماشي في الضلمة ، مش عارف غيه اللي ح يخبطك او ح تتخبط في مين . 
نبيل : ما هو علشان كده أنا عايز اخرج من الضلمة دية ، عايز أهرب من الشبح 
                    ومن اللهو الخفي ومن الطرف التالت والرابع والخامس . 
كامل : مش ممكن يا نبيل . 
نبيل : ليه . 
كامل : لنه بيحاربك في وجودك ، الحرب دلوقت حرب إرادات . 
نبيل : بس الحرب هنا بين طرفين غير متكافئين ، أنت لسة دلوقت بتقول أننا بنتعامل 
                    مع أشباح ، إحنا مش عارفين نكتب اسم اللي بيحاربنا ، إحنا بنكتب رموز ، 
                    تصور اللهو في حد ذاته ، حاجة غير معروفة ولا مفهومة ، كلمة مالهاش وجود 
                    في قواميس العلم كله ... تصور لما يكون خفي كمان . 
كامل : ( ضاحكا ) يا اخي أنا مش عارف مين اللي بيحط الأسامي دية ، يعني كفاية 
                    يكون لهو ...لا كمان خفي ... قال يعني لهو ومستخبي كمان . 
                        { يدخل الساعي حاملا القهوة ، يقدم لكل منهما فنجانا ويضع مكان الستاذ  
                            حسين فنجانا }
كامل : غريبة يا عم ( احمد ) إحنا لسه ما طلبناش قهوة مع اننا كنا ح نطلبها .
عم احمد : الأستاذ ( حسين ) قالي إني أقدم قهوة لحضراتكم وهو على وصل . 
نبيل : يا اخي الستاذ حسنين ده شخصية غريبة وكأنه عارف إننا فعلا عايزين نشرب 
                    قهوة . 
كامل : على رأيك دا أستاذ عظيم ... بس لا دا زمانه ولا مكانه . 
نبيل :  انت مش لسة بتقول أنها حرب إرادات . 
كامل : أيوه بس الرجل دا مش داري على البهدلة والحرب الشرسة اللي بيعملوها معاه 
نبيل : معاك حق إحنا بس اللي لنا البهدلة وقلة القيمة . 
حسين : ( يدخل محييا ) احوالكم إيه ؟ 
كامل : ( يقدم ملفا له ) الحمد لله ... اتفضل التحقيق اللي حضرتك طلبيته . 
حسين : خليه دلوقت يا أستاذ كامل .... المهم إحنا وصلنا لطريق مسدود ، الجرنال لابد 
                    ح يتوقف . 
كامل : ( متاثرا ) بعد كل اللي عملناه برضه ما فيش فايده 
حسين : لا كان ح يكون فيه فايده لو كنا اتصلحنا معاهم أو حتى هادناهم ...بس دا كان 
                   اختيارنا ، على كده انا مش نادم ، لأن كان بإيدي أغير الوضع لو حبيت .  
كامل : أنت مش شايف حضرتك ان الوضع غريب وعجيب . 
حسين : مش فاهم تقصد إيه ؟ 
كامل : انا كنت بأتكلم انا ونبيل من شويتين ، هو مش عاجبه الوضع بعد الثورة ، وانا 
                   إلى حد ما عقلنة الوضع بس برضه ، بس مع كده أنا نفسي مش مقتنع باللي قلته 
                    له . 
حسين : ليه يا أستاذ كامل ؟ 
كامل : يعني إحنا في اعقاب ثورة ، والمفروض أن الاوضاع تتحسن وتخطو نح 
                    الأفضل ، وإن فيه مكاسب للثورة تحققت ، بس أنا شايف ...
حسين : ( مقاطعا ) أنتم فاكرين الثورة إيه .. بين يوم وليلة ح تخلي الناس ملايكة ... 
                    ولا في طرفة عين ح نقضي على الفساد ، والناس يصحوا الصبح يلاقوا حال 
                    البلد اتصلح . 
كامل : مش كده بالضبط .... على الأقل تحصل حاجة من الحاجات دية . 
حسين : وانت شايف إيه ؟ 
كامل : انا شايف أن ما فيش حاجة حصلت ، دا يمكن ...
حسين : ( مقاطعا ) تقصد ان الوضع ساء عن الأول . 
كامل : دا حتى اللي كان بيقوله نبيل من شوية ، حتى انا عارضته وإن كنت برضه 
                    إلى حد ما متفق معاه ، بصراحة الواحد معدش فاهم حاجة . 
حسين :الشيء اللي أنتم مش واخدين بالكم منه أن الشر والفساد أقوى ما يكونون بعد 
                    الثورات وعمليات الإصلاح 
نبيل : وإيه السبب ؟ 
حسين : مش الثورة تعتبر اكبر تهديد للفساد والشر ، والثورة بمثابة بداية الصراع 
                    الحقيقي والمصيري ، وبتعتبر نوع من استنفار واستفزاز للفساد 
كامل : تقصد أنها معركة للبقاء 
حسين : وعلى قد شراسة المعركة بقدر نجاح الثورة ، بس طبيعي أن الناس تلاحظ أن 
                    الوضع ساء عن الأول ، هو الوضع ما سأش عن الأول ولا حاجة ، هي 
                     طموحات وأمنيات الناس ارتفعت والوعود اللي هما ربطوها بالثورة يمكن ما 
                     تحققتش أو اتحقق منها جزء .... الحكاية زي ما بيحصل مع الأنبياء والرسل 
                     .... أول ما يظهر نبي تلاقي جميع قوى الشر اتجمعت واتكتلت . 
نبيل : على كده الثورة ما تعتبرش نهاية للفساد . 
حسين : لا ... الثورة بداية للخير والصلاح ، وأنتم عارفين أن أي بدايات لابد بتكون 
                    ضعيفة ومتعثرة ومضطربة وحائرة ... وفي أثناء تلك البدايات قد يفقد الكثيرون 
                   إيمانهم بالثورة . 
كامل : والناس ؟ 
حسين : اخطر ما في الثورات الناس . 
نبيل : ليه ؟ 
حسين : الناس بعد الثورة ممكن تخاطبهم بأي وسيلة إلا العقل والمنطق . 
كامل : وإيه السبب في ده ؟ 
حسسين : من الصعب انك تقول للناس أن الأمر في حاجة إلى صبر بعد ما صبروا 
                    عشرات السنين ، وتطالبهم بعد الثورة بما كان يطالبهم به النظام قبل الثورة ، 
                    هما قاموا بثورة علشان كل حاجة ننغير طبعا إلى الأحسن ، الأمر بالنسبة لهم 
                     صعب ، أنت لو طلبت منهم يتغيروا فده صعب ويمكن يكون مستحيل عليهم ، 
                     إذن هم بيطالبوا بحاجة هم نفسهم مش قادرين عليها . 
نبيل : الله ... وإيه فايدة الثورة . 
حسين : مع الوقت والصبر ... الناس مرضى ومرضهم من النوع المعقد ، والثورة 
                    وقفة لبداية العلاج ، ومافيش مريض ما بيتأففش وما بيتململش من العلاج . 
كامل   : ووضعنا إحنا في الجرنال ؟ 
حسين : ( مبتسما في حزن ) زي وضع كل الناس في البلد ، بنتعرض لضغوطات 
                     وإحباطات علشان نتجه نحو اليأس والاستسلام . 
نبيل : والحل ؟ 
حسين : والله فيه عرض يمكن يكون فيه خروج المأزق اللي بيتعرض له الجرنال ، 
                     وأنا حبيت أن يكون العرض ده قدامكم ، لني واثق في حبكم وتمسكم بالجرنال . 
كامل : وإيه العرض ده ؟ 
حسين : ( ينظر في ساعته ) الأستاذ إبراهيم العشماوي طلب مقابلتي بشأن عرض ح 
                    يعرضه . 
كامل : مش دا ... 
حسين : أيوه رجل الأعمال المشهور ، وكان بيسند الحملات الإعلانية لمشاريعه 
                    للجرنال ، وعلشان هو رجل بنثق فيه كنا بنسمح اننا نعلن عن مشاريعه ، 
                     بالإضافة أنه رجل له مواقف وطنية مشرفة وهو صديق قديم . 
نبيل : بس دا علاقته إيه بالصحافة ؟ 
كامل : إحنا في زمن ذابت الفروق فيه بين الإعلام والسياسية والمال والمقاولات . 
حسين : بالضبط كده يا استاذ كامل ، ويمكن ده سبب المشاكل اللي البلد واقعه فيها ، ما 
                    عدش فيه خطوط فاصلة بين الأمور ، يعني رجل العمال ممكن يكون سياسي ، 
                     والسياسي ممكن يكون إعلامي ، والإعلامي ممكن يكون سياسي . 
نبيل :  وإيه المشكلة في كده ؟ 
حسين : لا فيه مشاكل كتيرة ، بل يمكن يكون فيه كوارث ومصايب من التداخل 
                    والذوبان ده . 
                                { يدخل الساعي معلنا عن قدوم الأستاذ إبراهيم العشماوي } 
حسين : ( يقف مرحبا ) اهلا بإبراهيم بيه ... الجرنال نور . 
إبراهيم : ( يتلفت حوله ) لي أكتر من خمستاشر سنة ما حتش هنا .
حسين : ( مبتسما ) أصل إخنا مش على البال ولا الخاطر . 
إبراهيم : ( يشد على يده ) أنت عارف أني بأعزل قد إيه ... بس أنت عارف المشاغل 
حسين : أنا عرف ومقدر إنشغالك .
إبراهيم : بس الجرنال بقى حاجة تانية خالص عن اخر مرة كنت هنا . 
حسين : إحنا بنعمل اللي بنقدر عليه ... قهوتك غيه يا إبراهيم بيه . 
إبراهيم : أنا مش عايز أضيع وقتك ... أنا جاي في مهمة وعايز أنتهي منها . 
حسين : ( مندهشا ) مهمة .... غريبة . 
إبراهيم : ( منتبها ) مش دا المهم ... بعدين ح قولك كل حاجة ... انا عرفت  موقف 
                      الجرنال المالي وأنه مديون بمبالغ كبيرة ، وده يهدده بالتوقف ، هو فيه أمرين 
                    معروضين ( مقتربا من حسين ) أتكلم ولا لما نكون لوحدنا . 
حسين : لا اتكلم دا الأستاذ نبيل ودا الأستاذ كامل من اعمدة الجرنال وانا اثق فيهم ثقة 
                    تامة . 
إبراهيم : يا اهلا وسهلا .
حسين : إيه هما العرضين . 
إبراهيم :  ( يخرج شيكا من جيبه ) بيع الجرنال بأي ثمن ، وده شيك على بياض ، اكتب 
                     المبلغ اللي تشوفه .
حسين : والعرض الثاني ؟ 
إبراهيم : ح أقوم بتسديدكل ديون الجرنال وتمويله بأي مبلغ علشان يسترد مكانه ، وده 
                     ح يشمل رفع مرتبات الصحفيين والعمال . 
حسين : والمقالبل . 
إبراهيم : أبدا ... بعض التعليمات تنفذ علشان الجرنال ما يوصلش للحالة والوضع اللي 
                   وصل له . 
حسين : والتعليمات دي ح تشمل تغيير لبعض الصحفيين ورئيس التحرير و...
إبراهيم : ( مقاطعا ) لا... كل حاجة ح تتن في مكانها ، والكلام ده ح ينكتب في العقد . 
حسين : والتعليمات دي ح تكون عبارة عن إيه ؟ 
إبراهيم : أنت عارف رأس المال جبان ... ويمكن ازداد بعد الثورة ، وأنا عايز أطمئن 
                    على الجرنال . 
حسين : تقصد فلوسكم . 
إبراهيم : ما هو ما عدش فيه فرق بين الفلوس والجرنال . 
حسين : إزاي ده ؟ 
إبراهيم : ما هو فيه فلوس فيه جرنال ، ما فيش فلوس ما فيش جرنال . 
حسين : بس فيه فرق بين الفلوس والجرنال . 
إبراهيم : والله انا مش شايف أي فرق  
حسين : لا يا إبراهيم بيه ... فيه فرق كبير بين الاتنين ، راس المال زي ما قلت جبان  
                    لأن هدفه المكسب بأي طريقه اما الجرنال فهدفه الحقيقة أو الإشارة إليها 
                    وإظهارها للناس ومحاربة الفساد ، وعلشان كده ممكن تكون خسارته المادية 
                    اكبر مكسب له ، والدليل الشيك على بياض .. أنتم ما بتشتروش جرنال من ورق 
                    انتم بتشتروا قيمة وسمعة ، وعايزين تشتروا مبدأ ، على كده إحنا ما خسرناش 
                     وإنما كسبنا . 
إبراهيم : المهم الرد على العرضين . 
حسين : غيه رأيك يا أستاذ كامل ...وانت يا أستاذ نبيل . 
كامل : والله في الموقف ده المسئول الأول في الجرنال هو اللي يملك القرار . 
نبيل : اللي أنت تقول بيه إحنا موافقين عليه . 
حسين : ( يقف مصافحا إبراهيم ) أن ممنون على العرض يا إبراهيم بيه ... والعرضين 
                    مرفوضين . وأنا أفضل أن أعلن عن موقف الجرنال علشان أحافظ على القيمة 
                     اللي أنت شايف أنها لا تقدر بثمن . 
إبراهيم : والديون ؟ 
حسين : ح احاول أني أسددها ولو اضطريت أني أبيه عربيتي . 
إبراهيم   : الديون كتيرة ، وانا حاسس أن فيه نيه لتقديم المستندات إلى النيابة . 
 حسين : مش اول مرة ادخل فيها السجن . 
إبراهيم : في المرات السابقة علشان رأي ... في المرة دي علشان ديون . 
حسين : ما تفرقش ... ما هو الكل عارف ان الديون دي نتيجة الرأي . 
إبراهيم : ( يقف متهيئا للإنصراف ) اللي دفعني لزيارتك إني بأحاول تقديم خدمة لأني 
                    أقدرك وأحترمك . 
حسين : انا مقدر شعورك الطيب يا إبراهيم بيه ... شرفت . 
كامل : انا كنت فاكر إن الأستاذ إبراهيم من الناس الوطنيين . 
حسين : هو فعلا زي ما بتقول . 
كامل : إزاي وهو عايز يشتري الجرنال ويغير سياسته . 
حسين : ( مبتسما ) لا مش هو ... دا مجرد مرسال لنا س تانية ما بيحبوش يظهروا في 
                    الصورة . 
كامل : وإيه اللي خلاه يقوم بالمهمة دية . 
حسين : لا هو وافق على أن يقوم بها من منطلق أنه خدمة لي وللجرنال . 
نبيل : واشمعنا ما اختاروش إلا هو .
حسين : أولا لأنه شخصية لا غبار عليها ، ثانيا هما عارفين أن فيه علاقة طيبة بيني 
                    وبينه . 
كامل : بس كل كلامه بيقول ان الأمر يخصه . 
حسين : ( مبتسما ) لا .. هو ارسل لي إشارات مفهومة بيني وبينه ان المر لا يخصه . 
كامل : والعمل دلوقت ؟
حسين : ولا حاجة ... إحنا مش أول ناس بتحافظ على مبادئها مهما حدث .... لو             
                    خسرت العالم كله وكسبت مبادئك فأنت الكسبان . 

                                ( ستـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار )   

  


 المــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشهد الثـــــــــــــــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــــــــــــث: 

كبارية ( الأنس ) عاد كما كان ،  أزيلت الصور للزعماء والثوار وأعيدت صور الراقصات ومليء البار بزجاجات الخمر..... الخ  جواهر وسلافة وامامهما حكشة ، وعدد من الزبائن يجلسون على الموائد يشربون . 
جواهر : ( تربت على كتف حكشة ) كل يا حكشة كل الأكل اللي قدامك ده وح 
                    اجيبلك قزازة نبيت فرنساوي من اللي قلبك يحبه ، وإن كنت عايز أغنيلك 
                     ح اغنيلك ، ولو كنت عايز سلافة ترقص ح ترقصلك . 
حكشة : ( فمه ملآن بالطعام ) إيه الحكاية ... اكل وشرب وغنى ورقص ... ما هو 
                     يا إما انا في الجنة أو أنكم ناوين تدبحوني على العيد . 
جواهر : ندبحك إيه يا متنيل على عينك .. انت يا ولد صعبان علينا ، بتشتغل خدام 
                     عند الضاني ، وإيه يا حسرة اللي بتخده منه غير قلة القيمة . 
حكشة : ( يشرب ليبلع الطعام ) ما هو برضة الضاني دا معلمي ولحم كتافي من 
                     خيره .
جواهر : وإحنا مالناش خاطر عندك يا ولد .
حكشة : إزاي يا ست جواهر دا انتم خاطركم على راسي ، وكل اللي تطلبوه ح 
                     انفذه ولو على رقبتي 
جواهر : أنت بياع كلام يا ولد يا حكشة ، ما نخدش منك غير كلام . 
سلافة : سيبك منه يا ابلتي دا عامل زي كداب الزفة ، هو الضاني بياخده معاه 
                     فاسوخه ، وعلشان يتسلى عليه . 
حكشة : ( غاضبا ) انا فاسوخة ، والضاني بيتسلى عليا . 
جواهر : مش دي الحقيقة وكل الناس عارين كده ، هو مش من يومين ماسح 
                    بكرامتك بلاط الكبارية . 
سلافة : دا امبارح بس مفرج عليك زباين الكبارية . 
حكشة : دا قدام الناس بس ، بلك يا ست جواهر ، ويا ست سلافة أن الصندوق 
                    الأسود لأسرار الضاني ، ما فيش حد يعرف اللي انا اعرفه .  
جواهر : ما إحنا عارفين يا ولد انك ما بتفارقش الضاني لا في الرايحة ولا في ا
                     لجاية ، وهو ما يستغناش عنك . 
سلافة : أيوه يا ابلتي بس دا برضه كلام ابن حديد ، إيه الامارة على كده ؟ 
جواهر : ( تضربه على كتفه ) أيوه يا ولد ، إحنا أش عارفنا اللي بتقوله صحيح
حكشة : ( بصوت خفيض ) أسألوني عن أي حاجة وأنا أقولكم . 
جواهر : البنت الصحفية يا ولد ... إش لم الشامي على المغربي 
سلافة : أيوه يا ولد يا حكشة دي لا من توي الضاني ولا الضاني من توبها . 
جواهر : والضاني مدلوق عليها كده ليه مع انها ملسوعة وصفرا . 
سلافة : وهو كمان متجنن عليها ليه  . 
حكشة : ( ينهض ويمسح يده في ملابسه ) لا كله كوم وحكاية الصحفية دية كوم 
                   أنا ممكن اقولكم كل حاجة إلا حكاية الصحفية دية .
 سلافة : أنا مش بأقولك يا أبلتي دا فاسوخة ... يعني شرابة خرج 
جواهر : الظاهر معاك حق يا سلافة ، ما طول عمر حكشة ابن غيظاهم شرابة 
                    خرج ( تضحك ) انت فارمة يا سلافة ولاد حارة الوطاويط كان بيسموه 
                    إيه ؟ 
سلافة : ايوه يا ابلتي .. كان بيسموه راس كرنبة مالوش لازمة . 
حكشة : ( غاضبا ويجلس ويقف ويمسح وجهه ) لا دا كان زمان ... انا دلوقت 
                    الكل في الكل . 
جواهر : إدينا أمارة يا روح امك . 
حكشة : ( جالسا ) كل اللي انتم عايزين تعرفوه انا ح اقولكم عليه ، بس دا سر بينا 
                    ما حدش يعرفه . 
جواهر : سرك في بير غويط يا حكشة . 
حكشة : ( يتلفت حوله ) حكاية البنت الصحفية .. غحنا كنا ناضرين البنت من 
                    ساعة ما خرجت من بيتها ومشينا وراها وفي حتة مقطوعة من الناس 
                    قطرنا عربيتها وخرجناها وبدانا نكتفوها علشان ناخدها على المكنة ، 
                    وفجأة لقينا الضاني زي الوحش ضربنا كانا وكومنا على بعض ، واخد 
                    البنت الصحفية وفص ملح وداب ، بعد كده عرفت إن ده تمثيلية وشبر 
                    معاها وعمل كبانية ، الظاهر البنت إحلوت في عينه . 
جواهر : انا مش فاهمة حاجة يا ولد من اللي بتقوله ده . 
سلافة : وبعدين انتم كنتم ح تخطفوا الصحفية ليه يا ولد .
حكشة : اصل انتم مش فاهمين حاجة . 
جواهر : ( تضربه على كتفه ) طاب ما تفهمنا يا منيل 
حكشة : ( يشرب من زجاجة الخمر التي قدمتها له جواهر ) بتيجي مكالمة 
                     تليفونية للضاني تعرفه اسم الرجل او الست وعنوانه والميعاد ... يقوم 
                     الضاني بالترتيب ورسم الخطة ، ونخطفوا الرجل او الست ونتوهم 
جواهر : ( ضاربة على صدرها ) يا نهار أسود تقتلوهم . 
حكشة : مين اللي قال اللي غحنا بنقتل حد . 
جواهر : مش انتم بتقولوا نتوهم . 
حكشة : يعني نخفيهم في المكنة بتاعتنا ن ناكله ونشرربه تمام التمام . 
سلافة : وبعد كده بتعملوا فيها إيه ؟ 
حكشة : تيجي مكالمة تانية للضاني علشان نطير العصفورة . 
جواهر : وعلى كده انتم خطفتوا ناس كتير يا ولد . 
حكشة : كتير ... نسوان ورجالة وأطفال . 
جواهر : وبتعملوا إيه غير الخطف يا ولد . 
حكشة : لا .. انا ماليش إلا في الخطف .. اصلها شغلانة نضيفة وسهلة وبعدين ما 
                     هيش خطرة .... ما هو اصل الضاني موزع الشغل على كل مجموعة . 
سلافة : هو انتم كتير يا حكشة . 
حكشة : على ما أسمع إحنا جيش كبير ، الجيش ده بيعمل اللي تتخلوه واللي ما 
                    تتخيلوهوش . 
جواهر : زي إيا يا ولد ... ومين اللي بيشتغلوا معاكم 
حكشة : ولا حد يعرف عن الناس التانيين أي حاجة كل واحد في حاله ، لو حد 
                    سأل عن حاجة تكون ليلته سودا ويمكن ما يطلعش عليه نهار ، ما هو 
                    أصل شغلنا دا ما فهوش هزار . 
جواهر : وعلى كده اللي بيشغلوكم بيدفعوا لكم فلوس كتيرة . 
حكشة : فلوس متلته ما تقدريش تعديها . 
جواهر : ( تنظر إليه باحتكار ) أمال يا ولد مش باين عليك ليه ؟ 
حكشة : لا ما هو الضاني مانع أي واحد يبعزق فلوسه أحسن نتهرش . 
جواهر : من هنا ورايح أنا عوزاك تقولنا على كل حاجة بيعملها الضاني 
حكشة : يعني أكون لضرجي على الضاني . 
جواهر : ايوه يا روح امك . 
حكشة : لا... انسوا .. دا انتم سحبتوني المرة دية من لساني وجرجرتوني زي 
                    الأهبل ، ومش ممكن ح أقولكم حاجة تانية . 
جواهر :وحياة أمك غيظاهم إن ما قلتلنا كل حاجة عاوزينها راح أقول للضاني كل 
                     اللي قلته لنا وأفتش سرك قدامه 
حكشة : كده برضه ... أنا غلطان إني وثقت فيكم ما هو بيقولوا في المثال لا تثق 
                     في المرة ولا تدي سرك لأنثى . 
جواهر : ( تأخذ الطعام وزجاجة الخمر من امامه ) يا لا يا ولد مش عاوزه اشوف 
                     وشك .. أمشي والله ما انت واكل ولا شارب . 
حكشة : ( ينصرف ) معلش .. ما هو زي ما بيقول أخرة خدمة الغز علقة . 
جواهر : ( تخلع حذائها وتقذفع به ) امشي يا أبن المنغاظة . 
حكشة : ( يلتقط الحذاء ) هدية مقبولة يا ... الفردة التانية ناخدها المرة الجاية .    
جواهر : الحقي يا سلافة الولد أخد فردة الجزمة . 
سلافة : هرب بيها يا ابلتي ... وأنت لازم تضربيه بالجزمة . 
جواهر : هو كان قدامي حاجة وما ضربتهوش بيها . 
سلافة : وبعدين يا ابلتي . 
جواهر : إنت فهمت حاجة . 
سلافة : والله ما انا فاهمة حاجة . 
جواهر : ح تتني طول عمرك هبلة . .... الباشا بتاعهم اتصل بالضاني علشان 
                     يخطفوا البنت الصحفيه .. ما تعرفيش ليه ..ز الظاهر البنت حليت في 
                     عين الضاني راح عامل انه شجيع السيما وراح ضارب الولاد اللي معاه 
                     وعمل تمثيليه واخد البنت وعمل انه هو اللي انقذها  وعلشان كده البنت 
                     دايبه فيه 
سلافة : باه الحكاية كده ... تمثيل في تمثيل . 
جواهر : زي ما بنشوف في الأفلام العربي . 
سلافة : على كده لو عرفت البنت الصحفية الحكاية دية 
جواهر : دي ح تنيله وتنيل اهله . 
سلافة : بس مين يقدر يقولها على الحكاية دية . 
جواهر : لو عرف إني أو انت ح يكون مصيرنا الدبح 
سلافة : على رأيك يا ابلتي ... دا لما يزعل ما بيعرفش ابوه 
جواهر : ( تضرب على دماغها ) والنبي انت بنت حلال يا سلافة .... أنا جت لي 
                     فكرة . 
سلافة : إيه هيه ؟ 
جواهر : المهم هو سياف جاي امتى ؟ 
سلافة : مش عارفة أنت اللي بعتي له . 
جواهر : ( تنظر في ساعتها ) اهو على وصول ...يا لا جهزي نفسك ، أدخلى 
                    واعملي مكياجك وحتي شوية أحمر وبدرة .. انا عايزا يشوفك يتهبل عليك 
                    ، ما هو طول عمره عينه منك ، غيرش أنك حبيتي الضاني واتعلقتي في 
                     حباله الدايبة . 
سلافة : انا خايفة الضاني يعرف بالحكاية دية . 
جواهر : خلي قلبك جامد زي ابلتك ....ما لقيش دعوة ...امشي ورايا وأنت مغمضة 
سلافة : انا خايفة توديني في داهية . 
جواهر : هو إيه اللي موديك في داهية غير خوفك . .. أهه أنا شايفة سياف داخل 
                    من الباب ، أجري اعدلي من مكياجك ، وعايزاك تكوني حنينه معاه . 
سلافة : يعني إيه أكون حنينه معاه ؟ 
جواهر : يعني تكلميه ..تنغشيه .. تخدي وتدي معاه ... ما تبيش زي المهرة 
                    الغشيمة .. يا ختي أنا ح اغلب أعلم فيك .... روحي أجري اتمكيجي .  
سياف : ( يتلفت حوله ويشعل سيجاره ) إزيك يا ست جواهر . 
جواهر : ( تصافحه ) إزيك يا سياف .. هو احنا ما نشوفكش إلا لما نبعتولك . 
سياف : أنكم عايزين تشوفوني دي غريبة ... والغرب أنكم تبعتولي ... فيه إيه يا 
                    ست جواهر دى مش عوايدكم . 
جواهر : انت ناسي يا سياف أننا ولاد حتة واحدة وغننا متربيين سوا وعشنا عمر 
                     مع بعضنا ولا انت كبرت علينا وما عدناش من مقامك . .
سياف : أنت عامله معايا زي ما بيقولوا خدوهم بالصوت لا يغلبوكم ... اللي 
                     اتغنى هو انتم واللي كبر هو انتم ، بدليل الكبارية والعربيات اللي 
                     بتركبوها والفلوس اللي بتعلبوا بيها لعب . 
جواهر : دا على رأي المثل الصيت ولا الغنى ، دا كل اللي انت شايفه سلف ودين 
سياف : ( ساخرا ) سلف ودين . 
جواهر : دا حتى اخر مرة كنت هنا وسلافة عمالة تسأل عنك وعايزه تعرف 
                     أخبارك وأراضيك . 
سياف : ( مندهشا ) أخباري وأراضي .. ومن مين من سلافة .
جواهر : أنت ناسي اللي كان بينكم ولا إيه يا سياف ، هو انا كنت قاعدة في حارة 
                     الوطاويط طرطور ولا إيه . 
سياف : مش انت اللي كنت عارفة اللي بيني وبين سلافة بس دي الحتة كلها ، وما 
                     كنتش اقدر استغنى عن سلافة وهي كمان لحد لم جه ابن جوزك الضاني 
                     ولهفها مني ، وهي اتعلقت بيه ، وانا نزلت في اقرب محطة بعد ما شاور 
                     لها الضاني 
  جواهر : مش يمكن عرفت غلطتها ، وانها ندمت على الايام الحلوة اللي كانت 
                     بينكم . 
سياف : ( يطفئ السيجارة ويشعل اخرى ) والله فجأة كده ... حتى ولو ده حصل 
                     ورماها واكيد هو رماها لأن طبعه انه يبص في العلي ، ندخل انا اللي 
                     كنت قاعد على دكة الإحتياطي ... مش سياف اللي يجري ورا فضلة 
                     غييره . 
جواهر : هي ساندوتش كبدة ولا طبق كشري ح تاكل فضلة غيرك ... يا بني البنت 
                    كانت صغار والضاني انت عارفة كلامه وشكله يلين الحجر .. البنت 
                     دلوقت كبرت وفهمت . 
سياف : ( بشير غلى سلافة القادمة نحنهما ) مين دية يا ست جواهر ؟ 
جواهر : ( متعجبة ) سلامة الشوف ... دي سلافة . 
سياف : سلافة ... دي أحلوت قوي 
جواهر : مش بأقولك البنت كبرت وفهمت . 
سياف : ( منبهرا ويقف مستقبلا ) مش كبرت وبس دى طابت وطلبت الأكالة 
سلافة : ( خجلى ) ازيك يا سياف .. وشك ولا القمر . 
سياف : قمر مين .. دا انت اللي قمر والشمس والنجوم كمان 
جواهر : لما اقوم اجبليكم حاجة تشربوها . 
سياف : اما أنا اهبل ومغفل وعبيط بشكل . 
سلافة : وإيه الجديد في كده . 
سياف : بتقولي إيه . 
سلافة : انت مخاصمنا ولا إيه يا سياف . 
سياف : ايوه هو فيه خصام ... بس مش ناحيتي يا سلافة . 
سلافة : ما يباش قلبك أسود . 
سياف : قلبي لو أسود في وش العالم كله مش ح يسود في وشك . 
سلافة : بأمارة إيه ؟ 
سياف : بأمارة انك بعتيني وانا لسة شاريك 
سلافة : ما انت اللي بعدت .  
سياف : بعدت لما انت قربت من الضاني . 
سلافة : انا كنت صغيرة . 
سياف : وأنت كبرت دلوقت ؟ 
سلافة : انت شايف إيه ؟ 
سياف : أنا مش شايف انا حاسس . 
سلافة : حاسس بإيه . 
سياف   : حاسس بالخوف .
سلافة : ( مندهشة ) ىخر واحد اظن انه ممكن يخاف ... وخايف من إيه ؟ 
سياف : أنك تضحكي عليا تاني . 
سلافة : هو انا ضحكت عليك في الأول . 
سياف : ( غاضبا ) انت نسيت ولا إيه يا سلافة . 
سلافة : أنا ما نسيتش ... بس انت ما تنساش كمان أنك انت اللي سيبتني واختفيت 
سياف : لما ظهر الضاني في حياتك وانا شفت أنك بدات تتعلقي . 
سلافة : أنا زي ما قلت لك أنا كنت صغيرة ، كنت اضربني فهمني عرفني 
سياف : وانت دلوقت عقلتي يا سلافة يا مجنونة .
سلافة : والله كلك نظر . 
سياف : النظر كتير ما بيكدب على صاحبه . 
سلافة : وقلبك . 
سياف : مش عارف ، خايف أصدقه ... وبعدين مش المهم قلبي .. المهم قلبك انت 
جواهر : ( تقدم المشروبات ) منورنا يا سياف . 
سياف : دا نورك يا ست جواهر . 
جواهر : شوف القعدة حلوة إزاي 
سياف : حلوة بيكم . 
جواهر : لا وانت الصادق حلوة بسلافة . 
سياف : ( يتلفت حوله ) فين الضاني . 
جواهر : قطع وقطعيت سيرته . 
سياف :غريبة دية 
جواهر : غريبة ليه 
سياف : يعني الضاني كان كل حاجة ... ودلوقت انتم مش طايقين سيرته . 
جواهر : الضاني باعنا خلاص ... اتلم على بنت صحفية وداير معاها في كل مكان 
سياف : ( مفكرا ) يعني الحكاية كده . 
جواهر : لا ... اللي انت بتفكر فيه مش صحيح . 
سياف : هو إيه اللي انا بفكر فيه .
سلافة : يمكن عقلك يقولك ان علشان الضاني يعني أتلم على الصحفية أنا .. 
جواهر : ( مقاطعة ) لا ...  هي سلافة كان حاكم عليها لا تبص هنا ولا هناك ، 
                     وكان واقف لها زي العمل الردي . 
سياف : حتى لو كان اللي بتفكري فيه صحيح ... انا مش ح اكسف سلافة ... حتى 
                     لو كان الضاني قنطرها ، بس بعد كده اللي ح يقررب منك يا سلافة أنا ح 
                     اخليه يندم على اليوم اللي أتولد فيه 
جواهر : وماله يا خويا خليه يندم . 
سياف : وانت يا سلافة لو حسيت انك بتلعبي بيا أنا مش ح اقولك ح اعمل فيك إيه 
جواهر : دي علبانة ومنكسرة ومسورة الجناح ومحتاجه واحد زيك تحتمي بيه . 
سياف : انا احميها برقبتي . 
جواهر : بس انا بأقولك إيه يا سياف ... لو الضاني ...
سياف : ( مقاطعا ) من غير ما تقولي ... انا عارف الضاني .. وغحنا كنا 
                    صغيرين الحاجة اللي كان يرميها ويزهق منها لما كنت اخدها كانت تحلو 
                    في عينه ويخدها مني تاني . 
سلافة : ( غاضبة ) كده يا سياف .. من اولها . 
سياف : ( يربت على يدها ) مش قصدي يا سلافة ... انا فاهم الضاني ، وفاهم 
                    جواهر عايزه تقول إيه ... أنا مش ح ادي فرصة للضاني يعمل حاجة ولا 
                    ح أحاول أضره .. إحنا برضة متربيين مع بعض . 
جواهر : بس انت عارف الضاني 
سياف : عارفة اكتر منك ، وعارف حاجات ماحدش عارفها عنه ، ولو حبيتي 
                     يكون في السجن من بكرة مش من النهاردة ، بس انا أكبر من كده . 
جواهر : والبنت الصحفية 
سياف : موال البنت الصحفية معيا من اول همسة ما تشغلوش بالكم بالضاني . 
الضاني : ( يدخل فجأة ويقترب منهم ) وانا بأقول الكبارية منور ليه ... عصفورين 
                    وبينهم حداية . 
جواهر : ( تحاول أن تتماسك ) أخص عليك يا ضاني . 
الضاني : ما تأخذنيش يا مراة أبويا ... أصل أنا استغربت لما دخلت وما حدش حس 
                    بيا وسألت نفسي عصفورين حلوين غيه اللي جاب الحداية بينهم .. او 
                       حداية إيه اللي جاب العصفورين جنبها ... ما علش أصل لساني زي ما 
                       أنتم عارفين . 
سياف : أزيك يا ضاني ... ما فيش داعي للكلام ده . 
الضاني : الله ... المرة دي يعني ما فيش جيش وراك وقاعد هادي وممعكش سيوف 
                     ولا مسدسات ولا مدافع . 
سياف : هو ممنوع عليا أن أجي هنا ولا إيه ؟ 
الضاني : ( يسحب مقعدا ويجلس ) لا يا صاحبي دا بيتك ومطرحك ... وبعدين 
                     الكبارية مفتوح لكل الناس وممكن نرحب بيك لأنك منتش زبون وبس دا 
                     أنت ابن حتتنا . 
سياف : شكلك وكلامك بيقول أنك مش قابلني 
الضاني : ( ينظر إلى سلافة ) حتى لو كنت مش قابلك ... يا أخي فيه ناس زي ما 
                    انا شايف حبيين وجودك ومستلطفين قعدتك . 
سياف : ( يقف متاهبا للانصراف ) طاب أن ح أمشي علشان عندي مصالح 
                    ومشاغل 
الضاني : أنا شايف أن سلافة وجبت معاك وسبقتني ... أصل سلافة صاحبة واجب 
                     ، ما انت عارفها كويس ما أنتم كنتم جيران وأكتر حبتين ، وانا شايف أني 
                     جيت وبوخت القاعدة علشان كده أنا ماشي . 
سياف : ( يخرج بضعة اوراق مالية ويضعها على المنضدة ) لا خليك انت انا 
                    اللي ماشي . 
جواهر : ( تأخذ سلافة وتنصرف ) انا شايفة أن اللي حقه يمشي من هنا انا وسلافة 
                    علشان ورانا بروفات مع الألاتية وهما هناك أهم مستنينا ، يا يا سلافة 
                    احسن بيشوروا لنا . 
الضاني   : ( يرد النقود إلى سياف ) انت بتشتمنا ولا إيه يا سياف .. خلاص انت 
                     بقيت صاحب مكان وانا ح أوصلك لحد الباب ولو حبيت أوصلك لأي 
                     مكان ، وإيه فرصة نتكلم شوية . 
سياف : على رأيك ، وانا عاوز أتكلم معاك في موضوع وإحنا كده لوحدنا 
الضاني : ( يجلس ويشير له بالجلوس ) خير . 
سياف : ( يجلس ) سلافة . 
الضاني : إش معنى . 
سياف : ( بعد تردد ) لزماني . 
الضاني : يعني إيه لزماك . 
سياف : ما تنساش يا ضاني انها كانت معايا من الأول وأنت اخدتها مني ، وأنا
                     وأنا دلوقت عايزها 
الضاني : ( ينظر إلى حيث تجلس سلافة وجواهر متوعدا ) إيه الحكاية ... كانت 
                     معايا وبعد كده كانت معاك ... وأنت عايز اللي كان معاك ... انت بتفكر 
                     إزاي . 
سياف : ( ضاحكا ) إيه الكلمة الغريبة دية ... أه نسيت انك ماشي اليومين دول مع 
                     الصحافة ومقلوظ وضعك مع الأستاذه ... الله يسهلك يا عم ... خلاص يا 
                     اخي أنت عايز تنهب وتكوش على كل حاجة سيبلي البنت الغلبانة وخليك 
                     انت في قطر الصحافة وسلملي على الفكر والثقافة . 
الضاني : ( متضايقا ) إيه يا بني الكلام اللي بتقوله ده ... عايز تنهب وتكوش على 
                       كل حاجة .... هي سلافة دي إيه زبون عايز تقلبه ولا شقة عايز تكشها 
                       ... وبعدين تعالى قوللي إيه اللي فكرك بعد السنين ديه بسلافة وهي قالت 
                        أنها عايزاك . 
سياف : ( يشعل سيجارة وينظر ناحية سلافة ) مش لازم الإحراج وأظن الواحد 
                     يكون عنده حساسه أحسن 
الضاني : يعني إيه حساسة 
سياف : يعني بالعربي وبكل اللغات سلافة مش عايزاك فيه اكتر من كده . 
الضاني : ( محتدا ) وأنت مالك عايزاني ولا مش عايزاني ... هو أنت ولي أمرها 
                     يا أخي . 
سياف : لا سيبك من الموال الحامض ده ... هي خطبتك ... هي قربتك ... خليك 
                    جنتل وأخلع زي ما انا خلعت من زمان ... وما فيش داعي انك تأثر على 
                    البنت ... لأن من الساعة دية سلافة في حمايتي . 
الضاني : وانت اعلنت حمايتك عليها ليه ؟ 
سياف : إحنا اللي ح نعيده ح نزيده ... ماشي يمكن تكون الذاكرة بتاعتك ضعيفة 
                     ... سلافة كانت بتاعتي وأنت لهفتها مني ،ودلوقت ببساطة اني اخدت اللي 
                    كان من حقي . 
الضاني : يعني سلافة كانت من حقك ؟ 
سياف : ايوه 
الضاني : طاب وأنت تنازلت عن حقك ليه .       
سياف : ( يقترب من الضاني ويمسك يده ويدقق النظر في عينيه ) شوف يا 
                    ضاني ، إحنا بنا العبر وقلبنا ميت زي ما بيقولوا بس برضة عندنا حساسة 
                    ، في الأول أن حسيت أن البنت سلافة ميالة لك ، اصلك من النوع اللي 
                    بيعجب البنات الصغيرة زي ما بيقولوا المراهقات ، فقلت لنفسي يا واد يا 
                   سياف خلي عند كرامة واخلع . 
الضاني : وإيه اللي غير رأيك دلوقت . 
سياف : لا مش انا اللي غيرت رأيي ، الظاهر ان سلافة كبرت وقدرت دلوقت 
                    تفرز الرجالة بصحيح ومن ناحية تانية يمكن حست أن قلبك مش ميال لها 
                    ، او مشغول بحد تاني . وانا متأكد أن قلبك انشغل بحد تاني ، مش انشغل 
                    وبس دا غرقان لشوشته . 
الضاني : وعرفت كده منين ؟ 
سياف : يا بني خطواتك كلها عندي ، ما فيش يوم إلا وتتقابل انت والصحفية 
                     بتاعتك ولو تحب اقولك بتقعدوا فين ويتقولوا إيه وانها بدات تعزمك في 
                     بيتها وتعرفك على العيلة بتاعتها ... وأظنك ناوي تفاتحها في الجواز ، 
                     وربنا يتمم بخير . 
الضاني : انت بتراقبني ولا إيه يا سياف 
سياف : ما هوش دا موضوعنا ... المهم موضوع سلافة دا انساه ومالقش دعوة 
                    من هنا ورايح بالبنت . 
الضاني : ولو رفضت يا سياف . 
سياف : ( يقف ويمد يده يسوي كرافتة الضاني ) سرك ح ينكشف عند الصحفية 
                     والبدلة الشيك دية والعربية الغالية والدور اللي بتمثله على الصحفية كل 
                      ده ح ينكشف ، وشوف باه لما البنت الصحفية تعرف اللي أنقذها هو اللي 
                      كان ناوي يخطفها ... وبعد دا كله سلافة مش لك يا ضاني . 
الضاني : ( يمد يده مصافحا ) انست وشرفت . 
سياف : ( يتجه نجو الباب ) سلام يا صاحبي 
الضاني : خليني اوصلك . 
سياف : نمشي جنب بعض زي زمان ... ما إحنا برضة ولاد حارة واحدة وياما 
                   أكلنا وشربنا مع بعض . 
الضاني :  الظاهر إحنا ح نمشي جنب بعض كتير بعد كده .
سياف : يا رب أكون اللي فهمته هو اللي تقصده . 
الضاني : ما اظنش أننا ح نفهم بعض 
سياف : مش مهم ... المهم نتفق مع بعض .
                    { يخرجان وتتقدم كل من جواهر وسلافة ويجلسان حيث كان سياف 
                     والضاني يجلسان }
جواهر : الله يخرب بيت أبوك يا ضاني جه في الوقت غير المناسب . 
سلافة : ( متوترة ) إحنا كده بنلعب بالنار يا أبلتي ... وبعدين إيه الكلام اللي انت  
                    قلتيه لسياف ده . 
جواهر : هو انا برضة اللي قلت . 
سلافة : ما هو أنت يا أبلتي اللي رسمت ليا الرسم ، وانا بصراحة ما كنتش فاكره 
                    أن الحكاية ح توصل لكده .. انا حاسه أن النار اللي بنلعب بيها ح تحرقنا 
جواهر : دلوقت الضاني خرج من إيدينا نحط إيدينا على خدنا ونستنا ... وبعدين 
                     أنت خايفه من إيه . 
سلافة : أنت عارفة ممكن سياف والضاني يعملوا إيه في بعض ، وممكن الضاني 
                     لما يرجع يعمل فيا إيه .. وبعدين سياف فاكر أني بأحبه وبأموت فيه . 
جواهر : يا خيبة سيبك من الحب والكلام الفارغ ... أهه قعدت تحبي في الضاني 
                    لحد لما حب البنت الصحفية ولهفته منك ، وبعدين أنت مش كنت متعلقة 
                    بالولد سياف قبل ما تعرفي الضاني وتتعلقي بيه . . 
سلافة : أنا لحد دلوقت بأحب الضاني .. وبعدين ما تنسيش أنك عاملة الحكاية دي 
                    كلها علشان نشعلل قلب الضاني عليا ونخليه يسيب البنت الصحفية . 
جواهر : ما هو حصل يا بنت ، ما شفتيش وش الضاني كان مولع إزاي ولا كلامه 
                    لسياف .. دا زمان قلبه بيغلي . 
سلافة : والله انا خايفة ... أنت سمعت سياف كان بيهددني غزاي إذا كنت بألعب 
                     بيه . 
جواهر : يا بنت دا كلام الحبيبه ، وعلشان بيحبك مش ح يقدر يعملك حاجة ، كان 
                    عملك حاجة ساعة ما سبتيه ورحت للضاني .. امشي ورايا وما لكيش 
                     دعوة بحاجة يا عبيطة . 
سلافة : والله انا خايفة وحاسه انك ح توديني في داهية 
جواهر : أنت مش عايزه الضاني يرجع لك تاني ؟ 
سلافة : يا ريت يا أبلتي ... دا انا لا بأنام ولا باكل ولا بشرب . 
جواهر : خلاص يا بنت ... الضاني ح يرجع يحبك ويمكن اكتر من الأول . .. يا لا 
                       نشوف شغلنا وتتدربي على الرقصة الجديدة ... يالا يا أساتذه اضبطوا  
                              الآلات سلافة ح ترقص . 

                            ( ستــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار 




المشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد الرابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع : 

حجرة في مكتب الأستاذ عبد الباري المحامي الذي يعمل زلمكة فيه ، يجلس إلى المكتب يتصفح بعض الملفات وحوله الدولايب والأرفف مكدسة بالملفات يفتش في جيوبه ويخرج السيجار الذي اعطاه له الضاني ويتأمله طويلا ثم يضعه في فمه ويشعله ويأخذ نفسا عميقا وينفخه ثم يستند إلى ظهر مكتبه ويحدث نفسه :
زلمكة : الله يخرب بيت الفقر ... فيها إيه  يا واد يا زلمكة لو كنت جيت على نفسك 
                    شوية وكملت تعليمك .... كنت زمانك دلوقت من أكبر المحاميين والفلوس اللي 
                    بتدخل جيب الأستاذ كانت زمانها بتدخل جيبك أنت ، وكان زمانك عندك عربية 
                    ومتجوز وعندك شقة في أرقى الأحياء وعند عيلين يملو حياتك ، وتعمل عليهم 
                    أسد وتضربهم بالشلوط ولا مراتك تعملك لقمة علوة وتدلعك وتهشكك ، واهم 
                    حاجة تدعكلك ضهرك المصدي ده ، أي والله دا لو كان الجواز ما فهوش غير 
                    دعك الضهر كان كفاية عليه ، طاب وأنت زعلان ليه يا زلمكة ما انت عايش 
                    سلطان زمانك اكل شارب بتعمل كل اللي انت عايزه ، والواحد ح يعمل بكترة 
                    المال إيه فقليل من المال يروي الظمأ ، وانا عمري ما طلبت من الأستاذ أي مبلغ 
                     وعزه عليا ، ولا الضاني ده كمان ، دا انا انفتحت ليا طاقة القدر إيه الفلوس دي 
                     كلها اللي بيديها ليا على رأي المثل رزق الهبل على المجانيين ، دا لو اتنين 
                     كمان زي الضاني كان الواحد فتح مكتب ... مكتب إيه يا زلمكة دا يخالف 
                     القانون ... قانون إيه يا عبيط أنت أدرى الناس ان ما فيش حاجة أسمها قانون في 
                     البلد دية ...دا القانون اتعمل مخصوص علشان الناس تنط من فوقه أو من تحته 
                     او تغمض عينيها وتمشي ضده ...أه الثورة قامت وقلنا خلاص دا القانون ح 
                     يطبق كما انزل بس ... يا لا ممنهوش فايده ...( يأخذ أنفاس متلاحقة من 
                     السيجار ) انا حاسس أني حاجة نقصاني .... أيوه فنجان قهوة من بن الأستاذ 
                     المخصوص ... هو محذرني اكتر من مرة مااشربش من البن بتاعه ، هو يعني 
                     داري بالدنيا ( يذهب ليعد فنجان قهوة ، وفي أثناء ذلك يدخل مجموعة من 
                     الملثمين وينتشرون في المكان ويجلس أحدهم على مقعد زلمكة ، يعود زلمكة 
                     غير منتبه إلى الجالسن في المكان ويجلس على حجر الجالس على مقعده 
                     ويشرب من فنجان القهوة ثم  يتلفت حوله ) يا اين الكلب يا استاذ شفطة واحدة 
                    من الفنجان تقلبلي دماغي وتخليني أشوف حاجات غريبة ... ليه حاطط هرويين 
                    في البن ولا إيه ، أمال لو أخدت شفطة تانية ح اشو ف إيه . 
ملثم ( 1 ) :( يضربه على قفاه ) ح تشوف اللي عمرك ما شفته يا روح أمك . 
زلمكة : ( ينهض من على الأرض مرتعدا ويتحسس من يقف أمامه ) لا دي الحكاية 
                    مش حكاية بن ... دي حقيقة ... فيه إيه ... انتم مين . ... وعاوزين إيه . 
ملثم ( 2 )   :  وأنت حلتك إيه ياحسرة نخدوه . ... ولا يمكن تكون مخبي حاجة كده ولا كده زلمكة   : أنا ماعنديش حاجة تنفعكم ... المكتب هنا ما فهوش إلا أوراق وقضايا ... بس 
                     أوعى حد يفكر أنه يحرق ورقه ... أنا عارف مسألة الحرق ماشيا في البلد زي 
                    الحلاوة ، بس حرام عليكم دي قضايا ناس غلابا . 
ملثم ( 3 ) :( يجلسه على مكتبه ويسوي له ملابسه ) شوف يا دكتور زلمكة ....
زلمكة :( متماسكا ) الله ... دا انتم عارفني كويس . 
ملثم ( 3 ) :ايوه .... إحنا جايين لك لا عازين نحرق ولا نسرق ولا نكسر . 
زلمكة : أمال جايين هنا بربطة المعلم ليه .
ملثم (3) :إحنا دورنا على حد ينفع في الحكاية بتاعتنا دية في الحتة بتاعتنا ما لقناش                           
                    غيرك ينفع . 
ملثم ( 4) : إنت ولد ملسن ومتنور وواكل وشارب القانون زي ما بيقولوا . 
ملثم ( 3 ) : إحنا بالصلاة على النبي لمنا نفسنا وكونا ربطية . 
ملثم (1) : وسمناها ربطية إئتلاف بلطجية الثورة . 
ملثم ( 5 ) : وعلشان كل ربطية وكبانية لها واحد يتكلم عنها إحنا قلنا انك تكون الزعيم 
                    والرئيس بتاعنا . 
ملثم (1 ) : أي نعم انت مش مننا وما تنفعش تكون بلطجي لأنك خيخة وخيبة ، بس إحنا 
                    محتاجين واحد ملسن زيك يفهم في القانون لأننا عايزين نمشي تبع القانون . 
زلمكة : ( يأخذ الفنجان وينظر فيه ) ممكن يكون اللي أنا فيه بسبب شفطة القهوة ، 
                    معقول اللي بأسمعه ده .... إئتلاف بلطجية الثورة ، انتم مبرشمين حاجة ولا 
                    شاربين . 
ملثم (1) : ( يخرج سكينا من جيبه ويرشقها على سطح المكتب ) إحنا مش ناقصينك 
                    ياروح أمك ، ولا والله اقطعك . 
ملثم (3) : وبعدين إحنا متفقين على إيه ، مش قلنا نبطل المواويل ديه . 
ملثم (1) : ( ينزع السكين ويعيدها في جيبه ) ما هو بتمألط علينا وبصراحة الواحد بيه ا
                    للي مكفيه ومش ناقص واحد زي ده يعزينا في حالنا .
ملثم( 3 ) : وبعدين يا دكتور زلمكة ... إحنا بنقول انك الوحيد اللي ح ينفعنا في الموال ده .
زلمكة : معلش يا جماعة ما تأخذونيش ... الكلام اللي بتقولوهدا ما ينفعش ... دي البلد 
                   كلها مقلوبة عليكم .. أنتم ما بتسمعوش الخبار ولا مش عايشين في البلد ، دا لو 
                   الناس عرفوا بالحكاية دية دول ح يعدموكم .. انتم كده بتحطوا السيف على رقبتكم 
                    .. انتم بعد الجرايم دي كلها من سرقة ونهب وحرق وخطف وقتل فاكرين الناس 
                    ح يسموا عليكم ولا إيه . 
ملثم (3 ) : ما دا السبب اللي إحنا عاملين علشانه الإئتلاف ، إننا مظلومين .. كل اللي 
                    بيحصل في البلد ما لناش يد فيه . 
زلمكة : لا ما انا مش وكيل نيابه ولا قاضي بتدافعوا عن نفسكم قدامه ... وبعدين مش 
                   تتكلموا كلام معقول دى البلد متبهدلة ..وبعدين بتقولوا انكم ما لكوش يد في اللي 
                   بيحصل ، طاب مين اللي بيعمل كل ده أظنكم ح تقولوا زي ما بيقول بتوع 
                   القنوات الفضائية اللهو الخفي . 
ملثم (4) : شوف يا دكتور زلمكة ... إحنا قبل الثورة كان الواحد منا بيسرق سلسلة ... 
                    شنطة ..محفظة .. يطارية عربية .. وبعدين إحنا كل واحد في غيده صنعه اللي 
                    بيشتغل حداد واللي بيشتغل نقاش واللي بيشتغل سباك ، وإحنا ما بنعملش كده إلا 
                    لما الحال يضيق بينا والحكاية تنشف ... ولما جت الثورة وشفنا الشباب اللي زي 
                   الورد بيموت واللي بتورح عينه أو رجله أو دراعه ... قلنا نختشي على دمنا 
                   ونبطل اللي إحنا بنعمله 
ملثم (2 ) : وقلنا أن الحال ح ينصلح وكل واحد ح يلاقي سبوبه ياكل منها عيش حلال 
ملثم ( 5 ) : وصبرنا وصبرنا طال والحال بدل ما يتصلح 
ملثم (1) : اتنيل عن الأول واتزفت واتهبب . 
ملثم (4) : تصور يا دكترة أنهم ثبتوني في مرة وخدوا كل اللي في جيوبي 
زلمكة : أيوه .. إيه المطلوب ... انتم عاملين الائتلاف دا ليه ؟ 
ملثم ( 3 ) : دلوقت كل الناس عارفين إننا بلطجية وفي نفس الوقت إحنا مالناش يد في كل 
                    اللي بيحصل وعايزين نعلن براءتنا ... فالواد ( تكنولوجيا ) ودا واد بلطجي 
                    برضه بس بيفهم في النت والكمبيوتر ح يعمل لنا صفحة وموقع على الانوس بك 
زلمكة : ( مبتسما ) قصدك على الفيس بوك . 
ملثم (3 ) : زي ما بتقول كده ، وح ننزل أسامينا وصورنا وكل البلطجية اللي ما لهمش يد 
                     في اللي بيحصل يسجلوا اساميهم ، وبعد كده لو حصل حاجة في البلد ما لناش 
                      دعوة بيها . 
زلمكة : والمصايب اللي بتحصل في البلد مين وراها . 
ملثم( 5 ) : إحنا ما نقدرش نقول عنهم حاجة . 
زلمكة : ليه يا جماعة .
ملثم (5) : لأنك ح تفتح علينا بيبان جهنم دول يا دكترة ناس أيديهم طايلة ومعاهم امكانات 
ملثم ( 4) : إحنا عايزين نخرج من الورطة دية مش نتورط ورطة جديدة ، وبعدين إحنا 
                    ناوين نعتصم ونقف وقفة إحتجاجية بعد الناس ما يعرفوا حقيقة موقفنا . 
زلمكة : كمان ... مش كفاية حكاية الفيس بوك 
ملثم (5) : ما إحنا ناوين نتوب وعايزين أي شغلانة ناكل منها عيش حلال حتى لو ح 
                    نشتغل زبالين ، ويبعدوا عنا المخبرين والشرطة . 
زلمكة : بس يا جماعة أنا كده تاريخي القانوني كله في مهب الريح ، دا لو حد عرف دا 
                    ممكن الأستاذ يفصلني . 
ملثم (3) : والنبي يا استاذ زلمكة ما تكسر بخاطرنا . 
ملثم (4) : انت ربنا ح يجازيك كتير علشان ح تساعدنا في الحكاية دية . 
ملثم (5) : وكل أتعابك إحنا تحت امرك . 
ملثم (2) : وده معروف مش ح ننساهولك أبدا 
زلمكة : إذا كنتم انتم عرضتم نفسكم للخطر ، فأنا مش ح أخزلكم . 
ملثم (5) : على رأيك دا إحنا ممكن الناس اللي بالك فيهم ينتقموا منا ، وممكن الشعب 
                    والحكومة والجيش ما يصدقناش . 
زلمكة : ( يخرج الأوراق والقلم ) أول حاجة أنا عاوز أقعد مع الواد ( تكنولوجيا ) 
                     بتاعكم اللي ح يعمل لكم صفحة على الفيس بوك علشان شنوف إحنا ح ننشر إيه 
                     وعلشان ما حدش يقدر يورطكم في حاجة 
ملثم (4 ) : إحنا قلنا الموضوع ده ما لهوش غير الدكتور زلمكة هو اللي ح يقدر يخلينا 
                    نمشي حسب القانون 
ملثم ( 1) : إحنا كده سلمنا لك رقبتنا وسمعتنا . 
ملثم (2) : وشرفنا وشرفك . 
زلمكة : على كده انتم عددكم كتير . 
ملثم (3 ) : كل يوم بينضم لنا ناس كتير . 
زلمكة : بس حكاية التوبة دية ... هو مش ممكن تتوبوا الناهردة والشيطان بكره يشوف 
                    شغله . 
ملثم (5) : لا سيب حكاية الشياطين دية علينا ، إحنا بنعرف نتعامل معاهم ونعرف أمتي 
                    نخليهم يبعدوا ويحرموا ييجوا نحيتنا 
زلمكة : خلاص يا جماعة .. على خيرة الله ... أنا ح أحضر على لسانكم كل اللي ح 
                   يتنشر على صفحة الفيس بوك بتاعتكم بالشكل القانوني وربنا يعمل اللي فيه الخير 

                         ( ستــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار )      
   



الفصل الثالث

الفصل الثالث :

المشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد الأول :

قاعة الاجتماعات في جريدة ( النيل ) إيمان وميرفت وزلمكة . 
إيمان : مش ممكن الكلام اللي بتقوله ده ، وما أقدرش أنشر أي حاجة يا أستاذ زلمكة .
ميرفت : وبعدين بزمتك فيه حاجة اسمها إئتلاف بلطجية الثورة ، هو فيه ثورة فيها 
                      بلطجية هو ده كلام معقول يا أستاذ زلمكة 
إيمان : وليه اخترت الجرنال بتاعنا علشان تنشر كلام عن الائتلاف ده . 
زلمكة : أنا متابع الجرنال بتاعكم من زمان وتابعت الاعداد اللي خصصتوها عن 
                     البلطجية وقلت أنكم ممكن تنشروا عن الجماعة دول . 
ميرفت : ايوه يا إيمان ما إحنا فعلا نشرنا أكتر من عدد عن البلطجية وغطينا الظاهرة 
                     اللي انتشرت بعد الثورة في مجتمعنا واللي بيقوله الأستاذ زلمكة من صميم عالم 
                     البلطجية و...
إيمان : اللي إحنا نشرناه حاجة واللي بيقوله زلمكة حاجة تانية ، أنت مش مقدرة 
                      خطورة الموضوع ، الجماعة دول اللي بيقدر عددهم بالآف زي ما بيقول 
                      عايزين ينتسبوا للثورة 
ميرفت : وليه ما يكونوش من نتائج الثورة . 
إيمان : أنت اتجننت يا إيمان ... هو معقول يكون من نتائج الثورة بلطجية .
ميرفت : أنا ما أقصدش كده بالضبط . 
إيمان : وإيه اللي تقصديه . 
ميرفت : هو مش فيه لأي دوا أعراض جانبية لابد تظهر لما الواحد ياخد أي نوع من                          
                     الدوا .
إيمان : قصدك نتيجة التغييرات والتبدلات والتحولات والانتقال من مرحلة لمرحلة 
                     تانية ممكن تشتشري أو تظهر عن الأول ظاهرة البلطجة أو أنها تظهر على 
                     السطح بعد ان كانت مدارية أو أن النظام السابق كان محجمها ، أول راسملها 
                     قنوات علشان تمشي فيه بحيث تكون تحت سيطرته . 
ميرفت : أنت بتقولي كلام غريب أوي يا إيمان ... يعني النظام السابق كان بيتعامل مع 
                     ظاهرة البلطجة وكل طموحه أنه يسيطر عليها مش يقضي عليها . 
إيمان : ما هو معني أن يقضي على ظاهرة البلطجة دا معناه انه يقضي على نفسه أو 
                     على أقل تقدير يضعف نفسه ، لأن النظام نفسه كان بيمارس البلطجة ، بس 
                      بلطجة بيلبسها هدوم القانون والشرعية ... وماحدش كان بيقدر في البداية 
                      يكمشف الكلام ده لأن في إيده مفردات السلطة والقوة .  
ميرفت : (تتحسس رأسها ) بس لو اللي بيقول عليهم الأستاذ زلمكة  إن ما لهمش يد في 
                      اللي بيحصل ده ... أمال مين اللي ورا الأحداث دي كلها اللي بتحصل في البلد 
إيمان : دا يؤكد أن البلطجة دلوقت وفي الوقت دا بالذات بقت صناعة . 
ميرفت : أنت كده مخلولت عقلي ... يعني إيه البلطجة بقت صناعة . 
إيمان : ( تستجمع أفكارها وتدق بالقلم على سطح المنضدة ) يعني حكاية الإنفلات 
                      الأمني وظاهرة البلطجة المنتشرة في البلد بفعل فاعل . 
ميرفت : هو فيه فرق بين البلطجة الطبيعية دا لو كان فيه حاجة اسمها بلطجة طبيعية 
                     وبلطجة صناعية . 
إيمان : شوفي يا ميرفت ...أي مجتمع من المجتمعات بتكون فيه شريحة أوفئة بتعتبر 
                     نشاذ عن مسار المجتمع ، إنما دول في النهاية بيكون في حالة توازن مع 
                     المجتمع . 
ميرفت : ( مندهشة ) توازن !!
إيمان : إيوه ... هدفهم معروف والكل عارفة ... إنما ما يتدخلوش في مسار وتشكيل 
                      وتغيير المجتمع ، ما لهمش لا هدف سياسي ولا يحزنون . 
ميرفت : قصدك أن فيه ناس جندت البلطجية دول . 
إيمان : ( مقاطعة ) لا دول اسوا من البلطجية ... دول مرتزقة ... خونة ... مأجورين .
مير فت : ومين اللي وراهم. 
إيمان : إما ناس من بقايا النظام السابق ، بيحاولوا يفسدوا الوضع اللي خرج من إيديهم 
                     ، أو فئة ظهرت بعد الثورة  بتستغل قابلية الوضع للتشكيل فتنفذ مخطط ما او 
                      تدفع إلى البلد إلى وجهة ما من خلال استعمال اٍسلوب التخويف أو الإرهاب . 
ميرفت : وليه ما يكونش الاتنين شغالين في نفس الوقت كل واحد بيعمل لتحقيق هدفه . 
ميرفت : الله ينور عليك يا ميرفت ، وده اللي مخلي حالة البلد في الوضع اللي إحنا فيه 
                     دلوقت . 
إيمان : ( تلتفت إلى زلمكة ) معلش يا أستاذ زلمكة .. إحنا اخدنا الكلام ونمسينا نقوللك 
                     تشرب إيه ؟ 
ميرفت : إنما يا أستاذ زلمكة ... طالما الجماعة اللي راحولك دول عاملين موقع على 
                     النت ولهم صفحة انت عايز تنشر عنهم في الجرنال ليه ؟ 
زلمكة : الصراحة يا أساتذه أنا جيت هنا مش علشان تنشروا حاجات عن الجماعة دول 
                     وبس . 
ميرفت : وجاي هنا ليه ؟ 
زلمكة : أنا جيت هنا علشان تقوللي وتنورللي أعمل إيه واتصرف إزاي معاهم ... دول 
                     عايزني أكون المستشار القانوني لهم أو المتحدث باسمهم . 
ميرفت : إنما يا أستاذ زلمكة أنت تضمن منين إن الجماعة دول زي ما بتقول هم فعلا 
                      مالهمش يد في اللي بيحصل ... مش يمكن زي ما بتقول إيمان انهم مصنوعين 
                       وحد دافعهم لكده . 
إيمان : هو أنت تعرفهم كويس يا زلمكة . 
زلمكة : هو انا شفت حتى وشهم . 
ميرفت : ليه هو ما كنش لهم وش ؟ 
زلمكة : كانوا ملثمين .  
إيمان : والحكاية دية ما خلتش تشك فيهم . 
زلمكة : مجرد الشك دا في صالحهم . 
ميرفت : إزاي ده ؟
زلمكة : ما هو طالما الحكاية زي ما بتقولي على كده فمعني أنه بلطجي دا يبرأه من أنه 
                     يكون بلطجي مصنوع أو مدفوع او ألعوبة في يد ناس تانية ..... هم ذات نفسهم 
                     بيعترفوا انهم كانوا بلطجية وانهم سرقوا ونهبوا بس عمرهم ما كان حد بيشغلهم 
                     علشان يحرقوا ويدمروا ويقتلوا ويخطفوا . وبعد كده يقبضوا ، وشكلهم  بيقول 
                      انهم حالتهم منيلة بنيله . 
ميرفت : أنت لحد دلوقت ما قلتش هما ملثمين ليه . 
زلمكة : علشان خايفين . 
إيمان : ( مندهشة ) خايفين !!
ميرفت : خايفين من إيه ؟
زلمكة : إنهم يتعرفوا . 
ميرفت : من الشرطة ؟ 
زلمكة : لا .. ما عدش حد يخاف من الشرطة زي زمان . 
 إيمان : أمال خايفين من إيه ؟ 
زلمكة : من البلطجية . 
ميرفت : ( متعجبة ) بلطجية يخافوا من بلطجية  !!
زلمكة : أنتم مش لسه قايلين أن فيه بلطجية مأجورين ومتزقة وأبصر إيه . 
إيمان : الحكاية دلوقت اتفهمت .... الجماعة دول اللي راحولك يا أستاذ زلمكة لما  
                     يظهروا في الصورة ح يكشفوا النوعيات التانية الماجورة .. وطبيعي انهم مش 
                     ح يسكتوا وح يحاولوا يتخلصوا منهم . 
زلمكة : وبالخص أن اللي وراهم أو اللي مشغليهم أيديهم طايلة ، دي كلمة في سركم ، 
                     دا فيه مخابرات لدول عربية ودول اجنبية مشغلينهم . 
إيمان : معقولة دية !!
زلمكة : وكلمة في سركم ... ومخابرات من جوه مصر . 
ميرفت : أنت اتجننت يا أستاذ زلمكة .... وهو دا كلام معقول تقوله .
زلمكة : هي مش وزارة الداخلية عملية عملية تطهير  زي ما بيقولوا والمخابرات كمان . 
إيمان : أيوه بعد الثورة فيه ناس كتير انفصلوا وأحيلوا للتقاعد . 
زلمكة : ودول ح يروحوا بيوتهم ويحطوا أيديهم على خدهم ويغنوا ظلموه . 
إيمان : قصدك أن الناس اللي انفصلوا وأحيلوا للتقاعد من جهاز الشرطة وجهاز 
                     المخابرات ممكن يكون بعضهم كون عصابات وبيشتغلوا لحسابهم الخاص أو 
                     حساب دول عربية ودول اجنبية . 
زلمكة : أنا ما اعرفش ... هم اللي قاللي الكلام ده . 
ميرفت : طالما الحكاية كده .. لهم حق الجماعة دول يخافوا على نفسهم . 
إيمان : على رأيك دا ينطبق عليهم وصف عصابات عالمية أو مافيا 
ميرفت : ( ضاحكة ) مش فيه شركات عابرة للقارات كذلك فيه عصابات عابرة للقارات 
                     وعصابات متعددة الجنسيات كمان . 
إيمان : طبعا ... والحالة اللي بتمر بيها مصر تعتبر فرصة ذهبية لعناصر في الداخل 
                     والخارج لتدمير مصر وتخريبها . 
ميرفت : أو على الأقل تشكيلها وإعادة تكوينها زي ما هما عايزين . 
إيمان : ودا اخطر ما في الأمر ، لأنهم لو نجحوا في تشكيلها زي ما هما عايزين ... 
                      المنطقة كلها حول مصر من السها بعد كده تشكيلها . 
ميرفت : دا المنطقة تلقائيا ح تتشكل بشكل مصر . 
إيمان : على كده البلطجية بتوعكم يا زلمكة دا مش حقهم يخافوا دول حقهم يموتوا في 
                      جلدهم . ... دا الوضع اخطر مما يتصور . 
ميرفت : هم بس اللي يموتوا في جلدهم ، دا حقنا إحنا كمان نموتوا في جلدنا . 
إيمان : إيه يا ميرفت وكانك اول مرة تعرفي الموضوع ده ما إحنا كتبنا ونشرنا عن 
                      الموضوع . 
ميرفت : أيوه بس انا ما كنتش عارفة ان الموضوع خطير للدرجة دي ، هما فاكرنا إيه 
                     تورتاية ولا كعكة عايزين يقسموها كل واحد ياخد حتة ، وشعبها دا إيه من 
                      السهل أنهم يسيطروا عليه ويشكلوه زي ما هما عايزين . 
إيمان : للأسف يا ميرفت إحنا شعبنا طول عمره طيب ومسالم ووديع ... والظاهر هما 
                     بيستغلوا الصفات الجميلة دية أسوأ استغلال . 
ميرفت : بس ما اظنش ح ينجحوا في مخططاتهم ومؤامرتهم . 
إيمان : وهم غمتى نجحوا في الماضي علشان ينجحوا النهاردة ... مصر دية يا ميرفت 
                     خزان إرادة مستودع قوة ..منجم صلابة .... جبال تحدي وصمود ..الشعب
                    المصري مش ح ينخدع هما اللي انخدعوا ... وهوماشي بمبدأ اللي نفسه في 
                   حاجة ياخدها ، وبييطبق المثل اللي بيقول المية تكدب الغطاس .. وكل اللي 
                     بيشتغلوا تحت الأرض ومن ورا الستار وخلف الاقنعة كل ده ح ينكشف وتظهر 
                     حقيقته مع الوقت 
زلمكة : وأنتم ما قلتليش ح أعمل إيه مع الجماعة دول 
إيمان : شوف يا زلمكة إحنا مش ح نشير عليك تعمل إيه ، إحنا ح نكون معاك في 
                      الحكاية دية  . 
ميرفت : أنا ح أفاتح الأستاذ حسين علشان يخصص صفحات كاملة عن الجماعة دول يا 
                      زلمكة . 
إيمان : بس يا خسارة 
ميرفت : خسارة ليه . 
إيمان : ما أنت عارفة إحنا كل يوم بنتوقع أن الجرنال ما يصدرش . 
ميرفت : ايوه والله ... بس حتى لو كان اخر عدد يتنشر فيه . 
إيمان : ما هو على كده يكون العدد اللي ح ننشر فيه عن الجماعة دول ح يكون اخر  
                      عدد للجرنال ، ويمكن النشر ده ح يكون أخر مسمار يندق في نعش الجرنال . 
زلمكة : ( ينهض ويتجه نحو الباب ) أنا ح أحاول أقابل حد منهم علشان أبلغهم حكاية 
                     المستندات . 
إيمان : يا سلام يا أستاذ زلمكة لو يقدروا يجيبوا صور لأشخاص أو لحداث دي ح 
                     تكون ضربة صحفية مالهاش مثيل . 
زلمكة : شوفي يا أستاذه ... الحاجات اللي أنا عرفتها عنهم في المدة البسيطة بتقول انهم 
                     عفاريت ويقدروا على كل حاجة ، وإن شاء الله يقدروا يجيبوا كل اللي طلبتيه ... 
                      سلام عليكم . 
ميرفت : ( تأخذ حقيبتها ) معقولة كل اللي بيحصل دا ... انا ماعدتش فاهمة حاجة . 
إيمان : انت رايحه فين وسيباني . 
ميرفت : ( تنظر في ساعتها ) ميعاد حقنة ماما ، ألحق أروح أديهلها  وأرجعلك تاني 
                      بسرعة . 
إيمان : خلي بالك من نفسك أحسن تتخطفي . 
ميرفت : هو مين اللي يقدر يخطفني ، دا انا اصوت وأفضحه وألم الناس عليه . 
إيمان : ( ضاحكة ) بس ربنا يستر وصوتك ما يتحبس من الخوف . 
ميرفت : هو صوتي بس اللي ح ينحبس ، دا دمي وقلبي ، انا مش عارفة دا يمكن لو 
                      شفت البلطجية يغمي عليا ، الله شكلهم إيه يا إيمان ؟ 
إيمان : شكلهم شكل الشياطين والأبالسة . 
ميرفت : ( تجمع اشياءها وتضعها في الحقيبة ) قال يعني انا شفت الشياطين والأبالسة 
                      ... وجايز يكون شكلهم حلو . 
إيمان : الشياطين والأبالسة ؟؟
ميرفت : لا البلطجية . 
إيمان : ممكن يكون شكلهم حلو ... واكيد شكلهم البراني حلو ... بس عملهم 
                     وتصرفقاتهم مش كويسة خالص ... والمفروض نحكم على الشخص بأعماله .
ميرفت : ( منصرفة ) سلام يا إيمان ... وخلي بالك من نفسك أحسن تلاقي بلطجي داخل 
                     عليك ويخدك على حصان أسود ومنيل بنيلة . 
إيمان : ( ضاحكة ) دا ح يكون فارس الكوابيس مش فارس احلام . 
                      { يدخل الضاني ويقف متاملا إيمان ويقترب منها بدون ان تشعر به } 
إيمان : ( يكاد أن يغشى عليها من المفاجأة ) حرام عليك يا عاصم .... دا انا كان قلبي 
                      ح يقف من الخوف . 
الضاني : ( يصافحها ) تخافي وانا معاك . 
إيمان : أنا حاسة أنك بتحوم حوالي كالملاك الحارس .. ما تعرفش أني بأكون مطمئنة 
                     لمجرد أن افكر فيك ... أان ما كنتش أتصور أني لما احب شخص ح أحبه الحب 
                    دا كله . 
الضاني : ( يتلفت حوله ) أنا بأه خايف خايف منك وخايف على حبنا دهخ . 
إيمان : ( مندهشة ) خايف مني !
الضاني : أيوه . 
إيمان : ليه ؟ 
الضاني : يعني ممكن تتغيري من ناحيتي . 
إيمان : إيه اللي يخليك تقول الكلام ده ؟ 
الضاني : مش عارف .. اصل كلا الأفلام والمسلسلات  والقصص اللي أنا قرتها بتقول 
                     لما اتنين يحبوا بعض كده الزمن بيفرق بينهم . 
إيمان : ( تضع يدها على يده ) ما تخفش .. انا من نحيتي مش ممكن اتغير من نحيتك . 
الضاني : مهما حصل ... حتى لو عرفت أني باكدب عليك . 
إيمان : مش ممكن قلب كبير زي قلبك يكدب أو يخدع حد ... انت مليت حياتي 
                      بالسعادة والسرور ... وبعدين غيه الكلام اللي بتقوله النهاردة ده . حتى دمك 
                      تقيل وشكلك النهاردة حزين ومهموم ... هو فيه حاجة انا زعلتك في حاجة ؟ 
الضاني : ( ينهمك في إشعا سيجاره ) انمت عارفة اليومين دول الكلام كتير والشائعات 
                      ما بترحمش ... فجايز يكون وصلك كلام عني و....
إيمان : ( تضع إصبعها على  فمه ) مهما قالوا عنك ومهما اسمع مش ممكن ح اتغير 
                     من ناحيتك ... أنا بأقولها في كل وقت وفي كل مكان وبأعلى صوتي انا بحبك 
                      بكل جوارحي وما اقدرش أستغنى عنك .. عايز حاجة نانية . 
الضاني : اصل يمكن ناس من ناحيتي يبلغوك ...
إيمان : ( مقاطعة ) أه .... نسيت أقولك أن الأستاذ زلمكة كان هنا من شوية .
الضاني : ( مضطربا ) وكان هنا بيعمل إيه وقالك إيه ؟ 
إيمان : ( تسوي له ربطة الكرافت ) تصور فيه مجموعة من البلطجية سمت نفسها 
                      إئتلاف بلطجية الثورة . 
الضاني : ( مندهشا ) إزاي ده ؟!
إيمان : والله ده اللي حصل . 
الضاني : وإيه علاقة زلمكة بالحكاية دية ؟ 
إيمان : ما هو الجماعة دول راحوا لزلمكة وطلبوا منه انه يساعدهم ويتكلم ةبأسمهم 
                      وح يعملوا صفحة على النت وأنا نويا أنشر عنهم في الجرنال . ...دا لو ما 
                      توقفش عن الصدور 
 الضاني : ودول يعني عايزين إيه ولا هدفهم إيه . 
إيمان : دول يا سيدي عايزين يثبتوا أن كل اللي بيحصل في البلد من جرائم ما لهمش
                      يد فيه ، وفيه ناس تانية خالص  عملاء لبلاد عربية وجهات اجنبية بتهدف 
                     تخريب وتدمير البلد . 
الضاني : وأنت صدقتيهم كده وبمنهى بساطة ... دول ناس كدابين .
إيمان : طبعا انا مش ح أصدقهم إلا بعد ما يجيبوا حاجات تثبت كلامهم ده . 
الضاني : حاجات زي إيه يعني ؟ 
إيمان : مستندات .. خطابات ... صور فتغرافيا او فيديو او صور شيكات يعني حاجات 
                      زي كده . 
الضاني : ودي ح يقدروا يجيبوها إزاي ؟ 
إيمان : زلمكة بيقول انهم يقدروا يعملوا أي حاجة .. ما هم اصلا بلطجية ، وفيه منهم 
                     كانوا بيشتغلوا مع الناس اللي عايزين يخربوا ويدمروا البلد . 
الضاني : ولما هما كانوا بيشتغلوا معاهم إيه اللي خلاهم يسيبوا الشغلانة دية . 
إيمان : على ما أظن يمكن حد منهم ضميره صحى ، او مهمته انتهت ، وجايز الناس 
                     اللي بيشغلوهم دايما يغيروا رجالهم علشان ما ينكشفوش . 
الضاني : الله دا انت بقيت خبيرة في الموضوع ده . 
إيمان : ما البركة فيك ، ما أنت اللي عرفتني كل حاجة خاصة بالعالم ده .  
الضاني : ( وكأنه يحدث نفسه ) اول كرة اعرف أني اهبل ابن اهبل . 
إيمان : بتقول إيه ؟ 
الضاني : لا .. بأقول أني غلطان اللي كلمتك عن العالم ده . 
إيمان : ليه ؟ 
الضاني : اصلي انا خايف عليك من الناس دول ... ما تنسيش انهم حاولوا يخطفوك قبل كده . 
إيمان : ( مندهشة ) وأنت ..
الضاني : ( غاضبا ومنفعلا ) ما أنا مش ح امشي وراك كل ساعة . 
إيمان : ( مندهشة ) انت عمرك ما كلمتني بالطريقة دي ... أكيد انت عارف حاجة  
                      ومخبيها عني . 
الضاني : ( يتمالك نفسه ) أنا خايف عليك ، ودول ناس ما بيرحموش ، أنا رأيي ما لكيش 
                      دعوة بحكاية البلطجية دول ... غيه اللي دخلك بينهم وإيه اللي ح نستفيده . 
إيمان : إزاي .... ومصلحة البلد ..
الضاني : ( يشعل السيجار ) بلد إيه يا إيمان .... وكانت البلد ح تعملك إيه لو الناس دول 
                     خطفوك ... قوللي كده مين اللي كان ح يسأل فيك ... اهو فيه بنات كتيرة وستات 
                      بيتخطفوا كل يوم وكل ساعة وما فيش حد بيسأل فيهم ، كل الناس دلوقت ما 
                      بتعملش إلا لمصلحته... مش بتقولوا ان الثورة قامت وراح شباب زي الورد 
                      فطيس ، وناس كتيرة دخلوا السجن ... وبعد دا كله غيه اللي حصل او غيه اللي 
                      اتغير ... وإيه فايدة كل اللي جرى ... صدقيني يا غيمان ما فيش فايدة و....
إيمان : ( تضع يدها على فمه ) أرجوك ما تكملش .... إيه اللي بأسمعه منك ... انا 
                     مندهشة ..... لا أنا مرعوبة...... انت اللي بتقول الكلام ده ، هو من السهل أن 
                     الناس تفقد إيمانها بالسرعة دية .... انت نسيت لما كنا ساعات بنحلم أن البلد دي 
                     ح تكون أحسن بلاد العالم ، وأن أولادنا ح يقدروا يعيشوا في بلدهم أحرار .... 
                     انت نسيت ولا إيه ؟ 
الضاني : اهه زي ما قلت كانت احلام .... وح تتن أحلام وعمر الحلام ما ح تتحقق , 
                    ولو اتحققت مش هنا ... مش في البلد دية . 
إيمان : أمال فين ؟ 
الضاني : في أي بلد تانية .... وده الموضوع اللي أنا جتلك فيه . 
إيمان : موضوع إيه ؟ 
الضاني : أننا نسافر برة .... أنا معايا فلوس كتيرة ... أي بلد تختاريه ... ونخلع من البلد 
                     دية . 
إيمان : ( مندهشة ) نخلع من البلد دية ..... نخلع !!
الضاني : مضطربا ) قصدي نزوغ .... نفلسع ... نهرب ... ما تخديش على كلامي 
                     اليومين دول وحياة ابوك أحسن حالتي متنيلة خالص . 
إيمان : ( تضع يدها على جبينه ) يا حبيبي أنت عيان ولا حاجة .... أو إنك مش عاصم 
                     اللي أعرفه ... ولا ما يكنش دا علشان انت خايف علي 
الضاني : أيوه ... وبصراحة كده البلد دي ما عدتش تنفعنا .... وأنت عايزة منها إيه .... 
                       انا معايا فلوس كتيرة تكفينا وتكفي اولادنا ... أنت رتبي نفسك .. أنا ح اكتب 
                       عليك وبعد كده نخدوا بعضنا ونشمع الفتلة على أي بلد . 
إيمان : ( تبتعد عنه ) إيه نشمع الفتلة .... يعني إيه يا عاصم نشمع الفتلة .... وإيه 
                     حكاية نسيب البلد ، انت اول مرة تجيب سيرة السفر على لسانك ... لا انا مش 
                     فهماك النهاردة .... أكيد فيه حاجة مخبيها عني . 
الضاني : ( يقترب منها ويمسك يده ) أنت بتشكي في حبي لك . 
إيمان : ( حائرة ) مش عارفة يا عاصم .. فيه حاجات كتيرة من ساعة ما دخلت هنا 
                      بدأت تهتز في عيني .. دا يمكن انا اللي مش مظبوطة .. انا عمري ما كنت 
                     اتوقع منك الكلام ده ... لا مش حكاية انك خايف عليا . 
الضاني : وأنت تتوقعي لما زلمكة يجيلك بائتلاف البلطجية ، ودول عايزين يكشفوا 
                     ويفضحوا دول ، وح يجيبولك مستندات وصور شيكات .. الحكاية كده دخلت في  
                      الجد ، ولما تدخل الحكاية في الجد لابد ح يكون فيه دم وقتل . 
إيمان : وان إش عرفك باللي ح يحصل منهم ، هو انت كنت واحد منهم . . 
الضاني : ( مضطربا ) واحد منهم إزاي ... ما هو كل الناس عارفين الحكاية دية ... أنا 
                      زي ما قلتلك يا بنت الحلال نسيب الجمل بما حمل ، ونضرب لنا تذكرتين 
                      لفرنسا ولا إيطاليا  والحمد لله أنت بتعرفي لغات ، ونعمل لنا بزنيس صغير كده 
                      ناكل منه الشهد ، ونعيش لنا يومين بعيد عن القرف ده .... إحنا ماعدش لنا 
                      حاجة في البلد دية ، وعلى رأي المثل سيب القرف لأهله 
إيمان : ( تضع يدها على رأسها ثم تجمع اشياءها وتضعها في حقيبتها ) الظاهر اني 
                      تعبانة ... أرجوك يا عاصم انا ح اروح ... الظاهر أني أرهقت نفسي شوية . 
الضاني : دا انا عازمك نتغدى سوا النهاردة . 
إيمان : ( تمسك برأسها )  لا ... أنا أسفة ... مش ح اقدر أروح لأي مكان . 
الضاني : طالما أنت تعبانة تعالي نروح للدكتور . 
إيمان : لا ما فيش داعي ... أنا ح اخد مسكن واستريح شوية .           


                              ( ستــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار 




 المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشهد الثانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي :

صالة ( كباريه ليالي الأنس ) كل شيء محطم ، والنيران اتت على كل شيء ، يجلس ( سمبو) والضمادات تحيط بكل جزء من أجزاء جسمه ، وكذلك زوجته جواهر . 
سمبو : قوللي يا جواهر يا ختي .... هي عربية البطاطا اتصرفنا فيها ولا لسة عندنا ؟ 
جواهر : ليه يا خويا .....
سمبو : امال ح ناكل عيش منيين ... ما هي كل حاجة ضاعت ، ورجعنا زي الول 
                     شحاتين وحرامية . الكبارية زي ما انت شايفة ، والشقة اتحرقتزي الكبارية ... 
                     العربيات اتسرقت والفلوس اتنهبت ... ده كله حصل في ساعات . 
جواهر : دخلوا علينا بالحنجل والمنجل ، ما خلوش لا قدمنا ولا ورانا . 
سمبو : ( يتحسس جراحه ) دا أنا اكلت ضرب ... واعمل أني ميت واقطع النفس 
                     علشان يفتكروا اني اتنيلت ومت ويرحموني ... هما مين دول كانوا مصممين 
                     أني حي ... هما جابوا الغيظ والغل دا منين ؟ 
جواهر : ( تخرج خصلة شعر من تحت أربطة الشاش ) ألا يا خويا ما حد غتنا ... 
                     وكأننا في غابة ، لا شرطة ولا بوليس ولا حتى جيش جه وعبرنا .
سمبو : انا قلتلهم الضاني ح ... وما كملتش الكلمة ... بعد كده انا حسيت أني كوز 
                     بطاطا في الفرن ، وبيستوي على مهله ، وبعد كده بدأوا يقشروه ... شفتيني وانا 
                     متأشر يا جواهر 
جواهر : امال يا خويا الضاني راح فين ... هو باعنا لهم ولا إيه ؟ 
سمبو : ( يتلفت حوله مفزوعا ) هما الظاهر عرفوا انه اخد الفتوات بتوعه وراح في 
                     مصلحة في الساحل الشمالي ... اكيد حد بلغه اللي حصل لنا وزمانه جي . 
جواهر : ييجي يعمل إيه يا خويا ... هو اللي حصل يتقال ولا يتحكي ... ولا سكان حارة 
                    الوطاويط لما عرفوا ... أنا لقيتهم داخلين عليا أنا فرحت وقلت الدنيا لسه فيها 
                    خير جايين ياخدوا بايدينا ويواسونا ويعزونا في حالنا ... انتشروا في الكبارية 
                   زي الجراد ، واللي ياخد كرسي واللي ياخد تربيزة واللي باخد أباجورة واللي 
                   ياخد قزازة خمر . 
سمبو : والرجل الناقص عم ( شربيلة ) يلم المزة كلها في حجره وما يختارش غير 
                     قزازة الخمر بتاعتي وياخدها . 
جواهر   : وانت كنت فين لما خد كل ده ؟
سمبو : بصي يا جواهر ... أنا كنت مرمي هناك ... الحاجة الوحيدة اللي كانت بتتحرك 
                     مني هي نن عيني بس ... وانا شايفهم بيخلعوا كل حاجة ويدوسوا فوقي ... دول 
                     لما سرقوا كل حاجة .. ما تعرفيش واحد انطس في نظره ولا باين كان نظره 
                     ضعيف شافني متكوم ، الظاهر أفتكرني تربيزة ..راح شايلني على كتافه وعيز 
                    يخرج بي ، قام واحد قال له انت شايله ليه وح تعمل بيه إيه دا عم سمبو يا وله   
                     ...  بصلي شوية حلويين وراح رميني على طول دراعه وتف عليا . 
جواهر : والرجل التاني سابه يتف عليك من غير ما يعمله حاجه . 
سمبو : لا ما هو كمان قلع الجزمة وضربني بيها ... بس انا ما شفتكيش .. أنت كنت 
                     فين ؟ 
جواهر : ( تبكي وتتحسس جراحها ) نسوان حارة الوطاويط الملاديع ... شالوني مرابعة 
                     .. انا قلت صعبت عليهم لما شافوني سايحة في دمي ومتكسرة .. اتاريهم 
                      خادوني في الحمام ، وخدوا مني كل حاجة حاطاها على جسمي .. الصيغة 
                      والهدوم . 
سمبو : ( مندهشا ) كل حاجة يا جواهر ... كل حاجة .
جواهر : هما لو سبولي حجة ح انكرها ليه يا خويا ..زلولا واحدة بنت حلال عطتني 
                        جلابية كانت لابساها سترت نفسي بيها . 
سمبو : يا سلام لسه برضة في حارة الوطاويط ناس طيبيين يا سلام تقله هدومها 
                     علشان تسترك بيها ، كده من غير ما تاخد حاجة . 
جواهر : لا يا سمبو خدت يا خويا . 
سمبو : أنت مش بتقولي انهم خدوا منك كل حاجة حتى هدومك . 
جواهر : ما هي ما خدتش حاجة مني 
سمبو : امال من مين ؟ 
جواهر : منك انت . 
سمبو : مني أزاي يا وليه ... أنا كنت مرمي زي الكرنبة المعفنة في وسط الصالة ، 
                     واللي يتف عليا واللي ينف واللي يضربني بالجزمة . 
جواهر : ما هو يا خويا الست اللي عطتني هدومها جوزها كان لسة طالع من السجن 
                     ومش لاقي شغلانة ياكل منها عيش ، وطلبت انها تاخد عربية البطاطا بتاعتك . 
سمبو : يا نهار أبوك اسود ... عربية البطاط الحاجة الوحيدة الباقية شحاتيها لهم كده .. 
                     وإحنا ح نعمل إيه ؟ 
جواهر : لا ما انا طلعت واعية . 
سمبو : ح يدفعوا أجرتها . 
جواهر : كل يوم الرجل جوزها ح يبعت لك كوزين بطاطا . 
سمبو : بطاطا غيه يا جواهر ... إحنا مش ح نلاقي عيش حاف ... حتى عربية البطاطا 
                     ضاعت ليه كده يا ربي دا انا ما عملتش حاجة كويسة في حياتي ... قصدى ما 
                     عملتش حاجة وحشة . 
جواهر : أنت عملك كله وحش يا سمبو . 
سمبو : اسم الله عليك أنت يا خضرة الشريفة .... ما كل اللي حصل لنا من تحت راسك 
                     ... أنت فاكراني نايم على ودني ومش عارف إيه اللي كان بيحصل .  
جواهر : إزاي يا رجل يا مخبول كله بسببي . 
سمبو : مش أنت اللي بعتي لسياف ييجي وقلت لسلافة تشاغله وتسمعه موال العشق 
                     والغرام علشان الضاني لما يشوف سياف لاف على سلافة يقوم يغير ويسيب 
                     البنت الصحفية ويرجع لسلافة . وسياف الأهبل صدق الفيلم ولما دخلتم في الجد 
                    ، وطلب سلافة علشان يتجوزها قالت له أنها ما بتحبهوش وبتحب الضاني وانكم 
                     كنت عاملين تمثيلية رزلة عليه ن قام عمل كل اللي حصل ، وقوق ده وده رمى 
                     ميه النار في وش سلافة ، وأهي مرمية دلوقت في المستشفى ...جميلة الجميلات 
                    بقت مشوهة دلوقت ما حدش ح يبص في وشهها دلوقت ... وانا سامع بودني 
                    دول انها قاللتلك إحنا بنلعب بالنار .. أهي مية النار أكلت وشها . 
جواهر : وانت إش عرفك ان سياف هو اللي عمل كده . 
سمبو : لا دا انت مش عارفة أن سياف هو اللي عمل كده ، دا انت كنت عارفه كمان  
                     أن سياف ح يعمل كده ...دا انا متجوز شيطان . 
الضاني : ( يدخل ويظهر عليه التأثر بما يراه حوله ) ليه كده ... انا عملت فيهم إيه 
                      علشان يعملوا كل ده . 
سمبو : ( ينهض مستندا على عكاز مرتميا في حضن ابنه ) ابني .. حبيبي ...أبوك 
                     اتبهدل يا ضاني ... أبوك انضرب واتهان ماعدش معايا حاجة خالص ، العز 
                     والهنا اللي كنا عايشين فيه زي الملوك كل ده راح ، ح نرجع زي ما كنا ... كنا 
                     إيه .. حتى عربية البطاطا جواهر شحتتها .... معاك سيجارة . 
الضاني : ( يتجه إلى جدواهر ) أنت زي أبويا ما قال عليك شيطان ... أنت اللي عملت دا 
                    كله ... ليه يا جواهر ؟ 
جواهر : إيه اللي أنا عملته ..... انا ما عملتش حاجة . 
الضاني : أنا عرفت كل حاجة يا جواهر ... أنا لسة جاي من عند سلافة ....استغليتي 
                     طيبة وعباطة البنت وخلتيها تلعب بالنار .... ليه يا جواهر . 
جواهر : وأنا أعرف ان دا كله ح يحصل ، أنا كنت عايزاك تسيب البنت الصحفية 
                     وترجع للبنت الغلبانة سلافة . 
الضاني :لا يا جواهر انت كنت عايزة أرجعلك أنت . 
سمبو : ( يرفع العكاز ليضربها به ) يا نهار ابوك أسود ... أنت كنت بتخونني مع أبني 
                     يا جواهر ... مع أبني .
جواهر : ( تبعده عن طريقها فيسقط ) ما تغور من وشي يا اخي أنت فاهم حاجة . 
سمبو : قولي انت يا ضاني إيه اللي بينك وبين الست دية . 
الضاني : ( يربت على كتف والده ) اطمئن يا سمبو ... ما فيش حاجة بيني وبينها . 
سمبو : وإيه اللي باسمعه منها ده . 
الضاني : ما تعرفش هي بتكرهني ولا بتحبني ... ولا عايزه تتخلص مني وتوديني في 
                      داهية ... ولا عايزة إيه بالضبط . 
سمبو : ( يمسك رأسه ) أن خرمان ودماغي مش مستحمله ... يا بني فهمني بالراحة .
الضاني : المهم يا با لما سياف عرف حقيقة انه بيتلعب بيه حرق الكبارية والشقة ورمى 
                     مية النار على وش سلافة .... وياريت الحكاية كده وبس دا زمانه راح للصحفية 
                     وكشف ستري عنها وبكده انا لا طلت سلافة ولا الصحفية . 
سمبو : يعني خرجت من المولد بلا حمص .... زي أبوك حتى عربية البطاطا شحتتها 
                     بنت المركوب . 
الضاني : ( يمسك بها غاضبا ) انا عايز اعرف ليه كل ده .
جواهر : ( تتخلص منه ) أيوه .... أنا اللي عملت دا كله علشان بحبك من زمان ... طول 
                     عمري باحبك ولا انت فاكر في ... وانا ما وافقتش أني أتجوز أبوك إلا علشان 
                    أكون قريبة منك ، ورضيت بمرض وسفالة ورزالة أبوك علشان خاطرك أنت 
                    ولما عرفت انك مش ممكن تكون ليا ، رضيت بكده ، بس برضة مش ح تكون 
                     لغيري مستحيل حد يخد ، لا انت ليا ولا لغيري . 
الضاني : ودلوقت استريحتي ... بص حواليك كل حاجة بقت تراب ..خسرنا كل حاجة 
                     ...ولسة مش عارف سياف ناوي على إيه . 
سمبو : هو لسه فيه حاجة ما عملهاش ؟ 
الضاني : أيوه لسه دوري ما جاش .... زمانه بيدور عليا علشان يقتلني . 
جواهر : يقتلك ... مستحيل .... ما يقدرش يقتلك . 
الضاني : صدقيني الحاجة الوحيدة اللي تخليه ما يقتلنيش أني أنا أقتله ... يا أنا يا هو . 
جواهر : أنا ما كنتش أعرف ان الحكاية ح توصل للدرجة دي ... وبعدبن أعذرني انا 
                     عملت كل ده علشان .... بس أنا ما ليش ذنب . 
الضاني : وذنب مين ؟ 
جواهر : شيطاني ... هو اللي وسوس وزين كل ده ، انا ضعيفة قدامه ، وهو اقوي مني 
                     ، ودخللي من نقطة الضعف اللي عندي ، أنا بأعترف اني كنت غلطانة في كل 
                     اللي عملته ، بس ما كنتش انا دا كان شيطاني ... هو يعني انا الوحيدة اللي 
                      شيطاني غلبني ما أنتم كلكم شياطينكم بتغلبكم 
سمبو : أيوه يا سلافة شيطان الواحد بيخليه يشرب خمرة ممكن يكدب يسرق يبص 
                      لمزة او يعاكسها ، إنما شيطانك سوى الهوايل .... دا مش شيطان دا شيخ منسر 
                      الشياطين . 
جواهر : طاب قوللي أصلح اللي عملته إزاي . 
الضاني : خلاص يا جواهر ممنهوش فايدة الله جاب الله خد الله عليه العوض . 
جواهر : وسياف ... تفتكر انه عايز يقتلك . 
الضاني : أكيد بيدور عليا دلوقت . 
                     { يدخل سياف فجاة ويخرج مسدسه وتراه جواهر فتسرع وتقف بينه وبين 
                                 الضاني فيطلق رصاصة فتصيبها }
جواهر : ( تمسك بالضاني قبل ان تسقط ) معلش يا ضاني .... انا كنت السبب في كل 
                     اللي حصلك ... بس دلوقت انا مستريحة لأنك ح تسامحيني . 
سمبو : ( ينظر نحو الباب ) طلع يجري الجبان .... جواهر ...أنا كمان مسامحك ما هو 
                     دلوقت لابد كل واحد يسامح التاني .... يارب يا جواهر ما تموتي وتسبيني ، ح 
                     تسبيني لمين دا حتى عربية البطاطا شحتيها ، قوللي يا جواهر إنك مش تموتي 
                     .. والله انا بحبك وعمري ما كنت ح أتجوز عليك ... ما انت عارفاني فنجري بق 
                     على الفاضي ... مين ح يونس وحدة رجل زي ما بتقولي سافل ورزل ومقرف 
                      .... ما انا كده ... مش أنا بس كلنا كده . 
جواهر : ( تتحرك وفتح عينيها ) أنا كنت عارفة أنك مش ح تتجوز ..
سمبو : ( مندهشا ) إيه يا ضاني .... هي يا بني ماتت ولا لسة . 
الضاني : ( يفحص جرحها ) لا مش ح تموت ... دي الرصاصة خدشت كتفها بس ، دي 
                      مغمى عليها بس . 
سمبو : طاب والله قبل ما تفوق لأكون متجوز عليها واجيبلها ضرة تذل أنفاس اللي 
                      جابوها بنت المركوب . 
                                    { يدخل رجل من رجال الضاني } 
الرجل : ( ينظر باندهاش إلى الضاني ) وصوت الرصاص اللي ضربه سياف ؟ 
الضاني : الرصاصة جت في جواهر والجرح بسيط ...إنما أزاي دخل وانتم برة . 
الرجل : ما هو الرجالة تبعه ثبتونا كلنا وما قدرناش نعمل حاجة ... بس الحمد لله إحنا 
                     كنا فاكرين ....
الضاني : كنت فاكرين أنه قتلني .... الحمد لله هات رجل معاك وشيلوا جواهر وودوها 
                     المستشفي . 
سمبو : وانا اروح معاها أنا ح أقعد هنا اعمل إيه . 
الضاني : ( يسير في أنحاء المكان متأثرا ) معقولة كل ده يحصل ....وإيه المعقول الإيام 
                    دية .... وهو كان معقول اني من صبي جزار وحرامي ....و في مدة بسيطة 
                    نكون الضاني بيه ومعايا الفلوس دي كلها واتعامل مع ناس ما كنتش عمري احلم 
                    أني اشوفهم ..يأه كأني كنت في حلم .... بس اللي انا وصلتله ده بعرقي وتعبي ، 
                    ومش ممكن ح اخلي حد ياخدوا مني ، وسياف الكلب انا ح أقتله ..... بس زمانه 
                    كشف ستري عن إيمان ...كان فاضل خطوة واتجوزها ...يا ترى عرفت حقيقتي 
                    ولا لأ ... 
زلمكة : ( مرهقا ويجلس على أقرب مقعد ) الحمد لله أني لقيتك . 
الضاني : فيه إيه يا زلمكة ؟ 
زلمكة : أخد نفسي .... انا لفيت عليك في كل مكان ......الأستاذة إيمان اتصلت بيا 
                     وقالت أن واحد اسمه سياف سلم لها مظروف فيه مستندات وصور لواحد اسمه 
                     الضاني وهو شكلك بالضبط ..... وكمان جماعة إئتلاف بلطجية الثورة سلموها 
                     ورق وصور وحاجات كتيرة وهي قعدت مع مجموعة منهم وح تنشر الكلام ده 
                    في الجرنال . 
الضاني : وسالتك عني ؟ 
زلمكة : لا بس اكيد ح تسألني عنك ، وهي أتصلت أكتر من مرة ، ولو رحتلها مش 
                     عارف ح أقول لها إيه ؟ 
الضاني : كل المصايب صابت فرج ....لا ما ترحلهاش .... أنا ح أروح لها ، كده الحكاية 
                     طبلت .... ويمكن تنتهي بالسجن كمان .
زلمكة : سجن إيه يا سيد ضاني . 
الضاني : ماهو الطريق اللي إحنا ماشيين فيه اخرته القتل او السجن ... ربنا ما شأش ان 
                     أموت ، ما بقاش إلا السجن . 
زلمكة : انت إنسان طيب يا ضاني وإن شاء الله ربنا معاك . 
الضاني : أنت ما تعرفش حاجة يا زلمكة ، انا عمري ما كنت طيب ... وأنا حسس اني ح 
                     أقضي بقية عمري في السجن . 
زلمكة : وانا بألعب .... انا ممكن اخرجك من أي جريمة عملتها . 
الضاني : ياريتها جريمة واحدة يا زلمكة ... دي عشرات الجرايم ، وكل جريمة واختها 
                      تشيب الشعر . 
زلمكة : ايوه ...يعني هل أنت لوحك اللي عملت الجرايم دي ولا حد معاك ... وهل انت 
                     كنت المفكر والمنفذ ولا حد فكر وخطط وأنت اللي نفذت . 
الضاني : لا انا كنت زي الحمار ، هما كانوا يفكروا ويخططوا وانا انفذ زي الحمار . 
زلمكة : خلاص انت ممكن تكون شاهد حمار . 
الضاني : ( مندهشا ) شاهد حمار . 
زلمكة : قصدي تكون شاهد ملك . 
الضاني : إيه شاهد ملك وكتابة دية . 
زلمكة : يعني لو أنت عايز تطلع براءة من جرايم كتيرة علمتها تروح للبوليس وترشد 
                     عن الناس اللي كانوا بيشغلوك ويحرضوك . 
الضاني : والبوليس ح يعمل إيه للناس دول . 
زلمكة : ح يقبض عليهم طبعا ويقدمهم للمحاكمة . 
الضاني : والبوليس ح يقدر عليهم ، دول ناس طايلين قوي وواصلين . 
زلمكة : بس في النهاية دول مجرمين . 
الضاني : وانت إش عرفك انهم مجرمين يا زلمكة . 
زلمكة : انت مش لسه بتقول انهم كانوا بيخططولك وأنت بتنفذ زي الحمار ... لا 
                      مؤاخذه يعني . 
الضاني : لا مؤاخذه ليه يا زلمكة .... ما دى الحقيقة ... دا انا مكا حصلتش حمار .. على 
                     الأقل الحمار ما بيضرش حد .... أنا أزيت ناس كتيرة . 
زلمكة : المهم ما ضيعش وقت ... وتلحق تروح تبلغ عن الجماعة دول . 
الضاني : انت عارف يا زلمكة الجماعة دول لو عرفوا ممكن يقتلوني ... ومش بعيد 
                      يكونوا مرقبني دلوقت .... وأنا خايف ليه من الموت ... ما انا أعتبر نفسي 
                      مقتول ... ماهي رصاصة سياف كان زمانها دلوقت في قلبي ولا في دماغي لو 
                     كان نشن كويس ... طول عمره ما بيعرفش ينشن أصلي انا اللي معلمه النشان . 
                     .... بس انا عايزك  معايا يا زلمكة أنا محتاج واحد يعرف في القانون اللي أنا 
                      طول عمري بأكرهه وطول عمري بأهرب منه ... 
زلمكة : أنا مش ح اتخلى عنك خالص ، طالما انت ح تبلغ على الناس المجرمين دول 
                     اللي بيدمروا ويحرقوا البلد انا معاك لأخر نفس . 
الضاني : أيوه بس قبل كده أنا عايز اروح مشوار صغير ... دا يمكن أهم مشوار في 
                      حياتي .
زلمكة : عند الأستاذة إيمان ... مش كده ؟
الضاني : طبعا يا زلمكة ....لابد أروح لها واصارحها بكل حاجة ... مع اني عارف 
                      زمانها عرفت كل حاجة البركة في سياف وجماعة إئتلاف بلطجية الثورة .
زلمكة : ربنا معاك يا ضاني ... وإن شاء الله خير 
الضاني : ( يخرج رزم من المال من جيبه ) شوف يا زلمكة .... لو حصلي حاجة ...انا 
                     عايزك تروح المستشقفى وتسدد حساب سلافة وتديلها اللي هي عايزاه ... 
                     وقوليها الضاني مش ح يتخلى عنك مهما حصل ... دا لو رجعت تاني ....

                              ( ستــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار )   
  


 المشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهد الثـــــــــــــــــــــــــــــــــالث :

قاعة الاجتماعات في جريدة النيل ، هيئة التحرير المكونة من إيمان وميرفت وكمال ونبيل ورئيس التحرير الاستاذ حسين ، أوراق كثير وصور متفرقة على المنضدة وكل واحد منهم يطالع بعض الأوراق أو يتأمل بعض الصور ، تسيطر على الجميع حالة من الذهول وعدم التصديق .
كمال : ( في يد يه ورقتين يطالعهما ) إيه الحكاية ... هو العالم كله ما وراهوش حد 
                      غير مصر .... هي مصر غيظاهم ليه . 
نبيل : ( يطالع الأوراق ) وإذا كان للبلاد الأجنبية لها عذرها لأنها أجنبية وغريبة عن 
                      مصر .... فعذر بعض البلاد العربية إيه .... ليه عايزين مصر تقع . 
ميرفت : ( تطالع الأوراق ) وإذا كان لبعض البلاد العربية عذرها لأن مصر ما تمثلش 
                      لهم حاجة ... إيه عذر بعض الأفراد المصريين انهم يتعاونوا مع البلاد الأجنبية 
                      وبعض البلاد العربية لتدمير وحرق مصر . 
كمال : ( ينظر في صور الشيكات ) دي الملايين اللي اتصرفت على اللي بيسموها 
                     جمعيات أهلية ومنظمات إنسانية ومراكز بحوث ودراسات ... الملايين دية 
                      كانت كفيلة انها تحل مشاكل مصر كلها .
حسين : ومن أمتي الجماعة دول ودول عايزين مشاكل مصر تتحل ... التاريخ يا 
                      جماعة بيكرر نفسه ، ونفس المؤامرات والمخطاطات على مصر زمان هي 
                      هي دلوقت ... الجميع عايزين مصر تركع أو تسقط او تنكسر . 
ميرفت : طاب ليه .... مصر عامللهم إيه .... ليه الحقد والغيظ دا كله . 
حسين : عيزين تعرفوا اهمية أي بلد شوفوا حجم المؤامرات ... كل الأوراق دية 
                      والمستندات وصور الشيكات من كل الجهات بتبين حجم وأهمية مصر . 
كمال : والبعض عايز يغير هوية مصر ولونها . 
حسين : ما يعرفوش إن ده مستحيل .... لأن حاجات كتيرة خارج قدرة أي بشر هي 
                      اللي شكلت وكونت وصاغت هوية مصر . 
نبيل : الجماعة دول بيصورولي قزم واقف قدام شجرة لبلاب عملاقة عمرها ألآف 
                      السنين وفي أيده قصافة  وعايز يغير من شكل ساقها وفروعها وأوراقها ، ولو 
                      طال يقطعها من فوق الأرض ح يقطعها . 
حسين : أنتم عارفين مصر دية ذي الوتد أو الجبل اللي عامل توازن في المنطقة ، مش 
                      في المنطقة العربية بس دا يمكن في العالم كله ، لو اتنزع الوتد ده او اتهز 
                      الجبل العالم كله ح يتهز . 
ميرفت : وأشمعنى كم الحقد والغيظ دا كله ما تفجرش إلا دلوقت وبالشراسة والحدة دية 
حسين : إن تقوم ثورة في مصر دا له معاني ونتائج كتيرة وخطيرة ، في الوقت 
                      الحاضر وفي المستقبل ، والثورة ح تقلب الموازين وتخلي ناس كتير تعيد حساباتها      . 
نبيل : على كده دا مصر تعتبر بلد مرصودة من جهات كتيرة . 
كامل : الظاهر كل الناس عارفين الحكاية دية إلا إحنا المصريين . 
حسين : ( ينظر إي إيمان ) مش ملاحظين أن كلنا بنتكلم إلا الأستاذه إيمان . 
ميرفت : ( ضاحكة ) مع ان من المفروض أن كلنا نسكت ونسمع وهي اللي تتكلم . 
كمال : بس اللي عملته إيمان دا ضربة معلم . 
ميرفت : تقصد ضربة معلمة . 
حسين : ( يتصفح كم الأوراق التي أمامه ) إنما عندي سؤال مهم يا أستاذه إيمان ... 
                     إزاي قدرت تحصلي على كم المستندات والوثائق والصور دي كلها ، دا شغل 
                     مخابرات ......وبعدين المصادر اللي انت حصلت منها على المستندات دي 
                     مصادر نافذة ومتوغلة ، واكيد مصادر مش مقدرة خطورة المستندات دية . 
كمال : المهم أنه فيه مستندات تكشف وتفضح المؤامرة اللي كان بيتعرض لها الجرنال 
                     ،والإغراءات اللي بذلت للمعلنين علشان بنسحبوا من الإعلانات في الجرنال ، 
                     والضغوط اللي تعرض لها تجار الورق علشان يمتنعوا يدونا ورق ، واللعب 
                     اللي حصل في المطابع علشان تمتنع عن طبع الجرنال . 
نبيل : دا كله إحنا كنا عارفينه يا كمال . 
كمال : أيوه بس ما كنش في إيدينا دليل واحد ، وكنا بنتعامل مع أشباح ، وكانت 
                      الضربة بتجينا منعرفش مصدرها ولا مين اللي وراها ... دلوقت كل حاجة 
                      وضحت . 
حسين : ( مشيرا إلي إيمان ) إيه يا استاذه غيمان أنت أعطيت عهد للمصادر إنك ما 
                      تذكريش عنهم حاجة . 
إيمان : ( منتبهة ) حضرتك بتكلمني يا أستاذ حسين .
ميرفت : ( مندهشة ) يا نهار أبيض يا إيمان ... انت يا بنتي مش معانا ولا إيه ... إيه 
                      الحكاية ... كلام ما بتتكلميش وكمان عقلك مش معانا ، معقولة دية . 
نبيل : الأستاذ حسين كان بيسألك بالنسبة للمصادر ح نجيب سيرتهم ولا لأ . 
كمال : مش نعرف قبل كده هما مين دول ؟ 
حسين : أكيد دول ناس في قمة الإخلاص والوطنية . 
نبيل :  الأهم من كده دول ناس في منتهي الشجاعة والجرأة . 
كما ل : على رأيك يا نبيل دول ناس كشفوا عصابات ومجوعات إجرامية وخونة . 
نبيل : وإحنا لو نشرنا الوثائق والمستندات والصور تفتكر الناس اللي جابوا 
                      المستندات دية مش ح يتعرضوا للقتل والاغتيال 
حسين : في الحالة دية كل شيء ممكن . 
نبيل : حتي لو ما ذكرناش اي معلومات عنهم . 
حسين : اكيد الناس دول اللي انكشفوا واتفضحوا ح يدوروا على اللي وشى بيهم . 
كمال : ما هو النشر في الحالة دية يعتبر بلاغ للنائب العام والنيابة . 
حسين : حتى لو تم القبض عليهم ... انت مسكت الأصابع واليادي ، أما العقل المدبر 
                      ممكن يجند أفراد غيرهم .... كان فيه مخلوق في الأساطير اليونانية له أذرع 
                      كثيرة ، كلما قطعت تلك الأذرع نبتت له أذرع  غير التي قطعت . 
كمال : المهم غحنا لحد دلوقت ما عرفناش حاجة عن المصادر اللي حصلت منها 
                     الأستاذة إيمان على المستندات دية . 
نبيل : بس المستندات دي كلها وصور الشيكات مش ممكن تكون متفبركة ... ولو 
                     كانت كده ونشرنا ح يكون الجرنال في مأزق شديد . 
حسين : ( يتناول بعض الأوراق ) لا اطمئن ... أنا فحصت بعض الأوراق وقمت 
                     باتصلاتي .. كل الأوراق والصور سليمة . 
كمال : يا استاذه إيمان ممكن نعرف ولو معلومات قليلة من باب حب الاستطلاع او 
                      الفضول ... المصادر اللي حصلت منها على الكنز ده . 
إيمان : ( ساخرة ) من البلطجية . 
الجميع : ( في نفس واحد ) البلطجية . 
كمال : ( متعجبا ) تقصدي يا أستاذه إيمان البلطجية ... البلطجية .
إيمان : أيوه ... وعرضت من مدة الكلام ده على الأستاذ حسين ، بس للأسف سخر 
                      مني ، بالأمارة قاللي دا مكان الموضوع عند الأستاذ احمد رجب والأستاذ 
                      مصطفى حسين . 
حسين : ( ضاحكا ) ما هو يا أستاذه إيمان ..الاسم كان في غاية الغرابة ن شوية بلطجية 
                     عايزين يعملوا إئتلاف ويسموه إئتلاف بلجية الثورة ... أظن ما كنش فيه جرنال 
                     يجرؤ أن ينشر الكلام ده . والجرنال بتاعنا ما انت عارفة ما كنش مستحمل ... 
                     وحاجة تانية انت كنت متحمسة للجماعة دول بدرجة كبيرة وده اللي كان 
                     مخوفني . . 
إيمان : ( مندهشة ) حماسي يخوفك !
حسين : لما الحماس يزيد عن حده مش يخوف بالضبط إنما يخلي الواحد حذر .... 
                     وبعدين يا ستي أنا أعتذر إن كان ردي سبب لك إحراج أو شيء من هذا القبيل . 
إيمان : لا ... كان حماسي نابع إني أقتنعت بكلام الجماعة دول رغم غرابة موقفهم . 
حسين : لا مش أقتنعت ... أنت الحاسة الصحفية عندك عرفت أن الجماعة دول وراهم 
                     حاجة ... وأنت قدرت توصلي للي أنا ما قدرتش أوصل إليه 
إيمان : العفو يا أستاذ حسين ، دا انت أستاذنا وأستاذ الجميع ... إحنا ما عرفناش نكتب 
                     ونفكر إلا على أيدك . 
حسين : أيوه ... بس فيه حاجة هامة يا جماعة ، ويمكن الثورة نبهتنا إليها وهو أن جيل 
                      الشباب أحيانا يكون أقدر وأسرع وأكفأ في التصرف والفعل والتعاطي مع 
                      المستجدات ، وتبني اساليب غير تقليدية ، وعلى كده لازم النظرة والرؤية في 
                      ثقافتنا وفكرنا وموقفنا يتغير ... ما عدش الكبار هم بس اللي معاهم مفاتيح 
                      الحكمة وصكوك الصواب والسداد 
كمال : أنا متشكر على الثناء والمدح اللي انت بتخلينا نخجل منه . 
نبيل : ( مندهشا ) وأنت إيه اللي دخلك في الموضوع .. .. الكلام موجه للأستاذه 
                     إيمان . 
كمال : إزاي يا أستاذ .... المدح والثناء لجيل الشباب ، وانا من الشباب . 
حسين : حقيقي يا جماعة ...انا كل يوم أكتشف أن مصر بخير وح تكون افضل إن شاء 
                      الله طالما شبابها بالوعي والإدراك والقوة والإرادة ... والأهم انهم بيحبوا 
                      وطنهم حب صادق . 
كمال : والله يا أستاذ حسين ما أنا عارف أقولك إيه على المدح ده .
نبيل : تاني يا أستاذ كمال . 
كمال : هو حرام يا بني أن نلاقي واحد زي الأستاذ حسين يشكرنا ، دا إحنا فيما مضى 
                     كنا نتمنى منه نظرة رضا ... إش الحال دلوقت ...دا عيز يكتب فينا قصيدة شعر 
حسين : يا رتني كنت شاعر ما كنتش أتأخر ... المهم يا استاذه إيمان بعد إذنك إحنا 
                      ممكن ننشر الكلام ده على فترات في الجرنال من بكرة ولا إيه رأيك ؟ 
إيمان : ( مترددة ) أنا بأستأذنك أنك تاخر النشر يوم واحد . 
حسين : ما فيش مانع عندي ... بس الخوف أن المستندات والصور دية يمكن حاجة 
                      منها توصل لجرايد تانية ... بكده السبق الصحفي يضيع مننا . 
إيمان : دا طلبي الوحيد يا أستاذ حسين . 
حسين : هو الطلب ده خاص بالمصدر اللي جاب لك المستندات . 
إيمان : حاجة زي كده . 
كمال : انا عندي رأي ..
حسين : إيه هو ؟ 
كمال : إحنا ننشر ما توافر لنا من مستندات الخاصة بالتأمر على الجرنا ل ومحاولة 
                      إيقافه وبعد كده ننشر المستندات الباقية . 
حسين : ( ينهض منصرفا ) خلاص ابدأوا في التحضير للعد الجديد .... بس ليه يا 
                      استاذه إيمان أنا حاسس انك حزينة ومش مبسوطة . 
إيمان : ( تمسك برأسها ) دا يمكن بسبب الإرهاق ... أصلي ما قدرتش أنام ... طول 
                     الليل أقرأ المستندات والوثائق . 
حسين : ( ينهض )  أنت ح تكوني لك مستقبل صحفي عظيم يا إيمان .....يا لايا كمال 
                     انت ونبيل علشان تحضروا لعدد بكرة . 
ميرفت : ( تاخذ حقيبتها ) وانا ح أستاذنك ساعة لحد ماما وح ارجع حالا . 
كمال : ( ينصرف وراء حسين وكمال ) متتاخريش يا أستاذه ميرفت ورانا شغل كتير 
                                { يدخل الضاني ويقترب من إيمان بدون ان تشعر به .}
الضاني : ( مترددا ) ممكن إن سمحتي تسمعينيى . 
إيمان : ( تنهض مفزوعة ) انت .... إيه اللي جابك هنا . 
الضاني : مش انت بعتيلي . 
إيمان : لا... أنا بعت لزلمكة . 
الضاني : ( يتجنب النظر إليها ) اللي أنت عايزه تعرفيه من زلمكة انا ح أقولهولك ... 
                    الضاني هو عاصم وعاصم هو الضاني .... بلطجي ذي الصور الورق والصور 
                     اللي عندك بتقول .
إيمان : ( مندهشة وتبتعد عنه ) إزاي ده ...دا انا ماكنتش مصدقة عيني وانا أقرأ 
                     وأشوف ، ودلوقت مش مصدقة ودني وأنا بأسمعك تتكلم . 
الضاني : ( يجلس بالقرب منها ) كل اللي ح أقوله صدق لأن الكدب ما عدش ينفع ... في 
                     المرة الأولى اللي شفتك فيها ، كان الناس اللي مشغلني مكلفلني إني اخطفك 
                     وأصورك في أوضاع مش كويسة ... وأودي الصور لهم علشان يجبروكتبطلي 
                     كتابة في الجرنال وتبطلي تكتبي للجماعة الثورجية ....
إيمان : ( تنكمش في جلستها وتطلم على خديها)  انا أتصور في أوضاع مخلة . ....
الضاني : وبعدين مش عارف إيه اللي خلاني أوقف العملية دية زنخدك من وسط 
                     البلطجية بتوعي ونروحك بيتكم من غير حد ما يمسك ... وبقية الحكاية انت 
                     عارفاها . 
إيمان : ( دامعة ) بقية الحكاية الكدب والغش والخداع والخيانة . 
الضاني : أيوه أنا كذبت عليك وغشيتك ... بس ما خنتكيش . 
إيمان : ( تجفف دموعها ) أمال تسمي كل اللي حصل دا إيه .... تمثيل ... غن كان 
                     تمثيل فاسمحلي أقولك انك ممثل قدير ، وقدرت فعلا تخدعني عن أصلك 
                     الوضيع .... قدرت طوال المدة دية تخدعني وتخليني احبك وأتنعلق بيك ... دا 
                     أنت شيطان في صورة ملاك . 
الضاني : طبعا لك أنك تقولي أكتر من كده ... وأنا جاي هنا ومستعد اني أسمع كلام 
                     متفق مع أصلي السافل ... بس صدقيني ... وما اظنش ح تصدقيني علشان 
                     الناس اللي زيكم مش ممكن يصدقوا الناس اللي زينا ... كل كلمة قلتها عن حبي 
                     لك كانت صادقة . 
إيمان : ( تنهض مبتعدة عنه ) أخرس .... وانت اللي زيك يعرف الحب ولا يعرف 
                     الصدق . 
الضاني : طبعا انا عذرك ... ولك أنك تقولي اكتر من كده .... أنا لما كنت انتظرك على 
                     باب الجرنال وأخدك وأشوف زملائك الصحفييين المحترمين كنت بأسأل نفسي 
                     ..ليه ما طلعتش واحد زيهم متعلم ومتثقف ومتنور ، واسمي وصورتي تطلع في 
                      الجرنال والتليفزيون .... وكنت بأسأل نفسي كمان إيه اللي خلاني بلطجي 
                      ...أسرق وأنهب وأخطف وأقتل ..... حاجات كتيرة ...مش ح اقولك  الظروف 
                      اللي أنا أتربيت فيها ولا أبويا وأهلي والحارة اللي انا عشت فيها ... كان ممكن 
                      أني أكون إسان شريف ..بس انا اللي ما رضيتش ... علشان دا صعب .... 
                      صعب خالص .
إيمان : ( ساخرة ) هو إيه اللي صعب يا أستاذ ؟ 
الضاني : صعب أني اتعلم ....صعب ان أبويا يصرف عليا ....صعب ان ما امدش أيدي 
                     .... صعب اني أشوف غيري كويس وبياكل كويس وبيشرب كويس وبيلبس 
                     كويس وانا لأ . 
إيمان : مادي سنة الحياة يا أستاذ ..ناس أغنيا وناس فقرا و...
الضاني : ( مقاطعا ) ما هو ما حدش عرفني وعلمني سنة الحياة يا أستاذه إيمان .... 
                     وبعدين دي مش سنة الحياة دي سنة الموت .... والجوع والحرمان . ..انا فاكر 
                     في يوم وانا صغير دورت على أبويا علشان اخد منه فلوس أجيب عيش اكل 
                    ...قالوللي دا اتقبض عليه وهو في السجن ... من جوعي دورت في الزبالة 
                     والحمد لله لقيت فيه زبالة ... والحمد لله لقيت في الزبالة عيش ولقيت فيها 
                     غموس كمان ...أيام كتيرة نمت على الأرض في الحارة جنب الحيط وفي 
                    الجوامع ... وانضربت وانهانت .... على فكرة أنا مش بأقول ده علشان أصعب 
                    عليك ولا علشان أظهر نفسي ضحية ... لن كل ده كان ممكن يحصل لي وأطلع 
                    برضة إنسان شريف ، لأنه حصل للناس تانية اللي حصلي واكتر وحاربوا 
                    الظروف دية وقدروا ينتصروا عليها ... بس أنا ما قدرتش .... أنا ضعيف لأني 
                    انهزمت وأتكسرت من جوه .... النور اللي جوايا انطف ... الخير اللي في داخلي 
                    انقهر ومات ... ومع كل ده ان كان ممكن أكون إنسان شريف بس أنا بأقولها تاني 
                     أنا ضعيف . 
إيمان : ( تمسك الملف وترفعه في وجهه ) وكل المصايب والجرايم اللي انت عملتها 
                    ... والملايين اللي انت قبضتها .. والناس اللي أنت بعت نفسك لهم كانت برضة 
                    لحظات ضعف . 
الضاني : لا دي ما كنتش لحظات ضعف ... دول استغلوا الضعف ده .... لما فجأة 
                    يحطوا قدامك شنطة مليانة بمئات الألوف علشان تحرقي مبنى ما انتش عارفة 
                    فيه إيه ورلا يهمك يكون فيه إيه ...ولا علشان تخطفي واحدة ... أو تقتلي واحد 
                    ...أو .... أو...طبعا بفكر حضرتك والناس اللي زيك لو عطوكم ملايين مش 
                    ممكن تعملوا حاجة زي كده ... إنما انا واللي زي يقدروا وقدروا .... واختارونا 
                    علشان عارفين أننا ح نعمل كل الي هم عايزينه .... ما هو ما تقربيش نار من 
                    بنزين وبعد كده تلومي البنزين أنه ولع .. وما تحطيش الفلوس في إيد الحرامي 
                    وبعد كده تلعني الحرامي أنه خد الفلوس وجرى ... وما تحطيش حتة لحمة في 
                    حنق كلب جعان وبعد كده تضربيه على دماغه . 
إيمان : ( تشير إليه بأصبعها ) دا انت مش بلطجي بس ... دا أنت آفاق كبير ومخادع 
                    ... وأنا أعترف بكده أنك خدعتني في البداية ... وأنا فاكره نفسي صحفية 
                    ومتعلمة ومثقفة وأنصح الناس وأوعيهم ... وأنا اللي كنت محتاجة النصيحة 
                    والوعاية ... قال والأستاذ حسين بيشكرني وأنا ماساويش حاجة عارف ليه ...لنك 
                    قدرت تخدعني وأنا بعبطي وهبلي وسذاجتي انخدعت لك الضاني : وليه ما 
                    تكونش كانت لحظة صدق . 
إيمان : بأمارة إيه ؟ 
الضاني : بأمارة اني كنت عايز أسيب البلد كلها وأخدك وأسافر ... لأني لقيت مستحيل 
                    أغيرجلدي وأنا هنا في البلد . 
إيمان : انت مش محتاج تغير جلدك بس أنت محتاج تغير دمك اللي بيجري في 
                    عروقك .... شوف يا أستاذ أنا ماعدش لقلبي أي حكم على عقلي ... قلبي دا انا 
                    رميته اتخلصت منه . 
الضاني : ( يقترب منها ) صدقيني أنا جاي هنا علشان أثبت حاجة واحدة بس . 
إيمان : إيه هي يا استاذ...... نقول عاصم ولا الضاني .
الضاني : قبل ما أجي هنا دخلت جامع وأتوضيت وصليت .... وبكيت كتير ... عمري ما 
                   بكيت زي ما بكيت النهاردة .... شيخ الجامع طبطب على كتفي وسألني ...قلتله 
                   على كل المصايب والجرايم والبلاوي اللي أنا عملتها ...وبعد كده قلتله اني عايز 
                   أتغير عايز أخلع جلدي قالي لابد يا بني تكفر عن ذنوبك الأول سألته إزاي 
                   ...فاللي تروح للمسئولين وتعترف بكل حاجة وتبلغ على كل الناس اللي تعرفهم 
                   اللي بيخربوا في البلد وبيحرقوا فيها .....وأنا دلوقت ح اخرج من هنا ح سلم 
                    نفسي وأقول عن كل حاجة . 
إيمان : ومانتش خايف . 
الضاني : أنا بقيت خايف من العالم كله ومن الناس كلها .... خايف من سياف أنه يقتلني 
                    ... خايف من الناس اللي ح أبلغ عنهم يقتلوني لنهم قالولي أني لو بلغت عنهم ح 
                    يقتلوني ... خايف من المسئولين ما يصدقونيش ويسجونني مع ان زلمكة قاللي 
                    أنهم ح يعتبروني شاهد خفير ...ولا شاهد وزير مش فاكر ...
إيمان : ( تبتسم ) شاهد ملك . 
الضاني : أيوة ملك ولا كتابة .... حتي لو حصل أي حاجة سياف قتلني ... الجماعة دول 
                    قتلوني ... المسئولين سجنوني .....أنا كنت عارف من الأول أن حياتي ح تنتهي 
                    يا إما بالقتل أو السجن وانا محضر ومجهز نفسي على كده .....بس والله والله وانا 
                    ما بأكدبش عليك ولا بخدعك ولا بأغشك أنت أحلى حاجة في حياتي كلها وما 
                     حسيتش إني بني آدم إلا وأنا معاك ، وح تفضلي كده .... حاجة جميلة ونظيفة 
                     وعالية حاولت أوصل إليها بس الحمد لله اني ما قدرتش أوصل ، لأني لو صلت 
                     إليها ما كنتش ح تفضل حلوة ولا جميلة ولا نضيفة ....عن إذنك يا استاذه إيمان.
إيمان : ( تسرع خلفة وهي تحمل الملف وتسلمه له ) عاصم ....أنا أسفة لو كنت 
                    جرحتك يعني بكلمة . 
الضاني : ( تلتمع عيناه ) يا ريتك جروح العالم كله زي جرحك ....وأنا أسف إن كنت 
                     سببت لك أي حاجة مش كويسة .... مع السلامة يا أستاذه
إيمان : ( تسلمه الملف ) الملف ده ح يفهم المسئولين اللي أن ح تروح لهم كل 
                    حاجة...مع السلامة . 


                      ( ستـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ) 
                        
                                ( تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت )      



          الســــيرة الذاتـــيــة  للمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤلف 

الاسم : محمود محمد محمود القلينى                      
      عضو اتحاد الكتاب بالقاهرة – عضوية عاملة رقم   1977 
الهاتف : 0020453320039 
النقال  : 0020161414124 
البريد الالكتروني : mahmoud_elkelleny@yahoo.com
الأعمال المنـــــــــــــــــــــشــورة : 
1- إنهم يذهبون                     قصص قصيرة              دار الشعب بالقاهرة –1982
2- الدجال والشيطان               روايـــــــــــــــة              مركزمعروف بالأسكندرية –1985
3- إخناتون والكهنة                مسرحيـــــــــــة             الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة-1995
4- محنة الإمام أحمد بن حنبل    مسرحيـــــــــــة             الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة 1989
5- مصرع الخراسانى              مسرحيـــــــــــة            الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 
6- بوظا فى مجلس الشعب        مسرحيـــــــــــة            الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 
7- غائب لا يعود                    مسرحيــــــــــــة            الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 
8- الفكر الإسلامى ومستجدات العصر                          المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة 2005    
9- عش حياتك سعيدا                                              مكتبة بستان المعرفة بكفر الدوار – 2005
10- النساء فقدن عروشهن                                      مكتبة العلم والإيمان بالمنصورة 2006
11- العمرية – فى رحاب عمر بن الخطاب                     مكتبة العلم والإيمان بدسوق 2007
12- أمير الصحافة العربية                                       مكتبة بستان المعرفة بكفر الدوار 
13- شخصية موسى النبى                                       مكتبة بستان المعرفة بكفر الدوار 2011
14 – الأسكندرية عناقيد العشق والغضب                     مكتبة بستان المعرفة بكفر الدوار 2011
15- بلد راكبها عفريت          مسرحية                       الهيئة العامة لقصور الثقافة 2011
16- الثورة في وجدان المصريين                               مكتبة بستان المعرفة    2012              


الجوائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز :
1- جائزة التأليف المسرحى من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية محنة الإمام أحمد 
2- جائزة التأليف المسرحى من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية إخناتون والكهنة 
3- جائزة التأليف المسرحى من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية مصرع الخراسانى 
4- جائزة الدراسات النقدية من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن دراسة بعنوان ( الذاتية والقيم الوجودية فى أدب إبراهيم عبد القادر المازنى )
5- جائزة الدراسات النقدية من المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن دراسة بعنوان ( قيم ومعايير فى أدب يوسف إدريس ) 
6- جائزة المقالة النقدية من المجلس الأعلى للثقافة عن دراسة على قصة ( الطريق ) لنجيب محفوظ 
7- جائزة من نادى أبها بالمملكة العربية السعودية عن مسرحية محنة الإمام أحمد بن حنبل 1417ه 
    8 - جائزة من نادى القصة بالقاهرة عن رواية بعنوان ( قوس قزح )





0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption