أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 28 مايو 2015

الممثل المسرحى إبراهيم الحارثي: الفنان المنتج لم تتضح معالمه في المسرح

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
الفنان المنتج لم تتضح معالمه في المسرح


    الفنان والكاتب المسرحي «إبراهيم الحارثي»، الذي ترعرع حول الجبال والورد الطائفي ومع الجمال المكاني ظهرت الموهبة المسرحية على مهل، فعمد الحارثي إلى تطوير أدواته وملكاته، عشق المسرح وكانت بداياته في الصفوف الدراسية، وفي ساحات البراري المفتوحة فتح الحارثي قلبه قبل حواسه، وتعلم من كل معلم فيها؛ ولم يتردد أن يكون مريداً لمن يملك المعرفة المسرحية، ولمن يخبئ بين جوانحه جواباً لسؤال محتمل هنا، أو حيرة ممكنة هناك. ومع ورشة العمل المسرحي بالطائف، ومع رفاق مبدعين ومسرحيين آخرين داخل هذه الورش المسرحية، حقق إبراهيم الحارثي نقلته النوعية على صعيد المسرحي، قدم أعمالاً مسرحية مهمة كممثل وكاتب نصوص وكأحد المتمسكين بأمله وبقدرته في النهوض بالمسرح حيث كان تألقه. وحول بداياته المسرحية، وتجربته تحدث إلى «مجلة اليمامة» فإليكم هذا الحوار:
, بدايةً حدثنا عن بداياتك، وما تأثير نشأتك في الطائف على موهبتك؟
بدايتي كانت تقليدية جداً، بدأت من المسرح المدرسي وانتقلت بعد فترة من الوقت إلى العمل مع ورشة العمل المسرحي بالطائف، هناك كان للمسرح شكله الذي جذبني بشدة، طريقة التعامل كذلك جعلتني أتمسك بكل تفاصيل الورشة، والطائف ساهمت بشكل كبير في تشكيلي.
, بوجهة نظرك في أي مرحلة الآن يتواجد المسرح السعودي؟
- نحن في السعودية نُعتبر الأكثر نضالاً على مستوى المسرح العربي، فناهيك عن شُح الدعم وحالة التقشف التي تمر بها جمعية الثقافة والفنون التي تعتبر الحاضن الرئيس للفعل المسرحي هنا، إلا أننا نقدم عروضا جيدة جدا، مسرحنا يقوم على جهود أفراد يكتبون فوق الثرى مطراً وقوافل، ويتلون في كبد الصحراء عطراً ونوافل، ويسبقون كل شيء من أجل المحافظة على كينونتهم الفنية من أجل حراك مسرحي حقيقي، وكل المؤشرات تدل على أن هناك حراكا نوعيا مكانه السعودية له مميزاته التي ساهمت في خلق نوع من التفرد في الحالة الفرجوية، وهذا ما تأتى للمسرح السعودي من خلال مشاركاته العربية والدولية، وسلسلة النجاحات التي حصدها وهو يتسلح بجهود أفراد يحملون الشمس في راحاتهم وعقود الياسمين..
, ما رؤيتك أو تقيمك لوضع المسرح أو الثقافة السعودية في الوقت الحالي؟
- أعتقد أن العملية تكاملية، فما ينطبق على المسرح ينطبق على الثقافة وما تطور العروض السعودية إلا نتيجة تراكم الفعل الثقافي الحقيقي بكافة عناصره.
, لماذا فقط تكون العروض تجارية مع الفنانين الخليجيين (العرض المسرحي الآخر للفنان الكويتي طارق العلي)؟
- هذا يعود للمنتج أو للجهة المستضيفة، ووزارة الثقافة والإعلام ليست مخولة لأن تستضيف عروضاً جماهيرية، بل هي مسؤولة عن إنتاج عرض مسرحي يستطيع عكس ما وصلنا إليه من تطور فني وثقافي.
, هناك تصور لدى الكثيرين على أن المبدع أو المثقف السعودي يكرم فقط من أجل اكتمال الصورة والوجود الشكلي دون الالتفاف بالمضمون، فما حقيقة هذا، وبوجهة نظرك ماذا يمثل المسرح السعودي والخليجي بالنسبة للمسرح العربي؟
- إن هذا التصور مغلوط فالمسرحي السعودي أصبح علامة فارقة في المسرح العربي بشكل عام، والجوائز الفنية ما هي إلا رافد للإبداع وحافز للنمو والتطور ولإكمال المسير.
من يتابع الحراك المسرحي السعودي يجد نفسه أمام تطور هائل حدث في فترة زمنية معقولة وعبر نقلات فريدة ومتعددة، فأصبحت العروض السعودية تحقق إشادة من لدن المتلقي العربي من خلال المشاركات في المحافل العربية والدولية، وأصبح الفنان المسرحي السعودي يخدم الحراك العربي بشكل كبير، وأصبحت نافذة المسرح السعودي لافتة لنظر المتابع، وذلك لأن المسرح السعودي متوهج كقرص الشمس. ما يميز المسرح السعودي أنه قادر على التطور والتطوير، وطريقة بنائه تتم بشكل جيد ومدروس، كما أن الفنان السعودي قادرٌ على تطويع العقبات وإعادة تدويرها مرة أخرى وبلورتها ضمن نسيج الفعل الفني الذي يقدمه من خلال الخشبة الساحرة لهذا هو الأكثر نضالا على وجه الأرض. أما عن دور المسرح السعودي، فبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، وصار التبادل الثقافي سهلا وأيقننا نحن بذلك كدول خليجية، والمسرح السعودي يسير وفق منظومة خليجية تكاملية تسير نحو تحقيق أهدافها، والفن الخليجي الآن يسجل حضورا مهما على مستوى كل عناصر العرض المسرحي ويعمل عليها بشكل مميز ولافت وأصبح العرض الخليجي يقدم بصورة مذهلة سواء من خلال العروض المحلية أو العربية أو الدولية.
, (الفنان المنتج) هل أثر ذلك سلباً أم إيجاباً في المستوى الدرامي بالمملكة؟
- لم تتضح معالم الفنان المنتج كثيراً هنا في المسرح، لكن في التلفزيون فالفنان المنتج أساء للمجتمع السعودي كثيراً.
, غياب النصوص، ما أثر ذلك في الحركة الفنية بالمملكة؟
- أعتقد أننا أمام وفرة في النصوص المسرحية وأظن أن المشكلة لا تكمن في النص بقدر ما تكمن في المخرج، فالمخرج المسرحي يحتاج إلى مقدرة في فهم الرؤية الخاصة بالكاتب وأن يمتلك أيضاً مهارة التحليل والتفكيك للنص المسرحي المكتوب وتحويله إلى لغة عرض حيّة يستخدم فيها عناصر مهمة لإنجاح عرضه، وهناك في عالمنا العربي العديد من الأسماء التي تمتلك هذه الخصائص التي تخلق حالة فرجوية مدهشة للمتلقي لتحقيق عناصر الاتصال الجمالي بين الخشبة والجمهور».
, توقعاتك للدراما الرمضانية هذا العام، خاصة بعد نجاح العام الماضي؟
- لن يحدث أي تغيير وستبقى مكانك سر.
, شكلت مع عدد من الفنانين والعشاق للمسرح أسرة مسرحية انطلقت من الطائف حتى حلقت بالعالمية، وتعانقت في مشارق الأمة ومغاربها. ماذا عن هذا النجاح، وما الذي تطمحون إليه؟
- يسرني أن افتخر بانتمائي لهذا الكيان المسرحي، لكنني أشعر بالأسف لعدم وجود معاهد لدراسة هذا الفن مقارنة بدول خليجية أخرى، والتي استفادت من النخب المسرحية التي رفرفت بفنها في المقدمة لوقت طويل.وورشة العمل المسرحي بالطائف التي يقدر عمرها بحوالى ربع قرن، كانت تغذي نفسها بنفسها، فكنا نقترب من بعضنا بعضاً رغم اختلافاتنا، ونحرص على تغذية عقولنا بالقراءات النوعية ومتابعة العروض المسرحية من خلال المشاركات الخارجية أو العروض المسرحية التي كان يعرضها التلفزيون المصري لدورات سابقة لمهرجان القاهرة التجريبي آنذاك، ليقين أعضاء الورشة بأن المسرح عملية تكاملية ولا بد فيه من أن نغذي حواسنا، ونحاول بطرق شتى أن تعم الفائدة المنتسبين لهذا الكيان، كما شاركت في العديد من المهرجانات العربية والدولية ولاقت استحسانا وترحيبا من الجميع وحصدت العديد من الجوائز أيضاً.
, ماذا تمثل لك وللثقافة السعودية جائزة الشارقة للإبداع العربي؟
- الحمد لله أولاً، والشكر له كثيراً وكبيراً، هذا المنجز رأيته بقلوب الأنقياء من حولي، الكل كان محتفياً بهذه الجائزة، كل المسرحيين السعوديين والعرب والفنانين والمثقفين شاركوني البهجة، هذه الجائزة وسّعت مدارات الكون بالنسبة لي وجعلتني أتيقن بأن هذا الحب الموجود بيننا هو الذي يصنع الحياة ويؤكد المقولة الخالدة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
- أن تحصل على جائزة من عاصمة المسرح العربي فهذا بلا شك إنجاز يضاف إليك ويدفعك للكثير من العطاء ويحملك مسؤولية أكبر، فهذه الجائزة تعتبر من أهم الجوائز الأدبية التي تتوجه لها أنظار الكتاب العرب،ولا سيما أن هذه الجائزة تحظى برعاية سامية من لدن سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، ناهيك عن تاريخها الطويل لخدمة الأدب والثقافة.
حوار: إيمان الكلاف - مجلة اليمامة 


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption