مهرجان تشيخوف المسرحي: عقد قران الفنون في عرس المسرح
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
أفضل عروض المسرح العالمي المعاصر، شاركت في "مهرجان تشيخوف" بموسكو الذي استمر لمدة شهين..
مسرحية "متلازمة أورفيوس" من أعمال فلاديمير ماياكوفسكي وكوكتو. تصوير: ماريو كورتو/www.chekhovfest.ru |
أنهى مهرجان المسرح العالمي الذي يحمل اسم المؤلف المسرحي والكاتب الروسي العظيم أنطون تشيخوف أعماله في العاصمة موسكو. كان مهرجان "تشيخوف" قد افتتح أعماله في التاسع عشر من مايو/أيار. وقد استمرت العروض قرابة الشهرين. وكما جرت العادة في هذا المهرجان، فقد قسّمت العروض إلى ثلاثة أقسام: المسرح العالمي، والمسرح الموسكوفي (مسرح "الذاكرة" ومسرح"بيوتر ناؤموفيتش فومينكو")، ومسرح الأقاليم الروسية. جرت العروض في عدة مدن روسية، وكذلك في مدينة ريغا، عاصمة لاتفيا.
روسيا ترفد الثقافة العالمية بأسماء وإبداعات
وكان فاليري شادرين، المدير العام للمهرجان قد عبّر قبيل الاختتام عن رضاه عن سير الأمور:" أعتقد أن المهرجان تكلل بالنجاح. فأولاً، قوبلت عروض المهرجان باهتمام كبير من المشاهدين الذين غصت بهم صالات العرض؛ وثانيا، قمنا في هذا العام بتوسيع حدود المهرجان، وأنجزنا برنامج الأقاليم، الذي على الرغم من صعوبته، كان مشرقاً ونابضاً بالحياة. ففي إطاره قُدِمَتْ عروض المهرجان المسرحية في سان بطرسبورغ، ويكاتيرينبورغ، ومدن أخرى مثل سمارة، وفورونيج وخانتي- مانسييسك".
وقد عُرِضَت في المهرجان أعمال جديدة للمخرج الكندي روبيرت ليباج (Robert Lepage)، ومصمم الرقص الإنكليزي ماثيو بورن (Matthew Bournе)، وحفيد تشارلي تشابلن، جيمس تيير(James Thierrée)، وابنته الصغرى فيكتوريا تيير- تشابلن (Victoria Thiérrée-Chaplin)، وماريا باغيس (Maria Jesus Pages)، المؤدية الفريدة من نوعها لرقص الفلامنكو، والتي كان عرضها المميز خاتمةً رائعة لهذا العيد المسرحي العالمي.
إضافة إلى ذلك، فقد قدمت في إطار المهرجان، ولأول مرة، مسرحية من البرتغال، من انتاج مسرح ساو جواو الوطني (Sao Joao National Theatre) بعنوان "الظلال"، للمخرج ريكاردو بايشا. وتعرّف الموسكوفيون بشغف كبير على الفن الفولكلوري الأصيل لمصممة الرقص الصينية (لين لي- تشين)، عبر فرقة الرقص المسرحية التايوانية (Legend Lin Dance Theatre). كما شاركت المخرجة البيلاروسية الشابة يكاترينا أفيركوفا، للمرة الأولى بمسرحية "المكتب" التي قدمها المسرح الوطني الأكاديمي (يانكا كوبالا)، وعرضت ضمن الفعاليات الخاصة بالمسرح العالمي.
ويجدر هنا ذكر مسرحيتين ساهم مهرجان "تشيخوف" في إعدادهما مع مسارح مختلفة. العمل المشترك الأول، هو مسرحية "متلازمة أورفيوس" من أعمال فلاديمير ماياكوفسكي وكوكتو، للمخرج فلاديمير بانكوف، وقد أنجز بالتعاون بين مهرجان تشيخوف ومسرح فيدي- لوزان (سويسرا)، واستوديو ساون دراما (Soun Drama Studio)، وبالاشتراك مع مدرسة رودرا بيجار (لوزانا). أما العمل المشترك الآخر، فتم مع مسرح "مدرسة الفنون الدرامية" ومختبر" كريموفا". وهو مسرحية كوميدية لشكسبير "حلم في ليلة صيف".ويخطط "مهرجان تشيخوف" لفتح مزيد من آفاق التعاون وتعزيز التكامل الإبداعي. في هذا الصدد، صرح فاليري شادرين، قائلا:" إنّ أحد أهم مشاريعنا في برنامج المهرجان القادم، سيكون العمل المشترك مع مهرجان إدينبورغ ، بعمل مسرحي مكرس للحرب العالمية الأولى للمخرج الروسي فلاديمير بانكوف. وسيتم العرض أولاً في إدنبورغ، ومن ثم في موسكو، في إطار مهرجان تشيخوف". وتجدر الإشارة إلى أن العروض المسرحية في برنامج المهرجان الحالي شملت مختلف المجالات الدرامية والموسيقية والراقصة. وقد أكد شادرين ذلك، قائلاً:" نحاول إظهار التنوع في عالم المسرح بشكل عام، ونضع البرامج بحيث تغطي العروض الدرامية والموسيقية والراقصة، ولا نركز فقط على العروض الدرامية. خاصة أن بلدان أمريكا اللاتينية، وآسيا، وأفريقيا، لا تُنتج فيها أعمال درامية بحتة، كما نفهمها نحن. فهناك، يستند العمل المسرحي إلى التقاليد الثقافية الوطنية في الرقص والموسيقى. اليوم، يجري تطور العالم المسرحي على حدود التماس بين مختلف الثقافات ومختلف الأنواع والأنماط الفنية. ولهذا، نحاول تقديم الصورة المسرحية للعالم بكل ما يتسم به المسرح من تنوع".
المصدر: وكالة أنباء ريا "نوفوستي"
0 التعليقات:
إرسال تعليق