أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 23 مارس 2016

الواقعية وتطبيقاتها في المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية

"الواقعية وتطبيقاتها في المسرح العراقي .. دراسة نقدية في ضوء المنهج النقدي الاجتماعي "كتاب صادر  عن دار عدنان للطباعة والنشر في بغداد، للدكتورة شذى طه سالم (، الكتاب يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط،
ارتبط مفهوم الواقعية بالتقدم العلمي والجمالي وما طرأ على الفنون بتعداد صنوفها وحالاتها من تطور لسيما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، اذ تعد المدة من 1870 – 1910 المدة التي تألفت فيها الواقعية بأشكالها المتعددة بعد ان زاحت الرومانسية نصا وتجسيدا ضمن مسارات التقدم الفكري الذي لحق بالحياة العامة وأصبح متزامنا مع حركة المجتمع والحياة .
لقد خطت الواقعية العراقية خطواتها التالية في نقد المجتمع بما
يحويه من عناصر سلبية وايجابية فصارت الواقعية الانتقادية سمة مدة الخمسينات والستينات لتصبح احدى أهم الوسائل المستخدمة في ايقاض الوعي الجماهيري الذي تمثل من خلال اعمال يوسف العاني وخاصة مسرحية " انا امك يا شاكر " التي تحوي انتقادا لبعض الممارسات الاجتماعية من ناحية وبين الاجواء السياسية المتوترة من ناحية أخرى ، ولعل أكثر الاتجاهات التي أفادت منها الواقعية في العراق ، هي الرمزية التي وُضِّفت في الاعمال المسرحية العراقية التي ظهر فيها الثأر الغربي واضحا على نحو كبير ، لكنه لم يؤثر في البنية الاساس للواقعية العراقية .
لقد ساعدت الظروف الفكرية والسياسية على نمو هذه التعددية في مجال الاعمال المسرحية العراقية المحافظة على الطابع الواقعي فيها ، لذا فأن تعدد استخدام هذه الرموز كان  يمثل نبذ الدعاوى الى المباشرة في صياغة الفكرة والمسرحية فكان استبدالها بالرمز في تصوير الاسلوب الذي تتبعه بعض القوى الحاكمة في السلطة فهي تنحو منحى المسرحية السياسية .
ان التوظيف الرمزي الذي استخدم في المسرحية العراقية هو تعبير عن دلالة تتحول الى شيء مادي يعكس في حدود معينة واقعا معينا من وجهة نظر معينة ، ولهذا كانت تتم هذه المعالجات السياسية والاجتماعية التي تختفي وراء رموز ، وسيلة للهرب من جور السلطات طوال هذه المرحلة .
وخلاصة القول فأن هذا الكتاب اختص بتحديد مفهوم الواقعية منهجا نظريا وكيف عالجه المسرحيون ضمن مسارات التأليف المسرحي لتعداد حالاته ، لذا فهو يكشف عن وجهة نظر جديدة بين النظرية وتطبيقاتها عبر تأريخ الادب العربي والعالمي .

 وأحتوى على ثمانية فصول ، ومقدمة عن الواقعية، واردفته الكاتبة بمقدمة بعد الفصل السادس عن التراجيديا والكوميديا في المسرح عموما ً،  والكتاب الرسالة التي نالت شهادة الدكتوراه، أهمية الكتاب يكمن في أن الكاتبة فنانة معروفة وقديرة، لها تجربتها التي أستقتها مما قدمته في العديد من الاعمال على المسرح والتلفزة والسينما ، التي شكلت جزءا ً مهما ً من أرث المسرح والسينما والدراما المتلفزة العراقية والعربية، والجانب الثاني أن موضوع الواقعية كمنهج لم يناقش بصورة مدروسة وموسعة تطبيقيا ً عن المسرح العراقي، إضافة إلى أنها أستندت في بحثها على ضوء المنهج النقدي الاجتماعي، وهي النقطة المهمة في بناء النص المسرحي العراقي والمسرحية العراقية عموما ً، أغلب النصوص العراقية ظهرت على ضوء الاحداث السياسية التي كانت تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومع مستجدات الشارع العراقي في حراكه السياسي، إثناء الاحداث التي مرت على العراق خلال قرن من الزمن، وهي إحداث جسدت القوى التي تناضل من أجل التغيير وبناء الإنسان.وعلى ضوء ذلك ترى الكاتبة، مفهوم الواقعية  كما جاء في المقدمة إنه، ”  أكثر ما يعنى بنقد للحياة العامة وكشف الشرور والاثام وصولا ً إلى الحقيقة الجوهرية للإنســـان وعلاقاته بالمجـــــتمع ” . وفي فصلها الاول تعرف مفهوم الواقعية، بانساقه المتعددة، أدبيا ً وفلسفيا ً، ( الواقعية النقدية، الواقعية المستديمة، الواقعية الناشطة، الواقعية الخارجية، الواقعية الجموح، الواقعية الشكلية، الواقعية المثالية، دون الواقعية، الواقعية الساخرة، الواقعية المقاتلة، الواقعية الساذجة، الواقعية القومية، الواقعية الطبيعية، الواقعية الموضوعية، الواقعية المتفائلة،الواقعية المتشائمة، الواقعية الشكلية، الواقعية الشعرية، الواقعية النفسية، الواقعية اليومية، الواقعية الرومانسية، الواقعية الهجائية، الواقعية الاشتراكية، الواقعية الذاتية، الواقعية فوق الذاتية، الواقعية الرؤوية )، وترى إن الواقعية النقدية والواقعية الاشتراكية، اهم نسقين في مسيرة الواقعية في مسيرتها التاريخية، لانهما يعبران عن مشكلات الواقع، وإنعكاس هذا الواقع على حياة الإنسان ومستقبله. وفي الفصل الثاني: تاتي على، ( العوامل التي مهدت لظهور الواقعية )، وتستعرض اراء الفلاسفة منذ عهد افلاطون وارسطو، لتصل إلى نتيجة، ” أن الإنسان أصبح بحق أبنا ً للطبيعة ولصيقا ً بوجود واقعيته داخلها وكل فعله وادائه ارتبط بمعطيات ذلك الواقع سواء أكان طقسا ً أم ممارسة لسلوك يومي يتطور بفعل الاعادة والظرف. ” ص63. وفي الفصل الثالث، (الاسطورة والواقع )، تستعرض تاريخ ومفهوم الاسطورة، وترى الاسطورة “بمثابة الواقع اليومي لحياة الفرد الذي هو جزء من المجتمع.” ص67 وهي فعل مشاركة جمعية للتعبير عن الحياة الجمعية. وفي الفصل الرابع ( التطورات الفكرية والفلسفية والجمالية في بلورة مفهوم الواقعية ) ترى من خلال استعراضها التاريخي للتطورات الفكرية في مفهوم الواقعية على ضوء آراء الكتاب والفلاسفة ، إن ” الفن هو أنعكاس للواقع من وجهة نظر المادية حتى لو تجلى في هذا الواقع العناصر السلبية والايجابية الجميلة والقبيجة. فهذه العناصر انما هي نتاج وعي وتطور المجتمع.”ص108، بينما تتناول ( واقعية الأدب ) في الفصل الخامس، مستعرضة أهم الرموز الادبية العالمية والعربية والعرافية التي كتبت في المنهج الواقعي، ولماذا أتخذت من الواقعية منهجا لكتاباتها، وفي رأيها لانها أرادة مشاركة أبناء وطنها في واقعهم، وأن تعبر عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، للطبقات المسحوقة في مواجهة الظلم والاستعمار، ” لان الروح الانسانية كانت وستظل السمة اللازمة لادب الواقعية التي برزت معه وصارت منطلفا ً فكريا ً منهجيا يدافع عنه الادباء في كتاباتهم” ص138. في الفصل السادس، تضع مقدمة لشرح العناوين التي تناولها الفصل ( التراجيديا الاغريقية والتراجيديا الرومانية، العصور الوسطى / الكنسي الكوميديا، المسرحية الحديثة .) لتنتقل في الفصل السابع، الى الناحية العملية في بناء المسرحية الواقعية، (مفهوم البناء الدرامي في المسرحية الواقعية – الحبكة . الشخصية. اللغة)، لتتحول في الفصل الثامن ( نماذج تحليل العينات ) ، إلى دراسة العينات التي تؤكد وجهة نظر البحث بان، ” التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية قد أدت دورا ً أساسيا ً في تطور الحركة المسرحية العراقية ” ص 283، من خلال دراسة ( الواقعية في المسرح العراقي ) بتناول العديد من المسرحيات التي قدمت على المسرح العراقي منذ بداياته الى تاريخ كتابة البحث، بالتحليل والدراسة المكثفة لهذه المسرحيات وكيفية معالجتها للصراع قي داخل البنية الاجتماعية، من حيث كونه صراع ضد ظلم الانسان لاخوه الانسان او ما يحدث من احتلالات وسلب لارادته وحريته ووجوده ككائن له حق العيش الكريم. وتنهي كتابها بفهرس للاعلام الذين ورد ذكرهـــــم في المباحث ، وكذلك مصادر الكتاب.


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption