فى كتاب "المسرح السياسى المعاصر فى مصر"..كيف نواجه الإرهاب بالمسرح؟
مجلة الفنون المسرحية
للمسرح السياسى أهمية خاصة فى التعبير عن الثورة المكبوتة وعن الرغبة فى التغيير، فهو يسأل الأسئلة التى يجب أن يسألها المجتمع فى لحظات القهر والقمع السياسى، وكذلك ينظم ويوضح لعواطف الثائرة، وزاد هذا المر بعد بعد ثورة 25 يناير 2011، والمسرح السياسى يلجا إلى الرمز أحيانا، والتصريح أحيانا أخرى،ـ وذلك للآلام التى يعانى منها المجتمع المصرى، هذا ما يراه كتاب "المسرح السياسى المعاصر فى مصر" للكاتب الدكتور جودة عبد النبى جودة، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب.
ويقوم الكتاب على تحليل المضمون المسرحى للمسرح السياسى المعاصر دون إغفال الشكل الأدبى الذى يحتوى قصد المبدع وغايته، ويؤكد أن الإبداع الصادق لا ينعزل عن السياق، مثلما يحتضن الشكل الأدبى مضمونه.
ويتناول الكتاب فصلا كاملا عن "الإرهاب"، ويتناول قضيتين رئيستين هما "الإرهاب باسم الدين، وكيفية مواجهة الإرهاب بالفكر المستنير"، ويشير إلى أن الإرهاب نوع من العمل العنيف الذى يقصد به إحداث تأثير عام موجه عادة ضد أفراد أو مؤسسات الدولة، ويمكن أن يوجه الإرهاب ضد شرائح عشوائية من السكان، وهو يهدف فى الأغلب الأعم ليس إلى إيذاء ضحاياه الرئيسين فحسب، بل كان كل أولئك الذين يناصرونهم، فعندما يكون هدف الإرهاب هو رجال السلطة، فإنه يعمل على تهديد بناء السلطة بأكمله.
ويؤكد الكتاب أن هناك العديد من الأعمال المسرحية التى عرضت العديد من المشاكل وناقشتها ففى قضية "الإرهاب باسم الدين" تم عمل مسرحية "الجنزير" التى توضح أن الإرهاب بتصورات مشوهة وفاسدة عن العقائد الدينية هو خطر الذى يهدد أسس الحياة الاجتماعية صانعة الحضارة، فالمسرحية توضح صورة "الإرهاب المضلل" بواسطة تصوره المشوه للدين، فيقوم بعملية إرهابية من أجل إرضاء أمير الجماعة الذى وعدة بالانضمام إليهم إذا نجح فى مهمته الإرهابية.
ويقول الكتاب أن مسرحية "الجنزير" تكشف عن تأصيل السماحة وصفة الوداعة فى الشخصية المصرية المنبسطة بفعل التربية القديمة فى مقابل صفة"التزمت والجلافة" كما أن الإرهابى دائما مذعور من لا شىء دائما "ناشز" وغير قابل للذوبان فى المجتمع، ويظهر الذعر.
ويرى الكتاب أن مسرحية "الجنزير" تثبت أن الإرهاب السياسى تحركه قضية ولكن الإرهاب الفوضوى التدينى ليست له قضية إنما هو نوع من البرمجة الآلية حيث لا يفعل عضو التنظيم الإرهابى شيئا أزيد أو اقل من تنفيذ الأمر المطلوب منه، فهو آله بشرية موجهة.
أما عن قضية مواجهة الإرهاب قام الكاتب بتقديم مسرحية "رصاصة فى العقل " للكاتب فرج فودة، نموذجا، ويؤكد أن الكتاب فرج فودة واجه الجماعات الإرهابية بعلمه وعقله المستنير، فما كان منهم إلى أن حاصروه بالتهم "كافر، شيوعى علمانى مرتد"، بل هددوه بالقتل فى أكثر من رسالة لكنه لم يعبأ بكل ذلك فوقف يدافع عن مصر ومستقبلها، يدافع عن فنها وحضارتها يدافع عن أولادها، بسلاح العقل والاستنارة، ولما عجز الإرهابيون عن مناظرته فى معرض الكتاب اغتالوه فى وسط شوارع القاهرة.
كما يؤكد الكتاب أن المسرح يقوم بدور مهم للغاية داخل الحياة السياسية فكثير ما يناقش قضايا الصراع العربى / الإسرائيلى فى جميع صورة، وقد حاول كتاب المسرح السياسى المعاصر تقديم هذه الأزمات، كما احتل المسرح القضية الفلسطينية وقد اختلف كتاب المسرح فى طريقة تناولها وإيجاد حل لمشكلة الصراع داخل المنطقةن كذلك عالج المسرح السياسى المعصر حرية المواطن المفقودة بسبب القهر والقمع، وفى نهاية الكتاب يريد الكتاب ان يبرز دور المسرح داخل المجتمع لما له من أهمية يستطيع من خلالها إصلاح المجتمعات
0 التعليقات:
إرسال تعليق