سيد درويش حياً على مسرح المدينة
مجلة الفنون المسرحية
إنه أهم عرض مسرحي شاهدناه على خشبة مسرح المدينة، من بين العروض الإحتفالية بمناسبة مرور 20 عاماً على إنطلاقته."عين الشيطان" مسرحية غنائية يتوزع الفضل في أهميتها الفنان هشام جابر، والمغنية المصرية مريم صالح التي أذهلت الحضور بصوتها وأدائها لباقة من أصعب أغاني ريبرتوار العبقري سيد درويش، أو سيد الموسيقى العربية الصافية والحديثة.
يصعب توصيف الحال التي عشناها مع المسرحية بأقل من كلمة: روعة، الفنان جابر أعاد توزيع موسيقى سيد الموسيقى وإستعان بتخت موسيقي شرقي متميز بحس راق وتفاعل يتنامى مع كل نغمة، وجملة موسيقية. العازفون(مارك أرنست- بيانو، بشار فران- كونترباص، عماد حشيشو- عود، سهيل الزيتوني- ناي، وأحمد الخطيب- إيقاع) كانوا جزءاً رئيسياً من اللعبة الماهرة على المسرح، أما الدرّة النادرة والمذهلة فهي المطربة مريم صالح التي أعادتنا إلى الغناء الأول بأسلوب أولي، مرن، متوازن، فيه عتق الأيام وفطرة ذلك الزمن وعبقه.
سيد(عاش31 عاماً) وفيما ظلمته الأيام فإن ما عوّضته إياه ثورة الضباط الأحرار عام 52 كان في محله، وتضيء المسرحية على جانب مجهول أو تم ستره من حياته، ويتعلق بتعاطيه المخدرات، وتمضية معظم أوقاته في النوادي الليلية، لكن هذه الصورة عاشها معظم المطربين في النوادي أمثال: فريد الأطرش، عبد الوهاب، وغيرهما ممن عاشوا ردحاً من حياتهم في نادي بديعة مصابني والأختين رشدي، وفاطمة رشدي،ولم يختبىء خلف خيال إصبعه، بل هو جهر بذلك في أغنيات معروفة له: لحن الحشاشين، الكوكايين، أوعا يمينك.
هذه الأغنيات مضافاً إليها أخرى في سياق الأغاني الشعبية التي يتم تداولها في مناسبات ضيقة، تؤكد ما أنجزه هذا الفنان الذي رحل باكراً جداً، مثل: إيه العبارة، سالمة يا سلامة، بصارة وبراجة، لحن الشيالين، علشان ما نعلا ونعلا، حرّج علي بابا، لحن الشيطان، أنا مت في حبي، القلل قناوي، ولحن المؤامرة، وقد رافقتها لوحات بصرية معبّرة ولافتة جداً صممتها نادين توما.وفزنا نحن بعرض يستأهل أن يستمر ويبقى لكي يمتع أكبر عدد من الذواقة.
------------------------------------------
المصدر: محمد حجازي - الميادين نت
0 التعليقات:
إرسال تعليق