فى الندوة العلمية « شكسبير بلا حدود » : قراءات جزائرية فى مسرح شكسبير
مجلة الفنون المسرحية
فى الندوة العلمية « شكسبير بلا حدود » : قراءات جزائرية فى مسرح شكسبير
تواصلت بعد ظهر الثلاثاء بتونس العاصمة أعمال الندوة العلمية التي تنتظم فى إطار الدورة الثامنة عشرة لأيام قرطاج المسرحية (18-26 نوفمبر 2016) تحت عنوان « شكسبير بلا حدود » ، حيث تضمن برنامج الجلسة المسائية مجموعة من المداخلات تناولت تأثر عدد من التجارب المسرحية العربية بكتابات وليام شكسبير.
وفى هذا الإطار قدمت الناقدة المسرحية الجزائرية جميلة مصطفى الزقاي مداخلة بعنوان « شكسبير فى المسرح الجزائري خفوت وتوهج » أشارت فيها الى أن كتابات شكسبير لم تجد حظها فى المسرح الجزائري إلا مع الأجيال المعاصرة من المسرحيين الشبان خريجي المعاهد والمدارس الأكاديمية موضحة أن العديد من هؤلاء المسرحيين اقتبسوا من كتابات شكسبير أساسا المنقولة إلى اللغة الفرنسية و »مسرحوها باللهجة الجزائرية وخاصة العاصمية، وقدموا عديد الأعمال برؤى ركحية رائعة على غرار مسرحيات « عودة عطيل » و »هاملت » والمرأة المتمردة » و »عطيل ».
وأوضحت أن المسرحيين الجزائريين المعاصرين نجحوا، بتكوينهم الأكاديمي ورؤاهم الفنية المغايرة، في إخراج المسرح الشكسبيري من سياقه الكلاسيكي إلى سياق درامي فيه الكثير من الإسقاط على الواقع المعيش وهو ما سهل رواجه صلب المولعين بالفن الرابع فى الجزائر.
وبينت ان المسرحيين من الرعيل الاول اهتموا أكثر بمسرح موليار أولا لأنه مسرح فرنكفوني على عكس مسرح شكسبير (كتب بالانقليزية) وقدموا عشرات المسرحيات على امتداد عقود عديدة كادت أن تأسر المسرح الجزائري فى خانة محددة غير متفتحة على الكتابات المعاصرة.
وفى مداخلة ثانية بعنوان « شكسبير والمسرح العربي، من الملك لير الى الحريق لقاسم محمد » اوضح حسن التليلاني أن المسرح العربي كما المسرح العالمي قد تأثر إلى حد كبير بكتابات شكسبير التى شغلت العالم الى وقت قريب جدا مقدما بالمناسبة قراءة مقارنة لمسرحية « الملك لير » التى أخرجها سمير سيد ومسرحية « الحريق » لقاسم محمد، والمسرحيتان تتناولان برؤية فنية وركحية مغايرة نفس النص الشكسبيري الذي تدور أحداثه حول شخصية الملك لير الذي سقط فى عاقبة سوء التصرف وضعف الحيلة مع بناته الثلاثة.
واشار االتليلاني الى أن المخرج قاسم محمد تنبأ فى رؤيته المسرحية لعمله « الحريق » الذي أنتجه سنة 2013 بما سيؤول إليه حال العديد من دول الربيع العربي نتيجة سوء الحكمة والتصرف وأن شخصية « الملك لير » هي فى الحقيقة ترمز الى الحكام العرب الذين لا يحسنون إدارة الأمور من حولهم ومع شعوبهم على حد قوله.
-----------------------------------------------
المصدر : وات
0 التعليقات:
إرسال تعليق