نادرة عساف.. لغات الجسد
مجلة الفنون المسرحية
--------------------------------------------
المصدر : فاتن حموي - السفير
تحتفل فرقة «السراب» للرقص بعيدها الخامس والعشرين عبر عرض راقص بعنوان This.Is.How? It.Happened! على خشبة «مسرح المدينة» أيام الخميس والجمعة والسبت في 10 و11 و12 الحالي، الثامنة والنصف مساء. يشارك في العرض عشرة مصمّمي رقص وثلاثة عشر راقصًا. المصمّمون هم: نادرة عسّاف، جيمي بشارة، جوزيدا مهنا، كريستل فرح، أورنيلا صليبا، غيمار مرعي، سارة فاضل، أوجيني صفير، ليتيسيا حكيم، وBeau Hancock.
التزمت الفرقة منذ تأسيسها في العام 1991 بفلسفة رئيسة هي «الجميع يستطيع الرقص»، وتقول مدربّة الفرقة مصمّمة الرقص الدكتورة نادرة عسّاف إنّ ما تشعر به بعد مرور خمسة وعشرين عامًا على تأسيسها الفرقة، «عندما أنظر إلى أحد الراقصين الذي بدأت بتدريبه وهو في الثالثة من العمر وأصبح في الثامنة والعشرين من العمر وما زال مستمرًا في الفرقة، وآخرون هم في الفرقة منذ 24 سنة أو 23 أو أقلّ ممن علّمتهم هم معي على المستوى عينه. ربّيت أجيالاً ولم أفكّر أنّني سأقف على خشبة المسرح معهم، لكنّني وقفت على مدى الخمس والعشرين سنة الماضية. قد أتراجع وهم يتقدّمون. لقد شكّل جميع تلامذتي حافزًا لي على الاستمرارية». تتساءل عن أفكارها حول الرقص وتجيب: «منذ بداياتي وحتى اليوم لم أحد قيد أنملة عن أفكاري حول الرقص. هناك حقائق حول الجسد. أنا اليوم في الخامسة والثلاثين من عمري. الجسد يتغيّر، وقد قبلت الفكرة. البعض يعتقد أنّني كما أنا، لكنّني لا أرى جسدي كما كان منذ ست سنوات. أعرف حقائق جسدي المختلفة عن الأمس وأنا وفيّة لهذه الحقيقة».
صفات
تضيف عسّاف (الأستاذة الجامعية اللبنانية الأميركية في بيروت): «تربّيت في أجواء التعليم الأكاديمي، وأنتمي إلى مجموعة ذات أفكار غير تقليدية حول الرقص. لا أعتبر الجسد قابلاً إمّا لرقص الباليه أو الدبكة أو الرقص المعاصر أو رقص الصالونات، بل أعتبر أنّ الجسد يتحرّك بلغات عدّة، إذ يمكن تحفيز لغة الجسد بحسب التدريب والتفاعل. من هنا أيقظت أجسادًا تحكي أكثر من لغة راقصة، وميزة تلامذتي أنّهم لا يجدون صعوبة في الرقص أيًّا كان نوعه. وكوني أستاذة جامعية، أعتبر أنّ إحدى أهم الصفات الملاصقة لعملي هو إجراء الأبحاث وتقديم طروحات جديدة حول الرقص وتأسيس كتب والبحث عن أفكار جديدة واختبارها. أشعر بالأسف أحيانًا أنّ ما أقوم به مقدّر إلى أقصى درجة خارج لبنان أكثر مما هو في لبنان. ومع هذا ما زلت مستمرة في شغفي وبحثي وعملي».
التفاعل
وحول عرض الاحتفالية تقول عسّاف «تعتمد الكوريغرافيا بمفهومها الكلاسيكي على التدريب على خطوات معيّنة لأداء رقصة ما، وعليه يتم اختيار أجساد للتعبير عن الفكرة. حاولت العمل بطريقة مختلفة. بدأ التحضير لهذا العرض منذ ثلاثة عشر شهرًا. كل مصمّم رقص يصل إلى مكان التدريب، يلتقط الأجساد الموجودة للرقص، ويخبر قصة من خلال أجسادهم. لم يختر المصمّمون أنفسهم للرقص، بل كلّ مصمّم اختار الراقصين بنفسه. من هنا أشارك في الرقص إلى جانب اثني عشر راقصًا. ومع أنّ المصمّمين كثر إلا أنّ العرض الراقص هو واحد وليس عبارة عن مجموعة رقصات. بالإضافة إلى التفاعل مع الموسيقى الحيّة من تأليف وتوزيع ابني مجد العلم الذي سيكون على خشبة المسرح مع كيبورد وآلات إلكترونية، إلى جانب شريكه هاروت تاستوريان على آلات إيقاعية».
العرض الراقص الاحتفالي هو عرض متعدّد التخصّصات، يأخذ المشاهدين في رحلة من الزمن، تبدأ مع النزول على سلالم مسرح المدينة حيث سيكون روّاد المسرح على موعد مع معرض تصويري ومجموعة منحوتات ورسوم وغرافيكس تحكي عن الجراح التي تتركها الحياة على الجسد، وقبل أن يجلس الوافدون إلى المسرح على مقاعدهم، «شيء ما سيحدث»، تفضّل عسّاف ترك المفاجأة لليلة العرض، الذي يستمر على مدى ساعة وعشر دقائق، منها اثنتان وستون دقيقة من الرقص المتواصل المفعم بالإحساس.
المصدر : فاتن حموي - السفير
0 التعليقات:
إرسال تعليق