«خوسة إتشغاراي».. المسرحي الذي فاز بنصف جائزة نوبل
مجلة الفنون المسرحية
«خوسة إتشغاراي».. المسرحي الذي فاز بنصف جائزة نوبل
«خوسة إتشغاراي».. المسرحي الذي فاز بنصف جائزة نوبل
في عام 1904 منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل مناصفة للكاتبين «خوسة إتشغاراي» و«فدريكو ميسترال»، وقالت في حيثيات المنح: «بعد سطوع المسرح اليوناني كان أن تطور بين الإنجليز والإسبان فن مسرحي قومي، ولكي نفهم المسرح الإسباني الحديث لا بد لنا أن نفهم الظروف التي هيأت له في الأزمنة الماضية، فالمسرح الإسباني يقدم لنا منذ زمن طويل تناقضات قوية، من جهة هناك ازدهار الخيال، ومن جهة أخرى الرؤيا الخاصة الذكية جدا، والعادية أحيانا، هناك من جهة الألوان البراقة، ومن جهة أخرى الميل إلى التناقضات البلاغية، يجتمع التفخيم الهائل مع الحبكة المتشابكة، ضربات تأثير لامعة، حماسة شعرية غنائية عظيمة».
ويقول التقرير: «إن عدم الانسجام حاد والصراعات تكاد تكون دائما ذات حلول مأساوية، الجدل صارم، ومع ذلك فالحياة الداخلية غنية جداً ووصايا الشرف الصارمة المطبقة دون رحمة لا تنفي نضارة دفق الخيال الجامح والفوري، لقد استطاع هذا المسرح أن يصهر المصطنع بالأصالة الفذة، وكان كاتبا وريثا واستمرارا لتلك التقاليد الجيدة والمميزة».
وفي رأي النقاد فإن مسرح إتشغاراي يتحرك بين مقولتين: الدراما اللازمنية والدراما المعاصرة، والدراما اللازمنية ملأى بالرؤى، وتكاد تكون دائما شعرا، إن إتشغاراي بحر بلا ضفاف، إنه يستمر في ذاكرة الغالبية كمؤلف لمسوخ ميلودرامية مملوءة بالحشو، لكن على الرغم من أنه لم يتخل كليا عن سعيه وراء التأثيرية حتى حين كتب مسرحيات مهمة جدا ومنها: «جنون أو قداسة»، ولا حتى حين كتب نوعاً من مسرح المدينة المتعلق بالطبقات الاجتماعية العليا، ولا حتى حين حاول الاقتراب من الطبيعية، في جميع هذه الأنواع نبحث في مسرحه عن إشارات إلى عالم اجتماعي معاش من المشاهدين، أجواء معاصرة، إشكالية أخلاقية حالية، أو يمكن جعلها حالية، محاولات نقد بعض المظالم وتدريبات على تبني تقنيات جديدة.
وكما يقول رفعت عطفة في تقديمه لترجمة «جنون أو قداسة» فإن مسرح إتشغاراي لا يعرف المصالحة عادة، فهو مسرح مواجهة بين قطبين، الحقيقة من جهة، والرأي من جهة أخرى، كما هي الحال في «جنون أو قداسة» و«اللطخة التي تنظف» وبين الحب والشرف، الحرية والاستبداد، كما في مسرحية «الموت على الشفاه»، واللافت للنظر أن الحقيقة وهي عادة ما تكون شخصية، لا تفسر في رأي الآخر إلا على أساس الجنون، وعملياً المنتصر في النهاية هو الرأي، والمنهزم هو الحقيقة، لأنها جنون بالنسبة إليه.
---------------------------------------------------------------
المصدر : الخليج
0 التعليقات:
إرسال تعليق