هيا صالح: أدب مسرح الطفل شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة
مجلة الفنون المسرحية
هيا صالح: أدب مسرح الطفل شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة
هيا صالح: أدب مسرح الطفل شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة
الدستور - عمر أبو الهيجاء
على الرغم من أن أدب مسرح الطفل في العالم العربي قد شهد «تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وتم رفده بنصوص تناقش قضايا أنتجها العصر وتتفاعل مع مستجدات الراهن، غير أن دربا طويلا لم يزل أمام هذا الأدب، ليلبي احتياجات الطفل العربي ويواكبها، ذلك ما ذهبت إليه الأديبة هيا صالح، التي تؤكد أن «وزارة التقافة تبدي اهتماماً متزايداً بالطفولة في السنوات الأخيرة».
«الدستور» التقت الأديبة هيا صالح، وحاورتها حول مسرحيتها «عالم مايكرو»، التي شاركت منذ أيام في مهرجان مسرح الطفل الأردني، والتي قام بإخراجها الفنان وصفي الطويل، وحول قضايا أخرى متعلقة بأدب الطفل، فكان الحوار الآتي..
] كيف تنظرين إلى أدب مسرح الطفل، وهل استطاع مسرح الطفل العربي أن يلبي طموحات واحتياجات الأطفال؟
- شهد أدب مسرح الطفل في العالم العربي تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وتم رفده بنصوص تناقش قضايا أنتجها العصر وتتفاعل مع مستجدات الراهن، بعد أن كانت العروض المسرحية فيما مضى ترتكز غالباً على نصوص عالمية يتم تعريبها أحياناً من دون «تبيئة» لها.. وقد رافق هذه النهضة تقديم أعمال لافتة على الخشبة بفعل الرؤى الإخراجية التي تبني على ما هو موجود وتراكم لتحقيق قفزات نوعية. لكن ما زال أمام مسرح الطفل العربي درب طويل ليلبي احتياجات الطفل العربي ويواكبها.
] كيف تنظرين إلى المسافة بين النص المكتوب والعرض المسرحي البصري؟
- يستثمر الكاتب جميع العناصر اللغوية من أجل إيصال رؤيته وبلورة فكرته في مكان وزمان محددين. ومؤلف النص المسرحي بعامة، والموجه للطفل على نحو خاص، تسكنه هواجس ثلاثة تتمثل في: الهاجس الفكري، والهاجس اللغوي، والهاجس الجمالي.. وكلما تمكن من التعبير عن هذه الهواجس استطاع صياغة نص مسرحي للعرض.
وبالطبع لن يحقق النص ما يرومه من تواصل مع الجمهور إلا في حضور رؤية إخراجية تتمكن من تحويله إلى حياة تتدفق على خشبة المسرح. فالمخرج هو الذي يطوّع النص بما يراه ملائماً للعرض، وهو الذي يقود فريق العمل من مصممي الإضاءة والديكور والأزياء والفنيين والممثلين. بمعنى أن النص القوي يحتاج إلى رؤية إخراجية قوية تتحقق رسائله ومقولاته الفكرية.
ومن الأهمية بمكان أن يتم التواصل بين الكاتب والمخرج في إطار ما يسمى الورشة، لتحقيق مضامين النص وطروحاته.
] كيف تنظرين إلى دور وزارة الثقافة في دعم مهرجانات مسرح الطفل وغيرها من المهرجانات؟
- من المعلوم أن وزارة التقافة تبدي اهتماماً متزايداً بالطفولة في السنوات الأخيرة وهذا لا يقتصر على مهرجانات مسرح الطفل والإبداع الطفولي، وإنما يتعداه ليشمل برامج مركز تدريب الفنون والمسابقات الموجهة للأطفال في الحقول الأدبية والفنية المختلفة. والاهم ان الوزارة تحرص على إدامة هذا الفعل التنويري رغم ما تواجهه من شح في الموازنة وقلة في الإمكانيات المادية، وذلك انطلاقا من استراتيجيتها التي تأخذ في الحسبان رعاية الطفولة ومخاطبتها وإطلاق الطاقات الكامنة فيها.
] حدثينا عن مشاركتك في مهرجان مسرح الطفل الثالث عشر، وماذا تعني لك هذه المشاركة؟
- هذه ليست مشاركتي الأولى، فقد شاركت العام الماضي بمهرجان الإبداع الطفولي الذي نظمته وزارة الثقافة، من خلال مسرحية «في يدي نجمة»، التي كتبتُ نصها وأخرجها وصفي الطويل ونالت جائزة أفضل عرض متكامل. بالطبع، المشاركة في المهرجان تتيح لي فرصة لأكون على تماسّ مباشر مع جمهور الأطفال، والذي أتوجه له منذ أكثر من عقد ونصف العقد بالكتابة في المجالات التي تخصّه، وهذا يشمل القصص، والحكايات والروايات، والنصوص التفاعلية، والمسرحيات.. لإيماني بأنه هو الجمهور الذي يعوَّل عليه ليكون عنصراً فاعلاً في تنمية المجتمعات في المستقبل.
] ما الجديد الذي تقدمينه في مسرحيتكِ «عالم مايكرو»، على الصعد التربوية والثقافية والإرشادية؟
- هناك قاعدة تربوية تُقرّ بأن الأطفال يتعلّمون بشكل أفضل حينما يكونون مستمتعين، وبناء على ذلك فقد غذّيت النص المسرحي بمجموعة من القيم التربوية وحرصت على تقديمها في إطار يراعي الخصائص الأساسية لمسرح الطفل من مثل وضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية، وسهولة الحبكة وطرافتها وتشويقها، والقيم الإيجابية التي تنتصر في النهاية لتحقق السعادة والخير، كل ذلك في جو يتسم بروح الفكاهة وبمنأى عن الإسفاف والوعظية.
هذه المسرحية تدعو إلى حماية الأطفال من مخاطر الانغماس في عالم التكنولوجيا الذي أصبح عدواً للتواصل الإنساني وللتفاعل بين البشر. وقد أردتُ منها التأكيد أن الطفل الذي يتلقى الإبهار البصري بكل أشكاله من خلال جهازه «الذكي»، لا يمانع في ترك هذا الجهاز جانباً ليتابع ما يقدَّم على خشبة المسرح مثلاً، بمعنى أن حكمنا على جيل اليوم بأنه مرتبط بحبل سري لا فكاك منه مع وسائل التكنولوجيا والأجهزة الرقمية، بما يمكن وصفه بـ»الإدمان»، هو حكم جائر ومسبق، وأن الطفل بإمكانه أن يشيح عنها إن وجد بديلاً مناسباً ومقنعاً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق