فتوحات جديدة للهيئة العربية للمسرح
مجلة الفنون المسرحية
فتوحات جديدة للهيئة العربية للمسرح..
هايل المذابي
إن عظمة الإبداع لا تقاس بعظمة المبدعين أو المؤسسات و الهيئات في ذاتها، و إنما بمدى ما تحمله تلك الظواهر الإبداعية في حناياها و آثارها من تفاصيل لحياة شعب أو أمة.
و لعل هذا القول يصدق على ما قدمته الهيئة العربية للمسرح طيلة مسيرتها و خلال عشر سنوات منذ تأسيسها من خلال كل ما تم تفعيله و تنشيطه من برامج و مهرجانات و ورشات تدريب و مؤتمرات فكرية و يزداد ذلك بفتوحاتها الأخيرة التي تجسد الفكرة الإبداعية في مسيرتها فبدلا من الإنكفاء على الذات تمنح الهيئة لنفسها و للآخرين ميزة التفاعل الإيجابي دليل رقي حس المسئولية و الإيمان بالمشاركة التي تحقق و تؤكد ما يمكن القول عنه بأعلى مراتب المعرفة و العمل.
الزيارات الأخيرة للهيئة العربية للمسرح لدول عربية عدة و عقد اتفاقيات تعاون مع مؤسسات عديدة في كل أشكال فنون المسرح يحقق أهم سمة عصرية و هي التفاعل الإيجابي لخلق أجيال راقية تقف في وجه التخلف و التطرف الذي خلفه الإنفلات الفكري حين غاب الفن و غابت الثقافة عن المشهد أو لنقل تم تهميشها عن عمد و لعل في هذا التأكيد على عظمة الرسالة التي تحملها الهيئة العربية على عاتقها و طيلة مسيرتها بل و منذ تأسيسها.
إن مقياس القبول و الرفض لدى الآخرين في المجتمعات الواعية يتم من خلال أيديولوجية الفعل و العمل و ليس من خلال الشيء في ذاته و لذلك فمقياسنا تجاه ما تقدمه الهيئة يجب أن يكون تقييمه من خلال ما تقدمه و تفعله و لا يجب النظر إليه من خلال مصالحنا الشخصية فنجعله مقياسنا لأن هذا هو الذي هضم حق الهيئة طيلة مسيرتها و كان يجب الرؤية أيضا من خلال الحس الجماعي بالمسئولية و التخلي عن الرؤية بمنظور البراغماتية الفردي الذي لا يخلف سوى المزيد من التطرف و التخلف و ازدهار التفاهات و تعاظم الرداءة.
نبارك الإنجازات الأخيرة للهيئة العربية للمسرح لما فيها من أبعاد قومية تؤكد على الحفاظ على الخصوصية العربية و تؤكد على الهوية العربية الثقافية و الفنية و تسعى إلى نشر قيم التسامح و المحبة و التعاون و السلام من خلال أداة راقية هي المسرح تأكيدا على أن عظمة الغاية و الهدف لا يغيره الأداة التي نستخدمها في سبيل تحقيقه بل إنه يثبت أي ما نستخدمه من أداة على رقي فكرنا و ما نحمل هم تحقيقه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق