أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 30 نوفمبر 2017

المسرح في ليبيا

مجلة الفنون المسرحية

المسرح في ليبيا

سماح عادل 

يعتبر الكاتب الليبي “عبدالحميد اﻟﻤﺠراب” والشاعرين “أحمد قنابة” و”إبراهيم الأسطى عمر”، في مقدمة الجيل الأول من رجال المسرح في ليبيا، الأول أسهم في العديد من المسرحيات التي كانت تقدمها فرقة إيطالية عرفت باسم “الدبولاكورو”، وكانت تتألف من مجموعة من الهواة وكان أغلبيتهم من الأجانب بينهم عدد قليل جداً من أبناء البلاد، وقد ظلت الفرقة تعمل من ١٩٢٥ حتى ١٩٣٦، وشارك الشاعر “أحمد قنابة” في التمثيل مع الفرقة طيلة هذه الأعوام، ومن ثم أحب المسرح وجاءت الزيارات التي قامت بها الفرق العربية من “مصر وتونس” لتدعم الحس المسرحي عند “قنابة” وغيره، منها فرقة “جورج أبيض” وفرقة “منيرة المهدية” وفرقة “يوسف وهبي”، وقد لاقت هذه الفرق إقبال الكبير مما شجع “قنابة” وزملاءه من مدرسي مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية على المضي على درب المسرح، وبخاصة بعد أن زارت إحدى الفرق الليبية، وهي فرقة درنة “فرقة هواة التمثيل” طرابلس، وقدمت فيها مسرحية (خليفة الصياد)، تشجع “أحمد قنابة” فأسس الفرقة الوطنية الطرابلسية ١٩٣٦، وقدم مسرحيته الأولى (وديعة الحاج فيروز)، وأعقبتها مسرحية (حلم المأمون( من تأليف وإخراج “أحمد قنابة”.

اضطهاد الإستعمار..

كان يساعد “قنابة” في عمله نخبة من الفنانين؛ بينهم “الهادي المشيرقي” و”محمد حمدي” و”الدكتور مصطفى العجيلي” و”فؤاد الكعبازي”، وكان يتولى مهمة إعداد الديكورات، وقدمت الفرقة أعمالها على مسرح “البوليتياما”، وكانت هذه الفرقة وغيرها، ما بين محلية وعربية، تعمل في وجه مقاومة شرسة من سلطات الإستعمار الإيطالي، التي أحست بخطر المسرح فكانت تعمد إلى محاربة فرقة مدرسة الفنون والصنائع، ورغم اضطهاد السلطات الإستعمارية فقد نجحت الفرقة في تقديم مسرحيات اجتماعية، كما قدمت الفن المسرحي لدعم الروح القومية، كان هذا في “طرابلس”.

أما في “درنة” فقد بدأت فرقة هواة التمثيل عملها هناك في ١٩٢٨، وكان إذ ذاك› “محمد عبدالهادي”، الذي برع في تمثيل الأدوار الكوميدية وإلقاء المونولوجات الفكاهية، وقد أصطدمت الفرقة بمعوقات كثيرة من عزوف الجمهور ومحاربة السلطات وإنعدام العنصر النسائي وعدم وجود قاعة عرض، وساند الرائد المسرحي “إبراهيم الأسطى عمر” جهود الفرقة  وأسهم في تمثيل بعض الأدوار وإخرج عدد من المسرحيات وأختيار النصوص وتعديلها وقدم الدعم المادي.

الكتاب..

في ١٩٦٥ كتب “عبدالله القويري”، أحد أدباء ليبيا، مسرحية (الجانب الوضيء)، وفي ١٩٧٢ كتب مسرحية أخرى هي (الصوت والصدى) وموضوعها رجل أرتكب الخطيئة الكبرى التي تتململ في مواجهتها كثير من الأنظمة السياسية وهي المعرفة، ممن كتبوا للمسرح الليبي أيضاً “المهدي أبو قرين” الذي طبعت مسرحيته الاجتماعية (زريعة الشياطين) في  ١٩٧٣، والكاتب “عبدالكريم خليفة الدناع” الذي ساهم في تأسيس الفرقة المسرحية التابعة للنادي الأهلي المصراتي، وقد قام بإعداد بعض المسرحيات العربية والعالمية لعروض الفرقة، وقد مثلت مسرحيته (دوائر الرفض والسقوط) في كل من “مهرجان المسرح الليبي” الأول، الذي أقيم عام١٩٧١، وفي “المهرجان الوطني الجزائري” عام ١٩٧١ كذلك.

وقد كتب “الدناع” مسرحيات: (سعدون)، و(باطل الأباطيل)، و(دوائر الرفض والسقوط)، و(المحنة)، و(العاشق)، وكتب “عبدالحميد الصادق اﻟﻤﺠراب” مسرحية (الإنتهازي) ١٩٧٥، وقد كتب مسرحيات أخرى لم تنشر هي: (الصبر باهي) ١٩٥٧، (المتشرد) ١٩٥٨، (لو تشرق الشمس في الليل) و(من الأرض إلى الأرض)، وللكاتب “الأزهر أبو بكر حميد” مسرحيات كثيرة، منها مسرحيتا: (وتحطمت الأصنام) و(السماسرة)، وقد طبعتا ١٩٧١، ومسرحيتا: (الأرض والناس) و(دولاب الملابس وحجرة المكياج)، وقد طبعتا ١٩٧٣، ومسرحية (إبليس كان هنا) طبعت ١٩٧٥، ومسرحيتا: (يوم الهاني) و(نقابة الخنافس)، وقد نشرتا ١٩٧٦، وقام بإنشاء فرقة المسرح الليبي ثم أصبح مديراً لها.

والكاتب “أحمد إبراهيم الفقيه”، كان عضواً بالمسرح القومي وأسس فرقة مسرحية أهلية ١٩٥٩، وقام بالتأليف والإخراج لها، كما أنه شارك في التمثيل أيضاً، قدمت في ١٩٧١ مسرحية غنائية هي (هندا ومنصور) من تأليفه وإخراجه، ومسرحيتان آخريان من ذوات الفصل الواحد هما: (زائر المساء) و(صحيفة الصباح).

من كتاب المسرح الليبي أيضاً؛ “عبدالرحمن حقيق”، الذي نشرت له في ١٩٧٦ مسرحية (الزنجي الأبيض).

ثورة الفاتح..

بعد أربع سنوات من قيام ثورة الفاتح عام ١٩٦٩، صدر قانون ١٩٧٣، بإنشاء “الهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”، وقد أنجزت الهيئة في غضون ثلاث سنوات (١٩٧٤ – ١٩٧٦):

إنشاء فرقة “محمد حمدي المسرحية”، كأول فرقة مسرحية حكومية متفرغة.
القضاء على ظاهرة تمركز العمل المسرحي في العاصمة والمدن الكبرى، فقررت إنشاء مكاتب لها في مدن: “بنغازي ودرنة وسبها”.
أنشأت المركز الوطني للفنون الشعبية.
بتقرير حدود المكافآت عن المصنفات الأدبية والفنية ومقابل الخدمات.
ثم أصدرت الهيئة لائحة داخلية تحكم أعمال الفرق المسرحية الأهلية.
أنشأت الهيئة كذلك مسرحاً للأطفال والعرائس.
أنشأت الهيئة معهد “جمال الدين الميلادي للتمثيل والموسيقا”، الذي يؤهل طلبته تأهيلاً فنياً متوسطاً.

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

الأستعدادات جارية في الإمارات لإطلاق مهرجان مسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية

الأستعدادات جارية في الإمارات لإطلاق مهرجان مسرح الطفل

تجري  الاستعدادات لإطلاق مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الثالثة عشرة 2017، حيث اختارت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، الفنانة مريم سلطان والفنان الراحل ذيب داؤد شخصيتين للمهرجان واللذين سيتم تكريمهما في حفل الافتتاح، تقديرًا للأدوار الكبيرة التي قدماها في مشوارهما المسرحي.
وأقرت اللجنة العليا المنظمة، والتي تشكلت من إسماعيل عبدالله وأحمد بو رحيمة ووليد الزعابي والدكتور حبيب غلوم العطار وأحمد الجسمي ومرعي الحليان وعبدالله مسعود وجمعة علي وأحمد ناصر الزعابي، في اجتماعها حزمة من التعديلات على لائحة المهرجان والتي ستطبق اعتبارًا من الدورة الرابعة عشرة، وأهمها تقنين عمل المخرج في عمل مسرحي واحد، واستبعاد المشاركات التي تعتمد نصوصها على الشخصيات الكرتونية السينمائية من جوائز التأليف، بالإضافة إلى عدد من التعديلات الأخرى التي وُضعت على اللائحة. 
كما قامت اللجنة العليا المنظمة بتشكيل لجنة اختيار المهرجان والتي تكونت من وليد الزعابي وفيصل جواد وعائشة الشويهي، والتي ستبدأ أعمالها اعتبارًا من الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري وحتى السابع والعشرين منه، حيث ستشاهد اللجنة "مدينة هم"لمسرح أبوظبي، و"المهرجون" لمسرح بني ياس، و"نبع السعادة" لمسرح عيال زايد، و"مريم والرحلة العجيبة" لمسرح العين، و"منصور والفراشة الأميرال" لمسرح رأس الخيمة الوطني، و"الجزيرة المفقودة" لمسرح الفجيرة، و"حكاية بلاد البهجة" لمسرح دبي الأهلي، و"حديقة الخير" لمسرح دبي الشعبي، و"سما وشارع الدمى" لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و"سحر والشجرة السحرية" لمسرح خورفكان، و"الجائزة" للمسرح الحديث بالشارقة، و"لولو والكتاب" لمسرح الشارقة الوطني؛ كما قامت اللجنة العليا بتشكيل لجنة تحكيم عروض المهرجان، والتي تكونت من الحسن النفالي من المغرب، ومصطفى رشيد وهيفاء حسين من البحرين، وعبدالله مسعود وعبدالرحمن الملا من الإمارات.

ما المقصود بالمسرح الرقمي؟

مجلة الفنون المسرحية


ما المقصود بالمسرح الرقمي؟


عماد هادي الخفاجي - المدى 


من المقلق والمريب معرفياً مجانية المصطلح الذي يتم تداوله دون استيلاده من مخاض معرفي عميق ليعكس واقع وعي مجتهد ولكأن مجانية المصطلح في الاختلاق والاستخدام أشبه بدبكة مجانية, ومن تلك المصطلحات المقلقة والتي غالبا ما تؤطر بسفسطة لغوية وبدون تحديد إجرائي مصطلح (المسرح الرقمي).

وهو من الخطورة والاختلال بمكان يدفعنا للكتابة في محاولة تحديد تعريف إجرائي جامع مانع يوقف فوضى التداول العشوائي له لذا سنخوض في تحديدنا الإجرائي لوضع جملة فرضيات لمناقشة إثبات أو نفي لتلك الفرضيات فنبدأ بتساؤل ما المسرح؟ وما هي العلاقة المسرحية؟ نجيب إن المسرح هو حفل جامع واحتفال بالجسد وهو جدل فكري, جدل ما بين واقع الافتراض القائم على الاحتمال الفني وشبكة الثقافة القرائية والتجارب الجمالية للمتلقي, إن ما على المسرح هو مفارقة في صورتها الأكثر حدة فما على المسرح من المستحيل ان يكون حقيقة وبنفس الوقت بأنه افتراض قائم على الاحتمال وبنفس الوقت ما على المسرح هو ما يتعلق بالإنسان محورا صراعيا في العالم بطموحه, ورؤاه, وهمومه, وأمانيه, ومخاوفه, ما على المسرح يتعلق بالإنسان حتما دون غيره وحيث إن الإنسان هو معيار كل شيء وهو جوهر حقيقة الحياة المعيشة فما على المسرح هو حقيقة بجوهرها وتلك المفارقة هي التي تجعل من المشاركة بالاحتفال المسرحي أو حفلة المسرح متعة سامية ولذة روحية فائقة عندما يتنافذ الإنسان ما بين فروض الاحتمال وحقائق الواقع والوجود فتمتلئ الذات الإنسانية بالكِبر الجمالي وهو أن تكون للحظات أسمى من واقعها.
وهو ما يسلمنا إلى التساؤل الثاني حول جوهر العلاقة المسرحية وطبيعتها الفاعلة والتي نجتهد في إضاءة ملامحها الرئيسة بأنها مراوحة ما بين عدم التصديق بأن ما على الخشبة حقيقة واقعة وما بين تعليق عدم التصديق والإيمان للحظات بواقعية ما على المسرح حيث إن ذلك المركب الجدلي ما بين عدم التصديق وبين الإيمان والتصديق ينتهي والى مركب أعلى هو التخييل بوصفه تعاقدا جماليا ما بين الخشبة والمتفرج قائما على دعوة – فلنتخيل- وهو افتراض ومتابعة لتحقق ذلك الافتراض تجريبيا بغية استحصال المعطى المعرفي ليكون المسرح معرفة ممتعة وجزءا من نشاط التحليل العقلي من خلال التركيب الجمالي.
إن هذين التصورين في تحديد ماهية النشاط المسرحي تفرز قيماً مفهومية راسخة هي الإنسان الكائن المادي العضوي البشري بحضوره وما يتعلق به جوهر الممارسة الإبداعية في المسرح وحينما يتم استخدام مصطلح (المصطلح الرقمي ) بمثل هذه الضبابية والعشوائية في محاولة لاستيلاد واستنسال مصطلحات متعسفة يكون الأمر أشبه بتفكيك ألواح السفينة وإحراقها في عرض البحر في محاولة لخلق شعلة مضيئة من اجل التعرف إلى جهة المكان وإلتماس الطريق بالسفينة التي لن يبقى منها شيء مع فعل الاحتراق ذاك.
ما أريد قوله هو كيف يكون المسرح رقميا؟ وما المقصود بأن ينعت بالرقمي؟ نحن نعرف بأن الرقمية نظام رياضياتي قائم على الاحتمال الرياضي الذي ينتهي مثل متتالية عددية تنتهي بالتحديد بعينه وهو ما يتناقض مبدئيا مع المسرح الذي يقوم على الاحتمال الفني والذي ينتهي إلى متسلسة لا نهائية من الاحتمالات وليس إلى قيمة رياضية بعينها وهو ما يسقط طابع الإبداع عن أي نشاط رقمي يحل بديلا عن النشاط المسرحي الفني الإنساني هذا من جانب ومن جانب آخر إن الإنسان هو محور ذلك الفرض الجمالي بحضوريته الفيزيقية والفكرية فمن يقف على خشبة المسرح هو (هاملت أمير الدنمارك) بفيزيقيته وروحه وبذات الوقت هو (سير لورانس اوليفيه) الممثل بشخصيته وروحه ليتزاحمان معا ويتناوبان بالظهور والاختباء أشبه بلعبة طفولية للاختفاء والظهور, بينما لو فرضنا جدلا المسرح الرقمي والممثل الرقمي ممكن, هذا سيكون مرتبطا بالمعادلة الصفرية للثنائية الرقمية (0,1) التي تؤدي إلى حضور كلي لهاملت وغياب الإنسان المؤدي بما يفرزه من قيم إنسانية مصدرها روحه الواقعية الحية المبدعة فيبقى حاضرا على الخشبة بكل بؤس القطيعة كائن غريب بعيد لا واقعي لا طبيعي لا أنساني هو كائن فرانكشتايني غير بشري اسمه (هاملت), فالبعد الإنساني للشخصية المسرحية مصدره الفاعل البشري الإنساني للمؤدي, فلا تستطيع القدرات التخييلية للمتلقي التفاعل معه واحتواءه جماليا فيبقى مثل ظاهرة موجودة بقوة حضورها الآني مثل البرق, الرعد, الزلزال,خسوف القمر,كسوف الشمس بحيث لا نستطيع النظر لهذه الظواهر بنظرة مؤنسنة أو أن نتعاطف معها جماليا أو أن تنعطف الذات الجمالية للمتلقي عليها وأن تحقق موضوعاته فيها..
لذا مما تقدم نستطيع أن نتوصل إلى تحديد إجرائي بضوء الإطار الجمالي للفن ومفهوم الإطار الإنساني للإبداع بأن (المسرح الرقمي) هو ليس مسرحا رقميا بمعنى الخلق بالمعادلة الصفرية ولكنه المسرح الذي يعتمد على معطيات التقنية الرقمية في بناء وسائط معالجته الفنية للإضاءة والمنظر والمؤثرات الصوتية بما يثري رؤية الإخراج جماليا وفنيا وبذلك يمكن تسميته (مسرح التقنيات الرقمية) تجنباً للخلط بالمفهوم وإلتماساً للتحديد المفهومي الأدق.

د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة

مجلة الفنون المسرحية

د.عقيل مهدي والحداثة في مسرح السيرة 


 محسن النصار


أعتمد د.عقيل مهدي أرساء تجربة جديدة للمسرح العراقي والعربي من خلال أفق سعته المعرفية والفكرية والفلسفية والجمالية ,فكانت رؤى جديدة لمسرح السيرة , تعتمد الحداثة ملهما لها في أطار سينغرافيا عرض متكاملة في كافة نواحي العرض المسرحي وقد حاول الأهتمام بالتراث وصياغته برؤية جديدة منسجمة مع مسرح السيرة وتناول في مسرحياته شخصيات مسرحية وفكرية وثقافية وأدبية فكانت عروض رائعة كمسرحيات بدر شاكر السياب , يوسف العاني يغني , جواد سليم , حقي الشبلي , علي الوردي , وتندرج هذه المسرحيات ضمن اعمال السيرة الذاتية وحاول أن تتفاعل مسرحياته مع الوقائع التاريخية على اسس جمالية جديدة تحاكي الواقع متأثرة بالحداثة والتجريب المسرحي ومسرح السيرة الحدثوي عند د. عقيل مهدي يهتم بجميع العناصر التي يقوم الفن المسرحي من نص وشعر وموسيقى وازياء وديكور وماكياج وأضاءة وفضاء مسرحي وسائر المؤثرات التقنية بحيث يكون العرض المسرحي فيه صفات تؤكد بان تراثنا وأعلامنا ممكن ان نستقي منهم الوجه المشرق والضروري ونوصله بالحاضر , بحيث يكون كقيمة فنية ورمزية وتعبيرية مؤثرة وعنصر ديناميكي يتلاقى مع متطلبات الحياة المعاصرة فالأصالة هنا هي عنصر داعم للحداثة التي يؤكد عليها د.عقيل مهدي والتي تستوعب جماليات العرض المسرحي من تأليف وأخراج وتمثيل وموسيقى وغناء وشعر وأزياء واكسسوارات واضاءة وماكياج وسينغرافيا , ويستعين في تجسيد مسرحياته بكادر من الأساتذة والطلاب في كلية الفنون الجميلة بغداد ممن لديهم موهبة خصبة , وهم الواعين ثقافيا صاحبي الخبرات العملية والنظرية والمتسلحين بثقافتهم المسرحية فيقوم د.عقيل مهدي بتطويرها كونه يمتلك العملية الأبداعية والعطائية التي لانهاية لها ,وأنه يحاول أن يبقي التواصل مع الجمهور المسرحي مستمرا بشكل تلقائي بحيث يكون عنصر المواجهة بين الجمهور مستمرا لأن الجمهور هو أحد العناصر الضروية والمهمة في مسرح السيرة الذي يستطيع أن يفعل فعله بوجوده , فهو الذي يجعل المسرح كائنا حيا ودائم الحياة , فهو العنصر الأساسي الذي أبقى عالم المسرح قائما رغم ظهور عالم الأتصالات من أنترنيت وفضاءيات , وقد حاول د.عقيل مهدي بالمزاوجة بين الماضي والحاضر , وبين المحسوس من جهة والأيهامي الأيحائي من جهة أخرى , وأتقان العنصر الواقعي والوهمي للوصول بالعرض المسرحي الى استفزاز الخيال والوجدان , والتخفيف عن الهموم بحيث ينقل الحياة الواقعية المملة الى حياة السعادة والخيال ودغدغة الحلم والطموح , فالمسرح فضاء مسرحي يثير خيال وفكر المشاهد ويجعله يحلق بفضائه الغير محدود بحيث يتخيل ويتصور واقعا فنيا وجماليا جديدا يحمل فيه د.عقيل مهدي تصوره الأسلوبي والمضموني للأبداع الذي يطمح للوصول أليه و فهو يلجا في عملية البناء الدرامي الى الحالة الأبداعية التي ينطلق فيها العرض المسرحي وفق فلسفة جمالية مستوحاة مواضيعها من سيرة شخصيات لهم تأثيرهم الكبير في الحياة الثقافية والأجتماعية , وتكون مركبة وأحيانا تكون بسيطة وسردية سلسة , وكثيرا ما يطمح الى توصيلها الى أسمى درجات البساطة بالرغم من كينونتها الداخلية المكثفة والمركبة وكل ذلك يتعلق بموضوع العرض المسرحي الذي يكون فيه صراعا بين ا لأنسان وبئته , وصراعه الدائم مع همومه الأجتماعية والسياسية وسعية الدؤوب نحو العدالة ومحاولته تغليب الخير على الشر نحو درجات ذوقية أرقى ويشكل هذا الهدف بحد ذاته مغزى لأعمال د. عقيل مهدي ويعتبره أكثر تأثيرا , فعندما يقوم بـتأليف المسرحية وأخراجها ينطلق من كونها نصا مسرحيا قابلا للعرض ومواكبا لتطورات العصر برؤية حدثوية , ومن هنا يأخذ بالحسبان عناصر الأداء المسرحي الملائمة للنص الذي سيصبح عرضا مسرحيا لمؤلفا ومخرجا قريبا من نبض الحياة ولدية خبرة في التمثيل والأخراج ولديه تجارب عملية وعلمية وجمالية في الفن المسرحي في جميع مكوناته .

الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي : مسرحية (باب الحوائج ).. نصا وعرضا سنعيش معها اختلافاً كثيرا ومحتدماً في موضوعة التلقي

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي :
مسرحية (باب الحوائج ).. نصا وعرضا سنعيش معها اختلافاً كثيرا ومحتدماً في موضوعة التلقي

تستفزني العناوين بشكل صارخ وأحلِّق معها بعيدا.. حتى أجدني أكتب نصا مسرحيا منطلقا من فكرة العنوان
هذا النص يذهب الى زاوية نظر أخرى لا تحفل بما هو مذهبي كما يتصوره البعض بل تذهب لما هو انساني بالتأكيد
النص امتداد طبيعي لجرأة يراها البعض قد فتحت الابواب على افكار جديدة في مسرحنا العراقي ولن تغلق لزمن طويل
المبدع غانم حميد يُدرك تماما أن عليه أن يخلق جرأته وفق سياق سيكون صادما للمتلقي وأشعر بسعادة وفخر أنني أتعامل مع مخرج بثقله وبروحه العاشقة 

حاوره – عبد العليم البناء

تتواصل التدريبات اليومية في الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح على مسرحية جديدة عنوانها (باب الحوائج) الذي ربما سيكون مثيرا للجدل كما هو نصها الذي صاغه الكاتب المسرحي الكبير علي عبد النبي الزيدي (نصا) الذي حلق في فضاءات المسرح العراقي والعربي بنصوصه المهمة وربما منذ أكثر من عشر سنوات عرفه المسرح العربي وقدم له عشرات العروض وراح الدرس الاكاديمي عربيا هو الآخر ينتبه له ولمشروعه في (الالهيات) و(مابعد الالهيات) ورؤيته المتحضرة والنبيهة للمقدس ولتوابعه والجرأة والوضوح الشفاف في تناول وكسر التابوهات التي تجذرت في العقول والنفوس فصارت نصوصه محط اهتمام المعنيين بالمسرح وبالفكر والجمال والابداع دون مغادرةوترجمة هموم وتطلعات المواطن أينما يكون وبمعالجة غير تقليدية تتجاوز المألوف ويغادر منطقة الشعبوي الى أفق ثقافي مسكوت عنه حرّكه الإرهاب أو قِوى الموت أو أي مهيمن آخر بعد أن كان ساكناً الى حد بعيد لاسيما أنه على صعيد العنوان (باب الحوائج) غير معني بما هو مألوف بالرغم من إنه ينطلق من مشروع نصوص ما بعد الإلهيات أي الاشتغال مع المقدس ولكنه في هذا النص يذهب الى زاوية نظر أخرى لا تحفل بما هو مذهبي كما يتصوره البعض بل تذهب لما هو انساني بالتأكيد...المسرحية يقوم على اخراجها حاليا المخرج المثير للجدل غانم حميد ويلعب ادوارها قامات مشرقة ومبدعة على طول خط اشتغالاتها عراقيا وعربيا وفي مقدمتهم الدكتورة شذى سالم وبمعيتها كل من الفنانين محمد هاشم وشيماء جعفر وفاضل عباس .. وبغية الوقوف على أبعاد وحقائق هذا النص الاشكال شكلا ومضمونا كانت لنا هذه الجولة من الحوار مع مبدعه الكاتب المهموم علي عبد النبي الزيدي دوما الى حد التفكير بالانتحار كما سنرى في اجاباته المكتنزة بالفكر والجمال والابداع :

* اننا امام اسم لنص جديد ربما يراه البعض ونحن منهم نصا اشكاليا نسبة لعنوانه (باب الحوائج) ما الفكرة التي ينطوي عليها؟

- أرى وبقوة أن العنوان هو (مشهد أول) في أي نص مسرحي أكتبه ولا يمر العنوان مرور الكرام عندي على الإطلاق ، هو جزءٌ من قلقي المستمر حتى أنني كثيرا ما أغيِّر عناويني وأعتقد ان ذلك فيه شيء من الجنون الذي ينتابني دائما مع التفكير بعنوان لهذا النص أو ذاك. تستفزني العناوين بشكل صارخ وأحلِّق معها بعيدا.. حتى أجدني أكتب نصا مسرحيا منطلقا من فكرة العنوان، أنا رجل مسرح على طول خط الـ 24 ساعة التي أعيشها في اليوم ولا أغادر هذه المنطقة حتى في أحلامي، لذلك تراني أُستفز بشكل لا يوصف عندما أعثر على عنوان لنص مسرحي قادم أفكر فيه، و(باب الحوائج) هو عنوان يغادر منطقة الشعبوي الى أفق ثقافي مسكوت عنه حرّكه الإرهاب أو قِوى الموت أو أي مهيمن آخر بعد أن كان ساكناً الى حد بعيد، وهو هنا – أي العنوان- غير معني بما هو مألوف بالرغم من إنه ينطلق من مشروع نصوص ما بعد الإلهيات أي الاشتغال مع المقدس، ولكنه في هذا النص يذهب الى زاوية نظر أخرى لا تحفل بما هو مذهبي كما يتصوره البعض، بل تذهب لما هو انساني بالتأكيد. 

* معظم نصوصك السابقة إن لم يكن معظمها كان ينطوي على جرأة متناهية في المعالجة والطرح وكسر التابوهات التقليدية لكتابة النص العراقي والعربي .. ترى ما الذي يميز هذا النص عن نصوصك الاخرى؟

- مشروع هذا الكاتب الذي خرج من معطف جنوب العراق، الناصرية تحديدا مازال قائما ، وفي كل نص لي تصوراتي مع مفردة (الجرأة) في قراءة الواقع الذي أعيش فيه مرغما، وأقول مرغما لأنني أتطلع لفكرة الخلاص من خلال ( الانتحار) وغلق ملف هذا الكاتب المزعج الى الأبد، لأنني-هنا- أجد الانتحار فرصة للحياة بشكل أفضل وأكثر سعادة وربما هناك في مكان ما سأفكر بشكل أنضج وأهدأ بكتابة نصوص مسرحية أرسلها مع أي شخص نازل للأرض. أزعم بأنني كثير الأسئلة ولا أجد اجابات ساخنة يمكنها أن تجيب على أسئلة هذا الرافض للحياة، أميل لفكرة أن أرى الحقيقة كما هي ما بعد الوجود، لذلك محاولات لكسر التابو عندي بكل توصيفاته تنطلق من فكرة كاتب المسرح الباحث عن اجابات يمكن لها أن تضع ماءاً باردا على قلبه، ومثلما كانت هذه الجرأة موجودة مع ما أسميه بـ (استدعاء المقدس) في الكثير من نصوصي.. أجد في نص(باب الحوائج) هو امتداد طبيعي لهذه الجرأة التي يراها البعض قد فتحت الابواب على افكار جديدة في مسرحنا العراقي ولن تغلق لزمن طويل ، وجعلتنا نناقش قضايا كبرى تنسجم مع الكوارث التي لحقت بنا منذ عقود من الزمن. 

* كانت ومازالت نصوصك تثير الكثير من الجدل غير المألوف ألهذا السبب تعاونت مع مبدع مثير للجدل هو الاخر المخرج غانم حميد صاحب البصمات والتجارب الابداعية الرصينة؟

- كنتُ منذ زمن أقول وبتواضع بأن نصوصي تحتاج الى مخرج (مفكّر) يذهب بها بعيدا وفضاءات مفتوحة الأفق، وقد تعاملت مع مخرجين عراقيين وعرب رائعين ولكن أن تجد هذا المفكّر ربما يضعني أمام عدد قليل منهم عراقيا وعربيا وقد حققوا حضورا مهما يتذكره الجميع، المخرج غانم حميد من هذا الطراز بكل ما تعني الكلمة وقد حضرت العديد من البروفات على نص (باب الحوائج) ووجدت عنده فهماً أدهشني وعلى قدر كبير من الأهمية لهذا النص وراح يشكل حفرياته بشكل استفزني وأنا المؤلف بل وكسر عندي المتوقع، ومن هنا أجده فعلا مخرجا مفكّراً يريد أن يقدم مشروعه الخاص به بعيدا عن هيمنتي كمؤلف، المبدع غانم حميد يُدرك تماما أن عليه أن يخلق جرأته هو الأخر وفق سياق سيكون صادما للمتلقي كما أرى، وأشعر بسعادة وفخر أنني أتعامل مع مخرج بثقله وبروحه العاشقة. 

* وهذا الامر يقودنا لطاقم التمثيل الذي يشمل قامات ابداعية متنوعة ورصينة تنتمي لأجيال مختلفة؟

- كادر مسرحية (باب الحوائج) قامات مشرقة ومبدعة على طول خط اشتغالاتها عراقيا وعربيا، الدكتورة شذى سالم رمز ثقافي يعيش في ذاكرة اجيال متعددة وما زال في قمة عطائه ، مفعمة بالجمال والحيوية ومتناغمة مع اجيال ابداعية اخرى جاءت بعدها بسنوات، ستمثل دورا جديدا - كما أزعم- في افكاره وتصوراته وهو خارج عن سياق الكثير من أدوارها وهذا هو سر ابداع هذه الفنانة المبدعة والمتجددة، الفنان الرائع محمد هاشم ينطلق في دوره الى مناطق لم يعهدها المتلقي عليه ، وأجزم بأنه وصل الى تصورات مدهشة وقراءة واعية لهذه الشخصية المركبة التي سيمثلها بجرأة، الأمر ينسحب على الفنانة شيماء جعفر التي أراها في شخصيتها الجديدة باذخة الجمال والجرأة معا، وتدرك أن عليها ان تقدم شخصية استثنائية مع شخصيات استثنائية اخرى تمثلها دكتورة شذى سالم ومحمد هاشم، هذا الاستثناء هو الذي سيشكل شكل عرض باب الحوائج، ومع وجود خادم العرض كما يطلق عليه المخرج غانم حميد ، الفنان المثقف فاضل عباس الذي سيكون بمثابة مشعل للحرائق والمحرك للقضايا الكبرى في العرض، وحقيقة أنا أعشق أداء هذا الفنان الذي مثل في مسرحيتي(مطر صيف) واخرجها الجميل كاظم النصار وقد قدم أحد ادواره المهمة التي ستظل بذاكرتي، وأيضا هناك الفنان احسان علي سيكون مشاركا مهما ومفاعلا في روح هذا العرض. 

* وما الرسالة التي تريد ايصالها عبر هذا النص شكلا ومضمونا؟

- لست مصلحاً أبدا بل أنا الآخر احتاج الى إصلاح يعالج المناطق المعطوبة في روحي ، وأقول مصلحا لأن البعض يريدني هكذا أغرق بالشعارات والخطابات والنهايات السعيدة، ما يهمني ككاتب مسرحي في هذا النص وغيره أريد أن أفكك شكل العلاقة مع المقدس بشتى تسمياته وبناء علاقة جديدة تُدرك اهمية الفعل الانساني بعيدا عن هيمنة واطار المقدس الذي يريد أن يجعل من مجموعة من المخدرين في حياتنا ليس إلاّ ولا قدرة لنا على تغيير حالنا من خلال مواجهة مشكلاتنا الكبرى، ومن هنا اردت التصريح أن النص لا يطرح حلوله بقدر ما يريد منا أن نواجه ونكون أقوياء بوجه كل القوى التي تريد إلغاء وجودنا.

*اذا كان الامر كذلك فما الذي تراهن عليه في (باب الحوائج)؟

- أراهن على قدرة هذا النص على الاختلاف في شكل النصوص العراقية اليوم التي تناقش مشكلات الواقع وهو امتداد لنص ( يا رب ) الذي أخرجه المبدع مصطفى الركابي ، لذلك الرهان صعب جدا مع هكذا نصوص لأن صورة التلقي قاتمة عندنا وغير معبده بالأزاهير ، هذه الاشكالية في نصوص الالهيات عموما التي أذهب معها برحلة طويلة وحوار محتدم مع المقدس في سبيل تصحيح الكثير من المفاهيم في شكل العلاقة التي تريد منا ان نكون مخدّرين وفي غيبوبة طويلة أمام هول ما يحدث لنا يوميا وأن لا نتحوّل الى (شكليين) في علاقتنا مع المقدس. 

* تنوعت تجارب كتاب المسرح العراقيين وبات خطابك المسرحي يجتاز حدود المحلية الى العربية كيف تنظر لذلك ؟ وما المطلوب لتعظيم وتأصيل ذلك؟

- أنا جزء من تجارب الكتابة للمسرح في العراق وافتخر بهذا التوصيف النقدي، وهذا التنوع الذي ذكرته في سؤالك هو الذي خلق لنا أسماء متعددة ومهمة في الكتابة شكلت ظاهرة التأليف عندنا، وربما منذ أكثر من عشر سنوات عرفني المسرح العربي وقدم لي عشرات العروض وراح الدرس الاكاديمي عربيا هو الأخر ينتبه لي. طبعا نحن هنا في العراق لدينا امكانيات هائلة وممتازة في (كسر) قلم المبدع ومهما كان كبيرا سنحاول تصغيره وتحجيم انجازاته وهذا ينطبق على الكثير من مبدعي الوطن، والى اليوم ليس هناك من قانون يجعل مبدعنا العراقي متفرغا للكتابة أو لفنه باعتباره ثروة وطنية. وبعيدا عن التعظيم والتأصيل أجدني محظوظا من بين كتاب المسرح لهذا الاحتفاء العربي بنصوصي بالرغم من أنني ما زلت أومن بفكرة البحث والكشف التي أراها ماثلة أمامي وهي عنوان مهم ومن العيار الثقيل في حياتي ككاتب مسرحي، وهذه الرحلة التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما تجعلني دائما أن أكون بين الناس البسطاء وأناقش قضاياهم بطريقتي الخاصة وهذا هو الأهم كما أجزم.

*وهل يعني ذلك النزول بالخطاب المسرحي بأبعاده الفكرية واسئلته الجمالية وقيمه الابداعية ليكون أكثر قربا من الانسان في كل زمان ومكان؟

- هذا الموضوع يؤرقني كثيرا، وهو كيف تكون بكتاباتك قريبا من أنفاس الناس وأوجاعهم، مع عدم التنازل عن أفكارك ورؤاك ومشروعك، لذلك تجدني في نصوصي واقعياً ولكنها الواقعية الخاصة بي أو التي أراها هكذا الأكثر قدرة على الاقتراب من شرائح كثيرة في مجتمعنا ، هذه النصوص تذهب في أساليبها الى مناخات غرائبية ربما أو فيها شيء من اللامعقول أو اشتغالاتي مع المقدس ولكنها في نتائجها الأخيرة هي الواقعية التي أريدها التي تغرف من مشكلات الواقع بتفاصيله الكثيرة، لأنني أرى أن الأفكار العظيمة تجعلك الأقرب للناس وملتصق بهمومهم وتطلعاتهم، ويأتي العرض ليعزز هذه القيمة خاصة مع مخرجين كبار يدركون تماما أن هذه النصوص يمكن التحليق معها عاليا. 

* في ضوء ذلك كله.. ما الذي تتوقعه لرائعتك (باب الحوائج)؟ 

- مسرحية باب الحوائج .. نصا وعرضا سنعيش معها اختلافاً كثيرا ومحتدماً في موضوعة التلقي، لأنني أقول دائما أن هذا المشروع يحتاج الى ردود افعال غير منفعلة، هادئة ، تستطيع ان تستوعب ما يحدث أمامها من أفكار وطريقة التعبير عنها ، وبعد ذلك يمكن لها أن تكوّن رأياً نقدياً بما شاهدت.. ولكن هذا الأمر لا يتوفر عادة عندنا عربيا وعراقيا إلاّ عند القلة القليلة من المتلقين ، هذه حقيقة أعتقدها أزمة صاحبت نصوصي وعروضها، بل راح البعض يكتب سطرا واحدا امام جهد فكري وجمالي استمر لأشهر طويلة منطلقا من ردود افعاله المنفعلة، لذلك لن استغرب أننا سنواجه اختلافا في وجهات النظر، وهناك من سيرفض هذا العرض جملة وتفصيلا لأنه سيعتقد بأنه يريد تهديم التابو الذي يؤمن به تماما، والبعض الآخر سيجده فتحاً على مستوى النص وشكل العرض الذي أراده غانم حميد صادما لهم، وجهات النظر المختلفة هذه هي التي ستصنع حواراً يمكن أن يجعلنا نصل الى نتائج هادئة ومهمة لمسرحنا العراقي. 

*كلمة أخيرة...

- أنت من القلائل جدا استاذ عبد العليم الذين يواكبون التجربة المسرحية بدءً من لحظات الكتابة الأولى الى البروفات والعرض بعد ذلك، وتتحوّل لقاءاتك مع فريق العمل ككل الى مصدر مهم من مصادر العرض التي يمكن ان يرجع لها الناقد والباحث على حد سواء. لذلك كلمات الشكر والامتنان لا تفي حقك ايها الرائع.

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

فعاليات مشروع "الفن لغة للتعايش" لجمعية الأوركيد نحو زرع بذور المسرح والثقافة

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

عرض مسرحية "قصة حديقة الحيوان" في إطار المهرجان الوطني للمسرح

الهيئة العربية للمسرح تعلن ورشة فن الممثل مع فاضل الجعايبي

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تعلن ورشة فن الممثل مع فاضل الجعايبي


أعلنت  الهيئة العربية للمسرح عن تنظيم ورشة يؤطرها الفنان الكبير فاضل الجعايبي وذلك ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي في تونس من 10-16 يناير 2018 على الراغبين بالمشاركة كمتدربين في هذا الورشة ملئ الإستمارة التالية حيث سيتم اختيار 12 متدرب من بين المتقدمين وتتكفل الهيئة بتغطية…



الأحد، 26 نوفمبر 2017

صدور «الموسوعة العالمية لأعلام المسرح»

مجلة الفنون المسرحية

صدور «الموسوعة العالمية لأعلام المسرح»


تم صدور "الموسوعة العالمية لأعلام المسرح" الجزء الأول (حرف الألف) للكاتب والناقد المسرحي علاء الجابر، ، والتي تقع في نحو 900 صفحة من القطع الكبير.

وتضم الموسوعة في جزئها الأول، ما يزيد على 600 اسم من الأسماء التي عملت في المجال المسرحي، من كل دول العالم، وفي جميع التخصصات، العملية والنظرية، ما بين مؤلف، مخرج، ممثل، سينوغراف، فني إضاءة، باحث، ناقد، ومترجم... إلخ.

وقد أصدر الجابر موسوعته بعدما لاحظ غياب العديد من الأسماء العربية والخليجية عن معظم الموسوعات العالمية والعربية على حد سواء، واكتفاء الكثير منها، بأسماء الرواد فحسب. آملا أن تقدم الموسوعة مادة توثيقية مهمة للأسماء التي عملت في المسرح وأخلصت له، وفي المقابل للباحثين والمهتمين في هذا الجانب.

ومن بين مئات الأسماء الأجنبية، العربية، والخليجية، يضم حرف الألف عدداً من الأسماء الكويتية منها: عايشة ابراهيم، خليل اسماعيل، ليلى أحمد، موسى آرتي وآخرون، بينما يتم الإعداد للجزء الثاني من الموسوعة، الخاص بحرف الباء، والذي سيضم مئات الأسماء من العاملين في المجال المسرحي.

وفي مقدمه يشير الجابر إلى المعايير التي وضعها للعمل، والتي قننها بعدد سنوات معينة، وعدد من الأعمال، من دون النظر لقيمة المنجز أو أهميته، حتى لا تصبح عملية اختيار الأسماء خاضعة للذائقة الشخصية، وأحكام القيمة.

صفاء البيلي الفائزة بجائزة أحسن نص فى مسابقة الهيئة العربية للمسرح: الكتابة للطفل أصعب الأنواع..

مجلة الفنون المسرحية

صفاء البيلي الفائزة بجائزة أحسن نص فى مسابقة الهيئة العربية للمسرح: الكتابة للطفل أصعب الأنواع.. 
يجب بذل الجهد لبناء عقل النشء.. والعمل الفائز يدعو لقبول الآخر وتنمية المجتمع.. صفاء البيلى: مسرح بلادى لم ينتبه لأعمالى


أحمد منصور - اليوم السابع 


اعتادت على حصد الجوائز العربية عن نصوصها المسرحية، واتجهت للكتابة للطفل لأنها تؤمن بأن النشء ليس ساحة للتجارب بقدر ما هو كيان علينا احترامه وتقديره وبذل الجهد لبناء عقله، ولكن رغم ذلك لم تأخذ حقها فى مصر، فلم ينفذ من نصوصها إلا عمل واحد، هى صفاء البيلى الفائزة بجائزة أحسن نص فى مسابقة الهيئة العربية للمسرح النسخة العاشرة، كان لـ "اليوم السابع" هذا اللقاء معها..

هذه ليست المرة الأولى التى تتوجين فيها بجائزة أحسن نص مسرحى للطفل؟

نعم ليست هذه هى المرة الأولى التى أشرف فيها بحصولى على جائزة الهيئة العربية للمسرح، فقد كانت المرة الأولى عندما فاز نصى "استغماية" عام 2013، وفى المرة الثانية صعد نصى "صندوق الحكايات" للقائمة القصيرة فى العام 2014، أما المرة الثالثة فحصول نصى "كوكب ورد" وهو فى الخيال العلمى لفئة اليافعين على المرتبة الأولى هذا العام 2017.

اخترت الكتابة للطفل..كيف نجحت فى هذا الرهان الذى يعد الأصعب؟

مجال التأليف للطفل هو الأصعب بالفعل لكنه الأمتع، والأكثر قدسية بالنسبة لى، فحينما أشرع فى الكتابة للطفل أتهيأ نفسيا وروحيا ممن هو مقبل على صلاة من نوع خاص، أحمل لغتى وأشعارى وكل الثقافات التى حواها عقلى وتربى عليها وجدانى واكتسبتها من خلال تجارب الحياة، أتمهل فيها كأننى أسير على حدود الصراط فأحاول ألا يشوبها زيادة ولا نقصان، وأرى أن ما يرهق الكاتب فى المقام الأول هو الوقوع على فكرته التى يمكن أن يعالجها ويقدمها للطفل لا ليختبرها فيه، بل ليراها من خلال عينيه ومدركاته، فالطفل ليس ساحة للتجارب بقدر ما هو كيان علينا احترامه وتقديره وبذل الجهد لبناء عقله معه، إذن خرج الكاتب من سلطة الملقن إلى خانة المشارك والداعم، والمثير للوصول معه إلى كوامن طاقاته ليطلقاها معا فى فضاءات الكون الواسع.

ما تفاصيل النص الفائز.. موضوعه وكواليس كتابته؟

"كوكب ورد" هو نص من الخيال العلمى موجه لفئة الفتيان، أى من سن 12حتى 18 عاما، ويدور حول تلاقح الأفكار وتصحيح الرؤى، ومعايشة الآخر وقبوله لتستمر الحياة، حيث مجموعة من الفتيان والفتيات يتوجهون لمركز الفضاء الذى أعلن عن رحلة إلى كوكب المريخ، وعلى الرغم من الشروط القاسية التى وضعها المركز إلا أن هناك من يتحمس لفكرة الصعود، واستعد لها بأفكار جديدة معتقدا أنه سيخدم الإنسانية من خلالها، وكان من بين تلك الشروط التى تدفع أى من كان للتفكير آلاف المرات فى خوض هذه المغامرة، أن هذه الرحلة بلا عودة، يمر الفتيان بالاختبارات، يصعدون للمريخ، الذى يستشعر أهله بالخطر البشرى القادم فيستعدون لهم بكافة الأسلحة المتقدمة، من خلال الأحداث تبدأ المجموعة الأرضية فى قالب كوميدى بتفكيك كل الآراء الخاطئة التى ترسخت فى أذهان المريخيين عن أهل الأرض، لتصبح مهمة المجموعة أصعب، فالآن عليهم القيام بمهامهم الانسانية تجاه الكون، ومهامهم تجاه كوكبهم الأم، من خلال تغيير مفاهيم أهالى كوكب المريخ عنهم، فهم ليسوا قتلة ولا متوحشين لكونهم يأكلون اللحوم.. مثلا، لقد حول الأرضيون كوكب زحل أو الكوكب الأحمر إلى جنة، حيث زرعوا صحراءه، وغيروا كيمياء الملكة فعرفت الحب. النص يدور فى قالب كوميدى غنائى، وأعتقد أنه عند تحويله لعرض يصلح تماما للطفل فى أعمار عديدة، وأسرته معه.

كيف تقرأين واقع المسرح فى مصر وخاصة مسرح الطفل؟

واقع المسرح فى مصر، صار مثله مثل واقع المسرح فى الوطن العربى يحتاج إلى الكثير من الدفع بوجوه جديدة فى كافة تفاصيله، وعلى البيت الفنى للمسرح إلزام كل فرقة بإنتاج وتقديم النصوص التى تتناسب مع استراتيجيتها ليحدث التنوع المطلوب، ولا تعتمد على ما هو حاصل الآن من سواد الأعمال المعدة عن نصوص مترجمة، والأعمال نتاج الورشات، كما أن عليها التنويع كيفا، فيقدم المسرح المكتوب بالعامية والفصحى والمسرح الشعرى، وكذلك تقديم المسرح الشعبى والتجريبى والطليعى والكلاسيكى، وقبل كل هذا، وذاك تقديم العروض التى تمس قضايا الوطن والمواطن.


هل نفذت نصوصك منذ بدايتك الكتابة على خشبة المسرح؟

لم تجسد أعمالى على خشبة المسرح بسهولة، بل أن مسرح الدولة لم يقدم لى سوى عرضا واحدا هو عرض "ثرى دى"، من اخراج الفنان محمد علام، وبطولة مجموعة من شباب المسرحيين النوابغ، وعرض لأكثر من ثلاثة أشهر وكان من أنجح الأعمال المقدمة على خشبة مسرح الطليعة لعام 2015، ولى عدة نصوص مقدمة فى عدد من المسارح منها ما تمت الموافقة عليه من قبل لجنة القراءة الخاصة بهم، ومنها ما أخذ كعبا دائرا على جميع المسارح، دون أن ينفذ مع أن النص لم يرفض ولم ينتقد، ويبدو أن لمديرى المسارح فى البيت الفنى لاحظوا فى نصوصى شيئًا لا أعرفه، على الرغم من أن نفس الفرق التى تصمت أمام نصوصى التى أجزم بجودتها، ولا تتحمس لتقديمها على خشبات مسارحها، هى نفسها تقدم عروضا لا تلتزم بجماليات المسرح الذى نريد، وأتمنى أن تتغير صيغة تعاملهم مع نصوصى مع ندرة الكاتبات المسرحيات ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم العربى ككل.



السبت، 25 نوفمبر 2017

كوريا الجنوبية تقوم بإنتاج مسرحية "آنّا كارينينا" الروسية

"روميو وجولييت" يحقق نجاحا في مسرح البولشوي

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

الهيئة العربية للمسرح : تمديد قبول طلبات المشاركة في مهرجان المسرح العربي في تونس

مجلة الفنون المسرحية

 الهيئة العربية للمسرح :  تمديد قبول طلبات المشاركة في مهرجان المسرح العربي في تونس 



أعلنت الهيئة العربية للمسرح : عن  تمديد قبول طلبات المشاركة في مهرجان المسرح العربي في تونس وذلك استجابة لطلب المسرحيين في المغرب وتونس والكويت وتفهما لظروف التأخير في مواسمهم المسرحية ، فقد قررت الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح ولجنة المشاهدة العربية في الشارقة ، تمديد أجل قبول استكمال الملفات للمسرحيات الراغبة بالمشاركة وقبول ملفات جديدة حتى مساء الأربعاء 29 نوفمبر 2017  .

ترسل الملفات على الآميل : festival.atitheatre@gmail.com

ختام فعاليات ورش في مجال التمثيل والإخراج والسيناريو والحوار في مصر

مجلة الفنون المسرحية

ختام فعاليات ورش في مجال التمثيل والإخراج والسيناريو والحوار في مصر 

برعاية وزارة الشباب والرياضة وضمن خطة مشاريع الادارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية برئاسة أ.د/أمل جمال سليمان - وكيل الوزارة ..انتهت ورشة العمل الثانية لعام ٢٠١٧ مع مجموعة من الشباب المتميزين في مجال التمثيل والإخراج والسيناريو والحوار 
وكان نتاج وحصاد ورش العمل خلال أربعة أيام متتالية مشروعين لمجموعتين من خلال الارتجال علي نص مكتوب وهو النص الشكسبيري " حلم ليلة صيف " وتقديمه برؤيتين مختلفتين من خلال مجموعتين للعمل 

وأوضح الفنان  مازن الغرباوي، ممثل ومخرج مسرحي، الخطوات العملية لتنفيذ عمل مسرحي ولخصها في إختيار النص والبحث عن المدرسة الدرامية و التفسير الدرامي و عمل ملفات شخصية للممثليين .

جاء ذلك خلال ختام فعاليات ورش عمل التمثيل المسرحي والإخراج والسيناريو والحوار للموهوبين من مديريات الشباب والرياضة من مسابقة إبداع، والذي نفذتها الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بوزارة الشباب والرياضة خلال الفترة من 19 - 21 نوفمبر الجاري بمركز التعليم المدني بالجزيرة.

بمشاركة الفنانة وفاء الحكيم، والدكتور خالد الحكيم، والأستاذ إبراهيم الحسيني، بالإضافة إلى الدكتور مازن الغرباوي.

وطالب الغرباوي الشباب بضرورة تعميم الأفكار الصحيحة عن المسرح ، فكل شاب من المشاركين ليس مسئول عن نفسه فقط بل أصحابه والمكان الذي يسكن فيه لنشر الفكر المسرحي الصحيح .

وأشاد الغرباوي بعرض الشباب المشارك لويلبام شكسبير بعنوان " حلم ليلة صيف " وطالبهم بالمزيد من الجهد في القادم ، وتمنى لهم دوام النجاح والتميز ورؤيتهم عن قريب في أعمال مسرحية تحوي إعجاب الجميع .

وأكد إبراهيم الحسيني، عضو لجنة التحكيم على أن كل ممثل ممن أدوا دوره في العرض كان ينقصه شئ معين ، مشيرا ان هناك مجموعة من المواهب الكوميدية الواعدة .
















مشاركة إماراتية متميزة في مهرجان الأردن المسرحي

مجلة الفنون المسرحية




مشاركة إماراتية متميزة في مهرجان الأردن المسرحي


الإمارات نيوز:

أكدت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن مشاركة الإمارات في مهرجان الأردن المسرحي يأتي دعما للحركة المسرحية العربية وفرصة لتبادل الخبرات بين الفنانين العرب من أجل الارتقاء بالمشهد المسرحي عربيا سواء على مستوى المعالجات الفنية للقضايا المحلية، أو التطوير على المستوى الفني للمسرح الذي يعد مرآة لثقافات الدول، موضحة أن المسرح الإمارات خطى خطوات واسعة نحو التألق والتميز على المستوى العربي، وأن لدينا كوكبة من النجوم في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل، وأن المسرح يحظى بدعم مستمر من قبل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بتوفير فرص الاحتكاك محليا وعربيا وعالميا.

وقام وفد وزارة الثقافة وتنمية المعرفة المشارك في مهرجان الأردن المسرحي ممثلا لدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الفنان عبد الله صالح بعقد عدد من اللقاءات بالوفود العربية المشاركة بالمهرجان عقب حفل الافتتاح، في إطار تبال الخبرات والتعرف على التجارب العربية المتميزة في مجال المسرح، كما يستعد أبطال مسرحية "البوشية" للمشاركة في المسابقة الرسمية بالمهرجان ممثلة لدولة الإمارات، والعمل من  تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج مرعي الحليان، وبطولة الفنانة ميرة، والفنان خالد البناي والفنان حسن بلهون.

يذكر أن إدارة المهرجان اختارت المخرج الإماراتي حسن رجب ليكون أحد أعضاء لجنة التحكيم المهرجان في دورته الـ24 والتي تستمر حتى الـ25 من شهر نوفمبر الجاري.


المسرحية الكويتية «عطسة» تفوز بالجائزة الذهبية في مهرجان الأردن المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

المسرحية الكويتية «عطسة» تفوز بالجائزة الذهبية في مهرجان الأردن المسرحي 

كونا :

فازت المسرحية الكويتية «عطسة» بالجائزة الذهبية في مهرجان الأردن المسرحي الـ 24 الذي اختتم فعالياته مساء الثلاثاء.

وتسلم الجائزة الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش ومخرج العمل عبدالله التركماني بحضور سفير الكويت لدى الأردن الدكتور حمد الدعيج وأعضاء فرقة المسرح الكويتي.

وأعلنت لجنة تحكيم المهرجان أيضا عن فوز المسرحية الأردنية «شواهد ليل» بالجائزة الذهبية مناصفة مع العمل الكويتي وذهبت الجائزة البرونزية للمسرحية الجزائرية «كارت بوسطال»، في حين تم حجب الجائزة الفضية.

ومسرحية «عطسة» من تأليف الكويتي محمد المسلم ومستوحاه من قصة الكاتب الروسي أنطون تشيخوف «وفاة موظف»، حيث تسلط الضوء على الحاجة الفطرية المسلوبة لدى الإنسان والنظرة الطبقية في المجتمع.

والعمل هو من بطولة الفنانين عبدالعزيز النصار وسارة التمتامي ومبارك الرندي وخالد الثويني وعدنان بالعيس وفهد الخياط وناصر حبيب وآخرين.

ويضم الوفد الكويتي المشارك في المهرجان كلا من الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب رئيس الوفد إلى مهرجان الأردن المسرحي الـ 24 الدكتور بدر الدويش والمسؤول بمكتب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خالد الشويعي والمراقب بإدارة المسرح فالح المطيري وأعضاء فرقة المسرح الكويتي برئاسة الفنان أحمد السلمان.

وعرضت ضمن فعاليات مهرجات الأردن المسرحي التي بدأت أمس الماضي عشرة أعمال مسرحية من دول الأردن ومصر والإمارات والعراق وفلسطين والجزائر والسودان والكويت.

وأعقبت العروض المسرحية ندوات فكرية ونقدية وورش تدريبية شارك فيها أكاديميون ومتخصصون في الفن المسرحي.

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

مهرجان لبنان للمسرح الملحمي

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان لبنان للمسرح الملحمي

إفتتحت فعاليات الدورة الأولى من مهرجان لبنان للمسرح الملحمي والذي تنظمه إدارة مسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون في صالة سينما ستارز في مدينة النبطية، وذلك في حضور وفد من السفارة العراقية وبلدية النبطية ووزارة الثقافة اللبنانية وعدد من الاهالي والطلاب، واستهلت العروض بمسرحية "حي على الوطن" للممثل العراقي أسعد مشاي ،ومن تأليق الكاتب أحمد هاتف ،كما وعرضت مسرحية "ليلة مع الحسين" لفرقة لكش للتمثيل في الشطرة ، تأليف طالب خيون وإخراج زيدون داخل ،وتمثيل ضياء الشطري وعلي هاشم الشطري ومريم شريم ونور حميد .
وقد تناول العرض فكرة الثورة على الظلم والفساد ومحارية الاستبداد والبحث عن الحرية من أجل الحق والانسانية،وتلى العروض مناقشة مع الجمهور، وإقيمت ندوة قدمها الدكتور حازم هاشم حول واقع المسرح الملحمي في الوطن العربي .
بالاضافة، إقيمت ندوة قدمها الدكتور حازم هاشم حول واقع المسرح الملحمي في الوطن العربي.
هذا وإختتمت العروض بعرض فيلم وثائيقي حول جمعية تيرو للفنون، تناول أهدافها في تفعيل الحركة الثقافية والفنية في المناطق والقرى المهمشة من خلال إيجاد المنصات الثقافية وفتح دور السينما المقفلة كسينما الحمرا وستارز وريفولي،وإقامة الورش التكوينية والنشاطات الفنية وتنظيم المهرجان السينمائية والموسيقية والمسرحية كمهرجان لبنان المسرحي ومهرجان السينما الأوروبية، ومهرجان فيلم 100 ثانية، وأيّام فلسطين الثقافية، ومهرجان صور الموسيقي والسينمائي الدولي، وتناول الفيلم إتفاقية التعاون الثقافي بين صور وبغداد، والشراكة السينمائية مع مهرجان الصيف السينمائي في مدريد، والتبادل الثقافي مع مدرسة ريتفيلد في هولندا، ومعارض الصور والكرنفالات .


الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

مؤتمر ثقافة الطفل العربي يوصي بإنشاء مجلس أعلى لأدب الطفل

مجلة الفنون المسرحية


مؤتمر ثقافة الطفل العربي يوصي بإنشاء مجلس أعلى لأدب الطفل



خالصة بنت عبدالله الشيبانية – عمان 


أوصى المؤتمر العلمي الدولي الأول حول ثقافة الطفل العربي بين الواقع وتحديات المستقبل بضرورة عقد شراكة مع مختلف المؤسسات التي تعمل في حقل ثقافة الطفل والحرص على مواصلة تنظيم المؤتمر بشكل دوري كل سنتين، وطبع محاضرات الملتقى في كتاب خاص، وتوزيعه على نطاق واسع داخل السلطنة وخارجها بقصد تثمين مشاركات الأساتذة وتعميم الفائدة على كل المهتمين بثقافة الطفل، وتنظيم مسابقة للأطفال في المؤتمر القادم تخصص لموضوع أدب الطفل وتشكل لجنة خاصة لها وقانون أساسي وترصد لها جوائز قيمة تشجيعًا للإبداع الأدبي في مجال الكتابة للأطفال.

كما أوصى المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس بفندق شيراتون مسقط تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي بتخصيص جلسات للأطفال المبدعين في المؤتمر القادم لقراءة إبداعاتهم الشعرية والقصصية تشجيعًا لهم على مواصلة الكتابة والإبداع في هذا الفن، ودعوة وزارة التربية والتعليم لإنشاء مجلس أعلى لأدب الطفل يعنى بوضع الاستراتيجيات ورسم الخطط الخاصة بثقافة الطفل، كما أوصت اللجنة العلمية بأن يتناول المؤتمر القادم موضوع «ثقافة الطفل في مجتمع المعلومات»، نظرًا للأهمية الكبيرة التي أصبح يحتلها الإنترنت في حياتنا اليومية ودوره في تشكيل ثقافة الطفل وإعداد الأجيال القادمة.
وكرم المؤتمر في ختام جلساته الشخصيات التي ساهمت في تأسيس ثقافة الطفل في السلطنة وممثلي المنظمات الدولية والعربية المشاركين في المؤتمر مثل المنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم ومنظمة اليونيسكو والمحور العالمي الإنساني للطفولة وأبحاثها وجمعيات تهتم بالأطفال ذوي الإعاقة وتساندهم بالسلطنة ومن بينها معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ومدرسة الأمل للصم بمسقط إضافة إلى المشاركين بالمؤتمر.

وألقى الشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول أحد المشاركين بالمؤتمر كلمة قال فيها: إننا نسعى إلى أن يستقبل أطفالنا العالم أكثر إشراقًا وأكثر بهجة ومرحا حتى وإن كان الواقع أكثر يأسًا وإحباطًا، مشيرًا إلى أن الكاتب للأطفال لا يزيف الواقع ولكنه يريد أن تتفتح الوردة وتصبح أكثر إشراقًا وجمالًا ويريد مستقبلًا أفضل للبشرية وللعالم.
وتناول المؤتمر في الجلسة العلمية الأخيرة جهود الفرق المسرحية الأهلية العمانية في مجال مسرح الطفل الواقع والتحديات حيث أكدت الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية من جامعة السلطان قابوس أن المسرح يعد أحد الأوجه الثقافية للطفل في السلطنة، وأوضحت جهود الفرق المسرحية الأهلية العمانية في مجال مسرح الطفل والواقع والإمكانيات المتاحة للفرق المشتغلة على هذا المسرح والتحديات والفرص التي يجب العمل عليها للنهوض بمسرح الطفل العماني.
وناقش المؤتمر الأبعاد المعرفية في مجلات الأطفال ودورها في تنمية الثقافة لدى الأطفال، حيث أسفرت دراسة قدمها الدكتور صفا لطفي من كلية الفنون الجميلة ببابل عن نتائج أهمها الأبعاد المعرفية التي اعتمدتها أغلفة المجلات التي تتمثل بأبعاد التعاون، والمحبة، والثقافة العامة، وغيرها من الأبعاد المعرفية. كما تعرّض الملتقى للإشكالات البنيوية والأبعاد التداولية لأدب الأطفال في العالم العربي، وتناول الدكتور الطاهر بن يحيى من كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة بتونس المكانة الهامشية لأدب الأطفال في المؤسسات النقدية سواء تعلق الأمر بالمؤسسات الجامعية المختصة أو بالمؤسسات الثقافية العامة المتمثلة في دور النشر أو الملتقيات النقدية الدورية.
وقد استضاف المؤتمر الدولي الأول حول «ثقافة الطفل العربي بين الواقع وتحديات المستقبل» باحثين في مجال علم نفس الطفل وعلم اجتماع الطفل، وأدب الطفل، ومسرح الطفل، وفلسفة الفن والموسيقى، وباحثين أكاديميين متخصصين في مجال الطفل وعلوم التربية، لمعالجة الإشكاليات المتعلقة بواقع ثقافة الطفل العربي، ومحاولة تلمس سبل تأسيس ثقافة واعية تسهم في صقل شخصيته وتحقق توازنه النفسي في فترات تكونه المختلفة، كما اطلع المؤتمر على مدى ثلاثة أيام على مصادر ثقافة الطفل العربي وواقعها وثقافة الطفل من منظور الدراسات الإنسانية، ومستقبلها، وتطرق إلى تجربة السلطنة في هذا المجال من خلال حلقات عمل تهتم بإبداعات الطفولة العمانية في الرسم والكتابة الشعرية والنثرية دون استثناء الأطفال ذوي الإعاقة.

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

نهاد صليحة بين المسرح والحياة

مجلة الفنون المسرحية

نهاد صليحة بين المسرح والحياة


جرجس شكري - نزوى



حياة نهاد صليحة ، حياة مسرحية ، فهي شخصية درامية منذ أن بدأت علاقتها بالمسرح وهي تلميذة في مدرسة شبرا الثانوية ، حياة مليئة بالمفارقات والصخب ،لم تكتب نهاد المسرح ولكنها عاشته في حياتها ليس فقط بالدراسة وارتياد المسارح بل تمسرحت ، إذا جاز التعبير فالمخرج أو الكاتب يمسرح واقعةً ما ليقدمها على خشبة المسرح ، ونهاد عاشت لتمسرح كل تفاصيل حياتها وحدث ذلك بالفطرة ،إذ كانت تعى أن اللعب أساس المسرحة.

– 1 –
نهاد صليحة مواليد شبرا 1945 ، تمنت وحلمت بمهنتها التي سوف تكون مستقبلها مثل كل الأطفال، حلمت أن تكون مراسلة صحفية، حتى تجوب العالم، ودرست اللغة الإنجليزية حتى تدعم هذه الفكرة، ولم يخطر المسرح لها على بال، على الرغم من أنها مارست التمثيل في مدرسة شبرا الثانوية، من خلال مسرحيتين لشكسبير «كما تهوى» و«تاجر البندقية»، وفي الأخيرة أدت دور «شايلوك» التاجر اليهودي، وبالطبع في المسرح المدرسى على الممثل أن يعد ملابس الشخصية وما يلزمها من إكسسوار، فاستعارت جلباب والدها وعباءته ، وفكرت ماذا تفعل في مشهد «الرطل» الشهير، فتفتق ذهنها المسرحي عن حيلة مسرحية مدهشة فسألت الجزار الذي ما زالت تذكر اسمه «عم عطية» أن يمنحها ميزانه القبانى، وبالفعل خبأته تحت العباءة وأبرزته في المشهد، وفي الجامعه اختارها رشاد رشدى لتشارك بالتمثيل في مهرجان شكسبير حيث كانت الجامعة تحتفل بمولده بالتعاون مع معهد الفنون المسرحية وأدت دور «هيرما» في مسرحية «حلم ليلة صيف» لشكسبير أيضاً، وكأن شكسبير قدرها الذي سوف تسافر إلى بلاده بعد قليل وتشاهد مسرحياته في مسقط رأسه، وبالفعل أدت الدور مع هناء عبد الفتاح ورباب حسين وسعيد طرابيك، وهذه المسرحية تم تقديمها في المهرجان كاملة، مع مشاهد من «هاملت، عطيل، وأنطونيو وكليوباترا»، وأدت دور ديدمونة، وربما بدأ يراودها حلم التمثيل في تلك الفترة، ولكن لم يفارقها حلم السفر، وما زالت تحب اللغة الإنجليزية. وفي مهرجان شكسبير أيضاً تعرفت على الدكتور محمد عناني الذي كان معيداً في قسم اللغة الإنجليزية وتمت خطبتهما في نهاية العام الدراسى للسنة الثانية من الدراسة في كلية الآداب لتقضي عام 1965 مع خطيبها ورفاقه وتتعرف على أوساط المثقفين في القاهرة، ترتاد المسارح وتلتقى الشعراء والكتاب، ذهبت إلى مجلة المسرح وسمعت الشعر من صلاح عبد الصبور. وكان عناني يسألها عن مستقبلها فكانت تجيب بأنها الآن ترغب أن تكون ممثلة، وتقول: «لولا سفره ولحاقى به فيما بعد لربما تغير مستقبلى ودخلت مجال التمثيل»، فسرعان ما سافر الدكتور محمد عناني للدراسة في بعثته إلى انجلترا وكانت نهاد صليحة لا تزال في الليسانس، ثم لحقت به، إذ تم الزواج عبر توكيل أرسله الدكتور عناني لأخيه مصطفي، وسافرت الزوجة إلى زوجها وحملت معها العود الخاص به، فلم يكن هناك حفل زفاف أو بيت للزوجية، فقط عروس بملابسها العادية في يدها حقيبة بداخلها قليل من الملابس والكتب وبالطبع عقد الزواج، وفي يدها الأخرى آلة زوجها الموسيقية. وكما ذكرت عاشت نهاد صليحة حياة تمت مسرحتها من قبل، وكأن ثمة كاتب أو مخرج يقوم بهذا الدور، فهي تعيش سلسلة من المشاهد الدرامية والعبثية أحياناً.

– 2 –
في إنجلترا كان عليها أن تجد عملا، لأن راتب الزوج في البعثة خمسون جنيها، تضاف إليها ثمانية جنيهات في حال سفر الزوجة، فعملت في السفارة السودانية وكان الدكتور عناني يعمل إلى جوار الدراسة في إذاعة الـ«بى بى سى»، وقدمت في جامعة SUSSEX للحصول على درجة الماجستير، وكانت الدراسة لمدة عام من خلال قسمين، الأول بحث حول الرواية في القرن العشرين، والثاني حول تاريخ الكوميديا الإنجليزية من العصور الوسطى حتى عصر شكسبير، وبعد الدراسة يتم تقديم بحث كبير وقدمته عن الروائى الإنجليزي «جوزيف كونراد» صاحب رواية «قلب في الظلام»، وقدمته تحت عنوان «مشكلة الوفاء في حياة كونراد»، وحتى تلك اللحظة لم تكن قررت احتراف المسرح أو العمل به، فكان حلم التمثيل قد توارى ولكن في الأفق ما زال يلوح حلم المراسلة الصحفية التي سوف تجوب العالم.
سألتها: لماذا الرواية أثناء الدراسة في بحث عام، ثم الأطروحة النهائية للماجستير حول كونراد؟.. فقالت لى: «فكرت في شكسبير لكنه كان يحتاج إلى وقت طويل والأحوال المادية لم تكن تسمح بذلك، بالإضافة لحبى لجوزيف كونراد وحياته الغريبة وموضوعه الأثير في أعماله حول الشخصيات التي تخون نفسها، التي تتعرى أمام نفسها».
ونالت درجة الماجستر عام 1969، لكنها عادت إلى مصر في زيارة سريعة بعد وفاة جمال عبدالناصر الذي ارتبطت به في علاقة تكاد تكون روحية تتخللها العديد من المفارقات، إذ شاركت في جنازته الرمزية التي أقامها له المصريون والعرب في بريطانيا، وصممت على الرجوع إلى مصر وكأن من رحل هو أقرب الأقرباء لها، عادت لتتأمل الشوارع والطرقات بعد موت الزعيم! عادت لتطمئن على مصر وفق تعبيرها، وهذه العلاقة تدل بقوة على شخصية نهاد صليحة، ففي المرحلة الإعدادية ذهبت مع وفد المدارس إلى جامعة القاهرة لحضور لقاء عبدالناصر بأحد الضيوف وتفتق ذهنها المسرحي عن حيلة تليق بكاتب بمسرحي كبير، فقد أخذت مصحف أبيها وخبأته وجلست في الممر بحيث يكون خروجها سهلاً بعد انتهاء عبدالناصر من خطبته، فقد دبرت كل شيء ورسمت الحركة والسيناريو والحوار، وبمجرد انتهاء الخطبة قفزت إلى المنصة وأهدت المصحف للضيف واتجهت إلى عبدالناصر وبالطبع منعها الحرس، فأمرهم عبدالناصر «سيبوها»، فلم يكن الغرض هو إهداء الضيف المصحف، بل ذلك كان حيلة للوصول إلى عبدالناصر، فسلمت عليه وطبعت قبلة على خده وذهبت.. سألوها: ما اسمك؟ فقالت: «نهاد محمد». وعاتبها والدها صليحة لأنها لم تذكر اسمه حتى يفخر بها أمام زملائه في المصلحة، فردت بأن هذا شأن شخصى يخصها وحدها.
قلت إنها كانت تمسرح تفاصيل حياتها وتحولها إلى مواقف درامية بالفطرة. وأخبرتني فيما بعد بأنها قررت أن تكون من الأوائل في الثانوية العامة حتى تصافح عبدالناصر مرة أخرى وقد حدث، وقالت لى: «خُطب عبدالناصر كانت رائعة وكلامه كان أحلاماً لدرجة أنني كنت أحلم بالاستشهاد في فلسطين، كانت مرحلة الحرية والعزة والكرامة، كان كل شىء يدعو إلى الحلم، الأغاني، الشوارع، كل تفاصيل الحياة، أنا التي غنت وراء عبدالوهاب في ميدان التحرير مع زملائي في المدرسة، وحين مات لم أصدق، فوجدتنى أقول لزوجي لابد أن أعود إلى مصر فورا». هذه المواقف ليست حماسة شباب، بل لا تخلو من دلالة وتفسر علاقة نهاد صليحة بالفرق المستقلة وشباب المهمشين في التسعينات ومساهمتها الكبرى في تأسيس حركة المسرح الحر في أوائل التسعينات.

– 3 –
عادت إلى القاهرة قبل ستة أشهر من حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، عادت حتى لا تتحدث ابنتها الإنجليزية وتنسى العربية وعلى حد تعبيرها «حتى لا تكون ابنتي بنصف لسان»، وكانت قد أنجبتها في إنجلترا عام 1971 ، وبدأت في تكوين بيت الزوجية، لأن فرص العمل كانت قليلة بل نادرة. سافرت إلى السعودية لتعمل في جامعة الملك عبدالعزيز لمدة عام ونصف، وعادت إلى القاهرة ليتم تعيينها في أكاديمية الفنون عام 1977 وتبدأ رحلة البحث عن منحة لنيل درجة الدكتوراه من إنجلترا أيضا، وحدث ذلك في الفترة من 1982 إلى 1984، واختارت اللورد بايرون الشاعر والمسرحي الإنجليزي في أطروحة تحت عنوان «مسرح لورد بايرون قراءة حداثية» ونشرتها بالإنجليزية 1986.
علاقة نهاد صليحة بالمسرح ليست العلاقة الأكاديمية الجامدة والمحددة، بل هى علاقة إبداعية تتسق وتفاصيل حياتها، فمنذ أداء دور اليهودي في «تاجر البندقية» وهى في المرحلة الثانوية وحتى حصولها على الدكتوراه عام 1986 درست المسرح في مسارح إنجلترا، وفي رسالة الماجستير وفي رسالة الدكتوراه وفي الكتب درست الشعر والرواية، وذكرت أنها قدمت أول كتبها «المدارس المسرحية المعاصرة» لنفسها أولاً وكأنها تدرس مع نفسها هذه المدارس أو تفسر لنفسها ما هو غامض منها، وكيف تفرق بين هذه المدارس، ليس عن طريق مجموعة التقنيات، ولكن من خلال الأرضية الفكرية التي نشأت عليها هذه المدارس، فهي لا تنتمي إلى مدرسة مسرحية محددة كما يحبس الأكاديميون أنفسهم داخل قفص حديدى اسمه المناهج النقدية الصارمة، فهي نموذج للمثقف الذي يبحث مشروعه الثقافي طيلة حياته، وكل أفعاله تأتي في سياق هذا المشروع، فقد مارست التمثيل ودرست الشعر والرواية مع المسرح، وقالت لى إنها كانت تعمل في إنجلترا إلى جوار الدراسة حتى تستطيع أن ترتاد كل المسارح. وحين سألتها قالت لي: «أنا سيدة انتقائية، أنطلق من الأرضية الفكرية، وحين أشاهد عرضاً مسرحيا أذهب بدهشة طفل ودون مدارس أو قرارات، فالعرض نفسه يفرض مدخله، يفرض المذهب الذي يناسبه، البنيوية، التفكيكية، السيميائية، أو يفرض شيئاً آخر لا نعرفه».
سألتها ما المسرح؟
– المسرح لعبة، واللعب هو المسرح، المسرح فضّاح، المسرح كذبة.. وكيف أصدّق أنا كمشاهد الكذبة؟! إذا كانت في رأسي مدارس ومعتقدات وأفكار جاهزة ستفشل عملية المشاهدة.
وكيف تشاهدين العرض المسرحي؟
الفرجة على المسرح فن، عملية اشتباك وجودي بين الُمشاهد والعرض، يشتبك بكل كيانه في عملية تبادلية مع العرض.
لكن هناك قواعد لهذا اللعب؟
نعم هناك قواعد للعب، فالجسم البشرى عبارة عن لوحة، مكتوب عليها الكثير، وعلى المسرحي اللاعب أن يحذف كل ما هو مكتوب على هذا اللوح قبل أن يبدأ اللعب، يحذف المسلمات والمعتقدات، سواء أكان الممثل أو الكاتب الذي يجب أن يترك شخصياته في مسارتها الطبيعية دون أن يتدخل. فالمسرح الجيد الحقيقى هو المسرح الذي يثير الفرحة والدهشة في نفس المتفرّج من خلال التشكيل الجمالي، والبناء الدلالى للصورة في نفس المتفرج للصورة المسرحية «السمعية البصرية»، فينزع عن عينيه غشاء العادة ليستعيد براءة النظرة الطفولية الأولى إلى العالم والبشر، وكلّ ما غدا اعتياديا ومألوفا، إنه المسرح الذي يثير النفس، والعقل، ويحرّك الذاكرة وأشجان القلب وأشواق الروح. أما المسرح الردىء فهو المسرح المزيّف، ومسرح الزيف، والنقيض للمسرح الجيّد، وحول قصوره وعجزه عن بلوغ مستوى الإبداعية الحقة برداءته.. إنّه المسرح الذي لا يُتقن لغاته، ولا يُجيد توظيف أدواته، فيفشل في إبداع تكوين جمالي ودلالي يمتع المتفرّج، بل يصبح عبثاً على السمع والبصر، وهو المسرح الذي يتّسم بالجبن والخنوع، ويوثر السلامة، فيظل يدور في فلك الأفكار السطحية، والشعارات الجوفاء، والأنماط المستهلكة، فلا يثير الروح، أو الفكر، والفكرة، أو الذاكرة، ويصيب المتفرّج بالبلادة بدلا من الدهشة، وبالإغماء بدلا من التوهج، وبالملل بدلا من المتعة، وبالخمول بدلا من التألق. ولعل أفضل وصف لهذا المسرح هو «المسرح القاتل» في تعبير بيتر بروك.

– 4 –
احترفت نهاد صليحة النقد المسرحي في أوائل الثمانينات من القرن الماضى، وحكت لى أنها أول مرة تكتب فيها النقد المسرحي من خلال رسالة ترد فيها على الدكتور سمير سرحان بعد أن أرسل لها نصا مسرحيا، وبدأت بالكتابة في مجلة الإذاعة والتلفزيون، ثم مجلة روزا اليوسف ومجلة المسرح، وقالت لى إنها كانت تمارس ثلاثة مستويات من النقد في المجلات الثلاث، الدراسة التحليلة في مجلة المسرح، والمقال الطويل في مجلة الإذاعة، والملاحظات المكثفة في مقال قصير في مجلة روزا. وظلت تكتب النقد المسرحي باللغة العربية في مجموعة من المجلات وكان حصادها مجموعة من الكتب منها أمسيات ثقافية، المسرح بين النص والعرض، شكسبيريات، عن التجريب سألونى، وكتب أخرى.
في كتابها الثالث «أمسيات مسرحية» 1987، والذي جاء بعد «المدارس المسرحية المعاصرة»، و»المسرح بين الفن والفكر»، وكان أول كتبها الذي يضم مجموعة من المقالات النقدية حول مجموعة من العروض المسرحية في مصر وحصاد مشاهدة عامين، يتعرف القارى على منهجها وانحيازها لجيل الشباب، فالإهداء «إلى شباب الحركة المسرحية الواعدة في مصر»، وتصف هؤلاء للقارئ بأنهم طلائع الموجة المسرحية القادمة في مصر التي ستعيد، بل وتتخطى أمجاد الستينات، وتضع أول عناوين الكتاب «هذا المسرح هو الأمل»، وتطرح في وقت مبكر في مصر مصطلح المسرح البديل الذي يقدم بديلاً فكرياً وفنياً للمؤسسة المهيمنة سواء كانت رسمية أو تجارية، وتقول «لكن المسرح البديل في مصر يختلف عن صنوه في الغرب. فالمسرح البديل في الغرب لا يزال بعد نشاطا هامشيا لا يشكل حركة فكرية وفنية نامية ومستمرة، فهو نشاط أقليات مثقفة لا تربطها صلات وثيقة بقاعدة شعبية عريضة. أما المسرح البديل في مصر فهو يعد بأن يصبح مسرح الفلاح والعامل والطالب والإنسان العادى، وهو مسرح يسير بخطوات ثابتة ليحتل مركز الحركة المسرحية في مصر». وتحققت النبوءة، وشهدت حقبة التسعينات ولادة الهامش أو المسرح الحر أو المستقل، وكانت الفكرة قد بدأت في ثمانينات القرن الماضى، ليغير المسرح البديل أو هذا الهامش بنية الحركة المسرحية في مصر في تسعينات القرن الماضى. والكتاب يخصص مساحة كبيرة لمسرح الأقاليم والمسرح المتجول، ويهتم بالمسرح البعيد عن أضواء العاصمة. وفي كتابها المسرح بين النص والعرض تتناول قضية مهمة وهي الصراع المحتدم بين المؤلف والمخرج، والفصل التعسفي بين النص الدرامى الذي يُكتب للمسرح وبين الأداء التمثيلى لهذا النص الذي يحوله إلى عرض مسرحي حي أمام الجمهور، وتتساءل: كيف حدث هذا والمسرح نشأ عملاً جماعياً تكاملياً يتحقق من خلال اتحاد وتناغم مجموعة من العناصر يمثّل النص الحواري المنطوق أحدها فقط، وتتضافر جميعها لإنتاج التجربة المسرحية؟ وفي كل إصدار كانت تضع حجراً راسخاً في معمار مشروعها النقدي للمسرح، وجاء كتاب «عن التجريب سألونى» حول مفهوم التجريب في المسرح وكان سؤالاً مهماً خاصة بعد أن فهم البعض مفهوم التجريب بصورة منقوصة، ودون شك كان لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى دور كبير في تحريك المياه الراكدة في المسرح المصرى، وكان له الفضل في خلق أجيال جديدة من الشباب الذي شاهد عروض هذا المهرجان وتأثر بها، لكن البعض فهم عن جهل التجريب بشكل خاطئ، فجاء كتاب الدكتورة نهاد صليحة ليضع النقاط على الحروف خاصة أن العروض التي يتناولها عروض مصرية.

– 5 –
في عام 1989 تأسست جريدة الأهرام ويكلي ودخلت نهاد صليحة مرحلة جديدة في حياتها وطريقاً جديدة في النقد المسرحي ، والتحول لم يكن سهلاً فذلك العام كان عام التحول من الكتابة باللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية . وعن هذه التجربة تقول في مقدمة الكتاب الذي صدر عن المركز القومي للمسرح ويضم المقالات التي كتبتها بالإنجليزية في الويكلي بعد أن تم ترجمتها إلي العربية :
«كان قبول عرض الويكلي يعني ضربا من الاغتراب. واعترف انني ارتعبت أيضا من ثقل المهمة والمسؤولية. أن تتحدث عما تظنه، فهذا شيء، أما أن تتحدث نيابة عن الوطن،فهذا شيء آخر. لكنني قبلت، وكان عزائي أنني سوف أفتح نافذة يطل العالم منها على المسرح المصري والعربي، خاصة وإنني كنت أعلم من خلال خبرتي في الخارج أن غالبية المسرحيين في الغرب لا يعرفون شيئا عن مسرحنا سوى ما ترجم من أعمال توفيق الحكيم أو ما كتبه قلة من المستعربين الغربيين عن مسرح الستينيات. كذلك فقد وجدت شيئا من العزاء في وصف إدوارد سعيد للمثقف بأنه بالسليقة إنسان مغترب، لا يتماهى تماما مع مجتمعه وثقافته الأم، بل تفصله عنهما مسافات صحية تسمح بالتأمل والنقد والمراجعة. وتدريجيا، ورغم اغترابي اللغوي المؤلم، وجدتني أعيد الانتماء للوطن بصورة أكثر حميمية وحرية عن ذي قبل. وجدتني أنتمي إلى مصر عن قناعة واختيار لا عن ميلاد وميراث. وعلى مدى السنوات الطوال من الكتابة في الويكلى، منذ الأعداد التجريبية الأولى – أو ال (zero numbers) – كما يقولون بلغة الصحافة، وجدتني أكتسب جمهورا رائعا جديدا، متعدد الجنسيات والأعراق والثقافات، يتابع ما أكتب بحدب وشوق، ويجادلني ويطلب المزيد من المعرفة. وطوال تلك السنوات، كنت أتذكر دائما ما قاله لي بيتر طومسون، أستاذ المسرح بجامعة إكستر، الذي أشرف على رسالتي للدكتوراه عن مسرح بايرون، وهو انني محظوظة لأنني أمتلك ناصية ثقافتين، وكأنني (هكذا فكرت وقتها) أنطونيو ، الذي وصفته حبيبته كليوباترا، في رائعة شكسبير المسرحية – أنطونيو وكليوباترا – بأنه يملك ناصية عالمين، أو يمتطى جوادا يضع قدما في أوروبا والآخر في أفريقيا. استغرقتني الكتابة للويكلى فلم يعد لدى من الوقت ما يسمح لتغطية النشاط المسرحي في مصر أو في البلاد العربية التي كنت أدعى إليها بين الحين والآخر. وكان يحزنني أحيانا أن من أكتب عنهم وعن أعمالهم قد لا يتمكنون من قراءتي اللهم إلا من خلال الترجمة الشفاهية المختصرة التي قد يتطوع بها أصدقاؤهم ممن يتقنون الإنجليزية. لكن عزائي كان أنني أعبر بإبداعاتهم حدود الوطن لأطلع العالم الناطق بالإنجليزية عليها، خاصة بعد أن أصبحت الويكلى تنشر على الإنترنت بانتظام، إلى جانب توزيع طبعتها الورقية في الخارج، وخاصة أيضا أن صدور الويكلى قد تزامن تقريبا مع انطلاق مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الذي وضع المسرح المصري تحت الأضواء وأثار فضول ضيوف مصر من المسرحيين الأجانب للتعرف عليه، فكان شيئا رائعا أن يتمكن هؤلاء من العثور على مادة مكتوبة عنه بلغة يعرفها معظمهم.»
بالطبع لم يكن الأمر سهلاً ليس فقط لشعورها أن سوف تكون سفيرة المسرح المصري للعالم ، بل لأنها سوف ترحل إلى لغة غير العربية ، فعل الرغم من حبها للغة الإنجليزية واتقانها لها إلا أن الكتابة بلغة غير اللغة الأم أمر ليس باليسير وخاصة أن لغة نهاد صليحة العربية لغة رقيقة ولا تخلو من الشعر ، إلا أنها محظوظة كما قال استاذها لأنها تملك ناصية ثقافتين ، وبالفعل قدمت على مدى أكثر من عقدين جيلاً كاملاً من شباب المسرحيين وخاصة من أجيال التسعينات والثمانينات للعالم فكتابتها في الويكلي والتي صدرت فيما بعد في جزءين من الهيئة المصرية العامة للكتاب المرجع لكل من يريد التعرف على المسرح المصري وخاصة الاتجاهات الجديدة والأجيال الشابة .

– 6 –
لن أبالغ إذا قلت أنها ناقدة مسرحية برتبة مقاتل، أو قل على درجة فدائى، فالمسرح بالنسبة لها هو الحياة وغيابه هو العدم، وظني أن هذا سر نجاحها وتألقها الدائم ، فمن الممكن أن تخوض معركة شرسة لأن مخرجا موهوبا أو ممثلا مغمورا شعر بالظلم أو تم منعه من ممارسة حقه في التمثيل والإخراج، فتقيم الدنيا ولا تقعدها إلا بعد أن يستقيم الأمر، ربما تذهب آخر الدنيا لمشاهدة مجموعة من الهواة يقفون على خشبة المسرح للمرة الأولى، وهذا هو الدرس الأول الذي تعلمته منها وأنا أجلس إليها تلميذاً في أكاديمية الفنون قبل أن أتعلم منها علوم المسرح.
التقيت الدكتورة نهاد صليحة في نهاية عام 1993 في معهد النقد الفني، وكنت قد قرأت لها من قبل ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن وأنا أتعلم منها سواء حين كنت تلميذاً أو حين تشرفت بالعمل معها في لجنة المسرح سنوات طويلة وأنا أتعلم من أستاذتى خارج قاعة الدرس، تعلمت أن أشاهد كل العروض المسرحية فهذا واجب على الناقد، وربما يكون استمرارى في كتابة النقد المسرحي بشكل منتظم على مدى سنوات طويلة على الرغم من حالة الانحطاط التي يعيشها المسرح المصرى ، هذا الاستمرار بفضل نهاد صليحة فهي تكاد تكون الوحيدة من جيل الكبار المخلصة لفن المسرح ، فمن الطبيعي أن تشاهدها في عرض مسرحي للهواة وقد افترشت الأرض ، لأنها لم تجد مقعداً ، تفرح وتصفق وتضحك كطفل وتعبر عن سعادتها بمجموعة الهواة ، ويمكن أن تسافر وتقطع المسافات الطويلة لمشاهدة عرض صغير في قرية ، تتابع نهاد صليحة تقريباً معظم الفعاليات المسرحية من عروض ومهرجانات ، وكما ذكرت فهي بالنسبة لي ولأجيال من المسرحيين نموذجاً في المشاهدة المسرحية .
نهاد صليحة ليست فقط الناقدة المسرحية ، بل ثمة وجوه عديدة منها الأستاذة التي يدين لها الكثير من المسرحيين الذين تعلموا منها في قاعة الدرس وخارجها ، وهي المترجمة التي قدمت مجموعة من الكتب النوعية للمكتبة المسرحية ومن أهمها «ما بعد الحداثية والفنون الأدائية» من تأليف نك كاى ،ونظرية العرض المسرحي لجوليان هيلتون ، فضلاً عن دورها الكبير كباحثة في قضايا المرأة سواء في المسرح أو خارجه ، وعلي سبيل المثال قدمت قراءة عميقة في مذكرات المطربة المسرحية فاطمة سري ، والتي تتناول وقائع خصومتها مع محمد بك شعراوي ابن رائدة تحرير المرأة هدى شعراوي ، وقد قطعت رحلة طويلة من المعاناة في سبيل تقصي حقيقة هذه الحكاية .
ومن الوجوه العديدة للدكتورة نهاد صليحة تبنيها الواضح والصريح لقضايا المسرح الحر أو المسرح المستقل ، حيث كانت من المؤسسين للمهرجان الحر الأول الذي أقيم في مركز الهناجر للفنون عام 1991 ، وظلت تدافع عن وجود المسرح المستقل وقضاياه ليس فقط الفنية ولكن عن وجوده ودعمه المادي ، ولن أبالغ إذا قلت أن عشرات الفرق المسرحية تدين بوجودها لنهاد صليحة .

– 7 –
إذا كان ما يميّز الكاتب والمبدع بشكل عام أسلوبه فقد اختارت نهاد صليحة لحياتها أسلوب المحاربين بما يحمله من انتصارات ومخاطر، منذ طفولتها وحتى تألقها كناقدة مسرحية وسفيرة للمسرح المصري في الغرب ، ومروراً بسنوات طويلة بين الدراسة والجامعة وبريطانيا ومصر، اختارت أن تحب الحياة والمسرح . اختارت الشعر والرواية والنقد المسرحي والتمثيل والترجمة والسفر والكتابة ، اختارت مشروعها الثقافي ووضعت مواصفته ليس كما في الكتب ، ولكن وفقاً لروحها ، اختارت الحرية .
اختارت نهاد صليحة الحياة، اختارت المسرح، عاشت تحب الحياة في كل أفعالها، وعاشت كما تحب، اختارت أجمل ما في الحياة أن تحب الحياة. رحلت نهاد مساء الجمعة السادس من يناير ليلة عيد الميلاد.. رحلت بينما كان العالم يفرح ويدق الأجراس، حتى ساعة الرحيل كانت زاخرة بالفرح. رحلت الناقدة المتميزة في تاريخ النقد المسرحي، رحلت بجسدها ولكن سيبقى إنجازها ليس فقط في النقد المسرحي ولكن في الحياة المسرحية بشكل عام، في دعمها للشباب المسرحيين، في تبنيها للاتجاهات الجديدة ودفاعها الشرس عن المواهب الواعدة، وليلة رحيلها تجسد حب الأجيال المختلفة لنهاد صليحة، حين امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الفقيدة وعبارات الحزن ورسائل الوداع، في تلك اللحظة حصدت نهاد صليحة ما زرعته على مدى سنوات طويلة في دعم مئات المسرحيين. سوف تظل نهاد صليحة حالة نادرة في تاريخ النقد المسرحي، ولا تحتاج هذه السيدة إلى كلمات النعى بقدر عرض صور من حياتها للقارئ.
من أعمالها بالعربية والإنجليزية، والترجمات في مجال الأدب والدراما والمسرح ،وأهمها :

: مؤلفات باللغة العربية:
– المدارس المسرحية المعاصرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1982
– المسرح بين الفن والفكر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985.
– أمسيات مسرحية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987.
– أضواء على المسرح الإنجليزي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990.
-الحرية والمسرح، المكتبة الثقافية، الهيئة العامة للكتاب، 1991.
– نافذة على الدراما والمسرح، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995.
– التيارات المسرحية المعاصرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997.
– عن التجريب سألوني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998.
– المسرح بين النص والعرض، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1999
– شكسبيريات، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000.
– المسرح بين الفن والحياة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000.
– ومضات مسرحية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2001.
– المسرح عبر الحدود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002.
– المرأة بين الفن والعشق والزواج: قراءة في مذكرات فاطمة سرى ودراسات أخرى ، دار العين، القاهرة، 2008.
– في الأدب والفن والحياة، الهيئة العامة للكتاب، 2009.
الدراماتورج والترجمة للمسرح ، بحث قدم في الحلقة البحثية التي عقدت في مهرجان دمشق المسرحي في عام 2008، ونشر في محلة الحياة المسرحية الفصلية بسوريا، العدد 67/68، ربيع وصيف 2009.
تأملات مسرحية، ترجمة أسامه نورالدين، المركز القومى للمسرح، وزارة الثقافة، سلسلة دراسات في المسرح المصرى، القاهرة، الاصدار رقم 13 لعام 2013

(2): مؤلفات بالإنجليزية نشرت في مصر من خلال الهيئة العامة للكتاب، وهى:
– مسرح لورد بايرون :قراءة حداثية (1986).
– مفكرة المسرح المصري (1992).
– المسرح المصري :اتجاهات جديدة (2003).
– المسرح المصري : مسرحيات ومسرحيون (2003).
– المسرح المصرى : منظورات (2004),
المسرح المصرى : لقاءات ثقافية (في جزءين) (2004) .


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption