المخرج روماني، والممثلون يابانيون، والمسرحية لشكسبير! .. ماذا يفعل بيوركيريت في اليابان؟!
مجلة الفنون المسرحية
المخرج روماني، والممثلون يابانيون، والمسرحية لشكسبير! .. ماذا يفعل بيوركيريت في اليابان؟!
قام المخرج المسرحي الروماني سيلفيو بيوركيريت بإنجاز العديد من المسرحيات في هذا البلد، اليابان. لكنه كان هذه المرة يعمل مع طاقم ياباني بالكامل وهو يستعد، حين التقيته، لتقديم "ريتشارد الثالث" لوليام شيكسبير في مسرح طوكيو الكبير. وقد عرضت المسرحية خلال الشهرين الأخيرين في مدينتين أخريين إضافةً لطوكيوً، كما يقول نابيوكا تاناكا في تقريره هذا.لقد تناول بيوركيريت وللمرة الثانية، خلال مسيرته الإخراجية التي تتجاوز الثلاثين عاماً، حكاية شكسبيرية ثانية عن تخطيط سلطوي إجرامي من أجل عرش إنكلترة، كُتبت على الأرجح في عام 1591. وكان ذلك، بالطبع، بعد حوالي قرن فقط من عهد الملك ريتشارد الثالث (1483 ــ 1485)، الذي اغتصب عرش إنكلترة، وسقط قتيلاً في معركة مع `خصومه من سلالة تودور التي تغلبت أخيراً، وأصبح هنري تودور ملكاً على إنكلترة باسم "هنري السابع".
وقد تحدث المخرج البالغ من العمر 67 عاماً لصحيفة The Japan Times حول إنتاجه، في ستوديو بطوكيو، في أعقاب تمارين مع 15 من ممثليه الذكور، الذين يقوم بعضهم بأدوار نسائية، والممثلة المخضرمة ميساكو واتينيب، التي تقوم بدور مؤلفة.يقول المسرحي الروماني، " حين كنت شاباً، أردتُ أن أكون رساماً وذهبتُ إلى مدرسة للفن، لكن ذلك لم ينفع. وبعدها في السبعينيات وأنا في رومانيا، ظهر الكثير من المخرجين المسرحيين الموهوبين، الذين ألهموني، وذلك هو السبب الذي يكمن وراء وجودي هنا الآن."
وعلى كل حال، كان المنطلق الرئيس على طريق بيوركيريت من رومانيا هو الحركة الكبيرة التي اقترنت بإخراجه الوافر لمسرحية "فاوست" لغوته التي عرضت في مهرجان أدنبرة العالمي عام 2009. وقد جعل ذلك الحدث المخرج فرانك دَنلوب يصفه بأنه "إنتاج أصيل وقوي وواحد من نجاحات المهرجان الكبرى".
وكان بيوركيريت قد جاء إلى طوكيو حتى ذلك الوقت مرتين مع فرقتين رومانيتين ــ المرة الأولى ليقدم دموية شكسبير " تيتوس أندرونيكوس" في عام 1992، ثم ملحمة الشاعر عن الدمار والسحر، "المعبد" في عام 1996. وبعدها في عام 2013 ، كان مع الدرامي الألماني فرانك ويدكايند في مسرحية "لولو Lulu"، وهي عن مجتمع تمزقه الشهوات والجشع. وقد إلتقيا معاً بعد سنتين في مسرحية "أوديب الملك" للتراجيدي الأغريقي القديم سوفوكلس، و"أسفار غلفر" لجوناثان سويفت.
وكما كانت الحال في أدنبرة، أصيب المشاهدون هنا بالدهشة للأصالة والقوة اللتين اتّسم بهما هذان العملان المتنوعان. ففي "لولو"، مثلاً، يقوم رجالٌ بتدمير الشخصية المركزية ويقتلها في الآخر جاك الممزّق، وقد قام بيوركيريت هنا بتكوين مسرح غائر يتابع فيه المشاهدون العرض وهم ينظرون إلى تحت حيث تظهر على جثة لولو لا جروحٌ فقط بل وطبيعة الرجال والنساء المليئة بالندوب أيضاً.
وقد تحدث بيوركيريت عن عمله في مسرحية "ريتشارد الثالث" ورغبته في أن يقوم الطاقم الياباني باستكشافها بنفسه وتطوير القطعة تدريجياً، قائلاً إنه حين تُترجم مسرحيةً، فإنها لن تعود كما كانت في الأصل، وحتى في هذه الحالة فإني لا أُدخل أية تغييرات على النص. " فأنا أعتقد بأن هناك واقعاً بكلمات المسرحية المكتوبة بقلم مؤلفها، ومع أني سأقدم عملاً ثلاثي الأبعاد فإنه سوف يعرض وقائع أخرى، بما فيها واقعي أنا ــ بالرغم من أن أفكاري موجودة في النص على الدوام." وقال، " وحتى في هذه الحالة، فإن العالم اليوم يعكس ما يحدث في "ريتشارد الثالث" كثيراً جداً، ولهذا سيكون تفاعل الجمهور كبيراً معها."
وعندما عقّبتُ على قوله بتعليق لي عن تنافسات القوى الحالية في اليابان، قال بعدم اكتراث، " إن مثل هذه المسرحيات الهزلية السياسية تقع في أماكن كثيرة. وهو أمر يحدث في أي وقت وأينما كان."
---------------------------------------------------
المصدر : ترجمة: المدى عن/ The Japan Times
0 التعليقات:
إرسال تعليق