مسرحية "الاغتراب" ألم الروح ..والهجرة داخل الوطن
مجلة الفنون المسرحية
نسرين أحمد زواوي
دخلت، أول أمس جمعية إشراق للفنون المسرحية منافسة الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح عزابة، بعرضها المسرحي "الإغتراب"، من إخراج حسين مختار عن نص اقتبسه كل من إسماعيل سوفيط وفاطمة الزهرة بارودي عن مسرحية "المهاجرون "لمروزاك، وعاد تصميم السينوغرافيا الخاصة بها إلى حمزة جاب الله.
مسرحية"الاغتراب" حاولت طيلة ساعة من الزمن أن تلامس وجدان المتلقي حيث تحدثت عما يكتمه ويكتبه الصامتون الذين يمثلون كل شخص يحس بالغربة داخل وطنة بين أهله وأحبابه الغربة الفكرية والنفسية في المجتمع طغت عليه المادة، ألا إنه يفضل الصمت والموت ببطء ويرفض التحرر من قيود وضعها مجتمع غير منصف دون أن يحاول تغير شيء في حياته.
المسرحية تجرى بين زمنين يفرق بينهما حرقة اغتراب أفكار لم تجد واقع يتقبلها وأحلام تصطدم بالنكران والخيانة، تدور أحداثها في غرفة لا تصلح للعيش البشري يجتمع فيها صحفي يجسد دوره "عيسى لكحل" جاء من أجل إجراء تحقيق، وعامل "الطاهر رزاق" يبحث عن لقمة العيش، تجمعهما لحظات من الحميمية أحيانا ولحظات أخرى جملة من المناكفات، وبحوارهما المطول والسردي تحدث بينهما صراعات متكررة تفصح عما يعيشه كل إنسان داخل المجتمع بمختلف أطيافه، المثقف، العامل البسيط، الحديث بينهما كان قاسي جدا، فجاء مليء بالمعاناة، فكان عبارة عن صرخة مجتمع
مسرحية "الاغتراب" جاءت بأسلوب ساخر تسودها الكوميديا السوداء، لما يكن بها ديكور ولا سينوغرافيا ما عدا كلماتها التي جاءت مشبعة بالمشاعر والأحاسيس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق