أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 27 يوليو 2018

مسرحية "غرائب في تحرير الكواكب " تأليف ايمان الكبيسي

مجلة الفنون المسرحية
الكاتبة ايمان الكبيسي 




الشخصيات الراوي: نوع مطوّر من الروبوتات تمّ إدخال الإحساس والمشاعر ضمن برمجته. الإنسان: الجزء العاطفي من الروبوت. الآلي: الجزء الآلي من الروبوت. الروبوت القائد: ربوت مطوّر تمّ التلاعب في برمجته فتسيّد العالم. الروبوت المساعد: روبوت تابع للقائد. حليم: عالم فاهم :عالم مفكر: باحث نبيه: باحث ساروس: عالم فلك بابلي. انوايل: مساعد لساروس باحث من زمن البابليين. العالم: رجل عالم من زمن المستقبل. الرجل الاليّ الراوي (الروبوت): أهلا وسهلاً أحبتي الصغار... كما تعرفون أنا رجلٌ آلي اسمي روبوت،
أُعدّ من الأجيال المتقدمة للآليين، قام الإنسان بصناعتي بعد ما توصّل إليه من العلم والمعرفة،
فقد أضاف العالم الذي صنعني صفات بشرية وأخرى آلية، وبهذا يسميني الناس إنسانا آليا .
لي جانب إنساني يشمل العاطفة، ولي جانب آليّ يتجاوز العاطفة ولا يعترف بها لذا فأنا في صراع دائم
بين الإنسان والآلة اللذين بداخلي!!! لهذا أنا أعاني الكثير من هذين الجانبين،
تعالوا يا أصدقائي وتابعوا ما يحدث في داخلي، وما سيحدث في حكايتنا
(يخرج وتدخل شخصيتان أحداهما بشرية والثانية آلية) . الإنسان: أهلاً أحبتي الصغار أنا الجزء الآلي من الإنسان الآلي، أتعامل مع العواطف
والمشاعر الإنسانية وهذا ما لا يوجد في الأجيال السابقة من الآليين والتي لا تعتمد العاطفة. الآلي: كان ذلك أفضل؛ فالمشاعر شيء تافه!!! الإنسان: هذا غير صحيح! ما قيمة الحياة بدون مشاعر وعاطفة، فهي التي تجمعنا
وتقربنا فيما بيننا وتمكّننا من أن يحب بعضنا بعضاً. الآلي: ما فائدة هذا الحب؟! وهذه العاطفة؟ بدون الآلة لا يستطيع الإنسان فعل شيء، ولهذا اخترع الآلة. الإنسان: هذا غير صحيح، إنّ الآلة ليست مهمة؛ ففائدتها تنتفي بغياب العاطفة والمشاعر
التي توجهها توجيها سليماً. الآلي: (بانزعاج) كلما التقينا نشب الخلاف بيننا!!! الإنسان: لندع هذا النقاش الذي لا ينتهي ولنبدأ حكايتنا عن مصيرنا كإنسان آليّ. الآلي: حسناً سنبدأ الحكاية ...والأفضل من ذلك دعونا نشاهد الحكاية فنحن في زمن السرعة لا وقت للكلام الكثير. المشهد الاول (المسرح يعج بالروبوتات والالكترونيات خلفية المسرح عبارة عن جهاز كبير بأزرار متعددة) الروبوت المساعد: (يُقّطع في كلامه) سيدي لقد تمكّنا من القضاء على أغلب سكّان الكواكب،
ولم يبقَ سوى كوكب أو اثنين للسيطرة عليهما. الروبوت القائد: يجب أن نُحكِم قبضتِنا على كل الكواكب كي نتمكن من حكم المجرة والسيطرة عليها،
والإفادة من الثقوب السوداء في تزويدنا بالطاقة. الروبوت المساعد: سيدي ...ما الذي علينا فعله بالنسبة للبشر سكان الأرض؟ الروبوت القائد: سنقضي عليهم جميعاً ...هؤلاء المزعجون. الروبوت المساعد: لكن يا سيدي لا تنسى إنّنا من صَنْعَهم ، وهم أصحاب الفضل في وجودنا . الروبوت القائد: أنا لا أنسى أنّ العالِم فريد هو من صنعني لكنه أخطأ في برمجتي وهذا من حسن حظي!!! الروبوت المساعد:ما الذي تقصده بحسن الحظ؟ الروبوت القائد: إنّ خطأ العالم فريد هو ما جعلنا نتسيّد العالم بعد أن كنّا عبارة عن دمى يحركنا الإنسان لخدمته. الروبوت المساعد:والآن أصبح الإنسان هو الذي يخدمنا!!!ها ها ها . الروبوت القائد: الآن بدأت تفهمني! الروبوت المساعد: تلميذك سيدي. الروبوت القائد: اذهب إلى مسؤول البرمجة في مصنع الآليين وأبلغه إن يُجري تحديثاً جديدًا عليهم تلافياً
لأي نقطة ضعف يستغلها البشر ضدنا. الروبوت المساعد: حسناً ... أمرك سيدي. الروبوت القائد:ها... تذكرت عليكم أن تتخلصوا من العالِم فريد قبل أن يعالج أخطائه في برمجتنا. الروبوت المساعد:هذا ما كنت أفكر فيه قبل قليل. الروبوت الحارس: (يدخل صارخاً) طوارئ ...طوارئ...لقد هرب السجين ...هرب الدكتور فريد. الروبوت القائد: شغّلوا كل أجهزة الكشف عن هذا الرجل وأعلنوا استنفاراً عاماً حتى تلقوا القبض عليه. الروبوت المساعد:هذه مشكلة كبرى... إنه يشكّل خطراً على جنسنا الآليّ ويُضعِف قوتنا. (تعتيم) الآلي: أرأيتم لقد تمكنت الآلة من السيطرة على العالم ها...ها...ها. الإنسان:لا تسمعوا له يا أحبتي فهذا كلامٌ غير دقيق لازال الإنسان هو من يتحكّم في الآلة . الآلي: أ تعرف؟ إن أكثر ما يُفرحني في هذه الحكاية أنّ الروبوتات الحديثة ستتخلص من الإنسان نهائياً،
فلا وجود للعاطفة نهائياً داخل أجسادنا. الإنسان: يعني أنّها ستكون ميتة بلا حياة!!!! الآلي: أنتم من سيموت!!ونبقى نحن. الإنسان: نعم أنتم لا تموتون لكنكم تصابون بالعطب وتُرمون في النفايات. الآلي: (بضجر) دعك من هذا الكلام ولنتابع الأحداث. المشهد الثاني (مختبر أبحاث، شاشات كبيرة للعرض وأجهزة الكترونية) حليم:علينا إيجاد حل سريع لهذه المشكلة. فاهم: نعم فقد غزت الروبوتات كل المجرة !! هذا أمرٌ فضيع!! حليم: نعم منذ أنْ أخطأ العالِم فريد في برمجة هذا الروبوت حتى صار هو من يتحكّم بكلِّ شيء في الأرض. فاهم: ليس الأرض فحسب لقد غزت الروبوتات كل كواكب المجرة. مفكر:يا سيدي بدأت الطاقة تنفذ ونحن لم نجد حلاً ... حليم: هذا صحيح، الوقت يمضي ونحن مختبئون داخل هذا السرداب. مفكر: أخشى أن يعثروا علينا قبل التوصّل إلى حل! فاهم: نحن نبذل كل ما بوسعنا لإيجاد طريقة نعيد برمجة كل تلك الروبوتات . حليم: أتمنى ذلك. نبيه: أيها العالِم ...أيها العالِم...لقد وصلتنا معلومات عن سقوط كل الكواكب في يد الغزاة. مفكر:الوضع يزداد سوءاً. نبيه: حماية المجرة من هؤلاء مسؤولية كبرى علينا تحملها. (يدخل العالم فريد وهو متعب) فاهم: دكتور فريد؟!!! أين كنت مختفياً طيلة الوقت الذي مضى؟ حليم:لقد قلقنا عليك كثيراً!!! فريد: (يلتقط أنفاسه بصعوبة) كنت محتجزاً في إحدى الغرف الفولاذية، لكنّني تمكنت من فتح أبوابها
باستخدام بعض البرامج الالكترونية. فاهم: رائع...حمدا لله على سلامتك . حليم:ظننت أنهم تخلّصوا منك !! فريد: فعلا هذا ما أرادوا فعله، فقد سمعتهم يتناقشون حول قتلي بعد الافادة قدراتي العقلية في تحديث برنامجهم
للغزو. حليم: هذا أمرٌ فضيع!!! فريد: لهذا علينا العمل بسرعة لإنقاذ المجرة. (تعتيم) الآلي:ااااه...حمداً لله أنّ ذلك المزعج نائم. إنّه يُشعرني بالصداع بمفاهيمه المزعجة... عاطفة !!ضمير!!
حب!!قيم!! (يدخل الإنسان) الآلي: يا ويلي...لم أنعم بلحظة هدوء ...ها قد جاء المزعج. الإنسان:نعم فأنا أنام واصحوا ...ألعب وأتعب أحزن وأفرح ...أمّا أنت فحياتك عبارة عن نظام بوتيرة واحدة
فحياتك بلا حياة. الآلي: هذا هو شأن البشر يتلاعبون بالكلمات والفلسفة... أمّا نحن فما يهمنا هو العمل والعمل فقط. الإنسان: ها ها ها أشفق عليك حقاً. الآلي: دع الشفقة--- فلا معنى لها عندي، ولنرى ماذا سيحدث من صراع البشر مع الآلة ومن سينتصر ؟ المشهد الثالث (المختبر، صوت ضجيج في الخارج) فريد: أطفئوا الإضاءة وأغلقوا كل مداخل المختبر، يبدو أنّ الغزاة يبحثون عني. حليم: أعتقد ذلك...إنّهم يسعون جاهدين لإلقاء القبض عليك. فريد: كانت غلطتي منذ البداية ...كيف أخطأت في برمجة تلك الآلات فأصبحت بهذا السوء. فاهم: نحن نعرف غرضك الحقيقي من تصميم وبرمجة هذه الآلات. حليم: كنت تسعى لخدمة الإنسان ...لكن ما جرى لم يكن بالحسبان!!! فريد: لكنّها تبقى غلطتي لهذا أسعى لإيجاد حل . فاهم: اااه الحل ! أين هو الحل؟ فريد: قرأت في كتب عدة عن ثقب دودي في الفضاء يبلغ طوله500 سنة ضوئية . حليم: وبما يفيدنا هذا الثقب؟ فريد:هذا الثقب يُعد ممراً يمكننا العبور إلى المستقبل من خلاله. فاهم: ماذا تقصد؟! فريد: بعبورنا إلى المستقبل فإنّنا نتعرف على حلول من سبقونا في حل هذه المشكلة. حليم: فكرة مثيرة !!!علينا الوصول إلى هذا الثقب. فاهم:سأذهب إلى أبحاثي وكتبي، ربما أجد شيئاً يمكّننا من العثور على ضالتنا. فريد: ونحن كذلك (يخرجون ) (تعتيم) الإنسان:أتمنى أن يجد العلماء حلاً يخلّص الأرض والمجرة من القسوة والعنف وشرور الآلة. الآلي: (بتعجب) شرور الآلة!!!تصنعون الآلة وتتذمرون منها !!! أنتم غربيون!! الإنسان: كل شيء يزيد عن الحد يتحوّل إلى الضد، هذا ما جرى عند تطوير الآلة التي وجدت لخدمة البشر لا للانتقام منهم. الآلي: (باستهزاء) خدمة البشر !!!هم من سيخدمنا . الإنسان: هذا غير صحيح! لقد توصّل العلماء إلى هذا الثقب وتمكّنوا من الدخول فيه والسفر إلى المستقبل. الآلي:ها هاها... ذهبوا إلى اللاعودة. الإنسان:لا تكون ثقيل الظل ...دعنا نترك أحبتنا يتابعوا أحداث المشهد القادم. (تعتيم) المشهد الرابع (أجواء قديمة من العهد البابلي، يدخل فريد وحليم). فريد: (ينظر إلى الأجواء حوله) ما هذا ؟!!!يبدو أنّنا أخطأنا مرة أخرى!!ما هذه الأجواء الغريبة؟ حليم: في أي زمن نحن؟ !! لا يمكن أن يكون هذا في المستقبل. (أصوات قدوم رجال في الخارج) فريد: يبدو أن أحدهم قادم !! يمكننا الاستفسار منه عن هذا الزمن. (يدخل ساروس ومعه انوايل) ساروس: أنا فرحٌ جداً اليوم!!! انوايل: لقد تمكّنّا من تتبع حركة الكواكب والشمس. فريد: (يهمس لحليم) أتسمع؟ إنّهما مهتمان بالفلك! ساروس: لقد توصّل علم الفلك البابلي إلى اكتشافات جديدة (ينتبهان إلى وجود غرباء) هاااا من أنتما ؟
وما هذا الزي الغريب؟ انوايل: أظنّ أنّهم جواسيس ...لنُلقي القبض عليهم. فريد: لا لا انتظرا أرجوكما!! سنوضّح لكما الأمر. حليم: نحن من زمن بعيد يمثّل لكم المستقبل، وقد وصلنا إلى هنا بالخطأ عبر الثقب الدودي ...
فنحن نريد العبور إلى المستقبل. ساروس: أمرٌ مُضحك، مستقبل يبحث عن مستقبل!!! انوايل:وما الذي يثبت صدق كلامكما. فريد: سأثبت لك ذلك، لقد ذكرتما قبل قليل أنكما من علماء الفلك البابليين...أليس كذلك؟!!! ساروس: نعم هذا صحيح. فريد: حسناً أنا سأخبركم عن قديم علم الفلك البابلي وحديثه، وهذا دليلنا على أنّنا صادقان! انوايل: حسناً... لكن إن كنتما تكذبان فسنقضي عليكما. حليم: موافقان. فريد: قرأنا في كتب الفلك عن عالم فلك بابلي يُدعى ساروس والبعض يلقبه سلوقس. ساروس: أنا هو ذلك العالم. فريد: (بدهشة) رائع!!!هذا سيسهل علينا المهمة. حليم:وهذا العالم تمكّن من تتبع حركة الكواكب حول الشمس وحركة الأرض حول محورها. ساروس: هذا صحيح... لكن هذه مجرّد افتراضات لم أتوصّل فيها إلى نتائج!!! فريد: ستتوصل إلى النتيجة قريباً ومن خلال هذه النتائج يقسّم البابليون السنة إلى موسمين، صيف وشتاء. حليم: ليس هذا فحسب بل يوزّعون أيام السنة إلى اثنا عشر شهراً حسب دورات القمر. انوايل: يبدو أنّ كلامكما منطقيّ. فريد:ليس هذا فحسب، بل إنّكم أول من وضع جدولاً لمواقع الكواكب ...وفيما بعد افاد منكم علم الفلك اليوناني
والهندي والهلنستي. ساروس:كل ما قلتماه هو افتراضات لم تثبت صحتها إلى الآن ...فنتائجها لازالت مبهمة لدينا. فريد:أنت يا ساروس من تنبأ بخسوف القمر وكسوف الشمس!! أليس كذلك؟ ساروس: (بذهول)هذا صحيح!!!كيف عرفت ذلك؟ هذا الأمر لم أحدّثُ به أحدًا ...أبداً!!!ولم أُعلنه. حليم: نحن أحفادكم...وقد أفدنا كثيراً ممّا توصلتم إليه في علم الفلك!!! فريد: (إلى ساروس) هل عرفت الآن من أي زمن نحن قادمون؟ حليم:نحن قادمون من سنة (2118) ميلادي. انوايل: قلتما إنّكما جئتما إلى هنا خطأ ...إذن ما هي وجهتكما؟ فريد: وجهتنا الحقيقية نحو المستقبل فنحن في مشكلة!! ساروس: مشكلة؟! فريد: نعم لقد تم احتلال الأرض من قبل الروبوتات بعد خلل أصاب برمجتها. ساروس: وما هي الروبوتات؟!! فريد: الروبوت رجلٌ آليّ صنعه الإنسان ليقوم ببعض الأعمال نيابة عنه. ساروس: شيء غريب!!!هذا اكتشاف عظيم!!! حليم:ما الغريب؟ أنتم أجدادنا العظماء ونحن نكمل ما بدأتم. ساروس: هل بإمكاني مساعدتكما في شيء؟ فريد: نعم نريد العودة من حيث آتينا ...إلى مدخل الثقب الدودي. انوايل: الثقب الدودي؟!!! حليم:نعم إنّه الممر الذي دخلنا فيه ووصلنا إليكم. ساروس: نعم يمكنني مساعدتكم في ذلك...فقط أعطياني قليلا من الوقت. انوايل: أمّا الآن فأنتم في ضيافتنا ...هيا بنا إلى دار الاستراحة ...فأنتما متعبان من الرحلة. ساروس: (إلى انوايل) انتظر خروجهما بهذا الزي سيُفزع الناس منهما...سأحضر لهما لباسا بابلياً.(يخرج) (تعتيم) الآلي: (يضحك بشدة) إنّه أمرٌ مضحك ها ها ها لقد فشل الإنسان مرة أخرى!!!! الإنسان:اسكت!!! لو لا الإنسان لما وجدت أنت الآن! الآلي: نحن الأذكى! الإنسان: أنتم من صُنعنا ونحن صنعة الخالق. الآلي: لكننا متفوقون عليكم. الإنسان: لن يكون لكم هذا ...وسترون! الآلي: إذن فلنرى ما سيحدث بعد أن تمكن ساروس من مساعدة العاِلمِيّن على العودة إلى مدخل الثقب الدودي المشهد الخامس (نفس المنظر الأول) الروبوت المساعد: لقد بحثنا عن فريد في كل مكان ولم نعثر عليه! الروبوت القائد: الم تلتقطه أجهزة التجسس؟ الروبوت المساعد: يبدو انه تمكن من المرور عبر ممرات لا يمكن تتبع أثره من خلالها! الروبوت القائد: أخشى أن يكون قد جند بعض جنودنا لصالحه. الربوت المساعد: لا يا سيدي لقد تأكدت من ذلك بنفسي. الروبوت القائد: عموما الوضع لازال تحت السيطرة. الروبوت المساعد: كيف يا سيدي؟! الروبوت القائد: لن يتمكن فريد من الحركة خوفا من بطش جنودنا الذين ينتشرون في كل مكان
وهذا ما يعطينا فرصة لتطوير أنفسنا وتفويت الفرصة على فريد وأعوانه. الروبوت المساعد: لذا سأذهب واعزز من انتشار قواتنا في الطرقات. (يخرج) الروبوت القائد: لم يبق سوى خطوات بسيطة ونحكم العالم بأسره ... اشعر بالسعادة (يراجع نفسه )
ماذا قلت؟ سعادة ! هذه كلمات البشر اللعنة عليهم وعلى تعابيرهم المقرفة! الآلي: ا رأيت كل شيء تحت السيطرة! الإنسان: من يضحك أخيرا يضحك كثيرا! الآلي:سأباشر بالضحك من البداية حتى النهاية !!!(يضحك بصوت مرتفع) المشهد السادس (خلفية المسرح منظر لوسائل نقل وعربات في السماء، مكان يعج بالآليين) فريد: انظر إلى تلك العربات...هذه إحدى أفكاري التي لازالت قيد الدراسة!!! حليم: إذن نحن في المستقبل!!! فريد:أخيرا وصلنا ...الحمد لله. حليم: لكن لا وجود للبشر هنا ...كلهم آليون!!! فريد: هذا مُقلقٌ فعلاً!! أخشى أنّهم تمكّنوا من البشر!! حليم:سأسال هذا الآلي لأتأكد من الأمر.(إلى الآلي) مرحباً يا سيدي. الرجل الآلي: (يشير بيديه للتحية) حليم: (يعود إلى فريد) يبدو أنّه منزعج من وجودي. فريد: أنا سأذهب إليه (إلى الآلي) مرحبا. الرجل الآلي: ماذا تريد؟ فريد: نحن ضيوف جئنا إليكم من زمن بعيد...(يقاطعه الآلي) الرجل الآلي: أوجز فلا وقت لدنيا للكلام! فريد: حسناً أريد رؤية أحد علماء الفلك عندكم. الرجل الآلي:ماذا تريد منهم؟ فريد: هناك مشكلة نرغب أن يساعدونا في حلها. الرجل الآلي: انتظر قليلاً حتى استدعي أحدهم (يضغط على الزر للاستدعاء). فريد:شكراً لك...سأذهب للراحة حتى يأتي العالم . الرجل الآلي:لا وقت للراحة إنّه قادم الآن.(يدخل العالم) العالم: من الذي طلب مجيئي؟ الرجل الآلي: هناك من يطلبك (يشير إلى فريد وزميله) العالم: من أنتما؟ وماذا تريدان؟ فريد: (يقترب منه ويتلمسه) هل أنت بشرٌ مثلنا أم أنت آلي؟ العالم: (يضحك ) أنا بشر مثلكما...لكنّني لا أضيع الوقت مثلكما ...قولا ما عندكما!! فريد: كنّا نظنّ أنّ الآليين تمكّنوا من التخلص من بني الإنسان!!!الحمد لله. حليم: أيها العالم نحن نواجه مشكلة كبرى...لقد تعرضّنا لغزو الآليين الذين صنعناهم بأيدينا. العالم: لا وقت للثرثرة فقط انظر إلى عيني وستصُلَني كل معلوماتك وما تريد قوله. فريد:بهذا البساطة؟ العالم: افعل ما أطلبه منك وإلا سأذهب إلى عملي.(ينظر فريد في عين العالم)
أنت فريد ذلك العالم الفذ الذي توصّل إلى اكتشافات فريدة في التكنولوجيا والفلك!!! فريد: نعم أنا هو! العالم: تريد إعادة برمجة الآليين. أليس كذلك؟ فريد: هذا صحيح. العالم: هذا سهلٌ جداً. فريد: كيف وهم يملؤون المكان؟! العالم: كلُ هؤلاء مُسيطرٌ عليهم. فريد: إذن ساعدني أرجوك ...كوكبي في خطر!!! العالم:اسمعني جيداً، في كل عام يمر، هناك دقائق سلام تكتسح العالم يعمّ فيها الأمان والسلام
وهذا ما عليكم استغلاله. حليم: كيف؟ العالم: أنتم تخشوّن التحرك والعمل خوفاً من بطش الآليين ...وهذه الدقائق تعطّل كل الأفعال العدائية
وتوقف كل أسلحة الحروب عن العمل. فريد: وهل مرّت دقائق السلام لهذا العام؟ العالم: دعني أرى (يغمض عينيه لاسترجاع المعلومات) لا... في عامكم أنتم لم تمر إلى الآن ...
موعد قدومها بعد عشرة أيام وخمس ساعات وثلاث دقائق من الآن، وهذا من حسن حظكم. فريد: عشرة أيام !!!لا وقت لدينا علينا العودة بسرعة إلى زماننا. العالم: فقط أغمضا أعينكما وسنأخذكما إلى زمانكما. (تعتيم) الإنسان: حمدا لله ...لقد وجدا الحل ...سيعود العِالِمان إلى الأرض وينقذا أهلها وجميع سكان المجرة. الآلي: يالَ تعاستي لقد فشل الآليون في حكم العالم...أين سأذهب الآن؟ الإنسان:لا عليك فأنت صديقي الذي لاغني لي عنه، والآن بعد أنْ عاد الوضع إلى ما كان عليه سيعمُّ الأمن
والسلام في المجرة وسنتخلص من كل مظاهر العنف والدمار. الآلي: هل أنت محق؟ ستسامحني ؟! الإنسان: نعم أسامحك فالتسامح، والصدق، والحب، والتعاون، هي من قيمنا نحن بني البشر
وهذا ما فطرنا خالقنا عليه. الآلي: لقد أثبتم أنّكم الأقوى والأذكى والأجدر بحكم الأرض وإعمارها. الإنسان:لا بل أثبتنا أنّ صنعَ الخالق لا يجاريه صنعٌ لمخلوق. (يخرجان ويدخل الراوي) الراوي(الوربوت): معك حق في ما قلته يا نصفيّ الإنساني، أمّا الآن علينا توديع أحبتنا الاطفال فقد انتهت الحكاية...

لكن الزمن لم ينتهِ بعد...لهذا علينا بالعلم والعمل لإعمار الأرض وإسعاد الناس...أحبائي إلى لقاء قريب مع حكاية جديدة. (ستار)

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption