دراسات جادة لقياس رأى جمهور المسرح المصرى
مجلة الفنون المسرحية
دراسات جادة لقياس رأى جمهور المسرح المصرى
محمد بهجت - الأهرام
دراسات جادة لقياس رأى جمهور المسرح المصرى
محمد بهجت - الأهرام
ملمح جديد يميز الدورة الحادية عشرة للمهرجان القومى للمسرح المصرى هذا العام وهو قياس رأى الجمهور الذى يتابع العروض من خلال مجموعة كبيرة من الباحثين المتخصصين تشرف عليهم د.نسرين البغدادى التى قدمت من قبل كتاب جمهور المسرح المصرى دراسة ميدانية مفصلة تقع فى أربعمائة صفحة من القطع الكبير واشرف عليها العالم المفكر السيد يسين.. كما أثرت المكتبة العربية بكتابها المهم مسرح الطفل فى مصر من جزءين شاركها فيها د. محمد عبد المعطى والباحثان عزيزة عبد العزيز وعلاء فتح الله.
وقيمة تلك الدراسات أنها ترصد بموضوعية وأمانة عملية اتجاهات وأذواق جمهور المسرح وأسباب نجاح عروض دون أخرى وربما تكشف للمبدعين والعاملين على إنتاج المسرح سواء القطاع العام أو الخاص لماذا تفشل عروض ضخمة يحشد لها عدد كبير من النجوم تهيأ لها من وجهة نظر صناعها كل عناصر النجاح والإستمرار.. ولماذا تنجح فى نفس الوقت عروض أخرى قليلة التكاليف وربما تخلو من النجوم.. ولعل تجربة مركز الإبداع الفنى بالأوبرا الذى أنتج قهوة سادة وسلم نفسك وأين أشباحى خير دليل على وجود قطاع كبير من جمهور الشباب ينحاز للمسرح الاجتماعى الجاد ويبجث عن مثل تلك العروض.. وفى نفس الوقت لا ننكر وجود قطاع ضخم من الجماهير تعشق عروض التسلية والارتجال الكوميدى دون الاهتمام بوجود رسالة اجتماعية وسياسية للنص المقدم وفى بعض الأحيان دون وجود نص مسرحى محكم بمعناه المفهوم.. هناك جمهور يذهب للمسرح بدافع مشاهدة نجم بعينه وجمهور آخر لا يهمه وجود النجوم إذا وجد عناصر المسرح.. وبالطبع تختلف الأذواق باختلاف الثقافات وشرائح السن وربما المستوى الاقتصادى والاجتماعي.. لهذا تعد تلك الدراسة التى حرصت عليها د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة باختيارها د. نسرين البغدادى ضمن أعضاء اللجنة العليا للمهرجان من أهم الخطوات الاسترشادية لتقديم مسرح راق يلبى احتياجات المشاهدين ولا يتعالى على ذوقهم أو يتجاهل رأيهم.. والحقيقة أن تقارير العمل الميدانى الأولية لهذا البحث تبشر بنتائج رائعة فى فهم جمهور المسرح وفى تقييم مختلف أنواع العروض المقدمة، والتقارير تحمل تفاصيل بالغة الدقة والتنبيه إلى ماقد نراه معتادا، فعلى سبيل المثال يشير تقرير يوم الأحد 22 يوليو إلى انضباط العاملين فى مسرح الجمهورية وحرصهم على تفتيش الداخلين من خلال البوابات الإليكترونية ومنع دخول الجمهور الذى يرتدى الشورتات أو يحملون الأغذية الخفيفة.. كما ينبه التقرير إلى قلة عدد الكتيبات التى وزعت على الحاضرين والتى لم تتجاوز خمسين كتيبا فى مسرحية قلعة الموت وهو ينتمى لعروض الرقص الحديث من إخراج مناضل عنتر وكنت أحد الحاضرين وأشهد بدقة وذكاء ملاحظة فريق الباحثين وتعاون الجمهور معهم وترحيبهم بفكرة الدراسة.. وقد أتم فريق الباحثين إنجاز 62 استمارة بحث ومراجعتها وأتصور أننا نبدأ بهذه الأبحاث العلمية الميدانية مرحلة جديدة فى فهم وتفسير طبيعة مشكلات المسرح المصرى ومدى قربه او بعده عن حاجات مجتمعه ويبقى أن يتحول حماس الفنان إسماعيل مختار مدير المهرجان ورئيس البيت الفنى للمسرح إلى تطبيق هذه الدراسة على خطة الإنتاج القادمة ومراعاة أن تكون عروض الفرق المختلفة من الناس وإلى الناس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق