فى ندوة المسرح تحت دوى القنابل بالمعاصر التجريبى
مجلة الفنون المسرحية
فى ندوة المسرح تحت دوى القنابل بالمعاصر التجريبى
عجاج سليم : المسرح تحت دوى القنابل و جرعة أمل
أستاذ أكاديمي – مخرج مسرحي سوريا
فى ورقته البحثية ضمن محور المسرح تحت دوى القنابل قال المسرحى السورى عجاج سليم
"المسرح تحت قصف القنابل....جرعة أمل.
ونحن نراجع تاريخ المسرح منذ بداياته المؤرخة قبل حوالي ال2500 عام، نتفاجأ أن معظم المسرحيات التي كانت تقدم في الفترة الإغريقية أو الهلنستية أو الرومانية أو ما تلاها من عصور مختلفة، هي مسرحيات تضم ما يمكن أن نطلق عليه اسم مسرح في ظل الحرب، ونادرا ما نجد أو نقع على نص لا يضم شخصية عسكرية، أو حوادث تمت للحرب بصلة وثيقة أو حوادث تجري خلف كواليس المسرح، بل إن الكثير من النصوص المعاصرةسواء قبل وبين وما بعد الحربين العالميتين وصولا ليومنا المعاصر تحمل تأثيرات العسكر والحرب.
أما المسرح كما هو معروف كائن هش..؟ يتأثر بكل ما يحدث أو يحيط به..! اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً، بل يتأثر بالطقس الجوي وبدرجات الحرارة..
فكيف بنا إذا كانت الحرب ؟ وبوقع اسمها الثقيل هي ما يحيط بهذا الكائن الرقيق الجميل، الحرب حيث انعدام الأمان ومواجهة الموت الذي نحسبه اسطورة.
هنا لا يعود الحديث عن الفن والإبداع والخيال والتخيل ..؟ إلا حديثا قد يبدو للعاقلين ضرباً من الجنون .
ومسرحنا العربي لم يكن في أي فترة من تاريخه بعيدا ً عن التأثر بوقائع الحرب المختلفة التي مرت على الأمة العربية، وسعى الى ممارسة دور المحرض على المواجهة والمقاومة بأشكال مختلفة..
ولنتجاوز سنوات طويلة من معاناة المسرح والمسرحيين مع الحرب ونتائجها الوخيمة على الحياة، كي نصل الى واقع ما زلنا نعيشهعربياً، وأقصد الحرب في سوريا
ولم يكن المسرح السوري ببعيد عن كل ما جرى، ولكنه كان الأضعف والأكثر تأثرا حيث انعكست الظروف الاقتصادية التي تردت بسبب الحرب على معيشة الفنان بشكل مباشر، وعلى آليات الإنتاج الفني، إضافة الى اليأس الذي أصاب الفنان نتيجة الإحساس بالعدمية وتسرب الشعور الموجع بغياب الأمل... ناهيك عن انعدام الأمن والأمان، والخوف من الموت القادم في أي لحظة وبأشكال مختلفة...
ولا أعتقد أن أي دولة في العالم عرفت ما يشبه الحرب في سوريا، حرب دخلتها دول العالم كافة، ومورست فيها جميع وأفظع وسائل القتل والتدمير، وظهرت التيارات المتطرفة وكأنها تستعيد ثأرا مع العالم، ولكن الوسيلة والضحية كان الإنسان السوري...
ولكن الفنان المسرحي السوريعقد العزم على أن يحيا المسرح.. وبالتالي عادت العجلة للدوران،وشهدت مسارح دمشق وبعض المحافظات مثل حلب واللاذقية وطرطوس وحمص وحماهعروضا مسرحية متنوعةكان بطلها الحقيقي الحضور الكثيف والإقبال الشديد من الجمهور.
وبسبب الظروف التي خلقتها الحرب ..ظهرت أساليب متنوعة في طريقة التعبير أو الأداء، بل بدا بعضها متصادما مع الآخر، حيث مارس البعض منها أسلوب التأثير على العواطف بشكل مباشر من خلال الحديث عن الحربومآسيها التي يعرفها الجمهور جيداًويحاول أن يهرب منها..
أو من خلال بعض العروض التي نجحت بتجاوز الطرح المباشر الساذج للمشكلة وبالتالي حافظت على الفني قبل السياسي وكان تأثيرها واضحا على الجمهور
وقد حملت جميع هذه العروضبوادر الأملمن خلال التأكيد الواضح في جميع مسارح سوريا على رفض الحرب وما يمكن أن ينتج عنها من آثار تدميرية...
وتأكيد تلك العروض على أهمية الانتماء الوطنيوالوطن الموحدوالإنسان الحر، والبحث عن تجسيد حي لمفردات العدالة والمساواة وأسس الحرية وحق الإنسان في الحياة.
ولكن هل استطاع المسرح السوري خلال الحرب أن يقدم نفسه كحامل لهذه الأهداف، شخصياً اعتقد أنه امتلك شرف المحاولة...
المحاولة التي ستكون موضع بحث من الأجيال القادمة.
وربما سيعرف المسرح في سوريا بعد الحرب نهضة وتألقاً واشكالا جديدة.. اعتماداً على ذلك النجاح الذي حققه خلال الحرب في صورة العلاقة الوثيقة مع الجمهور."
---------------------------------------------------------------------
المصدر : الصفحة الرسمية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق