قراءة نقدية لمسرحية : ثامن أيام الاسبوع :تأليف :علي عبد النبي الزيدي 2002
مجلة الفنون المسرحية
قراءة نقدية لمسرحية : ثامن أيام الاسبوع :تأليف :علي عبد النبي الزيدي 2002
وضاء الحمداني
خلاصة المسرحية :
وتحكي المسرحية عن حوار مستمر بين شخصيتين رئيسيتين هما الرجل الذي يزور المقبرة والدفان الذي لا يهمه شيء سوى دفن الموتى حتى وأن كانوا أحياء فالرجل شخص يحب الحياة وهو شخص متفائل ويرفض أن يدفن وهو حي، أما الدفان فهو شخص متشائم لا يهمه شيء سوى دفن الموتى وأخذ الاجرة نظير هذا العمل ودفن حتى الاحياء أن تطلب الامر ذلك فيقوم الدفان وهو ممسك مسحاة ويحفر بها قبر وعندما يسأله الرجل هذا القبر لمن ؟ فيقول انه لك فيرفض الرجل الدفن فيقنعه بأن يدفن وأن يتخلص من هذه الحياة المتعبة وان الشخص مهما طال عمره فأنه سوف يموت ويقبر وتظل هكذا الاحداث الرجل رافض الدفن والدفان يقنعه فيه الى حد يستسلم الرجل وينهي الدفان من حفر القبر فيدفنه وهكذا تنتهي هذه المسرحية.
تحليل العينة :
ونلاحظ في هذه المسرحية بعض المؤشرات التي تتفق مع ما أسفر عنه الاطار النظري وهي استخدام الكوميديا الساخرة المتهكمة عندما يقول الدفان : (( انظر الى هذا القبر ظل صاحبه قبل ليلتين يصرخ حتى الفجر وهو يركض ويركض ودفنته وهو يركض ، كانت دفنة تراثية ))(1).
وفي حوار آخر تظهر الكوميديا الساخرة الدفان: (( يا للحزن أنت تريد الاستمرار ، فمن يدفن اذن هل تبقى المقابر بلا قبور ، بلا جثث طرية ، طازجة ، أترضى ويرضى ضميرك أن يموت الدود جوعاً ، ألا تملك ذرة رحمة في قلبك ؟))(2).
وقد سمى الكاتب الشخصية بالدفان ولم يسمه حفار القبور لانه كان يقصد بالدفان هو الديكتاتور
في زمن النظام البائد ، وهو من ((يدفن آمالنا وطموحاتنا وأحلامنا وكل شيء مفرح في هذه الحياة وهذا ما أكده الكاتب في مقابلة صوتية ))(3)0
وفي هذه المسرحية يظهر المزج بين الوهم والحقيقة فالوهم بأنه لا يوجد شخص يدفن وهو حي والحقيقة هي مهنة الرجل (الدفن)، والرجل الآخر مستمر في رفض الموت.
وفي المسرحية كشف الحقيقة وملامسة الواقع حين يقول الرجل : ((أنا حي ، وسأظل حياً ، وسأصرخ بأنني حي ، حي أرزق ، أنا حي ، حي 000))(4).
وشخصيات المسرحية متخيلة وهي عبارة عن رموز وأفكار وليست بقدر ما هي شخصيات .وتنتهي المسرحية باستخدام موسيقى جنائزية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علي عبد النبي الزيدي، مسرحية : ثامن أيام الاسبوع ،ط1 ،(بغداد: دار الشؤون الثقافية ،2002)،ص015
(2) المصدر نفسه ، ص17.
(3) علي عبد النبي الزيدي ، مقابلة صوتية ، في 20/9/2014.
(3) المصدر نفسه ، ص17.
0 التعليقات:
إرسال تعليق