مسرحية «وسم» لجمعية «مدى للمسرح» في اختتام مهرجان المسرح الوطني في تطاوين: المسرح سؤال دائم وبحث عن الحقائق
مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «وسم» لجمعية «مدى للمسرح» في اختتام مهرجان المسرح الوطني في تطاوين: المسرح سؤال دائم وبحث عن الحقائق
بقلم مفيدة خليل - المغرب
المسرح سؤال حارق، فعل نقدي متمرد يتساءل عن الراهن والموجود، المسرح حركة احتجاجية فنية تسلط الضوء على قضايا
الراهن وهواجس المجتمع وشواغل المواطنين فالمسرح ممارسة للفعل السياسي بعيدا عن كوكبة السياسيين، ممارسة لفعل احتجاجي ونقاش للقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فوق الرّكح ذلك الفضاء الشاسع كأحلام المسرحيين.
أحلام جسدتها جمعية مدى للمسرح بتطاوين في عمل اسمه «وسم» اخراج عبد الحكيم صويد ودراماتورجيا لمنير هلال وتمثيل كل من سهير مرايحي وجميلة لسود وعمر الجمل وشكري قمعون وناجي بوكريع وانور السقا وتوظيب عام لعبد الله الشبلي وتقني انور عمارة وملابس المبدعة اسماء بن حمزة، ووسم هو العمل الثاني للجمعية وهي مسرحية تسائل وتتساءل عن العدالة الانتقالية.
«وسم»: سؤال السياسة الحارقة
جمعهم حب المسرح، جمعتهم الخشبة وحلم ان يكون لتطاوين حركة مسرحية تعبّر عن افكار ابنائها وعن صمود الجنوب وتعلق ابنائه بالفنون،ليحتفي المركب الثقافي بتطاوين في اختتام ايام المسرح التونسي في الجهة بعرض «وسم» للمخرج عبد الحكيم صويد.
«وسم» مصطلح مكون من كلمة واحدة ومعناه هو الحرج الغائر الذي يترك اثره دائما ولا يمكن محوه، «وسم» هي انفعال الانا وفكرة الآخــر وهواجس الهــم، فجميعنـــا نعيـش «وســـما» نخبئه ربما لكنه موجود نتفاعل مع ذكراه كلما شاهدناه وفي «وسم» يكون الجرح الغائر هو العدالة الانتقالية وماسبقها من عذابات وما لحقها من اسئلة عن المصالحة او الثأر إذ ينطلق العمل من سؤال ايّ معنى للعدالة الانتقالية من خلال بحث في سيرة 3حالات هي الجلاد والضحية وزوج الضحية، في وسم يطرح سؤال عن كيف يتحوّل الجلاد الى ضحية ويصبح الضحية جلادا ليكون الانسان ممزقا بين الثأر والتجاوز او المصالحة وهي ثلاثية عاشها التونسي بعد الثورة.
«وسم» هو عنوان المسرحية وانطلاقا من رمزية الاسم قدم كل من عمر الجمل وشكري قمعون وسهير مرايحي وجميلة لسود وناجي بوكريع وانور السقاي عملا محمّلا بالاسئلة، مسرحية مثقلة بالوجع، وجع التونسيين الذين تركت في ارواحهم جراحات لم تندمل بعد وعذابات بعضها لم تشف بعد.
المسرح نقد واحتجاج
تونس بعد الثورة؟ اسئلة العدالة الانتقالية، صراعات نفسية تعيشها الشخصيات وتحاول ان تنقلها الى الجمهور، اسئلة عما عاناه التونسي من خلال مصطلح العدالة الانتقالية؟ هل نجحنا في تجسيد هذه العدالة؟ وهل استطاع الضحية ان ينسى عذابات الجلاد ام تحول هو الاخر الى جلاد اكثر قسوة؟ هل حدثت المصالحة المجتمعية؟ أم أن مصطلح مصالحة استعمل فقط في الاعلام وفي الشعارات وفي المكاتب المغلقة يحدث العكس واسئلة اخرى تنطلق من هواجس التونسي طرحتها مسرحية «وسم»
وفي تصريح لـ«المغرب» أكد الدراماتورج منير هلال ان العمل انطلق من رحلة بحث في ما وقع في تونس بعد الثورة انطلاقا من النص الاصلي الذي نقل احداثا عاشتها دولة الشيلي من خلال كتابات دورفمان، تمت تونسة النص لأنه يطرح مقاربة عن فكرة العدالة الانتقالية.
وأشار محدثنا انهم طرحوا سؤال هل نحجنا في تجسيد فكرة العدالة الانتقالية؟ وهو السؤال المحوري في مسرحية «وسم»، حاولنا طرح الاسئلة انطلاقا من احداثا عايشناه ووقائع شغلت التونسيين بخصوص فكرة العدالة الانتقالية وأسئلة هل يسامح الضحية جلاده هل يتصالح معه ام سيحاول الثأر هذا التمزق النفسي بنينا معه عملا مسرحا قدمه ثلة من مسرحيي تطاوين.
وسم مسرحية تتناول الراهن التونسي ومشاغل التونسيين في خصوص فكرة العدالة الانتقالية، سؤال عن الضحية والجلاد وانقلاب الادوار هي تذكير عن السياسي والمسرحي اكد منير هلال ان المسرح فعل انساني فممارسة المسرح وممارسة الفكرة هي وجه للممارسة السياسية لانّ المسرح يسائل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والمسرح شكل من اشكال نقل الافكار التي تعتمل في المجتمع على الركح فالمسرح اذن فعل سياسي نقدي متمرد.
تكريم «العرف» في مهرجان المسرح التونسي
احتفت تطاوين بالمسرح، احتفت بالفن الرابع بالصادقين الذين عايشوا الخشبة وحلموا معها ضمن فعاليات مهرجان المسرح التونسي، ومن فعاليات المهرجان تم الاحتفاء بابناء الجهة من خلال تكريم احمد حاذق العرف الناقد المسرحي الذي تشبع بالجنوب ولبس لبوس شموخه وتميزه فتميز في الكتابة للمسرح وعن المسرح واصبح احمد حاذق العرف من رموز الحركة النقدية التونسية.
احمد حاذق العرف كرم في مدينة تطاوين كرّم في موطنه واعترف بتجربته الغنية بالكتابات والمقالات الصحفية النقدية، تجربة طويلة في النقد إلى حد وصفه بأنه مؤرخ الذاكرة الثقافية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق