كورونا تكتشفنا، وتعيد صياغتنا
مجلة الفنون المسرحية
كورونا تكتشفنا، وتعيد صياغتنا
*فهمون فوزية :
أولا لنتفق أننا في مرحلة تتسم بالغموض والترقب، متى؟ وأين؟ وكيف؟ وهي أسئلة لها علاقة جدلية بخصوصية الأسئلة الست للخبر، ومنها: من؟ ماذا؟ لماذا؟.
فيروس كورونا يجتاح العالم وقد تعرض المغرب لأول حالة يوم 02 مارس 2020، من تم تتبعنا كرونولوجية أحادث وأخبار هذا الفيروس علىمساوى العالم وعلى مستوى رقعتنا الجغرافية.
هنا يحضر السؤال الإشكالي: كيف وصل هذا الفيروس إلى المغرب؟ وهنا نستحضر زمن الحدث حينما سمعنا بالخبر حيث تملكتنا حالة استغراب وتوقع وأحيانا تكذيب وأسئلة من قبيل: هل نحن فعلا أمام معلومات صحيحة أومغلوطة؟ وكثرت الإشاعات التي لا نعرف مصدرها، وهنا تحضر أسئلة الخبر، من ؟ ماذا؟ لماذا ؟. لعلنا ندرك الحقيقة؟ حينها جاء التأكيد من الجهات المعنية بدء من وزارة الصحة والداخلية وتداول الخبر في عدد من المنابر الإعلامية بما فيها النشرات الإخبارية الوطنية والدولية، ومنها قنواتنا، القناة الأولى والثانية وميدي1tv وبعض الجرائد الورقية، كان اللقاء الافتتاحي لرصد الخبر في لقاء مفتوح مع رئيس الحكومة المغربية السيد عز الدين العثماني في القنوات التلفزية الوطنية.
تأكد الأمر في مناسبات كثيرة أننا أمام فيروس حقيقي يدعى كورونا له نعوت متعددة وهو عبارة عن جائحة ووباء خطير له سرعة العدوى، منهم من نعته بالحرب البيولوجية ومنهم منه نعته بالضرورية التاريخية لتعديل الاقتصاد والمعيش العالمي، وبدأت تتوالى أرقام عدد المصابين بفيروس كورونا الذي انطلق من الصين وعزى العالم، وبدأت المقاربات ومذكرات جل الجهات على المستوى الوطني ومنها مذكرة وزارة داخلية ووزارة الصحة ووزارة التعليم، وتم تعليق التعليم وتعويضه بالتعليم عن بعد وقفلت عدة فضاءات دينية وصحية واجتماعية وفنية ثقافية يجتمع فيها الناس وأعطيت لائحة رسيمة للمؤسسات التي ستبقى رهن الإشارة بخدماتها التي لها أولية والصفة الضرورية، وبدأت المقترحات الاحترازية تتكاثر إلى أن وصلنا إلى مرحلة إعلان حالة الطوارئ ونزول الجيش إلى الشوارع وتصريح بالإذن ليخرج الناس للأساسيات الحياتية ومنها التبضع، ومنع كل أنواع التنقل بدء من النقل البري إلى الخارج تم البحري والجوي، تم أعلن مؤخرا أنه سيتم بدء من الثلاثاء المقبل تعليق التنقل داخليا بين المدن المغربية وكلها حالات استباقية واحترازية لحماية المواطن المغربي..
إنه فيروس عالمي وحدنا في المواجهة والترقب والانتظار والتعامل؛ لذا وجب الحذر والحيطة واتخاذ جميع أساليب الوقاية بشعار "الوقاية خير علاج". والتنظيف والتعقيم المستمر والمكوث في البيوت في إطار الحجر الصحي الاختياري.
كدارسين للإعلام وممارسين له نعلن أن المهمة الآن بين يدي فاعلين أساسيين وهما:
ـ الفاعل الأول: متمثل في الجهات الرسمية التي لها مؤسساتها وطرقها الخاصة والعلمية لتأكيد الإصابة بفيروس كورونا، على رأسها وزارة الصحة بأطرها ومسؤوليها؛
ـ الفاعل الثاني: متمثل في الإعلام بكل وسائطه الذي يستقبل الخبر من مصدره الرسمي المحدد، وينقله للمواطنين، وهنا يصبح الإعلام المغربي الناطق الرسمي باسم الخبر.
ونتساءل بالمناسبة، هل فعلا المغاربة اتخذوا هذا الأمر الحدث والخبر بجدية، وهل كانوا فعلا مسؤولين؟ وهل فعلا امتثلوا لهذه القرارات؟ وما هي الآفاق المنتظرة؟
تجيبنا هنا الأجناس الإعلامية، التي تقوم بواجبها الرصدي، من استجوابات مع أهل الاختصاص، ومن استطلاعات ميدانية للمارسين وللحالات، ومن تحقيقي صحفي يقف على الواقع داخل الوطن وخارجه، ومن مقالات متعددة المجالات والتقنيات ومن تغطيات تتبعية..
هي فرصة لنا للتكوين ولتجريب قدراتنا كطلبة محترف الممارسة والمعرفة الصحفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أن نتتبع ما يكتب وما يصرح به عبر كل وسائط الإعلام عبر العالم، وهي فرصة لنا أن نعلن صوت الإعلام الحقيقي المشارك في قضايا مجتمعه..
نصرح بالمناسبة كمتتبعين للإعلام الوطني والدولي أن إعلامنا الوطني حاضر بقوة وبمهنية وبسبق، مع تسجيل ملاحظات مركزية تتمثل في أن إعلامنا للأسف مازال حبيس التعليمات وقل ما نجد المبادرة الحرة والتلقائية، وهي فرصة أن نصل حقيقة إلى إعلام حر ومتحرر ونزيه وإعلام مستقل.
*طالبة في محترف الممارسة والمعرفة الصحفية: كلية الآداب بنمسيك
0 التعليقات:
إرسال تعليق