مسرحية " هومو فوبيا " تأليف د. ايمان الكبيسي
مجلة الفنون المسرحية
الكاتبة ايمان الكبيسي |
الشخضيات :
- هي
- هو
- الرجل
المنظر
(المسرح مقسم على جانبين الاول يحتوي ارجوحتان متباينة في الارتفاع، سرير جانباه بلونين زهري وازرق، الواح شفافة، اصوات لزفة وموسيقى اعراس، تسلط الاضاءة متناوبة على السرير والارجوحتين، تخفت الموسيقى مع بدأ خلع الشخصيات لبعض الملابس والإكسسوار وقذفها في الهواء، يستلقي العريس على الارجوحة الدنيا وهو في حالة قلق وعدم استقرار، بينما تتخذ العروس من الارجوحة العليا مكان لها، يحركان الارجوحة بشكل متعاكس، مع تنهدات العريس وصراخ العروس بكلمات، صه...كفى، اصمت.... ترتفع تنهداتهما تصاعديا حتى تصرخ الانثى، معلنة نهاية الجولة، دق طبول لإعلان حالة حرب تتصاعد مع ذهاب العريسان خلف الالواح لا يظهر منهما سوى ظلالهما، وهما يحاولان افراغ رغباتهما كل بمفرده، تخفت الطبول مع انتهاءهما وخروج العروس في حالة ذهول، بينما يخرج العريس باكيا.
هي: خائنة انا.
هو: انا الخائن.
هي: لمَ لمْ تصرح به قبل الان؟
هو: لم اقو على التصريح لا اقوى على التصريح؟
هي: (بعصبية) كفى...كفى.(يستمر هو بالبكاء، بينما تصرخ بنوبة هستيرية وهي تجوب المسرح): كفى ...قلت كفى. (صمت في المسرح، تذهب الى السرير تمسك طرفه ويقوم هو بإمساك الطرف الاخر على شكل مصلوب ومن ثم ويحركانه بشكل دائري، يتحول المشهد الى الجزء الاخر من المسرح، وتوجيه الاضاءة الى الجانب الاخر، في رجل يجلس على كرسي يمسك بزجاجة خمر وهو وهي في الجانب الاخر كأنهما محققان يحاولان استجوابه)
هي: منذ متى وانت هكذا؟
الرجل: منذ الالف السنين.
هو: الم تكن لديك فرصة للتكفير عن خيانتك؟
الرجل: ما معنى الخيانة؟ وضحا لي مقصدكما!!!
هي: ان تغدر بمن تحب. ان تهجر رفيقك، ان تبيع ارض اجدادك.
الرجل: لا ارض لي سواها ولا رفيق(صوت طفل يناغي) مذ كنت طفلا لم اجد سواها.
هي: (تجسد صوت الام) يمه وليدي جوعان... شتريد يمه؟
الرجل: لا يمه مو جوعان، تائه انا لا مصدر لي.
هي: اطرد عن راسك تلك التفاهات.
الرجل: اين ابي؟
هي: (بضحكة ماجنة) اختر من تريد من الرجال، فكل المقاسات موجودة.
الرجل: (يتحدث الى نفسه) وبقيت هكذا كلما وطأها احدهم تخيلته ابي، انا اكثر انسانا يستهلك اباءا.
هو: (بسخرية) الي يتزوج امي اكول اله عمي!!!!
الرجل: في كل ليلة لدي اب مغاير، اسطه، افندي، معمم، باشا... اشقر، احمر، اسمر. وعلى رايك كل من شارك امي السمر انعته بعمي( اغنية جلجل عليه الرمان نومي فزعلي، يشرب من زجاجة الخمر ،صوت سيارة نجدة، مع خوف وهلع الرجل وهو يصرخ).
الرجل: هذا يمكن مغشوش ( يقترب الصوت) عليّ الهرب انهم يريدون قتلي نعم سأموت.(يروم الهروب مع خفوت للإضاءة تدريجيا حتى العتمة ويضاء بعدها الجزء الاول من المسرح، العريسان يجلسان كل على ارجوحته.
هو: هل علينا ان نتفق؟!
هي: ربما لن نتفق...نحن مختلفان.
هو: لا احب الاختلاف ...ماذا لو كنا متشابهيّن.
هي: لو كنا متشابهيّن؟ّ!!!!(ترقص فرحا وكأنها في حلم).
هو: ربما نحن متشابهيّن.
هي: (تتوقف) كيف؟ (تنظر الى جسده وتتحسسه) لا لا يمكن !!!
هو: نتشابه في تنافرنا من بعضنا بعضا...نقترب برغبتنا في الابتعاد.
هي: لِمَ اقترنت بي؟!
هو: كي اغلق نوافذ القنوات الفضائية وهي تتابعني وتتلصص.
(صوت من خلف المسرح كأنه قناة فضائية): خبر عاجل...جاءنا الخبر الاتي لقد تم العثور في القصر على(يغلق فمه فينقطع الصوت، ويحاول اغلاق اذنها بعد ذلك).
هو: علينا ان نحفظ السر.
هي: (ببرود) اذا انا مجرد ستار؟ رداء يغطي العورة!!!(يغلق اذنه بكفيه)
هو: انا من يمثل غطاء العورة. اما انتِ فلكِ مفاتن احسدكِ عليها. (تغلق اذنها بكفيها)
هي: انتم لا دور لكم سوى كشف العورة ... انتهاك العورة. (يغلق اذنه بكفيه)
هو: نحن؟!!!!( يغلق فمه)
هي: انتم الرجال.(تغلق فمها)
هو: هاهاهاها (باستهزاء) الرجال !!! تسرعتِ بالحكم عليّ.(يمشي بغنج) على العموم لا تعنيني تلك المسميات.
هي: هل نحن مهزومين؟
هو: نعيش قرونا من الهزائم، فما الجديد؟
هي: الا تأن لرفيقك؟
هو: (يمسك فرشاته ويذهب اليها كأنه يرسمها لوحة لرفيقه، يقوم بالرقص معها على انغام موسيقية هادئة، وبقعة ضوء حمراء مسلطة) عذرا لن استطيع الكذب عليك، عاهدتك ان لا اخونك، لكنني ضعفت امامهم.(تبتعد عنه فيسقط ارضا)
هي: ( تفتح مظلة) قد يكون في صالحنا. لقد ابتاع اهلينا تلك المظلة لتحمينا من امواج البحر العاتية.
هو: (يفتح مظلته، مع مشهد للهجرة عبر المحيطات يظهر على الداتا شو) ا تقصدين؟
هي: (تقاطعه) نعم ... لنغير واقعنا ...نهرب... نرفض (بحسرة) ليتي كنتُ رجلا.
هو: (يصمت) لالالالا انا اخشى المغامرة.
هي: (ترتقي الارجوحة وهي حالمة) لا تخف... سنذهب الى حيث يكون سريرنا مصدر للسعادة، لا للإنجاب والتكاثر... الى الحرية ...الى التحليق عاليا عاليا (تسرع من حركة الارجوحة وكأنها تطير، اصوات اطلاق نار). الصيادون.. انهم الصيادون.(اضطراب في الاضاءة، وصوت ضجيج، وهما يجوبان المسرح).
هو: اعتقد انهم مرسلون من اهلي ينتظرون شهادة العذرية والذكورة.
هي: ماذا ستفعل؟ اذهب واخبرهم بما يريدون سماعه.
هو: (يشعر بالضيق، محاولا فك ازرار قميصه) اصواتهم تخنقني، تُقلق مضجعي.
هي: سأخبرهم انا ما يريدون سماعه، وسأسرد الخبر بالتفصيل.
هو: ارجوك كفى.
هي: اطعني فيما اقول ...وكفى.
هي: (تتحدث بصوت عالً) ايها الناس ان ما جرى هذه الليلة ( يغلق اذنه، فيغيب الصوت وتبقى تتحدث دون صوت)
هو: سأقبل بشروطك ارجوك لا تكشفي عوراتنا. سأذهب معك حيث يكون سريري مصدرا للسعادة، الى الحرية، سأحلق عاليا عاليا، ربما انت محقة.(اظلام حتى يعود المسرح الى رقعة جغرافية واحدة السرير وسط المسرح، يكون فيها مشهد صامت للرجل ملقى وبجانبه كيس من الورق على الارض وزجاجة خمر، وعرض داتا شو او خيال ظل لرجل يفقد توازنه متخبطا وكأنه في حلم، يقوم الرجل على المسرح بمطابقة حركات الداتا شو، ومن ثم يعود الى مكانه، بينما يدخل الزوجان المسرح، وما ان يستفيق الرجل حتى يركض هرعا خائفا فيصطدم بالعريسين الهاربين عند منتصف المسرح، وتتناثر الاوراق التي في الكيس ارضا).
الرجل: (يقوم بمحاولة لمّ الاوراق، وهو يلطم على راسه، يحاول اخفاء زجاجة الخمر قبل ان يراها احد، متظاهرا) يا ويلي...لقد هلكت، ما لكم لا تبصران؟ اسرعا ساعداني انها امانة اخشى ان يأتي صاحبها لاخذها.
هي: ( بتهجم) هذا شأنك يا فاقد البصيرة.
هو: (بلطف) عن اي امانة تتحدث؟
الرجل: انها بريد الرب.
هي: معتوه ...(بسخرية) هل توقف الرب عن استلام الرسائل؟ ام تعطل بريده؟
هو: ربما قام المعتوه بتهكير حسابه.(يضحك بهستيريا)
الرجل: لا بل اودعها عندي احد الملائكة.
هو: كلامك غريب يا عم؟
الرجل: كنت قبل لحظات...لا بل دقائق...او ربما ساعات، (مشهد دوامة على الداتا شو، مع اصوات متضاربة بين رياح وصفير) لالا لا اعرف فالوقت معدوم وكل شيء كان عدم حتى جسدي هذا لم يكن معي لم يرافقني ...شعرت كأنني اقل من بعوضة تقذفها رياح عاتية،(ينكمش على المسرح بوضع الجنين) شيء لكني لا اعرف كينونته قد اكون عينان فقط ترصدان الروح وهي تصعد محلقة الى عذابها المحتوم...عندها مرّ بيّ ملاك اودعني هذا الكيس، وقال لي سأعود قريبا" دير بالك هاي مالات الله" طمعت في "مالات الله" ظنا مني انها كنز ثمين بعد ان وسوس لي معلمي بإخفائها، سمعت صوتا اجشا يناديني.
(صوت من خلف المسرح) : سلمان...سلمان عُدّ فلست انتَ من نريد!!!
الرجل: عدت اهرول خائفا من هول ما رايت حتى صدمتماني وتناثرت الرسائل وطاح حظك سلمان(يعود للطم راسه ثانية) سياتي المَلَك وينتقم مني، بل ان الرب سيُنزل جام غضبه عندما يرى رسائله مهانة هكذا.
هي: لا تخف ...لقد غض الرب بصره عن هذه البقعة فلن يراك احد.
الرجل: استغفري الرب يا بنتي ...لا تكفري!!!!
هي : (بعصبية) لست ابنتك!!! لست ابنة لاحد...افهمت؟
هو: (الى الرجل) أ تعرف مسالك المكان؟!! نريد الهرب
الرجل: نعم
هو: سنساعدك في جمع الاوراق بينما تدلنا على الطريق الآمن. (يبدأن بجمع الرسائل، تفتح هي الرسالة الاولى وتذهب الى العريس)
هي: انظر..
هو: اااه انها فارغة.
هي: هذه ايضا فارغة.
هو وهي : هذا وهذا وهذا.(ينثران الاوراق) انت تهزأ بنا ايها الخرف؟ الاوراق فارغة.
الرجل: (بسخرية) ترى باي لغة تريدان رسائل الرب؟ طبعا رسائل فارغة فلا يعلمها الا هو ويعلم ما تخفي الصدور.
هو: ربما كانت دعواتنا اليه احدى تلك الرسائل المسروقة.
هي: سنبقى نبحث عن من يعالج معاناتنا؟
هو: ها هي اوراقك يا عم خذها ودلنا على طريق الخلاص.
الرجل: توقفا ...ما الذي تقصدانه؟ وماهي معاناتكما؟
هي: (تسلط الاضاءة نحوهما على السرير وهما يعرضان مشهدا للاغتصاب، مع تنهدات وتصاعد ضربات القلب، تتنهي بخروجها منهكة من السرير) هذا زاده الليلي على الدوام، وفي الصباح علينا تقبيل يديه تضرعا وتوددا لطلب الرضا، فالجنة مرهونة برضاه.
الرجل: والدك؟!
هي: (تضحك بهستيريا) والدي ... تخيل هذا الوحش هو مفتاح الدخول الى الجنة.
الرجل: الجنة هي ثواب الصابرين والعابدين.
هي: لا جنة مع الذكور انهم الجحيم ...انه الجحيم.
الرجل: (باستغراب) وهل بحتِ بذلك لعريسكِ؟
هي: (تضحك بهستيريا) عريسي...لا فهو زاهد فيّ فلديه عوده ولوحاته، رفيقه الدائم.
هو: (تسلط الاضاءة نحوه مع صوت ضرب وتعذيب وصراخ وايماءات من العريس بأنه يتعرض للضرب، فيهرب خائفا تحت السرير) هذا مكاني الدائم بعد كل وجبة من التعذيب يقدمها الوالد عندما اخالف قواعد القصر ونظامه، فلم يكن لدي ما يسلي وحدتي غير رفيقي(تقوم هي بأداء دور رفيقه، فتستلقي على السرير وتحاول لمس شعره وتعزيته) الذي ساعدني على ابتكار العاب جديدة تكسر رتابة القصر وسكونه المقيت، فبحت له وباح لي بكل ما لديه.
الرجل: وهل ارتضى بذلك والدك؟
هو: كنا نلعب سرا في زوايا ميتة فلن يلتقطها الاعلام ولن يعاقبنا الوالد. حتى بلغت سن الزواج المتعارف عليه في عائلتنا، وها انا ازف الى عروس علمت ان شبكة الاتصال بيننا منقطعة فقررنا الهروب كل الى ضالته.
هي: الم اقل لك لا جنة مع الذكور ...والدك كان وحشا مثلما كان ابي.
الرجل: لا حياة بدون ذكور.
هي: واهمون... غافلون!!!
الرجل: (باستغراب) وسعادتكِ؟!! دفىء فراشكِ؟!!
هي: رفيقتي التي تسكن في الجوار تفي بالغرض.
الرجل: امركما غريب!!!!
هي: اتفقنا... نحن متشابهان...كلانا يأن لرفيقه.
هو: لسنا وحدنا في البلدة بهذا الوجع، كثيرون لكنهم يدبرون امورهم باحترافية عالية.
الرجل: (يمثل دور الورع المُستغفر) استغفر الله ...استغفر الله، اظنني اكثر الخاسرين بعدما كنت قاب قوسين او ادنى من الجنة أنا الان في ارض ملعونة!!!! استغفر الله.
هو: انت؟!!!
الرجل: ظننت اني اقتبست شيئا من اثر الرسول، واااحسرتاه، ما هي الا دعوات يائسة لمشوهين ملعونين.(يتوجه بالدعاء) ارحمني يا رب ...انقذني يا رب.
هو: حتى انت يا عم؟!!!
هي: ما الغرابة ا ليس ذكرا !!!
الرجل: (يصعد على السرير محولا اياه الى منصة، مقلدا حركات الدراويش) مدد...مدد يا رب مدد... قتلكما واجب شرعي.
هي: ا ترانا احياء؟
الرجل: لا حياة لأديم تقفون عليه، انتم مدنسون، سينزل الرب غضبه عليكم. مدد...مدد...هو امر السماء.
هو: وهل وكلك الرب ناطقا بلسانه.
الرجل: (اصوات لأعاصير وبراكين) مدد يا ربي مدد، حروب واعاصير وامراض، قلبتم القوانين وشوهتم فطرتنا انه غضب الرب مدد ...مدد.
هي: ( تعمل من الارجوحة قضبان سجن) لم نصنع الاسلحة.
هو: (يعمل من الارجوحة قضبان سجن) لم نزرع الكراهية.
هي: لم نقتل.
هو: او نسلب.
هي: لم نسرق.
هو: لم ننحر الابرياء.
هي: لم نهُجر الضعفاء كي نمتلك كرسيا.
الرجل: لقد اعادني الرب اليكم رسولا نذيرا. انا من سيحكم هذه الارض. مدد يا ربي مدد( تطوف هي حوله، وتسحب معها هو ممتعضا للطواف في رفض منه لكلام الرجل).
هي: اذكرنا عند مليكك...عله يغفر لنا.
الرجل: طهرا روحيكما كي يقبل الله توبتكما.
هي: سنغتسل، ونغطي رؤوسنا...سنتعبد.
الرجل: لا يكفي ...اثمكما كبير ...كبير.
هو: (يبتعد عنها) ا تصدقين لصا سرق بريد الرب!!!!
الرجل: غفرانك ربي انه جاهل، في الضلالة يبيت (يذهب الى هو ويتحدث اليه بهمس) يا غبي... لقد خدعت الشيطان بهذه السرقة، بعد ان بعثني الله منقذا لكما ولأمثالكما.
هو: تطالب بولاية الامر وانت مجهول الهوية؟
الرجل: ليس مهما ان تعرفوا اسم والدي سعيد كان، ام محمود، سالم، يهوذا، يكفي ان تعرفوا انه البطل الذي هُزم الرجال جميعا حين سبقهم وزرعني وريثا للبطولة في ارض امي من بعده.
هو: تاريخ اهلي يشهد له القاصي والداني، لم لا اكون انا الوالي عليكم.(يصعد على ارجوحته واقفا معه فرشاته).
هي: بل ربما سنعود الى عصور غابرة، يكون لنون النسوة حظوة فيها(ترتقي الارجوحة الثانية).
هي: سيداتي انساتي...علينا ان نرفع صوتنا عاليا، ستكون السيادة لذات السيادة.
هو: حياتنا جميلة تستحق ان نلونها بالأفراح.(يرسم بالفرشاة).
هي: حتى الالوان انتم من يحددها؟
هو: لك الوانك ولي الواني.
الرجل: (يمسك جرسا) فُتح المزاد. منو يدفع اكثر؟
هو: الف.(يذهب اليه ويهمس بأذنه) سنوجه الكاميرات صوب زواياك الميتة(ينزل هو مخذولا).
الرجل: الفين
هي: ثلاثة الالف.(يهمس بأذنها) علاقتكِ بجارتكِ تجلب الشبهات!!!(تنزل من الارجوحة معلنة الاستسلام).
الرجل: عشرة الالف. منو يدفع اكثر؟(ينزل هو من الارجوحة بغضب)
هو : لم لا ... وانت سارق محترف!!!!
هي: نعم انت سارق.
الرجل: ان لم تساعداني، سأبوح بجرمكما لتنتهيا برؤوس مهشمة بالحجارة.
هي: لم نؤذ احدا.
الرجل: اسمعاني، سأعقد معكم صفقة.
هو: (بسخرية) ما هي يا رجل السماء.
الرجل: (يناديهما بيديه نحو السرير ويقف هو بالمنتصف) اسمعاني... ايد على السرير وايد وراء الظهر،
اسمح لكما بفسحة من الحرية سرا، واحاربكما في العلن، مقابل صوتيكما وامثالكم التي ستهتف باسمي.
(صوت المنبه واشارة الضوء نحوها)
هي: بالروح بالدم نفديك يا زعيم.
الرجل: سأعدها موافقة...سنشكل ثنائيا مهما...سنتناوب في الحكم اعدكِ.
هي: لكَ ما تريد يا ولي الامر.
الرجل: اذن اعلني صلحا مع الرجال ايذانا بليالي يفتح الغرام لنا فيها بابا من الجنان، فيها الكواعب والولدان.(ينظر الى العريس)
هو: (بقلق) انا لالا انا، لن اكون اداة لسارق فاسد.
الرجل: استعن بصديق!!!
هو: ربما اخالف قواعد الطبيعة في احيان كثيرة لكني فنان مرهف الحس لن ارض بما تريد.
الرجل: قرار نهائي؟
هو: لطالما كنت بلا كرامة، لكني لست بلا ضمير.
الرجل: خلي ضميرك يفيدك... (يصعد عل المنصة) بيان رقم واحد قرار جمهوري تقرر تنظيف البلاد من الادران. (صوت انفجار مع صورة لقطعة بلوك مخضبة بالدماء)
هو: سأعود يوما ما لانتقم منك، ومن معلمك، من والدي ومن جارتكِ اللعينة (يمسك هو بالمظلة يفتحها بحركات راقصة، ثم يعود الى فراشاته ويرسم وردة تظهر على الشاشة، ويستلقي بعد ان يغلق المظلة ويجلها بشكل عمودي على جسده بحيث توحي الى شاهد في مقبرة، صوت من خارج المسرح).
صوت: احداث غربية متسارعة بعد ان عثر على جثة مجهولة الهوية.(صوت غزو للجراد يقطع كلام الصوت مع مؤثرات ضوئية توحي بأنه يملئ المكان، الشخصيات تتحرك بعشوائية وخوف من الجراد، يختفي هو خلف الكواليس حتى تخفت حركة الجراد).
هي: ا تظن انه انتقام منا؟
الرجل: هي حالات طبيعية يمكننا استغلالها.
هي: سيقضي على الزرع...ربما يأكل لحومنا؟
الرجل: لا حاجة له بها، فلحومنا فاسدة، منتهية الصلاحية.
هي: ربما هي لعنة من الرب لاسترداد بريده.
الرجل: (يقفز فرحا) نعم هذا ماكنت افكر فيه. (بينما هي تنظر اليه بغرابة) انها بداية للزمن جديد.
هي: تعني؟!!! (تمسك مايكرفون وتتوجه نحو الرجل، كأنها صحفية) يا سيادة الرئيس ما قولك في احوال البلاد؟
الرجل: في الحقيقة والواقع ان الاعداء يحيطون بنا من كل جانب، وهم يستخدمون اسلحة لا قِبل لنا بها، لكن وحيا من السماء طرق خلوتي وامرني ان احاربهم واتصدى لهم.
هي: سيادة الرئيس هل لديك ما تقاومهم به؟
الرجل: بكل تأكيد!!! لكني احتاج تأييد مطلق من المؤمنين، وطاعة عمياء. فهي سلاحي الباشق.
هي: بالروح بالدم نفديك يا رئيس...بالروح بالدم نفديك يا رئيس.
(تعود اصوات الجراد وحركاته على المسرح تختفي الشخصيات مع حركة الارجوحتان واظلام ينتهي بمشهد على الداتا شو لنخيل محترق يستمر للحظات، حتى تستقر الكاميرا على فسيلة خضراء بين النخيل المحترق،ثم تعود اصوات من خارج المسرح لزفة عرس، مع حركات متناوبة للارجوحتين، وهما عليها، وفي الجهة المقابلة كرسي واضاءة متأرجحة).
(ستار )
0 التعليقات:
إرسال تعليق