كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الاستاذ اسماعيل عبد الله في حفل الإفتتاح الدورة الأولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح
مجلة الفنون المسرحية
عشتم وعاش المسرح
كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الاستاذ اسماعيل عبد الله
في حفل الإفتتاح الدورة الأولى لمهرجان العراق الوطني للمسرح
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد رئيس الجمهورية العراقية
أصحاب المعالي الوزراء
السيد محافظ بغداد
أيها المسرحيون يا صفوة الزمان وخلاصته، سلام عليكم وعلى العراق الذي يشبهكم جمالاً وجلالاً، سلام لإرادتكم التي التقينا بها ومعها على الدوام، فما كنا وما سنكون إلا معاً، فالمسرح سفينتنا في طوفان الجنون الذي يجتاح هذا العالم، والمسرحي حمامة تعود بغصن أخضر مبشرة بنهاية الطوفان، أولسنا من يضيء العتمة ويتجاوز الزمان، يؤقته على خاطر الحب، يقدمه ويؤخره ويخلق زمناً جديداً؟
ها نحن اليوم معكم على موعد رسمناه منذ سنوات، حلم لم يمت، حلمنا يتناسخ في أرواحنا، حملتموه، وحملناه معكم كي يكون، وها هو اليوم حقيقة، يعلن ميلاد حدث فاصل، مهرجان العراق الوطني للمسرح، وهذه دورته الأولى، وإني لأرى دورات تلي دورات، فما مات في العراق على مدى التاريخ جمال، وما اندثر في العراق على مدى التاريخ إبداع، وما جمع العراقيين بعد حبهم للعراق شيء أكثر من حبهم للفن والإبداع.
من شارقة المسرح والثقافة إلى بغداد الفكر والحضارة، أهديكم أطيب عبارات الود والإخاء وأزكى آيات المحبة والوفاء، راجيا من الله تعالى أن يمتعكم بالصحة والعافية وأن يجنبكم آفات هذه الجائحة العاتية.
ودعوني في البداية أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح الذي يكن لكم ولأرضكم الطيبة وافر التقدير والإحترام ويتمنى لكم النجاح في كل مساعيكم الحميدة.
مهرجان العراق الوطني للمسرح يضاف إلى كل المبادرات الثقافية والفنية الرامية إلى إعادة الدفئ للمسرح في أرض الرافدين، ويعيد للأذهان ما حققته الحركة المسرحية العراقية عبر عقود من الزمن من خلال أسمائها الكبيرة والكثيرة.
يأتي هذا المهرجان في إطار المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح. هذه المبادرة الهادفة إلى تنظيم مهرجانات وطنية للمسرح تعنى بالمسرح المحلي في أرجاء الوطن العربي، ويأتي أيضا في إطار تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح والرامية إلى تنمية وتطوير الفن المسرحي في الوطن العربي والتي أقرها مجلس وزراء الثقافة العرب في الرياض سنة 2015.
إن ما يميز هذا المهرجان هو الرعاية الكريمة لفخامة الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح التي أحاط بها فخامته المهرجان والتي ستعطيه دفعة قوية، إلى جانب دعم كل المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والفني بالعراق، وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر والإعتزاز لهذه العناية التي يحضى بها أبو الفنون هنا في العراق.
ولا يسعني باسمي الخاص ونيابة عن كل العاملين بالهيئة العربية للمسرح، إلا أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والإمتنان وأعمق عبارات التقدير والعرفان لفخامة رئيس جمهورية العراق الدكتور برهم صالح على هذه العناية السامية والحضور الفعلي لهذا الحفل الافتتاحي للمهرجان، وإلى كل المؤسسات الداعمة والمتعاونة وكل المبدعات والمبدعين من نساء ورجال المسرح بالعراق على مساهمتهم في هذه التظاهرة الثقافية والفنية وخصوصا الفرق المسرحية التي واجهت ظروف الإعداد والتحضير وصمدت أمام التأجيلات المتتالية حتى هذه اللحظة. كما أنوه بكل الحاضرين لهذا العرس المسرحي.
والشكر موصول لكل المنابر الصحفية على دعمهم الإعلامي للمهرجان ولكل العاملين من إداريين وفنيين وتقنيين بالفضاءات المسرحية وغيرها، ولكل اللجان التنظيمية والتحكيمية.
ولابد من الوقوف وقفة تقدير واحترام لنقابة الفنانين العراقيين وعلى رأسها السيد النقيب الدكتور جبار جودي وسائر أعضاء المكتب المسير للنقابة وكل العاملين بها على تشبثهم بإقامة هذا المهرجان منذ أواخر سنة 2019، وعلى قوة شخصيتهم وإلحاحهم وإصرارهم رغم الظروف الصعبة المتتالية التي واجهوها.
اليوم تنطلق مواكب النور المسرحي في بغداد، قادمة من كل محافظات العراق، ناشرة نورها في فضاءات عشاق المسرح على امتداد الوطن العربي، حيث ينظر المسرحيون العرب بكل الاهتمام لهذا الحدث، فما حققه المسرح العراقي وما أثر من خلاله في المشهد المسرحي العربي لا يوصف إلا بكلمة الإبداع الذي يمكث في العقل والوجدان.
على بركة الله نمضي معاً ونكون معاً ونبقى معاً، فالغد ملك يمينكم .
وختاما لا أجد إلا السياب لأقول معه:
لأن العراق الحبيب .. بعيد وإني هنا في اشتياق إليه إليها أنادي : عراق .
عشتم وعاش المسرح
0 التعليقات:
إرسال تعليق