أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 30 سبتمبر 2021

مسرح الثقافة الجماهيرية.. المسرح المخطوف

مجلة الفنون المسرحية 

مسرح الثقافة الجماهيرية.. المسرح المخطوف

أحمد هاشم - مسرحنا

لا جدال حول أهمية مسرح الثقافة الجماهيرية كرافد مساهم فى تكوين المشهد المسرحى المصرى, لا زال يتسم بالبكارة والطزاجة ـ قى بعض عروضه ـ تلك البكارة والطزاجة المكتسبة من روح الهواية والحب اللذان يعمل بهما هؤلاء الهواة الذين لا ينتظرون منه مالا أو شهرة مكتفين بالإستمتاع بذلك السحر الخاطف لهذا الفن الجميل, وذلك الإستحسان لعملهم الذى قد يجدونه فى عيون مشاهد قروى أتى من حقله أو عامل أتى من ورشته, أو فتى ترك لعب الكرة فى الجرن وجاء ليشاهد ماذا يفعل هذا نفر من أهل جيرته.. وفى أحسن الأحوال قد يستمع ويسعد هؤلاء الهواة بكلمة استحسان يلقيها بتعال ناقد يدعى التواضع والمعرقة ساقته الأقدار لمشاهدة هذا العرض أو ذاك, وهو ما يدفع هؤلاء الهواة إلى الإصرار على الإجادة ومواصلة طريق محبتهم للمسرح رغم وعورة مشواره ومتعته فى آن.

ولن نتحدث عن أهمية مسرح الثقافة الجماهيرية فى إطار تحقيق توزيع العدالة الثقافية والفنية بين سكان العاصمة والمحافظات المختلفة, ولا دوره فى إعادة صياغة الوعى الجمعى, فكلها كلمات مع الوقت باتت مستهلة رغم حقيقة ما تعبر عنه, ولكن السؤال الذى بات ملخا ـ فيما نرى عبر متابعتنا لعروض مسرح الثقافة الجماهيرية بما يزيد على الثلاثين عاما ـ هل لا زال مسرح الثقافة الجماهيرية  فى مصر يمثل نفس الأهمية التى كان عليها ونشأ من أجلها؟ هل لا زال يقوم بدوره بل بأدواره المنوط  بها, وهل لا زال يحقق الأهداف المبتغاة منه؟ ويمكننا أن نورد العديد من الأسئلة المختلفة فى نفس الإطار رغم وعينا بمتغيرات الحراك الحادثة خلال السبعين عاما من عمر هذا النشاط الذى تبنته الدولة وعيا منها بأهميته ورصدت له الميزانيات الضخام, وقيضت له الأكفاء من المسؤولين لإدارته فى أزمنة مختلفة, وحقق نتائج متباينة فى أوقات مختلفة كان معظمها إيجابيا.
ولأن النشاط المسرحى مثل أى نشاط إبداعى ( لا يستطيع أن ينسلخ عن البيئة التى يرى قيها النور.... وفقا لمقولة الناقد المجرى جورج لوكاتش) فإن مسرح الثقافة الجماهيرية ـ رغم التميز الشديد لبعض عروضه ـ  بات مخطوفا ولا نغالى إذا قلنا مسروقا, والخاطف السارق هنا هم بعض جهات مسؤولة وبعض أفراد, وإذا كانت تلك الجهات لها بعض العذر لأن عملية خطفها تلك هى فى ذات الوقت تحقيق وأداء لدورها الوظيفى الملقى على عاتقها ولكنها تقوم بهذا الدور بمغالاة وظيفية بحتة لا تقوم على فلسفة وفهم لدورها الحقيقى وبات ما تقوم به ـ بالتراكم الزمنى ـ وكأنه هو الأصل, ما بين آداء رقابى غير خاضع لفلسفة, أو ختى قوانين محددة بل قوانين مطاطة تخضع لفهم الرقيب المتغير وفقا لملابسات الظرفية السياسية والأنظمة المختلفة, وكل ذلك يمكن تفهمه واستيعابه وفقا للظرفيات المختلفة التى يمكن أن تمر بها الدولة المصرية فى حالات حراكها السياسية والمجتمعية المتواترة سريعا فى الربع قرن الأخير, ولا سيما السنوات العشرةالأخيرة منه, والملابسات المحيطة بها التى من نتيجتها أن اختطفت بعض المراكز القيادية المسؤولة عن مسرح الثقافة الجماهيرية من أشخاص ـ أقل ما يقال عنهم ـ غير أكفاء, وغير مؤهلين لتلك المناصب, والبعض منهم قد لا يشكل المسرح أحد همومه, أو اهتماماته سوى بالقدر الذى يخدم به نفسه, ومن الطبيعى أن يتحلق حوله من هم على شاكلته من الجوفائيين وأصحاب الإنتفاخ الفارغ الناجم عن الجهل والثقافة الإنتفاعية وتقديم المصلحة الخاصة على العامة, وليذهب المشروع التنموى الذى تسعى الدولة  لتحقيقه الى الجحيم قى سبيل تحفيق مشروعهم أو طموحهم الشخصى المتوارى خلف ضجيجهم وأصواتهم العالية, وفدرتهم على فرض وجودهم الإفتراضى الأجوف الكثيف, ووجودهم الواقعى المغلف يالإنتاج الكمى الخادع وقبض الريح الناجم عنه.
ومن الطبيعى أيضا ـ وهذا الموجع حقا ـ أن يطفو على سطح المشاركين قى صناعة العروض المسرحية بالثقافة الجماهيرية فى تلك الأجواء غير الصحية مجموعة من الخاطفين واللصوص ـ فى كافة العناصر المسرحية والدفع بهم لتصدر المشهد تحت أىة دعاوى غوغائية طنانة دون أن يمتلكوا مهارات المهنة ولا أصالتها من غير القادرين على ابتكار الأفكار أو حتى صناعتها فلا يكون أماهم سوى جهود الغير من عروض سبق وأن شاهدوها هنا أو هناك والسطو عليها إعادتها فى صياغات رديئة للعاية هى إهدار للمال العام وترسيخ للسطو والمنتج الردئ والأمران يتعارضان مع ما يهدف إليه الفن من الرقى بالأخلاق والسلوك العام وتحقيق قيم الخير والجمال والعدل .... الخ القيم النبيلة التى يسعى الفن عموما والمسرح خصوصا الى ترسيخها فى الإنسان والمجتمع بشكل عام.
ولا يصبح غريبا أن نجد بين العروض المسرحية العشر بهذا الموسم  بأحد الأقاليم الثقافية الست عرضين اثنين أى ما يعادل الخمس ونصى هذين العرضين لكاتب واحد, ينسبهما إلى نفسه وأبرم عنهما عقدين مع الجهة الإنتاجية, وتقاضى عنهما أجرا, بينما النصين يتماسان تماسا واضحا وكبيرا مع نصين لكاتبين آخرين كانا يملآن السمع والبصر رحمهما الله... وأى قراءة مقارنة بين الأعمال الأصلية والأعمال المتماسة معها (كلمة تماس هنا تعبيرا مهذبا للغاية رغم أنها لا تعبر يدقة عن الواقع المقارن بين الأصل والمأصول أو المسلوخ عنه) بلغ حد استخدام حتى نفس الإسم فى أحدهما إعتمادا على الذاكرة المفتقدة لتوثيق مشهدنا المسرحى التى تغفل أحيانا عن أعمال توقى أصحابها من ما يقارب العشرين عاما أحدهم استشهد فى حريق بنى سويف الشهيربالخامس من سبتمبر 2005, والآ خر توفى فى النصف الأول من تسعينات القرن المنصرم والنصوص متوافرة سواء الأصل أو المأصول منه) وتلك النوعية من الخطف لبعض النصوص, أو بعض العروض غير بعيدة عن خطف المناصب القيادية فى المسرح بل هى وطيدة الصلة بها ربما الفارق بينهما أن الأولى مستهجنة أخلاقيا ومجرمة  قانونا, أما الثانية وإن كانت مستهجنة أيضا إلا أنها مقننة فلا يجرمها القانون, رغم ما يترتب عليها من جرائم فى حق الفن المسرحى والمجتمع والتنمية المبتغاة غير ما تهدره من المال العام فى غير محله الصحيح ... إن الجوفائية التى ينطوى عليها أصحابها تجعلهم غير قادرين على كشف جوفائية المتحلقين حولهم بل هم من حرصوا على أن تكون بطانتهم من نفس الشاكلة ونفس الخواء وتجمعهم السطحية  و( الولا حاجة ) ومن الطبيعى فى تلك الأجواء أن تجد مخرجين عند مناقشة مشاريعهم المسرحية المتقدمين بها لا يمتلكون رؤى للنصوص المزمعين إخراجها ولا حتى القدرة عند بعضهم فى سرد الحدوتة المسرحية إن صح التعبير, ولما أتيح لنا مشاهدة عروض هؤلاء لم تكن النتيجة مفاجئة, بل جاءت عروضهم هزيلة ومتدنية للغاية على كافة المستويات باستثناء وجود مهارات فردية لدى بعض الممثلين ... فكيف جيئ بهؤلاء وكيف حصلوا على فرصة إخراج عرض مسرحى حتى ولو كان فى إطار الهواة وهو دور لو نعلم خطير بل قد يكون أشد خطورة من التعامل مع المحترفين لأن المحدودية المعرفية لدى الهواة تجعلهم يستقبلون ما يتفوه به المخرجين على أنه من المقدسات الفنية, ومن ثم يساهم هؤلاء فى (تخويخ) عقول غضة تنعقد عليها الآمال المستقبلية.
وإذا كنا أشرنا إلى خطف بعض النصوص من أصحابها فهناك أيضا خطف الفرصة من أصحاب النصوص الجيدة الذين قد يمنعهم عدم القدرة على المزاحمة والإكتفاء بالدور الإبداعى تاركين المساحة الأكبر ليحتلها عديمى الموهبة وتتصدر العديد من نصوصهم التى يعرفون كيفية تسويقها لدى من على شاكلتهم من المخرجين فى حين تظل النصوص الجيدة غير قادرة على التسويق حتى يقيض الله لبعض منها مخرجا جادا يبحث عن الجديد الجيد من النصوص ويصبح الأمر محض صدفة,بينما النصوص الرديئة تملأ السمع والبصر, ولا نعرف كيف يتم إجازتها فنيا والموافقة على إنتاجها (منها اثنين لمؤلف واحد من بين نصوص العروض العشر التى تم إنتاجها هذا الموسم بالإقليم ذاته غير النصين المتماسين نصوص أخرى مما يؤكد فداحة المشكلة) !!!
كما تقع العروض المسرحية بالمناطق الحدودية أيضا فى إطار المسرح المخطوف من بيئته المعروض فيها لتحتلها عروض أخرى غريبة لا ترتبط بالوجدان الجمعى لجمهورها النوعى بتلك المناطق الحدودية ذات الخصوصية المتباينة رغم اشتراكها فى العديد من السمات لكن يظل تباينها الديموجرافى يستدعى مراعاته فيما يقدم من عروض... إذ أن مدينة “رفح” على سبيل المثال وهى منطقة حدودية لا يمكن مساواتها بحلايب أو شلاتين وهما بلدتان حدوديتان كذلك, فمتلقى العرض المسرحى فى مدينة “رفح “ الذى يتعامل ـ بشكل أو آخر ـ مع كيان صهيونى بشكل يومى علينا أن نتوجه له بعروض مسرحية تختلف كلية عن العروض التى يتم تقديمها فى حلايب أو شلاتين فطبيعة الصراع الذى يربطنا بالجانب الآخر ـ هنا أو هناك ـ مختلفة فى الكلية, فإذا كان الصراع فى أحدهما صراع وجود فهو على الناحية الأخرى مجرد صراع حدود يعلو صوته ويخفت من آن لآخر بينما على االناحية الأخرى فهو صراع أبدى مع عدو دائم التربص, ومن ثم تفرض نفسها خلافية العروض المسرحية الواجب تقديمها هنا أو هناك حسبما يراد به التوجه لهذا الجمهور أو ذاك, وينسحب ذلك على العروض الواجب تقديمها فى المناطق الحدودية المختلفة على حدود مصر المتباينة فى ديموجرافيتها.
وقد أدت تلك الأسباب ـ وغيرها ـ من الإختطاف إلى خطف الجمهور من حول العروض المسرحية بالثقافة الجماهيرية ـ إلا القليل من العروض ـ وعلينا أن نعترف بتلك الحقيقة دون أن تخدعنا بعض الصور المزيفة والكاذبة التى تبناها أصحاب شعار «المسرح للجمهور» وكأنهم أتوا بما لم يأت به أحد قبلهم, وكأن المسرح كان لغير الجمهور, فالمتابع لمسرح الثقافة الجماهيرية فى الأقاليم ـ كلجان التقييم ـ يستطيع أن يضع يده ببساطة عن انصراف الجماهير عنه ـ إلا فى النادر من العروض ـ ناهينا عن نصاب أيام العروض غير المكتملة, وفى بعض المواقع تكون ليلة العرض فى وجود لجان التقييم هى الليلة الأولى والأخيرة للعرض والوقوف على تلك الحقيقة ليس من الأمر العسير.
ومن العار علينا جميعا كمسرحيين أن يشملنا الصمت والتسليم بالوضع الراهن والتعامى عن الواقع دون أخذ خطوات فاعلة تعيد إلينا هذا المخطوف (مسرح الثقافة الجماهيرية وجمهوره) وإخضاعه لدورة علاجية جادة تشارك فيها الأطياف المسرحية  الجادةوتؤخذ مأخذ الجد ولا نتهاون فى تنفيذها للمشاركة بدوره الصحيح فى التنمية المجتمعية والثقافية التى نسعى إليها, ولعل وجود رجل مسرحى على رأس جهاز الثقافة الجماهيرية يكون فاعلا فى إعادة ذاك المخطوف إلى أهله.

“القاهرة الدولي للمسرح التجريبي”.. يمدد فترة استقبال أبحاث المحاور الفكرية حتى 4 أكتوبر المقبل

مجلة الفنون المسرحية


“القاهرة الدولي للمسرح التجريبي”.. يمدد فترة استقبال أبحاث المحاور الفكرية حتى 4 أكتوبر المقبل

أعلنت إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ 28، برئاسة د. جمال ياقوت، عن تمديد فترة استقبال ملخصات الأبحاث المشاركة في المحاور الفكرية للمهرجان وذلك حتى يوم الإثنين الموافق 4 أكتوبر ٢٠٢١.

كان المهرجان قد فتح باب المشاركة البحثية في المحاور الفكرية للمهرجان تحت عنوان "التجريب بين الإنتاج والتلقي" للباحثين من مصر والدول العربية وجميع أنحاء العالم.

تنقسم المحاور الفكرية الرئيسة إلي:
أولاَ: تأثير جهة الانتاج بما تمنح من مقدرات إنتاجية وأدوات عمل على التجريب في المسرح.
ثانياَ: دور المؤسسات البحثية والعلمية في التأثير على الانتاج والتلقي.

ثالثاً: التجريب وفلسفة المؤسسات الإنتاجية للمسرح.
تنطلق فعاليات الدورة الـ 28 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في الفترة من 14 إلى 19 ديسمبر المقبل، وهو مهرجان تنافسي تنظمه وزارة الثقافة بجمهورية مصر العربية سنوياً، ليكون بمثابة فرصة للتواصل والحوار بين مختلف الثقافات والمجتمعات من خلال الأشكال المختلفة للمسرح وفنون الأداء، ولتقديم أحدث التطورات في المشهد المسرحي الدولي للجماهير المصرية والعربية، وفي الوقت ذاته تقديم بانوراما للإنتاج المسرحي المحلي والإقليمي للمتخصصين والمهتمين من جميع أنحاء العالم.

جولة فى شارع المسرح الفلسطينى

مجلة الفنون المسرحية 


جولة فى شارع المسرح الفلسطينى


ترجمة هشام عبد الرءوف - مسرحنا

كانت معظم مسرحيات الأديب السورى الراحل سعدالله ونوس(1941 -1997) مقتبسة من مسرحيات عالمية. لكنه كان يتمتع بقدرة عالية على صياغة هذه الأعمال بطريقة تظهر فيها وكأنها معبرة عن واقعنا العربى بكل دقة فكانت تلقى نجاحا كبيرا .

 وأوضح مثال على ذلك مسرحيته الشهيرة “الملك هو الملك“ التى تتحدث عن الأكلين على كل الموائد ولا يحاولون تبنى أي موقف مبدئي. هذه المسرحية –التى استمتعت بمشاهدتها على مسرح السلام عام 1991 وكانت بطولة احمد بدير –مأخوذة فى الواقع عن مسرحية شهيرة للأديب الأمريكي مارك توين (1835 -1910). لكن ونوس خريج كلية الآداب جامعة القاهرة صاغها ببراعة منقطعة النظير حتى ليخيل لنا أنها تحدث بالفعل فى عالمنا العربى.

وحنظلة أيضا
ونفس الأمر تكرر مع مسرحية “رحلة حنظلة من الغفلة إلي اليقظة” أو باسمها المختصر “رحلة حنظلة“ التى أبدعها ونوس عام 1978. وقد اختار لها هذا الاسم تكريما لذكرى رسام الكاريكاتير الفلسطينى فهى مأخوذة عن مسرحية “كف تخلص السيد بوكنبوت من الأمة” للأديب الألماني السويدى بيتر فايس (1916-1982). وبسبب براعة النص المسرحى فى العامل مع قضية رئيسة من قضايانا فى العالم العربى تم تقديمها عشرات المرات على المسارح فى كل الدول العربية تقريبا بما فيها مصر. وكانت أحيانا تقدم باللهجات المحلية واحيانا بالعربية الفصحى وبرؤى مختلفة مع الحفاظ على الخط الأساسي. 
وأخرجها عدد من ابرز المخرجين فى العالم العربى مثل فراس الريماوى فى الأردن وفؤاد الشطى فى الكويت. وكانت أخرها فى يوليو الماضى عندما قدمها قسم المسرح بجامعة حلوان بالعربية الفصحى ضمن مشروع التخرج لطلبة السنة النهائية. وسبق تقديمها على مسرح الطليعة من إخراج إسلام إمام.
مفاجأة
لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت فوز المسرحية بالجائزة الأولي فى مهرجان “بيت تسافتا” السنوى للمسرح الإسرائيلي الذى يقام سنويا فى تل أبيب فى مسرح يحمل نفس الاسم. وتقدم فى المهرجان مسرحيات بلغات مختلفة. والمهم أن تكون الفرقة المسرحية المشاركة إسرائيلية. 
 وقد أبدي البعض دهشته من فوز المسرحية التى تتضمن انتقادات عديدة لإسرائيل وسياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين خاصة أنها قدمت اكثر من مرة بواسطة فرق مسرحية فلسطينية مثل العرض الذى قدم عام 2017على مسرح عشتار فى رام الله للمخرج الفلسطينى محمد غريب . 
لكن الأمر لا يبعث على الدهشة إطلاقا لان ذلك لعبة إسرائيلية معروفة حيث تسعى لإظهار نفسها فى صورة الدولة الديمقراطية التى ترحب بالانتقادات وتتسامح معها. كما تؤكد اللجنة المنظمة للمسابقة أنها تعلى الاعتبارات الفنية فوق غيرها من الاعتبارات!!.
وكانت حيثيات فوز المسرحية على لسان لجنة التحكيم، أن المسرحية متقنة الأداء من قبل الممثلين، وهناك لغة فنية خاصة جدا، حيث تناغمت جميع المركبات المسرحية، من إخراج مسرحي، وتصميم الحركة، ومن النقاط الملموسة للعمل المسرحي العمل الجماعي من قبل طاقم العمل.
قدمت المسرحية –التى كانت ضمن عشرين مسرحية عرضت فى المهرجان - مدرسة “فرينج” للفنون بمدينة الناصرة المحتلة منذ عام 1948 وحصلت على دعم من بلدية الناصرة ودائرة الثقافة العربية فى وزارة الرياضة والثقافة الإسرائيلية. 
والمسرحية من إعداد وإخراج: منير بكري وجسد شخصياتها عدد من طلاب السنة التمهدية بالمدرسة يتوقع النقاد أن يبرزوا فى المستقبل. 

موكينبورت وحنظلة
وفى المسرحية تحولت الشخصية الرئيسة فى مسرحية بيتر فايس وهى شخصية موكينبورت الألمانية إلي حنظلة ?تيمنا باسم الشخصية الكاريكاتورية الساخرة سياسيا لرسام الكاريكاتير الشهير? «?ناجي? ?العلي?»?،? ?الذي? ?اغتيل قبيل كتابة مسرحية? «?ونوس?» ?بعام واحد. وكان العلى ابتكر شخصية حنظلة ?الكاريكاتورية قبل ذلك بسنوات??،? ?وع عقب هزيمة ? ?67 ? ?المريرة? ?،? ?ليظل مدافعا عن حق الفلسطيني? ?في? ?العودة.
 وحمل النص المسرحى دعوة إلي التخلص من الأوهام والانتقال إلي مرحلة اليقين الذى لا يمكن الانتقال إلي الأفضل بدونه. وأكد على أن الأفضل ليس حلما??،? ?بل حقا مطلوبا?. 
 وفى المسرحية يتم القبض علي? ?الشخصية الرئيسية? «?حنظلة?» ?ذات ليلة دون أن? ?يعرف تهمته??،? ?ويزج به في? ?السجن??،? ?ليظل فيه ستة أشهر دون جريرة??،? ?رغم ما يعلنه دائما لسجانيه من أنه? ?يعيش دوما? «?بجوار الحائط?»?،? ?مستكينا وهاربا من أية مواجهة? ويدرك أن عليه أن? ?يدفع كل ما ادخره رشوة لسجانيه كي? ?يسمحوا له بالخروج من السجن فيفعل?،? ?فيعود لزوجته ليجدها قد حولت بيته لماخور??،? ?وتطرده من البيت مدعية عدم تفهمها لسر? ?غيابه??،? ?بل ومتهمة إياه بالخيانة? !!?،? ?كما? ?يطرد من عمله لتغيبه عنه دون إذن أو مبرر معقول??.

سرقة الثورة
 ويطرح عدد من الأسئلة على نفسه حول ما? يجب أن? ?يفعله أمام هذا النظام الظالم??،? ?الذي? ?يفرض عليه الجوع??،? ?ويصادر حريته??،? ?ويغتال براءته??،? ?ويفسد ذهنه??،? ?ويشوش عقيدته??،? ?فيشارك شباب مثله في? ?ثورة تسقط النظام الظالم??،? ?لكن سرعان ما سقطت ثمار الثورة بأيدي? ?شبيهة بالأيدي? ?القديمة??،? ?وواجه نفسه وجمهوره بحقيقة أنه ثائر متمرد سرقت منه ثورته ?دون أن? ?يعرف كيف? ?يحول التمرد إلي? ?نظام? ?يحميه? ?. 
 وأخيرا يتوصل إلي ?أن إسقاط النظام في? ?ذاته ليس هو الحل??،? ?بل التغيير الجذري? ?المفتقد حتي? ?الآن علي? ?أرض الواقع هو الملاذ والمعبر الحقيقي? ?عن الثورة التي? ?ضحي? ?من أجلها??.
زكريا الزبيدى

عاشق للمسرح بدرجة فدائى
أولت الصحافة الإسرائيلية والعالمية اهتماما كبرا لموضوع الأسرى الفلسطينيين الستة الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع أقوي السجون الإسرائيلية المخصصة لاعتقال الفلسطينيين وتعذيبهم وامتهانهم.
وكان صاحب نصيبب الأسد من هذه الأضواء –رغم أنه أحدثهم فى تاريخ الاعتقال حيث تم اعتقاله قبل عامين فقط –زكريا الزبيدى قائد كتائب شهداء الأقصى –الجناح العسكرى لحركة فتح –فى محافظة جنين. 
ولم يكن السبب أن جنين صاحبة أطول حدود بين الضفة الغربية وأراضي 48 (65 كيلومترا من 360 كيلومترا).ولم يكن السبب أن جنين احد معاقل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي مثلما حدث عام 1948 وفى الاجتياح الإسرائيلي للضفة عام 2002 .
 السبب أن الزبيدى كان ممثلا مسرحيا منذ طفولته فى المسرح المدرسى وبعض الفرق المسرحية الصغيرة . وكان يتمنى احتراف التمثيل المسرحى عندما يكبر. وتغيرت رؤيته إلي المسرح عندما عاصر الانتفاضة الفلسطينية الأولي التى اندلعت بين عامى 1987 و1993 ووجد فى المسرح وسيلة لتوعية الشعب الفلسطينى بتاريخه وحقوقه وأعداءه وكل ما يحتاج إلي معرفته. هنا أسس فرقة مسرحية من المتطوعين تقريبا لتمارس ما سماه وقتها المقاومة الثقافية للعدو الإسرائيلي. وحققت الفرقة نجاحا كبيرا فى الفترة من 1993 إلي عام 2000 حيث كان يحلم بسلام يسود بين العرب واليهود ودولة للفسطينيين. وحقق شهرة واسعة بين الفلسطينيين واليهود الذين كان بعضهم يحرص على حضور مسرحياته رغم هجومها على إسرائيل. وكان عدد من الصحف الإسرائيلية يجرى معه لقاءات. وأقام علاقات مع عدد من الشخصيات اليهودية.

نقطة تحول
 وظل الأمر كذلك حتى اندلعت انتفاضة الأقصى عام 2000 واستشهدت خلالها امه برصاص قناص إسرائيلي عندما كانت تقوم بنشر الغسيل فوق سطح المنزل فى مخيم جنين. ولحق بها شقيقه طه وعدد من أصدقاءه. ودمرت قوات الاحتلال يبته عام 2002 . هنا تخلى عن مثالياته وأمن كما قال لصحيفة صانداى تايمز أن الحل يمر عبر فوهة بندقية كما تقول القصيدة الشهيرة لنزار قبانى «أصبح عندى الآن بندقية» التى لحنها وغناها محمد عبد الوهاب وغنتها أيضا أم كلثوم.
وهنا انضم إلي كتائب شهداء الأقصى وشارك فى بعض عملياتها وترقى فى صفوفها حتى وصل إلي رئيس فرعها فى جنين . واصبح من المدرجين فى سجلات ألإرهابيين الذين شاركوا فى عمليات «إرهابية أدت إلي سقوط ضحايا أبراء من اليهود»!!!!. ولم يتوقف الزبيدى عن كفاحه المسلح رغم مطاردة قوات الاحتلال له وحتى بعد أن أصيب بندوب فى وجهه من جراء إنفجار قنبلة لم يحسن التعامل معها.

فيلم تسجيلى
وقد وردت فقرات عنه فى فيلم تسجيلى عن مسرح الأطفال فى مخيمات فلسطين أعدته الناشطة اليهودية «ارنا خميس صليبا» التى تزوجت بالقيادى الفلسطينى من فلسطينى 48 خميس صليبا وانجبت منه المخرج والممثل وكاتب السيناريو جوليانو صليبا الذى كان يقول عن نفسه دائما أنه يهودى فلسطينى وقتل فى ظروف غامضة فى جنين فى 2011 عن 52 عاما .
وقد عمل الزبيدى لبعض الوقت مع جوليانو خميس صليبا فى فرقة مسرحية بإم الحرية اسسها صليبا لتخليد ذكرى امه بعد رحيلها. وقال وقتها لوكالة الأسوشتيد برس أنه لا يزال يؤمن بأهمية المسرح لإقناع العالم بعدالة القضية الفلسطينية . لكن ذلك لم يكن يعنى إلقاء سلاحه .
وكانت إسرائيل تسعى إلي تشويه صورته فتحدث بعض مسئوليها عن أن الزبيدى عميل لأجهزة الأمن الإسرائيلية للمشاركة فى الإيقاع بعناصر المقاومة الفلسطينية لكن أحدا لم يصدق هذه الأكاذيب .
وتم اعتقاله عدة مرات دون أن يثبت فى حقه أي شئ خاصة بعد عفو مشروط عنه بناء على اتفاق مع الرئيس محمود عباس حتى تم القبض عليه فى 2019 بتهمة تدبير هجوم ضد سيارات إسرائيلية . وكان فى انتظار المحاكمة عن هذه التهمة عندما هرب.

شهادة د. صلاح القصب .. لنقيب الفنانين د.جبار جودي

مجلة الفنون المسرحية 
شهادة د. صلاح القصب .. لنقيب الفنانين د.جبار جودي 

بسم الله الرحمن الرحيم
نور على نور
أخي وصديقي د. جبار
كم من المحبة .
          العالم هناك في مناخات مضطربة ، شعراء ، رسامون ، مسرحيون ، سينمائيون ، روائيون ، أرتال من القلق تنظر  الى تلك المناخات التي هي حُمى لكل تلك المنجزات التي رسمتها ذاكرتكم التي تحب الطبيعة والأرض والإنسان لقد كنتَ يا صديقي قوة كي تمسك بلحظة البدء فكانت معمارية بناية النقابة شاهداً لزمنٍ وأزمنة آتية. أنْجَزْتَ ماهو أكبر .. أن تمسك بالجمال ومحبة الآخر وبكبرياءٍ شامخة.
عزيزي...
أنت الآن أمام عبور صعب.. هو الوصول الى منطقة جمالية وطبيعة آمنة الوصول للخارطة التي هناك بالضفة الأصعب.. بناء المشهد الفني العراقي الذي غاب عنا منذ سنين .. ثقتي والآخرين بك كبيرة.. تَقَدَمْ لأن ضوءُ الله معك .
نتواصل معاً..                                                   د. صلاح القصب
        28 / 9 / 2021

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

عبير لطفى: إيزيس لمسرح المرأة هو المهرجان الدولى الوحيد من نوعه حاليا فى الوطن العربى

مجلة الفنون المسرحية 


عبير لطفى: إيزيس لمسرح المرأة هو المهرجان الدولى الوحيد من نوعه حاليا فى الوطن العربي

همت مصطفى - مسرحنا  

بعد عدة تأجيلات يطلق مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة دورته التأسيسية- دورة فتحية العسال فى الفترة من 15 إلى 21 سبتمبر الجارى، وعقدت إدارة المهرجان مؤتمرا صحفيا اليوم للإعلان عن تفاصيل هذه الدورة التى تتولى رئاستها الشرفية الفنانة سوسن بدر.

 قالت رئيسة المهرجان ومؤسسته الممثلة والمخرجة عبير لطفي فى بداية المؤتمر أن موعد المهرجان الأصلي كان من المفترض أن يكون في مارس 2020، ووقع الاختيار على  هذا الشهر لأنه شهر المرأة بما أنه يضم اليوم العالمى للمرأة وعيد الأم وأيضا يوم المسرح العالمى،  ولكن نظرا للأحداث التى شهدها العالم بسبب جائحة كورونا، مشيرة إلى أنه بعد عودة الأنشطة والفعاليات مرة أخري تقرر عقد المهرجان فى سبتمبر وهو من الشهور الأليمة بالنسبة للمسرحيين بسبب كارثة حريق مسرح بني سويف التى راح ضحيتها عدد من نقاد وصناع المسرح.
وتابعت قائلة : مهرجان ايزيس أول مهرجان دولي في الوطن العربي يخص المرأة، وهذه الدورة التأسيسية مهداة لاسم الكاتبة فتحية العسال لأنها كانت دائما مناصرة لقضايا الحق والحرية، ومدافعة عن قضايا المرأة.
 كما أضافت الكاتبة رشا عبد المنعم مديرة المهرجان أن من أهم أهداف المهرجان هو دعم جهود الدولة لتمكين المرأة وإقامة جسور ثقافية بين النساء في مختلف أنحاء العالم، وتحفيز النساء علي التعبير عن ذواتهن في إطار فني وفكري وتعزيز قيم قبول الأخر، مشيرة إلى أن المهرجان يسعى لإقامة فعاليات علي مدار عام  لا تقتصر على فترة انعقاد الدورة فقط، وفى هذا الإطار شهد العام الماضى عدد من الفعاليات التى نظمها المهرجان مع بعض الداعمين ومنها حاضنة سيدة النقد العربى د.نهاد صليحة التى أقيمت بالتعاون مع التحرير لاونج و نتج عنها ستة عروض مسرحية، وورشة كتابة مقترحات المشروعات بمشاركة عدد من المواهب من أنحاء الجمهورية، و أقيمت بالتعاون مع تجمع تماسي للفنون الأدائية الذى تعاون معه المهرجان أيضا فى إطلاق مشروع بنات إيزيس الذى يهتم بتسليط الضوء على مبدعات المسرح المصري من خلال عدد من الفيديوهات. 
بينما أعلنت مديرة المهرجان المخرجة عبير علي العروض العربية والأجنبية المشاركة فى هذه الدورة وتمثل 10 دول مختلفة وهى تونس والأردن وروسيا واليابان وهولندا وألمانيا والبرازيل ورومانيا وسوريا ومصر مشيرة إلى أن عددهم 17 عرضا مسرحيا، وتقدم العروض على عدد من المسارح وهي الفلكي، و مسرح الهناجر، وقاعة ايوارت، و روابط، بينما تقام الورش والندوات في استديو عماد الدين، والقاعة الأرمينية بالجامعة الأمريكية.
وأشارت إلى أن المهرجان ينظم 3 ورشة فنية تتمثل فى كورس مكثف فى فن أداء الممثل للفنانة معتزة عبد الصبور، وورشة الكتابة الإبداعية من منظور نسوى لمجموعة أنا الحكاية وورشة في حرفية تمثيل المونودراما للفنانة الهولندية آن ماري، بالإضافة إلى محاضرة التجسدات الأنثوية في المسرح والرقص للمخرجة نورا أمين، ومحاضرة عن مسرح المقهورين للفنانة باربرا سانتوس. 
كما أعلنت عبير على عن أسماء المكرمات الستة من الوطن العربى الفنانة الراحلة شويكار ود. هدى وصفى والمخرجة عفت يحيى ود. نجاة على، والفنانة الراحلة إيمان صلاح الدين من مصر، والفنانة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر، بالإضافة إلى الفنانة البريطانية العالمية جوليا فارلى.
تتولى الرئاسة الشرفية للمهرجان الفنانة سوسن بدر، ويضم مجلس الأمناء كل من الفنان فتحي عبد الوهاب والمخرج خيرى بشارة والسفيرة مشيرة خطاب والإعلامية مشيرة موسى والناقدة عبلة الروينى والمخرج سعيد قابيل، والمخرجة نورا أمين المستشارة التأسيسية والناقد رامى عبد الرازق المستشار الفنى. 
 ويقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ومركز التحرير الثقافى وإيفنت هاوس والمجلس الثقافى البريطاني و معهد جوتة و التحرير لاونج، والسفارة الهولندية، وتجمع تماسي للفنون الأدائية واستوديو عماد الدين و مسرح روابط وجمعية النهضة العلمية والثقافية الجيزويت وكلتوجراف وسامى أمين، وجمعية يهمني الانسان
ينظم مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة فى دورته التأسيسية “دورة فتحية العسال” المقرر عقدها فى الفترة من 15 إلى 21 سبتمبر الجارى ورشة فى حرفية تمثيل المونودراما للفنانة الهولندية آن مارى دى بروين بالتعاون مع السفارة الهولندية فى القاهرة.
تخرجت آن مارى من جامعة الفنون في أرنهيم بهولندا عام 2004، وعملت بالتمثيل والإخراج لبضع سنوات مع فرق مختلفة، ثم قامت بتأسيس فرقتها الخاصة باسم Het VijfdeBedrijf أو “الفصل الخامس” فى عام 2008، وتهتم بشكل خاص بالمونودراما والأداء الفردي وتركز بشكل خاص على الأعمال الأدبية الكلاسيكية فى محاولة لإعادة تقديمها برؤية معاصرة، تغلف الأحداث المأساوية بإطار كوميدى ساخر، ونظرا لأن العديد من الأعمال التى قامت بالعمل عليها هى للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير انضمت منذ عام 2017 إلى مؤسسة شكسبير فى ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، وبجانب إدارتها للفرقة وإنتاج عروضها تعمل آن ماري مع مؤسسات أخرى أيضا كمنتجة وممثلة ومخرجة وكاتبة ومحاضرة. 
وتقدم آن مارى خلال الورشة تجربتها فى تمثيل المونودراما وتستعرض مع المتدربين أهم الخطوات التى يحتاجها الممثل لاداء المونودراما بداية من لحظة وجوده بمفرده على خشبة المسرح والتنفس، وعرض النص، والعلاقة مع الجمهور، والمدى الواسع للمعاني من خلال كلمات بسيطة، مستخدمة طرق تدريبها الشخصي والعملي في هولندا وما تعلمته خلال الوقت الذي قضيته مع فرقة شكسبير في ماساشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تبادل خبرة التمثيل مع المشاركين والتقاليد والإخلاص والصدق على المسرح.
تعقد الورشة يوم 18 سبتمبر فى ستوديو كلتوجراف بالدقى لمدة ساعتين من 11 إلى 1 ظهرا بمشاركة 15 ممثل وممثلة من المحترفين، ويمكن للراغبين التقديم للمشاركة فى الورشة من خلال رابط على صفحة المهرجان:  
وتستهدف الورشة المحترفين بشكل أساسى من الشباب تحت سن 40 سنة، ولذلك يخضع المتقدمون لاختبارات أداء تعقد يوم الجمعة 17 سبتمبر فى ستوديو كلتوجراف بمعرفة الكاتبة والمخرجة وأستاذة الدراما المصرية د.داليا بسيونى.
 

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

مسرحية " انثى مالك الحزين " تأليف عبد علي كعيد

مجلة الفنون المسرحية

رسالة دكتوراه تناقش «الأناركية في كتابات لويجي براندللو- فريدريش دورنمات- داريو فو/ مقارنات ومقاربات تفكيكية لنماذج مختارة من القرن العشرين»

مجلة الفنون المسرحية 

رسالة دكتوراه تناقش «الأناركية في كتابات لويجي براندللو- فريدريش دورنمات- داريو فو/ مقارنات ومقاربات تفكيكية لنماذج مختارة من القرن العشرين»

ياسمين عباس

تم مناقشة رسالة الدكتوراة بعنوان «الأناركية في كتابات لويجي براندللو- فريدريش دورنمات- داريو فو/ مقارنات ومقاربات تفكيكية لنماذج مختارة من القرن العشرين» مقدمة من الباحث ياسر إبراهيم عبد الفتاح علام، بأكاديمية الفنون، وتضم لجنة المناقشة الدكتور جلال علي حافظ، الأستاذ المتفرغ والعميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية (مشرفًا ومناقشًا)، الدكتور محمد إبراهيم أحمد شيحة، الأستاذ المتفرغ بقسم الدراما والنقد (مشرفًا ومناقشًا)، الدكتور عصام عبد العزيز عبد الله، الأستاذ المتفرغ والوكيل الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية (مناقشًا من الداخل)، والدكتورة نادية كامل صليب، الأستاذ المتفرغ بكلية الآداب جامعة المنيا (مناقشًا من الخارج). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراة.

وجاءت رسالة الدكتوراة الخاصة بالباحث كالتالي:
حاول البحث تقصي طبيعة حضور الأناركية في كتابات الكتاب موضع البحث، حيث أنه في ضوء هذا التقصي يمكن تفسير صعوبة موضعة كتابات أولئك الكتاب ضمن طوية التصنيفات على أسس إيديولوجية اعتيادية، ويتبني البحث فهمًا للأناركية قوامه كونها؛ أحد العقائد الفكرية الإنسانية تقوم بالأساس على تصور يتبنى إمكانية الوصول مجتمعياً إلى شكل بنائي تنظيمي على أسس غير سلطوية بالمرة، وهي مشتقة من اليونانية «ANARKIA» والتي تعني ضمن ما تعنيه ضد السلطة أو دونما مسيطر، وقد نادي كثير من مفكريها بضرورة وقوع  ملكية الأرض والموارد لطبيعية وكافة أدوات الإنتاج تحت السيطرة المشتركة للمجتمعات المحلية، لتختلف بذلك جذرياً مع إي اشتراكية دعمت وجود سلطة مركزية.
أن يتجاوز السعي الأناركي حدود فكرة تقويض الأسس المرجعية الإيديولوجية القائم عليها الجهاز المؤسسي لدولة ما، ويتعداها لمسائلة منطق بناء المؤسسة ذاته، يرتفع نتيجة ذلك سؤالًا كيف؛ سواء عبر أنسجة وسيط درامي أو حتى في بنيات سردية بحتة يمكن لكاتب أن يفكك مشروع مؤسسة السلطة القائم؟! ومن ثم ما مدى وخصوصية السعي الأناركي الذي تبديه أو تضمره كتابات كل من؛ لويجي برانديللو،  ودورينمات من جانب،  ودرينمات، وداريفو من جانب آخر؟! هذا من زاوية التقسيم الزمني إلى نتاجات إبداعية تنتمي للنصف الأول والنصف الثاني من القرن العشرين، ثم ماذا عن المقارنة في ضوء وجود ناتج إبداعي ينتمي للكتابة المسرحية، وغيره ينتمي للكتابة السردية لنفس الكُتاب؟! ثم تقصى خصوصية السعي الأناركي الذي تبديه أو تضمره كتابات كل منهم سواء في تفكيك ذلك المشروع القائم عبر نصوصهم الإبداعية؟! واستلزمت محاولة الإجابة على سؤال من هذا القبيل أسئلة فرعية تنسل عن هذا السؤال حول؛ استراتيجيات الأناركية في تفكيك مؤسسة السلطة لدى الكتاب موضع الدراسة بشكل عام؟! ثم عن مدى تبني كل منهم لتلك الاستراتيجيات؟! وعن المقارنة بين تكتيكات كل منهم في فضاءاته الدرامية لتفكيك المشروع وتقويضه؟!
في محاولة تمثل وإعادة إنتاج مشروع مؤسسة السلطة طرح سؤال تشكلت على أثره الفرضية البحثية إلا يمكن التعامل مع المؤسسة من قبل هؤلاء الكتاب بوصفها هي ذاتها إيديولوجية؟! أنطلق هذا البحث من تلك الفرضية النظرية، فبغض النظر –إجرائياً- عن النسق الإيديولوجي الذي ينتمي له نظام ما، وما يطرحه كنسق مرجعي تتبناه المؤسسة الذي يمثلها؟! وفي تلك الحالة –بغض النظر عن الخلفية الإيديولوجية للكاتب ومناهضته لدولة سيتلاقي الكتاب المتعارضون ايدولوجيا على أرضية فرضية «الدولة» كإيديولوجيا وليس إيديولوجيا الدولة فحسب. وبهذه الفرضية يحاول البحث أن يقدم تفسيرًا لسؤال بحثه المعقد، ثمة حاجة عند هذا الموضع الافتراضي لاستحضار «دولة» الايدولوجيا درامياً ومسرحياً، واقترح الباحث في خطته المبدئية أنه سيتم اختزال فيض الخطابات المسكون بها الجسد الإيديولوجي للـــ»دولة» إلى فضاء رمزي! كنائي! استعاري! استبدالي! لغوي دائماً! ومن ثم ميتافيزيقي في أغلب الأحوال. وهو ما سعى الباحث للتدليل عليه عبر التحليل وتكشفه.
استلزمت المهمة البحثية تقسيم العمل إلى محورين؛ محور مباحث تمهيدية أحتاج الباحث إلى إجرائها لعدم توافرها في المكتبة العربية على النحو الذي يمكن أن تؤدي بالباحث لتفحص مادة البحث، وهي مباحث لا تقع بالضرورة ضمن التخصص البحت لباحث في الدراما، وقد آثر الباحث تضمينها كملحقات بالبحث، وهي ثلاث مباحث:-
 تولد أولها من الرغبة في فهم منطق كثافة استخدام تعبير «فوضوية» كترجمة لأناركية رغم أنه ليس أقدم اصطلاح عربي ولا هو الأدق حسب تقدير الباحث، وقد عرض الباحث لبواكير الأدبيات العربية في التعامل مع المصطلح منذ دعت الحاجة لاستخدامه تحريريًا في إصدارات صحفية تنتمي للقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وحاول الباحث تفسير هذا الاستخدام في سياقه التاريخي.
وتولد المبحث الثاني من وجود بون شاسع بين الرواد المؤسسين والمنظرين للأناركية بين من يعتبرها تيار ينتمي للنصف الثاني من القرن التاسع عشر وبين من يراها مفهوم أسبق على نظم الحكم التاريخي برمتها وأن تلك النظم مساس بقانون أعرق بل ويعتبرها البعض قانون فيزيائي وكوني، وأمام خطابين مختلفين إلى هذا المدى شرع الباحث في بناء نموذج شارح/paradigm  مستلهم من قاموس الاصطلاح الدرامي لثنائية التعرف/التحول بحيث كان الخطاب الذي يجعل الأناركية قانون قبل تاريخي هو بيان للتعرف الذي كشفه فحسب البحث الذي تناما حتى وصل للقرن التاسع عشر واسماه الباحث بـ»خطاب التعرف»، وأما الخطاب الذي ارتكز إلى حداثية وليس قدم الاناركية كمفهوم وممارسة فقد أسماه الباحث بـ»خطاب التحول»، وقد ساعدت نظم تحليل الخطاب عن الكشف عن ضرورة كلا الخطابين والذي تأسسًا وفق أطار معرفي خاص بزمن النشأة قوامه ثنائية الاكتشاف/الاختراع.
تولد المبحث الثالث من أرضية حضور لافت للاناركية كفكر وكفعل في إيطاليا منذ خواتيم القرن التاسع عشر، ومحاولة فهم طبيعة هذا الحضور ومبرراته، بمقارنته بحضور آخر يبزغ في خواتيم القرن العشرين، ومن ثم يكون من الضروري فهم طبيعة تلك العودة ومنطقها ومبرراتها. مع أنه من ذات الموضع تظهر أفكار مناقضة تماما للفكر التحرري بشكل عام مثل الفاشية والتيارات اليمينية الأشد تعصبًا وتعرف رواج قوى على نفس الأرض؟!.السعي لمحاولة الإجابة على هذا التساؤل البحثي خلال هذا المبحث استدعت مداخل تحليلية ماثيولوجية وجغرافية وتاريخية محاولة تحليل بنيتها ضمن هذا السياق.
أما المباحث الرئيسة في البحث فانقسمت إلى ثلاث مباحث:-
الفصل الأول وعنوانه: حضور الوعي الأناركي في بعض قضايا النصف الأول من القرن العشرين/مبحث مقارن ما بين مسرحيات «بيراندللو» و «دورينمات»: تولد هذا المبحث من تعدد الآراء النقدية والبحوث العلمية التي تجد بعضها أسانيد وقرائن تضع نصوص «برانديللو» «دورينمات» في حوزة الاتجاهات الفاشية والنازية، على حين ما يصعب إنكار أن أعمال الكاتبين تكافح الاستبدادية والسلطوية وأحادية المنظور بشكل عام، وبالمثل تتعدد الآراء والأسانيد التي تجد ملامح عدمية إن لم نقل عبثية في تلك النصوص وأسانيد تناقضها بالمثل؛ وأمام استفهام إشكالي من هذا النوع تولدت ضرورة هذا المبحث، الذي استهدف التحقق من فرضية مبدئية للبحث ككل، وهي أن كلا الكاتبين قد أنتجا نصوص يمكن ضمها فكريًا على نحو ما وبدرجات متفاوتة للفكر الأناركي، الذي يسعى لإزالة وتفنيد وخلخلة السلطة القائمة دون أن يبشر ببديل محدد ومتفق عليه من قبل أنصار هذا الفكر كبديل حتمي لما هو قائم، ليكون تكتيك هدم أكثر منه ايدولوجيا بناء، ومن ثم يصعب أن يبشر كاتب وفقًا له بما هو جامع محدد، على حين ما لا يحول هذا الفكر دون امتلاك قوى وأدوات هائلة لتقويض القائم أيًا ما كان.
الفصل الثاني وعنوانه:حضور الوعي الأناركي في بعض قضايا النصف الثاني من القرن العشرين/ مبحث مقارن ما بين مسرحيات « داريو فو» و «دورينمات»: تولدت ضرورة هذا المبحث تحديدًا كمحاولة للإجابة على سؤال؛ إلى أي مدى اندرجت كتابات كاتب عرف مشروعه الإبداعي التصاعد منذ بدايات الحرب الباردة مثل «دورينمات» مقارنة بكاتب ازدهرت كتاباته في خواتيم تلك الحرب على وجه التحديد مثل «داريوفو»؟! إلى أي مدى اندرجت أو انخرطت كتابات أي منهما في آتون تلك الحرب؟! وإلى أي مدى أفلتت تلك الكتابات من استقطاب حاد وضروري زامن صدور تلك الأعمال؟! وما الذي يمكن أن تمثله مقولة «نهاية الايدولوجيا» -الأكثر ترويجًا والمتناقضة مع حدية الاستقطاب- بالنسبة لكتابات الكاتبين؟! ومن ثم؛ مدى توافر إمكانية درامية للإفلات من سندان «الحرب الباردة» ومن مطرقة «نهاية الايدولوجيا» قدمتها كتاباتهما؟!
الفصل الثالث وعنوانه: أناركية الخداع المضاد للخداع المؤسسي/ مقاربات مقارنة ما بين السرد والمسرح:وانقسم هذا الفصل إلى ثلاثة عناوين فرعية هي؛
[1] تفكيك ثنائية الموت والحياة أنركيًا في مسرحية «الشهاب» ورواية «الراحل ماتيا بسكال».
[2] الأناركية بين ثنائيات «الفوضى والنظام»، «الاعتراف والإنكار»، «العدالة والقانون» في قصة»العطل» ومسرحية «موت فوضوي صدفة».
[3] الاعتزال/الاصطفاف في راوية «الوعد» ومسرحية «الأبواق والتوت البري».
وقد حاول الباحث خلال هذا الفصل الكشف عن فاعلية المصادفة كطاقة تفكيك للثنائيات في الأبنية السردية والمسرحية موضع المقارنة.
وقد توصل الباحث عبر الممارسة البحثية لما يريد عن 30 نتيجة علمية من بينها :
• يفتقر إلى الدقة ويقود للتحيز توصيف كاتب درامي بالأناركي لاتساع وتنوع هذا المفهوم على حين ما يكون الأجدر بمثل هذا التوصيف هو الكتابات ذاتها حتى ضمن هذا النطاق يفضل أن يقتصر التوصيف على محتوى بنيات أو معمار تلك البنيات في المدى المتوسط بحيث لا تشمل نصًا بأكمله، أو شخصية  إلا بحذر و على سبيل أجرائي.
• تتشابه الكتابات الأناركية مع الوجودية، من عدم اشتراطها لنظام اعتقادي واحد ومحدد من الخطاب الديني، حيث لا تعدم أيًا منهما إمكانية تسمح بتوصيف مؤديات هذا الخطاب لما هو إلحادي، وكذلك ما يمكن توصيفه بمحتوى أو منتهى إيماني.
• في رصد العلاقة ما بين النظام والفوضى من زاويا الفهم الأناركي لا تتماثل استجابات الكتابات تجاه المباحث الفلسفية الكبرى «الحق والخير والجمال»، بما يستلزم تفريق أجرائي؛ إلى مسار كوني واجتماعي وفردي، وهو ما يسمح بآفاق للدرس المقارن بين تلك الكتابات.
• يمكن رصد تبني وحدة الزمان والمكان والحدث في أبنية كثير من أعمال تحوى إنحيازات أناركية وهو الأمر الذي تتشابه فيه تلك الكتابات مع الواقعية من حيث استلهامها لما يعتبر بناء كلاسيكي، وعلى حين ما تتشابه دلالة هذا الخيار البنائي ما بين الكلاسيكية والواقعية من كون الكون مؤسس على نظام وليس فوضى، ويكون الخروج على مثل هذا الانتظام رهين العدالة الشعرية التي تعيد الانتظام بعد الخلل المأسوي في الكلاسيكية، أو يكون بغرض عرض وتكثيف لا-عدالة الواقع أو ضرورة تغييره حسب الواقعية، فإن منطلقات الاناركية في تبني هذا النظام البنائي ذاته تتعدد.
• تفتقر كتابة ترى الفوضى هو الماثل والمتحقق كونيًا واجتماعيًا وفرديًا مثل تيار مسرح العبث والعدمية إلى التماسك المنطقي مقارنة بكتابة تحمل وعي أناركي ما دامت الكتابة تتوجه برسالة ما لمتلقي ما، حتى لو كانت العمل الفني نفسه كمنتهي، إلا أن يكون الموقف الأخلاقي للكاتب ينبع من أرضية كشفه لهذه الحقيقة بتضمين يجعل الجدوى إمكانية، وإن لم تكن متحققة بعد.
• كتابة يمكن توصيفها بالأناركية ترى أن الفوضى وإن شملت النظام الكوني والاجتماعي والفردي فإن الموقف الأخلاقي للكاتب تجاه الكوني والاجتماعي هو محاولة الكشف لكنه على المستوى الفردي في محاولة تنظيم هذا اللا-نظام في نظام، غالبًا ما يكون  النظام الفني نفسه.
• يكشف التحليل أن نصوصًا ذات نزوع أناركي في محاولة تمثل وإعادة إنتاج مشروع مؤسسة السلطة تتعامل مع المؤسسة من قبل الكاتب بوصفها هي ذاتها إيديولوجية؛ وليست مجرد أداة لإنفاذ ايدولوجيا، ويفسر هذا أنه على أرضية إيديولوجيا/عقيدة الدولة يتلاقي كتاب مختلفون إيديولوجيا لكن يجمعهم موقف مناهض للدولة التي تتحول إلى معتقد إيديولوجي على نحو ما، وميتافيزيقي على نحو قريب.
• تتولد الحاجة من الافتراض السابق لاستحضار «دولة» الايدولوجيا درامياً ومسرحياً، وأثبت البحث طرق متعددة لهذا الاستحضار منها اختزال فيض الخطابات المسكون بها الجسد الإيديولوجي للـــ»دولة» إلى فضاء رمزي على ألا يسمح بموضعة النص في إطار الرمزية، أو إلى فضاء عبثي ولكنه لا يسمح بالمثل بموضعه النص في إطار مسرح العبث، أو إلى فضاء تعبيري لكنه لا يسمح بموضعه النص في إطار لتعبيرية، إنها ليست إلا عمليات استبدالية لاختزال الخطابات المسكون بها الجسد الإيديولوجي للدولة إلى نسق لغوي و نصي و من ثم ميتافيزيقي في أغلب الأحوال.
• من ذلك استخدام تجريد بنيوي يكون بمثابة هيكل عظمي مباشر لمهمة دون أي غطاء إيديولوجي. حيث يعمد التجريد إلى إفراغ الخطاب من مسوغاته مثال ذلك؛ يكون القاضي مثلًا مُحرض على القتل، يكون طبيب السمنة والحمية الغذائي هو هادم اللذات، يكون الأثري هو نابش القبور، يكون المحارب قاتل متميز.
• تفكك الكتابات الدرامية ذات النزوع الأناركي ثنائيات «الدين» و»الوطن» بوصفها خطابات تعمل على صيانة «الحدود» لتكشف عن تشابهات وتقاطعات نظم الهيمنة والإخضاع التي تنبثق عن تلك المهام مهما بدا أنها تمثل جبهتين متعارضتين، وقد أثبت التحليل أن المسافة ما بين مؤسسات حماية «الحدود» دينيًا ووطنيًا أقرب مما يتم تصديره عادة.
• تشغل المصادفة مكانة هامة على المستوى التقني في النصوص الدرامية ذات النزوع الأناركي سواء السردية منها أو المسرحية حيث تملك تفكيك ثنائية النظام/الفوضى، فلا ينظر للمصادفة بوصفها فوضى وذلك من حيث  كونها تلاقي لمكونات/ضرورات، ولا يمكن اعتبارها نظام لافتقارها لإمكانية البناء عليها، وهو ما يثبت لا-امتلاء هذه الثنائية في حد ذاتها مفاهيميًا وبالدرجة الأولى.
على المسار اللغوي:
• يفتقر استخدام مفردة «فوضوي» و»فوضوية» كترجمة لمصطلح «أناركي»، و»أناركية» في اللغة العربية إلى الدقة حيث يربطها بمفهوم «الفوضى» وهو الأمر الذي لا يوجد له سند على المستوى الاشتقاقي، حيث أنه اشتقاق يستدعي شحنات دلالية أقرب للوصم منها للتوصيف، وثمة شواهد وقرائن تاريخية حاول البحث إثباتها عبر التحليل للمحررات المبكرة التي تعرضت لهذا المصطلح عربيًا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ليكشف البحث أن هذا الاستخدام لم يخل من رغبة في التأثيم، أو انحياز مُسبق على أبسط تقدير.
على مستوى التأصيل للفكر الأنركي:
• تنقسم الخطابات إلى نقطتي ارتكاز تتمثل في خطابين؛ أولهما خطاب ينسب «الأناركية» إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكشف التحليل ضرورته كإثبات لحداثية هذا الفكر، ثانيهما خطاب يذهب إلى قدم «الأناركية» حتى يضعها كمفهوم وظاهرة تسبق التاريخ المدون، من خلال ربطها ببعض نظريات الفيزياء الكونية لتعتبر الفوضى/الحرية؛ قانون كوني وليس مجرد نبت لتجمعات بشرية مبكرة،.وضرورته؛ إثبات قدم و «أسبقية» هذا الفهم الأناركي و»أصليته» وفقًا لمقتضيات هذا الخطاب.
• توصل البحث بتفكيك الخطابين عبر -نموذج شارح مستلهم من القاموس الدرامي قائم على ثنائية «التعرف/التحول»- إلى كون الخطابين ينتميا إلى إطار معرفي شائع لحظة تأسيسهما قائم على ثنائية الاكتشاف/الاختراع بوصف احدهما إضافة بشرية والثاني معطى قبلي، وهو ما تتأسس عليه ثنائية خطابا التحول/التعرف والكشف عن ضروراتهما السابق الإشارة إليها.
إن تكن الدراسة قد سعت لتناول كتابات الكُتاب محل البحث من منظور الأناركية كنسق للفكر والفعل سعيًا لتقديم إضاءة مغامرة ومغايرة لقراءة أعمالهم توافقًا مع منحى المعارف والعلوم البينية فقد أوصي الباحث  بالتوجه لإجراء بحوث علمية في الاتجاه المقابل قادرة على أثراء الفكر المنهجي في البحث الدرامي، حيث أوصى بدراسات لتقصى درامية نصوص التأسيس لمفكري الأناركية عبر مختلف العصور.
 --------------------------------
المصدر :مسرحنا العدد 734 

التنورة تبهر الحضور ومصر تتصدر مسابقة النصوص والمكسيك أفضل عرض

مجلة الفنون المسرحية 

التنورة تبهر الحضور ومصر تتصدر مسابقة النصوص والمكسيك أفضل عرض

احمد زيدان 

اختتمت بالمسرح المكشوف بساحة الهناجر، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما، والتي أقيمت تحت رعاية وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، وسط حضور عربي ودولي كبير.
بدأت الفعاليات في الثامنة مساء بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم فقرة مبهرة للتنورة لاقت صدى كبير لدى الحضور من فرق دولية ومصرية، وقدم الحفل كلا من الفنان أحمد السلكاوي.
واستهل د. أسامة رؤوف مؤسس ورئيس المهرجان كلمته بتقديم الشكر العميق للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة على دعمها الكبير وحرصها على أن تظهر صورة مصر الحضارية بشكل  كبير في مهرجان دولي تشهد الساحة المسرحية الدولية دورته الرابعة بنجاح كبير.
وتابع رؤوف الشكر لمؤسسات وزارة الثقافة الداعمة ومن بينها ومنها قطاع شئون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، وصندوق التنمية الثقافية برئاسة د. فتحي عبد الوهاب، والبيت الفني للمسرح برئاسة المخرج إسماعيل مختار وأكاديمية الفنون برئاسة د. غادة جبارة، و المركز القومي للمسرح برئاسة الفنان ياسر صادق، البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة د. عادل عبده، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة د. صبري سعيد، والمجلس الأعلى للثقافة برئاسة د. هشام عزمي ومركز الهناجر للفنون لمديره المخرج شادي سرور، مشيرا إلى الجهد المستمر طوال أربعة سنوات من الهيئة الدولية للمسرح برئاسة المهندس محمد الأفخم،.
وأشاد رؤوف باللجنة العليا للمهرجان والتي تضم .. د.مصطفى سليم، و د. محمد أمين عبد الصمد، ود. عايدة علام، ولجنة اختيار العروض التي ضمت كلا من د. أحمد عبد العزيز ود . لمياء أنور والمخرج محمد حجاج، ولجنة مسابقة النصوص التي ضمت كلا من الكاتب الكبير إبراهيم الحسيني والناقد الكبير أحمد خميس والمخرج التونسي وليد داغسني.
تكريمات
ثم صعدت على المسرح د. عايدة علام لتبدأ مراسم التكريم والتي استهلت باسم الناقد والأكاديمي الراحل د. حسن عطية والذي أهديت له الدورة الرابعة من المهرجان لجهوده الكبيرة على المستوى المحلي والدولي كناقد وأستاذ  أجيال بقسم النقد والدراما، وعضويته للهيئة العليا للمهرجان طوال سنواته الماضية، وتسلمت الدرع د. عايدة علام زوجته، وتم تكريم الكاتب الكبير الراحل ورائد المونودراما أمين بكير وتسلمت ابنته الدرع، كما تم تكريم اسم الفنانة التونسية القديرة صاحبة الإبداعات الفارقة رجاء بن عمار وتسلمت الدرع المستشار الثقافي بالسفارة التونسية بالقاهرة .
ثم أعلن مقدما الحفل عن تكريم المخرج والمبدع العربي خليفة التخلوفة، وهو احد خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة  ووله دور بارز في الحركة المسرحية بدولة الإمارات العربية المتحدة .
ثم صعد إلى المسرح الناقد أحمد خميس عضو لجنة تحكيم مسابقة النصوص المسرحية ليقرا بيان لجنة التحكيم ويعلن أسماء الفائزين.
وأوضح خميس في كلمته انه تقدم للمسابقة 33 نص مسرحى منهم 21 من مصر وعدد خمسة نصوص من العراق ومسرحيتين لكل من المغرب وسورية ومسرحية واحدة لكل من الجزائر والأردن وسلطنة عمان.
 وتابع خميس: تنوعت النصوص المقدمة بين طرح الهم الشخصى وتقديم تيمات تخص الراهن الاجتماعي والسياسى والفنى وبدا التركيز واضحا عند كثير من كتاب المسابقة على تقديم موضوعات تناسب تماما دراما الممثل الواحد من حيث كفاءة البناء وأهميته وتطوير الحدث المتناول وتضمين وعى يتعاطى مع أهمية الشكل والموسيقى والأزياء والأكسسوار وبقية العناصر المساهمة فى تكوين النص من حيث المعنى والفلسفة ودورهم الهائل فى التأثير، وعليه فأن أعضاء اللجنة اختلفوا فيما بينهم أى من تلك الرهانات الجمالية يستحق الجائزة عن جدارة واستحقاق، ونود أن نشير إلي أن النتيجة جاءت بعد نقاش طويل وعبر اختلاف صحى فى وجهات النظر  واختتم بإعلان نتيجة المسابقة والتي جاءت كالتالي :
المركز الثالث: مناصفة بين كل من حسين على هارف (العراق) عن مسرحية قلب الدمية، رهف غدير (سوريا) عن مسرحية للمدينة باب وحيد.
المركز الثانى : مناصفة بين كل من ميثم السعدى (العراق – أمريكا) عن مسرحية شيزوفرنيا، ومحمد زناتى (مصر) عن مسرحية خداع بصرى.
المركز الأول: هبة الله محمد حسن (مصر) عن مسرحية البحث عن شبح.
جوائز المهرجان
ثم صعد على المسرح  المخرج العماني شبير بن عبد الرحيم عضو لجنة تحكيم العروض بالدورة الرابعة معلنا نتيجة المهرجان والتي جاءت كالتالي:
افضل نص مسرحى، غوايات البهاء لموفق مسعود، من المملكة العربية السعودية، أفضل ممثل يورى راديونوف  عن عرض أمورفين لدولة أوكرانيا، أفضل ممثلة ماريا كامب عن عرض عالم زهرة كارنيبلوس لدولة المكسيكـ أفضل مخرج فاليريا فابرى عن عرض عالم زهرة كارنيبلوس لدولة المكسيك، افضل سينوغرافيا أليكس بروفوسيلى عن عرض أمورفين لدولة أوكرانيا، افضل عرض عالم زهرة كارنيبلوس لدولة المكسيك.
شهادات تقدير
وحصل عليها كل من:  عماد عبد الرحمن عن دوره فى عرض غسيل أموات “مصر”، مى رضا عن دورها فى عرض طقوس ميديا “مصر”، هوار فارس عن دورها فى عرض احترق كالعنقاء لدولة العراق.
ثم كرمت إدارة المهرجان في نهاية الحفل شباب المتطوعين الذين بذلوا المثير من الجهد لإنجاح الدورة الرابعة ثم صعد جميع الفائزين على المسرح لالتقاط صورا تذكارية.
 
------------------------------------
المصدر:مسرحنا العدد 734 

اسماعيل عبد الله: للهواة نصيب مهم من التدريب وبعث المهرجانات

مجلة الفنون المسرحية 
اسماعيل عبد الله: للهواة نصيب مهم من التدريب وبعث المهرجانات

حسام عطية  - الدستور 

أعلن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ. اسماعيل عبد الله قبل أيام بعمان، أن عام 2022 سيكون عاماً للانفراج كما تشير كل الدلائل، وسيكون أيضا للهواة نصيب هام من  التدريب وبعث المهرجانات، وعليه لا بد من وضع البرامج لخطوات العمل عبر البحث في تحيين مذكرة التفاهم الخاصة بالتدريب والتأهيل الموجه لقطاع مسرح الهواة في الأردن، حيث تسببت الجائحة في تجميد تفعيل البرامج التي تنص عليها تلك المذكرة.

الاستراتيجية العربية.

ونوه عبدالله في تصريح صحفي على هامش زيارته للأردن مؤخرا ولقائه عددا من المعنيين، بان الهيئة تعتز بأنها تعمل وفق استراتيجيات تشكل خارطة الطريق للمسرح العربي عامة، فاستراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي التي أنجزتها الهيئة عام 2015، ومهرجان المسرح العربي الذي نُظمت منه دورتان في الأردن، عام 2012 و2020، والمهرجانات الوطنية التي تنظم الأردن أحدها، وكذلك مسابقات التأليف والنشر ودورات التأهيل، كلها ترتكز إلى الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أطلقتها الهيئة عام 2012 ونالت مباركة وزارات الثقافة العربية عام 2015 في اجتماع وزراء الثقافة بالرياض، وذلك انطلقنا من شرارة تأسيس الهيئة لتكون بيتاً للمسرحيين العرب جميعاً، كما أرادها صاحب الفكرة والرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مشيرا إلى عمق التعاون الأردني الإماراتي بشكل عام، والدور الذي لعبه المسرحيون الأردنيون وحضورهم في برامج وخطط الهيئة الاستراتيجية، مستعرضًا عبدالله أيضا الخطة الاستراتيجية العشرية للهيئة التي شارك في وضعها 300 مسرحي عربي، وأهم المهرجانات المسرحية السنوية التي تقام في بلد عربي مختلف كل عام. وكان استقبل وزير الثقافة علي العايد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ. اسماعيل عبد الله والوفد المرافق له، مسؤول التدريب والتأهيل والمسرح المدرسي ومدير الإدارة العامة، بحضور أمين عام الوزارة، ومدير مديرية الفنون، ومديرة العلاقات الدولية ومسؤولة الإعلام والناطق الإعلامي باسم الوزارة، وذلك في مكتبه، حيث رحب الوزير بالتعاون المثمر مع الهيئة وأثنى مقدراً على توجهاتها، مؤكداً أن هذا التعاون يأتي تجسيداً للعلاقات الطيبة والمتينة التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما أشاد معاليه بالدور الثقافي الكبير والمؤثر الذي يلعبه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وأبدى وزير الثقافة دعمه الكامل لكافة المشاريع التي تجمع الطرفين إيماناً منه بتكامل الجهود العربية.

بدوره كان استعرض غنام غنام، مدير إدارة التدريب والتأهيل والمسرح المدرسي في الهيئة مقترحات تقدمها الهيئة لإعادة بعث برامج تدريب وتأهيل الهواة في مختلف محافظات المملكة، لتكون القواعد والأسس التي تؤدي إلى إعادة بعث مهرجان مسرح الهواة ضمن ناظم واضح (تفعيل الفنون الأدائية في أوساط الهواة)، حيث وضح مقترح الهيئة التفاصيل الفنية الناظمة والتنظيمية، وما ستقدمه الهيئة من دعم تحفيزي وجوائز للمبدعين والفائزين في المهرجان، وتميز المقترح بالضبط الزمني والفني.

بدوره الأمين العام لوزارة الثقافة هزاع البراري رحب بالمقترحات وأضاف بأنه يجب العمل على وضع معايير دقيقة في لائحة المهرجان، وأعلن استعداد الوزارة للتفاعل بكل السبل من أجل إنجاح المقترحات، فيما تم الاتفاق على روزنامة عمل لإنجاز اللوائح الناظمة اللازمة ووضع المحتوى الملائم لتأهيل فريق محوري لتدريب الهواة والمنشطين، بإشراف علمي.

والهيئة العربية للمسرح هيئة غير حكومية غير ربحية تعنى بشؤون المسرح العربي، أنشئت بتاريخ 17 شوال 1428 الموافق 28 أكتوبر 2007 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة – حاكم الشارقة، مقرّها الدائم ومقر أمانتها العامة بمدينة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وترتبط بصلة وثيقة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، رئيسها الأعلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، اما الرؤية فتنطلق من أجل تنمية حضارية للمجتمعات العربية عامة، لا بد من أن يقوم المسرح بدوره التنويري في صياغة الذائقة الفنية وتجذير المعارف الثقافية المتعلقة بالمسرح الذي نعتبره عاملاً مهماً من عوامل التقدم والتنمية، فيما لدينا اهداف هي المساهمة في النهوض بالعمل المسرحي العربي وترسيخ الثقافة المسرحية في المجتمعات العربية، العمل علي إبراز المنجزات المسرحية العربية المتميزة وتشجيع الإبداع المسرحي الحر، المساهمة في التعريف بالتجارب المسرحية الشبابية الجديدة وتشجيعها ودعمها، المساهمة في العناية بالتكوين في مجالات المهن المسرحية بمختلف تخصصاتها، المساهمة في  إتاحة فرص التعاون بين المبدعين المسرحيين العرب وتسهيله، المساهمة في التوعية بالحقوق الأدبية والمادية للمؤلفين والمؤدين في مجال المسرح، المساهمة في تنمية وتطوير المسرح المدرسي والتشجيع على إدماج التربية المسرحية في المناهج المسرحية في البلدان العربية باعتبار المسرح فعلاً حداثياً وتعبيراً فنياً متكاملاً والعمل على تحقيق ذلك، المساهمة في ربط صلات التعاون بين العاملين العرب في مجالات المسرح ونظرائهم في البلدان غير العربية والتعريف بالإبداع المسرحي العربي بأشكاله كافة خارج الوطن العربي، العمل على توسيع أطر التعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية في المجالات المسرحية، المساهمة في نشر وتوثيق الثقافة المسرحية في الوطن العربي.

الأحد، 26 سبتمبر 2021

"ناشئة الشارقة" يتدربون على التحدث بمهارة وكتابة التقارير الصحفية

مجلة الفنون المسرحية

في اجتماع بين أليكسو والهيئة العربية للمسرح. إسماعيل عبد الله: الهيئة ومنذ نشأتها كانت وستظل في خدمة المشروع النهضوي المسرحي العربي

مجلة الفنون المسرحية 
في اجتماع بين أليكسو والهيئة العربية للمسرح. إسماعيل عبد الله: الهيئة ومنذ نشأتها كانت وستظل في خدمة المشروع النهضوي المسرحي العربي.

حياة القرمازي: سنعمل من خلال أليكسو على تفعيل استراتيجيات الهيئة لتنمية المسرح العربي مع كافة الوزارات العربية

استقبل الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله مديرة إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورة حياة القرمازي، وذلك في مكتبه بالشارقة، بحضور مدير إدارة التأهيل والتدريب والمسرح المدرسي في الهيئة غنام غنام، ومدير إدارة المهرجانات الحسن النفالي.
الأمين العام إسماعيل عبد الله رحب بهذه الزيارة وأبدى اعتزاز الهيئة بالتعاون المثمر مع أليكسو منذ لحظة ولادة وتأسيس الهيئة العربية للمسرح، وأشاد بحيوية ونشاط الدكتور محمد ولد اعمر المدير العام لأليكسو والدكتورة حياة مديرة إدارة الثقافة وكافة العاملين في المنظمة التي تعمل يدا بيد مع الهيئة العربية للمسرح لتفعيل استراتيجيات عملها المتعلقة بتنمية المسرح العربي بشكل عام والمسرح المدرسي بشكل خاص، والذي أنجزت فيه الهيئة بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الخطة العشرية وتدريب حوالي اثني عشر ألف معلم ومعلمة حول الوطن العربي وكذلك وضع المنهاج المتكامل للمسرح في كافة الصفوف المدرسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدًا بتحقيق أليكسو إنجاز اختيار وزارات الثقافة العربية مندوبين لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية التي ساهمت أليكسو في تصديق وزراء الثقافة عليها عام 2015 بالرياض.
الدكتورة حياة القرمازي بدورها أشادت بالفكر الاستراتيجي الذي تعمل عليه الهيئة والذي يساعد على إيجاد أرضية عمل عربية مشتركة للنهوض الثقافي، واعتبرت القرمازي أن الحلقة الأكثر أهمية في هذه المرحلة هي إيجاد المشاريع العربية المشتركة في الحقل الثقافي والتعليمي، مؤكدة على أن المنظمة تعمل بكامل طاقتها لتفعيل التعاون بين الوزارات العربية وقد نجحت في هذا المجال بعقد مؤتمر لوزراء الثقافة ووزراء السياحة العرب في سبيل توفير المناخ الحيوي لاستثمار الثقافة كواحدة من أبواب السياحة والاستثمار (السياحة الثقافية)، كذلك للحفاظ على الكنوز المادية والبشرية واستثمارها كأركان وأساسات للتنمية الثقافية الشاملة.
هذا وقد عرض غنام غنام المراحل التي وصل إليها منهاج المسرح للمدرسة وبرامج التدريب المتنوعة التي أنجزتها الهيئة واستعداد الهيئة لتعميم تجربة المنهاج في مدارس أليكسو وكافة الدول العربية، وأن مشروع المسرح المدرسي بكافة مراحله يمكن أن يشكل مشروعاً عربياً مشتركاً بامتياز.
بدوره أكد إسماعيل ترحيبه بأن تلعب أليكسو دوراً رئيساً في تحفيز وزارات التربية العربية على تبني الاستراتيجية والمنهاج، خاصة وأن تجهيز المنهاج الموضوع حالياً ليلائم كل دولة ومراعاة خصوصياتها الثقافية هو أمر ممكن، مشيراً إلى مذكرة التفاهم مع وزارة التربية والتعليم الأردنية التي وقعت مؤخراً تضمنت خطة عمل طويلة الأمد تتوج بإدارج المنهاج المسرحي لكل الصفوف، فالهيئة ومنذ نشأتها كانت وستظل في خدمة المشروع النهضوي المسرحي العربي.
الحسن النفالي اقترح بأن يتم عقد مؤتمر لمندوبي وزارات الثقافة المرشحين من قبل وزاراتهم لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، وذلك لتنسيق العمل فيما بينهم بين الهيئة وأليكسو.
د. القرمازي أشارت إلى أنها ستعمل على متابعة تنفيذية لتحقيق الأهداف المرجوة في استراتيجيات الهيئة والتي اعتبرتها القرمازي خارطة طريق شاملة وواضحة.
وختاماً اتفق المجتمعون على تفعيل المتابعة والتنفيذ لكل النقاط مدار البحث من أجل بث الحيوية في مفاصل العمل العربي الثقافي المشترك.

السبت، 25 سبتمبر 2021

الاداء التمثيلي في المسرح التسجيلي والملحمي / جوزيف الفارس

مجلة الفنون المسرحية


الاداء التمثيلي في المسرح التسجيلي والملحمي 

قد يجد اي فنان جديد في مسيرته الفنية ولا سيما بعد ان كانت له تجربة في المسرح الواقعي ان يتاقلم بالعمل مع المسرح التسجيلي والملحمي ما لم يملك رؤية معاصرة للاحداث الواقعية والتي يعيشها ضمن مسيرة مليئة بالاحداث والتواريخ ولا سيما منها الاحداث التي تسببت في انهيار الوضع الاقتصادي والسياسي , وعلى اساس هذه المعطيات يتاثر كتاب المسرح ولا سيما التسجيليين واللذين عاشوا الاحداث بارقامها وتواريخها , ولهذا بدأ التسجيليون باختصار تقنيات المسرح التقليدي من الحوار وجعله مختصرا وبما يدل على الفكرة والغاية من عرض المسرحية والاستعاضة عن هذا الاختصار بتقنيات الية وصورية ووثائقية تعتمد على التأكيد بالصورة والتواريخ لاحداث حقيقية وواقعية سبقت وان حدثت , وان تعرض بوثائق مدعمة بالتاريخ والارقام وعن طريق الصحف وعرض الاسلايدات والافلام الوثائقية والتي تعتمد على الحقائق الواقعية , وكما لا يفوتني ان ااكد ان اسلوب العرض المسرحي في المسرح التسجيلي سؤثر على الممثل تاثيرا مباشرا على اداء الممثل في هذا المسرح مما يخلق علاقة مابين الممثل وادوات العرض الصوري والتي يؤكد عليها الممثل او الجوقة في تعليق على الاحداث ومن دون معايشة الحدث واستغلاا العاطفة في حالة التعليق بقدر مايؤكد وهو بكامل عقله ومنطقه على المؤشرات الصورية والتي يساعدها على توصيل التوثيق للحدث للمتلقي , ولهذا فان الاداء في غالمسرح التسجيلي يعتمد على خلق العلاقة مابين الممثل والصورة او التواريخ او الارقام للاحداث والوقائع التي حدثت ومن دون تزييف .
ولهذا فان اداء الممثل في المسرح التسجيلي هو الملق على الاحداث , هو الصورة الحية للانسان الثوري والذي يساند المعروض من الوثائق والتواريخ للاحداث المعروضة ان كانت عن طريق الصور او الصحف او الافلام , اضافة الى ياتي دور الجوقة لتكملة الصورة المأساوية للاحداث المعروضة بالتواريخ والارقام , فمثل هذا المسرح حتما باتجاه اماكن 
ولهذا استطاع بسكاتور في المانيا ان يجد له مدرسة مرموقة في الاخراج المسرحي خلال فترة العشرينيات وسار على اتجاه راينهارت في تعبيريته , وان استطاع ان يضفي على هذا الاسلوب في الاخراج المسرحي مدرسة جديدة هي المسرح التسجيلي او الوثائقي والدراما الملحمية باسلوب يختلف ممن سبقه في هذا المضمار , ومن بعده جاء برشت ليركز على فكرة المسرح الملحمي .
فالمسرح التسجيلي او الوثائقي تسمية لاسلوب مسرحي ظهر بعد تفاقم الازمات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية , ولهذا عمد المسرح التسجيلي على طرح الصور المؤلمة والمأساوية نتيجة الوضع المنهار للحلات الحيوية والتي لها مساس في حياة الشعوب , ولهذا فهوى ينتمي الى المسرح الملحمي من حيث البنية الدرامية .
فالنص التسجيلي يتضمن الاحداث المسرحية عن طريق التقارير ماخوذة من الوقائع الحقيقية والغير المزيفة , وكما يعتمد هذا المسرح على الموقف النقدي الساخر الكاريكاتيري , اضافة الى الاناشيد والتمثيل الصامت والجوقة والاقنعة والمؤثرات الصوتية , اضافة الى هذا فالمسرح من هذا النوع تخطى حدود الصالة المسرحية المغلقة باتجاه اماكن اخرى غير تقليدية , وانا لعلى ثقة مثل هذه العروض في الاماكن المنفتحة هي التي شكلت بوادر لمسرح الشارع في عروضه لكونهما متشابهان في التقنية والخصوصية من وسائل التعبير في العروض المسرحية .
ولهذا فان الاداء المسرحي للممثل في المسرح التسجيلي يعتمد على :
الحيطة والحذر لكونه يتعامل مع تقنيات حديثة والتي تساعده على تجسيد فكرة الطرح في المسرح التسجيلي , مثل اعتماد المخرج في هذا المسرح زج الممثل في مسرح الصاعد والنازل , والمسرح الفاركوني , والمسرح الدوار والاحزمة المتحركة بكل الاتجاهات , مثل هذا التعامل مع الممثل في الاداء المسرحي يساعد المتلقي على عنصر المتابعة ومن خلال هذه الصور الميكانيكية مع نوعية ماموجود من جغرافية الموقع المعروض فيه العرض التسجيلي ليعوض في اختصاره للحوار والمحاورة في العرض المسرحي .
الممثل يحاول طرح الافكار ومن خلال الصور والوثائق الحقيقية والواقعية والتي تستخدم من خلال العرض المسرحي , ويترك حرية الايمان للمتلقي بما يشاهده ومن دون استخدام العاطفة في الحوار المختصر معتمدا على العقل وتالمنطق , وهذا ما اكده برشت في مدرسته وجسده في اعماله الملحمية , حيث اعتمد :
على التغريب – وعلى المحاكات , ومخاطبة المتلقي عقليا ومنطقيا والابتعاد عن مخاطبته عاطفيا معللا ذالك بان العاطفة تقتل العقل ولا تدع المتلقي ان يفكر بعقله بما مطروح امامه , واما العقل فسيدع المتلقي يفكر بعقله وبما طرح عليه من العرض المسرحي .
 

أهمية المسـرح المدرسـي في كشف طاقات التلاميذ وتعليمهم

مجلة الفنون المسرحية


أهمية المسـرح المدرسـي  في كشف طاقات التلاميذ وتعليمهم

الباحث : مجيد عبد الواحد النجار


يتفق الباحثون والمعنيون بالشأن المسـرحي، على أن المسـرح المدرسـي وليد من مسـرح ألطفل، نشأ في الحدائق والمتنزهات، وترعرع في أحضان المدارس، ليكون عامل ترفيهيا، ووسـيلة تعليمية، يعلمون من خلاله الأخلاق الحميدة والتعاليم ألدينية، وينشئون جيلاً متعاوناً قادراً على حل أزماتهِ الحياتية، من خلال أعمال مسـرحية تكتب لهذا الغرض، كما أنهم-أي الباحثين والمعنيين في التعليم – على علم بان ما يودون توصيله للتلميذعن طريق البصـر، يكون أكثر تأثيرا، وأسـرع في التقاط المعلومة وخزنها.
فالإغريقيون القدماء مثلا أدركوا ((بفطرتهم إن المشاهدة بالعين أكثر يقينية، وأوقع تأثيرا، وأدق برهان على صحة المعتقد، وأن للعين أمكانية على عقلنه الأحداث أكثر بكثير من الإذن التي تنقل الأحداث أليها على شكل أصوات يفسـرها الدماغ محولا إياها إلى صورة واضحة، ودقيقة خلافاً للعين التي تتحول صورها مباشـرة إلى مضامين يقينية))(1).
وفي أوربا تقام نشاطات مسرحية مختلفة داخل المدرسة وتحت اشراف المعلمين والمدرسين ولكافة المراحل الدراسية ، وعادة ما تكون هذه الفعاليات او هذه العروض المسرحية احتفاءً ببداية العام الدراسي الجديد أو في مناسبات خاصة ، وعادة ما تتخلل العام الدراسي مسابقات فنية وثقافية ، يكون المسرح المدرسي في مقدمة هذه الفعاليات ، بين صفوف المدرسة أو مسابقات عامة بين المدارس على مستوى القطاعات أو المدينة ،وكذلك في ختام العام الدراسي ، توديعا له وللطلبة الذين تخرجوا في هذا العام ، ومن البديهي أن يكون للتلميذ الحصة الأكبر في هذه العروض ،  وقد حذت حذوهم المدارس في البلدان ألأخرى، لإيمانها بان هذا الفن وسـيلة هامة في إفهام المناهج للطالب، لذا كان من ضمن الاولويات التي كان المعنيون يضعونها في حساباتهم عند وضع المناهج والخطط الدراسية ، وكذلك التوصيات التي توجه للمعلمين القائمين على التعليم ، لانهم يدركون وبوعيهم التام ان استخدامهم للمسرح في توصيل موادهم الدراسية ، ينمي قدرات التلميذ العقلية والبدنية ، ويكتشف هو بنفسه من خلال الممارسة مواهبه وقدراته الفنية ، كما ويفجر عند التلميذ طاقاته للاستيعاب والفهم للمواد الدراسية ، ويصحح مساره الاجتماعي والحياتي ،كما ان المسـرح المدرسـي يعمل على تفجير الطاقات المكبوتة لدى الطفل، ويمكن من خلال المسرح ان تحل الكثير من مشكلات الإنسان عن طريق التمثيل، فيعود التوازن النفسـي لديه، فالمسـرح يحقق اهدافه على مستويين المستوى الجمالي، الذي يعمل فيه المسـرح المدرسـي على سد احتياجات الانسان العاطفية واشباع نهمه الى كل ما هو جميل، وذلك من خلال مشاركته في العروض الموسـيقية، والرسم ، والرقص. والمستوى الذهني الذي يتمظهر من خلال الوعي المكتسب من خلال التجربة المسرحية ، وكذلك تفتق شرنقة الابداع لدى التلميذ من خلال التجارب والابتكارات التي يندفع اليها لا اراديا من اجل النجاح والتميز في العمل المسرحي. اذن اصبح لدينا مزيج من العطاء من خلال هذا المسرح ، سرعة الفهم وسرعة التعليم و المقصود هنا بالتعليمية التوعوية ، توجيه العقل على مواضيع مطلوب فهمها فكان المسـرح هو احد هذه الوسائل لا لكونه تعليميا فقط بل يحمل جميع الصفات التي تجعل المشاهد او المستقبل يندمج معه كونه يبسط المعلومة ويجعلها طيعة سهلة الفهم ((ويساعد من خلال دورة الى تبسـيط وتيسـير الفهم، وحل المشكلات، وتنمية بعض القدرات والمهارات التي تتناسب مع بعض من عناصـر المنهج الذي يسعى لتحقيق الهدف العام للتربية))(2).
اذن هكذا كانت النظرة للمسـرح المدرسـي، يقوم المعلمون بتغذية التلاميذ من خلاله بما ينفعه، ويختارون له الطريق الصحيح للعيش مع ألمجتمع، ويعلمونه كيف يواجه مصاعب الحياة، وكيف يحل مشاكله الاجتماعية، ويعلمونه تعاليم دينه، كل هذا ليس من خلال محاضرة تلقى بل من خلال عمل مسـرحي يكون الطالب جزءا منه، إن المسـرح المدرسـي ليس مسـرحا تعليميا، بل مسـرحا تربويا، كون التعليمية في المسـرح انبثقت منذ نشأته الأولى لدى الإغريق، وكونه تربويا تكون حدوده المدرسة، وهذا ما أكده الباحثين والمهنيين بمسـرح الطفل، ولهذا يعد المسرح المدرسي تابعا ونابعا من مسرح الطفل ، وهو يحاذيه ويسايره في رسائله الموجهة للطفل تحديدا ، لكنه اختلف معه جذريا بمبدأ ان يقدم هذا العرض ممثلين محترفين او هواة يافعين ، بل اقتصر تقديم هذا المسرح على التلميذ تحديدا والمتواجدين في الفصل الدراسي ولمرحلة واحدة ، فهؤلاء التلاميذ ذات الاعمار المتقاربة في الفصل الدراسي هم من يحضرون للعرض المسرحي(الدرس) وبأشراف معلم المادة (المخرج) ، وتحويل الصف الى قاعة عرض مسرحي ، ممثليه من الطلبة والمتفرجين من الطلبة ايضا ومن نفس المرحلة، فالطفل عندما يمثل في العمل المسرحي ، فهو يعبر عن نفسه ، وعن الطاقة الكامنة في داخلة.
لذا نعتقد ان المسـرح المدرسـي لا يشترط بالمشتركين إن يكونوا محترفي تمثيل، فالطفل/الممثل/ التلميذ/ الطالب ، عندما يمثل يريد ان يلعب ، ويتعلم ، ولا يريد إن يكون فنانا محترفا من خلال ممارسته للتمثيل- هذا لا يعني اننا ضد الاحتراف-، بقدر ما يريد إن يحفظ المادة بطريقة سهلة ومرنه من خلال إسناد الدور المسـرحي إليه، فالمعلم الذي يقوم بتدريس الأطفال في المراحل العمرية الأولى يحتاج إلى تمثيل الدرس داخل الفصل فيكون بمثابة الممثل والمخرج للدرس، وبمشاركة بعض التلاميذ لتأدية الأدوار الموجودة في الدرس (المادة المقررة)،عندها سيكون تفاعل الطلاب بخيالهم وعقولهم مع المعلم إثناء الدرس.
ولأن المسـرح المدرسـي لا يعتمد على الموهوبين بالدرجة الأساس ، عليه إن يوزع المعلم الصف على شكل (group) مجاميع ويوزع ادوار المسـرحية، (مادة الدرس) على التلاميذ ، عندئذ نحصل على مشاركة الجميع بالعمل، وبدل إن يكون البعض من التلاميذ مشاهد أو مستمع فقط  سـيكون الجميع لهم الدور الكبير في توصيل المادة الدراسـية من خلال المشاركة والمشاهدة، فهو مرة يكون ممثلاً ومرة اخرى يكون متفرجاً داخل الفصل الدراسي.
فالتمثيل يعلم الطفل /التلميذ على ممارسة هوياته بحرية كما يعلمهُ القيمَ ، والمبادئ ، والاخلاق الحميدة ،فمثلا عندما يؤدي التلميذ دورا لموضوع مادة الدرس التي تحثه على مساعدة الوالدين، فانه بالتالي ينقل هذه التجربة الى البيت، فتراه دون شعور يقوم بما عليه من واجبات داخل البيت حتى وان لم يكن الموضوع من باب المساعدة، أي من باب اللعب او من باب لفت الانتباه، او من باب العلم بالشيء أي يريد التلميذ ايصال فكرة لوالديه انهم قاموا – أي التلاميذ- بتمثيل هكذا مادة بالمدرسة، وهذه نتيجة ما تعلموا منها، وطبعا تقوم التلميذة بنفس الفعل مع والدتها او اختها، او تقوم بنفسها في تنظيف ما يخصها من ملابس او سـرير نومها او غرفتها، اذن مادة الدرس التي كان التلميذ جزءا منها قد تعلم منها درسا في حياته اليومية وحاول ان يطبقه في بيته او مع زميله او مع صديقه او مع جيرانه، اذا كان موضوع الدرس يحث على احترام، او مساعدة الجيران، او مساعدة واحترام الكبير، وهكذا تسـير الامور لدى جميع التلاميذ اللذين يقومون بتمثيل ادوارهم في الصف او مشاهدة الدرس الممثل امامهم، اذن تحول الدرس من مجرد واجب يلقى على اسماعهم ويدرسونه من اجل الحصول على درجة في نهاية العام الدراسـي الى درس حياتي وعملي. كما إن فن المسـرح عندما يستفاد منه في التعليم كطريقة للدراسة والتدريس، ويعد كوسـيلة من وسائل التواصل الثقافي الخالقة لجمهور المسـرح الواعي، ومنها تتكون اللبنات الأولى للفنان المسـرحي ألأصيل، وبهذا اعترف الأديب الفرنسـي (بوسويه)في القرن السابع عشـر بان المسـرح التربوي ما هو إلا تمرينات تساعد التلاميذ والطلاب على تكوين أسلوبهم وعملهم أو تنظيم الأسلوب والعمل(3)،يتذكر الجميع وخصوصا المعنيين بشؤن المسـرح ان اكثر الفنانين المحترفين كانت بداياتهم الفعلية من خلال مشاركاتهم في الاحتفالات ، والاعمال المسرحية التي تقام داخل المدارس في المناسبات، والتي عادة ما كان يقوم بها- يخرجها- معلم اللغة العربية او معلم التربية الفنية الذي ليس بالضرورة هو اختصاص فنون مسـرحية، علما ان اغلب الاعمال المسـرحية التي كانت تقدم هي اعمال (تربوية) تحث الطالب على الاحترام او مساعدة الاخرين وفيها شيء من التوجيهات الاجتماعية وغالبا ما تكون كوميدية قصيرة، وقد يستعمل المعلم التمثيل داخل الفصل الدراسي وذلك لتحويل مادة الدرس من المادة المكتوبة ، المحكية ، الى مادة مسموعة ومرئية ، كما تسمح هذه الطريقة للمعلم بابتكار معاني والفاظ قد تساعد التلميذ في الاداء ، مثلا تحويل الدرس الى مادة غنائية ، او مادة مسرحية غنائية ، فالهدف من كل هذا هو ايصال مادة الدرس للتلميذ.  كما إن المسـرح المدرسـي((لا يعني التأطر في إطار فن التمثيل وإنما يتعدى الهدف إلى أبعد من ذلك، فالمسـرح يرمي إلى تنمية ثقافة الطالب ورفع مستوى قدراته وإمكانياته وذوقه، وترسـيخ مهارات الموسـيقى والرسم  والديكور والرقص والغناء والإضاءة))(4)
نحن نعتقد إن كل طفل يولد، تولد معه مواهب معينة، ليس بالضرورة ألتشابه مع ألأخر، بل من الممكن إن تختلف من طفل إلى أخر، فمنهم من تكون لديه موهبة التمثيل، أو موهبة الغناء، أو موهبة الرسم، أو التقليد، كل هذه المواهب يمارسها الطفل بطريقة اللعب دون المعرفة انه يمارس موهبته التي منحها الله إليه، ولكن عندما يكون داخل ألمختبر المسـرحي وتحديدا(المسـرح المدرسـي) كونه تلميذ، تظهر هذه المواهب من خلال مشاركته في الإعمال المسـرحية بقصد تعلم مادة الدرس ألمنهجي، وذلك من خلال الدور الذي يسند ليه ، وهي بالتالي تعتبر تجارب فنية وابداعية تضاف الى تجاربه في تعليم مواده الدراسية. وهو في هذه التجربة لا يعني فن التمثيل فقط، أنما يتعدى لكل ما لدى التلاميذ من مواهب وقدرات إبداعية تنبثق وتتطور بفعل التجربة هذه، فالمسرح ليس غريبا على الطفل اذا ما اردنا دراسة الموضوع من ابعاده المختلفة ، فهو كان يمارس فن التمثيل مع لعبة التي كان يلعب بها عندما كان طفلا لا يفقه من الدرس شيئا ، وكان يحاور ، ويناقش ، ويختلف مع لعبة ويتصارع معها، اذن فهو قد مارس التأليف ، الاخراج ، والتمثيل في نفس الوقت ، كما كان يحل المشاكل التي تحدث ما بين العب نفسها ، فالمسرح المدرسي لم يكن معنيا باللعب والتسلية فقط ، بل هو وسيلة لإيصال مادة الدرس الى التلميذ ، والتأثير على سلوكه النفسي والاخلاقي، وعلينا إن نأخذ بنظر الاعتبار أن المسـرح المدرسـي هو مسـرح ينتمي إلى المدرسة بحكم المكان والأفراد أو المشاركين فيه والموضوعات المثارة والكتابة والمناسبة والوظائف ألتعليمية والتربوية التي ينهض بها هذا المسـرح ، من خلال ما يقدمه في برامجه اليومية ، والدروس المقررة في منهج التلميذ.
لذلك علينا ان نميز بين المسرح المدرسي، وبين مسـرح الطفل، وذلك عندما نركز على المادة المنهجية، دون الرجوع الى مؤلفات ومواضيع خارج نطاق المنهج، فعندما نقول ان المسـرح المدرسـي (ينتمي إلى المدرسة) نقصد بذلك إن عروض هذا المسـرح تكون حصـرا في مسارح أو قاعات، أو ساحات المدرسة، كون المادة المعروضة مادة خاصة جدا بشـريحة معينة من الطلاب ولأعمار معينة كذلك، فالمسـرحية مأخوذة من مواد الدرس لهذه الفئة من التلاميذ، وهنا يجب الإشارة إلى إن المسـرح المدرسـي يختلف في اختياره المواضيع ألتي يريد معالجتها عن المواضيع التي يطرحها مسـرح ألطفل، مع علمنا إن المسـرح المدرسـي هو جزء لا يتجزأ من مسـرح الطفل، فالمسـرح المدرسـي معني بالمواد ألمنهجية للتلميذ، وليس هناك حرية للمخرج/ ألمعلم، اختيار مواضيع من خارج مادة الدرس ، او نصوص عربية او عالمية ، الا في حالة ممارسة انشطة للمناسبات الرسمية او غير الرسمية وهذه لا تعتبر مسـرح مدرسـي وان كان العمل يعرض داخل المدرسة ، بل هي رعاية ودعم للمواهب المسـرحية الموجودة في المدرسة وترفيهية ايضا، لذلك يمكن ان تعرض الاعمال المسـرحية لمدرسة أخرى لنفس الشـريحة والأعمار من التلاميذ ((لان المسـرح المدرسـي يهتم بالمناهج اهتماما كبيرا، وهذا ما يجعل موضوعاته مختلفة عن موضوعات مسـرح ألطفل(...) ولهذا فان من ألمفيد إن يتخصص المسـرح المدرسـي بالمناهج ألدراسـية ومسـرحة هذه المناهج لكي يزيد هذا التخصص عمقا وتألقا وازدهارا(...) فالمسـرح المدرسـي مختبر يعمل فيه الطلاب والطالبات لاستيعاب العلوم ومبادئ التربية والتعاون والابتكار والعمل ألجمعي والقيم الاجتماعية والمشاركة الوجدانية))(5)، هذا يعني ان المادة التي تعرض من خلال المسرح المدرسي تكون غنية بالفهم والوضوح وسرعة الاستقبال ، لان الطالب هنا هو من يقدم المادة ، فهو هنا المرسل والمرسل اليه ، يعني هو المرسل وهو المستفيد من هذا الارسال.
 
المصادر 
----------------------------------
(1) صباح الانباري، المجموعة المسـرحية الكاملة، منشورات ضفاف، منشورات ضفاف (بيروت)، 2017.
(2) د. كمال الدين حسن، المسـرح التعليمي المصطلح والتطبيق، المصدر السابق، 
(3) بلا،(( المسـرح المدرسـي ودوره في تقوية شخصية الطالب))، www.maghress.com/، 3/9/2017
(4) د. هيثم يحيى الخواجه، مسـرح الطفل، (دائرة الثقافة والإعلام، (الشارقة)، 2013)
(5) نفس المصدر

جمال ياقوت يلتقي سفير تونس بالقاهرة لمناقشة مشاركة بلاده في التجريبي والعلاقات في مجال المسرح

مجلة الفنون المسرحية


جمال ياقوت يلتقي سفير تونس بالقاهرة لمناقشة مشاركة بلاده في التجريبي والعلاقات في مجال المسرح

محمد فاضل

ألتقي د. جمال ياقوت رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بسفير دولة تونس بالقاهرة السيد محمد بن يوسف، ضمن خطة تستهدف توسيع قاعدة المشاركات العربية والدولية في فعاليات المهرجان المتعددة، وترسيخها كماً وكيفاً.

د. جمال وصف اللقاء بأنه " كان رائعاً" مشيداً باستقبال السفير والملحق الثقافي، وأعرب عن أمله في أن يترتب على اللقاء، حراكاً في اتجاه نهضة مسرحية حقيقية.

من جهتها رحبت السفارة التونسية في القاهرة باللقاء، كاشفة عن انه تم تناول المشاركة التونسية في مهرجان القاهرة التجريبي واصفة إياه بـ “الهام"، وكذا بحث سبل تعزيز العلاقات التونسية المصرية في المجال المسرحي.

مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ينطلق في الفترة من 14 إلى 19 ديسمبر المقبل، وهو مهرجان تنافسي تنظمه وزارة الثقافة بجمهورية مصر العربية سنوياً، ليكون بمثابة فرصة للتواصل والحوار بين مختلف الثقافات والمجتمعات من خلال الأشكال المختلفة للمسرح وفنون الأداء، ويهدف لتقديم أحدث التطورات في المشهد المسرحي الدولي للجماهير المصرية والعربية، وفي الوقت ذاته يقدم بانوراما للإنتاج المسرحي المحلي والإقليمي لصالح المتخصصين والمهتمين من جميع أنحاء العالم..
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption