أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 31 مارس 2022

(جزيرة العجائب) وغيابُ مدونةِ العرضِ المسرحي / جبّار ونّاس

مجلة الفنون المسرحية


(جزيرة العجائب)  وغيابُ مدونةِ العرضِ المسرحي 

          في العرضِ المسرحي لنا أنْ نكونَ مع توأمةٍ لابدَ من تكاتفِ أطرافها متمثلَةً بنص التأليف وبين ما تأتي به مُحَصِلَةُ الإخراج المدعمةُ بالمخيلةِ الراجحةِ والوعي الناجزِ بشروطِ الفهمِ المُسبقِ لعواملَ يجِبُ أنْ تكونَ حاضرةً عندَ مَنْ يتصدى ويطمحُ لِتقديمِ عرضٍ مسرحي سيكونُ راجحاً ويحظى بتلقٍ  سليمٍ من لدنِ الجمهور بعد أنْ يتفاعلَ ويكونَ مساهماً في دفعِ رسالةِ العرضِ المسرحي المقدم أمامه بيسرٍ  وسهولةٍ إلى دائرةِ الضوء حيث القبولُ المرنُ والتمتعُ بما تبوحُ به تفاصيلُ هذه الرسالةِ من قيمٍ جماليةٍ وتربية
        ووفق التوصيفِ آنِفاً لنا أنْ نرى مجرياتِ عرض مسرحية ( جزيرة العجائب) تأليف الدكتور ( زهير بن تريت) وإخراج الفنان (حافظ خليفه) ومن تقديم (مركز الفنون الدرامية والركحية بمدينة جربه /تونس) ضمن مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بدورته السادسة والمقام في مدينة كربلاء/العراق للمدة من الاول الى اليوم الخامس من شهر آذار 202‪2
       وعند تصفحنا لنص المؤلف ( زهير بن تريت) فنراه يذهب بإتجاه عالم الغرابة والعجائب فيقدم نصاً يوجهه للأطفال وفيه يجتمع الواقع مع اللاواقع والحقيقة مع الخيال إذ يسردُ لنا تفاصيل جزيرة جميلة تسمى ( جزيرة العجائب) حيث تكثرُ فيها الأشجار والحيتان والنوارس ويسكن فيها شعبٌ مسالمٌ ويعم في ارجائها الجنان والثمار والماء الوفير
      ويعتمد المؤلف في بناء نصه على إستثماره لِمديات الحكاية بنفسها العجائبي لينقل مجريات المكان وما يحفلُ به من وجود ينبض بالحيوية والجمال ومن عوامل أخرى تساعد كلُّها على جلب إنتباه الأطفال إليها والتفاعل معها حيث هي مدعاةٌ للنشوة والإنشداد والتواصل المثير
       و المؤلف يقدم حكاية جزيرة لها من الوجود الواقعي والجغرافي فهي جزيرة كانت جميلة بأهلها وناسها وطبيعتها الخلابة قبل أن يغزوها الخراب المادي والإهمال والدمار بفعل عوامل عدة منها غزو الآخرين ومنها التلوث البيئي ومنها أيضا تبدل أحوال الناس فيها بعد أن نالها الحيفُ وقتل معالم الجمال بعد أن كانت طبيعتها بريئة بأرضها ومائها وناسها
         ويعتمد المؤلف على أسلوب الشعر الموزون والتقفية وتتخلله قصائد مغناة وقد كُتبت بحسب تواتر حالات الفعل الكتابي المتبع في بنائية هذا النص وعبر سبعة مشاهد موجهة للأطفال لنرى المؤلف ينجح في كتابة نص مسرحي يصلح لِأن يكون مشروعاً مثيراً ففيه ما يتواءم وشروط مسرح الطفل حيث الحكاية بخطها الذي يقترب من عالم الخيال ولغتها ألمؤداة بإسلوب الشعر المقفى الذي يتلاءم والأُذن اللاقطة لدى الأطفال وبساطة الموضوعات التي نقلها المؤلف وهي تتحدث عن النخوة والإيثار والوفاء لروح المكان ونبذ ثقافة الإعتداء والخيانة وأيضا تعزيز ثقافة العفو عند المقدرة ومقابلة شراهة العدو بما هو جميل ونافع حين عوقب القرصان المعتدي بأن يغرس تسعا وتسعين شجرةً ليتعلم حبَّ الحياةِ وإحترامَ ذواتِ الآخرين
        وعلى ضوء دخولنا لقراءة نص الإخراج فلنا ان نحدد من الأسئلة :
-- مالذي قدمه الفنان (حافظ خليفه) حين شرع ليدفع بتفاصيل قراءته لنص يعج بالغرابة والإثارة وبعالم يُسَورُه الخيال؟ 
-- هل وُفِقَ في تقديم نص عرضٍ مسرحي يحظى بمقبولية وتلقٍ سليم ومثمر؟ 
-- وهل ربح في نيل ثمار جهدٍ مثير ومضنٍ هو وفريقُ عمله الذين تحملوا أعباء هذا الجهد ليكون المرادُ من البذل والتعب ناصعا واضحاً لدى مَنْ حضر من الجمهور لِيستلمَ رسالة العرض بكل أريحية وهدوء بعيداً عن السهو والرفض وعدم التواصل المنشود؟ 
       فهذه الأسئلةُ ستكون مفاتيحَ لقراءة ما جاء به متن العرض حيث وجدنا  المخرج  ( حافظ خليفه) يعتمد في طريقة عرضه على ( مسرحة الأشياء) وإعطاء فاعلية التدوير في التعامل مع ما هو مهمل وغير نافع لينتشله ويتم التعامل معه وفق مفهوم ( أنسنة الأشياء) ليستعير عامل المجاز العقلي من علم البلاغة أو مايمكن ان نسميه بلغة النقد (التشخيص) والمقصود به إظفاء صفة الحياة على الجماد حيث تصبح تلك الجمادات تنال من صفات الحياة ما تناله الأشياء العاقلة 
       وبما ان نص المؤلف (زهير بن تريت) فيه من تلك الملامح حيث راينا النورس يتكلم كما الإنسان والحوت هو الآخر قد أخذ من صفات الإنسان في الإيثار والوفاء لروح المكان والعمل بما طلبه منه البطلان (أدرار وأريناس) فإنَّ المخرج راح يتعامل مع ما هو غير عاقل ليجذبه إلى عالم ومخيلة الطفل ويجعل منه شيئاً ذا فائدة ويصبح اداة لعب مطواعة يمكن أن يتفاعل ويتعامل معها الأطفال كما يتعاملون مع ألعابهم الأخرى وقد كان الهدف من ذلك التدوير والتقريب هو بث ثقافة بيئية يمكن أن يُدركها الأطفال لِتُصبح لهم طريقةً في التعايش الصحيح مع فرضيات البيئة وما يحيط بهم من حدود المكان حيث يعيشون
         ففي المشهد الإستهلالي لمتن العرض شاهدنا مجموعة من الرجال ومعهم إمرأةٌ يرتدون ملابس سود يدخلون إلى مستودع أو مخزن للفواكه والخضر وبفعل مسرحي صامت صاروا يلعبون بصناديق فارغة ويعيدون تشكيلها بحركات وأشكال متعددة ويستمر هذا المشهد ويأخذ له مساحة كبيرة من الوقت غير المبرر رغم أنَّ هذا المشهد يُعدُ المفتاحَ الذي من خلاله نقرأ مجرياتٍ لاحقةً سيأتي بها متن العرض فالملابس السود قد أحوت لحالة الحزن من جراء الخراب وتلوث البيئة وغياب بهجة المكان الذي طال جزيرة العجائب
     وبعد مشهد الإستهلال نجد أن العرض المقدم أمامنا قد دخل في متاهة التعمية وعدم الوضوح والصراخ من قبل الممثلين وهم يلفظون حواراتٍ غير واضحة وغير مفهومة رغم إشتغالاتهم مع مجموعة الأشياء التي تشكلت أمامهم فصرنا نشاهد الأوراق تتحول إلى فراشة وكرب النخيل النخيل يتحول إلى حوت وإلى سفينة متموجة وإلى سعف النخيل اليابس هو الآخر يصبح كدمية واليقطين يتحول الى وجه حكيم ينطق بالحكمة ولكن إبتعاد مكان إشتغال الممثلين عن الجمهور أدى إلى حالة من الإنفصام التام بينهم وبين الجمهور المكون من الصغار والكبار فلانكاد نحصل على رضا أو قبول من قبل الحاضرين لمشاهدة هذا العرض 
        حتى أنَّ السؤال يتوارد وبإلحاح لِمَنْ يُوَجِهُ هذا العرض رسالتَه للصغار أم للفتيان أم للكبار؟ 
       فالممثلون قد إنشغلوا مع بقايا النخيل من الكرب والسعف والليف ومن القرع واليقين والبصل والفلفل الطازج وتركوا من يشاهدهم بين براثن الحَيْرةِ والتساؤلِ المر
      لِنرى هؤلاء الممثلين :
-- كريم عاشور بدور القرصان والحوت والنورس والمستشار
--سامي دوربز بدور الموسيقى وقد كان أكثرهم حضورا طيلة زمن العرض
--ضحى الجام بدور أريناس والحكيمة 
--علي بو عبيد بدور أدرار
وقد وضعهم المخرج بهذه الطريقة فضاعت علينا تفاصيل إشتغالهم ولم نتمكن من فرز حالات ماقدموه من أفعال وحركات وحوارات فإصطبغ اداؤهم بالتوهان بعيداً عن مآلاتِ القبول والتلقي الرشيد من قبل الجمهور الحاضر بعد أن غابت عليه مدونة متن العرض لتدخل في متاهة التعمية والإنفصام التام عن الجمهور.

(غودوت أين أنت ؟) يضيء يوم المسرح العالمي

مجلة الفنون المسرحية
 

(غودوت أين أنت ؟) يضيء يوم المسرح العالمي

بغداد- ياسين ياس

شهد المركز الثقافي الفرنسي مساء الا حد الماضي حدثا مهما وفي يوم المسرح العالمي تمثل بتقليد الفنانة عواطف نعيم وساما فرنسيا هو وسام الفنون والاداب ،تكريما عن مجمل اعمالها  من قبل السفير الفرنسي في العراق ،وتزامن حفل التكريم مع تقديم العرض المسرحي العالمي(غودوت اين انت؟) كتابة واخراج االفنانة عواطف نعيم وهو مقتبسة من العمل الشهير في انتظار كودو لصومو ئيل بكت.

وعن التكريم قالت نعيم (تحية لسفير فرنسا وهو يتوج الابداع الحقيقي حين تتلقفه العقول النيرة في تحويل الحلم الى وطن امن ،شكرا لفرنسا ،وشكرا للعراق والمسرح العراقي .وان اكون حرة الفكر برغم كل الظروف الصعبة، المسرح فن عالمي لاوطن له ونحن عراقيون يجب ان نسهم بهذه العالمية).

وقال الفنان عزيز خيون لـ(الزمان) ان(المركز الثقافي الفرنسي وبالتعاون مع محترف بغداد المسرحي قدم العرض المسرحي(غودت اين انت)عن نص في انتظار غودت، وهو انتظار الذين غيبوا  من خلال قراءة عراقية بتصرف لقيمة فرنسية مهمة صوموئيل بكت المشاكس لعصره من خلال رائعته انتظار غودت ،الانسان واحد ومشاكله واحدة وان اختلفت الجغرافية، شكرا للمعهد الفرنسي وهو يفتح ابوابه لنا دون استاذان ، وهو يكرم فنانة عراقية وسام الثقافة والفنون والاداب ومن خلاله كل فناني المسرح العراقي ،،ومبروك للفنانة عواطف نعيم هذا التكريم في يوم المسرح العراقي).

واكد الفنان والاكاديمي حسين علي هارف ان(غودوت اين انت عمل مسرحي مشرف على مستوين فكري وفني التقط موضوعة انسانية وحقق تناصا مع نص عالمي من خلال فكرة الانتظار ،واداء تمثيلي مبهر اضاء خشبة المسرح رغم ضيقها)واضاف(المخرجة استطاعت ان تفجر هذه الخشبة الاخراجية دراميا من خلال الضوء والشاشة).

وعن المسرحية تحدث الناقد والاكاديمي علي حمدان قائلا(تاخذ عواطف نعيم العنوان فتضعه في جدلية عراقية ذلك الانتظار الصعب والمر الذي يبحث عن فسحة امل الزوجة ،الام،الابنة،الكل ينتظر الكل يحاول ان يبحث عن خلاص لكي يصل الى منطقة الفرح وهي تصرخ نريد ان نرقص ونفرح على لسان الابنة والام ينتظران عودة الاب والزوج. اتشحت النساء بالسواد ،لكن بقيت فسحة الامل للطفلة في ثوبها الاحمر المشع في فضاء يابس بجذوع مكسورة تحولت الى مقاعد انتظار الذي يبعث الامل على شكل فرح وسعادة ونهاية لخيباتنا ،تصرح بصوت عالي لكل مشاريع الفساد التي جعلت من حياتنا جحيم لايطاق ،، تحية لكادر المسرحية على ذلك الاداء الرائع والمتقن ،للفنانة شذى سالم وهي تتحرك على المسرح بكل انسيابية ومرونة  حيث استطاعت ان تصل بالشخصية الى مدايتها المنشودة).

{ المسرحية كتابة واخراج الفنانة عواطف نعيم ،المنتضرات،،شذى سالم،سمر محمد،شيماء جعفر، وريتا كاسبر -الفنيون: علي السوداني، وعواطف نعيم ،سينوغرافيا ،عباس قاسم الاضاءة ، ضياء عايد الموسيقى والمواثرات ، همام حسن داتاشوا ساهرة عويد.

------------------------------------------
المصدر: الزمان

المسرح ما بين نهر التحريم و نهر التهميش

مجلة الفنون المسرحية

المسرح ما بين نهر التحريم و نهر التهميش

منصف الإدريسي الخمليشي

لم أختر الكتابة للتعبير فقط، إنه ذلك الفعل النضالي، تعمدت أن لا اكتب في اليوم العالمي للمسرح لأتفقد أحوال هذا الفن و أستبيح ما حرموه، إنه طبعا المسرح الذي بدأ مع الإغريق إلى الرومان إلى عصور قد خلت وصولا إلى مارون النقاش، إنه ليس وليد اللحظة كما قلت و كما سأقول إنه النظيف، دعوني أحتج و أقول، لا للتهميش لا لتزييف الحقائق و تغطية الشمس بالغربال، إننا نحتاج مسرحا يليق بالظرفية كما أننا نحتاج لجمهور الذي يستمتع، فالجمهور لكي يشعر بلذة و تربية على الفرجة الهادفة و الخلاقة، لا تفرض عليه أن يشاهد مسرحية بالمال فقد يكون في ذلك تكليفا له، فالثقافة حق لكل واحد منا، هل المتعة و الإحساس بها يشترى؟ إنها تلك المتعة المزيفة.
لتكوين جمهور واع بما له و ما عليه وجب ذلك منذ نعومة الأظافر و كما أكرر في كل مناسبة سمحت لي بذلك، خلق مادة في المدارس العامة خاصة بالتربية على الفنون و المسرح يكون واحد منها، لأن الأزمة هي أزمة جمهور و نقاد أيضا.
الثقافة حق لكل شخص يؤدي ضريبته لما لا نقوم يجعل الثقافة بطريقة تدريجية جزء من فاتورة الماء و الكهرباء لنكون مثقفا واعيا؟
دعوني أقول أننا محتاجين إلى الفن لتوازن العقول، أني أصبحت أرى المجانين في كل الأزقة، يستثمرون في الحشيش و الخمور و لا يستثمرون في الثقافة التي تجعل المرء قادرا على تصفية و فلترة إن كان يرى في الأمر ميزة فليفعل.
و أعدكم أننا إذا ما قمنا بجعل الثقافة و خاصة المسرح إحدى أهم أنشطتنا اليومية فسنؤكد للأمم على أننا شعب عاقل.
يا شعب المسرحيين هذه رسالة لكل ممارس و منظر للمسرح إني أخاف على مستقبل المسرح أن يضيع و أن يقع كما وقع في الحروب الصليبية و أن تصيبنا لعنة تبشيرية و محرقة لكتبنا، كما حاول أحدهم في إحدى القنوات، حيث كفرنا و جعلنا ممن  يمارسون الباطل، يا معشر المسرحيين أبدعوا أبدعوا أبدعوا، بدون قيد ...
إننا هنا نمارس هوانا و نعيش كما نريد فمن هذا الذي يمنعنا، إننا نشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله، على أي مقياس حرمتموه؟ 
قد يقول قائلا الاختلاط و.... سنقول آنذاك أن الأمر يحتاج نقاش.
لولا المسرح لما كانت إنجلترا أو إيطاليا أو إسبانيا أو ألمانيا.
دعونا نمارس طقوسنا التي نريد و كما نريد، رجاءا لا تخلقوا حربا من اللاحرب.
إننا عشنا و نعيش و سنعيش بإذن من الله، " إننا محكومون بالأمل و ما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية"

الأربعاء، 30 مارس 2022

بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ومن إصدارهانقابة الفنانين العراقيين تحتفي بثلاثة كتب مسرحية لعلي الربيعي ومنعم سعيد وعبد العليم البناء

مجلة الفنون المسرحية 
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ومن إصدارها
نقابة الفنانين العراقيين تحتفي بثلاثة كتب مسرحية لعلي الربيعي ومنعم سعيد وعبد العليم البناء

كتب – عبد العليم البناء

بحضور نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي ونخبة من المعنيين والمهتمين بالمسرح، وبالتزامن مع الاحتفالات التي عمت أرجاء المعمورة باليوم العالمي للمسرح، وضمن منهاجها الثقافي والفني والإبداعي المتواصل، تحتفي نقابة الفنانين العراقيين – المركز العام، في أمسية ثقافية ذات نكهة مسرحية خالصة تقام الساعة والرابعة والنصف عصر يوم الأربعاء 30/3/2022 في مقرها الكائن في شارع الرشيد، بإصدارها ثلاثة كتب مسرحية جديدة للباحثين والكتاب المسرحيين: أ. د. علي هادي محمد الربيعي والفنان المبدع منعم سعيد ووالكاتب والإعلامي عبد العليم البناء، ويديرها الناقد المسرحي الدكتور رياض موسى سكران.
المؤتمر الأول للمسرح والسينما..حيثيات ووقائع
ويتناول الكتاب الأول الموسوم (المؤتمر الأول للمسرح والسينما..حيثيات ووقائع) للاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي، والذي الذي أقيم في بداية عام 1982 بالتعاون بين نقابة الفنانين العراقيين والمؤسسة العامة للسينما والمسرح (كما كانت تسمى آنذاك) موسَّع لمناقشة واقع المسرح والسينما في العراق، وتسليط الضوء على الفقرات العامة لمنهاج جلسات المؤتمر، قانون الفرق المسرحية الأهلية لعام 1964 ، وكيانات الفرق المسرحية، وأهمية تنشيط عمل الفرق المسرحية الأهلية، وعلاقة الفرق الأهلية بالمؤسسات الفنية الرسمية،و أفتتح المؤتمر في 16/10/1982 بحضور وزير الثقافة وجمع من المسؤولين والفنانين ومنتسبي الفرق المسرحية الحكومية والأهلية، واستمر لمدة أربعة أيام وبمعدل جلستين صباحيتين وأُخرتين مسائيتين. وأُلقيت في جلسات المؤتمر أوراق بحثية، تشكل – حسب الربيعي - خارطة طريق مُهمة للنهوض بالمسرح والسينما العراقية، أن ما جاء من حيثيات في تلك الأوراق البحثية ينطبق على واقع المسرح والسينما العراقية اليوم، ومن يريد النهوض بالمسرح والسينما العراقية الرجوع الى تلك الأوراق البحثية، التي انطوى عليها هذا الكتاب الذي يعد حلقة جديدة في سلسلة مؤلفات الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي المتواصلة.
البانتومايم .. تاريخ جدلية التكوين في أداء الممثل الصامت
أما الكتاب الثاني فهو كتاب (البانتومايم .. تاريخ جدلية التكوين في أداء الممثل الصامت) لمنعم سعيد المعطر برائحة مارسيل مارسو وجان لوي بارو واميل، وأهم من اشتغل في البانتومايم والجسد المتفرد في فن التمثيل الصامت والريادي الأول لفن البانتو مايم العراقي، فقد استطاع وبجهد شخصي أن يؤسس (جماعة الديوانية للتمثيل الصامت ) التي كانت تعد ثالث فرقة في هذا اللون المسرحي في الوطن العربي، ويتوقف عند أسس وعناصر وآفاق التمثيل الإيمائي (Pantomime) الذي يعبر عن إظهار المشاعر على شكل حركات أو انعكاسات للحس عوضاً عن الكلمات، ليكون قريباً الى النفس البشرية من كل محاولات التعبير الصوتي، فهو فن يستطيع التعامل بدقة مع الطبيعة بكل عناصرها ومع البشر، وبواسطته يمكن التعبير عن أمور غير مرئية لأنه يتعامل مع الذات الإنسانية بأدق التفاصيل التي تصل الى أكثر من الهواجس أحياناً، حيث نجد أن الممثل - حسب منعم سعيد - يستطيع أن يكون الأشياء من فراغ أو فضاء المسرح ويضع لها ثقلاً ووزناً يتعامل معه في ذهن المتلقي وليس في حركاته حسب.. لأن الممثل الصامت (The mime) مثل النحات تماماً،لكنه لا يستعمل الأزميل والمطارق والشفرات وحتى الحجر، بل يستخدم يديه أو بقية جسده ليكون الأشياء والأفعال ويبني بها الحدث الدرامي الذي يريد إظهاره.
بانوراما التحدي والإبداع
الكتاب الثالث للكاتب والإعلامي عبد العليم البناء ويحمل عنوان (بانوراما التحدي والإبداع) وهو بمثابة كتاب توثيقي شامل للدورة الأولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح (دورة المعلم سامي عبد الحميد)، الذي أقامته نقابة الفناني العراقيين بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح تحت شعار (المسرح حياة) للمدة من 1-7/12/2022، ويقدم فيه إحاطة شاملة للمهرجان وكل برامجه وأنشطته وفعالياته المصاحبة، مع الإلمام بكل تفاصيل هذا المنجز الاستثنائي والنادر شكلاً ومضموناً دون أن يترك شاردة أو ورادة، وهو يحصل للمرة الأولى في تأريخ المهرجانات المسرحية العراقية على حد علمي، وإذا كان بعض الإصدارات النظيرة قد توقف عند جوانب محددة من هذا المهرجان أو ذاك، فإن هذا الكتاب - حسب البناء - قد توقف عند أدق التفاصيل النوعية التي كانت بمثابة الرافعة الأساسية التي تضيء وتجوهر جماليات الخطاب الإبداعي للمهرجان، ليشكل علامة فارقة في هذا المجال الحيوي من عملية التوثيق التي لا غنى عنها لدى المعنيين والمهتمين من باحثين ودارسين وإعلاميين وغيرهم، وتوزع الكتاب في ثمانية فصول وملاحق عدة، وتوشى بتقديم مهم لنقيب الفنانين رئيس المهرجان الدكتور جبار جودي.
الجدير بالذكر أن الكتب الثلاثة طبعت على ننفقة نقابة الفنانين العراقيين في 
مطبعة الدار الجامعية للطباعة والترجمة والنشر التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقام بتصميمها الفنان محمد عبد الحميد.

الثلاثاء، 29 مارس 2022

بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.. هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية تحتفي به لتعزيز هذا الفن

مجلة الفنون المسرحية


بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.. هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية تحتفي به لتعزيز هذا الفن

شاركت هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية، باحتفالات اليوم العالمي للمسرح، في حفل أقيم على مسرح مدراس المملكة، بحضور سلطان البازعي الرئيس التنفيذي للهيئة، وعدد من المسرحيين والمهتمين بقطاع المسرح.

دعوة المبدعين لتقديم منظورهم الخاص عن الملحمية
وبهذه المناسبة، حثَّ أحمد الهذيل في كلمته خلال الحفل جميع المبدعين المسرحيين إلى تقديم منظورهم الخاص للزمن الملحمي، والتغيير الملحمي، والوعي الملحمي، والانعكاس الملحمي، والرؤية الملحمية، موضحاً أن العالم يعيش فترة ملحمية من تاريخ البشرية، نتج عنها تغييرات عميقة، حسبما أوردت "واس".

الكل متساوي على المسرح
وأبان أن المسرح يخلق مساحة على الأرض يكون فيها الكل متساوياً، سواءً البشر أو النباتات أو الحيوانات أو قطرات المطر، كونه نابضاً بالحياة من خلال التفاعل العميق، ورباطة الجأش، والحكمة، والعمل الدؤوب والصبر.

جهود الهيئة لاستعادة روح المسرح
كما ألقى سلطان البازعي الرئيس التنفيذي للهيئة كلمةً له، بحسب "واس"، أكد فيها على جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية لاستعادة روح المسرح بدعم سخي من القيادة الرشيدة، مع الحرص على مضاعفة الجهود لبناء القدرات الوطنية في جميع قطاعات المسرح والفنون الأدائية.
وقال: "نعمل بكل الطاقات والجهود على أن نختتم هذا العام بافتتاح أول أكاديمية تطبيقية للمسرح والفنون الأدائية، لتكون الحافز والمشجع لعشاق المسرح ومُمكّن لهم لتقديم محتوى يعكس ما تتمتع به المملكة من طاقات ومواهب".
تابعي المزيد: رغما عن التكنولوجيا .. المسرح عالم سحري يتوقف أمامه العالم

تعزيز هذا الشكل الفن
ويأتي الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح الذي نظمته هيئة المسرح والفنون الأدائية ضمن سياق حرصها على مواكبة الاحتفال العالمي بيوم المسرح الذي حددته الهيئة الدولية للمسرح في الـ 27 من شهر مارس كل عام، بهدف تعزيز هذا الشكل الفني في جميع أنحاء العالم، وزيادة الوعي بأهميته، ودفع قادة الرأي إلى إدراك قيمة المسرح وكل ما يرتبط به من مواهب وفنون.
------------------------------
المصدر : واس

الخشبات السوريّة تحتفي باليوم العالميّ للمسرح الفن ثقافة راقية وحاضرة في مواجهة الإرهاب

مجلة الفنون المسرحية


الخشبات السوريّة تحتفي باليوم العالميّ للمسرح الفن ثقافة راقية وحاضرة في مواجهة الإرهاب

احتفلت الخشبات السورية في المحافظات كافة باليوم العالمي للمسرح تأكيداً على أهمية الفن ثقافة راقية وحاضرة بقوة في مواجهة القتل والارهاب. الاحتفالية التي تقيمها مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة أخذت على خشبة مسرح الحمراء طابع العرض البانورامي لأمهات المسرحيات العالميات من خلال عمل حمل عنوان «مكان آخر» من إعداد يوسف شرقاوي وإخراج سهير برهوم.

وتضمّن العمل عدداً من اشهر مشاهد المسرحيات عبر التاريخ بدءا من العصر الإغريقي وصولاً إلى عصرنا الحالي وكلها كانت عبر ثنائيات من العاشقين كان الراوي يمهّد بين المشهد والآخر مع لوحات راقصة تخللت العرض أدتها فرقة ميرال للمسرح الراقص.

وعن الاحتفاليّة قالت المخرجة سهير مديرة المسرح القومي لوسائل الإعلام: «بدأنا بالتحضير لهذا العرض قبل عامين ولكن جائحة كورونا حالت دون تقديمه حتى الآن واخترنا تقديم بانوراما من تاريخ المسرح، لأنها الأنسب للاحتفالية مع التركيز على مقولة الحب من خلال المشاهد المقدمة، لأنها رسالة المسرح»، داعية كل المسرحيين إلى العودة للخشبة لأنها تحمل رسالة الحب لكل الناس».

الفنان علي القاسم الذي لعب دور الراوي تمنى أن يتجدد عطاء المسرحيين وتجاربهم رغم كل الصعوبات التي يعاني منها المسرح لأن فنانينا ينحتون بالصخر ليواصل المسرح السوري رسالته بالحياة في حين نوّه الفنان زهير البقاعي بفريق العمل الشغوف بحب المسرح والتواق لتقديم المتعة للجمهور، أما الفنان وليد الدبس فوجد أن المشاركة في أي عرض مسرحي يحقق نبضاً خاصاً تحمل المحبة والوفاء للمسرح الذي يجمع الأوفياء الذين لا يتخلون عنه مهما كبرت الإغراءات.

ولفتت الفنانة عبير بيطار إلى أن سعادتها كبيرة للاحتفاء بيوم المسرح العالمي على الخشبة مع المخرجة التي تعتبرها عرابتها في حين أشارت الفنانة روجينا رحمون إلى أن فريق العمل حرص على أن يقدم احتفالية تليق بمناسبة يوم المسرح العالمي رغم كل الصعوبات.

المؤلف الموسيقي نزيه أسعد، صاحب موسيقى الاحتفاليّة، اعتبر أن ميزة العمل تتمثل بما حمله من تنوّع في مناخات المشاهد الدرامية المقدمة ما استدعى تقديم احتمالات موسيقية متعددة تتناسب مع الفرجة المسرحية التي حققت المتعة لتقديم موسيقا تتكامل مع باقي العناصر.

وشارك في الاحتفالية كل من الممثلين رباب مرهج وفراس السلوم ويوسف عبدي ويحيى دراوشة وأشرف على فرقة ميرال للمسرح الراقص كل من جمال تركماني ومحمد طرابلسي وصمم الديكور كنان جود.

واتسم الاحتفال بيوم المسرح في حمص والذي استضافه قصر الثقافة بحضور جماهيري، وبالتنوّع عبر تقديم عرض مسرحي والقاء الكلمة التي يتردد صداها في هذه المناسبة بمختلف الخشبات في دول العالم.

وألقى الفنان زيناتي قدسية كلمة المسرح العالمي للمخرج العالمي بيتر سيلرز التي جاء فيها أن المسرح هو الشكل الفني للتجربة في عالم تغمره الحملات الصحافية الواسعة والتكهنات مع دعوة جميع المبدعين للانضواء في منظومة المسرح مع مواكبة التغيير والوعي والانعكاس والرؤية الملحمية في هذه الفترة من تاريخ البشرية.

قدسية الذي هنأ المشتغلين في المسرح بالعالم في هذه المناسبة دعاهم كي يفتحوا أعينهم على قضايانا العربية المحقة وأن يقتنعوا بأننا شعوب عريقة وذات ثقافات مرموقة ينبغي الالتفات والاستفادة منها.

وقدّمت بعد ذلك مديرية المسارح والموسيقى المسرح القومي في حمص عرض «الغنمة» تأليف ستانيسلاف ستراتييف وإخراج زين العابدين طيار حيث تناول العرض الظواهر التي تعيق تقدّم وتطوّر المجتمع كالفساد والبيروقراطية والروتين في عمل المؤسسات بأسلوب كوميدي ساخر.

وأبدى أمين رومية رئيس فرع نقابة الفنانين في حمص في تصريح صحافي، حرص النقابة على تحويل الاحتفال باليوم العالمي للمسرح إلى تظاهرة فنية يحتفي بها كل المسرحيّون والمثقفون والجمهور المحبّ عبر تقديم عروض بالتشارك مع مديريتي الثقافة والمسارح والموسيقا والمسرح القوميّ بحمص.

أما في حماة فقدمت فرقة «المحترفون» الإبداعية على خشبة قصر الثقافة في المدينة عرضاً بعنوان «تنويعات ملونة من المسرح العالمي» ضمن الاحتفالية التي يقيمها فرع نقابة الفنانين في المحافظة.

وعلى مدى أكثر من سبعين دقيقة تابع الجمهور أحداث العرض الذي أعدّه وأخرجه صخر كلثوم، حيث أوضح للإعلام أن عمله عبارة عن مشاهد مستوحاة من المسرح العالمي ومشاهد من تأليفه من ملحمة جلجامش ومشهد الأسر للملكة زنوبيا وانتحار روميو وجولييت ومشهد من عمل يتمّ التحضير له بعنوان «شيطان وإنسان» ورقصة تعبيرية عن حالة الصراع بين الخير والشر تختتم العرض.

ووصف معمر السعدي رئيس فرع نقابة الفنانين العرض بالجيد والذي يضمّ شباباً مسرحياً واعداً يبشر بحركة جيدة في حماة يحتاج للخبرات للاستمرار في تقديم الفن الراقي.

وفي حلب احتضن مسرح نقابة الفنانين احتفالية تضمنت قراءة لرسالة يوم المسرح العالمي وتكريم عدد من الفنانين المسرحيين إضافة لمعرض مرافق حمل عنوان تحية للأديب الراحل وليد إخلاصي وتقديم عمل بعنوان دراما الشحادين.

وتحدث الفنان محسن غازي نقيب الفنانين لوسائل الاعلام عن أهمية المسرح لكونه فناً ينفذ إلى قلوب البشر ويعمل على بناء وعي الإنسان انطلاقاً من المقولة «أعطني مسرحاً أعطيك شعباً»، لافتاً إلى أن مدينة حلب تنبض بالفن وتقدّم الإبداع بمختلف المجالات.

كما تناول عبد الحليم حريري رئيس فرع نقابة الفنانين في حلب أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لكون المسرح من أهم الفنون ذات الرسالة الهادفة والمهمة.

أما الفنان غسان مكانسي أحد الفنانين المكرمين فاشار إلى أهمية المسرح بالنسبة له لكونه جزءاً من حياته عبر سنوات طويلة من التمثيل والإخراج منوّهاً بأهمية هذه التظاهرة ولاسيما في مدينة حلب التي تعتبر مدينة الفن والتاريخ والحضارة بينما أعربت الفنانة سندس ماوردي عن سعادتها بهذا التكريم واعتزازها بما استطاعت الوصول إليه من مكانة بين الفنانين المسرحيين.

وفي السويداء نظم المسرح القومي احتفالية على خشبة قصر الثقافة في المدينة القى خلالها المسرحي هاني الأطرش كلمة المسرح العالمي.

وتحدثت مديرة ثقافة السويداء ليلى أبو فخر عن المسرح أبي الفنون ومتعته الخالدة في عصر التكنولوجيا عبر قدرته على مس شغاف القلوب وتحقيق أثر فكري في الوجدان، مع الإشارة إلى دوره في خلق توازن بين الحداثة والأصالة ومعالجة القضايا الراهنة بجرأة بهدف الإصلاح البناء والدفاع عن الهوية القوميّة في وجه العولمة والانفتاح على الثقافات.

بدوره مدير المسرح القومي في السويداء المخرج المسرحي رفعت الهادي أشار إلى التطور الذي شهدته الحركة المسرحية في المحافظة خلال الفترة الماضية وما تحتضنه من كتاب وممثلين ومخرجين وحرص المسرح القومي في السويداء على تقديم عروض كل شهر لتعزيز وتكريس ثقافة هذا الفن عند الجمهور.

وتضمنت الاحتفالية عرضاً مسرحياً بعنوان «وصيفنا» من إخراج فراس حاتم بالإضافة إلى تكريم عدد من الشخصيات التي كانت لها مساهمة فاعلة في إثراء ودعم مسيرة الحركة المسرحية في المحافظة.

--------------------------------

المصدر :سنا

بمناسبة الاحتفال بيوم المسرح العالمي وتحت شعار : (نستعيدالحلم الضوئي..لنضيء الحياة) انطلاق مهرجان (أيام المسرح الاستعادي) لكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد

مجلة الفنون المسرحية 

بمناسبة الاحتفال بيوم المسرح العالمي وتحت شعار : (نستعيدالحلم الضوئي..لنضيء الحياة)
انطلاق مهرجان (أيام المسرح الاستعادي) لكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد

 د. صلاح القصب: المسرح كان نداءً معمقاً للمجد الإنساني لثقافة متحررة من الخوف واليأس
د. مضاد عجيل الأسدي: المهرجان ذو أبعاد تربوية وأكاديمية واتصالية بين الأمس واليوم والماضي والحاضر وبين أجيال عدة
د. سها سالم : خلاصنا في استدعاء فن المسرح فعلاً خلّاقاً يعيد انتظام العالم،ويطفئ الصخب والعنف 
د. رياض موسى سكران : المهرجان وفاء لجيل من الأساتذة الذين أسهموا فيصياغة الوعي الفني والجمالي 
د. جبار خماط : المسرح الاستعادي فكرة نبيلة تليق بالمسرح العراقي..
تكريم أكثر من  25 مسرحياً وتقديم مشهد استعادي لمسرحية (حفلة الماس) لصلاح القصب بإدارة د. فرحان عمران وتمثيل مجموعة من طلبة قسم الفنون المسرحية

كتب – عبد العليم البناء
عدسة - رائد البصري

بمناسبة اليوم العالمي للمسرح  الذي يحتفل به جميع المسرحيين  في أرجاء المعمورة في السابع والعشرين من آذار من كل عام، وتحت شعار (نستعيدالحلم الضوئي..لنضيء الحياة) أقام قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد مهرجان(أيام المسرح الاستعادي)، الذي إنطلق الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الأحد 27/3/2022في رحاب مسرح الرواد الكائن في مبنى قسم الفنون المسرحية في الكلية ذاتها، وتضمن فعاليات عدة تماهت مع فرحة هذا اليوم بكل ما ينطوي عليه من وفاء وعرفان بجهود صناع المسرح من أساتذة ومخرجي المسرح في قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة.. وابتدأ حفل افتتاح المهرجان الذي أداره بنجاح المخرج المسرحي سنان العزاوي، بكلمة الدكتورة سها سالم رئيسة قسم الفنون المسرحية، ومن ثم كلمة عميد كلية الفنون الجميلة ورئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان الدكتورمضاد عجيل الأسدي، وأعقبته كلمة المخرج المسرحي الكبير الدكتور صلاح القصب، وجرى  تكريم خمسة وعشرين أستاذاً وفناناً مسرحياً تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم ومنجزاتهم المسرحيةالمتنوعة. 
كما شهد حفل الافتتاح تقديم مشهد استعادي بإدارة د. فرحان عمرانوتمثيل مجموعة رائعة من طلبة قسم الفنون المسرحية، من مسرحية (حفلة الماس) التي سبق أن أخرجها (عراب مسرح الصورة) الدكتور صلاح القصب عام 1990، عن نص الكاتب الدكتور خزعل الماجدي، وسينوغرافيا : الفنان كريم رشيد، ولعب أدوارها الفنانون: مقداد عبد الرضا، وهيثم عبد الرزاق، وآزادوهي ساموئيل، وعواطف نعيم، وإقبال نعيم، وخالد علي، ورضاذياب، وتناقش موضوع الخلاص من الحروب والتعسف وأحابيل السياسة،والخلاص من المنفى الذي يمثل علامة للملل والروتين، وأختتم بتقديم احتفاء وإضاءة شاملة لتجربة عراب مسرح الصورة المخرج المسرحي  الدكتور صلاح القصب، الذي اعتمد في رؤاه الإخراجية المغايرة والمثيرة للجدل "الصورة المجسدة بالتشكيل الحركي والسينوغرافيا والفضاء المسرحي والتعبير الجسدي في توصيل الفعل المسرحي لتصبح الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة في تجسيد الصورةالمسرحية جمالياً". 
وكان الأساتذة والفنانون المكرمون بهذه المناسبة الإبداعية الكبيرة هم: الأستاذ المتمرس صلاح القصب، د. نجم عبد حيدر، د. عقيل مهدي، د. رياض شهيد، د. قاسم مؤنس، د. شذى سالم، د. سها سالم، د. جبار خماط، د.حسين علي هارف، د. فرحان العمران، د. كاظم العمران، د. عماد هادي، د. عبلة عباس، د. مظفر الطيب، د. محمود جباري، د. خالد أحمد مصطفى، د. عقيل عبد علي، د. ياسين اسماعيل، د. زهير كاظم، إضافة الى الفنانين: مقداد عبد الرضا، د. عواطف نعيم، د. إقبال نعيم ، د. هيثم عبد الرزاق.
وفي لقاء مع عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد الدكتور مضادعجيل الأسدي تحدث عن فكرة مهرجان (أيام المسرح الاستعادي) قائلاً: "جاءتني الفكرة من وحي ما يسمى بالثقافة التشكيلية بالمعرض الاستعادي، لذلك قررت أن أوظف هذا الموضوع بالمسرح" .
وأكد الدكتور مضاد عجيل الأسدي : " أنا صاحب الإمتيازالأول لهذه الفكرة ذات الأبعاد التربوية والأكاديمية والاتصالية بين الأمس واليوم..بين الماضي والحاضر.. بين جيلين أو بين  أجيالعدة عبر تقديم سلسلة مشاهد استعادية من عروض  مسرحية  من أساتذة المسرح الكبار في الكلية".
وأوضح الدكتور مضاد عجيل الأسدي: " تم تكليف مجموعةمن الأساتذة بالإشراف على تقديم هذه المشاهد والعروض بمعية مجاميع من الطلبة وتم اختيار العروض المسرحية لأبرز هؤلاء الرواد الذين أغنوا الحركة المسرحية بتجارب متميزة ومختلفة".
ومن المقررأن تشهد أيام مهرجان المسرح الاستعادي المقبلة تقديم مشاهد استعادية لأعمال نخبة من اساتذة المسرح في كلية الفنون الجميلة، من بينهم: سامي عبد الحميد، وبدري حسون فريد، وعقيل مهدي، وفاضل خليل، وعوني كرومي،وعادل كريم، وأساتذة آخرين أثروا المشهد المسرحي الأكاديمي علمياً وجمالياً..مع تسليط الضوء والاحتفاء بتجربة كل واحد منهم يساهم فيها نخبة من أبرز نقاد المسرح العراقي.
من جانبه قال الدكتور رياض موسى سكران عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان :" تسعى كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد لتكريس ثقافة الوفاء والانتماء عبر مختلف المشاريع الفنية والعلمية التي أقامتها الكلية مؤخراً..ومن بين هذه الأنشطة والبرامج يأتي الاحتفاء بأساتذة الكلية الرواد والمؤسسين وتكريمهم، وذلك عبر تقديم مشاهد لمسرحياتهم التي شكلت علامات مضيئة في ذاكرة المسرح الأكاديمي العراقي ضمن مسمى (أيام المسرح الاستعادي)، حيث تقدم مشاهد من عروض راسخة ومؤثرة في حركة وذاكرة المشهد المسرحي الأكاديمي من خلال أعمال المخرجين من أساتذة كلية الفنون الجميلة، الذين قدمت أعمالهم ضمن مسيرتها الإبداعية.."
أضاف الدكتور رياض موسى سكران:" وتقام هذه الأيام تحت شعار:(نستعيد الحلم الضوئي..لنضيء الحياة).. وهو شعار يختزل هدف وفلسفةالمهرجان، فضلاً عن دلالاته العميقة التي تحيل الى ذلك العمق الوجداني للمسرح الأكاديمي، من خلال العرض المسرحي الخالد (الحلم الضوئي) للمخرج الرائد الدكتور صلاح القصب، فضلاًعن أعمال: سامي عبد الحميد، وبدري حسون فريد، وعقيل مهدي، وفاضل خليل، وعوني كرومي، وعادل كريم، وأساتذة آخرين أثروا المشهد المسرحي الأكاديمي علمياً وجمالياً.."
أوضح الدكتور رياض موسى سكران: " وسيشرف بعض  تدريسيي الكلية على استعادة مشهد من مشاهد العروض لكبار مخرجينا المسرحيين من أساتذة المسرح إضافة الى (حفلة الماس) لصلاح القصب/ المشرف د.فرحان عمران، سيكون هناك (كلكامش) لسامي عبد الحميد/ المشرفد.حسين علي هارف، (إنسوا هيروسترات) لفاضل خليل/ المشرف د.جبار خماط، (علي الوردي وغريمه) لعقيل مهدي/ المشرف د.خالد احمد مصطفى، (ردهة رقم ٦) لبدري حسون فريد/المشرف د.ياسين اسماعيل، (ميديا لعادل)كريم/ المشرف د.سعد عبد الكريم.. ويقوم كل من الدكتور رياض موسى سكران، والدكتورة سافرة ناجي، والدكتور ثائر بهاء، بمهام الدراماتورج للمشاهد التي يتم تقديمها ضمن هذه الأيام..
أكد الدكتور رياض موسى سكران: " إن هذه التجربة الجديدة على مستوى المهرجانات المسرحية، تجربة (المسرح الاستعادي)، تعد تأكيداً لرسالة الوفاء لجيل من الأساتذة الذين تفانوا وقدموا جهودهم لسنوات طويلة، في صياغة الوعي الفني والجمالي لطلبة المسرح في كلية الفنون الجميلة العريقة.."
وعبر الدكتور جبار خماط عن انطباعه حول المهرجان قائلاً:"مهرجان المسرح الاستعادي أجده فكرةمدهشة، في  التواصل النبيل مع عروض أساتذتنا الذين علمونا المسرح وفنونه، وكانت باكورة نتاجاته، مشهد استعادي لمسرحية (حفلة الماس) التي سبق أن أخرجها د. صلاح القصب، ومن تمثيل الفنانين مقداد عبد الرضا ، وهيثم عبد الرزاق وآزادوهي صاموئيل وإقبال نعيم وخالد علي، بإدارة د. فرحان عمران وتمثيل مجموعة رائعة من طلبة قسم الفنون المسرحية وقد ذكرني بالعرض المسرحي الأصل في تسعينيات القرن الماضي."
وتساءل الكتور جبار خماط : " أشاهد وأقول في نفسي، ماذا ستكون ردة فعل د. صلاح القصب، حين يشاهد، عرض مسرحيته (حفلة الماس ) بطاقات شبابية من طلبتنا أبدعوا في استعادة تفاصيله ؟! مؤكد سيخالطه شعور بالسعادة والفخر، لأن طلبته تواصلوا مع منجزه الإبداعي، وأعادوا له الحياة تارة أخرى، قطعاً الأمر ليس هيناً، لكنه ليس مستحيلاً بوجود طاقات إبداعية واعدة وإرادة عالية على التنفيذ، أقول لكم لقد نجحتم باستعادة عرض مسرحي بكل تفاصيله. " 
نص كلمة قسم الفنون المسرحية 
وألقت الدكتورة سها سالم رئيسة قسم الفنون المسرحية كلمة القسم وفيما يأتي نصها:
"في أزمنة الاضطرابات الكبرى، وحين تتبلبل العقائد والنحل في العالم، حتى حدود التآكل فالضياع، والاستسلام للخوف الميتافيزيقي الأول للكائن البشري،  يجد العبقري خلاصه في استدعاء فن المسرح، فعلاً خلّاقاً يعيد انتظام العالم، ويُطفئ الصخب والعنف فيه، بما يضفي عليه من فكر معقول، وانتظام، وانسجام، وتناسق، وتناسب، وبما يبتني من فرض جمالي، فالمسرح بخشبته، وجمهوره المتفرج، وفضائه العام، إنما هو التماس للإنسان في الكائن البشري، واستدعاء للمبنى الحضاري للإنسانية وعبر مساق فعلها التاريخي نحو فعل التركيب الفني والتحليل الجمالي للعالم، الى فكرة مسرح هو وطنٌ للفضائل السامية، ومنزل للضمير الانساني، وما أحوجنا اليوم إلى هذا الضمير لنلتمس الآخر في ذاتنا، وما أحوجنا اليوم الى تلك الفضائل، لتمحو النفاق العالمي، لتغسل عن الحضارة المعاصرة نزعات العنصرية، والعرقية، والطائفية، والعدوانية، وتذوب تلك القسوة في الروح البشرية، وما تُطلق من حرب تعربد في العالم اليوم وعبر الأقاليم والأقطار ، فقد لا يفلح المسرح بأن يُحيل ملامح اللاجئ الآسيوي والعربي، إلى ملامح الغربي الأشقر يعيون زرق، لكنه يشيع ملامح الإنسان في العالم، لذلك، اليوم الحاجة إلى المسرح أكبر، وأكثر إلحاحاً، وحاجة مصيرية، فأخطر ما في الحرب، وكما يقول الروائي العالمي ماركيز، هو القسوة التي تأتي بين ثناياها، وأن تحيلنا إلى صورتها فيتحول الإنسان إلى عتاد حربي..!!
نعم يا سادة ... إن المسرح هو الخلاص ...  
لذا أخذ قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، دوره من هذا الجزء في العالم، ومن هذه الزاوية، في تبني هذا المشروع الإنساني الوطني العالمي، بالإعداد العلمي وتربية الموهبة، وبناء الشخصية الأخلاقية الإنسانية لتكون مخرجاتها، من الطلبة، هذا العتاد الجمالي في ملحمة بعث العالم الأخلاقي الجمالي، وتأكيد الضمير الإنساني فيه مركزاً للفعل البشري، ولتشع قيم الخير والفضيلة والجمال، عالماً كما أراد وقدر القدير البديع عز وجل ...
كل عام والمسرح يخوض ملحمة الجمال التاريخية، وفرسانه أشد تصميماً وعزماً ، أكثر إبداعاً وسحراً ... كل عام وأنتم بخير ..."
نص كلمة عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد 
وألقى الدكتور مضاد امعة بغدادعجيل الأسدي عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد رئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان في حفل الافتتاح فيما يأتي نصها :
" لقد حظي المسرح العراقي منذ مراحله التأسيسية الأولى بجيل ريادي متفرد في إرادته ووعيه وثقافته، وهذا ما ساعد على أن يولد المسرح العراقي رصيناً معافى وحاملاً لرسالة إنسانية وجمالية.. ولقد أسهم جيل الرواد والجيل الذي أعقبه وتتلمذ على يديه في إنتاج وتقديم روائع مسرحية إرتكزت على نصوص عالمية وأخرى عربية ومحلية ..كان جيل حقي الشبلي وابراهيم جلال ويوسف العاني وجاسم العبودي وبدري حسون فريد وجعفر السعدي والبقية من الرعيل الأول حريص على رصانةالتأسيس عبر معهد الفنون الجميلة فأكاديمية الفنون الجميلة لاحقاً، وعلى إعداد جيل رديف يسير على طريق التميز والإبداع ذاته.. وتشارك الجيلان في إنتاج عروض مسرحية أكاديمية باذخة الجمال وعالية المستوى الفني .. وقد شهدت قاعات وباحات وساحات أكاديمية الفنون (التي تحول إسمها في مابعد الى كلية الفنون الجميلة ) عروضاً شكلت علامات بارزة في سفر المسرح العراقي:( گلگامش/ غاليلو غاليليه/ الملك هو الملك/هملت/كوريولان / جزيرة الماعز .. و و و .. ) 
ولأن هذه العروض لم تحظَ بفرصة التوثيق والتسجيل لتبقى أثراً فنيا مخلداً ومادة للدارسين ولمن لم يتسن له مواكبتها وحضورها عيانياً..كان الرأي في أن نستعيد بعض هذه المآثر والعروض التي شكلت لحظات جمال هاربة ..أننستعيد بعض المشاهد من هذه العروض التي دخلت متحف المسرح العراقي..وقد أخذ أساتذة كلية الفنون الجميلة على عاتقهم هذه المهمة ضمن خطة مستقبلية مفتوحة كلمسة وفاء وعرفان بالجمال و بالجميل ..وها نحن عند نقطة الشروع في هذا المشروع الجمالي التوثيقي الوفائي ..ستكون البداية مع أستاذ الأجيال الدكتور صلاح القصب عراب مسرح الصورة الذي أتحف الأكاديمية والمسرح العراقي و العربي بروائعه ( هملت/ الملكلير / الشقيقات الثلاث/ الخال فانيا / مكبث/ عزلة الكريستال/ حفلة الماس) والأخيرة ستكون العينة الأولى من مشروع المسرح الاستعادي الذي سيكون بمثابة عربون وفاء لهذا الجيل الرائد ولأعمالهم الخالدة التي سنحاول جهدنا أن نحاكيها ونقتفي أثرها ..تحية لأساتذتنا وذكراهم العطرة.. وتحية لمنجزهم الخالد الذي سيكون نبراساً لنا في تكريس مسرح عراقي أكاديمي رصين وهادف.والسلام عليكم".
نص كلمة المخرج المسرحي صلاح القصب 
وفيما يأتي نص الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح مهرجان (أيام المسرح الاستعادي) لكلية الفنون الجميلة (عراب مسرح الصورة) المخرج المسرحي صلاح القصب:
بسم الله الرحمن الرحيم
نور على نور
سلاماً أيها المسرحيون..يا صناع الجمال ومهندسو حضارات العالم..
أنتم جوهرة العصر وخلاصة التأريخ.. يحتفل العالم باليوم العالمي للمسرح وبسحر طقوسه التي تطفو فوق سماءات صافية لتنشر أطياف ألوان متوهجة,مشعة كبروق تعلو عنان السماء في فضاءات سحرها أحلاماً ضوئية وأشعة شموس لا تغيب,لقوة أمواج بصرية وطاقة ألوان لمركبات بلاستيكية, لتكوّن أزمنة تأريخية وترفع رايات ملونة شديدة النصوح, لأزمنة سحرية, وموج ديالكتيكي, لاحتفالات وطقوس تشكل مسارات أزمنة داخل مسارات الزمن, كسرد شعري, وأنثروبولوجيا العقل الفكري, وموج الطاقة وتردداتها التي تتفاعل خارج نطاق الظاهرة وحركة التأريخ, موجٌ إبداعي لطاقة متفجرة لا تهدأ لرموز حضارية خالدة, كتّاب مسرحيين ومخرجين وممثلين كبار ونقاد مفكرين وسينوغرافيين ظلالهم خضراء تتلألأ كمصابيح مشتعلة, إنهم الزمن الخالد,هندست مخيلتهم فضاءات أبداع ومدارات لحقول جمالية شموسها لا تهدأ, أنهم حضارة المدينة وتأريخها الخالد..
أيها المسرحيون.. يا أصدقاء الشمس والزمن.. 
أدخلوا حركة التأريخ وعصر التكنولوجيا وعلوم الفيزياء الكمية ودهشة الأحلام وفرضيات الإنعكاساتا لصورية وفيزياء اللون وهندسة المكان, أرسموا مخيلة أزمنة لا تستدير, حولوا خشبة المسرح وفضاءاته الى بحيرات موجها الشعر, فكّوا شفرات النص, حرروه من سطوة اللغة,أكتبوا لغة جديدة, لغة البصر واحتمالات معادلاتها الفيزيابصرية, حرروا المخيلة من إنغلاقاتها الى بحيرات من الشعر والدهشة المغايرة, قلّصوا مسافات الزمن ما بين قارات العالم, إعزفوا الموسيقى وردّدوا أناشيد السلام, أسّسوا حضارة مشرق جديد,غيرّوا معادلات فرضية المكان المؤسس الى فضاءات مخيلة يسكنها الشعراء والرسامون والكتاب ونقاد المسرح, لا تلتفتوا الى الوراء, أنظروا للأبعد وغادروا التقليد الساكن المنقطع, إبحثوا عن العصر التنويري الجديد, غادروا الأماكن الرطبة والآيلة للسقوط, أبحثوا عن الممثل الساحر المفكر الذي يسبح في فضاءات أثيرية, فضاءات الشعروالرواية والفن التشكيلي..
أيها المسرحيون..
لقد مر المسرح منذ لحظة انفجاره الأول وعبر تلك السنين والقرون, بأزمات واهتزازات أرضية وانشطارات جيولوجيا وأمواج تسونامي وأعاصيروبراكين, المسرح كان نداءً معمقاً للمجد الإنساني, لثقافة متحررة من الخوف واليأس,لم تستطع كل تلك الكوارث والإهتزازات أن تطفي مصابيح المسرح وحركة دورانه التي لاتتوقف, لم تستطع تلك الأزمات أن تمحوا هوية المدينة التي منحها المسرح هويتهاالخالدة, منحها تأريخاً, منحها ضوءاً, منحها أن تكتب قصائد للحب والسلام وللحضارة والتأريخ, منحها مساحات للحوار والتخاطب, منحها نداءات معمقة, نداءات لحضارات جديدة لمدينة فاضلة يسكنها الأنسان ليحتمي تحت ظلالها الآمنة..
سلاماً لكل الذين صنعوا هذا المجد, مجد المسرح.. 
سلاماً لصناع الجمال.. 
سلاماً للإنسان الذي هنّدس أطلس قارات العالم الملونة..
الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للمسرح (World Theatre Day)‏ تمت المبادرة به من قبل المعهد الدولي للمسرح عام 1961 أثناء المؤتمرالعالمي للمعهد الدولي للمسرح في فيينا، ويحتفل به العالم يوم 27 آذار مارس من كلعام، حيث تقام جملة من الأنشطة والاحتفاليات الخاصة بهذه المناسبة التي جرى العرف أن يتم فيها اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بهذه المناسبة تترجم إلى أكثر من 20 لغة وتلقى في اليوم ذاته، ويتم تعميمها على جميع المؤسسات المسرحية في العالم. ويعد هذا التاريخ هو تاريخ افتتاح مسرح الأمم في عام 1962 ميلادي، وكان في موسم المسرح في باريس الفرنسية وكان يحمل أسم مسرح سارة برنار، وكان هناك أفكاروتقاليد ثقافية خاصة بالاحتفال بهذا اليوم، حيث يتم عادة تقديم عروض مسرحية عالمية في مختلف المسارح العالمية، حيث يوجد ما يقرب من 100 فرع خاص بالمعهد الدولي للمسرح في أنحاء العالم، ويعد المؤسس الأصلي للمعهد الدولي للمسرح منظمة اليونسكو بالتعاون مع شخصيات مسرحية مشهورة، وقد تم هذا في عام 1948، وفي هذا العام كتب المخرج الكوبي كارلوس سيلدران أستاذ بالمسرح بجامعة هافانا والدراماتورج، رسالة اليوم العالمي للمسرح وقد ترجمها المخرج والكاتب سفيان عطية وهو مدير مسرح بالجزائر، والسبب الوحيد لاختيار اليوم العالمي للمسرح هو تعزيز المسرح في العالم ودوره في المجتمع، كما أن هذا اليوم يعد تكريماً وتقديراً لفن المسرح بشكل عام في كل أنحاء العالم، ممايساعد على زيادة الوعي والمعرفة بقيمة المسرح، تقوية الاستمتاع به. وكتب رسالة اليوم العالمي للمسرح للعام الحالي 2022، المخرج الأمريكي  بيتر سيلرز، وقامت بترجمتها حصة الفلاسي – مركزالإمارات للهيئة الدولية للمسرح -  الفجيرة.


الاثنين، 28 مارس 2022

اليوم العالمي للمسرح ومسرح تونس العظيم

مجلة الفنون المسرحية 
اليوم العالمي للمسرح ومسرح تونس العظيم

طاهر الزهيري

تحتفي مسارح العالم هذا اليوم بمختلف اللغات واللهجات والثقافات بمجموعة من العروض المسرحية العظيمة، تخليدا لليوم العالمي للمسرح والذي يصادف الـ 27 مارس من كل عام، وتمجيدا لهذا الفن السامي الذي أثر في كافة الشعوب وصنع وعي عجزت عنه كبريات المؤسسات التعليمية. 
وفي محافظتنا الجميلة إب حاولنا خلال السنوات السابقة احياء هذا اليوم بجهودنا الذاتية، وبنبض الشباب العاشق لهذا الفن ناضلنا كثيرا لانتزاع مساحة حرة، واستطعنا بمساندة الكوادر المثقفة في المحافظة إشعال خشبة المسرح في هذا اليوم بالأعمال المسرحية التي تليق بهذه الذكرى والمناسبة الخالدة.
المسرح هو انعكاس الواقع، وصوته الذي يعبر عنه، وفن المسرح كغيره من الفنون يقاتل كل يوم باحثا عن حريته للقيام بدوره متمردا على كل القيود التي تساهم في قمعه مرات ومرات، والمحاولة الحثيثة لتحجيم دوره وتحريف رسالته الإنسانية الجامعة. 
وفي جمهورية تونس وعلى هامش زيارتنا الأخيرة، وجدنا هناك طوابير ولكن ليس لأجل الغاز والبترول والخبز، وانما طابور طويل أمام بوابات المسرح البلدي رجال نساء، وما شد انتباهي كبار السن حتى ممن يمشون بحركة صعبة وبجوارهم من يقودهم ويساعدهم في صعود الدرج، إنه شعب عظيم ومثقف يحب الفن ويقدس الحياة.
عند دخولي المسرح البلدي العظيم هناك اعترتني الدهشة وتوجعت على بلدي التي لا تملك مثل هكذا مسارح، وعلى شعبنا ومجتمعنا الذي يفتقد لمثل هذه المسارح والعروض والثقافة والوعي بأهمية هذا الفن العظيم.
عرض مسرحي يتوافد له مئات المتفرجين بازدحام، وطابور طويل عند الدخول، وحضور قبل موعد العرض بساعات، وايضا كان العرض لممثل واحد مونودراما، أي جمهور هذا..! تستحقون رفع القبعة لكم، مشهد أدخلني في طور الحياة والفن والألفة، واشاح النظر تماما عن الحرب والدمار.
تذكرت الفنان المسرحي في إب خالد البعداني والعمر الطويل الذي قضاه في المسرح التربوي على تلك الخشبة الصغيرة ذات الستار المهترئ، والكراسي المتنوعة الشكل والألوان، التي لم تعد جميعها صالحة للجلوس عليها، ورغم اختزال ذلك المكان لكل العروض المسرحية ومسابقات المسرح المدرسي ومهرجانات الأعياد والمناسبات إلا أنه مؤخرا تم إغلاقه أو تم تحويله لمخزن، أي بؤس وشقاء هذا.
تذكرت أيضا المركز الثقافي وكل عروضنا فيه، ولا ننكر أنه قدم لنا الكثير في ظل قيادته المثقفة ممثلة بالاستاذ عبدالحكيم مقبل، بالرغم من كونه مركزا حكوميا.
أنني هنا أبحث عن ملجأ أو مكان يحتكر المسرح في محافظتي دون جدوى، ربما أصبحت كل المساحات مسارح مفتوحة، " لكن لما.. لا أعرف".
نحن اليوم بحاجة ماسة لبناء مكان خاص لهذا الفن الراقِ، نحن كمسرحيين بحاجة للخشبة الخاصة بالمسرح، لكسر الركود والتراجع الثقافي، لرفع الوعي ونشر الفن، لنكون شمس تشرق على المجتمع بعطاء فني ثقافي هادف.

إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح«سلطان والمسرح.. كلمات. أحاديث. رسائل. وحوارات في المسرح»

مجلة الفنون المسرحية 
إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح
«سلطان والمسرح.. كلمات. أحاديث. رسائل. وحوارات في المسرح»

     أصدرت الهيئة العربية للمسرح، ضمن منشوراتها/ سلسلة وثائق تحت رقم 21، كتابا بعنوان «سلطان والمسرح.. كلمات. أحاديث. رسائل. وحوارات في المسرح». الإصدار كما يدل عليه عنوانه، عبارة عن أضمومة من بعض كلمات وأحاديث ورسائل وحوارات في المسرح لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد – حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، والتي تمتد داخل مساحة زمنية تبدأ من 20 أبريل 1979م عندما أطلق كلمته المأثورة في قاعة إفريقيا بمناسبة عرض مسرحية “شركة العجائب” لفرقة المسرح القومي للشباب، حيث قال: “آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة، لتحل محلها ثورة الثقافة”،

وتسير عملية تسجيل وتوثيق الكتاب لكلمات سموه في المسرح إلى غاية الأول من أكتوبر 2019، عندما استقبل الدكتور سلطان القاسمي في دارته بالشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية وعددا من كبار الفنانين المسرحيين العرب ومدراء المعاهد المسرحية ونقباء الفنانين في الوطن العربي من ضيوف حفل افتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية.

     يحتوي كتاب «سلطان والمسرح.. كلمات. أحاديث. رسائل. وحوارات في المسرح» على 40 كلمة قالها صاحب السمو في مناسبات مسرحية مختلفة مرتبط بسياقات احتضانه للفعل المسرحي في الشارقة ومبادراته التي أطلقها في العالم العربي وبتوجيهاته وأفكاره ورسائله التي وجهها في بعض العواصم والمدن العالمية كباريس ولندن وشيامين في الصين، والتي تركز في معظمها على أهمية خلق “أنسنة جديدة” تحل محل الأنسنة الحالية التي أصابها الوهن، واحتياجنا إلى مسرح قوي، متمرد، يكون بمثابة نداء يعيد النفس بتقديم المثل، إلى منبع نزاعاتها – كما يقول سموه في رسالته الموجهة إلى المؤتمر الدولي الثالث للهيئة العالمية للمسرح: “ويندد بهذه النزاعات ويخلق بوسائله التشكيلية والجسدية قوى وإمكانات لتفريغ دماميلنا تفريغا جماعيا كما كان يقول المسرحي العبقري أنتونين آرتو، وهنا أقول: على المسرح أن يغضب ويثور على هذه الأوضاع”

 وقد جاءت كلمات الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في الكتاب مرقمة ومرتبة بحسب تواريخ اللقاءات المسرحية والمناسبات الثقافية التي ألقيت فيها (من أبريل 1979 إلى أكتوبر 2019).. ومن عناوين الكلمات المدرجة في الكتاب نجد:

– سلطان يدعو إلى ثورة الثقافة بمناسبة عرض مسرحية “شركة العجائب” / المسرح له دور مهم في قضايا الأمة / فلسطين حاضرة بعمل مهم من خلال مسرحية “الشهادة أمام بوابة الأقصى” / المسرح المدرسي باعتباره منبعا لتخريج الإبداعات وتكوين البذرة الصحيحة / رسالة اليوم العالمي للمسرح / بنك النصوص المسرحية العربية / تقرير لجان التحكيم لتصحيح مسار المسرح سينفذ حرفيا / المسرح يعيش في قلبي منذ الصغر / رسالة اليوم العربي للمسرح / رسالة إلى المؤتمر الدولي الثالث للهيئة العالمية للمسرح / الاهتمام بالمسرح لدوره في تثقيف المجتمع وتنوير العقول / المسرح يربي الشخصية الإنسانية / الدور التنويري للمسرح ينشر الهوية لمواجهة الفكر الظلامي / تأهيل الأجيال بالتفكير المنطقي يسهم في تطوير العالم العربي / قصة مسرحية شمشون / ملحمة داعش والغبراء / مهرجان للمسرح في كل بلد عربي / إنشاء جيل جديد يحضنه العلم والمعرفة في مجال المسرح / رابطة أهل المسرح.

جاء في تظهير الكتاب قبس مما قاله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي:

“إن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى حركة مسرحية جديدة، بل إلى ثورة مسرحية، في زمن بدأت تنحسر فيه موجة التعارف والتآخي بين الشعوب التي كرست (اليونسكو) جهودها لتحقيقها، لتطغى عليها موجة عاتية تهدد مصير الإنسانية بالدمار، وتعلو فيه أصوات نهاية التاريخ، وأخرى تنادي بصراع الثقافات والحضارات وحركات تعمل على إثارة التوترات بين الشعوب والأديان”.

الأحد، 27 مارس 2022

"مهرجون" اسبانيا كسر عوائق اللغة / حسام الدين مسعد

مجلة الفنون المسرحية 

الخميس، 24 مارس 2022

سلفيو المسرح؟ / غنام غنام

مجلة الفنون المسرحية 


سلفيو المسرح؟!

نعم سلفيون وينتجون على مقاسهم سلفية مسرحية عميقة، وإن كنتَ تستطيع تمييز السلفي العقائدي أو المذهبي بسهولة، فإن الأمر في المسرح بعكس ذلك تماماً، إذ غالباً ما يتسلح سلفيو المسرح بمرجعيات معرفية ومنهجية تعتبر قاسمًا مشتركًا بين جميع المسرحيين، لكنهم يحيطون تلك المعارف والمناهج بسياج يحرم الاستئناف عليها، والويل والثبور لمن يتجرأ فيقول إن هناك ما يخالفها أو يعدلها أو حتى يناقش صحتها ودقتها، فكأنما تلك المناهج والمعارف لا يأتيها الباطل من أي اتجاه، لا تطبيقي ولا تاريخي ولا فلسفي ولا فسيولوجي أو سيكولوجي.
ويتناسى السلفيون أن أصحاب المناهج التي يتمترسون حولها - وهي مناهج مهمة بكل تأكيد، قد جاءت نتيجة الاستئناف على مناهج سابقة، ففي الديالكتيك تحمل الفكرة نقيضها في رحمها.
وتثيرني اليقينية الراسخة التي يغلفون بها فتاويهم، خاصة عندما يقولون إن ما أتى به (فلان) مخالف، ليس مخالفاً للنظرية فقط فهذه أمرها سهل، بل مخالف للتطبيق الذي قدمه المنظر والمخرج الفلاني (والذي عاش قبل مئات السنين) ولا توجد وثيقة مصورة واحدة عن تطبيقاته العملية، سوى ما جاء في آراء معاصريه، تلك الآراء التي يرددها السلفيون كما لو كانوا شهود عيان على صحتها، إنها ثقافة (العنعنة) وهي موضع شك ومساءلة. 
نعم (الشك والمساءلة)، حيث أنني قد وضعت المسألة في قياس عرف بأنه (ديني) فمفردة السلفية تحيل قارئها للسلفية الدينية، فيمكنني أن أضع الشك والمساءلة بنفس القياس، وقد عبر الدكتور خضر عباس عن (المساءلة بين الشك المذهبي والشك المنهجي) في مدونة خاصة به، وجاء فيها:​
"هناك فرق بين مذهبية الشك أو الشك المذهبي، وبين منهجية الشك أو الشك المنهجي، فالأول يستخدم في التربية الحزبية التعصبية التي لا ترى إلا نفسهاصاحبة الحق المطلق الذي لا شك تجاهه، والأخر هو الشر المطلق، وهو مدار الشك، وكل ما يصدر عنه خاطئ، لا يجوز تقبله.​
أما الشك المنهجي، أو منهجية الشك، فهو حق مكفول للإنسان من قبل الله، لا يجوز الحجر عليه، ولا يعتبر صاحبه خارجا على نواميس الحق والكون". وخذ مثلاً النبي إبراهيم عليه السلام:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي* البقرة 260
فالشك أول السؤال، وقد ذهب ديكارت إلى حد القول (أنا أشك، إذن أنا موجود) وعليه فلا حقيقة ثابتة مثل الشك ذاته. كما عبر عن ذلك الفيلسوف الأردني فايز محمود في مقالته ديكارت والشك المنهجي 2008 "فأنا أستطيع ان أشك في أي شيء، ما عدا وجود الشك ذاته".​
وإذا كان من السهل تحديد الأماكن التي يركز فيها السلفيون المذهبيون نشاطهم، فإنك وبنفس السهولة تستطيع أن تحدد مراكز نشاط السلفيين المسرحيين، فهم عادة يفضلون التمركز في المعاهد والأكاديميات والكليات، تلك التي يفترض أن تكون معملاً للتغيير، ورغم أنهم يواجهون نماذج من الأساتذة المجددين، إلا أنهم ببساطة يستطيعون ممارسة تحريم الاجتهاد على المتعلمين، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لترديد (مقولات السلف المسرحي الصالح) كي يضمنوا النجاح والتخرج. وهناك فقط.
جميعنا يمكن أن يستحضر نماذج من تلك الجماعات السلفية، من صحابة آرسطو، وحواريي مايرهولد، ومفسري بريخت، وفي الوقت نفسه يمكن أن نستحضر أسماء أساتذة جعلوا من عملهم حالة من الديالكتيك المسرحي (الجدلية المسرحية)، والديالكتيك المسرحي يفضي إلى ديالكتيك تاريخي مسرحي،
واتساءل، لماذا لم تقم المؤسسات الأكاديمية المسرحية بتفعيل البحث كي تعيد كتابة التاريخ المسرحي، وتعيد الاعتبار لدور مثلث الحضارات (الرافدين وسوريا والنيل) في نشأة المسرح والدراما؟ هذه المراكز (الأكاديمية) كبيوت للبحث، لماذا لا تدرس التاريخ والآثار والمكتشفات، وركنت إلى اعتبار كل تلك المظاهر التعبيرية لكونها غير مسرحية وفي أحسن الأحوال ما قبل مسرحية؟
لماذا تعترف إيطاليا في عام 2001 بعام (أبولو دورو دمشق روما) وأن أبولو دورو كبير بنائي روما هو دمشقي وهو من صمم (الكولوسيوم)، وباحثونا لا يعترفون؟ لماذا لا تدرس معاهدنا الفنية كم من الأباطرة من ليبيا وسوريا ولبنان والجزائر حكموا روما؟ وكيف يحكمونها إذا لم يكونوا قد أسسوها؟ ومن منهم جاء بأبولو من دمشق؟ وما علاقة هذا الامبراطور بدمشق ونابلس؟ ولماذا لا يدرس الباحثون المسرحيون خارطة انتشار (المدرج/ المسرح المعروف بالروماني)؟ ولماذا لا يدرسون نظرية انزياح مركز الحضارة وضرورات سياسة التوسع والسيطرة البحرية في البحر الأبيض المتوسط؟ ولماذا لا يبجثون في أصل نشوء الإغريق ومن بنى أتيكا وأثينا وما علاقة الفينيقيين بطروادة والأوديسا؟
السلفية المسرحية هي ألا يقوم المسرحي الباحث والمدرس بإيجاد الروابط الخاصة بالمسرح وفنون الأداء مع ما تتوفر عليه الميثولوجيا والحفريات الآثارية والأنثروبولوجيا والإثنولوجيا، هي ألا يقوم بربطها بعلوم اللغة واللسانيات والفلسفات، ألا يدرس ثقافة المجتمعات التي استوطنت وطنه وكانت مؤسسة للحضارة الإنسانية، ألا يدرس تاريخ العمارة وتطوره وعلاقة عمارتنا بعمارة العالم.
إن مركزية الصورة النمطية لمجتمعاتنا وشعوبنا، كمجتمعات بدوية (رُحَلْ) غير منتجة للدراما تتناقض مع واقعها الذي أهل شعوبها لتكون أول من يكتب وأول من يخترع اللون وأول من يبحر، وأول من ينشئ مستوطنة زراعية، وأول من يضع قانوناً مدنياً وأول من ينظم السجل المدني (الديموكراس).
وختاماً، على منوال جملة للكاتب العراقي عباس الحربي (ليس هناك عبودية، بل هناك عبيد) أقول ليس هناك سلفية مسرحية، بل هناك سلفيو مسرح.

بعرض تسع مسرحيات في المسابقة الرسمية واثنتين على الهامش وورشتين تدريبيتين وجلسات نقدية إنطلاق مهرجان أيام كربلاء الدولي الـ3 للمسرح بمشاركة عراقية وعربية وأجنبية

مجلة الفنون المسرحية 

بعرض تسع مسرحيات في المسابقة الرسمية واثنتين على الهامش وورشتين تدريبيتين وجلسات نقدية
 إنطلاق مهرجان أيام كربلاء الدولي الـ3 للمسرح بمشاركة عراقية وعربية وأجنبية
تشكيل لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة أ. د. عقيل مهدي ولجنة المشاهدة برئاسة د. علي الشيباني 
العروض المشاركة تكتنز أفكاراً ورسائل تسعى الى استيعاب الواقع الإنساني وتنتهج القيم الخالدة التي ترسخ مفاهيم المحبة والمودة والسلام

كتب – عبد العليم البناء

على بركة الله تعالى وعلى صدى التاريخ المضمخ بعبير الشهادة الخالدة وفي فضاءات المسرح والإبداع، تنطلق عصر اليوم الاربعاء 23/3/2022 في مدينة كربلاء المقدسة وفي مسرح البيت الثقافي فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح وتستمر حتى الثلاثين منه، والذي تقيمه شعبة المسرح المعاصر في الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة، بمشاركة تسع فرق مسرحية من بلدان عربية وأجنبية هي: بالإضافة إلى العراق، كل من مصر والأردن والسعودية وعُمان والسودان وتونس وألمانيا، وسط حضور نوعي كبير للعديد من المسرحيين والنقاد والإعلاميين من داخل وخارج العراق في تظاهرة مسرحية إبداعية رصينة تعكس دلالات مهمة لاحتضان العتبة الحسينية المقدسة وأذرعها الثقافية والفنية، التي تسعى لتكريس وترسيخ رسالة المسرح الجاد والرصين الذي يعكس القيم والمباديء الوطنية والإنسانية الأصيلة، والمعبرة عن هموم وتطلعات الجميع في حياة حرة كريمة تقف بوجه الظلم والظالمين وتعري الفساد والمفسدين هنا وهناك.
وتعرض ضمن هذه الدورة تسعة أعمال مسرحية تتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان، اختارتها لجنة المشاهدة باختيار العروض من بين ( 58 ) عرضاً مسرحياً، وهي العروض التي استقبلتها ادارة المهرجان عبر استمارة الترشيح الإلكترونية ومن مختلف البلدان العربية والأجنبية وكذلك العراق، ترأسها  الدكتور علي عبد الحسين الشيباني / جمهورية العراق، وضمت في عضويتها: الدكتورة  لمياء أنور / جمهورية مصر العربية، والفنان عادل شمس / مملكة البحرين، والفنان ميثم الرزق / المملكة العربية السعودية.
 وقالت اللجنة المذكورة في بيان لها: "أخذت اللجنة بنظر الإعتبار الاشتراطات والمعايير الخاصة بالمهرجان، وكذلك المواصفات التي ينبغي توافرها في العروض المقدمة، وهي لا تعدو أن تكون سوى اشتراطات ومعايير إدارية وفنية ولوجستية متبعة في كل المهرجانات الدولية والمحلية ".
وأضاف البيان: "لقد اتفقت اللجنة على اختيار العروض التي تكتنز أفكاراً ورسائل تسعى الى استيعاب الواقع الإنساني وتنتهج القيم الخالدة التي ترسخ مفاهيم المحبة والمودة والسلام ، كذلك اكتمال الشكل الفني وجمال العرض والأساليب والرؤى الحديثة المبتكرة التي ساهمت بصياغة عروض مدهشة ..وكذلك اختيار العروض التي تؤسس الى التجديد في عملية البناء الفكري والفني من حيث الدلالة والتأويل عبر تجديد الأدوات والعلامات المبثوثة داخل العرض، وهذا ما جعل اللجنة تبحث عن العروض التجريبية التي تسعى للكشف عن الأسس الجمالية والمعرفية وتركز على أنماط التفكير في العصر الراهن".
وأوضح البيان: "لقد أخذت لجنة المشاهدة بعين الإعتبار كل البيانات والمعلومات الواردة في استمارة الترشيح ومطابقتها بما عرضته إدارة المهرجان على الفرق التي تروم المشاركة وصولاً الى اتفاق مبدئي وأصيل بين الفرق والادارة على المستويات الفنية والفكرية والادارية".
 العروض المشاركة بالمسابقة الرسمية
وقد اختارت لجنة المشاهة العروض الآتية للمشاركة بالمسابقة الرسمية وهي : (المحراب المضطرم) إخراج ميثم فاضل، (المفتاح) إخراج أسامة السلطان من العراق، (سالب واحد) إخراج عبد الله صابر من مصر، (قطار الباقورة) إخراج إياد الريموني من الأردن، "(لخنزير) إخراج ماجد السيهاتي من السعودية، (لقمة عيش) إخراج محمد بن سعيد الرواحي من عُمان، "(لأخيلة المتهالكة) إخراج ربيع يوسف من السودان، (الهوارب) اخراج حافظ خليفة من تونس، إلى جانب مسرحية (أراك) لـ ريبيكا دي سوربر من ألمانيا. كما سيتم عرض مسرحيتين على هامش المهرجان هما: (دمى محطات وظل) إخراج زيدون آل سلطان، و(اشتباك) إخراج صادق مكي.
ورش وجلسات نقدية
 كما سيشهد المهرجان ورشتين مسرحيتين إضافة الى جلسات نقدية وفعلي صعيد الورش ستكون هناك ورشة (من بناء النص الى العرض) تدريب وتأطير المخرج محمد السباعي من المغرب، بمشاركة كل من المتدربين:علاء الدين محمد، حمزة عبد الأمير، سعد حميد عودة، مزيد رعد نزار، حنان جعفر موسى، احمد انعيم اجبير، ضياء حسين جبر، خالد عبد زيد، علياء جاسم محسن، وكذلك ورشة (الكيروغراف والصورة الفيزيائية للجسد) تدريب الفنان أمين جبار من العراق، بمشاركة كل من المتدربين : ميثم محمد صادق، سيف عبد المهدي جواد، ابراهيم علي عبد، علي صالح الربيعي، عباس جاسم حسون، حيدر ميثم رزوقي، سجاد علاء جبر، نور الأحمد فراس، عبدالله احمد كريم،
في حين ستعقد جلسات نقدية لإضاءة عناصر العروض المسرحية المشاركة من حيث الشكل والمضمون، يديرها ويشارك فيها نخبة من أبرز نقاد المسرح.، ويحتضن هذه الفعاليات كافة مسرح البيت الثقافي ومسرح النشاط المدرسي والمكتبة المركزية في كربلاء المقدسة.
 لجنة تحكيم  المسابقة الرسمية
وتألفت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح بنسخته الثالثة من شخصيات مسرحية رصينة وأصيلة برئاسة الأستاذ الدكتور عقيل مهدي (العراق)، وعضوية كل من: كريستوف فليدرج (المانيا)، والدكتور عمر دوارة (مصر)، والدكتورة إقبال نعيم (العراق)، والمسرحي عباس الحايك (السعودية).
يشار الى أن شعبة المسرح المعاصر في الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة كانت قد أعلنت عن فتح باب تقديم العروض المسرحية المرشحة للمشاركة ضمن مهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح ( النسخة الثالثة ) والتي تنظم في العراق - مدينة كربلاء المقدسة للمدة 24 - 31 آذار مارس 2022 ، وقد حددت الشعبة استمارة التقديم مع تخصيص الحقول الواردة لتقديم الأعمال ضمن مدةة التقديم المتاحة لغاية 25 كانون الثاني يناير 2021، مشترطة: أن تكون الاعمال المسرحية لفئة الكبار ولا يشمل المهرجان عروض المونودراما ولا عروض فئة الاطفال، ويتولى المهرجان نفقة تذاكر السفر وتأشيرات الدخول لـ 5 اشخاص فقط للعرض المشارك من خارج العراق، كما يتولى المهرجان السكن والاطعام والنقل الداخلي لـ 10 أشخاص فقط للعرض المشارك من خارج العراق بضمنهم فنيين وتقنيين وعددهم شخصين فقط، ويتولى المهرجان توفير تقنيات الصوت والاضاءة فقط، وتتحمل الفرقة المشاركة أجور شحن معداتها الفنية كالديكور والأزياء، ويتحمل المهرجان نفقات استضافة كاملة طيلة مدة الإقامة من السكن والطعام والتنقل الداخلي في المحافظة للفرق العراقية لـ 10 اشخاص من ضمنهم 2 تقنيين وفنيين فقط، مع حق للمهرجان تصوير العروض المسرحية وبثها وتسويقها، وأن يكون العمل هادفا وذو موضوعة أنسانية ومجتمعية.
الجدير بالذكر أن الدورة الأُولى من مهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح كانت قد انطلقت في صيف 2018، فيما جرت وقائع الدورة الثانية بسبب جائحةُ كورونا وسائطياً عبر  الفضاء الافتراضي، حيثُ قدمت عروض الدورة التي نظمت في كانون الأوّل/ ديسمبر 2020، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مسرحية " السد " وانفتاح الجماليات على الآخر / د.جبار خماط

مجلة الفنون المسرحية 

الأربعاء، 23 مارس 2022

السينمائي قاسم حول من الحلم إلى العالمية

مجلة الفنون المسرحية



السينمائي قاسم حول  من الحلم إلى العالمية

الباحث: مجيد عبد الواحد النجار

كثير من الناس  لم تسعفهم الظروف لتحقيق أحلامهم، وقليل منهم تمكنوا من تجاوز الظروف لتحقيق تلك الأحلام، وهم يصارعون الظروف لينتصروا عليها دون أن يخضعوا لقساوة المحن، من هؤلاء المخرج السينمائي، والممثل، وكاتب القصة والناقد العراقي المقيم حاليا في هولندا "قاسم حول" الذي ولد عام 1940 في ريف ناحية المدينة، الذي كان ينتظر عودة والده من بلدان الخليج، عسى أن ينعم بوجبات الطعام التي يشم رائحتها في بيوت الميسورين في ناحية المدينة بمحافظة البصرة جنوبي العراق.
كانت أحلامه تكبر، ويزداد إصراراً أن تصبح واقعا، فتراه يبيع السكائر مرة، ومرة يبيع العلك، أو يعمل في معمل الكوكا كولا حتى يستطيع الذهاب للسينما ويشاهد فيلم "عنتر وعبله" أو "عليا وعصام" أو يشتري الروايات والمسرحيات وكتب السينما لكي لا يثقل على والده حاجته للمشاهدة والقراءة. 
في صباه كتب ومثل وأخرج للمسرح، ولاحقاً السينما والتلفزيون فحصد جوائز عديدة من مهرجانات السينما، ودائما كان موضع احترام وتكريم وتقدير من البلدان التي عرض فيها أعماله، كما واختير للجان تحكيم مهرجانات أو ترأسه لتلك اللجان عربيا وعالميا.
هكذا هو قاسم حول يتمتع بشغف كبير في استلهام الثقافات لينتج حصيلة كبيرة من العطاء.
بدأ حول حياته المسرحية في سن مبكرة  عندما كان طالبا في المدرسة الابتدائية، ففي عام 1957 تمكن من تأسيس فرقة "مسرح النور" في مدينة البصرة، وحين أكمل المدرسة الثانوية التحق في عام 1959 بمعهد الفنون الجميلة ببغداد قسم المسرح، وخلال فترة  دراسته الخمس في المعهد كتب، ومثل عدة مسرحيات، وأشرف على تحرير أكثر من صفحات ثقافية في الصحف العراقية، ومن بينها صحيفة "المواطن" الناطقة بلسان الحزب الوطني الديمقراطي الذي يترأسه كامل الجادرجي ..والتي صدرت بعد أن أغلقت صحيفة الأهالي.
أنتخب حول سكرتيراً لفرقة "المسرح العراقي" التي أسسها وترأسها شكري العقيدي ثم عضواً في الهيأة الإدارية لـ "فرقة المسرح الجمهوري" الذي أسسها وترأسها يحيى فائق، وفي عام 1962 شكل وعدداً من أصدقائه تجمع "مسرح اليوم" وكتب بيان التأسيس ونشر في صحيفة البلاد التي يملكها فائق بطي، وباشروا بتقديم الإعمال التلفزيونية والإذاعية، وتحول التجمع إلى فرقة "مسرح اليوم" وبعدها مؤسسة "أفلام اليوم" لتتمكن الفرقة المسرحية من رفد مؤسسة السينما بالممثلين .. وهذا ما حصل في  تجربة إنتاج فيلم "الحارس" الذي كتب حول قصته، ومثل أحد أدواره الرئيسية، وأخرجه خليل شوقي، والذي يعتبر إشارة مضيئة في تاريخ السينما العراقية، كما أصدر مجلة "السينما اليوم" والتي كان يرأس تحريرها نجيب عربو ، وقد تسلم حول بعده رئاسة تحريرها، لكنها أغلقت بعد انقلاب 17 تموز 1968.
بعد إغلاق مؤسسة  "أفلام اليوم" لرفضه وضع المؤسسة تحت إدارة الحزب الحاكم، ولإصراره على العمل، أسس مؤسسة جديدة  للسينما هي (سنونو فيلم) إلا أن المؤسسة لم تمارس نشاطها حيث أغلقها بعد أن تعرض للاعتقال على أثر كلمة ألقها في شمال العراق على قبر الشاعر الكوردي "بيره مرد" ضمن وفد ترأسه الشاعر الجواهري وعضوية كل من شمران الياسري، وخالد الجادر، وإبراهيم الوائلي وجعفر علي ، فغادر العراق إلى لبنان.
(في عام 1975 تقرر تأسيس اتحاد السينمائيين التسجيليين العرب، وتم عقد المؤتمر التأسيسي في العراق، سافر وفد من السلطة برئاسة وزير الثقافة شفيق الكمالي وعضوية سعد قاسم حمودي عضو الإعلام القومي والتحق بهم مناف الياسين رئيس المركز الثقافي العراقي في بيروت، يرجون قاسم حول بالعودة للعراق لحضور المؤتمر التأسيسي الذي أصر مؤسسوه على حضوره لأنه أحد مؤسسيه في المانيا. وبضمانات فلسطينية للعودة إلى لبنان والى قسم السينما الذي ترأسه بعد المؤتمر، وافق على حضور المؤتمر وأنتخب عضوا في الأمانة العامة واللجنة التنفيذية لاتحاد السينمائيين التسجيليين العرب)(1).
في تلك الفترة عرض على قاسم حول إخراج فيلم سينمائي ، فقبل شرط أن تكون منطقة الأهوار موضوع الفيلم، فأخرجه بعد معاناة غير عادية، وحاز فيلم الأهوار على ست جوائز في مهرجان الفيلم العراقي والذي كان الكاتب "جبرا إبراهيم جبرا" رئيساً للجنة التحكيم، وهن جائزة أفضل مخرج عراقي، وجائزة أفضل مونتاج، وأفضل تصوير، وأفضل موسيقى وأفضل صوت، ثم أخرج حول الفيلم الروائي "بيوت ذلك الزقاق" الذي كتب قصته السينمائية عن فكرة وتحليل الصحفي جاسم المطير. وطلبت السلطة السياسية والثقافية حينها من حول أجراء بعض التعديلات ذات البعد السياسي بالفيلم، فرفض كعادته، وكاد يخسر حياته وتمكن من العودة إلى بيروت بمساعدة القائد الفلسطيني جورج حبش. وفي بيروت أنتخب رئيسا لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في لبنان وعضو الأمانة العام لعموم المثقفين العراقيين خارج العراق.
عام  1982  غادر إلى دمشق، وفي عام 1983 اختير عضواً في لجنة تحكيم مهرجان موسكو السينمائي ، وأصبح حول  رحالة ومسافراً دون جواز سفر، وحين حصل على جواز سفر من اليمن أصدر كتابا يحمل عنوان (مذكرات جواز سفر) يتحدث فيه عن معاناة جواز سفره بسبب جنسيته العراقية. بعد ذلك غادر من دمشق إلى اليونان وعاش هناك قرابة عشر سنوات أخرج خلالها عددا من الأفلام وغادر اليونان إلى هولندا ليستقر هناك .. وهو يحمل الآن الجنسية الهولندية .. 
يعتقد حول بأن بوابة المسرح هي بوابة مهمة لعالم السينما، وهي أفضل مدرسة تقود إلى سينما مُحكمة البناء. .. لذلك كان يؤلف، ويمثل، ويخرج للمسرح، ومن مسرحياته التي كتبها أو أخرجها لكتاب آخرين المسرحيات ("لحظات حاسمة – من تأليفه" و"الخبز المسموم – من تأليف جيان" و"فلوس الدوا – تأليف يوسف العاني" و"المنتفخون في البيت – تأليف توفيق البصري" و"تباريح بائس – لبروميثيوس" و"درويش أفندي – من إعداده عن قصة قصيرة مصرية") كما لعب أدوراً كثيرة في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما .. من المسرحيات التي مثل فيها (لحظات حاسمة)، تأليفه، وإخراجه و(ثورة العشرين)، لخليل الهنداوي وإخراج توفيق البصري، و(لو بالسراجين لو بالظلمة)، تأليف يوسف العاني وإخراج توفيق البصري و(ضرر التبغ) لتشيخوف وإخراج فاروق فياض، و(المسألة طبيعية جداً) تأليف قاسم حول، وإخراج جعفر علي، و(حامد) تأليف قاسم حول وإخراج عبد الله جواد، و(مسمار جحا) تأليف علي أحمد با كتير، وإخراج بهنام ميخائيل، و(الشريط الأخير) تأليف صموئيل بيكيت، وإخراج أحمد المفرجي، والراحل العزيز  إعداد فرانك سطيفان وإخراج خليل شوقي، و(الكونت والكلب)، تأليف تشيخوف وإخراج شاكر الفارسي، و(صمت البحر)، تأليف فيركور، وإخراج بسام الوردي، ثم مثل في فيلم (الحارس) الذي كان من تأليفه وإخراج خليل شوقي، وفيلم (المغني) من تأليفه وإخراجه ولعب دورا قصيرا في الفيلم هو دور (الأخرس) ، ثم الفيلم الروائي (بغداد خارج بغداد) من تأليفه وإخراجه، ولعب أحد أدواره الرئيسية.
كتب حول النقد السينمائي  في الصحافة العراقية، وتسلم مسؤوليات تحرير الصفحات الثقافية مثل صحيفة المواطن، والمستقبل، وعالم اليوم، والسينما اليوم. كما عمل في الصحافة اللبنانية في مجلة الهدف، ومجلة البلاغ، وجريدة الأنوار، ومجلة الأخبار، ومجلة الطريق، ومجلة شؤون فلسطينية.
حاز الفنان والأديب قاسم حول على العديد من الجوائز العالمية على أفلامه من بينها جائزتين ذهبية وجائزتين فضية وأحد عشر جائزة لعدد من أفلامه وله مؤلفات عديدة في السينما والرواية والقصة .. وأصدر مسرحية (الكراج الخامس)عام 1959 ومسرحية (عودة السنونو) عام 1960 ومسرحية (غرفة المكياج) ومسرحية (المدينة المفقودة) نشرتها الآداب اللبنانية، وعن السينما أصدر ثلاثة أفلام عن القضية الفلسطينية 1971 وكتاب (السينما الفلسطينية)1974 و(زائرو الليلة الأخيرة) قصص قصيرة ثم (العباءة السوداء)  قصص قصيرة و(مذكرات جواز سفر)، وأصدر روايات (العزير، وعلى أبواب بغداد، وسوق مريدي، وما بين النهرين)، كما دون مذكراته الشخصية في مجلد يقع في ستمائة وخمسين صفحة.
يقول قاسم حول "أنا أساسي مسرحي ولكن حلمي كان سينمائيا" لذلك أنصب جهده على الحلم ، فأخرج الكثير من الأفلام التسجيلية والتي حصدت العديد من الجوائز .. من هذه الأفلام ( اليد، فيلم قصير 1970، والنهر البارد، 1971، الكلمة البندقية، 1971، لماذا نحمل الورد لماذا نحمل السلاح، 1973 والذي حاز على جائزة أتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي في مهرجان لايبزغ، وجائزة منظمة التضامن الأسيوي الأفريقي  في مهرجان  طشقند السينمائي في الإتحاد السوفياتي، عام 1974 وفيلم بيوتنا الصغيرة الحائز على الحمامة الفضية عام 1974 والجائزة الفضية في مهرجان أفلام وبرامج فلسطين عام 1975 وفيلم العود موسيقي 1975 والأهوار 1976 وبيوت في ذلك الزقاق روائي 1977 وفيلم لبنان تل الزعتر 1978 وحصد جائزة اتحاد كتاب أوزبكستان في مهرجان طشقند السينمائي بالاتحاد السوفياتي عام 1979  وفيلم حياة جديدة وثائقي عن اليمن  1978 وبعد هذه الأفلام الوثائقية أخرج فيلم عائد إلى حيفا روائي عام 1981 ثم فيلم المجزرة – صبرا  وشاتيلا وثائقي الذي حصد جائزة السيف الذهبي  في مهرجان دمشق السينمائي 1984 كما حصد جائزة أتحاد الصحفيين العالميين في مهرجان لايبزغ للأفلام الوثائقية المانيا الديمقراطية 1984 بعدها أخرج فيلم ليلى العامرية، وتوقف الفيلم في مرحلة المونتاج ويعمل الآن على استكماله مع الممثلة دارينا الجندي ليغير من خلال أدائها لعدد من الشخصيات التي تمثلها ليلى في مراحل تاريخية .. فكرة سينمائية قد تكون مثيرة لأن الفيلم ذو طبيعة تجريبية. في هولندا أخرج للقناة الإسلامية الهولندية فيلم السلام عليكم 1995 ثم أخرج لإمارة الشارقة فيلم سمفونية اللون وهو فيلم ثقافي فني عن فن التشكيل العربي وعلاقته بالواقع.
بعد هذه التجارب وبعد أن حاز سيناريو فيلم المغني على الأولوية مع فيلم بريطاني من بين 140 فيلما لمؤسسة( الآر تي) الفرنسية تقرر دعم إنتاج الفيلم الذي صوره في مدينته البصرة عام 2009 ،وهي عودته الأولى للعراق بعد أكثر من ثلاثين عاما، وحاز الفيلم على الجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام العربية مدينة نابل التونسية، وجائزة أفضل ممثل دور الجنرال سيف الذي لعبه الفنان مجيد عبد الواحد النجار في مهرجان سينما المؤلف. ثم أخرج فيلمه الروائي وهو آخر أفلامه لحد هذه الكتابة هو فيلم بغداد خارج بغداد .. يقول (حول كتبت سيناريو الفيلم، بعد أن عدت لبغداد ولم أجدها..)()
لقاسم حول تصور نظري جمالي للسينما بعد المرحلة الكلاسيكية للسينما العالمية وقد القى محاضرة بهذا الصدد في تونس في مهرجان (قليبيا) السينمائي وتم تسجيلها والاحتفاظ بها لأنها قد تشكل لغة جديدة في السينما، ماذا ينتظر قاسم حول؟ ما هو الفيلم القادم ؟ 
هناك فيلم (الإمام الحسين) عليه السلام، الذي استغرق في كتابته سبع سنوات .. ويقول أن الحسين هو غير ما نتلقاه من المنابر الدينية .. هو شأن آخر .. عظيم ومدهش .. ولذلك أجد صعوبة في تنفيذه وسط الأفكار الملتبسة في قراءة التاريخ().
لا يعرف  المخرج السينمائي قاسم حول وأسلوبه السينمائي في الإخراج سوى من عمل معه ، وهو يعرف كيف ينتقي ممثليه بدقة بالغة ، ويقول "إنني ديمقراطي في التحضير وغير ديمقراطي في التنفيذ" .. عرفناه يحسن فن الاستماع ويستفيد من كل ملاحظة .. ويبذل جهداً مع الممثل حتى متى نضج العمل .. حينها يصيح "أكشن" ويسود الصمت المكان، سوى أداء الممثلين وانسياب حركة الكاميرا.

 1) مقابلة اجراها الباحث مع المخرج السينمائي قاسم حول، عبر النت .
 2 ) نفس المصدر 
3) نفس المصدر 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption