الفنان اياد الطائي بين تقنيات المسرح والسينما / الفنان رافد عبد الحسن الشمري
مجلة الفنون المسرحيةالانفعال الداخلي ، ومشاعر الحزن ،والفرح ،نفسها بين المسرح ،والسينما ،ولكن بتقنيات قد تختلف بعض الشيء ، ذلك الانفعال شكل صورة أدائية جمالية ،وولد دلالات رمزية مشفرة ،فبالحركات الإيمائية الصامتة ،والآهات المسموعة ، أعطى الممثل اياد الطائي حضوراً فاعلاً ،فأنتج بحركات بجسده جمٌلاً ،ونصوص حركية تفرض آلية للتواصل وتقود إلى فضاء الدلالة ،وجدلية المُرسل والمرسل الية ؛ كون تلك الحركات هي التعبير الخارجي عن الفعل الداخلي ،مما وضع الممثل أمام مسئولية كبيرة لتطوير تقنياته الجسدية ، الفنان هنا أبرز جميع وسائلة التعبيرية ،وصور السمات الداخلية للشخصية ،فهو هنا قد حقق الأسلبة باستخراجه الخلاصة الداخلية للمشهد ،ووظف كافة المفاهيم الجمالية، والفلسفية داخل منظومة العرض (المسرحي والسينمائي)، فمن خلال المخزون الداخلي ،والخبرات المتراكمة ،تمكن من خلق صورة مرئية مفاهيمية
هنا أظهر الاداء النصي للجسد خطاباً مرئياً دالاً استهدف بلوغ مستويات تعبيرية تشمل مراحل العرض كافة ، الممثل اعتمد على تنظيم جسده في رؤية شمولية شكلت صورة مشهديه بمضمونها الدال ،فأقتنى الجسد نصاً أدائياً يعبر عن مضامين عده ،دون اللجوء بكثافة إلى فاعلية القوانين الفيزيائية في الجانب الحركي ، فنجد الاداء اقتصر على مديات التداخل بين جسد الممثل وسينوغرافيا العرض ،حيث بدأت جماليات الاداء للجسد المرتبطة في معطيات مرئية ، فكونت نسيجاً مركباً يتسم بجمال الشكل وثراء المضمون ، بنفس تلك التقنيات (الصوت ،والجسد والذاكرة الانفعالية، والايقاع ..داخل منظومة العرض المسرحي ، جسدها الفنان في منظومة العرض السينمائي ، أصبح الممثل مركزاً حركياً يدفع بالمدلولات المرئية في العرض السينمائي ، فجاءت تحركاته لتقدم خطاباً بصرياً معُبر ينمو بنص الجسد ، وما يرافقه من اسقاطات ذهنية ونفسية فساهم التعبير الجسدي للممثل في بناء صورة منطقية ،منطلقتاً من الاحداث الداخلية التي عاشها الفنان ،فنجد الصمت وصمود الحركات الجسدية ،وثباتها في هذا المشهد ،تلك الحركات التعبيرية أغلبت جانب الخطاب البصري على حساب الجانب الادبي ، بفعل التقنيات والخبرات التي تمتع بها الفنان ،حيث نلاحظ المشهد اتجه إلى تشتيت بؤرة المشاهد ،وتلك من اهم المعالجات ،الفنية الجمالية ،عمده الممثل على تغيرها باستمرار لقصدية معينه حيث لا توجد هناك بؤرة واحده يمكن للعين أن تركز عليها ،خلق تناغم جسدي إيمائي ، تلك الصورة المشهدية تحيلنا الى (مارسيل مارسو) وتقنياته الصامتة ،و ماييرهولد ونظامه البايوميكانيكي ،وبرخت ومسرحة الملحمي تلك المدارس جًمعت بصورة مشهدية واحدة
أرادة منها الفنان للوصول إلى الدقة النموذجية في الاداء ،وتنظيم الحركة بشكل يخدم المعنى ، فمعناه يكمن في التطور الهارموني للمنظومة العضلية وبنائها وطبيعة التحكم بها
تلك الحركات البلاستيكية قد ارغمت المتفرج على فهم الحوار الداخلي بالصورة التي قدمها ،عبر ادوات الجسد بالأداء الإيمائي، والصمت الذي يعطي إمكانية الاداء ،عندها نرى جميع المعاني اكتملت بالحركة دون النزول الى ترجمة حرفية للكلمات ،نرى تلك الجمالية ادخلت الفنان بعلاقة مع فن البوتو، وتحويله من موضوع جسدي إلى موضوع لغوي بصري تخلى به عن قداسة المؤلف ،والنص يولد من جديد ليصبح قابلاً للنطق ،أرادة الممثل أن يكشف نفسه من خلال تعزيز الثقة بنفسه بأنه هو الذي يصنع الشخصية التي يمثلها وليس المخرج ، كذلك اراده ان يوحد ذات الممثل العارية مع عناصر العمل ليصبح الجميع ذاتاً واحدة وهذا لا يأتي من الفراغ بل تجسدت عبر تفاعله وتنظيم حدود قدراته التعبيرية (الصوتية والجسدية).
0 التعليقات:
إرسال تعليق