هذا هو الكاتب العربي سعد هدابي ببساطة / عدي المختار
مجلة الفنون المسرحيةهذا هو الكاتب العربي سعد هدابي ببساطة
تعرفت عليه لأول مرة في مهرجان معاهد الفنون الجميلة الذي اقيم في محافظة الديوانية حينما حضرت عرض مسرحيتي ( لا رجولة في زمن العنف ) التي قدمتها محافظة كركوك وكان هو رئيس اللجنة التحكيمية للمهرجان وقتها , جلست حينها في نهاية القاعة وما ان ابلغه صناع العرض ان المؤلف هنا نهض من مكانه وقدم عليه بابتسامته المعهودة وعانقني وطلب مني الجلوس الى جانبه رافضا جلوسي في الخلف وبكبر اخلاقه قدمني للجمهور محتفيا بي بشكل جميل , تبادلنا حينها اطراف الحديث واستغربت وقتها انه مطلع على كل نصوصي المسرحية المنشورة ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقتي به استاذا ومعلما وكاتبا كبيرا وانسان فريد بخلقه وروحه ومحبته للناس , وحينما طلبت منه ان يترأس لجنة تحكيم النصوص المسرحية في مهرجان عاشوراء لغة السلام الانساني اونلاين عام 2020 قبل دون مقدمات او تعقيدات فكان الحاضر البهي بكل شيء جميل خلال النقاشات والمحكم المحترف في تسمية الفائزين .
وللأسف كان اخر لقاء بيننا في انتخابات تجمع مدراء المهرجانات الفنية الذي اقيم في النجف الاشرف حينها قال كلمة كبيرة بحقي امام الجميع للان صداها يعانق روحي ( عدي انت انسان فريد واشك انك عراقي وألا كيف لك ان تكون صاحب مشروع هذا التجمع ولا ترشح لرئاسته ) تبادلنا هموم الكتابة وقتها والتقطنا بضع صور ولم يدر في خلدي انه اللقاء الاخير .
سعد هدابي قامة ابداعية عراقية فريدة من نوعها فهو خارج نطاق الانا والنفاق والتبجح وبعيدا تماما عن المجاملات وكلمات الاطراء ,كان محبا للأخرين بشكل مفرط ومشجعا لكل ابداع مهما كان شكله ونوعه بشكل لا يليق الا به , سعد هدابي خسارة كارثية للمسرح والانسانية ككل , فكتاباته ستبقى على مر الازمان علامة مهمة في المخطوطات المسرحية العربية .
ان خسارته في روحي اكبر من اي خسارات في عمري كله , رحمك الله ايها الانسان الذي ولدت لتكون مبدعاً ثراً ومعطاء , ورحلت وانت تترك في قلوب من عرفك ومن لم يعرفك غصة كبيرة ولوعة لا نعرف متى تنتهي .
فنم قرير العين ايها الهدابي الكبير فأنك قدوة لكل انسان ولد ليعمر الحياة والقلوب بالإبداع والكلمة الطيبة ..ولا عزاء لنا غير الدموع برحيلك الموجع وماتركت خلفك من ثروة ابداعية لا تحدها حدود ستشكرك عليها الاجيال جيلا بعد جيل .
0 التعليقات:
إرسال تعليق