تمظهرات الواقع الاجتماعي في اعمال الفنان موسى جاسب
مجلة الفنون المسرحيةالباحث : مجيد عبد الواحد النجار
عندما تكون ملتصقا بالمجتمع ومنتمي اليه ستكون مشغولا حتما بكل مآسييه وافراحه ، وستنشغل حتما بكيفية التعبير عن هذه المآسي والافراح، وكيف طرحها اما الرأي العام من اجل وجود حلول جذرية لها، كيف لا والفنان موسى جاسب هو ابن (نهير الليل) هذه المحلة الحميمية باهلها، الذين عاشوا في بيت واحد وليس محلة واحده كانوا متراصين محبين لبعضهم، وتوسعت هموم الفنان وانشغل فكره بهموم الطبقة البسيطة من المجتمع كونه ابنهم الذي ولد في تلك المحلة الغافية على شط العرب، لذلك سجن وعاش الحرمان بسبب تطلعاته الكبيرة من اجل طرق قضايا الشعب الذي يعاني من الاوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية ، لذلك كانت الكتابة طريقة في طرح هذه المعاناة، فكتب العديد من الاعمال المسرحية ، واول ما عالج من قضايا المجتمع ، قضية الحب التي كان ينكرها المجتمع ويعتبرها جريمة لان المرأة لا يحق لها الخروج من البيت وتكوين علاقات انسانية ، فكانت مسرحية(الخلود في الجنة) تناول فيها قصة حب بين شاب وفتات يواجهان شتى انواع العنف الاسري في محاولة لوأد هذا الحب الصادق بينهما، كما تناول في بعض اعماله الحكايات الشعبية والتي طرحها من خلال مسرحية(كان ياما كان) ومسرحية(على بخت السلطان)، كما وطرح القضية الفلسطينية في عدة اعمال منها مسرحية(القضية 77) والتي اعدها عن رواية القاص اسماعيل فهد اسماعيل (الحادثة 1967) وقد اخرجها للمسرح الفنان عزيز الكعبي.
كما كتب الفنان موسى جاسب للمسرح الشعبي الكثير من الاعمال المسرحية منها المسرحية الغنائية(عشك الكاع) والذي وضع الاشعار لها الشاعر مهدي عبود السوداني، ومسرحية (حلم يقظان) التي اقتبس احداثها من المسلسل الاجتماعي (احلام يقظان)، كما لم ينسى هذا الفنان الغزير العطاء الطفل فكتب له العديد من الاعمال المسرحية ، ومن ضمنها اعادة كتابة مسرحية( ليلى والذئب) والتي قال عنها لقد : تناولت في هذه المسرحية الحكاية المعروفة بأسلوب ونمط جديدين .
لم يترك الفنان موسى جاسب موضوعا ولا فئة من المجتمع الا وتحدث عنها وعالج قضاياها
كان هوسه في المسرح كبير، لذلك كانت له غزارة في كتابة الاعمال المسرحية ، والتي عرضت اغلب هذه الاعمال من قبل الفرق والمنظمات وحتى الدوائر الرسمية ، وهي على التوالي:
(الخلود في الجنة 1966 ، طبيب مجانا 1966 ، كذبة نيسان1971، مقاديس لابد ان تعود1972، حقيقة الوليد 1972، نعجة شلتاغ 1973، عاقل في مستشفى المجانين 1973، طبيب مجانا1974، المدير الجديد1975 ، وفاء 1977 ، ضحية جهل 1977 ، الزيتون1978، كان ياما كان ، اعداد: (القضية 77)1979، على بخت السلطان في السبعينات، ضحية جهل1980، حلم يقضان ما لم يكن بالحسبان في الثمانينيات، الاسوار في الثمانينيات، تمثيلية: الوصية 1981 ، عشك الكاع/مسرح غنائي1982، مواقف1982 ، ليلى والذئب/برؤيا جديده2010، انغام على اوتار ساخنه2011، حكاية الحطاب غندور والاسد المغرور 2012 ، الفيل والفأرة 2012 ، ام نعناعة والمجنون 2018 ، مجنون رغما عنه2018 ، ياسمين2021 ).
كما صدر للفنان موسى جاسب اصدارات عدة في مجال كتابة النص المسرحي وبعض هذه الاصدارات كانت شراكة مع رفاق الدرب في الفن والحياة:
ثلاث مسرحيات للأطفال عام 2008
ثلاث مسرحيات للأحداث عام 2008
ثلاث مسرحيات عام 2010
مجموعة مسرحيات تحت عنوان(مجنون رغما عنه) عام 2010
مسرحيات ذات الفصل الواحد عام 2021
مسرحيتان (القضية 77) ومسرحية(الجرح) عام 2014
مسرحيات هو والاخر عام 2015
مسرحيات الشيخ والامنيات الثلاث عام 2015
مسرحيات شركاء ولكن، ذات الفصل الواحد للأطفال عام 2015
مسرحيات ست سنوات، ذات الفصل الواحد للأطفال عام 2015
مسرحيات حكمة البهلول، ذات الفصل الواحد عام 2015
مسرحية (حلم يقضان) ومسرحية(ما لم يكن في الحسبان) عام 2016
ثلاث مسرحيات لثلاث كتاب مع( حميد خليفة وعبد الامير السماوي)عام 2008
ست مسرحيات للأطفال لثلاث كتاب مع(حميد خليفة وعبد الامير السماوي)عام 2009
مسرحيات الفصل الواحد لثلاث كتاب مع(حميد خليفة وعبد الامير السماوي)2010
لم تشغله الكتابة عن ممارس العمل الإخراجي ، من اجل اعادة قراءة كتاباته قراءة اخرى، ويمحنها ابعادا لم يتمكن من وضعها على الورق ، فكانت الخشبة تمنحه رؤى جديدة، وافكارا لم تقترب منه اثناء الكتابة، استهواه العمل في الاخراج ، فراح يبحث عن كتابات اخرة ، يبحث عن اعمال مسرحية لكتاب اخرين ، ليفككها ويعيد كتابتها، ولكن على خشبة المسرح وليس على الورق وكانت الحصيلة ان قدم اعمالا كبيرة وافكارا ورؤى جديدة ايضا، فقد اخرج الاعمال التالية:
(( من تأليفه اخرج مسرحية (كذبة نيسان) عام 1971، ومسرحية (عاقل في مستشفى المجانين) عام 1972 ، ومسرحية (المدير الجديد) عام1973، ومسرحية (طبيب مجانا) عام 1974 ، ومسرحية (نعجة شلتاغ) عام 1975، ومسرحية (مواقف) عام 1982، ومن تأليف عدنان البيضاني اخرج مسرحية (محبس شذر) عام 1971، ومسرحية (الشوك) تأليف حسين حبيب عام 1971 ، ومسرحية (مضيف وحرامية) تأليف حسين حبيب عام1972، ومسرحية (القضية 77 ) وهي من اعداده عام 1979)).
لم يكتفي الفنان موسى جاسب بما الف واخرج ، فالخشبة تغرية بكل مفاصلها ، كانت الاضاءة المسرحية تناديه من اجل الوقوف تحتها لتضيء له الطريق في احداث مسرحية جديدة ، لذا لب النداء ولعب ادوارا مهمة في اكثر من (20) عرضا مسرحيا، وكان البعض من هذه الاعمال من تأليفه ، فكان يروي ما كتب على لسان شخصياته ، ويعبر عنها بالفعل على خشبة المسرح ، بعد ما وضع لها الخطوط العريضة على الورق، لقد كان وفيا معها ملتصقا بها لم يفارقها، فقد صاحبها من مكتبه الى خشبة المسرح، ومن هذه الاعمال:(( مسرحية (ثم غاب القمر) عام 1967، ومسرحية (روي السالف الذكر) عام 1968، ومسرحية (تراب) عام 1970، ومسرحية (السؤال) عام 1977، ومسرحية (حين يغضب النيل) عام 1979، ومسرحية (طبيب مجانا) عام 1980، ومسرحية (سقوط وصعود) عام 1982، ومسرحية (السور) عام 1983، ومسرحية (المجنون) عام 1990، ومسرحية (ام نعناعة والمجنون) عام 1918 ..... ومسرحيات اخرى)).
لقد كان الفنان موسى جاسب مخلصاً لفنه ولخشبة المسرح بالتحديد، فقد اعطاها كل ما يملك من وعياً وثقافةً ، لقد منحها اجملُ أيامهِ وسنين شبابه، ولم ينقطع عنها حتى في قساوة الزمن ، فقد كتب، واخرج، ومثل، ولم يكتفي بكل هذا فقد راح يعمل مع المخرجين من زملائه في الادارة المسرحية او مساعدا لهم في الاخراج ، وبهذا سجل هذا الفنان حبه وإخلاصه في كل مفصل من مفاصل خشبة المسرح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق