العرض الاحتجاجي (بلاك بوكس) يمثل العراق في مهرجان الإسكندرية الدولي مسرح بلا انتاج الـ12 والذي تنطلق فعالياته في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) المقبل
مجلة الفنون المسرحية
العرض الاحتجاجي (بلاك بوكس) يمثل العراق في مهرجان الإسكندرية الدولي مسرح بلا انتاج الـ12 والذي تنطلق فعالياته في الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) المقبل
كتب – عبد العليم البناء
أختير العرض المسرحي الاحتجاجي (بلاك بوكس) ليمثل العراق المسرح العراقي في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي مسرح بلا إنتاج الثاني عشر، والذي سيقام من 23 ولغاية 29 أيلول (سبتمبر) 29 من عام 2022، والمسرحية هي الجزء الثالث من مشروع المسرح الاحتجاجي للمؤلف المخرج ماجد درندش، الذي يعد مؤسس المسرح الاحتجاجي في العراق، حسب ما صرح به بعض النقاد والمحللين العراقيين، وبهذا سينتقل احتجاج درندش عربياً ليعلن عن بيانه أيضا هناك ومن خلال المهرجان.
المسرحية التي هي من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والآثار، من تأليف واخراج الفنان ماجد درندش، ومن بطولة الفنانين: خضير أبو العباس، وطه المشهداني، وحيدر عبد ثامر، وبسمة ياسين، وحسين مدوحي، وعلي عادل، وسبق أن عرضت في مسرح الرافدين في بغداد.
وحسب مؤلفها ومخرجها الفنان ماجد درندش، "تحتج بشكل عام على المشوه نصرة للجمال، وهي تدين جرائم المقابر الجماعية وبالذات تحاكي الأطفال الذين دفنوا مع أسرهم أحياءً أصغرهم رضيع وأكبرهم عمره سبع سنوات. المجازر والمقابر الجماعية التي تعرض لها ابناء الشعب العراقي بجميع أطيافه وقومياته وفي كل زمان وكان، وتتحدث عن حقب كثيرة، ظلم فيها الانسان من زمن الجاهلية الى يومنا هذا، ومن أهم المجازر التي تتناولها المسرحية مجزرة سبايكر وعمليات الانفال وغيرها التي مرت خلال مراحل الحروب".
وتعد مسرحية (بلاكس بوكس – الصندوق الأسود) الجزء الثالث من سلسلة المسرح الإحتجاجي الذي يدعو إليه الفنان ماجد درندش منذ الإنزياح الاجتماعي الذي حدث من الواقع الى اللاواقع، عقب سقوط الموصل في العام 2014، ويرى - في حديث سابق له لوكالة الأنباء العراقية - أن الإنزياح المسرحي تحقق بخروجه" بسلسلة العروض الثلاثة من ثنائيات (أرسطو، الخير والشر، الاسود والأبيض، الجميل والقبيح، الحرب والسلام، القسوة والرقة إلى آخر الثنائيات المعروفة في الحياة)، الى أحادية النص الذي يعتمد العنصر الواحد وإنزياحاته، كأن يحقق الخير إنتصاراً مطلقاً من دون صراع ضد الشر.. لا حضور للسلب كل صفات العرض الإيجاب وإنزياحاته".ويضيف: انه " إحتجاج على المشوه بهدف الحفاظ على ما تبقى من جمال في الحياة" لافتاً الى ان "المشوه بات مشكلة حتمية في الفكر والسلوك على مستوى القوميات والإحتقان الطائفي، وفي هذه المرحلة التاريخية الفن يثور على القتل والتشريد".متابعاً: أنه "منذ ظهور الدراما موثقة بكتاب (فن الشعر) لأرسطو، والدراما تقوم على الثنائيات، أحاول من خلال المسرح الإحتجاجي، الخروج من شرط الثنائية، لإنضاج تتابع موضوعي وتصاعد درامي بعنصر واحد يبهج المتلقي وهو يثبت موقفاً معترضاً على الأحداث".موضحاً أن "سلسلة مسرح الاحتجاج تشكل محاولة لإيجاد شكل وتكنيك للنص ليعد جديداً، بحيث لا نسمح لتواجد الشر على خشبة المسرح كي لا يشوه الجمال في فضاء العرض"، مبيناً أن " العروض التي أقدمها ضمن سلسلة مسرح الاحتجاج، تمتاز بإمكانية تقديم وتأخير وإلغاء وإضافة مشهد وحذف وإستحداث شخصية، من عرض الى آخر، دون أن يفقد النص تأثيره او يتلكأ العرض".
الفنان والكاتب ماجد درندش سبق له أن أنجز في إطار المسرح الاحتجاجي، إضافة الى مسرحية (بلاكس بوكس) المشار اليها، مسرحية (نون) التي كتب نصها درندش نفسه، وأخرجها الفنان كاظم نصار، وأنتجتها وزارة النفط العراقية، تعد رسالة احتجاج صريحة للأوضاع التي حصلت في بلاد النهرين من فتنة طائفية استهدفت جميع الطوائف، وتسليط الضوء على أوضاع النازحين والمهجرين الذين تركوا بيوتهم بسبب العمليات العسكرية، وانتقدت استهداف حضارة وادي الرافدين وتدميرها، وكان العمل الثاني مسرحية (8 شهود من بلادي) وهي من تأليفه وإخراجه تتحدث عن قصص وحكايات لثمانية ابطال ضحوا بحياتهم من اجل الوطن، فأصبحوا أيقونات ورموزاً في الشارع العراقي كله.
الجدير بالذكر أن مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي مسرح بلا إنتاج ، يتولى رئاسته الشرفية مؤسسه الدكتور جمال ياقوت، ويتولى رئاسته الفعلية الفنان إبراهيم الفرن، ويديره الفنانان أحمد سمير وإسلام وسوف، ومديره التنفيذي الفنان أحمد أبو الدوح، وأقيمت الدورة الحادية عشرة من المهرجان في الفترة من 22 إلى 26 آب أغسطس من العام الماضي (2021)، وحملت اسم الفنان الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر، بقصر ثقافة الأنفوشي، ولاقت نجاحاً كبيراً فنياً وإبداعياً وإعلامياً وجماهيرياً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق