مسرحية للأطفال " الأسد والثور " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحية الأسد العجوز يقف
متثائباً أمام العرين
الأسد : " يصيح " أيها الثعلب .
الثعلب : " يدخل " مولاي .
الأسد : مرهم أن يأتوني بالإفطار .
الثعلب : عفواً مولاي ، لا يوجد إفطار اليوم .الأسد : لا يوجد إفطار ! إنني جائع .
الثعلب : آسف ، يا مولاي .
الأسد :ليأتوني بالغداء إذن .
الثعلب : عفواً مولاي .
الأسد : لا تقل أنه لا يوجد غداء .
الثعلب : ولا عشاء أيضاً .
الأسد : يبدو أنك جننت .
الثعلب : ما قلته ، يا مولاي ، هو الحقيقة .
الأسد : " يصيح " أيها النمر .
الثعلب : مولاي .
الأسد : أيها النمر .
الثعلب : لن يردّ .
الأسد : الموت له إذا كان نائماً بالباب .
الثعلب : إنه ليس بالباب ، يا مولاي ، فقد التحق
ليلاً بالمتمردين .
الأسد : التحق ب .. ! الويل له ، سأنتقم منه ،
فلينتظر .
الثعلب : لا عليك ، يا مولاي ، انتقم منه
المتمردون ، لقد حسبوه عميلاً لك ،
فقتلوه .
الأسد : سأنتقم له إذن ، نادِ قائد جندي .
الثعلب : لقد هرب هو وجندك ، يا مولاي .
الأسد : الخائن .
الثعلب : ولعله التحق هو الآخر بالمتمردين .
الأسد : سألجأ إلى رعيتي ، فهي السند الحقيقي
لي .
الثعلب : مولاي .
الأسد : سأجندها ، وأقودها ..
الثعلب : لم يبقَ أحد من الرعية ، يا مولاي .
الأسد : لا يمكن .
الثعلب : لقد أكلت نصفهم ، ولاذ النصف الآخر
بالفرار .
الأسد : أنت تكذب .
الثعلب : هذه هي الحقيقة ، يا مولاي .
الأسد : " يتجه إلى الخارج " سأقتلك إن كنت
تكذب عليّ .
الثعلب : مولاي .
الأسد : ابتعد وإلا مزقتك .
الثعلب : " يبتعد خائفاً " ....
الأسد : " يخرج مدمدماً " ....
الثعلب : " يبتعد خائفاً " ....
الأسد يزأر مراراً ،
ثم يعود محبطاً
الثعلب : إنني آسف ، يا مولاي .
الأسد : هذه كارثة ، كان عليك أن تنذرني .
الثعلب : لم أجرؤ ، يا مولاي .
الأسد : جبان .
الثعلب : لقد اتعظت بالحمار .
الأسد : كان حماراً .
الثعلب : لكنه قال الحقيقة .
الأسد : إنني لا أحتمل حقيقة يقولها حمار .
الثعلب : والبقرة ؟
الأسد : كان فخذاها ممتلئين ، ومن الحماقة أن
أترك فخذيها ، وأصغي إلى كلامها .
الثعلب : الحق معي إذن ، يا مولاي .
الأسد : أحمق ، أتعتقد أنني يمكن أن آكلك ؟ ثم
ماذا بك يؤكل ؟ " يصمت لحظة "
نحن في ورطة .
الثعلب : ورطة كبيرة .
الأسد : سنتضور من الجوع .
الثعلب : ولن يرحمنا أحد .
الأسد : ولكن لابد من حل .
الثعلب : فكر ، يا مولاي ، لعلك تجد الحل .
الأسد : هذه مهمتك . الثعلب : لقد فكرت
طويلاً ، لكن ..
الأسد : الخطأ خطئي ، كان عليّ أن لا أعتمد
عليك ، دعني أفكر .
الثعلب : هيا ، يا مولاي ، فكر .
الأسد : " يتمشى مفكراً " لحظة أيها الثعلب ،
لحظة .. " يتوقف " وجدتها .
الثعلب : حسن ، يا مولاي .
الأسد : نلجأ إلى جارنا الأسد ..
الثعلب : لن يقدم لنا شيئاً .
الأسد : لكنه جارنا .
الثعلب : لا تنس ، يا مولاي ، أنك اغتلت جده .
الأسد : ليس هذا بل ..
الثعلب : ها ، الأسد ال .. ، لقد تركت أباه يموت
جوعا ، حين حلت بهم المجاعة .
الأسد : لا أعني هذا ، أيها الغبي ، وإنما ..
الثعلب : آه .. تعني .. ؟ لا تتعب نفسك ، يا
مولاي ، فأنت لم تطعم أخاه ، حين
ثارت عليه رعيته ، ومات جائعاً في
المنفى .
الأسد : ما العمل إذن ؟
الثعلب : الأمر لك ، يا مولاي .
الأسد : لقد أقفلت جميع الأبواب في وجهي .
الثعلب : حاشاي ، يا مولاي .
الأسد : افعل شيئاً .
الثعلب : مرني ، يا مولاي .
الأسد : سأموت من الجوع ، سأمو .. " يحط
نسر فوق الشجرة " كلا ، لا أريد أن
أموت " للثعلب " اقترب .
الثعلب : أرجوك ، يا مولاي .
الأسد : قلت لك ، اقترب .
الثعلب : إنني ثعلب هزيل .
الأسد : إنّ قواي تخور ، اقترب .
الثعلب : مولاي .
الأسد : تعال أيها ال ..
الثعلب : " يتراجع قليلاً " ....
يحط نسران آخران
بجانب النسر الأول
الأسد : يا إلهي ، إنّ عددهم يزداد .
الثعلب : لا تقلق ، يا مولاي ، يمكننا أن ..
الأسد : اقترب .
الثعلب : مولاي ، تمهل قليلاً ، إنني أفكر في
مصلحتك .
الأسد : لا أريد أن أموت من الجوع .
الثعلب : الغابة قفر ، فإذا أفطرت بي ، لن تجد ما
تتغدى به .
الأسد : المهم الآن أن أفطر .
الثعلب : إذا أفطرت بي ، فالنسور ستتعشى بك .
الأسد : " يحدق في النسور " كلا .
الثعلب : لنفكر معاً ، يا مولاي .
الأسد : فكر أنت .
الثعلب : لقد فكرت لك كثيراً .
الأسد : هذه مهمتك .
الثعلب : لكنك لم تعمل إلا برأيك .
الأسد : إنني أسد .
الثعلب : مولاي ، من الأفضل أن نفكر معاً .
الأسد : لا أستطيع أن أفكر ، وهذه النسور تحدق فيّ .
الثعلب : يقال أن النسور تتنبأ .
الأسد : " يحق في الثعلب " ....
الثعلب : يبدو أنه تعرف أننا سنموت .
الأسد : كلا ، فلنفكر " يفكر لحظة " ها ما رأيك
ب .. ؟ " يرتفع خوار ثور " أصغ ِ .
الثعلب : ما الأمر ؟
الأسد : ثور .
الثعلب : ماذا !
الأسد : ثور ، ثور يخور .
الثعلب : لا أسمع شيئاً .
الأسد : أنت أصم .
الثعلب : مولاي .
الأسد : ثور .. " يرتفع الخوار ثانية " أصغ ِ ،
أصغ ِ .
الثعلب : أنت تحلم .
الأسد : لقد سمعتُ خواره مرتين .
الثعلب : هذا صوت الريح .
الأسد : الريح !
الثعلب : نعم ، يا مولاي .
الأسد : أتظنني لم أعد أفرق بين خوار الثور ،
وصوت الريح ؟
الثعلب : مولاي ، كلنا نخطىء .
الأسد : إلا أنا ، فأنا أسد ، أيها ..
يدخل الثور بحذر ،
الأسد يصمت مبهوراً
الثعلب : مولاي ..
الأسد : آه ما أروعها من ريح .
الثعلب مولاي !
الأسد : انظر وراءك بأمل .
الثعلب : " يلتفت " يا لله .
الأسد : تل من اللحم .
الثعلب : يكفينا أياماً .
الأسد : اذهب ، واصطده .
الثعلب : أنا !
الأسد : كن شجاعاً .
الثعلب : هذه مهمتك ، يا مولاي ، أنت أسد .
الأسد : نعم ، إنني أسد " يتلجلج " أنظر إلى ..
قرنيه .
الثعلب : دعك من قرنيه ، يا مولاي ، أنظر إلى
لحمه .
الأسد : هذا ما فعله جدي ، فاخترق صدره
قرنان " ينظر إلى النسور " و.. ومات .
الثعلب : جدك كان أسداً عجوزاً .
الأسد : " محرجاً " وأنا ..
الثعلب : أنت ..
الأسد : نعم ، نعم " ينظر إلى الثور " لنأخذه
بالحيلة .
الثعلب : خذه ، يا مولاي .
الأسد : ولكن هذه مهمتك .
الثعلب : ليس في جعبتي حيلة جديدة .
الأسد : " يرمق الثور بنظرة خاطفة " الجأ إلى
إحدى حيلك القديمة .
الثعلب : أخشى أن يعرفها ، و ..
الأسد : لن يعرفها ، إنه ثور .
الثعلب : صه ، يا مولاي .
الأسد : اذهب إليه ، اذهب .
الثعلب : حسن ، يا مولاي ، ها إني ذاهب .
الأسد : هيا ، هيا .
الثعلب يتململ في
مكانه و ينحني للثور
الثعلب : مولاي .
الأسد : " يلكزه " أنا .. مولاي .
الثعلب : ليس هذا وقته " هامساً " رحب به .
الأسد : أنت تنسى أنني أسد .
الثعلب : ستموت من الجوع ، رحب به ، هيا .
الأسد : أهلاً بالثور ، أهلاً ، تفضل .
الثور : إنني مرتاح هنا .
الأسد : آه ، أهلاً ، أهلاً .
الثور : أهلاً بك .
الثعلب : جئت في الوقت المناسب ، يا مولاي .
الأسد : فعلاً ، نحن الآن بأمس الحاجة إليك .
الثعلب : لقد غضب مولاي الأسد .
الأسد : أنا!
الثعلب : على وزيره السابق ، و ..
الأسد : فأكلته .
الثعلب : فطرده .
الثعلب : وهو يبحث عن وزير جديد ، ضخم ،
يملأ ..
الأسد : المهم " يتحسس بطنه " يملأ ..
الثعلب : هذا المنصب .
الأسد : وطبعاً لن أجد أضخم منك .
الثعلب : شكراً للآلهة ، فهي التي أرسلتك لنا ،
في هذه اللحظة التاريخية الحرجة .
الأسد : سأضحي للآلهة بعجل سمي.. ن .
الثعلب : " يلكزه " مولاي .
الأسد : آه " يتمتم متذمراً " ليت الآلهة أرسلته
بلا هذين القرنين المخيفين .
الثور : يبدو أن الجوع قد أصابكما بالبله .
الأسد : بله ً أنا .. بله .
الثعلب : مولاي .
الثور : أنت تعيد أكاذيبك بصورة فجة .
الثعلب : أكاذيب ً
الأسد : سآكله إن كان يكذب .
الثور : لن تخدعني مرتين .
الثعلب : نحن لا نخدعك .
الأسد : إنني أريدك فعلاً .
الثور : " يريه ساقه " أنظر .
الأسد : " باستنكار " أوه ، لابد أنها عضة
حيوان متوحش .
الثور : إنها عضتك .
الأسد : لا يمكن ، إنني لا أعض حكماء غابتي .
الثور : لقد استدرجني الثعلب ، وقال أنك تريد
أن تستوزرني ، لكني ما كدت أدخل
عليك حتى هجمت عليّ .
الأسد : أنا !
الثعلب : لا شك أنك واهم .
الأسد : نعم ، واهم .
الثور : وهذه العضة ؟
الأسد : " يتلجلج " ....
الثعلب : من حق مولاي الأسد ، أن يختبر جلد
وزيره .
الثور : لقد فشلت في الاختبار إذن .
الثعلب : هذا متوقع في الاختبار الأول .
الثور : لن يكون هناك اختبار آخر .
الأسد : اطمئن ، يكفي أنك عدت .
الثعلب : أرأيت ؟ إنّ عودتك أكدت لمولاي
رجاحة عقلك ، و ..
الثور : خدعت بمثل هذا الكلام مرة
الثور : مولاي .
الثور : لعلك تظن أنني بلا عقل ، إذ عدت
بأقدامي إلى عرين أسد جائع .
الأسد : جائع ؟ أنا !
الثعلب : أنت واهم .
الأسد : يقول إنني جائع .
الثعلب : الأسود لا تجوع .
الأسد : نعم ، مادام هناك رعية طيبة مضحية .
الثعلب : " يلكزه " مولاي .
الثور : رعية ؟ أين الرعية ؟
الأسد : يتساءل عن الرعية " للثعلب " أجبه .
الثعلب : إنهم يسترخون بسلام تحت ظلال ..
الثور : لم يبقِ هناك أحد .
الأسد : هذا كذب ، لا تصدق أعدائي ، سأولم
نصف رعيتي اليوم ، لأؤكد لك أنّ
لدي رعية طيبة ، تحبني ، وتضحي
بنفسها من أجلي " النسور تصيح "
النسور .
الثعلب : إنها تشم رائحة الوليمة .
الأسد : الوليمة !
الثعلب : مولاي .
الأسد : " ينقض على الثور " لن أكون أنا
الوليمة .
الثور : " ينطحه ويطرحه أرضاً " خذ .
الثعلب : " يلوذ بالفرار " ....
الأسد : ارفع قرنيك عني .
الثور : سأبقر بطنك .
الأسد : إنني مولاك .
الثور : أنت وحش أرعن .
الأسد : اتركني ، سأجعلك وزيراً لي .
الثور : لقد نكبت الجميع ، وأكلت خيرة ..
الأسد : لم آكلا سوى المخربين .
الثور : سأقتلك ، وأحرر الجميع منك .
الأسد : " يصيح " النجدة .
ترتفع أصوات مختلفة ،
يدخل الثعلب فرحاً
الثعلب : " يدخل فرحاً " مولاي ..
الثور : ما هذا ؟
الثعلب : أبشر ، عادت الرعية .
الثور : أنت تكذب .
الأسد : رعيتي !
الثور : لقد فروا جميعاً ، ولن يعودوا .
الثعلب : أصغ بنفسك ، هاهم عائدون .
الثور : لا يمكن .
الثعلب : عاد بهم أسود الغابات المجاورة .
الثور : الحقراء .
الثعلب : لن نجوع ثانية ، يا مولاي .
الأسد : " يحاول النهوض"مهلاً ، سأؤلمك
لحلفائي .
الثور : " يتراجع " الويل لك ، لن تفلت مني .
الأسد : " يهب واقفاً " أمسكوه " يهم أن يلحق
به " أقبضوا عليه .
الثعلب : مولاي ، دع الثور ، دعه .
الأسد : إنه
الثعلب : لن يهرب بعيداً .
الأسد : أريده ..
الثعلب : دعك منه ، ولنعرف الآن أين نقف .
الأسد : ماذا تعني ؟
الثعلب : أنت تعرف أسود الغابات المجاورة ،
إنهم لا يقدمون خدمة بلا ثمن .
الأسد : كلامك هذا يقلقني .
الثعلب : إنهم يقتربون " ينظر إلى الخارج "
مولاي ، تهيأ ، هاهم قادمون .
الأسد : نعم ، أراهم " منقبضاً " إنّ وجوههم لا
تبشر بخير .
يدخل ثلاثة أسود ،
الثعلب يلكز الأسد
الثعلب : " هامساً مولاي .
الأسد : متمتماً " نعم .
الثعلب : " هامساً " رحب بهم .
الأسد : مرحباً .
الثعلب : بحرارة ، لقد أنقذوا ملكك .
الأسد : " يندفع إليهم " أهلاً بأحبائي ، أهلاٍ
بإخوتي ، أهلاً ب .. " يقفون جامدين "
أهلاً ، أهلاً .
الثعلب : مرحباً بكم في غابتنا .
الأسد الأول : ابتعد .
الثعلب : مولاي ، إنني مستشار ..
الأسد الأول : قلت لك ، ابتعد .
الثعلب : " يقف جانباً " ....
الأسد : إنه مستشاري .
الأسد الثاني : لن نأكله .
الأسد الثالث : دعنا من مستشارك ، لدينا الآن ما هو
أهم .
الأسد : أنتم ضيوفي ، لابد أولاً أن أؤلم لكم .
الأسد الأول : لم نأت لتولم لنا .
الأسد الثالث : لقد أعدنا معظم رعيتك .
الأسد : كنت أعد حملة تأديبية ، و ..
الأسد الثالث : ولكن بقي بعضهم على التلال .
الأسد : لن يفلتوا مني ، سآكلهم الواحد بعد
الآخر ..
الأسد الثاني : لا تتعب نفسك ، إننا نشن حملة لإبادتهم،
فنحن لا نريد أن تكون رعيتك مثلاً قد
يحتذي به بعض رعايانا .
الأسد الأول : نحن لم ننس مواقفك غير الودية منّا ،
لكنك ملك ، ونحن لا نريد أن يكون
موتك بيد رعيتك سابقة ، يمكن أن تؤثر
علينا .
الأسد : إنني ..
الأسد الثالث : إننا نود أن نتحدث إليك بكل صراحة .
الأسد : أرجو أن لا تنسوا أنكم تتحدثون إلى
ملك .
الأسد الثاني : ستبقى ملكاً ، بشروطنا .
الأسد : إنّ أجدادي العظام ..
الأسد الأول : لا تنس أنّ جنودنا الآن يحتلون غابتك .
الأسد الثالث : سنعين مندوباً لنا في عرينك ، يتحدث
باسمك .
الأسد : تعني أنه سيكون هو الأسد .
الأسد الثالث : إنّ كلامي واضح .
الأسد " يطرق منهاراً " ....
الأسد الأول : سيبقى العرش لك .
الأسد الثاني : وستولم قدر ما تريد .
الأسد الثالث : نحن لا نريد أن نسلمك إلى رعيتك .
الأسد الثاني : أنت حرّ ، فاختر .
الأسد : ابعدوا عني هذه النسور .
الأسد الثالث : قل أولاٍ ، نعم .
الأسد : قلتها منذ أن دخلتم .
الأسد الثاني : هذه نعم أبقتك على العرش .
الأسد الثالث : سيدخل الآن وفد من رعيتك ،
وسيقدمون لك فروض الطاعة .
الأسد : وماذا عليّ أن أفعل ؟
الأسد الثاني : مثل دور الأسد .
الأسد الثالث : " يشير لأحد أتباعه " فليدخلوا .
تدخل بعض الحيوانات ،
ثم تنحني للأسد
إظلام
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق